شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: السبت 27 ابريل 2024 , الساعة: 4:57 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ تعرٌف على ] ذو نواس # اخر تحديث اليوم 2024-04-27 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 10/11/2023

اعلانات

[ تعرٌف على ] ذو نواس # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

آخر تحديث منذ 5 شهر و 18 يوم
1 مشاهدة

تم النشر اليوم 2024-04-27 | ذو نواس

تاريخ


تشير المصادر العربية أن يوسف بن شراحبيل، ويعرف كذلك باسم ذو النواس الحِمْيَري هو أحد الملوك الحِمْيَريين في اليمن القديم وأحد أشهر اليمنيين اليهود وصاحب مذبحة نجران. ذو نوَّاس الحِميري كان يحمل اسم يُوسُف وهو اسم عبراني صريح ولا شك أنه كان يهودياً، ويبدو أنَّهُ رأى أنَّ استقرار حُكم مملكة حمير يتوقَّف على القضاء على الأحباش الذين استجبلوا المسيحيَّة إلى اليمن، فاضطهد الاحباش المسيحيون اضطهادًا شديدًا، عند ذلك ثارت حفيظة بيزنطة عقدت العزم على دعم الحبشة ضد ذي نوَّاس، وتمَّ إبرام صُلح بين الروم والفُرس. كانت اليمن منقسمة ما بين اليهود والوثنيين فمنذ القرن الرابع الميلادي بدأ الأحباش والرومان بشن حملات عسكرية نحو اليمن للتبشير بالمسيحية في «العربية السعيدة» إلا أنهم قوبلوا بمقاومة من قبائل اليمن كان الاحباش مسيحيون أرثوذكسية شرقية ويتركزون في ساحل تهامة والمخا وقد احتلوا ظفار يريم عاصمة مملكة حمير بينما كان الحميريين معتنقي لليهودية وهم خليط من قبائل سبئية وعبرانيين وبقيت الوثنية في بعض القبائل البدوية.
لا يوجد نقش أو نص صريح يشير إلى إحراق ذو النواس لأعدائه. ولكن إحراق المدن وإتلافها كان أمرا مألوفا عند ملوك اليمن القديم. وقد روى مؤرخي السريان نقلا عن مؤرخي العرب أن أحداثا مفزعة تظهر قسوة وجدية من قبل ذو النواس ضد الأحباش المسيحيين. روي أن الجنود الحميريين كانوا يصبون الزيت على المسيحيين ويحرقوهم أحياء في اليمن وقد تكون المصادر السريانية بالغت في تصوير الأحداث إذ جاء في كتاب الحميريين السرياني لمار شمعون الأرشمي حوار دار بين امرأة من اليمن تدعى حبسة بنت حيان وذو النواس واستبق المؤلف التفاصيل بجملة:«إخواننا وأخواتنا وأمهاتنا وأبائنا الذين استشهدوا لأجل المسيح»
«أنا ابنة المعلم حيان الذي باركه الرب فعمت المسيحية على هذه الأرض، أنا ابنة من حرق كنيسك اليهودي.» فرد ذو نواس:
«إذا أنت تحملين أفكار أباك وتريدين إحراق كنيسنا؟» فأجابت:
«لا أنا لا أريد إحراق كنيسك لإنني مستعدة للموت من أجل المسيح كما فعل إخوتي وأنا واثقة من عدل المسيح الذي سيضع نهاية لحكمك ويزيل كنائسك من أرضنا وتعم المسيحية ويزول كبريائك بنعمة الرب إلهنا المسيح وصلوات أخوتي وأخواتي وأبائي وأمهاتي الذين أحرقتهم. وسيفكر الناس من بعدك فيك ومن تبعك من القبائل بأنك رجل كافر وقاسي يعادي الكنيسة المقدسة وأتباعها»
شن ذو نواس ومعه كبرى قبائل اليمن حملات عسكرية على الأحباش المسيحيين الغزاة في نجران وظفار يريم وأشهر وقائعه كانت في المخا، قصص الإخباريين العرب بعد الإسلام حاولت الربط بين يوسف ذو النواس وبين حادثة أصحاب الأخدود بظهور يوسف كانت المملكة الحميرية قد اعيدت على أرض الواقع وكان يوسف يلقب نفسه بلقب «ملك كل الشعوب» ولم يكن يلقب نفسه باللقب الملكي للحِميَّريين الطويل، ساندته في حملاته العسكرية كبرى قبائل اليمن قبائل همدان وكندة ومذحج ومراد وأعرابهم وأبناء منطقة غيمان بشرق صنعاء و«بيت ذي يزن» وخولان هدم يوسف كنيسة الأحباش في ظفار يريم عاصمة مملكة حمير وشن حملات مشابهة في نجران وعلى الطول الساحل الغربي في تهامة حتى وصل باب المندب، ليعيق وصول الإمدادات للقوات الحبشية المسيحية المرابطة في اليمن من مملكة أكسوم على الضفة المقابلة المصادر البيزنطية والسريانية المسيحية تذكر ذو النواس وتظهره بمظهر الطاغية اليهودي الحاقد على المسيحيين، ولكنهم يتجاهلون أن الأحباش المسيحيين في ظفار وتهامة ونجران والمخا وغيرها كانوا جنود غزاة من مملكة أكسوم ولم يكن الأحباش المسيحيين في نجران وظفار والمخا بالبراءة التي صورتها بعض المصادر العربية والسريانية، بل كانوا يريدون إبادة الشعب اليمني بدلالة إحراقهم عدداً من البلدات والقرى والمعابد اليهودية فشل الغزو الحبشي لليمن بتلك الصورة برر تدخل بيزنطة ودعمها لأكسوم وإرسال جيش جديد بقيادة أبرهة الحبشي خلف يوسف اثنان وعشرين ألف قتيل خلال حملاته ضد القوات الحبشية المسيحية في اليمن ويشير ابن إسحاق وأبو صالح نقلا عن عبد الله بن عباس في سيرة ابن هشام أن قوم الأخدود قيل أنهم نصارى من نجران. وقال الضحاك أنّ: أصحاب الأخدود هم قوم من النصارى كانوا باليمن قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة، أخذهم يوسف بن شراحيل بن تبع الحميري، وكانوا نيفا وثمانين رجلا، وحفر لهم أخدودا وأحرقهم فيه. وقال الكلبي أن أصحاب الأخدود: هم نصارى نجران، أخذوا بها قوما مؤمنين، فخدوا لهم سبعة أخاديد، طول كل أخدود أربعون ذراعا، وعرضه أثنا عشر ذراعا.

نقش الملك يوسف أسأر


في السطر الأول كاتب النقش شرحال ذو يزن يطلب البركة من الله مما يدل أنه كان موحداً: ليبركن الن ذ لهو سمين وارضين ملكن يوسف اسار يثار ملك كل اشعبن وليبركن اقولن
الترجمة: ليبارك إلهنا الذي له (ملك) السماوات والأرض الملك يوسف اسار يثار ملك كل الشعوب وليبارك الأقيال السطر الثاني: لحيعت يرخم وسميفع اشوع وشرحال اشوع وشرحبال اسعد بني شرحبال يكمل سادة ذي يزن وذي جدن
السطر الثالث: خصرو مراهمو ملكن يوسف اسار يثار كدهر قلسن وهرج احبشن بظفر وعلي حرب اشعرن وركبن وفرسن
الترجمة: الذين ناصروا سيدهم الملك يوسف اسار يثار عندما أحرق الكنيسة واباد الأحباش في ظفار وعلى حرب (الأحباش في) اشعرن وركبان (مناطق) وفرسان (جزيرة) في السطر الخامس يذكر عدد قتلى واسرى الاحباش: وكذه فلح لهفان ملكن بهيت سباتن خمس ماتو عثني عشر الفم مهرجتم واحد عشر الفم سبيم وتسعي
الترجمة: وهكذا أفلح الملك في هذه المعركة في قتل 12500 اثناعشر الف وخمسمائة قتيل و11090 أحد عشر ألف وتسعين اسير السطر السادس: وثتي ماتن الفن ابلم وبقرم وضانم وتسطرو ذن مسندن قيل شرحال ذي يزن اقرن بعلي نجرن
الترجمة: وغنم مئتي الف رأس من الإبل والبقر والظان وقد كتب هذه المسند القيل شرحال ذي يزن عندما رابط في اعالي نجران السطر السابع: بشعب ذ همدن هجرن وعربن ونقرم بن ازانن واعرب كدت ومردم ومذحجم واقولن اخوتهو بعم ملكن قرنم
الترجمة: مع شعب همدان (من اهل المدينة) والعرب والمقاتلين من اليزنيين وأعراب كندة ومراد ومذحج واخوته الأقيال الذين رابطوا مع الملك السطر الثامن والتاسع: ببحرن بن حبشت ويصنعنن سسلت مدبن وككل ذ ذكرو بذل مسندن مهرجتم وغنمم ومقرنتم فكسباتم
الترجمة: على البحر من جهة الحبشة واقاموا سلسلة من التحصينات في باب المندب وكل الذين ذكروا بهذا المسند قاتلوا وغنموا ورابطوا في هذه المهمة اوده ذ قفلو ابتهمو بثلثت عشر اورخم وليبركن رحمنن بنيهمو شرحبال يكمل وهعن اسار بني لحيعت
الترجمة: وعادوا في تاريخ ثلاثة عشر وليبارك الرحمن أبناءهم شرحبال يكمل وهعان واسار بني لحيعت ولحيعت يرخم بن سميفع و مرثدال يمجد بن شرحال سادة ذو يزان ، تاريخ ذو المذرأ لثلاثة وثلاثين وستمائة (يعادل 518 ميلادي) ختام النقش: ورحمنن علين بـن كل مخدعم ذن مسندن وسطر وقدم على سم رحمنن وتف تمم ذ حظيت برب هد وبمحمد
الترجمة: والرحمن العالي (حافظ) هذه المسند من كل مخادع (مخرب)، واكتب تقدم اسم الرحمن ، (والذي) دون وتمم (النقش) فليحضى (برضى) الرب الهادي الذي له الحمد (دعاء) كُتب هذا النقش في عام 633 حسب التقويم الحميري الذي يعادل عام 518 ميلادي.

النقوش


كنيسة أبرهة الحبشي في صنعاء القديمة
حسب عبد الرحمن الطيب الأنصاري لا تذكر نقوش المسند اليمنية شخصية ذو النواس ولا تذكر قصة محرقة نجران، الآثار والنقوش المكتشفة تدل أن سكان نجران (رقمات) كانوا وثنيين يعبدون عثتر (وثن الصباح) وود (وثن المحبة). غزا الأحباش اليمن واحتلوا ظفار عاصمة الحميريين وكان الملك يوسف اسار يثار هو ملك حمير في ذلك الوقت وكان يلقب بملك كل الشعوب يتضح من اسمه أنه كان يهوديا كسائر ملوك حمير. شن الملك يوسف الحميري حملات عسكرية على الأحباش الغزاة في ظفار يريم وهدم كنيستهم ثم توجه نحو المخا وقضى على الأحباش هناك ثم توجه نحو نجران وقد ناصرته كبرى قبائل اليمن قبائل همدان ومذحج وكندة ومراد وخلال حملاته العسكرية قتل يوسف اثنا عشر ألف من الأحباش وأسر أحد عشر ألف وتسعين أسير من الغزاة الأحباش وغنم مئتي ألف رأس من الإبل والبقر والضأن وذكر في كتابته أنه رابط في تهامة في مكان وصفه بـ«حصن المندب» على البحر من جهة الحبشة ولا شك أنه يقصد باب المندب، وقد ذكر النقش قبيلة همدان وأعرابها وكندة ومراد وذكر أسماء الأقيال سادة اليزنيين الذين ناصروا الملك يوسف وهم سميفع أشوع وابنه حيعت يرخم وأخيه شرحال أشوع وابنه مرثد يمجد وشرحبال يكمل. في عام 527 تولي القيل سميفع أشوع حكم اليمن واتخذ لقب «ملك سبأ» وهو من سادات «ذو يزان» الذين قاتلوا إلى جانب الملك يوسف أسأر يثأر. وفي عام 531 للميلاد، بعد مرور ثلاثة عشر سنة على هزيمة الأحباش الأولى، أرسل كالب ملك الحشبة جيش جديد مكون من ثلاثة آلاف جندي بقيادة قائد عسكري وصفته المصادر البيزنطية باسم «آبراهموس» (أبرهة) لغزو اليمن مجدداً والانتقام من الحميريين. وقد أكتشف نص بخط المسند أن كندة وبكيل و«ذي يزن» و«ذي خليل» و«ذي سحر» قاموا ببناء التحصينات مقابل البحر لقتال أبرهة وعندما وصلت القوات الحبشية بقيادة أبرهة إلى اليمن، انظمت لهم قبائل جنوبية وردت في النص أن أقيال حضرموت والأشاعرة و«ذي كلاع» و«ذو ذبيان» قاتلوا إلى جانب أبرهة الحبشي وأعلن أبرهة الحبشي نفسة ملكاً على اليمن، وكانت أطول معارك أبرهة مع يزيد بن كبشة سيد قبيلة كندة ومعد يكرب بن سميفع واليزنيين الذين قاتلوا إلى جانب يوسف أسأر يثأر الحميري ، وقام أبرهة ببناء كنيسة القليس في صنعاء وبشن حملة عسكرية نحو مدينة مكة لهدم الكعبة في نفس العام الذي ولد فيه النبي محمد حوالي 570 م وقد فشلت الحملة رغم استعانته بالفيلة.

القصة


ملاحظة بحسب وزارة التعليم اليمنية قصة ذي النواس ومحرقة نجران وسيف ذي يزن غير مثبته تاريخياً وتعتبر أساطير/ميثولوجيا عربية، ألّف المؤرخين العرب الكثير من القصص الغريبة والأساطير حول ملوك اليمن ومصادرهم شفوية قال وقيل وقالوا ذلك أنهم قبل الإسلام سكان صحاري لا يعرفون القراءة والكتابة ويعيشون في خيم ومجاعة وحروب وغزوات دائمة. ومن أخطاء المؤرخين أنهم قالوا أن (تبع) هو لقب ملوك حمير بينما في النقوش اليمنية أسرة «بنو تبع» هم أقيال شعب حُملان في اتحاد (سمعي) بقيادة (همدان) واللقب الملكي الحميري هو ملك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في المرتفعات والتهائم. مؤلف القصة يروي قصة غلام/صبي لدية معجزات عيسى بن مريم يبرئ الأكمه والأبرص ويشفي الناس ولم يذكر مؤلف القصة هل كان نبي ام رسول. يقول ابن الأثير نقلا عن ابن عباس: وقال ابن عباس: كان بنجران ملك من ملوك حمير يقال له ذو نواس واسمه يوسف بن شرحبيل، وكان قبل مولد النبي، صلى الله عليه وسلم، بسبعين سنة، وكان له ساحر حاذق. فلما كبر قال للملك: إني كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً اسمه عبد الله بن الثامر ليعلمه، فجعل يختلف إلى الساحر، وكان في طريقه راهب حسن القراءة، فقعد إليه الغلام، فأعجبه أمره، فكان إذا جاء إلى المعلم يدخل إلى الراهب فيقعد عنده، فإذا جاء من عنده إلى المعلم ضربه وقال له: ما الذي حبسك؟ وإذا انقلب إلى أبيه دخل إلى الراهب فيضربه أبوه ويقول: ما الذي أبطأ بك؟ فشكا الغلام ذلك إلى الراهب، فقال له: إذا أتيت المعلم فقل حبسني أبي، وإذا أتيت أباك فقل حبسني المعلم. وكان في ذلك البلد حية عظيمة قطعت طريق الناس، فمر بها الغلام فرماها بحجر فقتلها، وأتى الراهب فأخبره. فقال له الراهب: إن لك لشأناً، وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدلن علي. وصار الغلام يبرئ الأكمة والأبرص ويشفي الناس. وكان للملك ابن عم أعمى، فسمع بالغلام وقتل الحية فقال: ادع الله أن يرد علي بصري. فقال الغلام: إن رد الله عليك بصرك تؤمن به؟ قال: نعم. قال: اللهم إن كان صادقاً فأردد عليه بصره، فعاد بصره، ثم دخل على الملك، فلما رآه تعجب منه وسأله، فلم يخبره، وألح عليه فدله على الغلام، فجيء به، فقال له: لقد بلغ من سحرك ما أرى. فقال: أنا لا أشفي أحداً إنما يشفي الله من يشاء، فلم يزل يعذبه حتى دله على الراهب، فجيء به، فقال له: ارجع عن دينك، فأبى، فأمر به فوضع المنشار على رأسه فشق بنصفين، ثم جيء بابن عم الملك، فقال: ارجع عن دينك، فأبى، فشقه قطعتين، ثم قال للغلام: ارجع عن دينك، فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه وقال لهم اذهبوا به إلى جبل كذا فان رجع وإلا فاطرحوه من رأسه، فذهبوا به إلى الجبل فقال اللهم اكفنيهم! فرجف بهم الجبل وهلكوا، ورجع الغلام إلى الملك، فسأله عن أصحابه، فقال: كفانيهم الله. فغاظه ذلك وأرسله في سفينة إلى البحر ليلقوه فيه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم! فغرقوا ونجا، وجاء إلى الملك فقال: اقتلوه بالسيف، فضربوه فنبا عنه. وفشا خبره في اليمن، فأعظمه الناس وعلموا أنه على الحق، فقال الغلام للملك: إنك لن تقدر على قتلي إلا أن تجمع أهل مملكتك وترميني بسهم وتقول: بسم الله رب الغلام. ففعل ذلك فقتله. فقال الناس: آمنا برب الغلام! فقيل للملك: قد نزل بك ما تحذر. فأغلق أبواب المدينة وخد أخدوداً وملأه ناراً وعرض الناس، فمن رجع عن دينه تركه، ومن لم يرجع ألقاه في الأخدود فأحرقه.
وكانت امرأة مؤمنة، وكان لها ثلاثة بنين، أحدهم رضيع، فقال لها الملك: ارجعي وإلا قتلتك أنت وأولادك، فأبت، فألقى ابنيها الكبيرين، فأبت، ثم أخذ الصغير ليلقيه فهمت بالرجوع. قال لها الصغير: يا أماه لا ترجعي عن دينك، لا بأس عليك! فألقاه وألقاها في أثره، وهذا الطفل أحد من تكلم صغيراً.
قيل: حفر رجل خربة بنجران في زمن عمر بن الخطاب، فرأى عبد الله ابن الثامر واضعاً يده على ضربة في رأسه، فإذا رفعت عنها يده جرت دماً، وإذا أرسلت يده ردها إليها وهو قاعد، فكتب فيه إلى عمر، فأمر بتركه على حاله."

—الكامل في التاريخ "ص19" وفقاً لابن هشام
قصة ذي النواس لابن هشام نقلا عن ابن اسحاق خبر لخنيعة وذي نواس
تولية الملك ، وشئ من سيرته ، ثم قتله
فوثب عليهم رجل من حمير لم يكن من بيوت المملكة ، يقال له لخنيعة ينوف ذو شناتر ، فقتل خيارهم ، وعبث ببيوت أهل المملكة منهم ؛ فقال قائل من حمير للخنيعة: تقتل أبناها وتنفي سراتهاوتبني بأيديها لها الذل حمير تدمر دنياها بطيش حلومهاوما ضيعت من دينها فهو أكثر كذاك القرون قبل ذاك بظلمهاوإسرافها تأتي الشرور فتخسر
"'فسوق لخنيعة"'
وكان لخنيعة امرأ فاسقا يعمل عمل قوم لوط ، فكان يرسل إلى الغلام من أبناء الملوك ، فيقع عليه في مشربة له قد صنعها لذلك ، لئلا يملك بعد ذلك ، ثم يطلع من مشربته تلك إلى حرسه ومن حضر من جنده ، قد أخذ مسواكا فجعله في فيه ، أي ليعلمهم أنه قد فرغ منه . حتى بعث إلى زرعة ذي نواس بن تبان أسعد أخي حسان ، وكان صبيا صغيرا حين قتل حسان ، ثم شب غلاما جميلا وسيما ، ذا هيئة وعقل ؛ فلما أتاه رسوله عرف ما يريد منه ، فأخذ سكينا حديدا لطيفا ، فخبأه بين قدمه ونعله ، ثم أتاه ؛ فلما خلا معه وثب إليه ، فواثبه ذو نواس فوجأه حتى قتله ، ثم حز رأسه ، فوضعه في الكوة التي كان يشرف منها ، ووضع مسواكه في فيه ، ثم خرج على الناس ، فقالوا له: ذا نواس ، أرطب أم يباس ، فقال: سل نخماس استرطبان ذو نواس . استرطبان لا بأس - قال ابن هشام :هذا كلام حمير . ونخماس: الرأس - فنظروا إلى الكوة فإذا رأس لخنيعة مقطوع ، فخرجوا في إثر ذي نواس حتى أدركوه ، فقالوا: ما ينبغي أن يملكنا غيرك: إذ أرحتنا من هذا الخبيث .
ملك ذي نواس:
فملكوه ، واجتمعت عليه حمير وقبائل اليمن ، فكان آخر ملوك حمير ، وهو صاحب الأخدود ، وتسمى يوسف ، فأقام في ملكه زمانا . "

—سيرة ابن هشام "ص3" قال ابن إسحاق: وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي، وحدثني أيضا بعض أهل نجران عن أهلها:
أن أهل نجران كانوا أهل شرك يعبدون الأوثان ، وكان في قرية من قراها قريبا من نجران - ونجران: القرية العظمى التي إليها جماع أهل تلك البلاد - ساحر يعلم غلمان أهل نجران السحر ، فلما نزلها فيميون - ولم يسموه لي باسمه الذي سماه به وهب بن منبه ، قالوا: رجل نزلها - ابتنى خيمة بين نجران وبين تلك القرية التي بها الساحر ، فجعل أهل نجران يرسلون غلمانهم إلى ذلك الساحر يعلمهم السحر فبعث إليه الثامر ابنه عبد الله بن الثامر ، مع غلمان أهل نجران فكان إذا مر بصاحب الخيمة أعجبه ما يرى منه من صلاته وعبادته ، فجعل يجلس إليه ، ويسمع منه ، حتى أسلم ، فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله عن شرائع الإسلام ، حتى إذا فقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم ، وكان يعلمه ، فكتمه إياه ، وقال له: يا ابن أخي ، إنك لن تحمله ، أخشى عليك ضعفك عنه ، والثامر أبو عبد الله لا يظن إلا أن ابنه يختلف إلى الساحر كما يختلف الغلمان ، فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه ، وتخوف ضعفه فيه ، عمد إلى قداح فجمعها ، ثم لم يبق لله اسما يعلمه إلا كتبه في قدح ، ولكل اسم قدح ، حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ، ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا، حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه ، فوثب القدح حتى خرج منها لم تضره شيئا ، فأخذه ثم أتى صاحبه فأخبره بأنه قد علم الاسم الذي كتمه ؛ فقال: وما هو ؟ قال: هو كذا وكذا ؛ قال: وكيف علمته ؟ فأخبره بما صنع ؛ قال: أَيِ ابنَ أخي ، قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظن أن تفعل . "

—سيرة ابن هشام "ص3" ذو نواس يدعو أهل نجران إلى اليهودية
فسار إليهم ذو نواس بجنوده ، فدعاهم إلى اليهودية ، وخيرهم بين ذلك والقتل ، فاختاروا القتل ، فخد لهم الأخدود ، فحرق من حرق بالنار ، وقتل من قتل بالسيف ومثل بهم حتى قتل منهم قريبا من عشرين ألفا"

—سيرة ابن هشام "ص3" قال ابن إسحاق: وأفلت منهم رجل من سبأ ، يقال له: دوس ذو ثعلبان ، على فرس له ، فسلك الرمل فأعجزهم ؛ فمضى على وجهه ذلك، حتى أتى قيصر ملك الروم ، فاستنصره على ذي نواس وجنوده ، وأخبره بما بلغ منهم ؛ فقال له: بعدت بلادك منا ، ولكن سأكتب لك إلى ملك الحبشة فإنه على هذا الدين ، وهو أقرب إلى بلادك ، وكتب إليه يأمره بنصره والطلب بثأره .
النجاشي ينصر دوسا
فقدم دوس على النجاشي بكتاب قيصر ، فبعث معه سبعين ألفا من الحبشة ، وأمر عليهم رجلا منهم يقال له أرياط ، ومعه في جنده أبرهة الأشرم ؛ فركب أرياط البحر حتى نزل بساحل اليمن ، ومعه دوس ذو ثعلبان .
نهاية ذي نواس
وسار إليه ذو نواس في حمير ، ومن أطاعه من قبائل اليمن ؛ فلما التقوا انهزم ذو نواس وأصحابه . فلما رأى ذو نواس ما نزل به وبقومه وجه فرسه في البحر ، ثم ضربه فدخل به ، فخاض به ضحضاح البحر ، حتى أفضى به إلى غمره ، فأدخله فيه ، وكان آخر العهد به . ودخل أرياط اليمن ، فملكها ."

—سيرة ابن هشام "ص4"

الآيات القرآنية ومحرقة نجران


ذكرت حادثة أصحاب الأخدود في القرآن في سورة البروج لكن لم يذكر في القرآن اسم نجران أو ذو النواس ولا يوجد آيات أو احديث نبوية تحدد مكان حصول حادثة أصحاب الأخدود ومن قام بها. وتشير الآية القرآنية لسبب قُتل أصحاب الأخدود: وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ.
وتذكر السورة ذاتها فرعون هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِفِرْعَوْنَ وَثَمُودَ.
وتذكر الآيات القرآنية في سورة الفيل المصير الذي انتهى إليه الأحباش (المسيحيون) الذين أرادوا هدم الكعبة: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِأَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍوَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَتَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍفَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ.

التشكيك بقصة ذي النواس ومحرقة نجران


يقول عالم الآثار والباحث الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري أن حادثة الأخدود لم تحدث في نجران،
موضحاً أن بعض الكتب والروايات المعاصرة تربط بين الملك الحميري يوسف أسأر يثأر (517 ــ 527م) والشخصية الإسطورية المعروفه في المصادر العربية باسم (ذي نواس) وبين قصة محرقة نجران وبين حادثة الأخدود التي وردت في القرآن الكريم، وتفترض هذه الروايات أن الملك يوسف أسأر أنه هو ذي النواس وأنه أحرق نصارى في نجران، بالرغم أن النقوش المسند اليمنية العائدة للملك يوسف أسار لم تدل على أنه أحرق النصارى في نجران. من أشهر نقوش يوسف أسار نقشه الموجود في نجران، والمكون من 12 سطرا بخط المسند، والمؤرخ في سنة 518م، وقراءة السطر الأول على النحو التالي: (ليبارك الله الذي له السماوات والأرض الملك يوسف أسأر يثأر ملك كل الشعوب وليبارك الأقيال)
فهو يطلب البركة من الله مما يدل أنه كان موحداً حنيفاً ليس يهوديا ولا نصرانيا ولا مشركاً. ويذكر النقش انتصارات جيش يوسف على الأحباش الغزاة (مسيحيون) في ظفار والمخا ونجران وأنه رابط في باب المندب والقبائل اليمنية التي قاتلت معه. حسب عبد الرحمن الطيب الأنصار التنقيبات الأثرية في موقع مدينة نجران القديمة المعروفة (رقمات)، لم يعثر فيها أي آثار تدل وجود الديانة النصرانية ولم يعثر على أي مبنى يمكن ربطه بكنيسة أو صلبان أو المكان الذي حدثت به قصة محرقة نجران المفترضة. وجميع النقوش الكتابية التي عثر عليها مدونة على أحجار مباني نجران القديمة (رقمات) تدل على عبادة الأوثان في رقمات والكتابات بالخط العربي تدل على إسلام أهل نجران في العصر النبوي، ولم يعثر على نقوش أو كتابات تشير إلى وجود الديانة المسيحية. فالقبائل القاطنة في نجران ومحيطها قديماً وحديثاً هم من قبائل همدان ومذحج كانوا ضمن جيش الملك يوسف.

شرح مبسط


يوسف أسار يثأر الحميري (تـ 525م): آخر ملوك الدولة الحميرية، وصل إلى الحكم في سنة 522م. ولم يُعثر حتى الآن على أي دليل أثري للملك يوسف الحميري في اليمن، يدعم أصوله أو إنجازاته، سوى ثلاثة نقوش في آبار حمى وجبل الكوكب بمنطقة نجران جميعها مؤرخة في سنة 633 حـ بالتقويم الحميري الموافق 523م (النقوش: Ry 507 وRy 508 وJa 1028)،[1][2]وقد أشير فيهما إلى حروب وقعت بين الأحباش وبين الملك يوسف الحميري، ولم يلقب النصان "يوسف" باللقب الطويل المألوف بل نعتاه بـ "الملك يوسف أسار يثأر" فقط.[3]ويستنتج من عدم تلقيب "يوسف" باللقب الملكي الطويل المألوف، أن ملكه لم يكن متسعًا وأن سلطانه لم يكن عاما شاملا كل اليمن، بل كان قاصرًا على مواضع منها، فقد كان الأحباش يحتلون جزءًا منها بما في ذلك عاصمة حمير مدينة ظفار يريم وكان الأقيال ينازعونه السلطة وقد كونوا لهم إقطاعيات مستقلة، نازعت الملك على الحكم والسلطان. وكانت الفتن مستعرة وهذا مكن الحبش من انتهاز الفرص؛ فأخذوا يتوسعون بالتدرج حتى قضوا على استقلال البلاد واستولوا عليها، وتلقب حكام الحبش باللقب الملكي اليماني الطويل المألوف دلالةً على سيطرتهم على اليمن (النقشان: DAI GDN 2002-20 وCIH 541)،[4][5]
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] ذو نواس # اخر تحديث اليوم 2024-04-27 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 10/11/2023


اعلانات العرب الآن