لا أستطيع السيطرة على أعصابي عند التحدث مع الآخرين..فما العلاج؟ # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

السؤال :







السلام عليكم:

أنا شاب مقبل على الزواج، وأعاني من رهاب اجتماعي كبير لدرجة تصل إلى سرعة ضربات القلب، ورعشة في اليد، والأرجل، واحمرار في الوجه، وعدم القدرة على التحدث، والسيطرة على أعصابي بدرجة ملحوظة جدا.

فالرجاء أن تصف لي دواء يكون فعالا لدرجة كبيرة وغير مكلف.

ولكم جزيل الشكر والتقدير.















الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد فوزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

أولا: لا أريدك أبدا أن تجسّم الرهاب الاجتماعي، أنت ذكرت أنك تعاني من رهاب اجتماعي كبير، وأنا بالطبع أقدر وصفك لحالتك، لكن يعرف أن المبالغة في تقبل الأعراض، والإحساس بها يعظم، ويزيد من وطأتها على الإنسان.

الرهاب الاجتماعي هو أصلا قلق لذا حين يواجه الإنسان موقفا معينا قد لا يكون متعودا عليه، أو أنه حدثت له رهبة نتيجة لخبرة سابقة يحدث هنا تغير فيزيولوجي في الجهاز العصبي اللاإرادي، هذا يؤدي إلى سرعة ضربات القلب، والرعشة في اليدين، والأرجل، واحمرار الوجه.

واحمرار الوجه ناتج من زيادة تدفق الدم، وزيادة تدفق الدم ناتجة من سرعة ضربات القلب، والقلب يضرب بسرعة؛ لأنه يريد أن يوفر أكبر كمية ممكنة من الأكسجين حتى يكون الجسم متحفزا ليواجه الموقف، فإذن هي عملية فيزيولوجية طبيعية جدا في وقتها، لكن يحس الإنسان بهذه الأعراض بزيادة كبيرة، فأرجو أن تتفهم أن هذه الحالة بسيطة، وليست خطيرة، وما تحس به لا يحس به الآخرون، ولا ينظرون إليك، ولا يستهزؤون بك، وحتى احمرار الوجه ليس ملحوظا لديهم بنفس الحساسية التي تلاحظها أنت.

ودائما الرهبة تكون في أول الموقف وبعد ذلك تنحسر تماما، هذا مهم جدا من المنظور السلوكي أن يفهم الإنسان طبيعة هذه المخاوف، وأنها قلق، وهي ليست جبنا، وليست ضعفا في الشخصية، وليست دليلا على اضطراب الإيمان، هي مجرد نوع من القلق المكتسب.

والمواجهة تعتبر وسيلة علاجية كبيرة، والتجنب يعتبر وسيلة انتكاسة كبيرة أيضا، لذا نقول للناس واجهوا ابدؤوا بأصدقائكم، وجيرانكم كونوا حريصين على الصلاة في المسجد، مارسوا الرياضة جماعيا، احضروا حلقات التلاوة، اشتركوا في الأنشطة الثقافية، والاجتماعية على مستوى الأحياء، أو البلد، أو جهة العمل، هذا نوع من التدرب الاجتماعي الممتاز لعلاج الرهاب والخوف، وفي نفس الوقت تنتج منه منافع أخرى كثيرة جدا تفيد الإنسان في الدنيا والآخرة.

أنت مقبل على الزواج، وهذه بشارة كبرى، وأسأل الله تعالى أن يتم لك أمر الزواج بخير، الدواء هنالك أدوية ممتازة جدا لعلاج الخوف الاجتماعي، أنت محتاج لدواء يسمى مودبكس، واسمه العلمي سيرتللين، وهو إن شاء الله غير مكلف، وفترة علاجه فترة قصيرة تبدأ بنصف حبة يوميا من هذا الدواء تتناولها ليلا بعد الأكل، وبعد أسبوعين اجعلها حبة كاملة لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، وهنالك دواء آخر مهم جدا لحالتك هذا الدواء يعرف باسم اندرال، واسمه العلمي ريمانون، والجرعة المطلوبة في حالتك هي 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين ،ثم 5 مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

بالتأكيد الأدوية غير إدمانية، وإن شاء الله جيدة وطيبة، وسوف تساعدك كثيرا.

وللمزيد من الفائدة يمنكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: ( ^ 269653^ - ^ 277592^ - ^259326^ - ^264538^ - ^ 262637^ ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق السداد.