عانيت من رهاب واكتئاب ثم أشعر الآن باضطراب المزاج والخمول وكثرة النوم. # اخر تحديث اليوم 2024-04-28

السؤال :







بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أعاني من رهاب واكتئاب والحمد لله قد عولجت من الرهاب تماما، ولكن ما أشعر به الآن هو حالة بسيطة من عدم روقان (راحة) البال، والشعور بالخمول، مع العلم أني قد حدث معي في خلال علاجي من الرهاب والاكتئاب حالة من الاضطراب الوجداني، جاءت لي على فترات إلى أن ذهبت للدكتور فكتب لي (الديباكين 500) قرصا صبحا ومساء، و(كوجينتول) صباحا و(اربيبكسان) نصف قرص صباحا و(ليبونكس) مساء قبل النوم.

أنا متضايق جدا من كثرة الأدوية، مع العلم أني لا أحب أن أكون سمينا؛ لأن هذا الشعور يجعلني أشعر بعدم الراحة، والكآبة الزائدة، لذلك قررت عدم أخذ الاربيبكسان، وتخفيض الديباكين لنصف قرص صباحا فقط، وأنا لا ينتابني أي شعور بالاضطراب الوجدانى، علما بأني إذا جاء الاضطراب لا يتجاوز 4 أيام، ولا يكون بقوة.

المشكلة الآن: أن مزاجي غير رائق، ودائما عندي خمول وأنام أكثر من 13 ساعة، وأشعر بعدم الرغبة الجنسية، ومرارة فى الأنف، ووجع فى الكتفين، وأشعر بهذا أيضا كل فترة حتى عندما كنت آخذ العلاج كاملا.

أرجو الرد علي؛ حيث أنني دخلت عملا جديدا بعد 5 أشهر من العطلة، ولا أريد أن أخسر عملي مرة أخرى بسبب المرض، سمعت عن البروزاك فى علاج الاكتئاب، هل من الممكن أخذه يوما ويوما؟ وما هو الحل؟ وكيف أعلم أني إنسان طبيعي مثل أي شخص، وأحافظ على نفسي هكذا دائما؟














الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من مخاوف -كما ذكرت- ونوبات اكتئاب، وبعد ذلك اتضح أنك تعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية -والذي يظهر لي أنه من الدرجة الثانية أو الدرجة البسيطة كما يُسمى- أنت تسير على الطريق الصحيح، وذلك من خلال انتظامك في تلقي العلاج، ومقابلة الطبيب بصفة دورية ومستمرة، هذه أهم نصيحة أنصحك بها، وهي ضرورة الالتزام باتباع الإرشادات الطبية.

بالنسبة ل الدواء وما يناسبك من علاج: الأدوية كثيرة جدا، -والحمد لله تعالى- الآن الخيارات الدوائية متوفرة، وأمر تغيير الأدوية أعتقد أنه من الأفضل أن تتركه لطبيبك المعالج، لن يكون من الحكمة أن أعطيك إرشادًا يفضي لأن تقوم بتدبيل الأدوية لوحدك دون علم طبيبك، هذا ليس صحيحًا، وليس جيدًا، لكن قطعًا هذا لا يمنع أن نقدم لك بعض المقترحات التي ربما تكون مفيدة.

أولاً: أنا أريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك.

ثانيًا: أتفق معك، يجب أن تحافظ على عملك، فالعمل هو من أفضل وسائل التأهيل.

ثالثًا: حالتك هذه من النوع الذي يمكن علاجه بسهولة بشرط أن يكون هنالك التزام بالمتابعة والاستمرار على الدواء.

رابعًا: ما ينتابك من آلام في الكتفين والجسد: هذا ربما يكون ناتجًا من انقباضات عضلية وإرهاق عام، لكن يفضل أن تقابل الطبيب -طبيب الأمراض الباطنية أو الطبيب العمومي- ليقوم بإجراء فحص لك، يجب أن تتأكد من نسبة الدم، تتأكد من مستوى فيتامين (د) وفيتامين (ب12) ووظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات وإجراءات مهمة، وسوف تطمئنك إن شاء الله كثيرًا.

خامسًا: أرجو ألا تخفض الأدوية ولا تغير فيها دون أن ترجع إلى الطبيب.

سادسًا: مناقشة الآثار الجانبية مع طبيبك مهمة جدًّا، وهنالك أدوية بديلة يمكن أن يصفها لك، مثلاً: هنالك عقار يعرف باسم (إرببرازول) هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا (إبليفاي) وهو متوفر في مصر، هذا دواء جيد ولطيف ويساعد في علاج حالات الاضطراب الوجداني بصورة متميزة جدًّا، وهو دواء لا يزيد الوزن، ولا يزيد من النوم، ولا يؤثر على الأداء الجنسي، وجرعته مختصرة جدًّا، قد تكون حبة إلى حبتين في اليوم.

إذا أتتك نوبات اكتئابية فعقار (ببربيون) والذي يعرف تجاريًا باسم (ويلبيوترين) ربما يكون مناسبًا لك؛ لأنه أيضًا يزيد الطاقات النفسية والجسدية وحتى الطاقات الجنسية، ويُبعدك عن الخمول والتوتر.

إذن الحلول موجودة ومتاحة جدًّا، والذي أراه هو أن تراجع الطبيب، ولا بأس أن تسأله عما ذكرناه لك من أدوية إذا رآها مناسبة قطعًا سوف يصفها لك، فهو أدرى بحالتك أفضل منا.

عقار بروزاك: عقار جيد، لكن يجب التعامل بحذر مع مضادات الاكتئاب، بالنسبة للأشخاص الذين لديهم اضطراب وجداني ثنائي القطب، حيث إن البروزاك من الأدوية الممتازة لعلاج الاكتئاب، لكن ربما يدخلك في القطب الانشراحي أو القطب الهوسي، وهذا يشكل إشكالية كبيرة.

سابعًا: أرجو أن تحرص على التمارين الرياضية.

ثامنًا: أكثر من التواصل الاجتماعي خاصة زيارة الأرحام، وبر الوالدين.

تاسعًا: كن حريصًا على أداء الصلاة مع الجماعة متى ما سمعت النداء.

عاشرًا: أما فيما يخص كيف تعلم أنك إنسان طبيعي مثل أي شخص آخر وتحافظ على نفسك؟ أيها الفاضل الكريم: ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي هو أمر نسبي، وكل إنسان في هذه الدنيا يعتقد نفسه طبيعيًا، أو من المفترض أن يعتبر نفسه طبيعيًا.

المطلوب والمقصود حتى تشعر بأنك بالفعل تعيش حياة طبيعية هو: أن تكون متوائمًا مع نفسك، أن تقبل نفسك، وتفهم نفسك، وتسعى دائمًا لتطوير نفسك، وأن تحاول أن تتوائم أيضًا مع الآخرين، وحين تختلف معهم يجب أن تتقبلهم كما هم لا كما تريد، ودائمًا اسعى لفعل الخير، هذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- في طريق الإنسان الطبيعي، وسل الله دائمًا أن يحفظك.

هذه هي الطبيعية وليس أكثر من ذلك، أن تقبل الآخرين، أن يقبلوك بقدر المستطاع، وأن تقوم بواجباتك في الحياة من أفعال وأعمال وعلى رأسها العبادات، وأن تكون نافعا لنفسك ولغيرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع .