[ تأملات قرآنية ] 7 نقاط في تفسير سورة الفاتحة # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

تم النشر اليوم 2024-04-27 | 7 نقاط في تفسير سورة الفاتحة

سورة الفاتحة

تجدر الإشارة إلى أن للفاتحة أسماء عديدة منها أم القرآن والسبع المثاني وأم الكتاب والصلاة، وفي بيان سبب تسميتها بالسبع المثاني لأنها تثنى أي تكرر في كل ركعة من الصلاة. كما أنه تم تسميتها بأم الكتاب لاشتمالها على أصول الدين وأصول ما جاء في القرآن الكريم من العقائد والعبادات والتشريعات.
أما عن سبب تسميتها بالصلاة فذلك لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم، قال الله تعالى أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين، قال مجدني عبدي، وقال مرة فوض إلي عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.
سورة الفاتحة من السور المكية بالقرآن الكريم أي نزلت بمكة المكرمة، وتجدر الإشارة إلى أن السور المكية تدور حول العقيدة الإسلامية وبيانها وتأصيلها والاحتجاج بها على الكفار، ومن أعظم أركان العقيدة توحيد الله في عبادته وإثبات نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتقرير الحياة الآخرة والجنة والنار.

مقالات مشابهة

12 معلومة حول سر سورة الواقعة12 معلومة حول سر سورة الواقعة
4 آيات قرآنية لجلب الرزق4 آيات قرآنية لجلب الرزق
10 أسماء مختلفة للجنة10 أسماء مختلفة للجنة
أهم 7 أسرار لسورة يسأهم 7 أسرار لسورة يس

شرح الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ الفاتحة بقول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم والتي تعني أني ابتدئ قراءتي لكتاب الله عز وجل مستعينا به، وتجدر الإشارة إلى أن قراءة الفاتحة تكون عند قراءة أول كل سورة إلا سورة التوبة فإنه لا يذكر البسملة وذلك للاختلاف هل هي من الأنفال أم سورة منفصلة لوحدها عن الأنفال. كما أن الرحمن هو اسم من أسماء الله عز وجل وهو رحمن الدنيا أي أن رحمته تشمل المسلمين وغير المسلمين، كما أن الرحيم هو من أسماء الله عز وجل وتعني رحيم الآخرة أي أن رحمته تخص المسلمين فقط في الآخرة ومن آمنوا به عز وجل.


الحمد لله رب العالمين
الحمد هو الوصف الجميل والثناء على المحمود ذي الفضل والمنه وهي مثل معنى المدح والشكر، وتجدر الإشارة إلى لفتة لغوية طيبة وهي الفرق بين المدح والحمد، فالحمد يكون على الجميل الاختياري كأن تقوم بحمد الله على لطفه ورحمته وإحسانه، أما المدح فإنه يكون على الاختياري والاضطراري كأن تكون ذو وجه جميل ويقابلك أحدهم ويمدح جمال وجهك وحسن خلقتك التى لا دخل لك بها بل هي من صنع الله.
وجاء لفظ الله لبيان أن الله هو المستحق لجميع المحامد. كلمة رب تعني السيد المالك المصلح للمعبود، أما قول العالمين فهي جمع عالم وتعني كل العوالم كعالم الإنس وعالم الجن وعالم الملائكة، وعالم الحيوان، وعالم النبات.
تشير الآية الكريمة إلى أن الحمد لله وحده فقط دون غيره إذ هو رب كل شئ ومالكه وخالقه ومصوره لذا هو الوحيد المستحق بحمده بكل أنواع المحامد.
الرحمن الرحيم
الرحمن الرحيم هما من أسماء الله عز وجل كما أن الرحمن هو اسم من أسماء الله عز وجل وهو رحمن الدنيا أي أن رحمته تشمل المسلمين وغير المسلمين، كما أن الرحيم هو من أسماء الله عز وجل وتعني رحيم الآخرة أي أن رحمته تخص المسلمين فقط في الآخرة ومن آمنوا به عز وجل.
مالك يوم الدين
المالك هو صاحب الملك والسلطان الآمر الناهي المتصرف في كل ما يملك بلا ممانع ولا منازع. ويوم الدين هو يوم القيامة حيث توفي كل نفس ما كسبت. الأية الكريمة هي تمجيد لله عز وجل فهو الوحيد المستحق للحمد وهو الوحيد المالك لكل ما في يوم القيامة فهو الواحد القهار.
مقالات مشابهة
12 معلومة حول سر سورة الواقعة12 معلومة حول سر سورة الواقعة
4 آيات قرآنية لجلب الرزق4 آيات قرآنية لجلب الرزق
10 أسماء مختلفة للجنة10 أسماء مختلفة للجنة
أهم 7 أسرار لسورة يسأهم 7 أسرار لسورة يس
تجدر الإشارة إلى أن الآيات الثلاث السابقة الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، تشير في معانيها إلى بعض اللفتات الطيبة نذكر منها أن الله تبارك وتعالى يحب الحمد لذا قام بحمد نفسه وأمر عباده بحمده والثناء عليه. ومن هدايات الآية أن الحمد لا بد أن يكون له سبب وإلا كان باطلا ولذا نجد أن الله تبارك تعالى قد حمد نفسه وذكر السبب وهو كونه أنه رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين.


إياك نعبد وإياك نستعين
لقد علمنا الله عز وجل كيف نحمده فأخبرنا بأن نثني عليه ونمجده ونقر له بالعبادة والوحدانية ولا نشرك به أحد ولا نستعين بأحد ولا إله غيره. فهذه الآية تعلمنا آداب الدعاء فيجب أن نحمد الله أولا ونبين فضله علينا ونثني عليه ثم نصلى على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ثم نبدأ في طلب حاجاتنا في تضرع لرب العالمين.
عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له أو لغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز والثناء عليه ، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو بعد بما شاء.
اهدنا الصراط المستقيم
اهدنا هي طلب الهداية والإرشاد من الله عز وجل، والصراط هو الطريق الواصل إلى رضا الله وجنته وهو الإسلام، المستقيم أي الذي لا ميل فيه عن الحق.
يقوم العبد بعد الثناء على ربة والإقرار بعبوديته لله و ألوهية وربوبية الله عز وجل والثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بطلب دوام الهداية على نعمة الإسلام حتى لا يزيغ عنها.
تجدر الإشارة إلى أن الهداية نوعان هداية بيان وإرشاد وهي تعني الدعوة إلى الله وبيان طريق الإسلام والحق للناس على يد أهل العلم الشرعي، وهداية توفيق إلى اعتقاد الحق والالتزام به وتلك الهداية لا تطلب إلا من الله عز وجل فهو يهدي من يشاء إلى نوره وإلى الحق.
صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين
يقصد بقوله الذين أنعمت عليهم هم النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وكل من أنعم الله عليهم بالإيمان ومعرفته ومعرفة الحق وأوامر الله ونواهيه. والمقصود بقول الله تعالى المغضوب عليهم هم اليهود وذلك لأنهم عرفوا الحق ولم يتبعوه. والمقصود بـ الضالين هم النصاري وذلك لأنهم لم يعرفوا طريق الحق ولم يتبعوه.


من المعاني المتضمنة في الآية أنه لما طلب العبد من ربه أن يهديه الطريق المستقيم استثني من هذا الطريق كلا من اليهود والنصارى وهم أهل كتاب ولكنهم حرفوا وبدلوا كلام الله مع معرفتهم بالكتاب وجاءهم نبي.