[ معتقدات إسلامية ] ما هي علامات الساعة الكبرى للقيامة؟ تعرف على ترتيبها كما ورد بالسنة النبوية # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

تم النشر اليوم 2024-04-27 | ما هي علامات الساعة الكبرى للقيامة؟ تعرف على ترتيبها كما ورد بالسنة النبوية

ترتيب العلامات الكبرى لقيام الساعة

يقول الله في كتابه العزيز: ” يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (187) الأعراف، يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ ۚ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) الأحزاب.


اختلف العلماء في ترتيب العلامات الكبرى، وذلك لأن العلامات تم ذكرها بما يقارب السرد مع التأكيد على بيان العلامات مع ورود بعض العلامات مُتقدم تارة ومُتأخر تارة أخرى في الروايات، والترتيب المسترشد به من الآيات والأحاديث، نتتبع به مسيرة الأحداث من علامات كبرى تشمل “الدخان والخسوفات الثلاثة كعلامات منذرة تسبق فتنتين عظيمتين للمؤمنين تبدأ الفتنة الأولى بخروج الدجال الذي يفسد في الأرض حتى ينزل عيسى بن مريم الذي يهزم الدجال ويقتله ويقضي على جيشه ، ثم تتبعها الفتنة الثانية بخروج يأجوج ومأجوج وهم أشد إفساداً ولا قدرة لعيسى بن مريم لقتالهم، فيسلط الله ديدان النغف على يأجوج ومأجوج فتهلكهم، وبانتهاء فتنتي الدجال ويأجوج ومأجوج تنتهي الفتن العظمى، لتأتي مرحلة أخرى يتميز فيها المؤمنون عن الكافرين وذلك بخروج الدابة، ثم يتعامل الناس ويتنادون بصفة الإيمان والكفر حتى تتأخر الشمس ثلاث أيام إيذانا بطلوعها من المغرب ليغلق باب التوبة، ثم تأتي ريح لينة تقبض أرواح المؤمنين، فلا يبقى في الأرض إلا شرار الناس، ثم تخرج نار من قعر عدن فتسوق الناس إلى أرض المحشر، ثم تقوم الساعة”.

العلامات العشر الكبرى قبل (الساعة) القيامة

من الضروري أن يتفقه المُسلم في أمر دينه، ويعلم ما يعينه على تجنب الفتن ويُميز بين الحق والباطل، ومن بين تلك الأمور الاستعداد لأعظم الفتن التي قد يعيشها أو يتوفاه الله قبلها وينجيه منها، كفتنة آخر الزمان قبل القيامة، لذلك فيما يلي نسرد وفقاً للأدلة من السنة النبوية الشريفة ترتيب العلامات علامة الساعة الكبرى للقيامة:
في صحيح مسلم عن حذيفة بن أسيد الغفاري اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر قال ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة، قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات فذكر؛ الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.وفي رواية أخري في صحيح مسلم؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه، فاطلع علينا، فقال: ما تذكرون؟ قلنا الساعة، قال: إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، ويأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس، والعاشرة نزول عيسى بن مريم

العلامات الكبرى ومراحلها

أولاً: مرحلة التخويف – (الدخان والخسوفات الثلاثة):
الدخان – (عموم القحط والجوع وأذى الأبدان)
قال تعالى: “وما نرسل بالآيات إلا تخويفا” سورة الإسراء – ٥٩، قبل يوم القيامة تكون علامة الدخان كما جاء في حديث الدخان عن حذيفة: لما سئل رسول الله عن آية الدخان – قال: يسمع له ثلاث صيحات، ودخان يملأ بين المشرق والمغرب، يمكث أربعين يوماً؛ فأما المؤمن فتصيبه زكمة، وأما الكافر فيصير مثل السكران يدخل في منخريه وأذنيه وفيه ودبره.وقال ابن عمر: يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ.وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم كان الدخان كما ذكره عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سأخبركم عن الدخان إن قريشاً لما أبطئوا عن الإسلام دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأصابهم الجوع حتى أكلوا الميتة والعظام حتى كان أحدهم يرى ما بينه وبين السماء دخانا ًمن الجهد، فذلك قوله “فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين” سورة الدخان آية ١٠.جاء في التفسير أن الدخان يكون تعريفاً للجوع ليبس الأرض في سنة الجدب وانقطاع النبات وارتفاع الغبار فكان الدخان تشبيها للغبار، وقد جاء في الأمثال جوع أغبر وسنة غبراء لسنة المجاعة.
الخسوفات الثلاثة (الانهيارات الأرضية)
من العلامات الكبرى وقوع خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب (الخسف هو انهيار الأرض وابتلاعها ما كان على سطحها فيصير إلى باطنها).وفي صحيح البخاري عن عائشة أم المؤمنين: يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض، يخسف بأولهم وآخرهم، قالت: قلت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم، ومن ليس منهم؟ قال: يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم.وفي البخاري ومسلم – قالت زينب بنت جحش: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون، قال: نعم إذا كثر الخبث.وهكذا يهلك الجيش الذي يغزو الكعبة في آخر الزمان، كما هلك جيش أبرهة الذي غزا الكعبة في عام الفيل وهو العام الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم،فقد ورد بالمستدرك على الصحيحين للحاكم عن قباث ابن أشيم لعبد الملك ابن مروان: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل وتنبأ عند رأس الأربعين من الفيل.وفي الحديث الصحيح: قال صلى الله عليه وسلم: بعثت والساعة كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى.


ثانياً: مرحلة الفتنة – (الدجال ويأجوج ومأجوج):
مسيرة الدجال ومقتله علي يد عيسى بن مريم ثم خروج يأجوج ومأجوج:
ذكر الحافظ ابن كثير وغيره ما جاء عن مسيرة الدجال: تبدأ مسيرة خروج الدجال في الأرض من أصبهان (بإيران حالياً) حيث تبدأ دعوته لنفسه بالملك ثم يدعي النبوة ثم يدعي الربوبية، ويتوجه بعد ذلك إلى العراق ثم جزيرة العرب ثم الشام فلا تبقى مدينة إلا دخلها الدجال باستثناء مكة والمدينة والمسجد الأقصى ومسجد الطور.
عن أبي العالية قال: إن يأجوج ومأجوج يزيدون على سائر الناس الضعف، وإن الجن يزيدون على الإنس الضعف، وإن يأجوج ومأجوج رجلان اسمهما يأجوج ومأجوج.
في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة، لخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا فقال: ما شأنكم؟ قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل، غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإن يخرج ولست فيكم فأمرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم – إنه شاب قطط، عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يميناً وعاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا، قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوماً، يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره، قلنا يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذراً وأسبغه ضروعاً وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة فيقول: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلاً ممتلئاً شباباً فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك؛ إذ بعث الله المسيح ابن مريم فينزل عند المنارة الشرقية في دمشق بين مهرودتين، واضعاً كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدى منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هم كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى، إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان (لا قدرة) لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور – ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف (ديدان) في رقابهم فيصبحون فرسى (أمواتا) كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى أرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم (جثثهم) ونتنهم ، فيرغب (يدعو) نبي الله وأصحابه إلى الله فيرسل طيرا كأعناق البخت فتحملهم حيث شاء الله ، ثم يرسل الله مطرا لا يكن من مدر (منزل في حضر) ولا وبر (منزل في بادية)، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة ويستظلون بقحفها (بقشرتها) ويبارك في الرسل، حتى أن اللقحة (قريبة العهد بالولادة) من الإبل لتكفي الفئام (المجموعة الكبيرة) من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ (الجماعة من الأقارب) من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون (يجاهرون بالزنا في الطرقات) فيها تهارج الحمير فعليهم تقوم الساعة.
شهادات الصحابة الستة بشأن أوصاف الدجال
شهادات الصحابة الستة في شأن ابن صياد بعد معرفتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأوصاف الدجال التي اجتمعت في ابن الصياد من قبل ميلاده بتأخير والديه في الإنجاب ثلاثين سنة وهيئته أعور العين، ولم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة وقسم عمر ابن الخطاب أن ابن الصياد هو الدجال، وابن صياد كان من مواليد اليهود في المدينة زمن عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان له أمان المعاهد.


الصحابة الستة، هم:
عمر بن الخطاب وابنه عبد الله وابنته حفصة أم المؤمنين، وجابر بن عبد الله، وأبو ذر، وأم المؤمنين أم سلمة.ففي صحيح البخاري عن محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن الصائد الدجال، قلت: تحلف بالله؟ قال: إني سمعت عمر يحلف على ذلك عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم.وفي شرح السنة للبغوي – ذكر أن ابن عمر لقى ابن صياد في بعض طرقات المدينة، فقال له قولا أغضبه، فانتفخ حتى ملأ السكة، فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له: رحمك الله ما أردت من ابن الصياد؛ أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما يخرج من غضبة يغضبها.وكان جابر بن عبد الله يقول عن ابن صياد أنه الدجال حتى وإن أسلم، وإن دخل مكة وكان بالمدينة.وفي مسند إسحاق بن راهويه عن أم سلمة قالت: أن ابن الصياد ولدته أمه أعور مختوناً مسروراً يعني له السرة.وفي تاريخ المدينة لابن شيبة عن زيد بن وهب قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول: لئن أحلف عشراً أن ابن الصياد هو الدجال أحب إلي من أن أحلف واحدة إنه ليس به، وذلك لشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعثني إلى أم صياد فقال: سلها كم حملت به، فسألتها: فقالت: اثني عشراً، فأتيته فأخبرته، فقال: سلها عن صيحته حين وقع؟ فقالت: صاح صيحة صبي ابن شهر، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك خبيئا، فقال: خبأت لي عظم شاة عفراء، وأراد أن يقول الدخان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اخسأ فإنك لم تسبق القدر.
ثالثاً: مرحلة تمييز المؤمنين عن غيرهم – (الدابة وطلوع الشمس من مغربها والريح اللينة):


الدابة (تخرج من الأرض – في صورة مغايرة للخسف):
قال تعالى ” وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون “سورة النمل – ٨٢ .أورد القرطبي في تفسيره أن الدابة فصيل ناقة صالح، وذكر عن عبد الله بن عمر، أن الدابة تخرج من جبل الصفا بمكة؛ يتصدع فتخرج منه، وجاء في الخبر أن الأرض تنشق عن الدابة وعيسى عليه السلام يطوف بالبيت ومعه المسلمون من ناحية المسعى وأنها تخرج من الصفا.في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث إذا خرجت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدابة.وجاء في التفاسير أن الدابة تمس المؤمن بخير فتنكت في وجهه نكتة بيضاء يبيض لها وجهه، وأما الكافر فتمسه بسوء فتنكته نكتة سوداء يسود لها وجهه.
طلوع الشمس من مغربها
جاء في الأثر أن خروج الدابة بعد طلوع الشمس من مغربها، فإذا خرجت قتلت إبليس وهو ساجد، ويتمتع المؤمنون في أرض بعد ذلك أربعين سنة، لا يتمنون شيئا إلا أعطوه ووجدوه، فلا جور و لا ظلم، وقد أسلم الأشياء لرب العالمين طوعا وكرها، والمؤمنون طوعاً، والكافرون كرها، والسبع والطير كرها، حتى أن السبع لا يؤذي دابة ولا طيرا، ويولد المؤمن فلا يموت حتى يتم أربعين سنة بعد خروج دابة الأرض، ثم يعود فيهم الموت فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم يسرع الموت في المؤمنين فلم يبق منهم أحد، فيقول الكافر قد دنا مرعوبين من المؤمنين، فلم يبق منه أحد، وليس يقبل منا توبة، آمالنا، … ثم يكون جميع أهل أرض أولاد سفاح، ثم يعقم الله أرحام النساء ثلاثين سنة، ويكونون كلهم أولاد الزنا شرار الناس وعليهم تقوم الساعة.وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال لا تقوم الساعة إلا شرار الخلق، هم شر من أهل الجاهلية، لا يدعون الله بشيء إلا رده عليهم، فقال مسلمة بن مخلد لعقبة بن عامر: اسمع ما يقول عبد الله، فقال عقبة: هو أعلم، وأما أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله، قاهرين لعدوهم، لا يضرهم من خالفهم، حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك، فقال عبد الله: أجل، ثم يبعث الله ريحا كريح المسك مسها كمس الحرير، فلا تترك نفساً في قلبه مثقال حبة من الإيمان إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس عليهم تقوم الساعة.قال تعالى: “إن زلزلة الساعة شيء عظيم ” سورة الحج – ١، وقد جاء في تفسيرها أن هذه الزلزلة تكون في النصف من شهر رمضان، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها.
وعن المدة التي تمكثها الدنيا بعد طلوع الشمس من مغربها
قال عبد الله بن عمر: يمكث الناس بعد طلوع الشمس من مغربها عشرين ومائة سنة، وفي الخبر أن آية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر، السنة منها بقدر شهر، والشهر بقدر جمعه، والجمعة بقدر يوم، واليوم بقدر ساعة، ويتمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئاً إلا أعطوه حتى تتم أربعون سنة بعد الدابة (أي أن طلوع الشمس من مغربها يأتي بعد خروج الدابة)، ثم يعود فيهم الموت فلا يبقى مؤمن ويبقى الكفار يتهارجون في الطرق كالبهائم.وقد روي عن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الأمة قردة وخنازير وتطوى الدواوين وتجف الأقلام، لا يزاد في حسنة، وينقص من حسنة.كان عبد الله بن مسعود يقول: ما ذكر من الآيات فقد مضين غير أربع، طلوع الشمس من مغربها، ودابة الأرض، والدجال، ويأجوج ومأجوج.وقال عبد الله بن مسعود: طلوع الشمس من مغربها مع القمر كالبعيرين المقترنين، إن الشمس والقمر يطلعان يومئذ أسودين، وفي قول الله تعالى (تغرب في عين حمئة) إذا غربت الشمس سجدت له سبحانه وسبحته وعظمته واستأذنته فيؤذن لها، فإذا كان اليوم الذي تحبس فيه سجدت له وسبحته وعظمته ثم استأذنته فيقال لها: اثبتي، فتحبس مقدار ليلتين، وقال: يفزع إليها المتهجدون وينادي الرجل جاره: يا فلان، ما شأننا الليلة، لقد نمت حتى شبعت وصليت حتى أتميت، ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت.وروي عن ابن عباس أنه قال: لاتزال الشمس تجري من مطلعها إلى مغربها حتى يأتي الوقت الذي جعله الله غاية التوبة عباده، فتستأذن الشمس من أين تطلع ويستأذن القمر من أين يطلع، فلا يؤذن لهما، فيحبسان مقدار ثلاث ليال للشمس وليلتين للقمر فلا يعرف مقدار حبسهما إلا قليل من الناس، وهم أهل الأوراد وحملة القرآن، فينادي بعضهم بعضاً فيجتمعون في مساجدهم بالتضرع والبكاء والصراخ بقية تلك الليلة، فبينما الناس كذلك، إذ نادى مناد ألا إن باب التوبة قد أغلق والشمس والقمر قد طلعا من مغاربهما، ويتصايح أهل الدنيا، وتذهل الأمهات عن أولادها، وتضع كل ذات حمل حملها، فأما الصالحون والأبرار؛ فإنهم ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب لهم عبادة، وأما الفاسقون والإطار فلا ينفعهم بكاؤهم يومئذ ويكتب عليهم حسرة.أخرج البخاري في تاريخه وابن عساكر عن كعب قال: إذا أراد الله أن تطلع الشمس من مغربها أدارها بالقطب فجعل مشرقها مغربها ومغربها مشرقها.


الريح اللينة
“الريح اللينة تهب لتقبض أرواح المؤمنين جميعاً كأنهم نفس واحدة، فلا يبقى إلا شرار الناس الذين يتكاثرون سفاحا بلا نكاح، فلا تقوم الساعة إلا على لكع بن لكع – يعني أبناء الزنا ويُقال اللئيم ابن اللئيم”.


رابعاً: مرحلة الحشر لمن تبقى من شرار الناس:
“تخرج نار من قعر عدن؛ أو من اليمن للتسوق الناس إلى أرض المحشر حيث تقوم القيامة“.