شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: السبت 27 ابريل 2024 , الساعة: 6:56 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ تعرٌف على ] أم سلمة # اخر تحديث اليوم 2024-04-27 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 27/03/2024

اعلانات

[ تعرٌف على ] أم سلمة # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

آخر تحديث منذ 1 شهر و 1 يوم
2 مشاهدة

تم النشر اليوم 2024-04-27 | أم سلمة

مناقبها ومكانتها

جزء من سلسلة مقالات حولأمهات المؤمنين
خديجة بنت خويلد
سودة بنت زمعة
عائشة بنت أبي بكر
حفصة بنت عمر
زينب بنت خزيمة
«أم سلمة» هند بنت أبي أمية
زينب بنت جحش
جويرية بنت الحارث
«أم حبيبة» رملة بنت أبي سفيان
صفية بنت حيي
ميمونة بنت الحارث
مارية القبطية
ريحانة بنت زيد بوابة صحابةعنت
نزول القرآن فيها
كانت أم سلمة سببًا في نزول بعض آيات القرآن، فقد ذكر مجاهد بن جبر أنها قالت يومًا: «يارسول الله، تغزو الرجال ولانغزو، وإنما لنا نصف الميراث.» فنزل الوحي بقوله تعالى: وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا وبقوله: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا. [114][115] كما روى عمرو بن دينار عن سلمة -وهو رجل من آل أمِّ سلمة- عن أم سلمة أنها قالت: «يَارَسُولَ اللَّهِ لَانَسْمَعُ اللَّهَ ذَكَرَ النِّسَاءَ فِي الهجرة بشيء؟» فنزل الوحي بقوله: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ. [116] عند أهل السنة والجماعة
لأم سلمة مكانة عالية لدى كلٍ من أهل السنة والجماعة والشيعة، فقد روى مسلم بن الحجاج في «صحيحه» أن من فضائل أم سلمة: «حَدَّثَنِي عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الْقَيْسِيُّ، كِلَاهُمَا عَنِ الْمُعْتَمِرِ، قَالَ: ابْنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ، عَنْ سَلْمَانَ، قَالَ: لَا تَكُونَنَّ إِنِ اسْتَطَعْتَ، أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ السُّوقَ وَلَا آخِرَ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، فَإِنَّهَا مَعْرَكَةُ الشَّيْطَانِ، وَبِهَا يَنْصِبُ رَايَتَهُ. قَالَ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّ جِبْرِيلَ ، أَتَى نَبِيَّ اللهِ ﷺ، وَعِنْدَهُ أُمُّ سَلَمَةَ، قَالَ: فَجَعَلَ يَتَحَدَّثُ، ثُمَّ قَامَ فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ ﷺ لِأُمِّ سَلَمَةَ: «مَنْ هَذَا؟» أَوْ كَمَا قَالَ: قَالَتْ: هَذَا دِحْيَةُ، قَالَ: فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: ايْمُ اللهِ مَا حَسِبْتُهُ إِلَّا إِيَّاهُ، حَتَّى سَمِعْتُ خُطْبَةَ نَبِيِّ اللهِ ﷺ - يُخْبِرُ خَبَرَنَا أَوْ كَمَا قَالَ: قَالَ: فَقُلْتُ لِأَبِي عُثْمَانَ: مِمَّنْ سَمِعْتَ هَذَا؟ قَالَ: مِنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ».[117][118] قال ابن القيم: «وَمن خصائصها أَن جِبْرِيل دخل على النَّبِي ﷺ وَهِي عِنْده فرأته فِي صُورَة دحْيَة الْكَلْبِيّ».[119][120] كما ورد في «سنن الترمذي» عَنْ عمر بن أبي سلمة قَالَ: «لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، فَدَعَا فَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَجَلَّلَهُمْ بِكِسَاءٍ، وَعَلِيٌّ خَلْفَ ظَهْرِهِ فَجَلَّلَهُ بِكِسَاءٍ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيرًا». قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: وَأَنَا مَعَهُمْ يَا نَبِيَّ اللَّهِ، قَالَ: «أَنْتِ عَلَى مَكَانِكِ وَأَنْتِ عَلَى خَيْرٍ»».[121] عند الشيعة
يرى الشيعة أن أم سلمة هي أفضل زوجات النبي بعد خديجة بنت خويلد، وأنها كانت مخلصةً لعلي بن أبي طالب.[122] وجاء في رواية عن الإمام جعفر الصادق: «وأفضلهنّ خديجة بنت خويلد، ثمّ أمّ سلمة، ثمّ ميمونة بنت الحارث».[123] وقال علي النمازي الشاهرودي: «وهي أفضل أزواجه بعد خديجة الكبرى، فاضلة عارفة جليلة، كثيرة الرواية، عظيمة القدر».[124]

حياتها قبل البعثة


نسبها واسمها
منظر كاشف لمكة المكرمة من على متن جبل النور.
هي أم سلمة بنت أبي أمية واسمه سهيل بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر.
أمّها عَاتِكة بنت عامر بن ربيعة بن مالك بن جَذِيمة بن علقمة جِدْل الطّعَان بن فِراس بن غَنْم بن مالك بن كِنَانة، وذكر ابن شهر آشوب في كتابه «مناقب آل أبي طالب» وغيره أنّ والدتها عاتكة بنت عبد المطلب عمة النبي، بينما قال صاحب كتاب «معالي الرتب»: «ومما شاع من الأخطاء ظنُّ بعضِهم أن أم المؤمنين أم سلمة بنت أبي أمية من بنات عاتكة بنت عبد المطلب، وليس كذلك....».
إخوتها: المهاجر بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي أمية، وزهير بن أبي أمية، وهشام بن أبي أمية، وأبو عبيدة بن أبي أمية، ومسعود بن أبي أمية، وربيعة بن أبي أمية، وعبد الله بن أبي أمية، وقريبة الكبرى ابنة أبي أمية، وقريبة الصغرى بنت أبي أمية. وكان الصحابيُّ عمار بن ياسر أخاها من الرضاعة.
واسمها «هِنْدُ»، وقيل «رَمْلة»، لكن الذهبي نفى ذلك، لأن رملة اسم أم المؤمنين أم حبيبة. وقد اشتهرت بكنيتها «أم سلمة» نسبةً إلى ولدها سلمة بن أبي سلمة. أمّا أبوها فاسمه «حذيفة»، وقيل: «سهل»، وقيل: «سهيل»، ويلقَّبُ «زادَ الراكب»؛ لأنه كان أحد الأجواد؛ فكان إذا سافر لايترك من يرافقه ومعه زاد، بل يكفي رفقته من الزَّاد، ويكنّى أبا أمية، وكان من سادات بني مخزوم. وأم سلمة ابنة عم الصحابي خالد بن الوليد، وأبي جهل بن هشام. ولادتها ونشأتها
ولدت أم سلمة في مكة المكرمة، وذكر الزركلي في «الأعلام» أنّ ولادتها كانت سنة 28 ق.هـ. نشأت في بيت والدها أبي أمية الذي كان من سادات قريش، وتزوجت من ابن عمها أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي.

الهوامش


.
جزء من سلسلة مقالات حولالرسول محمد
سيرته
سيرته
بعثته
حياته في مكة
هجرته إلى يثرب
حياته في المدينة
فتح مكة
حجة الوداع أحداث وجوانب من حياته
نزول الوحي
أحاديثه
الهجرة إلى الحبشة
بيعة العقبة
بيعة الرضوان
إصلاحاته الاجتماعية
دبلوماسيته
عسكريته معجزاته
القرآن
الإسراء والمعراج
انشقاق القمر
البشارات ببعثة
خاتم النبوة
نبوءاته
نبوع الماء من بين أصابعه
حديثه مع الحيوانات والجمادات
إبراءه المرضى وذوي العاهات
غار حراء وغار ثور
قائمة أهم معجزات محمد نظراته وآراؤه
إلى اليهود
إلى المسيحيين
إلى العبودية خلافته
خلافته
حادثة سقيفة بني ساعدة
خطبة حجة الوداع
رزية الخميس
الخلافة الراشدة
أهل البيت
الصحابة
خلافة إسلامية تعظيمه ومدحه في الإسلام
الصلاة عليه
الصلاة الإبراهيمية
المديح النبوي
الاحتفال بمولده
إحياء ليلة القدر
التوسل به (عند الشيعة) النظرات إليه
الإسلامية
اليهودية
الكتاب المقدس
المسيحية الأوروبية القروسطية
التاريخية
الانتقاد أهل بيته
أمهات المؤمنين
القاسم بن محمد
عبد الله بن محمد
إبراهيم بن محمد
رقية بنت محمد
أم كلثوم بنت محمد
زينب بنت محمد
فاطمة الزهراء
علي بن أبي طالب
الحسن بن علي بن أبي طالب
الحسين بن علي بن أبي طالب
حمزة بن عبد المطلب
العباس بن عبد المطلب
جعفر بن أبي طالب
عقيل بن أبي طالب أوصافه وخصاله
وصف شكله وهيئته
خصائصه
أسماءه آثاره ومقتنياته
المسجد النبوي
مسجد القبلتين
الحجرة النبوية
مقتنيات الحجرة
ختم الرسول
آثاره
مقتنياته انظر أيضًا
الخاتمية
تاريخية محمد
عفير
ليلة القدر
العصر النبوي
الإعجاز العلمي في السنة النبوية بوابة محمدعنت
بعدما انقضت عدتها من وفاة أبي سلمة خطبها أبو بكر فردته، ثم خطبها عمر بن الخطاب فردته، ثم بعد ذلك خطبها النبي، فقبلت أم سلمة. واختُلف في تاريخ زواجها من النبي، قيل تزوجها قبل وقعة بدر في سنة 2 هـ، فعن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ مِنَ التَّارِيخِ أُمَّ سَلَمَةَ وَاسْمُهَا هِنْدُ بِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ مَخْزُومٍ»، وذكر ابن كثير وغيره أنّ رسول الله دخل بها في شوال سنة 2 هـ بعد وقعة بدر، كما ذكر المزي في «التهذيب» أن النبي تزوجها سنة 2 هـ وبنى بها في شوال، وقيل إن رسول الله تزوجها قبل الأحزاب سنة 3 هـ، وقال ابن حجر العسقلاني: «إنما تزوجها النبي سنة أربع على الصحيح ويقال سنة ثلاث... وحلت أم سلمة في شوال سنة أربع وقد نص على ذلك خليفة بن خِياط والواقدي ...»، وذكر ابن حجر أيضًا: «فتزوجها النّبيّ في جمادى الآخرة سنة أربع، وقيل سنة ثلاث». وقال ابن الملقن: «تزوجها في شوال سنة اثنين من الهجرة بعد وقعة بدر وبنى بها في شوال، وكانت قبله عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد والد [عمر] بن أبي سلمة، كذا قال أبو عمر وغيره أنه تزوجها سنة اثنين، وفي كتاب ابن الأثير: سنة ثلاث، وفيه نظر؛ لأن أبا سلمة شهد بدرًا سنة اثنين ومات سنة ثلاث أو أربع لا جرم، قال خليفة وغيره: تزوجها سنة أربع، وإنما التي بني بها في شوال عائشة ثم تزوج بعدها حفصة سنة ثلاث، ووقع في المستدرك للحاكم عن أبي عبيدة أنه تزوجها سنة [اثنين] قبل وقعة بدر وصوابه [بعد]». تذكر بعض المصادر أن النبي دخل بها في حجرة أم المؤمنين زينب بنت خزيمة بعد موتها، وأمّا مهرها، فقيل إن مهر نساء النبي موحد، وهو أربعمائة درهم، وورد في بعض المصادر أن صَداق أم سلمة أربعمائة دينار، وقد سلمها النجاشي ملك الحبشة، وذكر ابن هشام أن رسول الله أصدقها فراشًا حشوه ليف وقدحًا، وروى الزبير بن بكار في كتابه «المنتخب من كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم» أن رسول الله أصدقها كما أصدق عائشة بنت أبي بكر صحفةً كثيفةً، وقدحًا كثيفًا، وفراشًا حشوه ليفٌ، والمجشة وهي الرحى. ورُوي عن أنس أن النبي تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرةُ دراهم.[هامش 3] ورد في «مسند أحمد» عن عمر بن أبي سلمة: «إنَّ أُمَّ سَلَمَةَ لَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا، خَطَبَهَا أَبُو بَكْرٍ، فَرَدَّتْهُ، ثُمَّ عُمَرُ، فَرَدَّتْهُ. فَبَعَثَ إِلَيْهَا رَسُوْلُ اللهِ، فَقَالَتْ: مَرْحَبًا، أَخْبِرْ رَسُوْلَ اللهِ أَنِّي غَيْرَى، وَأَنِّي مُصْبِيَةٌ [أي ذات صبية صغار]، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي شَاهِدًا. فَبَعَثَ إِلَيْهَا: (أَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي مُصْبِيَةٌ؛ فَإِنَّ اللهَ سَيَكْفِيْكِ صِبْيَانَكِ، وَأَمَّا قَوْلُكِ: إِنِّي غَيْرَى، فَسَأَدْعُو اللهَ أَنْ يُذْهِبَ غَيْرَتَكِ، وَأَمَّا الأَوْلِيَاءُ؛ فَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْهُم إِلاَّ سَيَرْضَى بِي)....». جاء عن أنس أن رسول الله أَوْلَمَ على أم سلمة بتمر وسمن،[هامش 4] وعن أنس أيضًا: «أن رسولَ اللهِ -ﷺ- لما تزوجَ أمَّ سلمةَ أمرَ بالنِّطَعَ فبُسِطَ، ثم ألقى عليه تمرًا وسَويقًا فدعا الناسَ فأكلوا». وكان لأم سلمة مكانتها عند النبي، فيروى أن النجاشي أهدى إلى النبي حُلّةً وأواقٍ من مسك، فأعطى كل امرأة من نسائه أوقية مسك، وأعطى أم سلمة بقية المسك والحُلَّة. كما ذكرت عائشة أنّ النبي كان إذا صلّى العصر دخل على نسائه واحدة واحدة، يبدأ بأم سلمة لأنها أكبرهن، ويختم بعائشة. زواج علي من فاطمة
رسم تُركي عُثماني لرسول الله وهو يُزوّج ابنته فاطمة بابن عمّه عليّ، وقد غُطي وجه النبي وفاطمة الزهراء باللون الأبيض احترامًا لهما.
يروى أن أم سلمة كانت موجودة أثناء زواج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء، وورد أن زفاف فاطمة كان في حجرة أم سلمة، فقد جاء في «الأمالي» للشيخ الطوسي ما نصه: «فَالْتَفَتَ إِلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: مَنْ هَاهُنَا فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: أَنَا أُمُّ سَلَمَةَ، وَهَذِهِ زَيْنَبُ، وَهَذِهِ فُلَانَةُ وَفُلَانَةُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): هَيِّئُوا لِابْنَتِي وَابْنِ عَمِّي فِي حُجَرِي بَيْتًا. فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فِي أَيِّ حُجْرَةٍ يَارَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فِي حُجْرَتِكِ. وَأَمَرَ نِسَاءَهُ أَنْ يُزَيِّنَّ وَيُصْلِحْنَ مِنْ شَأْنِهَا». وورد في كتاب «تفسير فرات الكوفي» رواية عن علي بن أبي طالب وفيها: «قَالَ فَأَتَيْتُهُ مُسْرِعًا فَإِذَا هُوَ فِي حُجْرَةِ أُمِّ سَلَمَةَ فَلَمَّا نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَتَبَسَّمَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى أَسْنَانِهِ تُبْرِقُ، فَقَالَ: أَبْشِرْ يَاعَلِيُّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَانِي مَا كَانَ قَدْ أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ تَزْوِيجِكَ». ويذكر أيضًا أنّ أم سلمة كانت من اللاتي قمن بتجهيز فاطمة للعرس، فقد روى ابن ماجه في «سننه» عَنْ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ قَالَتَا: «أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ نُجَهِّزَ فَاطِمَةَ حَتَّى نُدْخِلَهَا عَلَى عَلِيٍّ، فَعَمَدْنَا إِلَى الْبَيْتِ، فَفَرَشْنَاهُ تُرَابًا لَيِّنًا مِنْ أَعْرَاضِ الْبَطْحَاءِ، ثُمَّ حَشَوْنَا مِرْفَقَتَيْنِ لِيفًا، فَنَفَشْنَاهُ بِأَيْدِينَا، ثُمَّ أَطْعَمْنَا تَمْرًا وَزَبِيبًا، وَسَقَيْنَا مَاءً عَذْبًا، وَعَمَدْنَا إِلَى عُودٍ، فَعَرَضْنَاهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، لِيُلْقَى عَلَيْهِ الثَّوْبُ، وَيُعَلَّقَ عَلَيْهِ السِّقَاءُ، فَمَا رَأَيْنَا عُرْسًا أَحْسَنَ مِنْ عُرْسِ فَاطِمَةَ»،[هامش 5] وقد شكك بعضهم في حضور أم سلمة الزواج، وذكر المشككون أن أم سلمة لم تكن زوجًا لرسول الله في ذلك الحين. في الغزوات والمشاهد
غزوة أحد المقالة الرئيسة: غزوة أحد
يُذّكر أنّ الصحابي شماس بن عثمان المخزومي قد حُمِلَ من أَحُدٍ إلى المدينةِ المنّورة، وكان بِهِ رَمَقٌ، فأدخلَ على عائشة، فقالت أم سلمة: «ابْنُ عَمّي يُدْخَلُ عَلَى غَيْرِي!»، فقال رسول الله: «احْمِلُوهُ إلَى أُمّ سَلَمَةَ»، فَحُمِلَ إليها فمات عندها، فأمر رسول الله أن يرد إلى أحد، فدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها، وكان قد مكث يومًا وليلة، ولكنه لم يذق شيئًا، ولم يصل عليه رسول الله ولم يغسله [كما هو الحال مع الشهداء]. وكانت أم سلمة تذهب إلى قبور شهداء أحد فتسلم عليهم في كل شهر فتظل يومها. غزوة الخندق المقالة الرئيسة: غزوة الخندق
شهدت أم سلمة غزوة الخندق، وعنها أنّها قالت: «مَا نَسِيتُ قَوْلَهُ يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يُعَاطِيهِمُ اللَّبَنَ قَدِ اغْبَرَّ شَعْرُ صَدْرِهِ وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِ الْخَيْرَ خَيْرُ الْآخِرَهْ ... فَاغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ».[هامش 6] كما روى الواقدي في «المغازي» عدة روايات تفصيلية عن أم سلمة تتحدث فيها عما عمله المسلمون خلال الغزوة. غزوة بني المصطلق المقالة الرئيسة: غزوة بني المصطلق
قيل أنّها شاركت في غزوة بني المصطلق، فقد جاء في إحدى الروايات أن رسول الله أقرع بين نسائه، فأصابت القرعة أم سلمة وعائشة، فخرج بهما معه إلى الغزوة،[هامش 7] كما جاء من ضمن أحداث الغزوة أن رسول الله خرج من المدينة حتى انتهى إِلَى الْمُرَيْسِيعِ، وهو مكان الماء، فضرب عليه قبته، ومعه عائشة وأم سلمة. يوم الحديبية المقالة الرئيسة: صلح الحديبية
شهدت أم سلمة صلح الحديبية، وفيه رُوي أنّ النبي قال لأصحابه بعدما أُقر الصلح: «قُومُوا فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا»، فتباطأ الصحابة، فقد كان في نفوسهم شيءٌ عن بنود الصلح، فحزن النبي ودخل على أم سلمة وكانت معه في تلك العُمرة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت له: «يانبي الله أتحبُّ ذلك؟ اخرج ثم لاتكلِّم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك وتدعو حالقك فيحلقك»، فخرج فلم يكلِّم أحدًا منهم حتى فعل ذلك؛ فنحر وحلق، فلمَّا رأَى أصحابه ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا. قال ابن حجر العسقلاني: «وإشارتها على النّبيّ يوم الحديبيّة تدلّ على وفور عقلها وصواب رأيها». غزوة خيبر المقالة الرئيسة: غزوة خيبر
شهدت أم سلمة غَزْوَة خَيْبَرَ سنة 7 هـ، وذكرت أنها «سَمِعْتُ وَقْعَ السَّيْفِ فِي أَسْنَانِ مَرْحَبٍ».[هامش 8] وأطعمَ رسول الله أمّ سلمة بخيبر ثمانين وسقًا تمرًا، وعشرين وسقًا شعيرًا، أو قمحًا. كما ورد أن أمَ سنانٍ الأسلميةَ كانت مع أم سلمة في الغزوة، فقد رُوي أن أم سنان أتت النبي عندما أراد التوجّه إلى خيبر وقالت له: «يَارَسُولَ اللَّهِ أَخْرُجُ مَعَكَ فِي وَجْهِكَ هَذَا أَخْرُزُ السِّقَاءَ وَأُدَاوِي الْمَرِيضَ وَالْجَرِيحَ إِنْ كَانَتْ جِرَاحٌ وَلا تَكُونُ[هامش 9] وَأَبْصُرُ الرَّحْلَ»، فقال لها النبي: «اخْرُجِي عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ فَإِنَّ لَكِ صَوَاحِبَ قَدْ كَلَّمْنَنِي وَأَذِنْتُ لَهُنَّ مِنْ قَوْمَكِ وَمِنْ غَيْرِهِمْ فَإِنْ شِئْتِ فَمَعَ قَوْمِكِ وَإِنْ شِئْتِ فَمَعَنَا»، فقالت: «مَعَكَ»، قَالَ: «فَكُونِي مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجَتِي». قَالَتْ: «فَكُنْتُ مَعَهَا». فتح مكة المقالة الرئيسة: فتح مكة
كانت أم سلمة مع رسول الله يوم فتح مكة، وروي أنّ أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وأخاها عبد الله بن أبي أمية لقيا النبي بنِيقِ العُقَاب فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول، فمنعهما، فَكَلَّمته أُم سلمة فيهما؛ فقالت: «يارسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك»، قال: « لَا حَاجَةَ لِي بِهِمَا، أَمَا ابْنُ عَمِّي فَهَتَكَ عِرْضِي، وَأَمَّا ابْنُ عَمَّتِي وَصِهْرِي فَهُوَ الّذي قَالَ لي بِمَكَّةَ مَا قَالَ»، ثم أَذن لهما فدخلا عليه، فأَسلما وحسن إِسلامهما. وذكر أيضًا أنّ أبا رافع ضَرَبَ للنبي قُبّةً بِالْحَجُونِ مِنْ أَدَمٍ، فَأَقْبَلَ النبي حَتّى انْتَهَى إلى القبّة، ومعه أم سلمة وميمونة. غزوة الطائف المقالة الرئيسة: غزوة الطائف
لما خرج النبي إلى غزوة الطائف كانت معه من أمهات المؤمنين اثنتان، إحداهما أم سلمة، وذكر الواقدي أنّ الأخرى زينب بنت جحش، فضُرب لهما قبتين، وصلى النبي بين القبتين. ويُروى أن النبي دخل على أم سلمة، وعندها أخوها عبد الله بن أبي أمية، ورجلٌ مخنث، فسمع المخنث يقول: «ياعَبْدَ اللَّهِ، أرَأَيْتَ إنْ فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الطَّائِفَ غَدًا، فَعَلَيْكَ بابْنَةِ غَيْلَانَ؛ فإنَّهَا تُقْبِلُ بأَرْبَعٍ، وتُدْبِرُ بثَمَانٍ»، فنهى رسول الله بقوله: «لايَدْخُلَنَّ هَؤُلَاءِ عَلَيْكُنَّ»، وفي رِوايةٍ: وهو محاصر الطائف يومئذٍ. غزوة تبوك المقالة الرئيسة: غزوة تبوك
روى الواقدي: حدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعيد، عن عرباض بن سارية قال: «كنت ألزم باب رسول الله ﷺ في الحضر والسفر، فرأيتنا ليلة ونحن بتبوك وذهبنا لحاجةٍ، فرجعنا إلى منزل رسول الله ﷺ وقد تعشى ومن عنده من أضيافه، ورسول الله ﷺ يريد أن يدخل في قبته ومعه زوجته أم سلمة بنت أبي أمية....».[هامش 10] في حجة الوداع المقالة الرئيسة: حجة الوداع
حج النبي بجميع نسائه في حجة الوداع، وقد جاء عن جمرة بنت قحافة أنها قالت: «كُنْتُ مَعَ أُمِّ سَلَمَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَسَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: "يَاأُمَّتَاهُ هَلْ بَلَّغْتُكُمْ؟". فَقَالَ بُنَيٌّ [أي ابنٌ صغير] لَهَا: يَاأُمَّهُ مَا لَهُ يَدْعُو أُمَّهُ؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ [أي جمرة]: إِنَّمَا يَعْنِي أُمَّتَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: "أَلَا إِنَّ أَعْرَاضَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَدِمَاءَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا».[هامش 11] وفاة النبي
المسجد النبوي حيث دفن النبي.
كان لأم سلمة دور بارز خلال مرض النبي، وتذكر مصادر أهل السنة والجماعة أن النبي لما مرض مرضه الأخير، كانت رغبته أن يُمرّض في بيت عائشة، فأذنت له زوجاته، وفي الموطأ أن أم سلمة كانت تقول: «مَا صَدَّقْتُ بِمَوْتِ النَّبِيِّ ﷺ حَتَّى سَمِعْتُ وَقْعَ الْكَرَازِينِ»، كما روي عن أم سلمة قالت: «وَضَعْتُ يَدِي عَلَى صَدَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ مات فمرت لي جُمَعٌ آكُلُ وَأَتَوَضَّأُ وَمَايَذْهَبُ رِيحُ الْمِسْكِ مِنْ يَدِي». جاء في «مسند أبي يعلى الموصلي» عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ إِنْ كَانَ عَلِيٌّ لَأَقْرَبُ النَّاسِ عَهْدًا بِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ قُبِضَ فِي بَيْتِ عَائِشَةَ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ غَدَاةً بَعْدَ غَدَاةٍ يَقُولُ: «جَاءَ عَلِيٌّ؟» مِرَارًا. قَالَتْ: وَأَظُنُّهُ كَانَ بَعَثَهُ فِي حَاجَةٍ، قَالَت: فَجَاءَ بَعْدُ، فَظَنَنَّا أَنَّ لَهُ إِلَيْهِ حَاجَةً، فَخَرَجْنَا مِنَ الْبَيْتِ، فَقَعَدْنَا عِنْدَ الْبَابِ، فَكُنْتُ مِنْ أَدْنَاهُمْ، فَأَكَبَّ عَلَيْهِ عَلِيٌّ فَجَعَلَ يُسَارُّهُ وَيُنَاجِيهِ، ثُمَّ قُبِضَ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ»، والحديث رواه أحمد وابن أبي شيبة والحاكم النيسابوري وغيرهم، وصحح البعض هذا الحديث وحسنه آخرون، وذهب البعض إلى أن الحديث ضعيف، وضعفه الألباني. وورد في مصادر الشيعة، مثل كتاب «الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد» للشيخ المفيد وغيره رواية وفيها: «... فلمّا كان من الغَد حُجِب الناسُ عنه وثَقلَ في مرضه، وكان أميرُ المؤمنين لا يُفارِقه إلاّ لضرورةٍ، فقام في بعض شؤونه، فأفاق إفاقةً فافتقد عليًا فقال -وأزواجُه حولَه-: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» وعاوده الضعفُ فأُصْمِتَ، فقالت عائشة: اُدعوا له أبا بكرٍ، فدُعِيَ فدَخَلَ عليه فقَعَدَ عند رأسه، فلمّا فَتَح عينهَ نظَرَ إليه وأعْرَض عنه بوجَهه، فقام أبو بكرٍ وقال: لو كان له إليَ حاجةٌ لأفْضى بها إلي. فلمّا خرج أعادَ رسول اللّه صلى الله عليه وآله القولَ ثانيةً وقال: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت حَفْصَة: اُدعوا له عُمر، فدُعِي فلما حَضَر رآه النبي فأعْرضَ عنه فانصرف. ثمّ قال: «اُدعوا لي أخي وصاحبي» فقالت أُمُّ سلمة : اُدعوا له عليًا فإنّه لا يُريد غيرهَ، فدُعِيَ أميرُ المؤمنين ...»، كما يُذكر أن النبي دخل على أم سلمة في آخر حياته، فرأته على غير حاله، فقد جاء في كتاب «الأمالي» للشيخ الصدوق وغيره في إحدى الرويات ما نصه «... ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيت أم سلمة، وهو يقول: رب سلم أمة محمد من النار، ويسر عليهم الحساب. فقالت أم سلمة: يارسول الله، ما لي أراك مغمومًا متغيّرَ اللون! فقال: نُعيت إليَّ نفسي هذه الساعة، فسلام لك مني في الدنيا، فلاتسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا. فقالت أم سلمة: واحزناه حزنًا لاتدركه الندامة عليك يامحمداه. ثم قال (صلى الله عليه وآله): ادعي لي حبيبة قلبي، وقرة عيني فاطمة تجئ. فجاءت فاطمة () وهي تقول: نفسي لنفسك الفداء، ووجهي لوجهك الوقاء ياأبتاه ...».

حياتها بعد وفاة النبي


لم تشارك أم سلمة في المعارك التي وقعت بعد وفاة النبي، وذلك امتثالًا لأمره، وقد بقيت وعاشت في المدينة المنورة.[هامش 12] في عهد الخلفاء الراشدين
تذكر بعض مصادر الشيعة أن أم سلمة دافعت عن علي بن أبي طالب في قضية الخلافة، كما تذكر مصادر الشيعة أيضًا أنها دافعت عن فاطمة الزهراء في قضية فدك. وكتبت أم سلمة لعثمان بن عفان تنصحه بعد اضطراب الأمور في عهده. وبعد مقتل عثمان بن عفان والفتنة التي وقعت بين المسلمين، كتبت أم سلمة إلى عائشة بنت أبي بكر حين همّت بالخروج إلى البصرة تنصحها بعدم الخروج، فشكرتها عائشة، وأوضحت لها بأن نيتها الإصلاح بين فئتين متناحرتين. وأرسلت أم سلمة ابنها عمر بن أبي سلمة إلى علي بن أبي طالب لما سار إلى البصرة، فقد روى أبو عبد الله الحاكم النيسابوري في «المستدرك على الصحيحين» عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: «لَمَّا سَارَ عَلِيٌّ إِلَى الْبَصْرَةِ دَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ﷺ يُوَدِّعُهَا فَقَالَتْ: "سِرْ فِي حِفْظِ اللَّهِ وَفِي كَنَفِهِ: فَوَاللَّهِ إِنَّكَ لِعَلَى الْحَقِّ: وَالْحَقُّ مَعَكَ: وَلَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَعْصي اللَّهَ وَرَسُولَهُ: فَإِنَّهُ أَمَرَنَا ﷺ أَنْ نَقَرَّ فِي بُيُوتِنَا لَسِرْتُ مَعَكَ: وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَأُرْسِلَنَّ مَعَكَ مَنْ هُوَ أَفْضَلُ عِنْدِي وَأَعَزُّ عَلَيَّ مِنْ نَفْسِي ابْنِي عُمَرَ». كما كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان تذكر له فضل علي. وكانت أم سلمة حريصة على وحدة صف المسلمين، فحين قدم بُسر بن أرطاة إلى المدينة في خلافة معاوية، ورفض جابر بن عبد الله الأنصاري أن يُبايع، أتى أم سلمة، فقالت له: «أَرَى أَنْ تُبَايِعَ فَإِنِّي قَدْ أَمَرْتُ ابْنِي عُمَرَ وَخَتَنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَمْعَةَ -وَهُوَ زَوْجُ ابْنَتِهَا زَيْنَبَ- أَنْ يُبَايِعَا»، فأتاه جابر فبايعه. موقفها من خروج الحسين
تخطيط لاسم الحسين، يعلوه «ع» اختصارًا لعبارة عليه السلام.
تذكر بعض مصادر الشيعة أنّ الحسين بن علي لمّا عزم على الخروج من المدينة أتته أمُّ سلمة فقالت له: «يابنيَّ لاتُحزنِّي بخروجك إلى العراق، فإنّي سمعت جدَّك يقول: يقتل ولدي الحسين بأرض العراق في أرض يقال لها كربلاء»، فقال لها: «يااُمّاه! وأنا والله أعلم ذلك، وإني مقتول لا محالة، وليس لي من هذا بدُّ، وإنّي والله لأَعرف اليوم الّذي أُقتل فيه، وأعرف من يقتلني، وأعرف البقعة الّتي أُدفن فيها، وإنّي أعرف من يُقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي، وإن أردت ياأُمّاه أريك حفرتي ومضجعي». ثم أشار إلى جهة كربلاء فانخفضت الأرض حتى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره، وموقفه ومشهده، فعند ذلك بكت أم سلمة بكاءً شديدًا، وسلّمت أمره إلى الله، فقال لها: «يااُمّاه! قد شاء الله عزَّ وجلَّ أن يراني مقتولًا مذبوحًا ظلمًا وعدوانًا، وقد شاء أن يرى حرمي ورهطي ونسائي مشرَّدين وأطفالي مذبوحين مظلومين، مأسورين مقيّدين، وهم يستغيثون فلايجدون ناصرًا ولا معينًا»، وفي رواية أخرى: قالت أم سلمة: «وعندي تربة دفعها إليّ جدك في قارورة» فقال: «والله! إني مقتول كذلك، وإن لم أخرج إلى العراق يقتلوني أيضًا»، ثم أخذ تربة فجعلها في قارورة وأعطاها إياها، وقال: «اجعليها مع قارورة جدي، فإذا فاضتا دمًا فاعلمي أني قد قتلت».[100][101][102] وجاء في بعض الأخبار أن للحسين بنت تُسمى «فاطمة»، وكانت حين خروجه إلى المدينة مريضةً، فجعلها عند أم سلمة.[103][104]
مقتل الحسين وبكاء أم سلمة عليه المقالة الرئيسة: معركة كربلاء
قُتل الحسين بن علي في يوم عاشوراء سنة 61 هـ، ولما بلَغها مقتله وجمت لذلكَ، وغشِي عليها، وَحزِنت عليه كثيرًا،[105] روى الترمذي عن أبي سعيد الأشج عن أبي خالد الأحمر عن رزين عن سلمى قالت: «دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ وَهِيَ تَبْكِي، فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ فَقَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَارَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنفًا»»، وعن شهر بن حوشب قال: «إِنَّا لَعِنْدَ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ فَسَمِعْنَا صَارِخَةً فَأَقْبَلَتْ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ: قُتِلَ الْحُسَيْنُ. فَقَالَتْ: قَدْ فَعَلُوهَا، مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ- أَوْ بُيُوتَهُمْ- عَلَيْهِمْ نَارًا، وَوَقَعَتْ مَغْشِيًّا عَلَيْهَا، وَقُمْنَا».[106][107][108] كما جاء في مصادر الشيعة أيضًا أن أم سلمة بكت وأقامت العزاء على الحسين، فقد جاء في كتاب «الأمالي» للشيخ الطوسي عَنْ عبد الله بن عباس: «بَيْنَا أَنَا رَاقِدٌ فِي مَنْزِلِي إِذْ سَمِعْتُ صُرَاخًا عَظِيمًا عَالِيًا مِنْ بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فَخَرَجْتُ يَتَوَجَّهُ بِي قَائِدِي إِلَى مَنْزِلِهَا، وَأَقْبَلَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ إِلَيْهَا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَيْهَا قُلْتُ: يَاأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، مَا بَالُكِ تْصُرِخِينَ وَ تَغُوثِينَ فَلَمْ تُجِبْنِي، وَأَقْبَلَتْ عَلَى النِّسْوَةِ الْهَاشِمِيَّاتِ وَقَالَتْ: يَابَنَاتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَسْعِدْنَنِي وَابْكِينَ مَعِي، فَقَدْ وَاللَّهِ قُتِلَ سَيِّدُكُنَّ وَسَيِّدُ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، قَدْ وَاللَّهِ قُتِلَ سِبْطُ رَسُولِ اللَّهِ وَرَيْحَانَتُهُ الْحُسَيْنُ. فَقِيلَ: يَاأُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِنْ أَيْنَ عَلِمْتِ ذَلِكِ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) فِي الْمَنَامِ السَّاعَةَ شَعِثًا مَذْعُورًا، فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَأْنِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ: قُتِلَ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ وَأَهْلُ بَيْتِهِ الْيَوْمَ فَدَفَنْتُهُمْ، وَالسَّاعَةَ فَرَغْتُ مِنْ دَفْنِهِمْ. قَالَتْ: فَقُمْتُ حَتَّى دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَأَنَا لَاأَكَادُ أَنْ أَعْقِلَ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا بِتُرْبَةِ الْحُسَيْنِ الَّتِي أَتَى بِهَا جَبْرَئِيلُ مِنْ كَرْبَلَاءَ، فَقَالَ: إِذَا صَارَتْ هَذِهِ التُّرْبَةُ دَمًا فَقَدْ قُتِلَ ابْنُكَ، وَأَعْطَانِيهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ)، فَقَالَ: اجْعَلِي هَذِهِ التُّرْبَةَ فِي زُجَاجَةٍ -أَوْ قَالَ: فِي قَارُورَةٍ- وَلْتَكُنْ عِنْدَكَ، فَإِذَا صَارَتْ دَمًا عَبِيطًا فَقَدْ قُتِلَ الْحُسَيْنُ، فَرَأَيْتُ الْقَارُورَةَ الْآنَ وَقَدْ صَارَتْ دَمًا عَبِيطًا تَفُورُ. قَالَ: وَأَخَذَتْ أُمُّ سَلَمَةَ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ فَلَطَخَتْ بِهِ وَجْهَهَا، وَجَعَلَتْ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَأْتَمًا وَمَنَاحَةً عَلَى الْحُسَيْنِ ()، فَجَاءَتِ الرُّكْبَانُ بِخَبَرِهِ، وَأَنَّهُ قَدْ قُتِلَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ».[109][110]

شرح مبسط


أم سَلَمَة هند بنت أبي أمية المخزومية، إحدى زوجات الرسول محمد، وإحدى أمهات المؤمنين، ومن السابقين إلى الإسلام، كانت زوجة لأبي سلمة بن عبد الأسد، وهاجرت معه الهجرة الأولى إلى بلاد الحبشة،[1][2] وعند الهجرة إلى المدينة المنورة منعها أهلها من الهجرة مع زوجها، ثم خلّوا سبيلها فأخذت ولدها وارتحلت، حتى لقيت عثمان بن طلحة بالتنعيم فأوصلها إلى يثرب، وقيل: إنها أوَّل امرأة خرجت مهاجرةً إلى الحبشة، وأول ظعينةٍ دخلت المدينة.[3][4] ولمَّا توفي أبو سلمة، تزوجها النبي.[5][6]
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] أم سلمة # اخر تحديث اليوم 2024-04-27 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 27/03/2024


اعلانات العرب الآن