[ قصص دينية ] 8 مشاهد توضح أسباب حادثة الإفك # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

تم النشر اليوم 2024-04-27 | 8 مشاهد توضح أسباب حادثة الإفك

وقائع حادثة الإفك

كان الرسول صلى الله عليه وسلم معتاداَ على إجراء قرعة بين زوجاته لكي يختار أي منهن سوف تخرج معه إلى الغزو، وفي القرعة التي كان يجريها للخروج لغزوة بني المصطلق وقع الإختيار على السيدة عائشة رضي الله عنها.بعد إنتهاء الغزوة كانت السيدة عائشة تجلس في هودجها ثم اكتشفت أنها فقدت عقدها، وكان العقد هدية من أختها فقررت النزول من الهودج لمحاولة البحث عنه.سارت السيدة عائشة بعيداً ولم يلحظ أحد غيابها.في هذه الأثناء أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب المؤمنين بالرحيل، وبالفعل تحرك الركب ظناً منهم أن السيدة عائشة في هودجها.عندما عادت السيدة عائشة لم تجد القافلة فجلست مكانها تنتظر أن يتفقدها رسول الله فيعود ليأخذها، وقد غشيها النعاس في ذلك الوقت.في هذه الأثناء مرّ الصحابي صفوان بن المعطل، وكان يعرف السيدة عائشة قبل الحجاب، فلما رآها صاح قائلاً “إنا لله وإنا إليه راجعون”، فشعرت به السيدة عائشة فأسدلت الحجاب على وجهها.أنزل صفوان بن المعطل الناقة للسيدة عائشة دون أن يوجه لها كلمة وصحبها إلى المدينة المنورة.عندما رأى المنافقون عودة السيدة عائشة على ناقة الصحابي صفوان بن المعطل وجدوا أن هذه فرصة لكي ينشروا شائعة تطال أهل بيت رسول الله وعرضه، وأشاعوا أن السيدة عائشة وقعت في الفاحشة مع الصحابي أثناء عودتهم، وكان عبد الله بن سلول على رأس المنافقين الذين خاضوا في الأمر وأشعلوا نيرانه أكثر.

من هي السيدة عائشة؟

السيدة عائشة بنت أبي بكر، أم المؤمنين وزوجة رسول الله وواحدة من أهم مصادر نقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم وفاته، وكانت السيدة عائشة من أوائل النساء الذين خرجوا في غزوة أحد لسقاية الجرحى، وقد كرم الله السيدة عائشة حين أنزل آية قرآنية يبرئ فيها ساحتها من فعل الفاحشة، ويتوعد المنافقين الذين عملوا على نشر الشائعة في المدينة.

موقف الرسول من السيدة عائشة

وقعت الحادثة موقعاً مؤلماً في نفس الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد شعرت السيدة عائشة بحالة من الجفاء بينها وبين رسول الله.في ذلك الوقت مرضت السيدة عائشة مرضاً شديداً وكان جفاء الرسول لها أشد ما وقع في نفسها لكنها كانت تدرك أن الله سيظهر الحق قريباً.أما الرسول فقد اشتد ألمه حين تأخر الوحي دون أن يبين الله له ماذا يفعل في الأمر.قرر الرسول أن يستشير الصحابة في تركها وتطليقها، فطلّ رأي كل من أسامة بن زيد وعلي بن أبي طالب، فقال علي مدافعاً عنها “يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ يُضَيِّقْ اللَّهُ عَلَيْكَ وَالنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ وَإِنْ تَسْأَلْ الْجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ”ثم خرج الرسول يخطب في الناس وهو يستنكر قولهم الذي طال عرضه وأهل بيته.ذهب إلى السيدة عائشة يطلب منها أن تتوب عن فعلتها إذا وقعت منها، أو تنتظر حتى يبرئها الله، لكن السيدة عائشة قررت أنها لن تتوب عن ذنب لم ترتكبه، وقد رٌويَ في صحيح البخاري أن الرسول ذهب لعائشة وقال (أمَّا بَعْدُ يَا عَائِشَةُ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وَكَذَا، فَإِنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وَإِنْ كُنْتِ أَلْمَمْتِ بِذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وَتُوبِي إِلَيْهِ، فَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ، ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ).أما رد السيدة عائشة كان هادئاً وواثقاً في عدل الله ، فما كان منها إلا أن قام بتلاوة بعض آيات من سورة يوسف وقالت (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).

تبرئة الله للسيدة عائشة من الظلم الذي وقع عليها

ثم جاء الوحي إلى الرسول ليخبره أن الله برّأ السيدة عائشة من فوق سبع سموات، وكان قوله في سورة النور، بسم الله الرحمن الرحيم “إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ، لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ، لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَـٰئِكَ عِندَ اللَّـهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ، وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ، إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّـهِ عَظِيمٌ، وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ، يَعِظُكُمُ اللَّـهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ، وَيُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ*وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ”

تعرض الإنسان للظلم والأقاويل

تمر بالإنسان الكثير من الأمور التي يتعرض فيها للظلم والأقاويل، ويظل يحاول أن يرفع الظلم عن نفسه فينجح أو يفشل أحياناً. لكن ماذا لو كان رفع الظلم وتبيان الحق جاء كرسالة مباشرة من الله لعباده، فإذا بالظلم الذي وقع يتحول إلى رسالة تكريم ربانية، رسالة لا تبرىء ساحة المظلوم وحده لكنها تشير إلى من ظلموه، وتضع قواعد لكل من تسول له نفسه اتهام الناس بالباطل، وهذا ما حدث مع السيدة عائشة رضي الله عنها فيما يسمى بـ “حادثة الإفك”.