شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الاحد 28 ابريل 2024 , الساعة: 3:49 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [بحث] كتاب أسد الغبة في معرفة الصحابة - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 20/02/2024

اعلانات

[بحث] كتاب أسد الغبة في معرفة الصحابة - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة # اخر تحديث اليوم 2024-04-28

آخر تحديث منذ 2 شهر و 8 يوم
3 مشاهدة













































































































بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة المؤلف قال الشيخ الإمام العالم، الحافظ البارع الأوحد، بقية السلف عز الدين أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري، المعروف ب"ابن الأثير" -رضي الله عنه-: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والحمد لله المنزه عن أن يكون له نظراء وأشباه، المقدس فلا تقرب الحوادث حماه، الذي اختار الإسلام ديناً، وارتضاه، فأرسل به محمد -صلى الله عليه وسلم-، واصطفاه، وجعل له أصحاباً فاختار كلاً منهم لصحبته واجتباه، وجعلهم كالنجوم بأيهم اقتدى الإنسان اهتدى إلى الحق واقتفاه، فصلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة توجب لهم رضاه، أحمده على نعمه كلها حمداً يقتضي الزيادة من نعمه، ويجزل لنا النصيب من قسمه.








أما بعد، فلا علم أشرف من علم الشريعة فإنه يحصل به شرف الدنيا والآخرة، فمن تحلى به فقد فاز بالصفقة الرابحة، والمنزلة الرفيعة الفاخرة، ومن عري منه فقد حظي بالكرة الخاسرة.








والأصل في هذا العلم كتب الله، عز وجل، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فأما الكتاب العزيز فهو متواتر مجمع عليه غير محتاج إلى ذكر أحوال ناقليه، وأما سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهي التي تحتاج إلى شرح أحوال رواتها وأخبارهم.








وأول رواتها أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يضبطوا ولا حفظوا في عصرهم كما فعل بمن بعدهم من علماء التابعين وغيرهم إلى زماننا هذا؛ لأنهم كانوا مقبلين على نصرة الدين وجهاد الكافرين إذ كان المهم الأعظم؛ فإن الإسلام كان ضعيفاً وأهله قليلون، فكان أحدهم يشغله جهاده ومجاهدة نفسه في عبادته عن النظر في معيشته والتفرغ لمهم، ولم يكن فيهم أيضاً من يعرف الخط إلا النفر اليسير، ولو حفظوا ذلك الزمان لكانوا أضعاف من ذكره العلماء، ولهذا اختلف العلماء في كثير منهم؛ فمنهم من جعله بعض العلماء من الصحابة، ومنهم من لم يجعله فيهم، ومعرفتهم أمورهم وأحوالهم وأنسابهم وسيرتهم مهم في الدين.








ولا خفاء على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن من تبوأ الدار والإيمان من المهاجرين والأنصار السابقين إلى الإسلام والتابعين لهم بإحسان الذين شهدوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسمعوا كلامه وشاهدوا أحواله ونقلوا ذلك إلى من بعدهم من الرجال والنساء من الأحرار والعبيد والإماء أولى بالضبط والحفظ، وهم الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون بتزكية الله، سبحانه وتعالى لهم وثنائه عليهم، ولأن السنن التي عليها مدار تفصيل الأحكام ومعرفة الحلال والحرام إلى غير ذلك من أمور الدين، إنما ثبتت بعد معرفة رجال أسانيدها ورواتها، وأولهم والمقدر عليهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فإذا جهلهم الإنسان كان بغيرهم أشد جهلاً، وأعظم إنكاراً، فينبغي أن يعرفوا بأنسابهم وأحوالهم هم وغيرهم من الرواة، حتى يصح العمل بما رواه الثقات منهم، وتقوم به الحجة؛ فإن المجهول لا تصح روايته، ولا ينبغي العمل بما رواه، والصحابة يشاركون سائر الرواة في جميع ذلك إلا في الجرح والتعديل؛ فإنهم كلهم عدول لا يتطرق إليهم الجرح؛ لأن الله -عز وجل- ورسوله زكياهم وعدلاهم، وذلك مشهور لا نحتاج لذكره، ويجيء كثير منه في كتابنا هذا، فلا نطول به هنا.








وقد جمع الناس في أسمائهم كتباً كثيرة، ومنهم من ذكر كثيراً من أسمائهم في كتب الأنساب والمغازي وغير ذلك، واختلفت مقاصدهم فيها، إلا أن الذي انتهى إليه جمع أسمائهم الحافظان أبو عبد الله بن منده وأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهانيان، والإمام أبو عمر بن عبد البر القرطبي -رضي الله عنهم، وأجزل ثوابهم، وحمد سعيهم، وعظم أجرهم وأكرم مآبهم- فلقد أحسنوا فيما جمعوا، وبذلوا جهدهم وأبقوا بعدهم ذكراً جميلاً؛ فالله تعالى يثيبهم أجراً جزيلاً؛ فإنهم جمعوا ما تفرق منه.








فلما نظرت فيها رأيت كلاً منهم قد سلك في جمعه طريقاً غير طريق الآخر، وقد ذكر بعضهم أسماء لم يذكرها صاحبه، وقد أتى بعدهم الحافظ أبو موسى محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى الأصفهاني، فاستدرك على ابن منده ما فاته في كتابه، فجاء تصنيفه كبيراً نحو ثلثي كتاب ابن منده.








فرأيت أن أجمع بين هذه الكتب، وأضيف إليها ما شذ عنها ما استدركه أبو علي الغساني، علي أبي عمر بن عبد البر، كذلك أيضاً ما استدركه عليه آخرون وغير من ذكرنا فلا نطول بتعداد أسمائهم هنا، ورأيت ابن منده وأبا نعيم وأبا موسى عندهم أسماء ليست عند ابن عبد البر، وعند ابن عبد البر أسماء ليست عندهم. فعزمت أن أجمع بين كتبهم الأربعة، وكانت العوائق تمنع والأعذار تصد عنه، وكنت حينئذ ببلدي وفي وطني، وعندي كتبي وما أراجعه من أصول سماعاتي، وما أنقل منه، فلم يتيسر ذلك لصداع الدنيا وشواغلها.








فاتفق أني سافرت إلى البلاد الشامية عازماً على زيارة البيت المقدس -جعله الله سبحانه وتعالى داراً للإسلام أبداً- فلما دخلتها اجتمع بي جماعة من أعيان المحدثين، وممن يعتني بالحفظ والإتقان فكان فيما قالوه: إننا نرى كثيراً من العلماء الذين جمعوا أسماء الصحابة يختلفون في النسب والصحبة والمشاهد التي شهدها الصاحب؛ إلى غير ذلك من أحوال الشخص ولا نعرف الحق فيه، وحثوا عزمي على جمع كتاب لهم في أسماء الصحابة، -رضي الله عنهم-؛ أستقصي فيه ما وصل إلي من أسمائهم، وأبين فيه الحق فيما اختلفوا فيه، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم؛ مع الإتيان بما ذكروه واستدراك ما فاتهم، فاعتذرت إليهم بتعذر وصولي إلى كتبي وأصولي وأنني بعيد الدار عنها، ولا أرى النقل إلا منها فألحوا في الطلب؛ فثار العزم الأول وتجدد عندي ما كنت أحدث به نفسي، وشرعت في جمعه والمبادرة إليه، وسألت الله تعالى أن يوفقني إلى الصواب في القول والعمل، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم بمنه وكرمه.








واتفق أن جماعة كانوا قد سمعوا علي أشياء بالموصل وساروا إلى الشام فنقلت منها أحاديث مسندة وغير ذلك، ثم إنني عدت إلى الوطن بعد الفراغ منه وأردت أن أكثر الأسانيد وأخرج الأحاديث التي فيه بأسانيدها، فرأيت ذلك متعباً يحتاج أن أنقض كل ما جمعت، فحملني الكسل وحب الدعة والميل إلى الراحة إلى أن نقلت ما تدعو الضرورة إليه، مما لا يخل بترتيب، ولا يكثر إلى حد الإضجار والإملال.








وأنا أذكر كيفية وضع هذا الكتاب، ليعلم من يراه شرطنا وكيفيته، والله المستعان فأقول.








إني جمعت بين هذه الكتب كما ذكرته قبل، وعلمت على الاسم علامة ابن منده صورة "د" وعلامة أبي نعيم صورة "ع"، وعلامة ابن عبد البر صورة "ب" وعلامة أبي موسى صورة "س" فإن كان الاسم عند الجميع علمت عليه جميع العلائم، وإن كان عند بعضهم علمت عليه علامته، وأذكر في آخر كل ترجمة اسم من أخرجه؛ وإن قلت أخرجه الثلاثة فأعني ابن منده وأبا نعيم وأبا عمر بن عبد البر؛ فإن العلائم ربما تسقط من الكتابة وتنسى، ولا أعني بقولي أخرجه فلان وفلان أو الثلاثة أنهم أخرجوا جميع ما قلته في ترجمته؛ فلو نقلت كل ما قالوه لجاء الكتاب طويلاً؛ لأن كلامهم يتداخل ويخالف بعضهم البعض في الشيء بعد الشيء، وإنما أعني أنهم أخرجوا الاسم.








ثم إني لا أقتصر على ما قالوه إنما أذكر ما قاله غيرهم من أهل العلم، وإذا ذكرت اسماً ليس عليه علامة أحدهم، فهو ليس في كتبهم. ورأيت ابن منده وأبا نعيم قد أكثرا من الأحاديث والكلام عليه، وذكرا عللها، ولم يكثرا من ذكر نسب الشخص، ولا ذكر شيء من أخباره وأحواله، وما يعرف به، ورأيت أبا عمر قد استقصى ذكر الأنساب وأحوال الشخص ومناقبه، وكل ما يعرفه به، حتى إنه يقول: هو ابن أخي فلان وابن عم فلان وصاحب الحادثة الفلانية، وكان هذا هو المطلوب من التعريف؛ أما ذكر الأحاديث وعللها وطرقها فهو بكتب الحديث أشبه؛ إلا أني نقلت من كلام كل واحد منهم أجوده وما تدعو الحاجة إليه طلباً للاختصار، ولم أخل بترجمة واحدة من كتبهم جميعها بل أذكر الجميع، حتى إنني أخرج الغلط كما ذكره المخرج له، وأبين الحق والصواب فيه إن علمته؛ إلا أن يكون أحدهم قد أعاد الترجمة بعينها، فأتركها وأذكر ترجمة واحدة، وأقول: قد أخرجها فلان في موضعين من كتابه.








وأما ترتيبه ووضعه فإنني جعلته على حروف أ، ب، ت، ث، ولزمت في الاسم الحرف الأول والثاني الثالث وكذلك إلى آخر الاسم، وكذلك أيضاً في اسم الأب والجد ومن بعدهما والقبائل أيضاً.








مثاله: أنني أقدم "أبانا" على إبراهيم؛ لأن ما بعد الباء في أبان ألف، وما بعدها في إبراهيم راء، وأقدم إبراهيم بن الحارث، على إبراهيم بن خلاد؛ لأن الحارث بحاء مهملة وخلاد بخاء معجمة، وأقدم أبانا العبدي على أبان المحاربي، وكذلك أيضاً فعلت في التعبيد فإني ألزم الحرف الأول بعد عبد، وكذلك في الكنى فإني ألزم الترتيب في الاسم الذي بعد "أبو" فإني أقدم أبا داود على أبي رافع، وكذلك في الولاء، فإني أقدم أسود مولى زيد على أسود مولى عمرو، وإذا ذكر الصحابي ولم ينسب إلى أب بل نسب إلى قبيلة فإنني أجعل القبيلة بمنزلة الأب مثاله: زيد الأنصاري أقدمه على زيد القرشي، ولزمت الحروف في جميع أسماء القبائل.








وقد ذكروا جماعة بأسمائهم، ولم ينسبوهم إلى شيء، فجعلت كل واحد منهم في آخر ترجمة الاسم الذي سمعي به مثاله: زيد، غير منسوب، جعلته في آخر من اسمه زيد، وأقدم ما قلت حروفه على ما كثرت؛ مثال: أقدم "الحارق" على "حارثه".








وقد ذكر ابن منده، وأبو نعيم، وأبو موسى في آخر الرجال والنساء جماعة من الصحابة والصحابيات لم تعرف أسماؤهم؛ فنسبوهم إلى آبائهم؛ فقالوا: ابن فلان، وإلى قبائلهم وإلى أبنائهم، وقالوا: فلان عن عمه، وفلان عن جده وعن خاله، وروى فلان عن رجل من الصحابة؛ فرتبتهم أولاً بأن ابتدأت بابن فلان، ثم بمن روى عن أبيه؛ لأن ما بعد الباء في ابن نون، وما بعدها في أبيه ياء، ثم بمن روى عن جده، ثم عن خاله، ثم عن عمه؛ لأن الجيم قبل الخاء، وهما قبل العين، ثم بمن نسب إلى قبيلة، ثم بمن روى عن رجل من الصحابة؛ ثم رتبت هؤلاء أيضاً ترتيباً ثانياً؛ فجعلت من روى عن ابن فلان مرتبين على الآباء، مثاله: ابن الأدرع أقدمه على ابن الأسقع، وأقدمهما على ابن ثعلبة، وأرتب من روى عن أبيه على أسماء الآباء، مثاله: إبراهيم عن أبيه أجعله قبل الأسود عن أبيه، وجعلت من روى عن جده على أسماء الأحفاء، مثال: أقدم جد الصلت على جد طلحة وجعلت من روى عن خاله على أسماء أولاد الأخوات، مثاله: أقدم خال البراء على خال الحارث، ومن روى عن عمه جعلتهم على أسماء أولاد الإخوة، مثاله: عم أنس مقدم على عم جبر، ومن نسب إلى قبيلته ولم يعرف اسمه جعلتهم مرتبين على أسماء القبائل؛ فإنني أقدم الأزدي على الخثعمي.








وقد ذكروا أيضاً جماعة لم يعرفوا إلا بصحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرتبتهم على أسماء الراوين عنهم، مثاله: أنس بن مالك عن رجل من الصحابة أقدمه على ثابت بن السمط عن رجل من الصحابة، وإن عرفت في هذا جميعه اسم الصحابي ذكرت اسمه؛ ليعرف ويطلب من موضعه.








ورأيت جماعة من المحدثين إذا وضعوا كتابا على الحروف يجعلون الاسم الذي أوله "لا"، مثل: لاحق ولا شر في باب مفرد عن حرف اللام، وجعلوه قبل الياء، فجعلتها أنا من حرف الله في باب اللام مع الألف فهو أصح وأجود، وكذلك أفعل في النساء سواء.








وإذا كان أحد من الصحابة مشهوراً بالنسبة إلى غير أبيه ذكرته بذلك النسب: ك"شرحبيل ابن حسنة"، أذكره فيمن أول اسم أبيه حاء، ثم أبين اسم أبيه، ومثل شريك ابن السحماء، وهي أمه، أذكره أيضاً فيمن أول اسم أبيه سين، ثم أذكر اسم أبيه، أفعل هذا قصداً للتقريب وتسهيل طلب الاسم.








واذكر الأسماء على صورها التي ينطق بها لا على أصولها، مثل: أحمر، أذكره في الهمزة ولا أذكره في الحاء، ومثل أسود في الهمزة أيضاً، ومثل عمار أذكره في "عما" ولا أذكره في "عمم"؛ لأن الحرف المشدد حرفان الأول منهما ساكن؛ فعلته طلباً للتسهيل.








وأقدم الاسم في النسب على الكنية، إذا اتفقا، مثاله: أقدم عبد الله بن ربيعة على: عبد الله بن أبي ربيعة، وأذكر الأسماء المشتبهة في الخط وأضبطها بالكلام لئلا تلتبس؛ فإن كثيراً من الناس يغلطون فيها، وإن كانت النعتية التي ضبطها تعرف الاسم وتبينه، ولكني أزيده تسهيلاً ووضوحاً، مثال ذلك: سلمة في الأنصار، بكسر اللام، والنسبة إليه سلمي، بالفتح في اللام والسين، وأما سليم فهو ابن منصور من قيس عيلان.








وأشرح الألفاظ الغريبة التي ترد في حديث بعض المذكورين في آخر ترجمته.








وأذكر في الكتاب فصلاً يتضمن ذكر الحوادث المشهورة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، كالهجرة إلى الحبشة، وإلى المدينة، وبيعة العقبة، وكل حادثة قتل فيها أحد من الصحابة؛ فإن الحاجة تدعو إلى ذلك؛ لأنه يقال: أسلم فلان قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم، أو وهو فيها، وهاجر فلان إلى الحبشة، وإلى المدينة، وشهد بدراً، وشهد بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وقتل فلان في غزوة، كذا أذكر ذلك مختصراً؛ فليس كل الناس يعرفون ذلك ففيه زيادة كشف.








وأذكر أيضاً فصلاً أضمنه أسانيد الكتب التي كثر تخريدي منها؛ لئلا أكرر الأسانيد في الأحاديث طلباً للاختصار.








وقد ذكر بعض مصنفي معارف الصحابة جماعة ممن كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، ولم يصحبه ساعة من نهار، كالأحنف بن قيس وغيره، ولا شبهة في أن الأحنف كان رجلاً في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يره؛ ودليل أنه كان رجلاً في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدومه على عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- في وفد أهل البصرة، وهو رجل من أعيانهم، والقصة مشهورة إلا أنه لم يفد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يصحبه، فلا أعلم لم ذكروه وغيره ممن هذه حاله? فإن كانوا ذكروهم لأنهم كانوا موجودين على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسلمين فكان ينبغي أن يذكرو كل من أسلم في حياته ووصل إليهم اسمه، لأن الوفود في سنة تسع وسنة عشر قدموا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سائر العرب بإسلام قومهم؛ فكان ينبغي أن يذكروا الجميع قياساً على من ذكروه.








وأذكر فيه في فصل جميع ما في هذا الكتاب من الأنساب، وجعلتها على حروف المعجم، ولم أذكر من الأنساب إلا ما في هذا الكتاب، لئلا يطول ذلك، وإنما فعلت ذلك؛ لأن بعض من وقف عليه من أهل العلم والمعرفة أشار به ففعلته، وليكون هذا الكتاب أيضاً جامعاً لما يحتاج إليه الناظر فيه غير مفتقر إلى غيره. وما يشاهده الناظر في كتابي هذا من خطأ ووهم فليعلم أني لم أقله من نفسي، وإنما نقلته من كلام العلماء وأهل الحفظ والإتقان، ويكون الخطأ يسيراً إلى ما فيه من الفوائد والصواب، ومن الله سبحانه استمد الصواب في القول والعمل، فرحم الله امرأ أصلح فاسده، ودعا لي بالمغفرة والعفو عن السيئات، وأن يحسن منقلبنا إلى دار السلام عند مجاورة الأموات والسلام.








فصل

















أذكر فيه أسانيد الكتاب الكبار التي خرجت منها الأحاديث وغيرها، وقد تكرر ذكرها في الكتاب؛ لئلا يطول الإسناد ولا أذكر في أثناء الكتاب إلا اسم المصنف وما بعده، فليعلم ذلك:








تفسير القرآن المجيد لأبي إسحاق الثعالبي

















أخبرنا به أبو العباس أحمد بن عثمان بن أبي علي بن مهدي الزرزاري الشيخ الصالح رحمه الله تعالى قال: أخبرنا الرئيس مسعود بن الحسن القاسم الأصبهاني، وأبو عبد الله الحسن بن العباس الرستمي؛ قالا: أخبرنا أحمد بن خلف الشيرازي، قال: أنبأنا أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي بجميع كتاب "الكشف والبيان في تفسير القرآن"، سمعت عليه من أول الكتاب إلى آخر سورة النساء، وأما من أول سورة المائدة إلى آخر الكتاب، فإنه حصل لي بعضه سماعاً وبعضه إجازة، واختلط السماع بالإجازة فأنا أقول فيه: أخبرنا به إجازة إن لم يكن سماعاً.








فإذا قلت: أخبرنا أحمد بإسناده إلى الثعلبي، فهو بهذا الإسناد:








الوسيط في التفسير أيضاً للواحدي

















أخبرنا بجميع كتاب "الوسيط في تفسير القرآن المجد" أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي قال: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسين بن الفرخان السمناني، وعبد الرحمن بن أبي الخير بن سعيد الميهتي، كلاهما إجازة؛ قالا: أنبأنا أبو الحسين علي بن أحمد بن منويه الواحد "ح" قال أبو محمد: وأخبرنا أبو الفضل أحمد بن أبي الخير بن سعيد قراءة حليه وأنا أسمع قال: أنبأنا الواحدي.








فإذا قلت: أخبرنا أبو محمد بن سويدة قال: أخبرنا الواحدي فهو بهذا الإسناد.








صحيح محمد بن إسماعيل البخاري

















أخبرنا بجميع "الجامع الصحيح" تأليف الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، -رضي الله عنه- أبو عبد الله محمد بن محمد بن سرايا بن علي، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطي، وأبو بكر مسمار بن عمر بن العويس النيار البغدادي، وأبو عبد الله الحسين بن أبي صالح بن فناخسرو الديلمي التكريتي الضرير، قالوا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزي، قال: أخبرنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي السرخسي، قال: أخبرنا محمد بن يوسف الفربري، أخبرنا محمد بن إسماعيل.








فإذا قلت: أخبرنا أحد هؤلاء أو كلهم بإسنادهم عن البخاري، وذكرت إسناده إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو بهذا الإسناد.








صحيح مسلم بن الحجاج

















أخبرنا بجميع "الصحيح" تأليف أبي الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري -رضي الله عنه- أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد الأصفهاني الثقفي قراءة عليه، وأنا أسمع، قال: أخبرنا عم جدي أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي قراءة عليه وأنا أسمع، وأبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة، قال جعفر: أجاز لنا، وقال الفراوي: أخبرنا سماعاً أبو الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي؛ أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي، أخبرنا أبو إسحاق وإبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه، أخبرنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري.








فإذا قلت: أخبرنا يحيى وأبو ياسر بإسنادهما عن مسلم، فهو بهذا الإسناد.








الموطأ لمالك بن أنس رواية يحيى بن يحيى

















أخبرنا به الشيخ أبو الحرم مكي بن زيان ابن شبه المقري النحوي الماكسيني رحمه الله، أخبرنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام الأزدي القرطبي، أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب، أخبرنا القاضي أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث، أخبرنا أبو عيسى يحيى بن عبيد الله، أخبرنا عم أبي عبيد الله بن يحيى، أخبرنا أبو يحيى بن يحيى، أخبرنا الإمام مالك بن أنس -رضي الله عنه-.








فإذا قلت: أخبرنا أبو الحرم بإسناده عن يحيى بن يحيى عن مالك، فهو بهذا الإسناد.








الموطأ لمالك أيضاً رواية القعنبي

















أخبرنا به أبو المكارم فتيان بن أحمد بن محمد بن سمينة الجوهري، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن نصر بن خميس الفقيه، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عبد القادر بن يوسف، أنبأنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون بن سعد الحربي، أخبرنا القعنبي عن مالك -رضي الله عنه-.








مسند أحمد بن حنبل

















أخبرنا به أبو ياسر عبد الوهاب بن هبة الله بن أبي حبة قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن الحصين، أخبرنا أبو علي الحسن بن علي بن المذهب الواعظ، أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي -رضي الله عنه-.








فكل ما فيه أخبرنا أبو ياسر أو عبد الوهاب بإسناده: حدثني أبي، فهو بهذا الإسناد.








مسند أبي داود الطيالسي

















أخبرنا به الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرز الفقيه إذناً، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني، وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الجمال، قالا: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر بن فارس، أخبرنا يونس بن حبيب، أخبرنا أبو داود الطيالسي -رضي الله عنه-.








فإذا قلت: قال أبو داود الطيالسي، فهو بهذا الإسناد.








الجامع الكبير للترمذي

















أخبرنا به أجمع أبو الفدا إسماعيل بن علي بن عبيد الواعظ الموصلي وأبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بن السمين، وأخبرنا به ما عدا أبواب الطهارة الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الشافعي، قالوا: أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن أبي القاسم بن أبي سهل الكروخي، قال: أخبرنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم بن محمد بن محمد الأزدي، وأبو نصر عبد العزيز بن محمد بن علي الترياقي، وأبو بكر عبد الصمد بن أبي الفضل الفورجي، قالوا: أخبرنا أبو محمد بن أبي الجراح الجراحي المروزي، أخبرنا أبو العباس المحبوبي، أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي -رضي الله عنه-.








سنن أبي داود السجستاني

















أخبرنا به أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن الأمين الصوفي الشيخ الصالح المعروف بابن سكينة -رضي الله عنه-، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن المارودي، أخبرنا أبو علي بن أحمد التستري، أخبرنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي، أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي، أخبرنا أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني.








فإذا قلت: أخبرنا أبو أحمد بإسناده عن أبي داود، فهو بهذا الإسناد.








سنن أبي عبد الرحمن النسائي

















أخبرنا به أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه الشافعي الضرير -رضي الله عنه- قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمويه اليزدي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن الدوني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن الحسين الكسار، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد السبتي، أخبرنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي -رضي الله عنه-.








فإذا قلت: أخبرنا القاسم أو يعيش بإسناده إلى عبد الرحمن، أو أحمد بن شعيب، فهو بهذا الإسناد.








مسند أبي يعلى الموصلي

















أخبرنا به أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الطبري الفقيه المخزومي المعروف بالديني، أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، أخبرنا أبو سعيد محمد بن عبد الرحمن الكنجرودي، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي -رضي الله عنه-.








مغازي ابن إسحاق

















أخبرنا به أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور إجازة "ح" قال أبو جعفر: وأخبرنا أبو الحسن علي بن عساكر البطائحي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي المرزوقي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص، أخبرنا أبو الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني، أخبرنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق.








فإذا قلت في الكتاب بهذا الإسناد، فهو معروف.








الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم

















أخبرنا به أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي إجازة أخبرنا عم جدي الرئيس أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد بن محمد الثقفي قال: أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن الأصبهاني، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن أبي علي أحمد بن عبد الرحمن الذكواني، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن العتاب، أخبرنا القاضي أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم المصنف.








فكل ما في هذا الكتاب عن ابن أبي عاصم فهو بهذا الإسناد، وإذا كان بغيره ذكرته.








طبقات محدثي الموصل

















أخبرنا به أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب الموصلي، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن صفوان، أخبرنا أبو البركات سعد بن محمد بن إدريس والخطيب أبو الفضائل الحسن بن هبة الله، قالا: أخبرنا أبو الفرج محمد بن إدريس بن محمد إدريس قال: أخبرنا أبو منصور المظفر بن محمد الطوسي، أخبرنا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي المصنف.








مسند المعافى بن عمران

















أخبرنا به أبو منصور بن مكارم، أيضاً أخبرنا به أبو القاسم ابن صفوان، أخبرنا الخطيب أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق، أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حبان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، أخبرنا المعافى بن عمران الأزدي، رضي الله عنه.








فهذه الكتب التي كثر النقل منها، وما عداها فإنني أذكر إسنادي إليها لأنها لا تتكرر كثيراً، والله ولي التوفيق.








فصل نذكر فيه من يطلق عليه اسم الصحبة

















قال الإمام أبو بكر أحمد بن علي الحافظ بإسناده عن سعيد بن المسيب أنه قال: الصحابة لا نعدهم إلا من أقام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة أو سنتين وغزا معه غزوة أو غزوتين.








قال الواقدي: ورأينا أهل العلم يقولون: كل من رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أدرك الحلم فأسلم، وعقل أمر الدين ورضيه، فهو عندنا ممن صحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولو ساعة من نهار، ولكن أصحابه على طبقاتهم وتقدمهم في الإسلام.








وقال أحمد بن حنبل: أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل من صحبه شهراً أو يوماً أو ساعة أو رآه.








وقال محمد بن إسماعيل البخاري: من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه.








وقال القاضي أبو بكر محمد بن الطيب: لا خلاف بين أهل اللغة في أن الصحابي مشتق من الصحبة وأنه ليس مشتقاً على قدر مخصوص منها؛ بل هو جار على كل من صحب قليلاً كان أو كثيراً، وكذلك جميع الأسماء المشتقة من الأفعال ولذلك يقال: صحبت فلاناً حولاً وشهراً ويوماً وساعة، فيوقع اسم الصحبة لقليل ما يقع عليه منها وكثيره، قال: ومع هذا فقد تقرر للأمة عرف، أنهم لا يستعملون هذه التسمية إلا فيمن كثرت صحبته، ولا يجيزون ذلك إلا فيمن كثرت صحبته، لا على من لقيه ساعة أو مشى معه خطاً، أو سمع منه حديثاً؛ فوجب لذلك أن لا يجري هذا الاسم إلا على من هذه حاله، ومع هذا فإن خبر الثقة الأمين عنه مقبول ومعمول به، وإن لم تطل صحبته ولا سمع منه إلا حديثاً واحداً، ولو رد قوله أنه صحابي لرد خبره عن الرسول.








وقال الإمام أبو حامد الغزالي: لا يطلق اسم الصحبة إلا على من صحبه، ثم يكفي في الاسم من حيث الوضع الصحبة ولو ساعة، ولكن العرف يخصصه بمن كثرت صحبته.








قلت: وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ما شرطوه كثيرون؛ فإن رسول الله شهد حنيناً ومعه اثنا عشر ألفاً سوى الأتباع والنساء، وجاء إليه هوازن مسلمين فاستنفذوا حريمهم وأولادهم، وترك مكة مملوءة ناساً، وكذلك المدينة أيضاً، وكل من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين؛ فهؤلاء كلهم صحبة، وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان، وكذلك حجة الوداع، وكلهم له صحبة، ولم يذكروا إلا هذا القدر، مع أن كثيراً منهم ليست له صحبة، وقد ذكر الشخص الواحد في عدة تراجم، ولكنهم معذورون، فإن من لم يرو ولا يأتي ذكره في رواية كيف السبيل إلى معرفته!.








وهذا حين فراغنا من الفصول المقدمة على الكتاب، ثم نخوض غمرته فنقول: نبدأ بذكر سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تبركاً باسمه، وتشريفاً للكتاب بذكره المبارك، ولأن معرفة المصحوب ينبغي أن تقدم على معرفة الصاحب، وإن كان أظهر من أن يعرف.








لقد ظهرت فما تخفى على أحد إلا على أحد لا يعرفالقمرا لكن الأكثر يعرفونه جملة فارغة عن معرفة شيء من أحواله، ونحن نذكر جملاً من تفاصيل أموره على سبيل الاختصار، فنقول وبالله التوفيق وهو حسبنا ونعم الوكيل:








محمد رسول الله

















صلى الله عليه وسلم

















هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو القاسم، سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم.








فأما ما بعد عدنان من آبائه إلى إسماعيل بن إبراهيم الخليل -صلى الله عليهما وسلم- ففيه اختلاف كثير في العدد والأسماء، لا ينضبط ولا يحصل منه غرض فتركناه لذلك، ومضر وربيعة هم صريح ولد إسماعيل باتفاق جميع أهل النسب، وما سوى ذلك فقد اختلفوا فيه اختلافاً كثيراً، وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية الزهرية، تجتمع هي وعبد الله في كلاب.








خرج عبد المطلب بابنه عبد الله إلى وهب بن عبد مناف، فزوجه ابنته آمنة، وقيل كانت آمنة في حجر عمها وهيب بن عبد مناف، فأتاه عبد المطلب، فخطب إليه ابنته هالة بنت وهيب لنفسه، وخطب على ابنه عبد الله ابنة أخيه آمنة بنت وهب، فتزوجا في مجلس واحد فولدت هالة لعبد المطلب حمزة.








أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بن جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: وكانت آمنة بنت وهب تحدث أنها أتيت حين حملت برسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لها: إنك حملت بسيد هذه الأمة فسميه محمداً.. فلما وضعته أرسلت إلى جده عبد المطلب تقول: قد ولد لك الليلة ولد فانظر إليه، فلما جاءها أخبرته بالذي رأت.








وكان أبوه عبد الله قد توفي وأمه حامل به، وقيل: توفي وللنبي صلى الله عليه وسلم ثمانية وعشرون شهراً وقيل: كان له سبعة أشهر، والأول أثبت، وكانت وفاته بالمدينة عند أخواله بني عدي بن النجار، وكان أبوه عبد المطلب بعثه إلى المدينة يمتار تمراً، فمات، وقيل: بل أرسله إلى الشام في تجاره فعاد من غزة مريضاً فتوفي بالمدينة، وكان عمره خمساً وعشرين سنة ويقال: كان عمره ثمانياً وعشرين سنة.








وإنما قيل لبني عدي أخواله لأن أم عبد المطلب سلمى بنت زيد، وقيل بنت عمرو بن زيد، من بني عدي بن النجار.








وكان عبد المطلب قد أرسل ابنه الزبير بن عبد المطلب إلى أخيه عبد الله بالمدينة فشهد وفاته، ودفن في دار النابغة.








وكان عبد الله والزبير وأبو طالب إخوة لأب وأم؛ أمهم فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.








وورث النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه أم أيمن وخمسة أجمال وقطيع غنم، وسيفاً مأثوراً وورقاً، وكانت أم أيمن تحضنه.








قال: أخبرنا ابن إسحاق قال: حدثني المطلب بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن جده قيس بن مخرمة قال: ولدت أنا ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفيل كنالدتين قيل: وكان مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لعشر ليال خلون من ربيع الأول، ويقال لليلتين خلتا منه، وقيل لثمان خلون منه عام الفيل، وذلك لأربعين سنة مضت من ملك كسرى أنوشروان بن قباذ، وكان ملك أنوشروان سبعاً وأربعين سنة وثمانية أشهر.








ولما ولد ختنه جده عبد المطلب في اليوم السابع، وقيل: ولد مختوناً مسروراً، وقد استقصينا ذكر آبائه وأسمائهم وأحوالهم في الكامل في التاريخ فلا نطول بذكره هنا؛ فإننا نقصد ذكر الجمل لا التفصيل.








ولما ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- التمسوا له الرضعاء، فاسترضع له امرأة من بني سعد بن بكر بن هوازن بن منصور، يقال لها: حليمة بنت أبي ذؤيب واسمه الحارث، فليطلب خبرها من ترجمتها، ومن ترجمة أخته من الرضاعة: الشيماء، فقد ذكرناهما.








قال ابن إسحاق: قالت حليمة: "فلم نزل يرينا الله البركة ونتعرفها تعني برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ سنتين، فقد منا به على أمه ونحن أضن شيء به مما رأينا فيه من البركة؛ فلما رأته قلنا لها: دعينا نرجع به هذه السنة الأخرى فإنا نخشى عليه وباء مكة، فسرحته معنا، فأقمنا به شهرين أو ثلاثة؛ فبينا هو خلف بيوتنا مع أخ له إذ جاء أخوه يشتد، فقال: أخي القرشي قد جاء رجلان فأضجعاه وشقا بطنه، فخرجت أنا وأبوه نشتد نحوه، فنجده قائماً ممتقعاً لونه، فاعتنقه أبوه وقال: أي بني، ما شأنك? فقال: جاءني رجلان عليهما ثياب بياض فشقا بطني فاستخرجا منه شيئاً ثم رداه فقال أبوه: لقد خشيت أن يكون قد أصيب، فلنرده إلى أهله قبل أن يظهر به ما نتخوف، قالت: فاحتملناه؛ فقالت أمه: ما ردكما به فقد كنتما عليه حريصين? فقلنا: إن الله قد أدى عنا وقضينا الذي علينا، وإنا نخشى عليه الأحداث، فقالت: أصدقاني شأنكما، فأخبرناها خبره، فقالت: أخشيتما عليه الشيطان? كلا، والله، إني رأيت حين حملت به أنه خرج مني نور أضاءت له قصور الشام، فدعاه عنكما".








وأرضعته أيضاً ثويبة مولاة أبي لهب أياماً قبل حليمة بلبن ابن لها يقال له مسروح، وأرضعت قبله حمزة عمه، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد، ولما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبعث إلى ثويبة بصلة وكسوة حتى توفيت منصرفه من خيبر سنة سبع، فسأل عن ابنها مسروح فقيل: توفي قبلها، فقال: هل ترك من قرابة? فقيل: لم يبق له أحد.








ذكر وفاة أمه وجده

















وكفالة عمه أبي طالب له

















والإسناد عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، قال: قدمت آمنة بنت وهب أم رسول الله صلى الله عليه وسلم برسول الله صلى الله عليه وسلم على أخواله بني عدي بن النجار المدينة، ثم رجعت فماتت بالأبواء ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين، وقيل: ماتت بمكة ودفنت في شعب أبي دب، والأول أصح.








قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مع جده عبد المطلب قال: فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله قال: كان يوضع لعبد المطلب فراش في ظل الكعبة، وكان لا يجلس عليه أحد من بنيه إجلالاً له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي حتى يجلس عليه، فيذهب أعمامه يؤخرونه، فيقول عبد المطلب: دعوا ابني، ويمسح على ظهره، ويقول: أن لابني هذا لشأناً، فتوفي عبد المطلب، والنبي ابن ثمان سنين، وكان قد كف بصره قبل موته.








وكان عبد المطلب أول من خضب بالوسمة، ولما حضره الموت جمع بنيه وأوصالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، فاقترع الزبير وأبو طالب أيهما يكفل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأصابت القرعة أبا طالب فأخذه إليه، وقيل: بل اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم على الزبير، وكان ألطف عميه به، وقيل: أوصى عبد المطلب أبا طالب به، وقيل: بل كفله الزبير حتى مات، ثم كفله أبو طالب بعده، وهذا غلء لأن الزبير شهد حلف الفضول بعد موت عبد المطلب، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ نيف وعشرون سنة.








وأجمع العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شخص مع عمه أبي طالب إلى الشام بعد موت عبد المطلب بأقل من خمس سنين؛ فهذا يدل على أن أبا طالب كفله؛ ثم إن أبا طالب سار إلى الشام وأخذ معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عمره اثنتي عشرة سنة وقيل: تسع سنين والأول أكثر، فرآه بحيرا الراهب، ورأى علائم النبوة، وكانوا يتوقعون ظهور نبي من قريش، فقال لعمه: ما هذا منك? قال: ابني، قال: لا ينبغي أن يكون أبوه حياً، قال: هو ابن أخي، قال: إني لأحبسه الذي بشر به عيسى؛ فإن زمانه قد قرب فاحتفظ به، فرده إلى مكة.








ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد مع عمومته حرب الفجار، يوم نخلة، وهو من أعظم أيام الفجار. والفجار حرب كانت بين قريش ومعها كنانة، وبين قيس وقد ذكرناه في الكامل، وهو من أعظم أيام العرب، وكان يناولهم النبل ويحفظ متاعهم، وكان عمره يومئذ نحو عشرين سنة أو ما يقاربها.








وقيل: إنه شهد يوم شمطة أيضاً وهو من أعظم أيام الفجار وكانت الهزيمة فيه على قريش وكنانة، قال الزهري: لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم، ولو شهده لم تنهزم قريش، وهذا ليس بشيء؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انهزم أصحابه عنه يوم أحد، وكثر القتل فيهم.








ذكر تزوج رسول الله

















خديجة وذكر أولاده

















قال: وأخبرنا يونس عن ابن إسحاق قال: وكانت خديجة بنت خويلد امرأة ذات شرف ومال، تستأجر له الرجال، أو تضاربهم بشيء تجعله لهم منه، فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، بعثت إليه، فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج في مالها إلى الشام، فرآه راهب اسمه نسطور، فأخبر ميسرة أنه نبي هذه الأمة، ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم واشترى ما أراد، ثم أقبل قافلاً، فلما قدم مكة على خديجة بمالها باعته فأضعف أو قريباً، وحدثها ميسرة عن قول الراهب، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد رغبت فيك، لقرابتك مني، وشرفك وأمانتك، وحسن خلقك، وصدق حديثك، وعرضه عليه نفسها، فخطبها وتزوجها على اثنتي عشرة أوقية ونش الأوقية وأربعون درهماً. وقد ذكرنا ذلك في ترجمة خديجة -رضي الله عنها-.








وولد له من الولد بناته كلهن، وأولاده الذكور كلهم من خديجة إلا إبراهيم؛ فأما البنات فزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة -رضي الله عنهن- وأما الذكور فالقاسم، وبه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكنى، والطاهر والطيب وقيل: القاسم والطاهر، وعبد الله وهو الطيب؛ لأنه ولد في الإسلام، وقيل: القاسم وعبد الله وهو الطاهر والطيب، فمات القاسم بمكة وهو أول من مات من ولده، ثم عبد الله قاله الزبير بن بكار. وقد ذكرت في خديجة وفي بناته -رضي الله عنهن- أكثر من هذا.








ولما تزوج خديجة كان عمره خمساً وعشرين سنة، وكانت هي ابنة أربعين سنة، وقيل: غير ذلك.








ذكر بناء الكعبة

















ووضع رسول الله الحجر الأسود

















قال ابن إسحاق: كانت الكعبة رضماً فوق القامة، فأرادت قريش أن يهدموها ويرفعوها ويسقفوها، وكانوا يهابون هدمها، فاتفق أن نفراً من قريش سرقوا كنز الكعبة، وكان يكون في جوف الكعبة، وكان البحر قد ألقى سفينة إلى جدة لرجل من الروم، فتحطمت، فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها، فاجتمعت قريش على هدمها، وذلك بعد الفجار بخمس عشرة سنة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ابن خمس وثلاثين سنة، فلما أجمعوا على هدمها قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهو جد سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب، فتناول حجراً من الكعبة فوثب من يده فرجع إلى موضعه، فقال: يا معشر قريش، لا تدخلن في بنيانها من كسبكم إلا طيباً، ولا تدخلوا فيها مهر بغي، ولا رباً ولا مظلمة.








وقيل: إن الوليد بن المغير قال هذا.








فهدموها واقتسمت قريش عمارة البيت، فكان الباب لبني عبد مناف وبني زهرة، وكان ما بين الركن الأسود واليماني لبني مخزوم وتيم وقبائل من قريش، وكان ظهرها لسهم وجمح، وكان شق الحجر لبني عبد الدار وبني أسد، وبني عدي بن كعب؛ فبنوا حتى بلغ البناء موضع الركن، فكانت كل قبيلة تريد أن ترفعه حتى تجاذبوا وتخالفوا وأعدوا للقتال، فبقوا أربع ليال أو خمس ليال، فقال أبو أمية المخزومي: يا معشر قريش، اجعلوا بينكم أول من يدخل من باب المسجد، فلما توافقوا على ذلك ورضوا به، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذا الأمين قد رضينا به، فلما انتهى إليهم أخبروه الخبر، فقال: هلموا ثوباً، فأتوه به، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم الركن فيه بيده، ثم قال: لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوا جميعاً، فرفعوه حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، ثم بنى عليه.








وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمى في الجاهلية: الأمين، قبل أن يوحى إليه.








وقيل: كان سبب بنائها أن السيل ملأ الوادي، ودخل الكعبة فتصدعت، فبنتها قريش.








وقيل: إن الذي أشار بأول من يدخل أبو حذيفة بن المغيرة، وكانت هذه فضيلة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر قريش، ومما قدمه الله قبل المبعث من الكرامة.








ذكر المبعث

















قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله أربعون سنة، وذلك في ملك أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان ملك الفرس.








وقال ابن المسيب: بعثه الله، عز وجل، وله ثلاث وأربعون سنة، فأقام بمكة عشراً وبالمدينة عشراً.








وقال ابن إسحاق: بعثه الله وله أربعون سنة، فأقام بمكة ثلاث عشرة سنة، وبالمدينة عشراً.








وقيل: إنه كتم أمره ثلاث سنين، فكان يدعو مستخفياً إلى أن أنزل الله تعالى: "وأنذر عشيرتك الأقربين" فأظهر الدعوة.








قال أبو عمر: بعثه الله، عز وجل، نبياً يوم الاثنين لثمان من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين من عام الفيل.








أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس عن ابن إسحاق، حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان بن جارية الثقفي -وكان واعية- عن بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد الله كرامته وابتدأه بالنبوة؛ فكان لا يمر بحجر ولا شجر إلا سلم عليه وسمع منه، فيلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه، وعن يمينه وشماله، فلا يرى إلا الشجر وما حوله من الحجارة، وهي تقول: السلام عليك يا رسول الله.








وأخبرنا غير واحد بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل، أخبرنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم؛ كان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء؛ فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- الليالي ذوات العدد، حتى جاءه الحق، وهو في غار حراء، فجاءه الملك فقال: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: "اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم" فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة، وذكر الحديث في ذهابها إلى ورقة بن نوفل.








وروي عن جابر بإسناد صحيح: أن أول ما نزل من القرآن "يا أيها المدثر".








أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: فابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنزيل يوم الجمعة في رمضان بقول الله، عز وجل، "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" إلى آخر الآية. وقال تعالى: "وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان" وذلك ملتقى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركين يوم بدر صبيحة الجمعة لسبع عشرة مضت من رمضان.








وقال يونس عن بشر بن أبي حفص الكندي الدمشقي قال: حدثني مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: "لا يغادرنك صيام يوم الاثنين، فإني ولدت يوم الاثنين، وأوحي إلي يوم الاثنين، وهاجرت يوم الاثنين".








ثم إن جبريل عليه السلام علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الوضوء، والصلاة ركعتين، فأتى خديجة فأخبرها، فتوضأت وصلت ركعتين معه، وقيل: كانت الصلاة الضحى والعصر.








ثم دعا الناس إلى الإسلام، وقد ذكرنا أول من أسلم في أبي بكر، وعلي، وزيد بن حارثة، واستجاب له نفر من الناس سراً حتى كثروا فظهر أمرهم، والوجوه من كفار قريش غير منكرين لما يقول، وكان إذا مر بهم يقولون: "إن محمداً يكلم من السماء" فلم يزالوا كذلك، حتى أظهر عيب آلهتهم، وأخبرهم أن آباءهم ماتوا على الكفر والضلال، وأنهم في النار، فعادوه وأبغضوه، وآذوه، وكان أصحابه إذا صلوا انطلقوا إلى الأودية وصلوا سراً، ولما أظهرت قريش عداوته حدب عليه أبو طالب عمه ونصره ومنعه، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خاف كفار قريش، اختفى هو ومن معه في دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي إلى أن أسلم عمر فخرجوا، ووثبت قريش على من فيها من المستضعفين فعذبوهم، وذكرنا ذلك في أسمائهم مثل: بلال، وعمار، وصهيب وغيرهم، ثم إن المسلمين هاجروا إلى الحبشة هجرتين على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، وأرادت قريش قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يترك أبو طالب بينهم وبينه، فلم يفعل؛ فكتبوا صحيفة. على أن يقاطعوا بني هاشم وبني المطلب ومن أسلم معهم ولا يناكحوهم ولا يبايعونهم ولا يكلموهم ولا يجلسوا إليهم؛ على ما نذكره، إن شاء الله تعالى.








ذكر وفاة خديجة وأبي طالب

















وذهاب رسول الله إلى الطائف وعوده

















قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مازالت قريش كاعة عني حتى مات عمي أبو طالب". وفي السنة العاشرة أول ذي القعدة وقيل: النصف من شوال توفي أبو طالب وكان عمره بضعاً وثمانين سنة، ثم توفيت بعده خديجة بثلاثة أيام، وقيل بشهر، وقيل: كان بينهما شهر وخمسة أيام، وقيل: خمسون يوماً ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون، ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ، وقيل: إنها ماتت قبل أبي طالب وكان عمرها خمساً وستين سنة، وكان مقامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر، وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف، وقيل: قبل الهجرة بسنة، والله أعلم.








قال عروة: ما ماتت خديجة إلا بعد الإسراء، وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما اشتد بأبي طالب مرضه دعا بني عبد المطلب فقال: إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره؛ فاتبعوه وصدقوه ترشدوا.








أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: ثم إن خديجة وأبا طالب ماتا في عام واحد؛ فتتابعت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المصائب، وكانت خديجة وزير صدق على الإسلام، وكان يسكن إليها، ولم يتزوج عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى ماتت.








ولما توفيا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لثلاث بقين من شوال سنة عشر من المبعث، ومعه مولاه زيد بن حارثة، يدعوهم إلى الإسلام؛ فآذته ثقيف وسمع منهم ما يكره، وأغروا به سفاءهم وذكرنا القصة في عداس وغيره، ولما عاد من الطائف أرسل إلى المطعم بن عدي يطلب منه أن يجيره، فأجاره فدخل المسجد معه، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشكرها له، وكان دخوله من الطائف لثلاث وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة.








ذكر الإسراء

















أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وقد اختلفوا في المكان الذي أسري به منه فقيل: المسجد. وقيل: كان في بيته، وقيل: كان في بيت أم هانئ ومن قال هذين قال: المدينة كلها مسجد.








واختلفوا في الوقت الذي أسري به، فروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أنه أسري به ليلة سبع من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة، وقال ابن عباس وأنس: أسري به قبل الهجرة بسنة. وقال السدي: قبل الهجرة بستة أشهر. وقال الواقدي: أسري به لسبع عشرة من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً، وقيل: أسري به في رجب.








أخبرنا أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز الواسطي، والحسين بن صالح بن فناخسرو التكريتي وغيرهما، قالوا بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل قال: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام بن يحيى، حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حدثهم عن ليلة أسري به قال: "بينما أن في الحطيم- وربما قال في الحجر- مضطجعاً إذ أتاني آت فقد قال، وسمعته يقول: فشق ما بين هذه إلى هذه فقلت للجارود -وهو إلى جنبي- ما يعني? قال من ثغرة نحره إلى شعرته فاستخرج قلبي، ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيماناً فغسل قلبي، ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض، فقال له الجارود: هو البراق يا أبا حمزة? قال: نعم، يضع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا، فاستفتح قيل: من هذا? قال: جبريل قيل: ومن معك? قال: محمد -قيل: أو قد أرسل إليه? قال: نعم، قيل: مرحباً، فنعم المجيء جاء".








وذكر الحديث في صعوده إلى السماء السابعة إلى سدرة المنتهى قال: "فمررت على موسى فقال لي: بم أمرت? قلت: أمرت بخمسين صلاة كل يوم. قال: إن أمتك لا تستطيع ذلك؛ قد جربت بني إسرائيل قبلك، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى، فقال مثله، فرجعت فوضع عني عشراً، فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك. فلم أزل بين ربي وموسى حتى جعلها خمساً، فقال موسى: إن أمتك لا تطيق ذلك فسله التخفيف، قال: قلت قد سألت ربي حتى استحييت، فلما جاوزت نادى مناد: قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي".








قال أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري قالوا: فرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة ركعتين ركعتين ثم أتمت صلاة المقيم أربعاً، وبقيت صلاة المسافر على حالها، وذلك قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً بشهر.








الهجرة إلى المدينة

















لما بايعت الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما نذكره، إن شاء الله تعالى، أمر أصحابه فهاجروا إلى المدينة، وبقي هو وأبو بكر وعلي فخرج هو وأبو بكر مستخفيين من قريش فقصدا غاراً بجبل ثور، فأقاما به ثلاثة، وقيل أكثر من ذلك؛ ثم سارا إلى المدينة ومعهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد الله بن اريقء وكان مقامه بمكة عشر سنين، وقيل ثلاث عشرة سنة، وقيل خمس عشرة سنة، والأكثر ثلاث عشرة سنة. وكان قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في قول ابن إسحاق يوم الاثنين لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول، وقال الكلبي: خرج من الغار أول ربيع الأول، وقدم المدينة لاثنتي عشرة خلت منه يوم الجمعة، والله تعالى أعلم.








ذكر الحوادث بعد الهجرة

















أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الأصبهاني، أخبرنا الأديب أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي ذر الصالحاني، أخبرنا جدي أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، حدثنا ابن أبي حاتم، حدثنا الفضل بن شاذان، حدثنا محمد بن عمرو زنيج، حدثنا أبو زهير، حدثنا الحجاج بن أبي عثمان الصواف عن أبي الزبير عن جابر قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه، شهدت منها تسع عشرة غزوة وغبت عن اثنتين.








أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس عن ابن إسحاق قال: فجميع ما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ست وعشرون غزوة.








وأول غزوة غزاها "ودان" وهي الأبواء؛ قال ابن إسحاق: وكان آخر غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبضه الله تعالى تبوك، وبالإسناد عن ابن إسحاق قال: وكانت سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعوثه فيما بين أن قدم المدينة إلى أن قبضه الله خمسة وثلاثين من بعث وسرية.








وفي السنة الأولى من الهجرة بعد شهر من مقدمة المدينة، جعلت الصلاة أربع ركعات، وكانت ركعتين.








وفيها صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة لما ارتحل من قباء إلى المدينة، صلاها في طريقه في بني سالم وهي أول جمعة صليت، وخطبهم وهي أول خطبة في الإسلام.








وفيها بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده ومساكنه ومسجده قباء.








وفيها أري عبد الله بن زيد الأذان، فعلمه بلال المؤذن.








وفيها آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، بعد ثمانية أشهر.








وفي السنة الثانية كانت غزوة بدر العظمة في شهر رمضان.








وفيها، في شعبان، فرض صوم رمضان، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بزكاة الفطر.








وفيها، في شعبان، أيضاً صرفت القبلة عن البيت المقدس إلى الكعبة، وقيل في رجب.








وفيها فرضت زكاة الفطر قبل العيد بيومين.








وفيها ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وخرج بالناس إلى المصلى، وذبح بيده شاتين، وقيل شاة.








وفي السنة الثالثة كانت غزوة أحد في شوال، وفيها، وقيل سنة أربع، حرمت الخمر في ربيع الأول.








وفي سنة أربع صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف في غزوة ذات الرقاع، وقيل: إن فيها قصرت الصلاة.








وفيها رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهودي واليهودية والقصة معروفة.








وفيها نزلت آية التيمم.








وفي سنة خمس نزلت آية الحجاب في ذي القعدة.








وفيها زلزلت المدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يستعتبكم فأعتبوه" وفيها كانت غزوة الخندق.








وفي سنة ست قال أهل الإفك ما قالوا في غزوة بني المصطلق.








وفيها قال عبد الله بن أبي ابن سلول رأس المنافقين: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل".








وفيها كسفت الشمس، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وهي أول ما صليت.








وفيها في ذي القعدة اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة الحديبية، وبايع بيعة الرضوان تحت الشجرة.








وفيها قحط الناس فاستسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم المطر ودام، فقال له رجل: يا رسول الله، انقطعت الطرق وتهدمت المنازل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم، حوالينا ولا علينا" فانقشع السحاب عن المدينة.








وفيها سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرواحل، فسبق قعود لرجل من العرب القصواء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن تسبق قبلها، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق على الله أن لا يرفع شيئاً من الدنيا إلى وضعه".








وفيها أيضاً سابق بين الخيل، فسبق فرس لأبي بكر فأخذ السبق؛ وهذان أول مسابقة كانت في الإسلام.








وفي سنة سبع اعتمر رسول الله عمرة القضاء، قضاء عن عمرة الحديبية، حيث صده المشركون، فاضطبع فيها رسول الله والمسلمون ورملوا، وهو أول اضبطاع ورمل كان في الإسلام.








وفيها كانت غزوة خيبر.








وفيها سم صلى الله عليه وسلم، سمته امرأة اسمها زينب امرأة سلام بن مشكم، أهدت له شاة مسمومة فأكل منها.








وفيها بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الرسل إلى الملوك: كسرى وقيصر والنجاشي وملك غسان وهوذة بن علي، واتخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاتم وختم به الكتب التي سيرها إلى الملوك.








وفيها حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية، ومتعة النساء يوم خيبر.








وفي سنة ثمان عمل منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب عليه، وكان يخطب إلى جزع فحن الجذع حتى سمع الناس صوته، فنزل إليه فوضع يده عليه فسكن، وهو أول منبر عمل في الإسلام.








وفيها أقاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من هذيل برجل من بني ليث، وهو أول قود كان في الإسلام.








وفيها فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، وحصر الطائف، ونصب عليه المنجنيق وهو أول منجنيق نصب في الإسلام.








وفي سنة تسع آلى رسول الله من نسائه، وأقسم أن لا يدخل عليهن شهراً، والقصة مشهورة.








وفيها هدم رسول الله مسجد الضرار بالمدينة، وكان المنافقون بنوه، وكان هدمه بعد عود رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك.








وفيها قدمت الوفود على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل النواحي وكانت تسمى سنة الوفود.








وفيها لاعن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عويمر العجلاني، وبين امرأته في مسجده بعد العصر في شعبان، وكان عويمر قدم من تبوك فوجدها حبلى.








وفيها في شوال مات عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصل بعدها على منافق، لأن الله أنزل "ولا تصل على أحد منهم مات أبداً".








وفيها آمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الحج، فحج بالناس، وأمر علي بن أبي طالب أن يقرأ سورة براءة على المشركين وينبذ إليهم عهدهم، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، وهي آخر حجة حجها المشركون.








وفي سنة عشر نزلت "يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات" وكانوا لا يفعلونه قبل ذلك.








وفيها حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع، وقيل: إنه اعتمر معها، ولم يحج رسول الله بعد الهجرة غيرها.








ذكر صفته وشيء من أخلاقه

















صلى الله عليه وسلم

















أخبرنا الحسين بن توحن بن أبوية بن النعمان البارودي، وأحمد بن عثمان بن علي، قالا: أخبرنا أبو الفضل محمد بن عبد الواحد بن محمد النيلي الأصفهاني، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي، حدثنا محمد بن عيسى بن سورة الترمذي، حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي، حدثني رجل من ولد أبي هالة زوج خديجة، يكنى: أبا عبد الله، عن ابن أبي هالة، عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافاً، عن حلية رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئاً أتعلق به، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلؤلؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن انفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم، مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك، سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين السرة واللبة بشعر يجري كالخء عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، أو سائن الأطراف، خمصان، الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء إذا زال زال قلعاً يخطو تكفياً، ويمشي هوناً ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه، يبدر من لقي بالسلام.








قال: وحدثنا محمد بن عيسى، وأحمد بن عبدة الضبي، وعلي بن حجر، وأبو جعفر محمد بن الحسين وهو ابن أبي حليمة، المعنى واحد، قالوا حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن عبد الله مولى غفرة، حدثنا إبراهيم بن محمد من ولد علي بن أبي طالب قال:








كان علي رضي الله عنه إذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد، كان ربعة من القوم، لم يكن بالجعد القطط ولا بالسبء كان جعداً رجلاً، ولم يكن بالمطهم ولا بالمكلثم كان في وجهه تدوير أبيض مشرب، أدعج العينين أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجرد ذو مسربة، شئن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما ينحط من صبب، إذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجرأ الناس صدراً وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم.








أخبرنا يحيى بن محمد بن سعد الأصفهاني، أخبرنا أبو الطيب طلحة بن أبي منصور الحسين بن أبي الصالحاني، أخبرنا جدي أبو ذر محمد بن إبراهيم سبط الصالحاني الواعظ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ، حدثنا محمد بن العباس بن أيوب، حدثنا عبيد بن إسماعيل الهباري من كتابه "ح" قال أبو الشيخ: وحدثنا إسحاق بن جميل حدثنا سفيان بن وكيع قالا: حدثنا جميع بن عمر العجلي، حدثني رجل من بني تميم من ولد أبي هالة زوج خديجة عن ابن أبي هالة عن الحسن بن علي قال: سألت خالي عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك، فكان إذا أوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءاً لله، عز وجل، وجزءاً لأهله وجزءاً لنفسه، ثم يجعل جزأه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئاً.








فكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل على قدر فضائلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما يصلحهم والأمة عن مسألتهم وإخبارهم بالذي ينبغي لهم، ويقول: "ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغي حاجته؛ فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يستطيع إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة" لا يذكر عنده إلا ذلك ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون رواداً ولا يتفرقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة.








قال: فسألته عن مخرجه: كيف كان يصنع فيه? فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه إلا فيما يعنيه أو يعنيهم، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه، ويسأل عما في الناس، يحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهيه. معتدل الأمر غير مختلف، لا يميل مخافة أن يغفلوا ويميلوا، لا يقصر عن الحق ولا يتجاوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم، وأفضلهم عنده أعمهم نصيحة، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة.








فسألته عن مجلسه فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر الله عز وجل، ولا يوطن الأماكن وينهي عن إيطانها وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس، ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه، لا يحسب أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه؛ من جالسه أو قاومه لحاجة سايره حتى يكون هو المنصرف، ومن سأله حاجة لم ينصرف إلا بها، أو بميسور من القول، قد وسع الناس خلقه فصار لهم أباً، وصاروا عنده في الحق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء وصبر وأمانة وصدق، لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم، ولا تنثى فلتاته، معتدلين يتواصون فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون فيه الكبير ويرحمون فيه الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب.








قلت: كيف كانت سيرته في جلسائه? قال:








كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق، ولا فاحش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، ولا يؤيس منه ولا يحبب فيه، قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعينه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ، حديثهم عنده حديث أولهم، يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في منطقه ومسألته؛ حتى كان أصحابه يستجلبونهم فيقول: إذا رأيتم طالب حاجة يطلبها فأرفدوه، ولا يقبل الثناء إلى من مكافئ، ولا يقطع على أحد حديثه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام.








قال: فسألته كيف كان سكوته? فقال: كان سكوت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكير؛ فأما تقديره ففي تسوية النظر والاستماع من الناس، وأما تفكيره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربعة: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح ليتناهى عنه، واجتهاده الرأي فيما أصلح أمته، والقيام فيما هو خير لهم، وفيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة.








تفسير غريبه

















كان فخماً مفخماً: أي كان جميلاً مهيباً، مع تمام كل ما في الوجه، من غير ضخامة ولا نقصان.








والمشذب: المفرط في الطول ولا عرض له، وأصله النخلة إذا جردت عن سعفها كانت أفحش في الطول، يعني أن طوله يناسب عرضه.








وقوله عظيم الهامة: أي تام الرأس في تدويره.








والرجل: بين القطط والسبط.








والعقيصة فعيلة بمعنى مفعولة، وهي الشعر المجموع في القفا من الرأس، يريد: إن تفرق شعره بعد ما جمعه وعقصه فرق -بتخفيف الراء- وترك كل شيء في منبته، وقال ابن قتيبة: كان هذا أول الإسلام ثم فرق شعره بعد.








والأزهر: هو الأنور الأبيض المشرق، وجاء في الحديث الآخر: أبيض مشرباً حمرة، ولا تناقض يعني ما ظهر منه للشمس مشرب حمرة، وما لم يظهر فهو أزهر.








وقوله: أزج الحواجب في غير قرن، يعني أن حاجبيه طويلة سابقة غير مقترنة، أي ملتصقة في وسط أعلى الأنف، بل هو أبلج: والبلج بياض بين الحاجبين، وإنما جمع الحواجب لأن كل اثنين فما فوقهما جمں قال الله تعالى "وكنا لحكمهم شاهدين" يعني داود وسليمان، وأمثاله كثير.








وقوله: بينهما عرق يدره الغضب أي إذا غضب النبي امتلأ العرق دماً فيرتفع.








وقوله: أقنى العرنين، فالعرنين: الأنف والقنا: طول في الأنف مع دقة الأرنبة، والأشم: الدقيق الأنف المرتفعه يعني أن القنا الذي فيه ليس بمفرط.








سهل الخدين، يريد: ليس فيهما نتوء وارتفاع، وقال بعضهم: يريد أسيل الخدين.








والضليع الفم: أي الواسع وكانت العرب تستحسنه، والأسنان المفلجة: أي المتفرقة.








والمسربة: الشعر ما بين اللبة إلى السرة. والجيد: العنق. والدمية: الصورة.








وقوله: معتدل الخلق أي: كل شيء من بدنه يناسب ما يليه في الحسن والتمام.








والبادن: التام اللحم، والمتماسك: الممتلئ لحماً غير متسرخ، وقوله: سواء البطن والصدر: أي ليس بطنه مرتفعاً ولكنه مساو لصدره.








والكراديس، رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين وغيرهما.








والمتجرد: أي ما تستره الثياب من البدن فيتجرد عنها في بعض الأحيان يصفها بشدة البياض.








وقوله: رحب الراحة: يكنون به عن السخاء والكرم. والشن: الغليظ. وقوله: خمصان الأخمصين فالأخمص وسط القدم من أسفل، يعني أن أخمصه مرتفع من الأرض تشبيهاً بالخمصان، وهو ضامر البطن.








وقوله مسيح القدمين: أي ظهر قدميه ممسوح أملس لا يقف عليه الماء.








وقوله: زال قلعاً إن روي بفتح القاف كان مصدراً بمعنى الفاعل، أي: يزول قالعاً لرجله من الأرض، وقال بعض أهل اللغة بضم القاف، وحكى أبو عبيد الهروي أنه رأى بخط الأزهري بفتح القاف وكسر اللام؛ غير أن المعنى فيه ما ذكرناه، وأنه عليه السلام كان لا يخط الأرض برجليه.








وقوله: تكفياً، أي: يميد في مشيته.








والذريع: السريع المشي، وقد كان يتثبت في مشيته ويتابع الخطو ويسبق غيره، وورد في حديث آخر: كان يمشي على هينة وأصحابه يسرعون فلا يدركونه، والصبب: الحدور وقوله: يسوق أصحابه: أي يقدمهم بين يديه.








وقوله: يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، قيل: إنه كان يتشدق في كلامه، بأن يفتح فاه كله ويتقعر في الكلام.








وأشاح: أي أعرض، وترد بمعنى جد وانكمش.








وقوله: فيرد ذلك على العامة بالخاصة: يعني أن الخاصة تصل إليه فتستفيد منه، ثم يردون ذلك إلى العامة، ولهذا كان يقول: ليليني منكم أولوا الأحلام والنهي.








يحذر الناس: أكثر الرواة على فتح الياء والذال والتخفيف، يعني يحترس منهم، وإن روي بضم الياء وتشديد الذال وكسرها فله معنى، أي: إنه يحذر بعض الناس من بعض.








وقوله: لا يوطن الأماكن: يعني لا يتخذ لنفسه مجلساً لا يجلس إلا فيه، وقد فسره ما بعده.








قاومه: أي قام معه.








وقوله: لا تؤبن فيه الحرم، أي: لا يذكرن بسوء، وقوله: ولا تنثى فلتاته أي: لا تذكر، والفلتات هو ما يبدر من الرجل، والهاء عائدة إلى المجلس.








وقوله لا يتفرقون إلا عن ذواق: الأصل فيه الطعام إلا أن المفسرين حملوه على العلم.








والممغط: الذاهب طولاً، يقال: تمغط في نشابته: مدها مداً شديداً، فعلى هذا هو فعل، وقيل: هو انفعل فأدغم، يقال: مغطه وامتغط أي امتد.








والمطهم: البادن الكثير اللحم، والمكلثم المدور الوجه، وقيل: المكلثم من الوجه القصير الحنكي الداني الجبهة المستدير الوجه، والجمع بين هذا وبين قوله: في وجهه تدوير وقوله سهل الخدين أنه لم يكن بالأسيل جداً، ولا المدور مع إفراط التدوير، بل كان بينهما، وهو أحسن ما يكون.








ذكر جمل من أخلاقه ومعجزاته

















صلى الله عليه وسلم

















كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعبد الناس، قام في الصلاة حتى تفطرت قدماه، وكان أزهد الناس؛ لا يجد في أكثر الأوقات ما يأكل، وكان فراشه محشواً ليفاً، وربما كان كساء من شعر.








وكان أحلم الناس يحب العفو والستر ويأمر بهما، وكان أجود الناس؛ قالت عائشة: "كان عند النبي صلى الله عليه وسلم ستة دنانير فأخرج أربعة وبقي ديناران، فامتنع منه النوم، فسألته فأخبرها، فقالت: إذا أصبحت فضعها في مواضعها، فقال: ومن لي بالصبح" وما سئل شيئاً قط فقال: لا.








وكان أشجع الناس؛ قال علي: "كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فكان أقربنا إلى العدو".








وكان متواضعاً في شرفه وعلو محله؛ كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيده في حاجتها، فلا يفارقها حتى تكون هي التي تنصرف، وما دعاه أحد إلا قال: لبيك.








وكان طويل الصمت، ضحكه التبسم، وكان يخوض مع أصحابه إذا تحدثوا، فيذكرون الدنيا فيذكرها معهم، ويذكرون الآخرة فيذكرها معهم.








ولم يكن فاحشاً ولا يجزي السيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح؛ قالت عائشة: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً أو قطيعة رحم؛ فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما ضرت امرأة قء ولا ضرب خادماً، ولا ضرب شيئاً قط إلا أن يجاهد.








وقال أنس: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما سبني قط ولا ضربني ولا انتهرني ولا عبس في وجهي، ولا أمر بأمر فتوانيت فيه فعاتبني، فإن عتب أحداً من أهله قال: دعوه فلو قدر لكان.








وكان أشد الناس لطفاً؛ وقالت عائشة رضي الله عنها: "كان يرقع الثوب ويقم البيت، ويخصف النعل، ويطحن عن خادمه إذا أعيا.








هذا القدر كاف، وتركنا أسانيدها اختصاراً.








معجزاته

















وأما معجزاته فهي أكثر من أن تحصى

















فمنها: إخباره عن عير قريش ليلة أسري به أنها تقدم وقت كذا فكان كما قال.








ومنها ما أخبره به من قتل كفار قريش ببدر، وموضع كل واحد منهم فكان كذلك.








ولما اتخذ المنبر حن الجذع الذي كان يخطب عنده حتى التزمه فسكن.








ومنها أن الماء نبع من بين أصابعه غير مرة.








وبورك في الطعام القليل حتى كان يأكل منه الكثير من الناس، فعل ذلك كثيراً.








وأمر شجرة بالمجيء إليه فجاءت، وأمرها بالعود فعادت، وسبح الحصى بيده.








ومنها ما أخبر به من الغيوب، فوقع بعده كما قال: مثل إخباره عن انتشار دعوته وفتح الشام ومصر وبلاد الفرس وعدد الخلفاء، وأن بعدهم يكون ملك وإخباره أن بعده أبا بكر وعمر.








وقوله عن عثمان: يدخل الجنة على بلوى تصيبه، وقوله: "إن الله مقمصك قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه لهم" يعني الخلافة وقوله: "لعلك تضرب على هذه فتختضب" يعني جانب رأسه ولحيته، فكان كذلك.








وقوله عن ابنه الحسن: "يصلح الله به بين فئتين عظيمتين".








وقوله عن عمار: "تقتلك الفئة الباغية".








وإشارته بالوصف إلى المختار والحجاج، إلى غير ذلك مما لا يحصى.








وما ظهر بمولده من المعجزات منها: الفيل وهو الأمر المجمع عليه وارتجاس إيوان كسرى، وإخبار أهل الكتاب بنبوته قبل ظهوره، إلى غير ذلك مما لا نطول به، ففي هذا كفاية.








ذكر لباسه وسلاحه ودوابه

















صلى الله عليه وسلم

















كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي كل شيء له، فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمامة تسمى: السحاب.








وكان يلبس تحت العمامة القلانس اللاطية.








وكان له رداء اسمه: الفتح.








وكان له سيوف منها: سيف ورثه من أبيه، ومنها ذو الفقار، والمخذم، والرسوب، والقضيب.








وكان له دروع: ذات الفضول، وذات الوشاح، والبتراء، وذات الحواشي، والخرنق.








وكان له منطقة من أدم مبشور، فيها ثلاث حلق من فضة.








واسم رمحه: المثوى، واسم حربته: العنزة، وهي حربة صغيرة شبه العكاز، وكانت تحمل معه في العيد، تجعل بين يديه يصلي إليها، وله حربة كبيرة اسمها: البيضاء.








وكان له محجن قدر ذراع، وكان له مخصرة تسمى: العرجون.








وكان اسم قوسه: الكتوم، واسم كنانته: الكافور واسم نبله: الموتصلة.








واسم ترسه: الزلوق، ومغفره: ذو السبوع.








وكان له أفراس: المرتجز، كان أبيض، وهو الذي اشتراه من الأعرابي وشهد به خزيمة بن ثابت وقيل: هو غير هذا والله أعلم، وذو العقال، والسكب، وهو أدهم، والشحاء، والبحر، وهو كميت، واللحيف، أهداه له ربيعة بن ملاعب الأسنة، والزاز، أهداه له المقوقس، والظرب، أهداه له فروة الجذامى، وقيل: إن فروة أهدى له بغلة، وكان له فرس اسمه: سبحة؛ راهن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء سابقاً، فهش لذلك.








وكانت له بغلة اسمها دلدل، أخذها علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكان يركبها، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم محمد ابن الحنفية، فكبرت وعميت، فدخلت مبطحة، فرماها رجل بسهم فقتلها، وبغلة يقال لها: الإيلية، وكانت محذوفة طويلة فكانت تعجبه؛ فقال له علي: نحن نصنع لك مثلها، فإن أباها حمار وأمها فرس فنهاه أن ينزى الحمير على الخيل.








وكان له حمار أخضر اسمه: عفير، وقيل: يعفور.








وكان له ناقة تسمى: العضباء، وأخرى تسمى: القصوار، وقيل هما صفتان لناقة واحدة، وقيل كان له غيرها.








وله شاة تسمى: غوثة، وقيل غيثة، وعنز تسمى: اليمن.








وله قدحان، اسم أحدهما: الريان، والآخر: المضبب.








وله تور من حجارة يقال له: المخضب، يتوضأ منه، وله مخضب من شبه وله ركوة تسمى: الصادر، وله فسطاط يسمى: الزكي، وله مرآة تسمى: المدلة، ومقراض يسمى: الجامع، وقضيب من الشوحط يسمى: الممشوق، ونعل يسميها: الصفراء، وكل هذه الأسماء إما صفات، أو يسميها تفاؤلاً بها.








وأما معانيها فالقضيب من أسماء السيف، فعيل بمعني فاعل: يعني يقطع الضريبة، وذو الفقار: سمي به لحفر كانت في متنه حسنة، والبتراء: سميت له لقصرها، وذات الفضول لطولها.








والمرتجز: لحسن صهيله، والعقال: داء يأخذ الدواب في أرجلها، وتشدد القاف وتخفف.








والسكب قيل: هو الفرس الذي اشتراه صلى الله عليه وسلم من الفزاري بعشر أواق، وأول مشاهده عليه يوم أحد، وقيل إن الذي اشتراه من الفزاري المرتجز، ومعنى السكب الواسع الجري وكذلك البحر، وكان لأبي طلحة الأنصاري.








والشحاء: إن صح، فهو الواسع الخطو، واللحيف: فعيل بمعنى فاعل، يلحف الأرض بذنبه لطوله، واللزاز: من اللز، كأنه سمي به لتلززه ودموجه.








والظروب: سمي به تشبيهاً بالظرب من الأرض، وهو الرابية؛ سمي به لكبره وسمنه، وقيل لصلابة حافره.








والمثوى من قوى: الأقامة، أي أن المطعون به يقيم بمكانه؛ يعني به الموت.








والكتوم: سميت به لانخفاض صوتها إذا رمى عنها.








والكافور: كم العنب وغلاف الطلع سميت الكنانة بها؛ لأنها غلاف النبل.








والموتصل: هذه لغة قريش يثبتون الواو فيها وغيرهم يحذفها ويقول: المتصل، يعني أن النبل يصل إلى المرمى.








والزلوق: يزلق عنه السلاح.








والدلدل: سميت لسرعة مشيها.








وغفير تصغير أعفر كسويد تصغير أسود، والقياس: أعيفر.








والعضباء: المشقوقة الأذن، وقيل: المثقوبة؛ قيل: إن العضباء هي الناقة التي اشتراها صلى الله عليه وسلم من أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وهاجر عليها، وقيل: بل غيرها.








والقصواء: المقطوعة الأذن، وقيل: لم يكن بهما ذلك، وإنما سميتا به، وسميت الركوة بالصادر، لأنها يصدر عنها بالري، سميت باسم من هي من سببه.








ذكر أعمامه وعماته

















صلى الله عليه وسلم

















كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأعمام عشرة، ومن العمات خمس؛ فالأعمام: الزبير، وأبو طالب واسمه عبد مناف، وعبد الكعبة درج صغيراً، وأم حكيم البيضاء، وهي توءمة عبد الله أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فولدت له أروى أم عثمان، وعامر بن كريز، وعاتكة بنت عبد المطلب، تزوجها أبو أمية بن المغيرة المخزومي، فولدت له زهيراً وعبد الله ابني أبي أميمة، وهما أخوا أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها، وبرة بنت عبد المطلب، تزوجها عبد الأسد بن هلال بن عبد الله المخزومي، فولدت له أبا سلمة بن عبد الأسد، ثم خلف عليها أبو رهم بن عبد العزى أخو حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبدود، من بني عامر بن لؤي، فولدت له: أبا سبره، وأميمة بنت عبد المطلب تزوجها عمير بن وهب بن عبد بن قصي فولدت له طليب بن عمير، وأم هؤلاء جميعاً فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، وهم أشقاء عبد الله بن عبد المطلب.








وحمزة بن عبد المطلب أسد الله، وأسد رسوله صلى الله عليه وسلم، والمقوم، وحجل واسمه المغيرة وصفية تزوجها الحارث بن حرب بن أمية، ثم خلف عليها العوام بن خويلد فولدت له الزبير، والسائب وعبد الكعبة درج. وأمهم هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وهي ابنة عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف، أم رسول الله صلى الله عليه وسلم.








والعباس بن عبد المطلب، وأمه نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك امرأة من النمر بن قاسء وضرار بن عبد المطلب مات حدثاً قبل الإسلام، وأمه نتيلة أيضاً.








والحارث بن عبد المطلب، وكان أكبر ولده، وبه كان يكنى، وأمه صفية بنت جندب بن حجير بن زباب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة، وقثم بن عبد المطلب، هلك صغيراً، وأمه صفية أيضاً.








وعبد العزى بن عبد المطلب، وهو أبو لهب، وكان جواداً، كناه أبوه بذلك لحسنه، وأمه لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر بن حبشية بن سلول الخزاعية.








والغيداق بن عبد المطلب، واسمه نوفل، وأمه: ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل بن سويد بن سعد بن مشنوء بن عبد بن حبتر، امرأة من خزاعة، وقيل: إن قثم كان أخا الغيداق لأمه، ولم يكن أخا الحارث لأمه.








لم يسلم من أعمامه إلا حمزة والعباس، وأسلمت عمته صفية إجماعاً، واختلفوا في أروى وعاتكة على ما ذكرناه في اسميهما.








وحجل بالحاء المفتوحة والجيم.








ذكر زوجاته وسراريه

















صلى الله عليه وسلم

















أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة، ولم يتزوج عليها حتى ماتت.








ثم تزوج بعدها سودة بنت زمعة؛ قال الزهري: تزوجها قبل عائشة، وهو بمكة، وبنى بها بمكة أيضاً، وقال غيره: تزوج عائشة قبلها، وإنما ابتنى بسودة قبل عائشة لصغر عائشة.








وتزوج عائشة بنت أبي بكر بمكة وبنى بها بالمدينة سنة اثنتين.








وتزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب في شعبان سنة ثلاث.








وتزوج زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين سنة ثلاث، فأقامت عنده شهرين أو ثلاثة ولم يمت من أزواجه قبله غيرها، وغير خديجة.








وتزوج أم سلمة بنت أبي أمية في شعبان سنة أربع.








وتزوج زينب بنت جحش الأسدية سنة خمس، وقيل غير ذلك.








وتزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان سنة ست، وبنى بها سنة سبع.








وتزوج جويرية بنت الحارث سنة ست، وقيل سنة خمس.








وتزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية سنة سبع.








وتزوج صفية بنت حيي سنة سبع.








وقد ذكرنا كل واحدة منهن، في ترجمتها مستقصى، فهؤلاء اللواتي لم يختلف فيهن، ومات عن تسع منهن، وهن اللواتي خيرهن الله سبحانه، فاخترن الله ورسوله.








وأما اللواتي تزوجهن ولم يدخل بهن، أو خطبهن ولم يتم له العقد، أو استعاذت منه ففارقها، فقد اختلف فيهن وفي أسباب فراقهن اختلافاً كثيراً، ولا يحصل من ذكرهن فائدة، فمنهن العالية بنت ظبيان، وأسماء بنت النعمان بن الجون، وقيل: اسمها أميمة، والمستعيذة، قيل: هي أميمة، وقيل: فاطمة بنت الضحاك، وقيل: مليكة.








ومنهن الغفارية رأى بها وضحاً ففارقها.








ومنهن أم شريك وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم.








وأسماء بنت الصلت السلمية، وليلى بنت الخطيم الأنصارية.








وقد ذكرن في أسمائهن.








وأما سراريه فمنهن مارية القبطية، وهي أم ابنه إبراهيم، ومنهن ريحانة بنت عمرو القرظية.








ذكر وفاته ومبلغ عمره صلى الله عليه وسلم أخبرنا الحسن بن توحن بن النعمان الباوري اليمني، وأحمد بن عثمان قالا: أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأصفهاني، أخبرنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي، أخبرنا أبو سعيد الشاشي؛ أخبرنا أبو عيسى محمد بن عيسى، أخبرنا أبو عمار وقتيبة وغيرهما، قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة الهلالي عن الزهري عن أنس قال: "آخر نظرة نظرتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كشفت الستارة يوم الاثنين، فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف والناس خلف أبي بكر، فأشار إلى الناس أن اثبتوا مكانكم، وأبو بكر يؤمهم، وألقى السجف وتوفي آخر ذلك اليوم.








قال أبو عمر: ثم بدأ برسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات منه يوم الأربعاء، لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة في بيت ميمونة، ثم انتقل حين اشتد مرضه إلى بيت عائشة، رضي الله عنها، وقبض يوم الاثنين ضحى في الوقت الذي دخل فيه المدينة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول ودفن يوم الثلاثاء حين زاغت الشمس، وقيل: بل دفن ليلة الأربعاء.








قالت عائشة: ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي، من جوف الليل ليلة الأربعاء، وصلى عليه علي والعباس وأهل بيته، ثم خرجوا، ثم دخل المهاجرون فصلوا عليه صلى الله عليه وسلم، ثم الأنصار، ثم النساء، ثم العبيد يصلون عليه أرسالا لم يؤمهم أحد.








وغسله علي، والفضل بن العباس، والعباس، وصالح مولاه وهو شقران، وأوس بن خولي الأنصاري وفي رواية أسامة بن زيد، وعبد الرحمن بن عوف، وكان علي يلي غسله والعباس والفضل وقثم، وأسامة وصالح يصبون عليه.








قال علي: "فما كنا نريد أن نرفع منه عضواً لنغسله إلا رفع لنا" ولم ينزعوا عنه ثيابه، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة، ونزل في قبره علي، والعباس، والفضل، وقثم، وشقران، وأسمة، وأوس بن خولي.








وكان قثم آخر الناس عهداً برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ذكر ذلك عن علي وابن عباس، وكان المغيرة يدعي أنه ألقى خاتمه في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل ليأخذه فكان آخرهم عهداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يصح ذلك، ولم يحضر دفنه فضلاً عن أن يكون آخرهم عهداً به، وسئل علي عن قول المغيرة فقال: كذب، آخرنا عهداً به قثم، وحفروا له لحداً، وألقى شقران تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة كان يجلس عليها.








وقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما قبض الله نبياً إلا دفن حيث يقبض فرفع فراشه، وحفروا تحته، وبنى أبو طلحة في قبره تسع لبنات، وجعل قبره مسطحاً، ورشوا عليه الماء.








قال أنس: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء ولما قبض أظلم منها كل شيء.








وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، وقيل خمساً وستين، وقيل: ستين سنة، والأول أصح.








فهذا القدر كاف، ولو رمنا شرح أحواله على الاستقصاء لكان عدة مجلدات، وفي هذا كفاية للمذاكرة والتبرك فلا نطول فيه، والسلام.


























باب الباء

















باب الباء والألف

















باقوم الرومي

















ب د ع باقوم، وقيل: باقول الرومي، مولى سعيد بن العاص كان نجاراً بالمدينة، روى عنه صالح مولى التوأمة: "أنه صنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم منبره، من طرفاء، ثلاث درجات: القعدة ودرجتيه".








أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: إسناده ليس بالقائم.








باذان الفارسي

















باذان الفارسي من الأبناء، وهم من أولاد الفرس الذين سيرهم كسرى أنو شروان مع سيف بن ذي يزن إلى اليمن لقتال الحبشة، فأقاموا باليمن، وكان باذان بصنعاء فأسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وله أثر كبير في قتل الأسود العنسي، وقد أتينا على خبره في الكامل في التاريخ.








ذكره ابن الدباغ الأندلسي.








باب الباء والجيم

















بجاد بن السائب

















ب بجاد، ويقال: بجار بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي المخزومي.








قتل يوم اليمامة شهيداً، في صحبته نظر، وأخواه: جابر وعويمر ابنا السائب، قتلا يوم بدر كافرين، وليسا في كتاب موسى بن عقبة، وأخوهم عائذ بن السائب، أسر يوم بدر كافراً، وقيل: أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.








أخرجه أبو عمر.








بجراة بن عامر

















ب بجراة بن عامر. حديثه قال: "أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا، وسألناه أن يضع عنا صلاة العتمة فإنا نشتغل بحلب إبلنا فقال: "إنكم إن شاء الله ستحلبون إبلكم وتصلون".








أخرجه أبو عمر.








وأما ابن منده وأبو نعيم، فإنهما أخرجا هذا المتن في بيجرة وقالا: وقيل: بجرة ونذكره في بيرجة إن شاء الله تعالى.








بجير بن أوس

















ب بجير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي. هو عم عروة بن مضرس الطائي، في إسلامه نظر.








أخرجه أبو عمر.








بجير: بضم الباء وفتح الجيم، وحارثة: بالحاء المهملة والثاء المثلثة.








بجير بن بجرة الطائي

















ب د ع بجير بن بجرة الطائي، مثله، قاله أبو عمر: لا أعلم له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وله في قتال أهل الردة في خلافة أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، آثار وأشعار ذكرها ابن إسحاق.








وأما ابن منده وأبو نعيم فرويا عن أبي المعارك الشماخ بن المعارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطائي الفيدي عن أبيه المعارك عن جده عن أبيه صخر عن أبيه بجير بن بجرة قال: "كنت في الجيش الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد حين بعثه إلى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك تجده بصيد البقر في ليلة مقمرة"، قال: فوافقناه، وقد خرج كما نعته رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذنا، وقتلنا أخاه وكان قد حاربنا، فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم أنشدته: "الوافر"








تباك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك عائداً عن ذي تبوك فإنا قد أمرنا بالجهاد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم "لا يفضض الله فاك"، قال، فأتت عليه تسعون سنة، وما تحركت له سن ولا ضرس.








أخرجه ثلاثتهم.








بجرة: بفتح الباء، وسكون الجيم.








بجير بن أبي بجير

















ب د ع بجير بن أبي بجير العبسي، من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان وقيل: بل هو من جهينة، حليف لبني دينار بن النجار، شهد بدراً أو أحداً، وبنو دينار بن النجار يقولون: هو مولانا، قاله أبو عمر.








وقال ابن منده وأبو نعيم: قال الزهري: أنه شهد بدراً.








بجير: بضم الباء، وفتح الجيم أيضاً.








بجير الثقفي

















بجير، مثله، هو الثقفي، قال ابن ماكولا: له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم روت عنه حفصة بنت سيرين، وقال: رواه أبو بكر الشافعي، فقال: بجير، ورواه الإسماعيلي فقال: بشير بالفتح وقيل: بشير بالضم.








بجير بن زهير

















ب د ع بجير مثله هو ابن زهير بن أبي سلمى، واسم أبي سلمى: ربيعة بن رياح بن قرط بن الحارث بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن مزينة المزني، أخو كعب بن زهير.








أسلم قبل أخيه كعب، وكلاهما شاعران مجيدان، وكان أبوهما زهير من فحول الشعراء المجيدين المبرزين.








روى حجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى، عن أبيه عن جده قال: خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف فقال بجير لكعب: اثبت في غنمنا في هذا المكان حتى آتي هذا الرجل، يعني النبي صلى الله عليه وسلم، فأسمع ما يقول، قال: فثبت كعب، وخرج بجير، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام، فأسلم، فبلغ ذلك كعباً فقال: "الطويل"








ألا أبلغا عني بجيراً رسالة على أي شيء ويب غيرك دلكا الأبيات، وترد في اسم كعب بن زهير.








وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف، ثم لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطائف، كتب بجير إلى كعب: إن كانت لك في نفسك حاجة فاقدم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحداً جاءه تائباً، وبعث إليه بجير: "الطويل"








من مبلغ كعباً فهل لك في التي تلوم عليها باطلاً وهي أحزم إلى الله، لا العزى ولا اللات، وحده فتنجو إذا كان النجاء وتسلم لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت من النار إلا طاهر القلب مسلم فدين زهير وهو لا شيء عنده ودين أبي سلمى عليمحرم وبجير هو القائل يوم الطائف: "الطويل"








كانت علالة بطن حنينكم وغزاة أوطاس ويوم الأبرق جمعت هوازن جمعها فتبددوا كالطير تنجو من قطام أزرق لم يمنعوا منا مقاماً واحداً إلا جدارهم وبطن الخندق ولقد تعرضنا لكيما يخرجوا فتحصنوا منا بباب مغلق في شعر له غير هذا.








أخرجه ثلاثتهم.








سلمى: بضم السين، وبالإمالة، قاله الأمير أبو نصر.








بجير بن عبد الله

















ب بجير بن عبد الله بن مرة بن عبد الله بن صعب بن أسد، هو الذي سرق عيبة النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو عمر.








بجير بن عمران

















بجير بن عمران الخزاعي، وهو القائل في الفتح: "الطويل"








وقد أنشأ الله السحاب بنصرنا ركام سحاب الهيدب المتراكب وهجرتنا في أرضنا عندنا بها كتاب لنا من خير ممل وكاتب ومن أجلنا حلت بمكة حرمة لندرك ثأراً بالسيوف القواضب أخرجه أبو علي الغساني، وابن مفوز.








باب الباء والحاء

















بحاث بن ثعلبة

















ب س بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن اصرم بن عمرو بن عمارة بن مالك بن عمرو بن بثيرة بن مشنوء بن القشر بن تميم بن عوذ مناة بن تاج بن تيم بن أراشة بن عامر بن عبيلة بن قسميل بن فران بن بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البلوي حليف الأنصار؛ يجتمع هو والمجذر بن ذياد في عمرو بن عمارة. نسبه هكذا هشام؛ وأما أبو عمر فنسبه إلى مالك، ثم قال: البلوي حليف بني عوف بن الخزرج.








قال أبو عمر: قال الكلبي: بحاث، يعني بالباء الموحدة، وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: نحاب بالنون ويرد هناك.








شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو عمر: والقول عندي قول ابن الكلبي.








وله أخوان: عبد الله ويزيد، شهد عبد الله بدراً، وشهد يزيد العقبتين، ولم يشهد بدراً.








واستدركه أبو موسى على ابن منده فقال: بحاث بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم من بني عوف بن الخزرج من بلحبلى، أخو عبد الله بن ثعلبة، وقيل: ابن أصرم بن عمرو بن عمارة، شهد بدراً مع النبي هو وأخوه عبد الله، وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق: نحاب بالنون. انتهى كلام أبي موسى.








قلت: قوله من بلحبلى، واسمه سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج، رهط عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق، إن أراد به نسباً فليس فيهم هذا النسب، وإن أراد به حليفاً فكان ينبغي أن يذكره؛ على أن قوله: وقيل: أصرم بن عمرو بن عمارة يدل على أنه قد ظن أن نسبه الأول غير هذا حتى قال: وقيل كذا، والله أعلم.








عمارة: بفتح العين المهملة وتشديد الميم.








وبثيرة: بفتح الباء الموحدة، وكسر الثاء المثلثة، وسكون الياء تحتها نقطتا، وبعد الراء هاء.








ومشنوء: بفتح الميم، وسكون الشين المعجمة، وضم النون، وبعد الواو همزة.








والقشر: بضم القاف، وفتح الشين المعجمة وبالراء.








بحر بن ضبع

















ب د ع بحر بن ضبع بن أته الرعيني. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر، واختط بها، وخطته معروفة برعين.








ومن ولده: أبو بكر السمين بن محمد بن بحر ولي مراكب دمياط سنة إحدى ومائة في خلافة عمر بن عبد العزيز، ومن ولده أيضاً مروان بن جعفر بن خليفة بن بحر الشاعر، وكان فصيحاً، وهو القائل يمدح جده: "الطويل"








وجدي الذي عاطى الرسول يمينه وخبت إليه من بعيد رواحله ببدر لنا بيت أقامت أصوله على المجد يبنى علوهوأسافله قال أبو عمر: ذكر ذلك كله حفيد يونس، يعني: أبا سعيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى صاحب تاريخ مصر.








وقد ساق نسبه الأمير أبو نصر بن ماكولا فقال: بحر بن ضبع بن أتة بن يحمد بن موهشل بن عقب بن الليشرح بن سعد بن بدر بن شرحبيل بن حجر بن زيد بن مالك بن زيد بن رعين، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع يعفر بن غريب بن عبد كلال.








أخرجه الثلاثة.








بحر: بضم الباء والحاء المهملة، وضبع: بضم الضاد والباء الموحدة.








بحيرا الراهب

















د ع بحيرا الراهب. رأى النبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه، وآمن به.








روى ابن عباس أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، والنبي ابن عشرين سنة، وهما يريدان الشام في تجارة، حتى إذا نزلوا منزلاً فيه سدرة قعد النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها، ومضى أبو بكر إلى راهب اسمه بحيرا يسأله عن شيء. فقال له: من الرجل الذي في ظل السدرة? فقال: ذلك محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، فقال له: هذا والله نبي، ما استظل تحتها بعد عيسى بن مريم إلا محمد، فوقع في قلب أبي بكر اليقين والتصديق، فلما نبئ النبي صلى الله عليه وسلم اتبعه أبو بكر رضي الله عنه.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بحيرا

















ب بحيرا. ذكره أبو موسى فيما استدركه على ابن منده، عن مقاتل أو غيره، قال: قدم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع جعفر بن أبي طالب أربعون رجلاً، اثنان وثلاثون من الحبشة، وثمانية من الشما: بحيرا وأبرهة والأشرف وتمام وإدريس وأيمن ونافع وتميم، فلو لم يكن عنده أن هذا غير الذي قبله لما استدركه؛ فإن الراهب قد ذكره ابن منده، ولأن الراهب لم يكن عاش إلى هذا الوقت غالباً. والله أعلم.








بحير الأنماري

















بحير بغير ألف. هو الأنماري، قال ابن ماكولا: له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أبو سعد الخير، يرد ذكره في الكنى. ذكره ابن سميع في الطبقات، روى عنه قيس بن حجر الكندي، وابن لهيعة، وبكر بن مضر.








بحير بن أبي ربيعة

















د بحير، مثله، هو ابن أبي ربيعة، واسمه عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي، كان اسمه بحيراً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو والد عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة الشاعر المشهور، وابن عم خالد بن الوليد وأبي جهل بن هشام.








أخرجه ههنا ابن منده، وقد أخرجه الثلاثة في عبد الله بن أبي ربيعة.








بحينة

















س بحينة. قال الحافظ أبو موسى مستدركاً على ابن منده: ذكره عبدان، وروى بإسناده عن عبدان بن محمد، عن عباس بن محمد، عن أبي نعيم، عن عبد السلام بن حرب، عن أبي خالد يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا منتسب أصلي بعد طلوع الفجر فقال: "لا تصلوا هذه الصلاة مثل قبل الظهر وبعدها، واجعلوا بينهما فصلاً".








قال: كذا رواه وترجمه، والصحيح ما أخبرنا وذكر إسناده إلى السري بن يحيى، عن أبي نعيم عن عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن ابن بحينة.








قال: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وسمي ابن بحينة: أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة نحوه، قال: وبحينه اسم أمه، وربما نسب إليها وإلى أبيه، وههنا قد نسب إليهما جميعاً.








قلت: الصحيح هو الذي قاله أبو موسى، وهو ظاهر مشهور، ولا شك أنه قد سقط من أصل عبدان: "ابن" فطنه بحينة، ولم يكفه هذا حتى ظن الامرأة رجلاً؛ صارت العصا ركوة.








أخرجه أبو موسى.








باب الباء والدال

















بدر بن عبد الله الخطمي

















د ع بدر بن عبد الله الخطمي. وقيل: برير، وهو جد مليح بن عبد الله بن بدر روى مليح عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خمس من سنن المرسلين: الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر".








أخرجه ابن منده وأبو نعيم؛ إلا أن ابن منده جعله سعدياً وجعله أبو نعيم خطمياً، ووهم ابن منده لأنه رأى مليح بن عبد الله السعدي فظنه حافد بدر، فنسبه كذلك، ومليح السعدي يروي عن أبي هريرة ومليح بن عبد الله بن بدر يروي عن أبيه عن جده والحق مع أبي نعيم، ذكرهما الأمير أبو نصر بن ماكولا.








بدر بن عبد الله المزني

















د ع بدر بن عبد الله المزني. روى عنه بكر بن عبد الله المزني أنه قال: قلت: يا رسول الله، إني رجل محارب أو محارف لا ينمى لي مال، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا بدر بن عبد الله، قل إذا أصبحت: بسم الله على نفسي، بسم الله على أهلي ومالي، اللهم رضني بما قضيت لي، وعافني فيما أبقيت، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت". فكنت أقولهن، فأثمر الله مالي،وقضى عني ديني، وأغناني وعيالي.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بدر أبو عبد الله

















س بدر أبو عبد الله مولى النبي صلى الله عليه وسلم.








أخبرنا محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا إسماعيل بن الفضل بن أحمد، قال: وقرأته على جعفر بن عبد الواحد قالا: أخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، أخبرنا عبد الله بن محمد أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا ابن أعين، أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل، أخبرنا محمد بن جابر، عن عبد الله بن بدر، عن أبيه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية، وأن الإخوة من الأب والأم يتوارثون دون الأخوة من الأب". ورواه إسحاق الطباع، ورواه ابن الجراح، عن محمد بن جابر عن عبد الله بن بدر، عن ابن عمر.








أخرجه أبو موسى.








بديل بن سلمة

















ب س بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقباس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي بن حارثة الخزاعي السلولي، وهو بديل ابن أم أصرم هي بنت الأجحم بن دندنة بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن ربيعة من خزاعة أيضاً، وأمها: حية بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي. عرف بديل بأمه. هكذا نسبه هشام بن الكلبي، تجتمع هي وابنها في كعب بن عمرو وهي عمة أبي مالك أسيد بن عبد الله بن الأجحم، ويجتمع عو وعمرو بن الحمق بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين في: عمرو.








وبديل هو الذي بعثه النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بسر بن سفيان إلى بني كعب يستنفرهم لغزو مكة، أخرجه أبو عمر.








وأخرجه أبو موسى على ابن منده، فقال: بديل بن عبد مناف بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأحب بن مقابس بن حنين، وساق باقي النسب كما ذكرناه، ثم قال في آخره: وهذه الأسامي التي أوردتها لا أتحققها، وهذا من مثل ذلك الإمام غريب؛ فإنها قد ذكرها ابن الكلبي، وابن عبد البر، والأمير أبو نصر كما ذكرناه.








فأما قوله: مقابس، بتقديم الألف على الباء، فليس كذلك، وإنما هو مقباس.








وقوله: حنين بنونين فليس كذلك وإنما هو: حبتر بحاء مهملة وباء موحدة وتاء فوقها نقطتان وآخره راء.








بديل: بضم الباء وفتح الدال المهملة.








وأسيد: بفتح الهمزة وكسر السين.








وحية: بالياء تحتها نقطتان.








والأجحم: بتقديم الجيم على الحاء المهملة قاله: الأمير أبو نصر.








بديل بن عمرو الأنصاري

















د ع بديل، مثله، هو ابن عمرو الأنصاري الخطمي، له صحبة. روى حليس بن عمرو، عن أمه الفارعة، عن جدها بديل بن عمرو الخطمي، قال: عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم رقية الحية، فأذن لي فيها ودعا فيها بالبركة.








أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.








وقال ابن منده: هذا حيدث غريب لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.








بديل بن كلثوم

















د بديل بن كلثوم الخزاعي، وقيل: عمرو بن كلثوم، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في عهد خزاعة لما غدرت بهم قريش، وأنشده: "الرجز"








لا هم إني ناشد محمدا أخرجه ابن منده وحده.








فأما قوله: وقيل عمرو بن كلثوم فلا أعرفه، وكان يجب عليه أن يذكره في عمرو بن كلثوم، فلم يذكره وإنما هو عمرو بن سالم بن كلثوم، فأسقط الأب.








بديل بن مارية

















د ع بديل، مثله، هو ابن مارية، مولى عمرو بن العاص السهمي، روى عنه المطلب بن أبي وداعة وابن عباس قصة الجام، لما سافر هو وتميم الداري، وعدي بن بداء، هكذا أورده ابن منده، وأبو نعيم.








بديل: بضم الباء وفتح الدال المهملة، والذي ذكره الأئمة في كتبهم: بزيل بضم الباء وبالزاي، ونحن نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى.








بديل بن ورقاء

















ب د ع بديل بن ورقاء بن عمرو بن ربيعة بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي. كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم.








وقال ابن الكلبي: بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة وهو لحي الخزاعي؛ كذا نسبه ابن الكلبي.








وقال أبو عمر: بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة الخزاعي.








وساق ابن ماكولا نسبه إلى جزي مثل هشام، وما فوق جزء متفق عيه عند الجميع.








قال ابن منده وأبو نعيم: تقدم إسلامه.








وقال أبو عمر: أسلم هو وابنه عبد الله وحكيم بن حزام، يوم فتح مكة بمر الظهران، في قول ابن شهاب.








قال: وقال ابن إسحاق: إن قريشاً يوم فتح مكة لجأ إلى دار بديل بن ورقاء الخزاعي، ودار مولاه رافع، وشهد بديل وابنه عبد الله حنيناً والطائف وتبوك، وكان من كبار مسلمة الفتح.








قال: وقيل أسلم قبل الفتح.








أخبرنا يحيى بن محمود الثقفي، فيما أذن لي، بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن بشر بن عبد الله بن سلمة بن بديل بن ورقاء قال: حدثني أبي محمد بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه محمد بن بشر، عن أبيه بشر بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن سلمة، عن أبيه سلمة قال: دفع إلى أبي بديل بن ورقاء الكتاب، وقال: يا بني، هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستوصوا به، فلن تزالوا بخير ما دام فيكم:








"بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى بديل بن ورقاء، وسروات بني عمرو، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإني لم آثم بإلكم ولم أضع في جنبكم، وإن أكرم أهل تهامة علي أنتم، وأقربهم لي رحماً ومن معكم من المطيبين، وإني قد أخذت لمن هاجر منكم مثل ما أخذت لنفسي، ولو هاجر بأرضه غير ساكن مكة إلا معتمراً أو حاجاً، وإني لم أضع فيكم إذا سلمت، وإنكم غير خائفين من قبلي ولا محصرين".








هذا حديث غريب، وكان الكتاب بخط علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وتوفي بديل بن ورقاء قبل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يحبس النساء والأموال بالجعرانة معه حتى يقدم. يعني التي غنمها من حنين.








أخرجه الثلاثة.








بديل

















د ع بديل، غير منسوب. عداده في أهل مصر، روى حديثه موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن بديل قال: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين".








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بديل

















د ع بديل، غير منسوب، انفرد ابن منده بإخراجه، وقال: أخرج في الصحابة، وذكره أهل المعرفة في التابعين، وروى عنه: "كان كم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرسغين".








باب الباء والذال المعجمة

















بذيمة

















د بذيمة والد علي، ذكره يحيى بن محمد بن صاعد فيمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه أحمد بن منيع، عن أشعث بن عبد الرحمن، عن الوليد بن ثعلبة، عن علي بن بذيمة عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال..." وذكر حديثاً في الدعاء كذا أخرجه ابن منده وحده مختصراً.








بذيمة: بفتح الباء وكسر الذال المعجمة.








قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بذيمة في الصحابة، وهم وهم؛ قاله في بريل الشهالي.








باب الباء والراء

















بر بن عبد الله

















بر بن عبد الله أبو هند الداري. له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويرد ذكره في الكنى أتم من هذا.








قال الأمير أبو نصر.








البراء بن أوس

















ب د ع البراء بن أوس بن خالد. شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم إحدى غزواته، وقاد معه فرسين، فضرب له النبي صلى الله عليه وسلم خمسة أسهم؛ قاله ابن منده وأبو نعيم.








وأما أبو عمر فإنه قال: البراء بن أوس بن خالد بن الجعد بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن عدي بن النجار، هو أبو إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة؛ لأن زوجدته أم بردة أرضعته بلبنه.








وإن كان واحداً، وهو الظاهر، وإلا فهما اثنان، والله أعلم.








أخرجه الثلاثة.








البراء بن عازب

















ب د ع البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن حارثة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، يكنى أبا عمرو، وقيل أبا عمارة، وهو أصح.








رده رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر، استصغره، وأول مشاهده أحد، وقيل الخندق، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة غزوة.








وهو الذي افتتح الري سنة أربع وعشرين صلحاً أو عنوة، في قول أبي عمرو الشيباني، وقال أبو عبيدة: افتتحها حذيفة سنة اثنتين وعشرين، وقال المدائني: افتتح بعضها أبو موسى، وبعضها قرظة بن كعب، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى، وشهد البراء مع علي بن أبي طالب الجميل وصفين والنهروان، هو وأخوه عبيد بن عازب، ونزل الكوفة وابتنى بها داراً، ومات أيام مصعب بن الزبير.








أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يزيد، أخبرنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: استصغرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عمر، فردنا يوم بدر فلم نشهدها. ورواه عمار بن رزيق، عن أبي إسحاق، فقال: عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء نحوه، وزاد: "وشهدنا أحداً"، تفرد عمار بذكر عبد الرحمن بن عوسجة.








وقد رواه شعبة والثوري وزهير وابن نمير، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن البراء: أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد، أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد، أخبرنا أبو طالب غيلان. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، أخبرنا محمد بن إسحاق السراج، أخبرنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي. أخبرنا عبثر، عن برد أخي يزيد بن زياد، عن المسيب بن رافع قال: سمعت البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:








"من صلى على جنازة فله قيراء ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، أحدهما مثل أحد".








وكان البراء يقول: أنا الذي أرسل معه النبي صلى الله عليه وسلم السهم إلى قليب الحديبية فجاش بالري، وقيل: إن الذي نزل بالسهم ناجية بن جندب، وهو أشهر.








أخرجه الثلاثة.








رزيق: بتقديم الراء على الزاي.








البراء بن قبيصة

















س البراء بن قبيصة: قال أبو موسى: ذكره عبدان المروزي، وقال: رأيته في التذكرة، ولا أعلم له صحبة.








استدركه أبو موسى على ابن منده، وليس له فيه حجة؛ لأن الذي ذكره عنه لا تعرف له صحبة، وأظنه البراء بن قبيصة بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي، والله أعلم، ولا أعلم لقبيصة صحبة.








معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء، فوقها نقطتان.








البراء بن مالك

















ب د ع البراء بن مالك بن النضر الأنصاري.








تقدم نسبه عند أخيه أنس بن مالك، وهو أخوه لأبيه وأمه، وشهد أحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بدراً، وكان شجاعاً مقداماً، وكان يكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا تستعملوا البراء على جيش من جيوش المسلمين؛ فإنه مهلكة من المهالك، يقدم بهم.








ولما كان يوم اليمامة، واشتد قتال بني حنيفة على الحديقة التي فيها مسيلمة، قال البراء: يا معشر المسلمين، ألقوني عليهم، فاحتمل حتى إذا أشرف على الجدار اقتحم، فقاتلهم على باب الحديقة حتى فتحه للمسلمين، فدخل المسلمون، فقتل الله مسيلمة، وجرح البراء يومئذ بضعاً وثمانين جراحة ما بين رمية وضربة، فأقام عليه خالد بن الوليد شهراً حتى برأ من جراحه.








أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، وغيرهما، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن أبي زياد، حدثنا سيار، أخبرنا جعفر بن سليمان، أخبرنا ثابت وعلي بن زيد، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم على الله عز وجل لأبره، منهم البراء بن مالك".








فلما كان يوم تستر، من بلاد فارس، انكشف الناس فقال له المسلمون: يا براء: أقسم على ربك، فقال: أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتفاهم، وألحقتني بنبيك، فحمل وحمل الناس معه، فقتل مرزبان الزأرة، من عظماء الفرس، وأخذ سلبه، فانهزم الفرس، وقتل البراء، وذلك سنة عشرين في قول الواقدي، وقيل: سنة تسع عشرة وقيل: سنة ثلاث وعشرين، فقتله الهرمزان".








وكان حسن الصوت يحدو بالنبي صلى الله عليه وسلم في أسفاره، فكان هو حادي الرجال، وأنجشة حادي النساء، وقتل البراء على تستر مائة رجل مبارزة سوى من شرك في قتله.








أخرجه الثلاثة.








البراء بن معرور

















ب د ع البراء بن معرور بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن كعب بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي، كنيته: أبو بشر، وأمه: الرباب بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، عمه سعد بن معاذ.








كان أحد النبقاء، كان نقيب بني سلمة، وأول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى في قول، وأول من استقبل القبلة، وأوصى بثلث ماله، وتوفي أول الإسلام على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.








وروى كعب بن مالك، وكان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، قال: خرجنا في حجاج قومنا من المشركين، وقد صلينا وفقهنا، ومعنا البراء بن معرور كبيرنا وسيدنا، فقال البراء لنا: يا هؤلاء، قد رأيت أن لا أدع هذه البنية، يعني الكعبة، مني بظهر وأن أصلي إليها، قال: قلنا لنا: لكنا لا نفعل، قال فكنا إذا حضرت الصلاة صلينا إلى الشام وصلى إلى الكعبة حتى قدمنا مكة، فقال: يا ابن أخي، انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسأله عما صنعت في سفري هذا، فإنه والله قد وقع في نفسي منه شيء لما رأيت من خلافكم إياي فيه.








قال: فخرجنا نسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنا لا نعرفه ولم نره قبل ذلك، قال: فدخلنا المسجد، ثم جلسنا إليه، قال: فقال البراء بن معرور: يا نبي الله، إني خرجت في سفري هذا، وقد هداني الله عز وجل للإسلام، فرأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر، فصليت إليها، وقد خالفني أصحابي في ذلك، حتى وقع في نفسي من ذلك فماذا ترى يا رسول الله? قال: "لقد كنت على بلة لو صبرت عليها" قال: فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى معنا إلى الشام.








قال: وأهله يزعمون أنه صلى إلى الكعبة حتى مات وليس ذلك كما قالوا؛ نحن أعلم به منهم.








قال: فخرجنا إلى الحج، فواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق، فلما فرغنا من الحج اجتمعنا تلك الليلة بالشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء، وجاء معه العباس، يعني عمه، قال: فتكلم العباس، فقلنا له: قد سمعنا ما قلت، فتكلم أنت يا رسول الله، فخذ لنفسك ولربك عز وجل فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلا القرآن، ودعا إلى الله عز وجل ورغب في الإسلام، وقال: "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم". قال: فأخذ البراء بن معرور بيده وقال: والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع منه أزرنا فبايعنا رسول الله، فنحن -والله- أهل الحلقة ورثناها كابراً عن كابر.








قال: فاعترض القول -والبراء يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم- أبو الهيثم بن التيهان حليف بني عبد الأشهلن فكان البراء أول من ضرب على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم تتابع القوم.








وتوفي في سفر قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجراً بشهر، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى قبره في أصحابه، فكبر عليه، وصلى وكبر أربعاً، ولما حضره الموت أوصى أن يدفن ونستقبل به الكعبة، ففعلوا ذلك".








أخرجه الثلاثة.








سلمة: بكسر اللام، فإذا نسبت إليه فتحتها.








وتزيد: بالتاء فوقها نقطتان، وبالزاي.








ومعرور: بالعين المهملة.








وساردة: بالسين المهملة، والراء والدال المهملة.








برح بن عسكر

















د ع برح بن عسكر بن وتار. قاله ابن منده وأبو نعيم وقالا: إنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر، عن ابن يونس.








وقال ابن ماكولا: وأما برح بكسر الباء المعجمة بواحدة، وسكون الراء، وبالحاء المهملة، فهو: برح بن عسكر بن وتر بن كرع بن حضرمي بن النعمان بن مهري بن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وشهد فتح مصر، واختط بها وسكنها، وهو معروف من أهل مصر، وقال: قال ابن يونس: ورأيت في بعض الكتب القديمة في النسب القديم خط ابن لهيعة: برح بن عسكر وذكر نسبه الذي ذكرناه.. كذا ضبطه ابن ماكولا بالعين، والكاف المضمومتين، والله أعلم.








برذع بن زيد الجذامي

















د ع برذع بن زيد الجذامي. أخو رافعة بن زيد، نزل بيت جبرين بالشام.








روى حديثه محمد بن سلام بن زيد بن رفاعة بن زيد الرفاعي من بني الضبيب. عن أبيه سلام، عن أبيه زيد، عن أبيه رفاعة بن زيد قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وجماعة من قومي، وكنا عشرة، فذكر رجوعه إلى قومه، وإسلام برذع وسويد".








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








برذع بن زيد بن النعمان

















برذع بن زيد بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأنصاري الأوسي. شهد أحداً وما بعدها، وهو ابن أخي قتادة بن النعمان، وهو شاعر، قاله ابن ماكولا وهذا غير الذي قبله، لأنه هذا أنصاري والأول جذامي، وهذا قديم الإسلام، والأول متأخر الإسلام.








برز بن قهطم

















برز، وقيل: بلز، وقيل: مالك، وقيل: رزن بن قهطم أو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى، وغيرها.








بريح بن عرفجة

















د ع بريح بن عرفجة أو عرفجة بن بريح. قال ابن منده: عكذا قاله عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن ليث بن أبي سليم، عن زياد بن علاقة، عن بريح بن عرفجة أو عرفجة بن بريح، شك المحاربي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ستكون بعدي هنات وهنات".








رواه غيره عن ليث بإسناده، فقال: عن عرفجة بن شريح، وهو الصواب، وقيل: عرفجة بن ضريح، قاله ابن منده وقال أبو نعيم وذكره: هكذا حكى، وهو وهم؛ وإنما هو عرفجة بن ضريح أو ضريح بن عرفجة.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بريدة بن الحصيب

















ب د ع بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن زراح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر الأسلمي، يكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبا سهل وقيل: أبا الحصيب، وقيل: أبا ساسان، والمشهور: أبو عبد الله.








أسلم حين مر به النبي صلى الله عليه وسلم مهاجراً، هو ومن معه، وكانوا نحو ثمانين بيتاً، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء الآخرة فصلوا خلفه، وأقام بأرض قومه، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد، فشهد معه مشاهده، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان تحت الشجرة، وكان من ساكني المدينة، ثم تحول إلى البصرة، وابتنى بها داراً، ثم خرج منها غازياً إلى خراسان، فأقام بمرو حتى مات ودفن بها، وبقي ولده بها.








أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا ابن ناجية الخراساني، حدثنا أبو طيبة عبد الله بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أحد من أصحاب يموت بأرض إلا كان قائداً ونوراً لهم يوم القيامة".








وروى عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له وللحكم بن عمرو الغفاري: "أنتما عينان لأهل المشرق" فقدما مرو، وماتا بها.








وقال عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتفاءل ولا يتطير، فركب بريدة في سبعين راكباً من أهل بيته من بني سهم، فلقي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: "ممن أنت"?: قال: من أسلم، فقال لأبي بكر: "سلمنا"، ثم قال: "من بني من"? قال: من بني سهم، قال: "خرج سهمك".








أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران. وأبو جعفر بن أحمد وغيرهما، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن حميد، أخبرنا زيد بن الحباب وأبو تميلة، عن عبد الله بن مسلم، عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه خاتم من حديد، فقال: "ما لي رأى عليك حلية أهل النار"? ثم جاءه وعليه خاتم من صفر فقال: "ما لي أجد منك ريح الأصنام"? ثم أتاه وعليه خاتم من ذهب، فقال: "ما لي أرى عليك حلية أهل الجنة"? قال: من أي شيء أتخذه?، قال: "من ورق ولا تتمه مثقالاً".








وأخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا الرئيس أبو القاسم الكاتب، أخبرنا أبو علي الحسن المذكر أخبرنا أحمد بن مالك أبو بكر، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا روح، عن علي بن سويد بن منجوف، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً إلى خالد بن الوليد ليقسم الخمس، وقال روح مرة: ليقبض الخمس، قال: وأصبح علي ورأسه يقطر، قال: فقال خالد لبريدة: ألا ترى إلى ما يصنع هذا? قال: فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته بما صنع علي، قال: وكنت أبغض علياً فقال: "يا بريدة، أتبغض علياً"? قال: قلت: نعم، قال: "فلا تبغضه" وقال روح مرة: فأحبه، فإنه له في الخمس أكثر من ذلك".








أخرجه الثلاثة.








الحصيب: بضم الحاء المهملة، وفتح الصاد.








وبريدة: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء، وبعد الدال المهملة هاء.








ورزاح: قد ضبطه ابن ماكولا في باب رزاح: بكسر الراء وبعدها زاي ثم ألف وحاء مهملة وضبطه هو أيضاً في باب رياح بكسر الراء وبالياء تحتها نقطتان وبعد الألف حاء مهملة، ولا شك قد اختلف العلماء فيه، فنقله على ما قالوه.








وأفصى: بالفاء الساكنة، وبالصاد المهملة المفتوحة.








بريدة بن سفيان الأسلمي

















س بريدة بن سفيان الأسلمي. ذكره عبدان، وقال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، حدثنا هارون بن معروف، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن عبد الله الزهري، أخبره عن بريدة بن سفيان الأسلمي؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عاصم بن عدي، وزيد بن الدثنة، وخبيب بن عدي، ومرثد بن أبي مرثد، يعني إلى جماعة من بني لحيان بالرجيع، فقاتلوهم حتى أخذوا لأنفسهم عهداً إلا عاصماً فإنه أبى، وقال: "لا أقبل اليوم عهداً من مشرك". وذكر الحديث.








قال أبو موسى: هكذا رواه، وأورده، والمحفوظ في هذا الحديث: عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة، وأما بردة بن سيفان فرجل ليس من الصحابة، وليس هو أيضاً بذاك في الرواية، إلا أن يكون هذا غير ذاك.








قلت: هكذا ذكر عاصم بن عدي، وهو خطأ؛ وإنما هو عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وأما عاصم بن عدي فمن بني العجلان، وهو أيضاً أنصاري، وتوفي سنة خمس وأربعين، ولم يقتل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.








أخرجه أبو موسى.








برير بن جندب

















برير بن جندب. وقيل: ابن عشرقة أبو ذر الغفاري؛ قد اختلف في اسمه، وسيرد ذكره في جندب، وفي الكنى إن شاء الله تعالى.








برير: بضم الباء وفتح الراء، وبعد الياء تحتها نقطتان، راء ثانية.








برير بن عبد الله

















ب د ع برير، مثله، هو برير بن عبد الله، ويقال: بر بن عبد الله بن رزين بن عميث بن ربيعة بن دراع بن عدي بن الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم، وهو مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد، أبو هند الداري، أخو تميم والطيب، سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وسكن فلسطين بالبيت المقدس.








روى مكحول الشامي عن أبي هند عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قام مقام رياء وسمعة راءى الله به يوم القيامة وسمع".








وروى زياد بن أبي هند عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي ويصبر على بلائي، فليلتمس له رباً غيري". قال أبو عمر: لا يوجد هذا الحديث إلا عند ولده، وليس إسناده بالقوي.








أخرجه الثلاثة.








قلت: قول أبي نعيم وابن منده أنه أخو تميم والطيب وهم، وهما حكما على أنفسهما بالغلط في كتابيهما؛ فإنهما ذكرا في تميم الداري أنه تميم بن أوس، ويجتمع هو وأبو هند في دراع بن عدي، فكيف يكون أخاه، ويجتمعان في الأب الخامس? ولا شك أنهما لم يريدا أخاً في القبيلة؛ لأنه لا وجه لتخصيصه، وإنما يقال: أخو تميم وأخو بني فلان، وأما الطيب ففيه اختلاف، قال هشام بن الكلبي: إنه أخو أبي هند الطيب، وقيل: إن الطيب أخوه، قال: وقال البخاري: برير بن عبد الله أبو هند أخو تميم الداري، كان بالشام سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما غلط فيه البخاري غلطاً لا خفاء به عند أهل العلم بالنسب، وذلك أن تميماً ليس بأخ لأبي هند؛ وإنما يجتمع هو وأبو هند في دراع بن عدي، وساق نسبهما كما ذكره ابن منده وأبو نعيم، فظهر الوهم، وقال: هكذا نسبهما ابن الكلبي وخليفة وجماعتهم.








برير أبو هريرة

















د ع برير أبو هريرة. سماه مروان بن محمد، عن سعيد بن عبد العزيز: بريراً، ولم يتابع عليه، قال أبو نعيم: هذا وهم؛ أراد أن يقول: اسم أبي هند برير، وقد اختلف في اسم أبي هريرة اختلافاً كثيراً، ويرد ذكره في الأبواب التي سمي بها، وإنما نستقصي ذكره عند كنيته فإنها أشهر من جميع أسمائه.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بريل الشهالي

















د ع بريل الشهالي. قال ابن منده: ذكر في الصحابة، ولا يثبت وروى بإسناده عن أبيه، عن أبي عمرو السلفي، عن بريل الشهالي، قال: "مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يعالج طعاماً لأصحابه، فآذاه وهج النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لن يصيبك حر جهنم بعدها". قال ابن منده: هذا حديث غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه، قال أبو نعيم: ذكر بعض الناس بريلاً الشهالي في الصحابة، وهو وهم.








قلت: وقد قال ابن منده: لا يثبت، يعني أنه من الصحابة، وقد ذكره ابن منده وأبو نعيم في الباء كما ذكرناه، وقال ابن ماكولا: وأما نزيل، أوله نون مضمومه فهو نزيل الشهالي، ويقال الشاهلي؛ شيخ له حكاية في الرباء روى عنه شيخ يقال له: أبو عمرو في عداد المجهولين من شيوخ بقية، وقال أبو سعد السمعاني: السلفي بضم السين: بطن من الكلاع من حمير.








باب الباء والزاي

















بزيع الأزدي

















س بزيع الأسدي، والد عباس، ذكره عبدان، وقال: لم يبلغا نسبه ولا ندري سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو هو مرسل? روى عنه ابنه العباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قالت الجنة: يا رب زينتني فأحسنت زينتي، فأحسن أركاني، فأوحى الله، تبارك وتعالى، إليها أني قد حشوت أركانك بالحسن والحسين جنبيك بالسعود من الأنصار، وعزتي وجلالي لا يدخلك مراء ولا بخيل".








أخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقال هذا حديث غريب جداً.








باب الباء والسين

















بسبس الجهني

















ب د ع بسبس الجهني الأنصاري. من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج، حليف لهم، قال عروة بن الزبير: هو من بني طريف بن الخزرج، شهد بدراً، قاله الزهري هذا جميع ما ذكره ابن منده.








وأما أبو نعيم فقال: بسبس الأنصاري الجهني، وقيل: بسبسة بن عمرو، ولم يزد في نسبه على هذا.








وقال أبو عمر: بسبس بن عمرو بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان الذبياني، ثم الأنصاري، قال: ويقال بسبس بن بشر، شهد بدراً.








ونسبه ابن الكلبي مثله وزاد بعد ذبيان: ابن رشدان بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد بن ليث بن سواد بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وعداده في الأنصار، وله يقول الراجز:








أقم لها صدورها يا بسبس أ ه كلام الكلبي.








قالوا: وشهد بدراً؛ قال أبو عمر وأبو نعيم عن أنس قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبس، وقيل: بسبسة، مع عدي بن أبي الزغباء إلى عير أبي سفيان، فعاد إليه، فأخبره فسار إلى بدر. أخرجه الثلاثة.








قلت: ليس بين قولهم إنه من بني ساعدة وبين قولهم هو من بني طريف بن الخزرج تناقض؛ فإن طريفاً هو ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأكبر، وطريف بطن من بني ساعدة.








بسر بن أرطاة

















ب د ع بسر بضم الباء وسكون السين هو بسر بن أرطاة وقيل: ابن أبي أرطاة، واسمه عمرو بن عويمر بن عمران بن الحليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقيل: أرطاة بن أبي أرطاة واسمه عمير، والله أعلم.








يكنى: أبا عبد الرحمن وعداده في أهل الشام.








قال الواقدي: ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، وقال يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهما: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صغير، وقال أهل الشام: سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد من بعثه عمر بن الخطاب مدداً لعمرو بن العاص لفتح مصر، على اختلاف فيه أيضاً فمن ذكره فيهم قال: كانوا أربعة: الزيبر، وعمير بن وهب، وخارجة بن حذافة، وبسر بن أرطاة، والأكثر يقولون: الزبير والمقداد، وعمير، وخارجة. قال أبو عمر: وهو أولى بالصواب، قال: ولهم يختلفوا أن المقداد شهد فتح مصر.








أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين، أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن المارودي، مناولة، بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا أحمد بن صالح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني حيوة، عن عياش بن عباس القتباني، عن شييم بن بيتان، ويزيد بن صبح الأصبحي، عن جنادة بن أبي أمية قال: كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر، فأتى بسارق يقال له: مصدر، قد سرق، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقطع الأيدي في السفر".








وشهد صفين مع معاوية، وكان شديداً على علي وأصحابه:








قال أبو عمر: كان يحيى بن معين يقول: لا تصح له صحبة، وكان يقول: هو رجل سوء وذلك لما ركبه في الإسلام من الأمور العظام، منها ما نقله أهل الأخبار وأهل الحديث أيضاً؛ من ذبحه عبد الرحمن وقثم ابني عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، وهما صغيران، بين يدي أمهما، وكان معاوية سيره إلى الحجاز واليمن ليقتل شيعة علي ويأخذ البيعة له، فسار إلى المدينة ففعل بها أفعالاً شنيعة وسار إلى اليمن، وكان الأمير على اليمن عبيد الله بن العباس عاملاً لعلي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فهرب عبيد الله، فنزلها بسر ففعل فيها هذا، وقيل: إنه قتلهما بالمدينة، والأول أكثر.








قال: وقال الدارقطني: بسر بن أرطاة له صحبة، ولم تكن له استقامة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولما قتل ابني عبيد الله أصاب أمهما عائشة بنت عبد المدان من ذلك حزن عظيم فأنشأت تقول:








ها من أحس بني اللذين هما كالدرتين تشظى عنهما الصدف الأبيات، وهي مشهورة، ثم وسوست؛ فكانت تقف في الموسم تنشد هذا الشعر، ثم تهيم على وجهها. ذكر هذا ابن الأنباري، والمبرد، والطبري، وابن الكلبي، وغيرهم، ودخل المدينة، فهرب منه كثير من أهلها منهم: جابر بن عبد الله، وأبو أيوب الأنصاري، وغيرهما وقتل فيها كثيراً. وأغار على همدان باليمن، وسبى نساءهم، فكن أول مسلمات سبين في الإسلام، وهدم بالمدينة دوراً، وقد ذكرت الحادثة في التواريخ، فلا حاجة إلا الإطالة بذكرها.








قيل: توفي بسر بالمدينة أيام معاوية، وقيل: توفي بالشام أيام عبد الملك بن مروان، وكان قد خرف آخر عمره.








أخرجه الثلاثة.








بسر بن أبي بسر المازني

















ب د ع بسر -مثله أيضاً- وهو بسر بن أبي بسر المازني.








قال أبو سعد السمعاني: هو من مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان روى عنه ابنه عبد الله قال: "جاء النبي صلى الله عليه وسلم فنزل على أبي، فأتاه بطعام وسويق وحيس فأكل، وأتاه بشراب فشرب، فناول من عن يمينه، وأتى بتمر فأكل، وكان إذا أكل التمر ألقى التمر على ظهر أصبعيه، يعني السبابة والوسطى، فلما ركب النبي صلى الله عليه وسلم جاء أبي فأخذ بلجامه فقال: يا رسول الله، ادع الله لنا، فقال: "اللهم بارك لهم فيما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم".








أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر قال: السلمي وقيل: المازني نزل عندهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعا لهم، وهو والد عبد الله بن بسر، روى عنه ابنه عبد الله بن بسر، وليس من الصماء في شيء. وقد جعله في ترجمة الصماء أخاها.








وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا: بسر، وعبد الله بن بسر أبو صفوان، وأخوه عطية، وأختهم الصماء لهم صحبة، وهم من بني سليم من بني مازن وقد ذكره ابن أبي عاصم في بني سليم، والله أعلم.








بسر بن جحاش

















ع بس بن جحاش القرشي. عداده في الشاميين.








أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد الثقفي إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا دحيم، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثني حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن ميسرة، عن جبير بن نفير، عن بسر بن جحاش "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بزق في كفه، يوماً، فوضع عليها إصبعه، ثم قال: "إن الله عز وجل يقول: ابن آدم، إنك لن تعجزني، وقد خلقتك من مثل هذه، حتى إذا سويتك وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد فجمعت ومنعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق وأنى أوان الصدقة?".








أخرجه أبو نعيم هاهنا، وأخرجه أبو نعيم وأبو عمر في بشر بالباء، والشين المعجمة، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.








لا يعرف له عقب.








الوئيد: هو صوت شدة المشي، حريز: بالحاء المهملة المفتوحة، وكسر الراء وبعدها ياء تحتها نقطتان، وآخره زاي، ونفير: بالنون والفاء.








بسر الأشجعي

















د ع بسر بالسين المهملة أيضاً هو ابن راعي العير الأشجعي، روى إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يقال له: بسر بن راعي العير يأكل بشماله، فقال له: "كل بيمينك"، قال: لا أستطيع، قال: "لا استطعت"، قال: فما وصلت يمينه بعد إلى فيه".








أخرجه أبو نعيم وابن منده.








قال أبو نصر بن ماكولا: بسر يعني بالباء الموحدة، والسين المهملة: بسر بن راعي العير الذي أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل بيمينه، فقال: لا أستطيع. ولم يذكر فيه اختلافاً على عادته في الأسماء المختلف فيها.








بسر السلمي

















بسر، مثله، أبو رافع السلمي، قاله ابن ماكولا في بشير بضم الباء الموحدة، وفتح الشين المعجمة، قال: بشير السلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "تخرج نار من حبس سيل".








روى عنه ابنه رافع، في حديثه اختلاف كثير، وفي اسمه أيضاً اختلاف، فقيل ما ذكرناه، وقيل: بشير، يعني بفتح الباء، وقيل: بشر، يعني بغير ياء، وقيل: بسر بضم الباء وبالسين المهملة، ويذكر في مواضعه.








بسر بن سفيان

















ب د ع بسر، مثله، هو ابن سفيان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة، وهو لحي، الخزاعي الكعبي.








كان شريفاً، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، له ذكر في قصة الحديبية، وهو الذي لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اعتمر عمرة الحديبية، وساق معه الهدي، فأخبره أن قريشاً خرجت بالعوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، وأسلم سنة ست من الهجرة، وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.








أخرجه الثلاثة.








قوله: العوذ المطافيل، يريد النساء والصبيان، والعوذ: في الأصل جمع عائذ: وهي الناقة إذا وضعت، وبعدما تضع أياماً حتى يقوى ولدها، والمطافيل: جمع مطفل وهي الناقة التي معها ولدها.








قمير: بضم القاف وبعد الميم والياء راء، وحبشية: بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين المعجمة.








بسر بن سليمان

















بسر -مثله- أيضاً هو بسر بن سليمان، روت عنه ابنته سعية أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه. هكذا قاله الأمير أبو نصر.








سعية: بفتح السين، وسكون العين المهملتين، وفتح الياء تحتها نقطتان.








بسر بن عصمة

















بسر، مثله، أيضاً هو ابن عصمة المزني أحد بني ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة، أحد سادات بني مزينة، يقال: له صحبة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من آذى جينة فقد آذاني". ذكر ذلك الآمدي، قاله ابن ماكولا.








بسر بن محجن

















د ع بسر، مثله أيضاً، وهو ابن محجن الدؤلي.








سكن المدينة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه حنظلة بن علي الأسلمي أنه قال: "صليت الظهر في منزلي، ثم مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس الظهر في مسجده، فلم أصل، فذكرت ذلك له فقال: "ما منعك أن تصلي معنا"?. قلت: صليت، قال: "وإن كنت قد صليت"، رواه زيد بن أسلم عن بسر بن محجن عن أبيه، وهو الصواب، قاله ابن منده، قال: وقال البخاري: هو تابعي، وقال أبو نعيم: هو تابعي، وأخرجه بعض الناس، يعني ابن منده، في الصحابة، ولا تصح صحبته وتصح صحبة أبيه محجن.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بسرة الغفاري

















د ع بسرة: بزيادة هاء، وقيل: بصرة، وقيل: نضلة الغفاري، روى عنه سعيد بن المسيب "أنه تزوج امرأة بكراً فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما؛ وقال: "إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها".








وروى عن سعيد عن رجل من الأنصار يقال له: بصرة، وزاد: "والولد عبد لك".








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بسيسة بن عمرو

















د بسيسة بن عمرو. بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عير أبي سفيان، وروى عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بسيسة بن عمرو عيناً إلى عير أبي سفيان فجاء فأخبره. وذكر الحديث. أخرجه ابن منده وحده، ورأيته مضبوطاً في ثلاث نسخ صحيحة مسموعة، وقد ضبطها أصحابها، أما إحداها فيقال: إنها أصل أبي عبد الله بن منده، وعليها طبقات السماع من ذلك الوقت إلى الآن، وقد ضبطوها بسيسة، بضم الباء وفتح السين وبعدها ياء تحتها نقطتان، وليس بشيء.








قلت: هكذا ذكر ابن منده هذه الترجمة وظنها غير الأولى؛ لأنه لم يذكر في تلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه عيناً، وهما واحد، وقيل: بسيس بغير هاء، وقيل: بسيسة بباءين موحدتين، وقد تقدم القول في بسبس.








أخبرنا أبو الفرج بن محمود الأصبهاني بإسناده، عن مسلم بن الحجاج، حدثنا أبو بكر بن النضر بن أبي النضر، وهارون بن عبد الله، ومحمد بن رافع، وعبد بن حميد، وألفاظهم متقاربة، قالوا: حدثنا هاشم بن القاسم، أخبرنا سليمان -هو ابن المغيرة- عن ثابت عن أنس قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبسة عيناً، ينظر ما فعلت عير أبي سفيان، فجاء، وما في البيت أحد غير وغير الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: ما أدري ما استثنى بعض نسائه، قال: فحدثه الحديث. قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكلم، وقال: "إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضراً فليركب معنا"، فجعل رجال يستأذنونه في ظهرهم في علو المدينة فقال: "لا؛ إلا من كان ظهره حاضراً"، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر". وذكر الحديث.








باب الباء والشين

















بشر بن البراء

















ب د ع بشر بن البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي. من بني سلمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه. شهد بشر العقبة وبدراً وأحداً، ومات بخيبر حين افتتاحها سنة سبع من الهجرة، من الأكلة التي أكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشاة المسمومة، قيل: إنه لم يبرح من مكانه الذي أكل فيه حتى مات، وقيل: بل لزمه وجعه ذلك سنة، ثم مات، وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين واقد بن عبد الله التميمي حليف بني عدي، وهو الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سيدكم يا بني سلمة? قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وأي داء أدوى من البخل? بل سيدكم: الأبيض الجعد بشر بن البراء".








كذا ذكره ابن إسحاق، ووافقه صالح بن كيسان، وإبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه.








وروى معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة: "من سيدكم"? قالوا: الجد بن قيس".








وهذا ليس بشيء؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسود على كل قبيلة رجلاً منهم، ويجعله عليهم، وكذلك فعل في النقباء ليلة العقبة، لامتناع طباعهم أن يسودهم غيرهم، والجد من بني سلمة وليس من بني ساعدة، وإنما كان سيد بني ساعدة سعد بن عبادة، وهو لم يمت في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إنما مات بعده، وقال الشعبي، وابن عائشة: "إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني سلمة: "بل سيدكم عمرو بن الجموح". وقول ابن إسحاق، والزهري أصح.








أخرجه الثلاثة.








سلمة: بكسر اللام.








بشر الثقفي

















ب بشر الثقفي: ويقال: بشير. روت عنه حفصة بنت سيرين.








أخرجه أبو عمر ههنا، وقد أخرجه ابن منده وأبو نعيم في بشير.








بشر بن جحاش

















ب د بشر بن جحاش. ويقال: بسر، بضم الباء وبالسين المهملة وقد تقدم، وهو الأكثر.








قال أبو عمر: هو القرشي، ولا أدري من أيهم? سكن الشام ومات بحمص. روى عنه جبير بن نفير.








قال ابن منده: أهل الشام يقولون: هو بشر، وأهل العراق يقولون: بسر، قال الدارقطني: هو بسر -يعني بالسين المهملة- ولا يصح بشر، ومثله قال الأمير أبو نصر بن ماكولا.








أخرجه أبو عمر وابن منده؛ وأما أبو نعيم فذكره في بسر، بالباء الموحدة والسين المهملة، وقال: وقيل: بشر، يعني بالشين المعجمة.








بشر بن الحارث الأنصاري

















ب بشر بن الحارث، وهو أبيرق بن عمرو بن حارثة بن الهيثم بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الظفري.








شهد أحداً، هو وأخواه مبشر وبشير، وكان بشير شاعراً منافقاً، يهجو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حجة؛ فسرق بشير من رفاعة بن زيد درعة، ثم ارتد في شهر ربيع الأول من سنة أربع من الهجرة، ولم يذكر لبشر نفاق، والله أعلم. وقد ذكر فيمن شهد أحداً مع النبي صلى الله عليه وسلم.








أخرجه أبو عمر.








بشير: بضم الباء وفتح الشين المعجمة.








بشر بن الحارث بن قيس

















ب س بشر بن الحارث. ذكره أبو موسى عن عبدان أنه قال: سمعت أحمد بن يسار يقول: بشر بن الحارث من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش، من المهاجرين إلى الحبشة، وهو: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم، وقال أبو موسى: بشر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي، وكان ممن أقام بأرض الحبشة، ولم يقدم إلا بعد بدر؛ فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهم، لا يعرف له ذكر إلا في المهاجرين إلى الحبشة.








قلت: قدسها الحافظ أبو موسى، رحمه الله تعالى، فجعل قيس بن عدي بن سعيد بن سعد بن عمرو وليس كذلك، وإنما هو عدي بن سعد بن سهم، ذكر ذلك ابن منده وأبو نعيم، ومن القدماء ابن حبيب، وهشام الكلبي، والزبير بن بكار وغيرهم، والوهم الثاني: أنه جعل سعد: ابن عمرو، وإنما هو ابن سهم بن عمرو، ورأيته في نسختين صحيحتين من أصل أبي موسى كذلك، فلا ينسب الغلط إلى الناسخ، وقد أخرجه أبو عمر كما ذكرناه.








بشر بن حزن النضري

















د ع بشر بن حزن النضري.








أخبرنا الخطيب أبو الفضل بن الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن بشر بن حزن النصري قال: "افتخر أصحاب الإبل وأصحاب الغنم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بعث داود، وهو راعي غنم، وبعث موسى، وهو راعي غنم، وبعثت أنا، وأنا أعرى غنماً لأهلي بجياد".








قال أبو نعيم: رواه أبو داود عن شعبة، وتابعه غيره عليه، ورواه ابن أبي عدي وغيره، عن شعبة، عن أبي إسحاق عن عبدة بن حزن، وهو الصواب، ورواه الثوري وزكريا بن أبي زائدة، وإسرائيل، وغيرهم عن أبي إسحاق فقالوا: عبدة، وهناك أخرجه أبو عمر، وأخرجه في بشر ابن منده وأبو نعيم.








بشر بن حنظلة الجعفي

















بشر بن حنظلة الجعفي. ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن سويد بن غفلة أو غيره، عن بشر بن حنظلة الجعفي قال: "خرجنا مع وائل بن حجر الحضرمي نريد رسول الله صلى الله عليه وسلم فمررنا بعدو لوائل وأهل بيته، وكانوا يطلبونهم، فقالوا: فيكم وائل? قلنا: لا، قالوا: فإن هذا وائل، فحلفت لهم أنه أخي ابن أبي وأمي، فكفوا، فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه، فقال: "صدقت، هو أخوك: أبوكما آدم وأمكما حواء".








هذا الحديث لسويد بن حنظلة، وذكره ههنا ابن الدباغ الأندلسي.








بشر أبو خليفة

















د ع بشر أبو خليفة. له صحبة عداده في أهل البصرة، تفرد بالرواية عنه ابنه خليفة أنه أسلم فرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ماله وولده، ثم لقيه النبي فرآه هو وابنه مقرونين فقال له: ما هذا يا بشر? قال: حلفت لئن رد الله علي مالي وولدي لأحجن بيت الله مقروناً، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم الحبل فقطعه وقال لهما: "حجا، فإن هذا من الشيطان". أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: هذا حديث غريب.








بشر بن راعي العير

















د ع بشر بن راعي العير. قال ابن منده وأبو نعيم: له ذكر في حديث سلمة بن الأكوع أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلاً من أشجع يقال له: بشر بن راعي العير، يأكل بشماله. الحديث، وتقدم في بسر، قال أبو نعيم: صوابه بسر، يعني بالسين المهملة.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بشر أبو رافع

















ب د ع بشر أبو رافع وقيل: بشير، وقيل: بشير: وقيل: يسر، وقد تقدم.








أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن علي أبي جعفر، عن رافع بن بشر السلمي، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج نار بأرض حبس سيل، تسير سير بطيء الإبل، تكمن بالليل وتسير بالنهار تغدو وتروح، يقال: غدت النار أيها الناس فاغدوا، وقالت النار أيها الناس فقيلوا؛ وراحت النار أيها الناس فروحوا؛ من أدركته أكلته".








وروى: تخرج نار ببصرى.








ورواه أبو عاصم عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع بن بشير، عن أبيه، بزيادة ياء، ورواه عبيد الله بن موسى، عن عبد الحميد، عن عيسى بن علي، عن رافع بن بشير، يعني بضم الباء وزيادة الياء.








أخرجه الثلاثة.








بشر بن سحيم

















ب د ع بشر بن سحيم الغفاري. من ولد حرام بن غفار بن مليل. وقيل: البهزي، عداده في أهل الحجاز، كان يسكن كراع الغميم وضجنان. قاله ابن منده وأبو نعيم، عن محمد بن سعد، وقال أبو عمر: بشر بن سحين بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الغفاري. روى عنه نافع بن جبير بن مطعم حديثاً واحداً في أيام التشريق: أنها أيام أكل وشرب قال: لا أحفظ له غيره ويقال: البهزي، قال: وقال الواقدي: بشر بن سحيم الخزاعي، كان يسكن كراع الغميم وضجنان، والغفاري أكثر.








أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان "ح" وعبد الرحمن، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن بشر بن سحيم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم التشريق، قال عبد الرحمن: في أيام الحج فقال: "لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وإن هذه الأيام أيام أكل وشرب".








أخرجه الثلاثة.








بشر بن صحار

















س بشر بن صحار. ذكره عبدان بن محمد في الصحابة، وقال بإسناده عن سلم بن قتيبة، عن بشر بن صحار قال: "رأيت ملحفة النبي صلى الله عليه وسلم مورسة" قال: "وأدركت مربط حمار النبي صلى الله عليه وسلم وكان اسمه عفيراً، وكنت أدخل بيوت النبي صلى الله عليه وسلم فأنال أسقفها". أخرجه أبو موسى، وقال: بشر هذا هو ابن صحار بن عباد بن عمرو، وقيل: ابن عبد عمرو الأزدي من أتباع التابعين، يروي عن الحسن البصري ونحوه، ورؤيته للملحفة والمربط لا تصيره صحابياً؛ إذ لم كان كل من رأى من آثار النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً كان صحابياً، لكان أكثر الناس صحابة، وسلم بن قتيبة من المتأخرين لا يقضى له إدراك التابعين، فكيف بالصحابة?








بشر بن عاصم الثقفي

















ب د ع بشر بن عاصم بن سفيان الثقفي. كذا نسبه أكثر العلماء، وقد جعله بعضهم مخزومياً؛ فقال: بشر بن عاصم بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، والأول أصح، وكان عامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه على صدقات هوازن، روى أبو وائل أن عمر بن الخطاب استعمله على صدقات هوازن، فتخلف عنها ولم يخرج، فلقيه فقال: ما خلفك، أما ترى أن عليك سمعاً وطاعة? قال: بلى، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ولي من أمور المسلمين شيئاً أتي به يوم القيامة حتى يقف على جسر جهنم فإن كان محسناً نجا، وإن كان مسيئاً انخرق به الجسر فهوى فيها سبعين خريفاً" قال: فخرج عمر كئيباً حزيناً، فلقيه أبو ذر، فقال: ما لي أراك كئيباً حزيناً? قال: ما يمنعني أن أكون كئيباً حزيناً، وقد سمعت بشر بن عاصم يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ولي من أمور المسلمين شيئاً". وذكر الحديث، فقال أبو ذر: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر: من يأخذها مني بما فيها? فقال أبو ذر: من سلت الله أنفه وألصق خده بالأرض؛ شقت عليك يا عمر? قال: نعم".








وقد أخرج البخاري فقال: بشر بن عاصم بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، حجازي أخو عمرو، وقال: قال لي علي: مات بشر بعد الزهري، ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة، يروي عن أبيه، سمع منه ابن عيينة ونافع بن عمر وقال: حدثني أبو ثابت، حدثنا الدراوردي، عن ثور بن زيد عن بشر بن عاصم بن عبد الله بن سفيان، عن أبيه، عن جده سفيان عامل عمر، والله أعلم.








أخرجه الثلاثة.








بشر بن عاصم

















بشر بن عاصم، قال البخاري: بشر بن عاصم، صاحب النبي صلى الله عليه وسلم هذا جميع ما ذكره، وجعله ترجمة منفردة. عن بشر بن عاصم بن سفيان المقدم ذكره، وجعل هذا صحابياً، ولم يجعل الأول صحابياً، وجعله غيره في الصحابة. والله أعلم.








بشر بن عبد الله

















ب بشر بن عبد الله الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج قتل باليمامة شهيداً، ولم يوجد له في الأنصار نسب، ويقال: بشير؛ قاله أبو عمر.








أخبرنا عمار عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق في تسمية من قتل باليمامة من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: وبشر بن عبد الله، ولم ينسبه، ويرد في بشير إن شاء الله تعالى.








أخرجه أبو عمر.








بشر بن عبد

















ب بشر بن عبد. سكن البصرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم فسمعه يقول: "إن أخاكم النجاشي قد مات فاستغفروا له". لم يرو عنه غير ابنه عفان فيما علمت.








أخرجه أبو عمر.








بشر بن عرفطة

















د ع بشر بن عرفطة بن الخشخاش الجهني، وقيل: بشير، قال ابن منده: والأول أصح، شهد فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الله بن حميد الجهني شعراً قاله وهو: "الطويل"








ونحن غداة الفتح عند محمد طلعنا أمام الناس ألفاً مقدما أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بشر بن عصمة

















ب د ع بشر بن عصمة الليثي وقيل: ابن عطية، روى عنه أبو الطفيل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الأزد مني وأنا منهم؛ أغضب لهم إذا غضبوا، ويغضبون إذا غضبت، وأرضى لهم إذا رضوا، ويرضون إذا رضيت"، قاله ابن منده وأبو نعيم.








وقال أبو عمر: بشر بن عصمة المزني، قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خزاعة مني وأنا منهم".








روى عنه كثير بن أفلح مولى أبي أيوب، في إسناده شيخ مجهول، ووافقه على هذا أبو أحمد العسكري، وقد روى ابن منده وأبو نعيم بإسنادهم، عن مكحول، عن غضيف بن الحارث، عن أبي ذر قال: سأل بشر بن عطية رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على أنه له صحبة، ولعله هذا، فقد قيل في أبيه: عصمة وقيل: عطية، والله أعلم.








بشر بن عقربة الجهني

















ب د بشر بن عقربة الجهني وقيل: بشير، عداده في أهل فلسطين، يكنى أبا اليمان، روى عنه عبد الله بن عوف أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قام مقاماً يرائي فيه الناس أقامه الله عز وجل يوم القيامة مقام رياء وسمعة". أخرجه ابن منده وأبو عمر: وأما أبو نعيم فأخرجه في بشر بن راعي العير، وقال: صوابه بشير، بزيادة ياء، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى.








بشر بن عمرو

















د ع بشر بن عمرو بن محصن بن عمرو من بني عمرو بن مبذول ثم من بني النجار أبو عمرة الأنصاري الخزرجي النجاري، كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، وقال هشام الكلبي: عمرو بن محصن بن عتيك بن عمرو بن مبذول بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وهو ممن شهد بدراً، وكنيته: أبو عمرة، كذا ذكره ابن الكلبي، كنية عمرو بن محصن: أبو عمرة، ونقل أبو عمر في الكنى أن اسم أبي عمرة: عمرو، وقال الكلبي في موضع آخر: اسم أبي عمرة بشير، ولا شك أن الاختلاف في اسمه قديم، والله أعلم.








وقيل: اسمه بشير، وقيل: ثعلبة، وقيل ثعلبة أخوه. عداده في أهل المدينة، وهو جد أبي المقوم يحيى بن ثعلبة بن عبد الله بن أبي عمرة، وكان تحت أبي عمرة بنت المقوم بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فولدت له عبد الله وعبد الرحمن، روى عنه ابنه عبد الرحمن أنه قال: "قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أرأيت من آمن بك ولم يرك? قال: "أولئك منا وأولئك معنا".

















وروى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جده أبي عمرة: أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أخوه يوم بدر أو يوم خيبر ومعهم فرس، وهم أربعة، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجال بأعيانهم سهماً سهماً، وأعطى الفرس سهمين".








وروى أبو عمر هذا الحديث عن ثعلبة بن عمرو بن محصن وقد اختلف فيه كثيراً، وسنذكره في بشير، وثعلبة، وفي أبي عمرة إن شاء الله تعالى.








أخرج بشراً ابن منده وأبو نعيم؛ وأما أبو عمر فأخرجه في بشير.








بشر الغنوي

















ب د ع بشر الغنوي أبو عبد الله، وقيل: الخثعمي، روى عنه ابنه عبيد الله. أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، قال: حدثني أبي، حدثنا عبد الله بن محمد، وسمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، أخبرنا زيد بن الحباب، حدثني الوليد بن المغيرة المعافري، حدثني عبيد الله بن بشر الخثعمي عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لتفتحن القسطنطينية، ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش".








قال: فدعاني مسلمة بن عبد الملك، فسألني فحدثته فغزا القسطنطينية. ورواه أبو كريب، عن زيد بن الحباب، عن الوليد بن المغيرة عن عبد الله بن بشر الغنوي، عن أبيه.








أخرجه الثلاثة.








بشر بن قحيف

















د ع بشر بن قحيف، ذكره أحمد بن سيار المروزي في الصحابة، ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، ووهم فيه، وليست له صحبة، وذكره البخاري في التابعين، وروى أحمد بن سيار عن يحيى بن يحيى، عن محمد بن جابر، عن سماك بن حرب، عن بشر بن قحيف قال: كنت أشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف حيث كان وجهه، مرة عن يمينه، ومرة عن يساره.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ليست له صحبة ولا رؤية.








بشر بن قدامة الضبابي

















ب د ع بشر بن قدامة الضبابي. عداده في أهل اليمن، روى عنه عبد الله بن حكيم الكناني من أهل اليمن قال: أبصرت عيناي حبي رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً بعرفات مع الناس، على ناقة حمراء قصواء وتحته قطيفة بولانية، وهو يقول: "اللهم اجعلها حجة غير رياء ولا سمعة"، والناس يقولون: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم".








قال عبد الله بن حكيم: أحسب القصواء المبترة الآذان، فإن النوق تبتر آذانها لتسمع وقد قيل: إنها لم تكن مقطوعة الآذان، وإنما كان ذلك لقباً لها والله أعلم. أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه أبو نعيم في موضعين من كتابه بلفظ واحد بينهما ثلاثة أسماء.








حكيم: بضم الحاء وفتح الكاف؛ من أهل اليمن من مواليهم.








بشر بن معاذ الأسدي

















س بشر بن معاذ الأسدي. روى أبو نصر أحمد بن أحمد بن نوح البزاز أنه سمع أبا سعيد جابر بن عبد الله بن جابر العقيلي، سنة ست وأربعين ومائتين، قال: حدثني بشر بن معاذ الأسدي، من أهل توز وسميراء: أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وكان غلاماً ابن عشر سنين، فكان النبي صلى الله عليه وسلم إمامنا وكان جبريل إمام النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى خيال جبريل شبه ظل سحابة إذا تحرك الخيال ركع النبي صلى الله عليه وسلم. ولم يكن عند بشر بن معاذ غير هذا، قال أبو نصر: أتى على جابر مائة وخمسون سنة، ولا يعرف إلا من هذا الوجه.








أخرجه أبو موسى.








بشر بن معاوية

















ب د ع بشر بن معاوية بن ثور البكائي، من بني كلاب بن عامر بن صصعة، يعد في أهل الحجاز، روى عنه حفيده ماعز بن العلاء بن بشر، عن أبيه العلاء، عن أبيه بشر: أنه قدم هو وأبوه معاوية بن ثور وافدين على النبي صلى الله عليه وسلم وكان معاوية قال لابنه بشر يوم قدم، وله ذؤابة: "إذا جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل ثلاث كلمات لا تنقص منهن ولا تزد عليهن، قل: السلام عليك يا رسول الله، أتيتك يا رسول الله لأسلم عليك، ونسلم إليك، وتدعو لي بالبركة"، قال بشر: ففعلتهن، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي ودعا لي بالبركة، وأعطاني أعنزاً عفراً، فقال ابنه محمد بن بشر في ذلك "الكامل"








وأبى الذي مسح النبي برأسه ودعا له بالخير والبركات أعطاه أحمد إذا أتاه أعنزا عفراً ثواجل لسن باللجبات يملأن رفد الحي كل عشية ويعود ذاك الملء بالغدوات بوركن من منح وبورك مانح وعليه مني ما حييت صلاتي قوله ثواجل: يعني عظام البطون.








أخرجه هكذا مطولاً ابن منده وأبو نعيم، وأما أبو عمر فإنه قال: بشر بن ماوية البكائي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه وافدين.








قلت: لم يرفع أحد منهم نسبه، وقد نسبه هشام وابن البرقي فقال: معاوية بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكار، واسمه: ربيعة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.








وقال خليفة: البكاء ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير، ومعه ابنه بشر، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ومسح رأسه.








ولم يذكر واحد منهم في نسبه كلاباً، على ما قالوه، وقد جعل ابن منده وأبو نعيم كلاباً بن عامر بن صعصعة، وإنما هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ وأما أبو عمر فكثير الاعتماد على ما يذكره من النسب على ابن الكلبي، وقد خالفه ههنا فجعل بشراً من كلاب، والله أعلم.








بشر بن المعلى

















د ع بشر بن المعلى، وقيل: بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى، وقيل: حنش بن النعمان أبو المنذر العبدي، ويلقب الجارود، روى يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن أبي مسلم الجذمي، عن الجارود قال: قلت -أو قال رجل- يا رسول الله؛ اللقطة نجدها? قال: "انشدها ولا تكتم ولا تغيب فإن وجدت ربها فادفعها إليه، وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء".








ورواه بشر بن المفضل، وابن علية، وعبد الوارث فقالوا: يزيد، عن أخيه مطرف، عن أبي مسلم.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولم يرفعا نسبه، وهو بشر بن حنش بن المعلى، وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، فزادوا فيه حنشاً، والله أعلم.








بشر بن الهجنع البكائي

















ب د ع بشر بن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضرية، ذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي، في الطبقة السادسة ممن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بشر بن الهجنع البكائي، كان ينزل ناحية ضرية، وكان ممن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.








أخرجه الثلاثة.








بشر بن هلال العبدي

















س بشر بن هلال العبدي. ذكره عبدان في الصحابة وقال: ليس له إلا ذكره في الحديث الذي رواه بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربعة سادة في الإسلام: بشر بن هلال العبدي، وعدي بن حاتم، وسراقة بن مالك المدلجي، وعروة بن مسعود الثقفي".








أخرجه أبو موسى.








بشير بن أكال

















د ع بشير، بزيادة ياء بعد الشين، هو بشير بن أكال المعاوي وقيل: الحارثي، عداده، في المدنيين، روى عنه ابنه أيوب قال: "كانت ثائرة في بني معاوية فخرج النبي صلى الله عليه وسلم يصلح بينهم، فبينما هم كذلك التفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبر فقال: "لا دريت"، فقال له رجل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، ما نرى قربك أحداً، فقال: إني مررت به وهو يسأل عني فقال: لا أدري، فقلت: "لا دريت".








قلت: هكذا أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ولم ينبساه، ولا نسبا قبيلته، والذي أظنه أنه: بشر بن أكال بن لوذان بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، ويكون على هذا أخا زيد بن أكال المعاوي، والد النعمان الذي خرج حاجاً بعد بدر، فأسره أبو سفيان بن حرب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أسر عمرو بن أبي سيفان ببدر، فقال أبو سفيان يحرض بني أكال على مفاداة النعمان بعمرو: "الطويل"








أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا وترد القصة في النعمان، إن شاء الله تعالى، ولا أعرف من اجتمع أنه من بني أكال وأنه معاوي غير هذا النسب، والله أعلم.








بشير بن أنس

















ب بشير، مثله أيضاً، وهو ابن أنس بن أمية بن عامر بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، شهد أحداً، قاله أبو عمر.








بشير الأنصاري

















س بشير الأنصاري، أخرجه أبو موسى وقال: ذكره عبدان فيمن استشهد يوم بئر معونة، وهو ماء لبني عامر. أخرجه أبو موسى.








معونة: بفتح الميم وضم العين وبالنون.








بشير بن تيم

















ع س بشير بن تيم. ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في الوحدان، أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا منجاب، أخبرنا عبد الله بن الأجلح، عن أبيه عن عكرمة، عن بشير بن تيم الله "أن النبي صلى الله عليه وسلم فادى أهل بدر فداء مختلفاً، وقال للعباس: "فك نفسك".








وروى عن معروف بن خربوذ قال: "لما كان ليلة ولد النبي صلى الله عليه وسلم رأى موبذان كسرى خيلاً وإبلاً قطعت دجلة، وغاض بحر ساوة وطفئت نار فارس". وذكر الحديث، والشعر بطوله.








أخرجه أبو موسى وأبو نعيم.








بشير الثقفي

















د ع بشير الثقفي، روت عنه حفصة بنت سيرين أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما لحوم الإبل فكلها، وأما الخمبر فلا تشرب". أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








قال ابن ماكولا: وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير، وقيل: بشير بالضم، وقيل بجير بالباء الموحدة والجيم.








بشير بن جابر

















ب د ع بشير، هو ابن جابر بن عراب بن عوف بن ذؤالة العبسي، قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: العكي، وقيل: الغافقي، قالوا: ذكره ابن يونس فيمن شهد فتح مصر.








وقال: له صحبة ولا رواية له.








قلت: ليس بين قولهم عكي وعبسي تناقض؛ فإنه يريد عبس بن صحار بن عك، لا عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، وسياق نسبه يدل عليه، وهو: بشير بن جابر بن عراب بن عوف بن ذؤالة بن شبوة بن ثوبان بن عبس بن صحار، وكذلك ليس بين العكي والغافقي تناقض؛ فإن غافقاً هو ابن الشاهد بن عك بن عدثان، وعبس وغافق ابنا عم.








عراب: بضم العين المهملة، وشبوة: بفتح الشين المعجمة وتسكين الباء الموحدة، وذؤالة: بضم الذال المعجمة وبالواو.








بشير أبو جميلة

















د ع بشير أبو جميلة. من بني سليم، من أنفسهم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ذكره ابن منده عن ابن سعد كاتب الواقدي، وقال أبو نعيم: صحف فيه بعض الناس، يعني ابن منده، فجعله ترجمة ولم يخرج له شيئاً؛ وإنما هو سنين أبو جميلة.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بشير بن الحارث

















ب د ع بشير بن الحارث الأنصاري. ذكره عبد بن حميد، فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وهو وهم، وعداده في التابعين، روى داود الأودي عن الشعبي عن بشير بن الحارث فقال: بشر أبو بشير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوها بالياء" رواه جماعة عن الشعبي عن بشر بن الحارث عن ابن مسعود. قوله هذا قول ابن منده وأبي نعيم؛ وأما أبو عمر فإنه ذكره عن ابن أبي حاتم في الصحابة، ولم يخطئ قائله.








أخرجه الثلاثة.








بشير بن الحارث العبسي

















بشير بن الحارث العبسي، أحد التسعة الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبس فأسلموا.








بشير الحارثي

















ب د ع بشير، هو الحارثي، وقيل: الكعبي، يكنى: أبا عصام، قال أبو نعيم: هو بشير بن فديك، وجعل ابن منده: بشير بن فديك غير بشير الحارثي أبي عصام، ويرد الكلام عليه في بشير بن فديك، إن شاء الله تعالى، له رؤية، ولأبيه صحبة، روى عنه ابنه عصام بن بشير أنه قال: "وفدني قومي بنو الحارث بن كعب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فدخلت عليه فقال: "من أين أقبلت"? قلت: أنا وافد قومي بني الحارث بن كعب إليك بالإسلام، فقال: "مرحباً، ما اسمك"? قلت: اسمي أكبر، قال: "أنت بشير".








والحارث بن كعب: هو ابن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ؛ ذكر هذا النسب أبو عمر وحده، أخرجه ابن منده وأبو عمر؛ إلا أن ابن منده قال: بشير الكعبي، أحد بني الحارث بن كعب، وهذه نسبة غريبة؛ فإن أحداً لا ينسب إليهم إلا الحارثي.








علة: بضم العين المهملة وتخفيف اللام، وجلد: بالجيم واللام الساكنة، وعريب: بالعين المهملة.








بشير ابن الخصاصية

















ب د ع بشير هو المعروف بابن الخصاصية، وقد اختلفوا في نسبه فقالوا: بشير بن يزيد بن معبد بن ضباب بن سبع وقيل: بشير بن معبد بن شراحيل بن سبع بن ضباري بن سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعبة بن علي بن بكر بن وائل، وكان اسمه زحماً، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيراً.








أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد كتابة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، أخبرنا عفان، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب بن ديسم السدوسي، عن بشير ابن الخصاصية أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيراً، وإنما قيل له: ابن الخصاصية نسبة إلى أمه، في قولهم.








وقال هشام الكلبي: ولد سدوس بن شيبان: ثعلبة وضباريا، وأمهما، الخصاصية من الأزد، والوافد إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشير ابن الخصاصية، نسب إلى جدته هذه، وهو ممن سكن البصرة، روى عنه بشير بن نهيك، وجري بن كليب، وليلى امرأة بشير، وغيرهم. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث صالحة وهو من المهاجرين من ربيعة، روى عنه أبو المثنى العبدي أنه قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبايعه، فقال: "أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتؤدي الزكاة، وتجاهد في سبيل الله"? قال: قلت: يا رسول الله، أما إتيان الزكاة فما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله، عز وجل، فأخاف إن حضرني قتال جبنت نفسي وكرهت الموت، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها وقال: "لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة? فبايعه عليهن كلهن".








أبو المثنى العبدي: هو موثر بن عفارة، والخصاصية منسوبة إلى خصاصة، واسمه إلاءة مثل خلافة، ابن عمرو بن كعب بن الغطريف الأصغر، واسمه الحارث بن عبد الله بن الغطريف الأكبر واسمه: عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر من الأزد.








أخرجه الثلاثة.








بشير أبو خليفة

















د بشير، وقيل: بشر أبو خليفة روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد، تقدم ذكره في بشر.








أخرجه ابن منده.








بشير أبو رافع

















ب د ع س بشير، هو أبو رافع الأنصاري السلمي، وقيل: بشر وقد تقدم. أخرجه ابن منده ههنا مختصراً فقال: له صحبة، روى عنه ابنه رافع، مختلف في اسمه، وأخرجه أبو نعيم، وذكر رواية ابنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "تخرج نار" الحديث.








وقد أخرجه أبو موسى فقال: ذكره أبو زكرياء مستدركاً على جده أبي عبد الله بن منده، قال أبو موسى: وهذا قد أخرجه أبو عبد الله في بشر وبشير، والحق بيد أبي موسى فإن ابن منده أخرجه فيهما، قال أبو موسى: أخرجه أبو زكرياء في الزيادات حيث رأى بشيراً السلمي بزيادة ياء ورأى جده قد أخرجه في بشر، فظن أنه غيره، وهو في المواضع كلها بفتح السين واللام نسبة إلى بني سلمة بكسر اللام من الأنصار، وأظن أن أبا زكرياء رأى في كتاب جده في بشر ما علم منه أنه أنصاري، وفي بشير السلمي، فظن أنه بضم السين من سليم بن منصور، فاعتقد أنه فات جده، والله أعلم.








وأخرجه أبو عمر فقال: بشير السلمي قال: ويقال: بشير بضم الباء، قاله الدارقطني، روى عنه ابنه حديثاً واحداً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يوشك أن تخرج نار تضيء لها أعناق الإبل ببصرى تسير سير بطئ الإبل، تسير النهار وتقوم الليل".








بشير بن أبي زيد

















ب د بشير بن أبي زيد، واسمه ثابت بن زيد، وأبو زيد: أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتل يوم الحرة؛ قاله ابن منده عن محمد بن سعد، وقوله: قتل يوم الحرة وهم وتصحيف؛ وإنما قتل يوم الجسر، يوم قتل أبو عبيد الثقفي بالعراق في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يوم قس الناطف، وتصحف الجسر بالحرة إذ أسقطت صورة السين وكتبت معلقة، والله أعلم، وذكره أبو عمر والكلبي أيضاً؛ إلا أنهما سميا أبا زيد: قيس بن السكن الذي جمع القرآن، وقد اختلف الناس في اسم أبي زيد اختلافاً كثيراً يرد في أبي زيد، وقد أخرج أبو عمر بشير بن أبي زيد الأنصاري وقال: قال الكلبي: استشهد أبوه أبو زيد يوم أحد، وشهد بشير بن أبي زيد وأخوه وداعة بن أبي زيد صفين مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، فلا أدري أهو المذكور في هذه أو غيره?.








أخرجه ابن منده وأبو عمر.








بشير بن سعد بن ثعلبة

















ب د ع بشير بن سعد بن ثعلبة بن خلاس بن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. يكنى أبا النعمان بابنه النعمان بن بشير، شهد العقبة الثانية وبدراً وأحداً والمشاهد بعدها، يقال: إنه أول من بايع أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، يوم السقيفة من الأنصار وقتل يوم عين التمر، مع خالد بن الوليد، بعد انصرافه من اليمامة سنة اثنتي عشرة، روى عنه ابنه النعمان، وجابر بن عبد الله، وروى عنه، مرسلاً، عروة، والشعبي؛ لأنهما لم يدركاه.








وروى محمد بن إسحاق عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن النعمان بن بشير عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن له يحمله، فقال: يا رسول الله، إني نحلت ابني هذا غلاماًن وأنا أحب أن تشهد، قال: "لك ابن غيره"? قال: نعم، قال: "فكلهم نحلت مثل ما نحلته"? قال: لا، قال: "لا أشهد على هذا". وقد روى عن الزهري نحوه، وقال: عن النعمان أن أباه بشير بن سعد جاء بالنعمان ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جعله من مسند النعمان.








أخرجه الثلاثة.








بشير بن سعد بن النعمان

















بشير بن سعد بن النعمان بن أكال. شهد أحداً والخندق مع أبيه والمشاهد كلها، قاله العدوي عن ابن القداح، ذكره ابن الدباغ.








بشير بن عبد الله

















ب د ع بشير بن عبد الله الأنصاري. من بني الحارث بن الخزرج، قاله الزهري، وقيل: بشر، وقد تقدم. استشهد يوم اليمامة، قال محمد بن سعد: لم يوجد له في الأنصار نسب.








أخرجه الثلاثة.








بشير بن عبد المنذر

















ب د ع بشير بن عبد المنذر أبو لبابة الأنصاري الأوسي ثم من بني عمرو بن عوف، ثم من بني أمية بن زيد. لم يصل نسبه أحد منهم، وهو: بشير بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وقيل: اسمه رفاعة، وهو بكنيته أشهر، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى، سار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد بدراً، فرده من الروحاء واستخلفه على المدينة، وضرب له بسهمه، وأجره، فكان كمن شهدها.








أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله بن عساكر، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، حدثنا أبو القاسم علي بن محمد بن أبي العلا المصيصي، حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا محمد بن حماد الظهراني، أخبرنا سهل بن عبد الرحمن أبو الهيثم الرازي، عن عبد الله بن عبد الله أبي أويس المديني، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي لبابة قال: "استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال أبو لبابة: إن التمر في المربد، فقال رسول الله: "اللهم اسقنا"، فقال أبو لبابة: إن التمر في المربد وما في السماء سحاب نراه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اسقنا في الثالثة حتى يقوم أبو لبابة عرياناً، فيسد ثعلب مربده بإزاره، قال: فاستهلت السماء فمطرت مطراً شديداً، وصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطافت الأنصار بأبي لبابة يقولون: يا أبا لبابة، إن السماء لن تقلع حتى تقوم عرياناً تسد ثعلب مربدك بإزارك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو لبابة عرياناً فسد ثعلب مربده بإزاره، قال: فأقلعت السماء".








وتوفي أبو لبابة قبل عثمان بن عفان رضي الله عنه، ويرد باقي أخباره في كنيته، إن شاء الله تعالى.








أخرجه الثلاثة.








بشير بن عرفطة

















ع بشير بن عرفطة بن الخشخاش الجهني. شهد فتح مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل: اسمه بشر، وقد تقدم في بشر، وقال شعراً في الفتح منه: "الطويل"








ونحن غداة الفتح عند محمد طلعنا أمام الناس ألفاً مقدما وهي أبيات. أخرجه أبو نعيم.








بشير بن عقبة

















ب د ع بشير بن عقبة، وكنية عقبة: أبو مسعود بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الحارثي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم صغيراً وله ولأبيه صحبة. روى أبو بكر بن حزم أن عروة بن الزبير كان يحدث عمر بن عبد العزيز، وهو يومئذ أمير المؤمنين، قال: حدثني أبو مسعود، أو بشير بن أبي مسعود، وكلاهما قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين دلكت السماء، فقال: يا محمد، صل الظهر، فقام فصلى. فذكر قصة المواقيت.








وقال أبو معاوية بن مسعر بن ثابت عن عبيد الله قال: "رأيت بشير بن أبي مسعود الأنصاري وكانت له صحبة، وشهد بشير صفين مع علي رضي الله عنه.








أخرجه الثلاثة.








بشير بن عقربة الجهني

















ب د ع بشير بن عقربة الجهني، ويقال: الكناني، وقيل: اسمه بشر، يكنى: أبا اليمان.








قال أبو عمر: وبشير، يعني بالياء أكثر، نزل فلسطين، وقتل أبوه عقربة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته.








روى عبد الله بن عوف الكناني قال: شهدت يزيد بن عبد الملك قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد بن العاص: أبا اليمان، قد احتجت إلى كلامك؛ فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله موقف رياء وسمعة".








قلت: روى أبو نعيم هذا الحديث فقال: يزيد بن عبد الملك؛ وإنما هو عبد الملك بن مروان؛ لأنه هو الذي قتل عمرو بن سعيد بن العاص، وقد عاد أورده هو وأبو عمر من طريق آخر على الصواب.








أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده، عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا سعيد بن منصور قال عبد الله: حدثنا به أبي عنه وهو حي قال: حدثنا حجر بن الحارث الغساني من أهل الرملة، عن عبد الله بن عوف الكناني، وكان عاملاً لعمر بن عبد العزيز على الرملة، أنه شهد عبد الملك بن مروان قال لبشير بن عقربة يوم قتل عمرو بن سعيد: يا أبا اليمان، قد احتجت اليوم إلى كلامك؛ فقم فتكلم، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة وقفه الله يوم القيامة موقف رياء وسمعة".








أخرجه الثلاثة.








بشير بن عمرو بن محصن

















ب س بشير بن عمرو بن محصن أبو عمرة الأنصاري وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير، وقيل: بشر، وقد تقدم أتم من هذا. أخرجه أبو عمر وقال: قتل بصفين، أخرجه أبو موسى وأبو عمر وقال: وقد اختلف في اسم أبي عمرة هذا والد عبد الرحمن بن أبي عمرة، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.








بشير بن عمرو

















ب بشير بن عمرو. ولد عام الهجرة، قال بشير: "توفي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين". وروى عنه أنه كان عريف قومه زمن الحجاج، وتوفي سنة خمس وثمانين.








أخرجه أبو عمر.








بشير بن عنبس

















ب بشير بن عنبس بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر، واسمه: كعب بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الظفري، شهد أحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم جسر أبي عبيد، ذكره الطبري، ويعرف بشير بن العنبس بفارس الحواء، اسم فرسه.








وهذا بشير هو ابن عم قتادة بن النعمان بن زيد الذي أصيبت عينه يوم أحد، فردها النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن أخي رفاعة بن زيد بن عامر الذي سرق بنو أبيرق درعه، وقيل فيه: يسير بالياء المضمومة تحتها نقطتان، وفتح السين المهملة، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.








أخرجه أبو عمر.








بشير الغفاري

















ب د ع بشير الغفاري، له ذكر في حديث أخبرنا به عمر بن محمد بن طبرزد، أخبرنا أبو العباس بن الكلاية الزاهد البغدادي، أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن علي الأنماطي، أخبرنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا سوار بن عبد الله، أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد السلام بن عجلان العجيفي، عن أبي يزيد المديني عن أبي هريرة أن بشيراً الغفاري كان له مقعد من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخطئه، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً، ثم جاء فرآه شاحباً، فقال: "ما غير لونك"? قال: اشتريت بعيراً من فلان، فشرد، فكنت في طلبه، ولم أشترط فيه شرطاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما إن الشرود يرد"، ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما غير لونك غير هذا"? قال: لا، قال: فكيف بيوم مقداره خمسون ألف سنة يوم يقوم الناس لرب العالمين".








أخرجه الثلاثة.








بشير بن فديك

















ب د ع بشير، هو ابن فديك، قال ابن منده وأبو نعيم: يقال: له رؤية ولأبيه صحبة، وجعل ابن منده بشير بن فديك غير بشير الحارثي المقدم ذكره، وروى هو وأبو نعيم في ترجمة بشير بن فديك حديث الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك أن جده فديكاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنهم يقولون من لم يهاجر هلك قال: "يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت".








ورواه الأوزاعي من طريق أخرى، عن صالح بن بشير، عن أبيه قال: جاء فديك.








ورواه عبد الله بن حماد الآملي عن الزبيدي عن الزهري، عن صالح بن بشير بن فديك، عن أبيه قال: جاء فديك إلى النبي صلى الله عليه وسلم. الحديث.








اتفق ابن منده وأبو نعيم على رواية هذه الأحاديث في هذه الترجمة، وزاد أبو نعيم فيها على هذه الأحاديث فقال: ذكره عبد الله بن عبد الجبار الخبائري عن الحارث بن عبيدة عن الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير عن أبيه بشير الكعبي يكنى: أبا عصام أحد بني الحارث، كان اسمه: أكبر، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيراً، وروى أيضاً فيها الحديث الذي رواه عصام عن أبيه قال: "وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "ما اسمك"? قلت: أكبر، فقال: "أنت بشير". وقد تقدم الحديث في بشير الحارثي، فاستدل أبو نعيم بقول عبد الله بن عبد الجبار على أنهما واحد، ولا حجة في قوله؛ لأنه قد ذكر أولاً له رؤية ولأبيه صحبة، وذكر أخيراً أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فغير اسمه، ومن يقال: له رؤية، يدل على أنه صغير، والوافد لا يكون إلا كبيراً؛ لا سيما وفي بعض طرق الحديث: "وفدني قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسلامهم". وهذا فعل الرجل الكامل المقدم فيهم لا الصغير.








وأما ابن منده فإنه جعلهما ترجمتين كما ذكرناه، وليس في ترجمة بشير بن فديك ما يدل على صحبته؛ فإن مدار الجميع على صالح بن بشير، فمن الرواة من يقول: إن جده فديكاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول عن أبيه قال: جاء فديك؛ فهو راو لا غير، وقد وافق الأمير أبو نصر أبا عبد الله بن منده في أنهما اثنان فقال: "وبشير الحارثي كان اسمه أكبر، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بشيراً"، روى عنه عصام ثم قال: وبشير بن فديك قيل: إن له صحبة، روى عنه ابنه صالح، والحديث يعطي أن أباه له صحبة، وذكره البغوي في الصحابة. انتهى كلامه.








وأما أبو عمر فإنه لم يذكر ترجمة بشير بن فديك، وإنما ذكر بشيراً الحارث، وذكر قدومه إلى النبي.








وأنه غير اسمه لا غير؛ فخلص بهذا من الاشتباه عليه، والله أعلم.








بشير بن معبد

















ب د ع بشير بن معبد أو بشر الأسلمي. من أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة، روى عنه ابنه بشر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أكل من هذه البقلة، يعني الثوم، فلا يناجينا".








قال أبو عمر: هو جد محمد بن بشر بن بشير الأسلمي، وله حديث آخر رواه ابنه أيضاً عنه أنه أتى بأشنان يتوضاً به فأخذه بيمينه فأنكر عليه بعض الدهاقين فقال إنا لا نأخذ الخير إلا بأيماننا".








أخرجه الثلاثة.








بشير بن النهاس العبدي

















س بشير بن النهاس العبدي. قال أبو موسى. ذكره عبدان وقال: يقال له صحبة، روى حديثه أبو عتاب القرشي، عن يحيى بن عبد الله، عن بشير بن النهاس العبدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما استرذل الله عبداً إلا حرم العلم".








أخرجه أبو موسى.








بشير بن يزيد الضبعي

















ب بشير بن يزيد الضبعي. أدرك الجاهلية، عداده في أهل البصرة قال أبو عمر: وقال خليفة بن خياط فيه مرة: يزيد بن بشر، والأول أكثر، روى عنه شهب الضبعي قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذي قار: "هذا أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم".








أخرجه أبو عمر.








بشير الثقفي

















بشير، بضم الباء وفتح الشين، هو بشير الثقفي، قاله ابن ماكولا، له صحبة وراوية؛ روت عنه حفصة بنت سيرين أنه قال: "أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن لا آكل لحوم الجزر، ولا أشرب الخمر، فقال رسو الله صلى الله عليه وسلم: "أما لحوم الجزر فكلها، وأما الخمر فلا تشرب".








وقد اختلف في اسمه؛ فقيل: بشير بفتح الباء، وقد تقدم، وقيل: بشير بضم الباء، وقيل: بجير بضم الباء وبالجيم، وقد تقدم أيضاً.








بشير أبو رافع

















ب بشير، بالضم أيضاً، هو بشير أبو رافع السلمي روى عنه ابنه رافع: "تخرج نار من حبس سيل". الحديث، وقيل: بشير بفتح الباء، وقيل: بشر بكسر الباء، وسكون الشين المعجمة، وقيل: بسر بضم الباء وسكون السين المهملة، وقد تقدم الجميع.








أخرجه أبو عمر.








بشير العدوي

















س بشير العدوي، بالضم، وهو: بشير بن كعب أبو أيوب العدوي بصري، قال أبو موسى: قال عبدان: وإنما ذكرناه، يعني في الصحابة، لأن بعض مشايخنا وأستاذينا ذكره، ولا نعلم له صحبة، وهو رجل قد قرأ الكتب، وروى طاووس عن ابن عباس أنه قال لبشير بن كعب العدوي: "عد في حديث كذا وكذا فعاد له، ثم قال: عد لحديث كذا وكذا فعاد له، وقال: والله ما أدري أنكرت حديثي له، وعرفت هذا أو عرفت حديثي كله وأنكرت هذا، قال: كنا نحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن يكذب عليه، فلما ركب الناس الصعب والذلول تركنا الحديث".








قال: وروى ظلق بن حبيب عن بشير بن كعب قال: "جاء غلامان شابان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، أنعمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أو في أمر يستأنف? قال: "لا بل في أمر جفت به الأقلام وجرت به المقادير"، قالا: ففيم العمل إذاً يا رسول الله? قال: "كل عامل ميسر لعمله. قالا: فالآن نجد ونعمل".








قال أبو موسى: هذان الحديثان يوهما أن لبشير صحبة، ولا صحبة له.








قلت: لا شك أنه لا صحبة له، وإنما روايته عن أبي ذر، وعن أبي الدرداء، وأبي هريرة، ويروي عن طلق، وعبد الله بن بريدة، والعلاء بن زياد.








أخرجه أبو موسى.








باب الباء والصاد والعين والغين

















بصرة بن أبي بصرة

















ب د ع بصرة بن أبي بصرة الغفاري، له ولأبيه صحبة، وقد اختلف في اسم أبيه، وهما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة.








أخبرنا مكي بن زيان بن شبة النحوي المقري بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خرجت إلى الطور فلقيت به بصرة بن أبي بصرة الغفاري، فقال: من أين أقبلت? فقلت: من الطور، فقال: لو أدركتك قبل أن تخرج إليه ما خرجت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس".








قال أبو عمر: هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة، ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بصرة، وكذلك رواه سعيد بن المسيب، وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة فقالا: عن أبي بصرة قال: وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد. والله أعلم.








قلت: قول أبي عمر: "لا يوجد هكذا إلا في الموطأ" وهم منه؛ فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر، عن ابن الهاد مثل رواية مالك، عن بصرة بن أبي بصرة، فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد، أو من محمد بن إبراهيم؛ فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد، فقال: عن أبي بصرة، والله أعلم.








أخرجه الثلاثة.








بصرة الأنصاري

















د ع بصرة وقيل: بسرة، وقيل: نضلة الأنصاري.








روى عنه سعيد بن المسيب أنه تزوج امرأة بكراً فدخل بها فوجدها حبلى، ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وقال: إذا وضعت فأقيموا عليها الحد، وأعطاها الصداق بما استحل من فرجها". وقد ذكرناه في بسرة.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بعجة بن زيد

















د ع بعجة بن زيد الجذامي.








روت ظبية بنت عمرو بن حزابة بن بهيسة مولاة لهم قالت: "خرج رفاعة وبعجة ابنا زيد، وحيان وأنيف ابنا ملة في اثني عشر رجلاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجعوا قلنا: ما أمركم النبي صلى الله عليه وسلم? فقالوا: أمرنا أن نضجع الشاة على شقها الأيسر، ثم نذبحها، ونتوجه القبلة ونسمي الله عز وجل ونذبح". هذا حديث لا يعرف إلا من هذا الوجه. أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بعجة بن عبد الله

















س بعجة بن عبد الله الجذامي، وقيل: الجهني.








قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى بإسناده عن أبي إسحاق، عن أبي إسماعيل، عن أسامة بن زيد، عن بعجة الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يأتي على الناس زمان، خير الناس فيه رجل آخذ بعنان فرسه، إذا سمع هيعة تحول على متن فرسه، ثم التمس الموت في مظانه، أو رجل في غنيمة له في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة حتى يأتيه الموت".








قال عبدان: لا نعلم لبعجة هذا رؤية ولا سماعاً، وإنما عرفنا الصحبة لأبيه عبد الله بن بدر، وبعجة يروي عن أبيه وعثمان وعلي وأبي هريرة، وإنما كتابنا على رسم بعض أصحابنا.








قلت: الذي قاله عبدان من أن بعجة لا صحبة له صحيح، وأمثال هذا من المراسيل لا أعلم لأي معنى يثبتها? وأما هذا الحديث الذي ذكره فهو مرسل، أخبرنا به أبو بكر محمد بن رمضان بن عثمان التبريزي الشيخ الصالح، قدم حاجاً، حدثني القاضي محمود بن أحمد بن الحسن الحداد التبريزي، أخبرني أبي، أخبرنا الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن القشيري، أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد البصري، أخبرنا عبد العزيز بن معاوية، أخبرنا القعنبي، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من خير الناس رجلاً آخذاً بعنان فرسه في سبيل الله، إن سمع فزعة، أو هيعة، كان على متن فرسه" الحديث، أخرجه مسلم عن يحيى بن يحيى عن عبد العزيز بن أبي حازم، فبان بهذا أن الحديث الذي ذكره عبدان مرسل لا احتجاج فيه، والله أعلم.








أخرجه أبو موسى.








حازم: بالحاء المهملة والزاي.








بغيض بن حبيب

















بغيض بن حبيب بن مروان بن عامر بن ضباري بن جحبة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم التميمي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن اسمه فقال: بغيض، قال: "أنت حبيب"، فهو يدعى حبيباً.








ذكره هشام الكلبي.








باب الباء والكاف

















بكر بن أمية الضمري

















ب د ع بكر بن أمية الضمري، أخو عمرو بن أمية بن خويلد بن عبد الله بن إياس بن عبد بن ناشرة بن كعب بن حدي بن ضمرة الكناني الضمري، عداده في أهل الحجاز، انفرد بحديثه محمد بن إسحاق.








أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا النقيب طراد بن محمد إجازة، إن لم يكن سماعاً، أخبرنا ابو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان البرذعي، أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد، أخبرنا الفضل بن غانم الخزاعين حدثني محمد بن إسحاق، عن الحسن بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية، عن أبيه عن عمه بكر بن أمية، قال: كان لنا في بلاد بني ضمرة جار من جهينة في أول الإسلام، ونحن إذ ذاك على شركنا، وكان منا رجل محارب خبيث قد جعلناه، يقال له: ريشة، وكان لا يزال يعدو على جارنا ذلك الجهني، فيصيب له البصر والشارف، فيأتينا يشكوه إلينا فنقول: والله ما ندري ما نصنع به، فاقتله، قتله الله، حتى عدا عليه مرة، فأخذ له ناقة خياراً، فأقبل بها إلى شعب في الوادي فنحرها، وأخذ سنامها ومطايب لحمها ثم تركها، وخرج الجهني في طلبها حين فقدها فاتبع أثرها حتى وجدها عند منحرها، فجاء إلى نادي ضمرة وهو آسف وهو يقول: "الرجز"








أصادق ريشة يال ضمره أن ليس لله عليه قدره ما إن يزال شارفاً وبكره يطعن منها في سواد الثغره بصارم ذي رونق أو شفره لا هم إن كان معداً فجره فاجعل أمام العين منه فجره تأكله حتى يوافي الحفره قال: فأخرج الله أمام عينيه في مآقيه حيث وصف بثيره مثل النبقة، وخرجنا إلى المواسم فرجعنا من الحج وقد صارت أكلة أكلت رأسه أجمع، فمات حين قدمنا.








أخرجه الثلاثة.








بكر بن جبلة الكلبي

















د ع بكر بن جبلة الكلبي. كان اسمه عبد عمرو بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر، وهو الجلاح بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة، وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فغير اسمه. روى عنه أنه كان له صنم يقال له: عتر، يعظمونه، قال: فعبرنا عنده، فسمعنا صوتاً يقول لعبد عمرو: يا بكر بن جبلة، تعرفون محمداً.








ثم ذكر إسلام بكر بطوله من ولده الأبرش، واسمه سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.








بكر بن الحارث

















بكر بن الحارث أبو ميفعة الأنصاري. سكن حمص، قال عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي: اسم أبي ميفعة: بكر.








ذكره ابن الدباغ الأندلسي.








بكر بن حارثة

















د ع بكر بن حارثة الجهني. روى حديثه الحسن بن بشير بن مالك بن نافد بن مالك الجهني قال: حدثني أبي، عن أبيه أنه سمع أباه يحدث عن جده قال: حدثني بكر بن حارثة الجهني قال: "كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتتلنا نحن والمشركون، وحملت على رجل من المشركين، فتعوذ مني بالإسلام، فقتلته فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب، وأقصاني فأوحى الله إليه: "وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمناً إلا خطأ". الآية، قال: فرضي عني وأدناني".








أخرجه ابن منده وأبو نعيم.








بكر بن حبيب

















ع س بكر بن حبيب الحنفي. قال أبو نعيم: له ذكر في حديث بكر بن حارثة الجهني، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريراً، هذا الذي ذكره أبو نعيم، وقد تقدم ذكر بكر بن حارثة وليس له فيه ذكر، وقال أبو موسى: بكر بن حبيب الحنفي، ذكره أبو نعيم في الصحابة، وأن له ذكراً، هذا القدر ذكره أبو موسى.








بكر بن شداخ

















د ع بكر بن شداخ الليثي. وقيل: بكير، كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عبد الملك بن يعلى الليثي أنه كان ممن يخدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام، فلما احتلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني كنت أدخل على أهلك وقد بلغت مبلغ الرجال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم صدق قوله ولقه الظفر"؛ فلما كان في خلافة عمر بن الخطاب جاء وقد قتل يهودياً، فأعظم ذلك عمر وخرج، وصعد لمنبر وقال: أفيما ولاني الله واستخلفني تقتل الرجال? أذكر الله رجلاً كان عند علم إلا أعلمني، فقام إليه بكر بن الشداخ فقال: أنه به، فقال: الله أكبر بؤت بدمه، فهات المخرج، فقال: بلى، خرج فلان غازياً ووكلني بأهله فجئت إلى بابه، فوجدت هذا اليهودي في منزله وهو يقول: "الوافر"








وأشعث غره الإسلام مني خلوت بعرسه ليل التمام أبيت على ترائبها ويمسي على قود الأعنة والحزام كأن مجامع الربلات منها فئام ينهضون إلى فئام قال: فصدق عمر قوله، وأبطل دمه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.








قلت: أخرجه ابن منده وأبو نعيم ولم يذكر نسبه، وقد نسبه الكلبي، وسماه بكيراً مصغراً وسمى أباه شداداً بدالين، فقال: بكير بن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة الكناني الليثي وهو فارس أطلال، وله يقول الشماخ: "الطويل"








وغيب عن خيل بموقان أسلمت بكير بني الشداخ فارس أطلال قال: وبكير الذي ذكر القصة، وأظن الحق قول الكلبي لعلمه بالنسب، ولأن في نسبه الشداخ فظناه أبا قريباً، وإنما هو في النسب فوق الأب الأدنى، ويكون أبو نعيم قد تبع ابن منده في ذلك، والله أعلم.








بكر بن عبد الله

















د س بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري. روي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المؤمنة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك".








أخرجه ابن منده وأبو موسى.








بكر بن مبشر

















ب د ع بكر بن مبشر بن خير الأنصاري. من بني عبيد بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وبنو عبيد بطن من الأوس، له صحبة، عداده في أهل المدينة.








روى عنه إسحاق بن سالم، روى سعيد بن أبي مريم، عن إبراهيم بن سويد، عن أنيس بن أبي يحيى، عن إسحاق بن سالم، مولى بني نوفل بن عدي، عن بكر قال: كنت أغدو إلى المصلى يوم الفطر ويوم الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنسلك بطن بطحان، حتى نأتي المصلى فنصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نرجع من بطن بطحان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. أخرجه الثلاثة.








قال ابن منده: هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، تفرد به سعيد عن إبراهيم.








قلت: قال أبو عمر: روى عنه إسحاق بن سالم، وأنيس بن أبي يحيى وليس كذلك؛ إنما أنيس راو عن إسحاق والله أعلم.








بكير بن شداد

















بكير، بضم الباء وزيادة ياء التصغير، هو: بكير بن شداد بن عامر بن الملوح بن يعمر الشداخ الكناني الليثي، وقد تقدم الكلام عليه في بكر بن الشداخ.








نسبه هكذا ابن الكلبي.








باب الباء واللام

















بلال بن الحارث

















ب د ع بلال بن الحارث بن عصم بن سعيد بن قرة بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هدمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة، أبو عبد الرحمن المزني، وولد عثمان يقال لهم: مزينة، نسبوا إلى أمه مزينة، وهو مدني قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة في رجب سنة خمس، وكان ينزل الأشعر والأجرد وراء المدينة، وكان يأتي المدينة، وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم العقيق وكان يحمل لواء مزينة يوم فتح مكة ثم سكن البصرة.








روى عنه ابنه الحارث وعلقمة بن وقاص.








أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله بن علي المذكر وإبراهيم بن محمد الفقيه، وأحمد بن عبيد الله بن علي، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا حماد، هو ابن السري، حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو، عن أبيه عن جده قال: سمعت بلال بن الحارث المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب عليه سخطه إلى يوم يلقاه".








رواه سفيان بن عيينة، ومحمد بن فليح، ومحمد بن بشر، والثوري، والدراوردي، ويزيد بن هارون هكذا موصولاً، ورواه محمد بن عجلان ومالك بن أنس، عن محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة عن بلال. ورواه ابن المبارك، عن موسى بن عقبة عن علقمة عن بلال.








وتوفي بلال سنة ستين آخر أيام معاوية، وهو ابن ثمانين سنة. أخرج ثلاثتهم؛ إلا أن ابن منده قال: روى عنه ابناه: الحارث، وعلقمة؛ وإنما هو علقمة بن وقاس. والله أعلم.








وقال هو وأبو نعيم في نسبه: مرة بالميم، وإنما هو قرة بالقاف، وقد وهم فيه بعض الرواة فجعل الصحابي الحارث بن بلال، ويرد الكلام عليه هناك إن شاء الله تعالى.








خلاوة: بفتح الخاء المعجمة وثور: بالثاء المثلثة، هدمه: بضم الهاء وسكون الدال، ولاطم: بعد اللام ألف وطاء مهملة وميلم.








بلال بن حمامة

















س بلال بن حمامة.








روى كعب بن نوفل المزني، عن بلال بن حمامة قال: "طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك? قال: "بشارة أتتني من الله عز وجل، في أخي وابن عمي وابنتي؛ أن الله عز وجل لما أراد أن يزوج علياً من فاطمة رضي الله عنهما أمر رضوان فهز شجرة طوبي فنثرت رقاقاً، يعني صكاكاً، بعد محبينا أهل البيت، ثم أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كل ملك رقاقاً، فإذا استوت القيامة غدا بأهلها، ماجت الملائكة في الخلائق؛ فلا يقلون محباً لنا أهل البيت إلا أعطوه رقا فيه براءة من النار، فنثار أخي وابن عمي فكاك رجال ونساء من أمتي من النار".








أخرجه أبو موسى وقال: هذا حديث غريب لا طريق له سواه، وبلال هذا قيل: هو بلال بن رباح المؤذن، وحمامة: أمه نسب إليها.








بلال بن رباح

















ب د ع بلال بن رباح. يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عبد الله، وقيل: أبا عمرو وأمه حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أبي بكر الصديق، اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وأعتقه الله عز وجل وكان مؤذناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخازناً.








شهد بدراً والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقال: أكفر برب محمد، فيقول: أحد، أحد؛ فاجتاز به ورقة بن نوفل، وهو ذعب ويقول، أحد، أحد؛ فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حناناً.








قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر الله سبحانه وتعالى أن بلالاً قتله ببدر.








قال سعيد بن المسيب، وذكر بلالاً: كان شحيحاً على دينه، وكان يعذب؛ فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله، قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، رضي الله عنه، فقال: "لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالاً": قال: فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال: اشتر لي بلالاً، فانطلق العباس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره? قالت: وما تصنع به? إنه خبيث، وإنه، وإنه... ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إلى أبي بكر، رضي الله عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه مدفون بالحجارة يعذب تحتها.








وآخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته سفراً وحضراً، وهو أول من أذن له في الإسلام.








أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أحمد بن شعيب قال: حدثنا محمد عن معدان بن عيسى، أخبرنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود بن بلال قال: "آخر الأذان، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله".








فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: بل تكون عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله، عز وجل، فذرني أذهب إلى الله عز وجل فقال: اذهب، فذهب إلى الشام، فكان به حتى مات. وقيل: إنه أذن لأبي بكر، رضي الله عنه، بعد النبي صلى الله عليه وسلم.








أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أبو طالب بن يوسف، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن سعد، وعمر بن حفص بن عمر بن سعد، عن آبائهم، عن أجدادهم أنهم أخبروهم قالوا: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل أعمال المؤمن الجهاد في سبيل الله" وقد أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال، وحرمتي وحقي، فقد كبرت واقترب أجلي، فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر، فلما توفي جاء بلال إلى عمر رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر، فرد عليه كما رد أبو بكر، فأبى، وقيل إنه لما قال له عمر، ليقيم عنده، فأبى عليه: ما يمنعك أن تؤذن? فقال: إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ثم أذنت لأبي بكر حتى قبض؛ لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله، فخرج إلى الشام مجاهداً، وإنه أذن لعمر بن الخطاب لما دخل الشام مرة واحدة، فلم ير باكياً أكثر من ذلك اليوم.








روى عنه أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وكعب بن عجرة، وأسامة بن زيد، وجابر، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه? قال: وأخوك، فنزلا داريا في خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا الله، وكنا مملوكين فأعتقنا الله، وكنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.








ثم إن بلالاً رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول: "ما هذه الجفوة يا بلال? ما آن لك أن تزورنا" فانتبه حيزناً، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: "الله أكبر، الله أكبر" ارتجت المدينة، فلما قال: "أشهد أن لا إله إلا الله" زادت رجتها، فلما قال: "أشهد أن محمداً رسول الله" خرج النساء من خدورهن فما رئي يوم أكثر باكياً وباكية من ذلك اليوم.








أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، وإسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: "أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالاً فقال: "يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة? ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشختك أمامي".








وأخبرنا عمر بن محمد بن المعمر وغيره قالوا: أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب، أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا أبو منصور بن سليمان بن محمد بن الفضل البجلي، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبقني بآمين".








وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: "أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا" يعني: بلالاً.








وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله، وأبو بكر، وخباب، وصعيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار؛ فأما بلال فهانت عليه نفسه في الله، عز وجل، وهان على قومه فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلاً من ليف فدفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.








وروى شبابة، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال. قال: "أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحداً فقال: "أين الناس"? فقلت: حبسهم القر، فقال: "اللهم أذهب عنهم البرد"، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة". ورواه الحماني، وغيره عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر.








قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات سنة سبع أو ثماني عشرة، وقال علي بن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفاً طوالاً، أجنى خفيف العارضين.








قال أبو عمر: وله أخ اسمه خالد، وأخت اسمها: غفيرة، وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال.








أخرجه الثلاثة.








بلال بن مالك المازني

















ب بلال بن مالك المزني، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني كنانة في سرية، فأشعروا به ففارقوا مكانهم فلم يصب منهم إلا فرساً واحداً، وذلك في سنة خمس من الهجرة.








أخرجه أبو عمر مختصراً.








بلال بن يحيى

















ع س بلال بن يحيى، ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان.








أخبرنا محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد أبو علي، أخبرنا الحافظ أبو نعيم، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، أخبرنا المقدمي محمد بن أبي بكر، أخبرنا محمد بن عثمان القرشي، أخبرنا حبيب بن سليم، عن بلال بن يحيى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن معافاة الله العبد في الدنيا أن يستر عليه سيئاته في الدنيا، وإن أول خزي الله تعالى العبد أن يظهر عليه سيئاته".








قال أبو نعيم: أراه العبسي الكوفي وهو صاحب حذيفة، لا صحبة له.








أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.








بلال

















ب بلال، رجل من الأنصار، ولاه عمر بن الخطاب عمان، ثم عزله وضمها إلى عثمان بن أبي العاص، أخرجه أبو عمر وقال: لا أقف على نسبه، وخبره هذا مشهور.








بلز

















د ع بلز، وقيل: برز وقيل: رزن، وقيل: مالك بن قهطم أبو العشراء الدارمي، يرد ذكره في الكنى وغيرها من أسمائه إن شاء الله تعالى.








أخرجه ابن منده وأبو نعيم. بليل بن بلال

















بليل بن بلال بن أحيحة بن الجلاح أبو ليلى، وهو أخو عمران صحبا النبي صلى الله عليه وسلم جميعاً، وشهدا معه أحداً وما بعدها، قاله العدوي.








ذكره ابن الدباغ.








باب الباء والنون والواو والهاء والياء

















بنة الجهني

















ب د ع بنة الجهني ويقال نبيه ويقال: ينة. روى معاذ بن هانئ، ويحيى بن بكر، عن ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر عن بنة الجهني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على قوم يسلون سيفاً يتعاطونه، فقال: "ألم أنهكم عن هذا? لعن الله من فعل هذا".








ورواه ابن وهب عن ابن لهيعة فقال: نبيه، وقال مثله ابن معين، وابن وهب أثبت الناس في ابن لهيعة، وذكر ابن السكن في كتابه في الصحابة: ينة بالياء تحتها نقطتان والنون المشددة، ورواه عن محمد بن عبد الله المقري، عن أبيه عن ابن لهيعة بإسناده. ذكر هذا الاختلاف أبو عمر، وأخرجه الثلاثة.








بهز

















ب د ع بهز وقيل البهزي، روى اليمان بن عدي، عن ثبيت عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستاك عرضاً، ويشرب مصاً، ويتنفس في الإناء ثلاثاً ويقول: "هو أهنأ وأمرأ وأبرأ".








ورواه عباد بن يوسف، عن ثبيت فقال عن القشيري ورواه مخيس بن تميم، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده، فذكر نحوه.








قال أبو عمر: إسناده ليس بالقائم.








أخرجه الثلاثة.








بهزاد أبو مالك

















س بهزاد أبو مالك، ذكره عبدان في الصحابة، وروى عن جعفر بن عبد الواحد، عن محمد بن يحيى التوزي، عن أبيه، عن مسلم بن عبد الرحمن، عن يوسف بن ماهك بن بهزاد، عن جده بهزاد قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "احفظوني في أبي بكر فإنه لم يسؤني منذ صحبني".








قال عبدان: لا يعرف إلا ممن كتبناه عنه.








أخرجه أبو موسى.








بهلول بن ذؤيب

















س بهلول بن ذؤيب.








قال أبو موسى، بإسناد غير متصل عن أبي هريرة قال: "دخل معاذ بن جبل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يبكي بكاء شديداً، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يبكيك يا معاذ"? فقال: يا رسول الله؛ إن بالباب شاباً طري الجسد، ناصع اللون، نقي الثياب، حسن الصورة، يبكي على شبابه كبكاء الثكلى على ولدها، وهو يريد الدخول عليك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معاذ؛ أدخل الشاب علي ولا تحسبه بالباب"، قال: فأدخل معاذ الشاب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا شاب، ما يبكيك"? قال: يا رسول الله كيف لا أبكي وقد ركبت ذنوباً، إن أخذت ببعضها خلدني في جهنم? ولا أرى إلا أنه سيأخذني، وذكر الحديث قال: فمضى الشاب باكياً حتى أتى بعض جبال المدينة، فتغيب، ولبس مسحاً وغل يده إلى عنقه بالحديد، ونادى: إلهي وسيدي ومولاي، هذا بهلول بن ذؤيب مغلولاً مسلسلاً معترفاً بذنوبه".








وقد روي عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن دخل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبكي. وذكر نحواً منه، ولم يسم الرجل قال: وقد جاء أن اسمه كان ثعلبة، ولم يثبت منها كبير شيء.








أخرجه أبو موسى.








بهيز بن الهيثم

















ب د ع بهيز بن الهيثم بن عامر بن بني بابي الأنصاري الأوسي الحارثي. من بني حارثة بن الحارث، شهد العقبة وأحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه أبو الأسود عن عروة. قاله الطبري، وذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وقيل اسمه: نهيز بالنون، ويرد هناك إن شاء الله تعالى.








أخرجه الثلاثة.








بهيس بن سلمى

















ب بهيس بن سلمى التميمي. قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل لمسلم من مال أخيه إلا ما أعطاه عن طيب نفس منه".








أخرجه أبو عمر مختصراً.








بولى

















س بولى، قال أبو موسى: ذكره عبدان في الصحابة، وروى بإسناده عن خطاب بن محمد بن بولى، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والطعام الحار؛ فإنه يذهب بالبركة وعليكم بالبارد؛ فإنه أهنأ وأعظم بركة". أخرجه أبو موسى.








بودان

















س بودان.








قال أبو موسى: ذكره علي بن سعيد العسكري في الأفراد، وذكره أبو بكر بن أبي علي. أخبرنا أبو موسى الأصفهاني إجازة، أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر عم أبي، أخبرنا علي بن سعيد، حدثنا القاسم بن يزيد الأشجعي، أخبرنا وكيع، أخبرنا سفيان، عن ابن جريج، عن ابن مينا. عن بودان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اعتذر إليه أخوه المسلم، فلم يقبل عذره، كان عليه مثل خطيئة صاحب مكس".








كذا أورده، والمشهور فيه: جودان، ويرد في بابه إن شاء الله تعالى.








بيجرة بن عامر

















د ع بيجرة بن عامر. روى حديثه الرجال بن المنذر العمري عن أبيه المنذر أنه سمع أباه بيجرة بن عامر قال: "أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمنا، وسألناه أن يضع عنا العتمة فإنا نشتغل بحلب الإبل فقال: "إنكم ستحلبون إبلكم وتصلون إن شاء الله تعالى".








أخرجه ابن منده وأبو نعيم؛ وأما أبو عمر فأخرجه في بجراه وذكر له هذا المتن.








بيرح بن أسد

















ب د ع بيرح بن أسد الطاحي. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره. قدم المدينة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأيام؛ قاله ابن منده وأبو نعيم، وقاله أبو عمر: وقد كان رأى النبي صلى الله عليه وسلم يعني قبل قدومه عليه.








روى الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال: خرج رجل من أهل عمان يقال له: بيرح بن أسد مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقدم المدينة، فوجده قد توفي، فبينا هو في بعض طرق المدينة إذ لقيته عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال له: كأنك لست من أهل البلد? فقال: أنا رجل من أهل عمان، فأتى به أبا بكر رضي الله عنه، فقال: هذا من الأرض التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.








أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، أخبرنا جرير، عن الزبير بن الخريت نحو هذا، وفيه اختلاف ألفاظ.








أخرجه الثلاثة.













































































شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [بحث] كتاب أسد الغبة في معرفة الصحابة - ملخصات وتقارير جاهزة للطباعة # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 20/02/2024


اعلانات العرب الآن