شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الاحد 28 ابريل 2024 , الساعة: 9:38 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ تعرٌف على ] دير الأنبا مقار # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 28/03/2024

اعلانات

[ تعرٌف على ] دير الأنبا مقار # اخر تحديث اليوم 2024-04-28


تم النشر اليوم 2024-04-28 | دير الأنبا مقار

الوصف العام والمنشآت غير الدينية


البوابة المؤدية إلى الكنائس الثلاثة بالدير، وهي: كنيسة الأنبا مقار، وكنيسة أباسخيرون، وكنيسة الشيوخ.
تبلغ مساحة مباني دير الأنبا مقار الرئيسية أقل من فدانين، بينما تبلغ مساحة الدير الإجمالية 2,700 فدان؛ أي 11,340,000 متر مربع تقريباً.[معلومة 10] وله شكل مستطيل أقرب إلى المربع، وقد وصلت مساحته الإجمالية بعد الإضافات الحديثة والتجديدات إلى حوالي ثماني أفدنة، ومعظم هذه الإضافات هي أراض مستصلحة حديثاً. وينقسم الدير من الداخل إلى قسمين متساويين تقريباً بواسطة مجموعة من المباني اتجاهها العام من الشرق إلى الغرب. والقسم الشمالي له شكل رباعي ويشمل فناءً مفتوحاً يتوسطه بئر لم يعد ماؤه صالحاً، كذلك ساقية من الطوب الأحمر أقيمت عام 1911. ويحد الجانبين الشرقي والشمالي للفناء صفان من القلالي وكنيسة الأنبا مقار، كذلك أقيم قصر الضيافة إلى الشرق مع صف حديث من القلالي. أما غرب الفناء فتوجد كنيسة التسعة وأربعين شهيداً من شيوخ شيهيت، وبجانبها توجد حجرة أو قلاية تُعرف بقلاية الميرون، وكان يطبخ بها زيت الميرون قديماً. وفي القسم الجنوبي من الدير يظهر الحصن، وفي أسفل حائطه الجنوبي يظهر مدفن للرهبان المسمّى الطافوس، أما في ناحيته الشمالية فتظهر كنيسة أباسخيرون، أما غرباً فتوجد حجرة المائدة. إحدى مطبوعات الدير.
وفي عهد البابا شنودة الثالث -البابا 117- أقيمت 16 مجموعة قلالي جديدة، كل مجموعة تحتوي على ست قلالي. كما أقيمت مائدة جديدة ألحق بها مطبخ حديث، ومكتبة تُعتبر أكبر مكتبة ديرية لحفظ ما تبقى من المخطوطات والكتب النادرة. وقد أٌلحق بالجهة الشمالية من المكتبة مخزن متحفي، وتعرض فيه القطع الرخامية التي عُثر عليها أثناء تجديد الدير مثل الأعمدة وتيجانها وقواعدها ولوحات المذبح التي تعتبر من أندر القطع في العالم، هذا بالإضافة إلى أحواض اللقان والأواني الفخارية والخزفية الملونة. وحديثاً أصبح الدير يحتوي على مستشفى صغير ملحق به صيدلية في الجهة الجنوبية، كذلك توجد مطبعة خاصة بالدير تطبع مؤلفات الرهبان؛ وتصدر مجلة مرقس الشهرية. هناك أيضاً محطة توليد كهرباء خاصة للدير وملحقاته ومساكن عمال مزرعة الدير، والمزرعة هي أراضي مستصلحة حديثاً محيطة بالدير منذ أن أهدى الرئيس السابق «محمد أنور السادات» 1,000 فدان للدير لأجل استصلاحها، وتنتج المزرعة أنواعاً كثيرة من المحاصيل كبنجر السكر والتين والشمام والزيتون والبلح. كذلك هناك قسم للإنتاج الحيواني وتربية الأبقار والدواجن. الدير يمتلك أيضاً أراضي في الساحل الشمالي الغربي المصري على طريق الإسكندرية - مرسى مطروح. القلالي
قلالي الرهبان إلى اليمين من مضيفة الدير.
القلالي هي مساكن الرهبان، وبالدير يوجد العديد من القلالي التي بُنيت حديثاً. ومن بين القلالي في هذا الدير تلك التي تحيط بالفناء في الجهات الغربية والشرقية والشمالية. وهي عبارة عن مجموعات من ست أو سبع قلالٍ مقامة بمستوى الأرض، وكل منها عبارة عن حجرتين، واحدة داخلية وأخرى خارجية. ويرجع تاريخ صف القلالي الشمالية إلى القرن السادس عشر أو السابع عشر. وصف القلالي الشرقية يُرجّح إنها بُنيت في القرن الثامن عشر الميلادي. وفي النهاية الجنوبية من صف القلالي التي تقع في مواجهة المدخل، يوجد بناء صغير يسمَّى بقلاية البطريرك، ويرجع تاريخها إلى القرن السادس الميلادي. كما توجد حجرة موازية لها يُقال أن أجساد الشيوخ التسعة وأربعين الذين قتلوا في غارة البربر كانت محفوظة فيها، إلى أن بُنيت كنيستهم الحالية. وتوجد بالدير قلالي تم الإبقاء عليها كنموذج لقلايات القرن الثامن عشر، وتقع جنوب كنيسة الأنبا مقار. المائدة
الواجهة الشرقية للمائدة الحديثة، حيث يجتمع فيها الرهبان الساعة 12 ظهراً لتناول وجبة اليوم معاً.
هي مطعم الرهبان بالدير، ويمكن دخولها عن طريق باب يوجد في طرفها الشمالي الغربي والتي يرجع بناؤها للقرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي. وموقع هذه المائدة يعتبر شاذاً في هذا الدير، إذ أنها في كل الأديرة تكون متصلة بالحائط الغربي للكنيسة. وهناك احتمال أن هذه المائدة كانت متصلة قديماً بكنيسة أباسخيرون القليني، وكان حجمها قبل أن تتهدم ويعيد الرهبان بناؤها -في القرن الحادي عشر أو الثاني عشر- أضعاف الحجم الحالي. السور وملحقاته
سور الدير وبه إحدى بواباته.
كان الدير مُقاماً على مساحة رباعية الشكل غير منتظمة تحيطها أسوار عالية يبلغ متوسط ارتفاعها 14 متر، أما عرض السور عند مدخل الدير فكان لا يقل عن 3.5 أمتار. وقد كانت خالية من أي نقوش فيما عدا صليب كبير منقوش على طبقة بياض الواجهة الخارجية للسور الجنوبي. ولقد انحسرت مساحة الدير إلى النصف بعد تهدم السور الشمالي والسور الشرقي، وكان ذلك في وقت كان عدد رهبان الدير قليلاً مما أدى إلى الاستغناء عن المساحة الأصلية للدير وإعادة بناء السورين الشمالي والشرقي في حدودهما الحالية. وربما يكون هذا التغيير قد حدث قبل عام 1330، وهناك إشارة إلى ذلك في وصف زيارة البابا بنيامين الثاني للدير، وعبوره من مدخل الباب المزود بعقد الذي ما زال باقياً من الدير القديم. السور المحيط بالدير.
ويوجد في السور الشرقي للدير مدخلان، وذلك غريب إذ أنه من المعتاد أن يوجد مدخل الدير في السور الشمالي، ولقد وجد متى المسكين -عند ترميم الدير عام 1969 (منذ 54 سنة)- بين طبقات الأسوار القديمة المتوالية على مدى العصور المختلفة الباب الأصلي الأثري للدير في سوره الشمالي مزود بعقد من الطوب الأحمر، ولكنه كان مُفككاً. ونظراً لأن وجود مدخلين أمر غير عادي في الأديرة؛ فمن المرجح أن المدخل الأول كان يؤدي إلى صوامع الحبوب والمخازن حيث كانت منافع الدير تشغل المساحة الجنوبية داخل الأسوار، أما المدخل الآخر فكان مخصصاً للمواكب الاحتفالية في كنيسة الأنبا مقار. وما زالت توجد إلى الآن حجرة المطعمة فوق هذا المدخل الشمالي في السور الشرقي، بينما لم يبق شيء من مبنى الحراسة. والقبة الحالية التي تغطي المدخل فهي مبنية من الطوب الأحمر، وترجع إلى العام 1911 (منذ 112 سنة). والجدير بالذكر أن المدخل الجنوبي في السور الشرقي -المسدود حالياً- ما زال يوجد به آثار قلاية خربة في جهته الشمالية كان يغطيها قبة نصف كروية، ويُحتمل أنها كانت مسكن للراهب حارس البوابة. الحصن
حصن الدير الذي كان يلتجئ إليه الرهبان من غارات البربر.
حصن الدير عبارة عن بناء مربع الشكل طول ضلعه الواحد 21.5 متر، وارتفاعه 16 متر، وجدرانه مبنية من كتل حجرية ضخمة غير مصقولة، ومكسُوَّة من الخارج بطبقة من الجص. الجسر المتحرك الموصول بحصن الدير عام 1935 (منذ 88 سنة).
الجسر المتصل بالحصن بعد تثبيته، ويُلاحظ إضافة درابزين خشبي مزخرف لتأمين سلامة العابرين. ويرجع تاريخ إنشاء هذا الحصن ككل محصورة بين عاميّ 1069 و1196، والدليل على ذلك أن آخر تدمير تعرضت له حصون أديرة وادي النطرون كانت بسبب غارة البربر اللواتيين عام 1069 (منذ 954 سنة)، كما وُجِد مخربش سرياني على الجدار الجنوبي لكنيسة الملاك ميخائيل بالحصن، ويرجع تاريخه للعام 1196 (منذ 827 سنة). والسمات المعمارية لهذا الحصن ترجع إلى القرن الحادي عشر الميلادي تقريباً، فالعقود مشابهة في شكلها وبنائها بالآجُر لعقود مسجد الحاكم بأمر الله بالقاهرة، أما القباب فهي مماثلة للقباب في مصر العليا في مقابر البجوات بواحة الخارجة، وأيضاً مماثلة لقباب حجرات الطابق الأرضي بحصن دير العذراء - السريان بوادي النطرون. يتكون الحصن في دير الأنبا مقار من ثلاثة طوابق، طابق أرضي وطابقين علويين، وينقسم كل طابق إلى قسمين: القسم الشرقي ويشمل ثلثي مساحة الطابق، والقسم الغربي يشمل الثلث الباقي من المساحة. ويفصل القسمين ممر يمتد في اتجاه شمالي - جنوبي، ويستخدم في الوصول إلى الحجرات المختلفة في كل طابق. الطابق الأرضي يحتوي على ثلاث حجرات شرقية كبيرة ومزدوجة، وتنقسم كل حجرة إلى قسمين متساويين بواسطة دعامتين كبيرتين من الأحجار الضخمة تحمل كل منهما عقداً مدبباً مبنياً من الطوب الأحمر. ويغطي كل قسم من الأقسام الستة قبو نصف دائري من الطوب. ويُحتمل أن هذه الحجرات كانت تُستعمل كمخازن للحبوب، أما الحجرات الغربية فكانت إحداها تحتوي على معصرة للزيوت. الطابق الأول يوجد في الجهة الشمالية منه المدخل الوحيد للحصن، وهو عبارة عن باب صغير مستطيل لا يستعمل الآن. والجسر المتحرك التي كانت قديماً توصل للمدخل تم تثبيتها حالياً، كما أضيف إليها درابزين خشبي لتأمين سلامة الزائرين أثناء عبورهم عليها. وينتهي الطابق الأول من الجنوب بارتداد قصير ناحية الغرب فيه المرحاض. ويضم القسم الشرقي لهذا الطابق كنيسة العذراء، أما القسم الغربي فيحتوي على ثلاث حجرات يمكن دخولها عن طريق مدخل وحيد يقع قرب نهاية الجنوبية للدهليز. وتحتوي الحجرة الوسطى منهم على معصرة النبيذ الوحيدة الباقية بالحصن. كما يوجد في هذا القسم حجرة سرية تستعمل الآن كمخزن للأواني غير المستعملة. أما الطابق الثاني كان يحتوي يوماً ما على مكتبة الدير، ويحتوي الآن قسمه الشرقي على ثلاث كنائس، يفصل بينهما الجدران.

كنائس الدير


يحتوي الدير دون الحصن على ثلاث كنائس من إجمالي سبعة، وهي: كنيسة الأنبا مقار، وكنيسة أبا سخيرون، وكنيسة الشيوخ. كنيسة الأنبا مقار
لافتة كنيسة الأنبا مقار الرخامية.
مقصورة رفات القديسين بالكنيسة، وتشمل:بالأعلى: رفات المقارات الثلاثة موضوع كل منهم في أنبوب.بالأسفل: رفات تسعة بطاركة في الصندوق الخشبي.
وهي الكنيسة الرئيسية الكبرى بالدير، وتتكون من خورس مستعرض يمتد من الشمال إلى الجنوب، وثلاثة هياكل. ومبنى الكنيسة هو بقايا مبنى قديم أكبر منه حالياً. وبين عاميّ 1976 و1978، تم إضافة هيكل إلى الجنوب من قلاية المجلس باسم هيكل الثلاثة فتية، له نفس شكل واتساع الهيكل الأوسط. وكان في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين يوجد أربعة هياكل، اثنان جهة الشمال، واثنان إلى الجنوب من قلاية وسطى كانت تُستخدم كغرفة مجمع. وفي العام 1929 (منذ 94 سنة)، تم إضافة صحن الكنيسة ومنارة الدير الحالية، أما الهيكلين الأوسط والشمالي فيرجعان إلى العصور الوسطى، وهما مُكرَّسان بالترتيب على اسم كل من الأنبا بنيامين ومرقس الرسول، أما الهيكل الجنوبي فعبارة عن «قلاية المجلس» التي كانت تتوسط الهياكل قديماً. الخورس في هذه الكنيسة رباعي الشكل، وهو من الطراز المألوف في الكنائس القبطية، وبالحائط الغربي للخورس يوجد بابان حديثان كان يعلوهما عقدان واسعان يؤديان إلى الحصن القديم، وقد تعدل الخورس بالكامل تقريباً بعمل أعمدة وعقود بالخرسانة المسلحة لتقويته. والجدير بالذكر أن صندوق أجساد المقارات الثلاث الخشبي قد نقل إلى كنيسة أبا سخيرون حيث يُحتفظ به رفات يوحنا القصير، أما أجساد الثلاث مقارات فمحفوظة مع أجساد البطاركة في مقصورة جديدة في الخورس الثاني من الكنيسة. قبة هيكل الأنبا بنيامين.
حجاب الهيكل الشمالي المُسمّى بهيكل يوحنا المعمدان بكنيسة الأنبا مقار.
الهيكل الأوسط بالكنيسة يسمّى بهيكل الأنبا بنيامين، ويعلوه عقد متسع عالي مدبب قليلاً في وسطه، وفي عام 1911 تم البدء في بناء أكتاف للتدعيم، لأن القبة الرئيسية للهيكل كانت قد تصدعت من ناحيتها الجنوبية. وحجاب الهيكل الحالي به حشوات وأبواب من الحجاب القديم الذي يرجع إلى القرن الحادي عشر أو الثالث عشر الميلادي. وهذا الهيكل له شكل مربع، وتغطيه قبة من الطوب الأحمر. والمذبح الحالي مُغطى بلوح رخامي. وفي الحائط الشرقي لهذا الهيكل يوجد الدرج، ويتكون من ثلاث درجات تمتد بطول الحائط. هيكل الأنبا بنيامين، وهو الهيكل الأوسط.
الهيكل الجنوبي أو قلاية المجلس عبارة عن قلاية طويلة ضيقة يغطيها سقف خشبي، والجدار الشرقي لا يظهر به أية حنايا أو تجاويف، وقد انشأ هذا الهيكل البابا زكريا الأول، وهو يُستعمل الآن كمخزن لأدوات الكنيسة. الهيكل الشمالي الحالي هو «هيكل مرقس الرسول»، ويُسمّى أيضاً بهيكل يوحنا المعمدان وأليشع النبي، وهو مربع الشكل ويعود إنشاؤه إلى القرن الحادي عشر الميلادي، ومدخل هذا الهيكل عبارة عن عقد متسع مدبب يفتح من الملحق الغربي إلى الهيكل. وفي عام 1975 (منذ 48 سنة)، تم عمل حجاب جديد للهيكل به الحشوات القديمة الفاطمية الطراز، وأقيم في العقد الخارجي للهيكل أي في بداية خورس الهيكل الشمالي. ويغطي الهيكل قبة حديثة منذ عام 1912 (منذ 111 سنة) على قاعدة مثمنة مناسبة لشكل الهيكل المربع. أما المذبح فهو قائم على أرضية مرتفعة عن باقي أرضية الهيكل. كنيسة الشهيد أباسخيرون
لافتة كنيسة أباسخيرون الرخامية.
الواجهة الخارجية لكنيسة أباسخيرون. هذه الكنيسة مُكرّسة على اسم الشهيد أباسخيرون القليني المنسوب لمدينة قَلّين جنوب شرق مدينة دسوق شمال دلتا النيل. وهذه الكنيسة من طراز الكنائس القصيرة، وتحوي صحناً وخورساً وثلاثة هياكل. بالنسبة للهياكل الثلاثة، فالهيكل الأوسط حجابه حديث يرجع لسنة 1866 (منذ 157 سنة)، ويغطي الهيكل قبة منخفضة قائمة على مقببات بعقود مدببة في زوايا الهيكل. ويغطي مذبح الهيكل لوح رخامي. ولقد فُتِح في الهيكل الأوسط بابان أحدهما يؤدي إلى الهيكل الشمالي والآخر إلى الهيكل الجنوبي. والهيكل الجنوبي فيرجع تاريخه إلى أواخر القرن الرابع عشر الميلادي. والقبة هنا فقيرة البناء، فهي قائمة على مقببات مدببة. وهناك لوح مذبح مصنوع من قطع رخام مكسورة وموضوعة دون نظام. أما الهيكل الشمالي فغير مُستعمل الآن، وعلى الرغم من اختزال الكثير من عرض مدخله إلا أن الحدود الخارجية للعقد الأصلي ما زالت ظاهرة مع قوالب الطوب المطلية باللونين الأحمر والأبيض، والتي يحتويها إطار مستطيل تعلوه فتحة مربعة. ولا يحتوي هذا الهيكل على مذبح، كما استُبدِلت القبة الأصلية بقبة أخرى أصغر منها رديئة البناء، وهذا الهيكل تم تكريسه باسم القديس يوحنا القصير الذي ما زال جسده محفوظاً في المقصورة الخشبية في الخورس. لا يوجد دليل واضح يُحدد تاريخ بناء الكنيسة، ولكن يُحتمل أنها كانت موجودة قبل الانهيار الذي حدث في منتصف القرن الرابع عشر كما يُذكر أن البابا بنيامين الثاني زارها وأشرف على الإصلاحات بالدير، كذلك فالقبو الذي يُغطي الصحن والخورس وبابه الشمالي يرجعان إلى القرن الثالث عشر عكس الهيكلان الأوسط والجنوبي؛ فلهما ملامح معمارية غير محددة، مما يُرجح أنها من عصر متأخر عن ذلك، أي بعد القرن الرابع عشر. والكنيسة -بشكل عام- تحتوي على عناصر أصلية وأخرى قد أضيفت لاحقاً، فالقبوان اللذان يغطيان الجزء الجنوبي من الخورس والصحن مع الحائط الفاصل بينهما يرجعان إلى عصر متأخر عن القبو الشمالي الكبير، كما أن الأجزاء الجنوبية من الخورس والصحن هي إضافات حديثة. كنيسة الشيوخ
لافتة كنيسة الشيوخ الرخامية.
واجهة الكنيسة الشرقية والجنوبية، ويظهر المدخل يساراً وبرج الجرس في الوسط. الكنيسة من الداخل.
هي كنيسة التسعة والأربعين شهيداً شيوخ شيهات أو شيهيت، أقيمت هذه الكنيسة تذكاراً لاستشهاد الشيوخ الذين ذبحهم البربر مع رسول الملك وابنه خلال غارتهم الثالثة على أديرة وادي النطرون عام 444. وهي من طراز الكنائس القصيرة مثل كنيسة أباسخيرون. وتتكون من مدخل مسقوف يشغل الزاوية الجنوبية الغربية، ثم يوجد صحن يليه خورس موازٍ له، وإلى الشرق من الخورس يوجد هيكل واحد فقط. ويتصل بالكنيسة من الزاوية الجنوبية الشرقية برج جرس صغير.
يُغطي صحن الكنيسة قبو نصف أسطواني مُدعَّم بدعامة -عقد- واحد مستعرض، وينتهي من الشمال بحاجز خشبي، ترتفع خلفه الأرضية مكوّنة مصطبة يرقد تحتها رفات التسعة وأربعين شيخاً. ويفصل الصحن عن الخورس من الشرق أربع صفوف عقود -أربع بواكي (باكيات)-، وفوق كل باكيتين قبو نصف أسطواني. ويغطي الخورس أيضاً قبو نصف أسطواني فيما عدا المساحة المقابلة للهيكل حيث تغطيها قبة محمولة على عقدين مستعرضين فوق العمودين الأول والثاني على الحائط الشرقي للخورس.[100] هيكل الكنيسة له حجاب خشبي يرجع لعام 1866 (منذ 157 سنة)، أما قبة الهيكل فهي قبة نصف كروية تحملها أربعة مقببات، كل منها له ثلاثة أطراف.[101] ولقد بُنيت هذه الكنيسة حوالي عام 528 في عهد البابا ثيودؤسيوس الأول، وتم تكريسها في عهد البابا بنيامين الثاني في القرن السابع، ولكنها تداعت للسقوط فجُدِدت في القرن الثامن عشر.[102]

كنائس الحصن


لوحة فريسكو حائطية تصور الملاك ميخائيل حاملاً حربته بكنيسة الملاك ميخائيل.
لوحة فريسكو حائطية تصور الأنبا أبيب جهة اليمين والأنبا ميصائيل السائح يساراً. يحتوي الحصن دون بقية الدير على أربع كنائس من إجمالي سبعة، وهي: كنيسة العذراء، وكنيسة السّواح، وكنيسة القديس أنطونيوس، وكنيسة الملاك ميخائيل. كنيسة العذراء
كُرست باسم العذراء مريم، وقد بُنيت الكنيسة بين عاميّ 1874 و1880، وتتكون من صحن صغير وخورس وهيكل ثلاثي المذابح. ويُغطي كل قسم من أقسام الكنيسة الثلاثة قبة، ويفصل الصحن عن الخورس حجاب. وهناك طبقة من الجص حديثة نسبياً تُغطي الجدران والقباب. وتجمع مذابح الهيكل الثلاثة منصة واحدة مرتفعة عن الأرض. وكان يغطي قمة المذبح الشمالي لوح رخامي، ولوح المذبح الجنوبي يشبه في الشكل وهو عبارة عن شكل يجمع ما بين المربع ونصف الدائرة، بينما لوح المذبح الأوسط مستطيل الشكل، وقد نقلت هذه الألواح الثلاثة إلى متحف الدير.[103] كنيسة السُّواح
هي الكنيسة الجنوبية بين كنائس الحصن الثلاثة، ويرجع تأسيسها إلى أوائل القرن السادس عشر، وكرسها البابا يوحنا الثالث عشر عام 1517 (منذ 506 سنوات) باسم كنيسة التسعة سوُّاح، وهم: الأنبا صموئيل المعترف.[104]
الأنبا يحنس (يوحنا) أسقف شيهيت.
أبو نُفر السائح.[105]
الأنبا إبرام.
الأنبا جرجه.
الأنبا أبوللو.
الأنبا أبيب.
الأنبا ميصائيل السائح.[106]
الأنبا بجيمي.[107]
تنقسم الكنيسة من الداخل إلى صحن وخورس يفصل بينهما حجاب خشبي، كذلك توجد فتحة أرضية تؤدي إلى سرداب موجود أسفل الدهليز الأوسط. كما تحتوي الكنيسة على هيكل واحد يفصله عن خورس الكنيسة حجاب جزؤه الأوسط من الخشب.[108] ومذبح الهيكل مفرغ من الداخل، وكان له لوح من الرخام الأسود محغوظ الآن بمتحف الدير.[109] كنيسة القديس أنطونيوس
هي الكنيسة التالية لكنيسة السواح إلى الشمال منها، وتم تكريسها أيضاً في أوائل القرن السادس عشر. وهي لا تختلف كثيراً عن كنيسة السواح في سماتها الأساسية. وبالرغم من عدم وجود صحن أو خورس حالياً، إلا أنه يوجد أثر لحجاب ربما كان -سابقاً- يفصل الخورس عن الصحن. ويغطي الهيكل قبة صغيرة من الطوب تستقر على أربع كمرات خشبية كبيرة، وأربع مدادات خشبية فوق أركان تقاطع الكمرات الكبيرة. ويحتوي الهيكل على مذبح كان له لوح رخامي مستطيل الشكل.[110] كنيسة الملاك ميخائيل
هي الكنيسة الشمالية بين الكنائس الثلاثة في القسم الشرقي من الطابق الثاني بحصن الدير، ويرجع تاريخ تكريسها إلى أواخر القرن الرابع عشر وأوائل القرن الخامس عشر الميلادي. وهذه الكنيسة هي الكنيسة الوحيدة بدير الأنبا مقار التي تطابق التخطيط البازيليكي.[معلومة 11][111] والمسقط الأفقي لهذه الكنيسة عبارة عن مستطيل له امتداد -ملحق- غربي. وينقسم سطح الكنيسة إلى ثلاثة أقسام طولية -صحن أوسط وجناحين شمالي وجنوبي- وذلك بواسطة صفين من الأعمدة الرخامية كانت تحمل سقفاً خشبياً من مستويين، ولك بعض أجزاء السقف الخشبي انهارت بسبب نحافة الأعمدة الرخامية وعدم ثباتها؛ مما أدى إلى رفع الأعمدة وإزالة السقف واستبداله بآخر من الخرسانة المسلحة.[112] هناك حائط عرضي يفصل الخورس عن باقي الكنيسة، ويتخلله ثلاث فتحات لتهيئة الثلاث مداخل المؤدية إلى الخورس. أما الدهليز الغربي فاتساعه أقل من اتساع الكنيسة، وله أيضاً حاجز عرضي. ويرتفع هيكل الكنيسة درجة واحدة عن الخورس، وتغطيه قبة نصف كروية من الطوب الأحمر محمولة على قاعدة من الخشب مثمنة الشكل تستند جزئياً على عمودين رخاميين ملتصقين بالجدار الشرقي للهيكل.[113] ومذبح الهيكل مُزوَّد بلوح رخامي من الطراز الذي يجمع بين المربع ونصف الدائرة. وقبالة الجدار الجنوبي للهيكل يوجد صندوق خشبي كبير -حديث الصنع- لحفظ مقتنيات القديسين.[114]

معرض الصور


الطريق الواصل بين مدينة السادات والدير بطول 2.8 كم حتى بوابة الدير الخاصة بمزرعته، وبإجمالي 5 كيلومترات حتى مبنى الدير نفسه، ويعبر طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي. مدخل البوابة الأولى المؤدية إلى المزارع المحيطة بالدير، ومن ثم الدير نفسه بعد 2.2 كم. منارة الدير الوحيدة وتظهر بجانبها قباب كنيسة الأنبا مقار. قصر الضيافة الجديد بالدير. مكان خاص بالاستراحة والانتظار للزوار. البوابة الأثرية القديمة المؤدية إلى كنائس الدير الثلاثة (دون الحصن). مائدة الرهبان القديمة بجوار كنيسة الشهيد أباسخيرون القليني. لافتة تدل على مكان حفظ رفات النبيين يوحنا المعمدان وإليشع النبي أسفلها مباشرةً. المقصورة الخشبية لحفظ رفات التسعة بطاركة أسفل الأنابيب المحفوظ بها المقارات الثلاثة. مدخل كنيسة الـ49 شهيداً شيوخ شيهات. ضريح التسعة وأربعين شيخاً بكنيسة الشيوخ، وهم الذين قتلوا على يد البربر عام 444. أيقونة الشاروبيم،[معلومة 16] وتوجد في الركن الشمالي لهيكل الأنبا بنيامين في قاعدة القبة بكنيسة الأنبا مقار. أيقونة قبطية يظهر بها السيد المسيح. أيقونة قبطية للأنبا مقار الكبير. أيقونة أثرية للأنبا مقار الكبير. أيقونة يظهر بها التسعة وأربعين شيخاً الذين قتلوا على يد البربر عام 444. أيقونة قبطية للقديس يوحنا القصير. أيقونة أثرية للقديسين المقارات الثلاث. حجاب هيكل الأنبا بنيامين بكنيسة الأنبا مقار. نحت حديث للمسيح.

أصل التسمية


لافتة الدير.
يُنسب هذا الدير إلى الأنبا مقار الكبير المعروف بأبو مقار [معلومة 2] ومقاريوس، وهو أحد ثلاثة قديسين يحملون هذا الاسم،[معلومة 3] وهم: مقار السكندري مؤسس منطقة كيليا، ومقار أسقف إدقاو،[معلومة 4] أما «مقار الكبير» فهو مؤسس هذا الدير ومؤسس الرهبنة في وادي النطرون. وقد وُلِد مقار الكبير عام 300 (منذ 1723 سنة) تقريباً، وكان أوّل من كوّن الجماعات الرهبانية في برية الإسقيط المعروفة الآن بوادي النطرون، وتُوفي عام 397 (منذ 1626 سنة) تقريباً. أما اسم مقار ذاته فله أصل فرعوني، وينطق ماخرو بالديموطيقية؛ ومعناها «صادق الصوت»، وتفيد صفة الصدق والأمانة. وتُنطق بالقبطية مَقَارِ،[معلومة 5] وأضيفت لها هاء أخيرة لنضج النطق، فصارت مَقَارِه، وأصبحت باللغة العربية مقاره ومقار -وهو المتداول- نقلاً عن القبطية، وهو أصح نطق للاسم. أما باللغة اليونانية؛ فأضيفت الواو والسين إلى مقار لتصبح مقاريوس.

تاريخ


لوحة خشبية تمثل القديسين المقارات الثلاثة:في الوسط: الأنبا مقار الكبير مؤسس الدير.إلى اليمين: مقار القس السكندري.إلى اليسار: مقار الأسقف.ومكتوب بالأسفل: مقدمة من الحبر الجليل الأنبا إبرام مُطران كرسي البلينا لبيعة القديس العظيم أبي مقار كوكب برية شيهات بالدير سنة 1646 ش - 1930 م.
صورة للأنبا مقار الكبير.
لوحة رخامية تضم أسماء التسعة وأربعون شيخاً الذين قتلوا على يد البربر عام 444 (منذ 1579 سنة).
لا يمكن تحديد تاريخ محدد لنشأة وبناء دير الأنبا مقار، أو حتى تاريخ بداية التجمع الرهباني بمنطقة الدير، ولكن يمكن اعتبار ظهوره كتجمع رهباني أوّلي في صحراء وادي النطرون بدأ في الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادي، وتحديداً بعد وفاة القديسين ماكسيموس ودوماديوس مباشرة عام 384 (منذ 1639 سنة). وبدأ هذا التجمع الرهباني بقلاية واحدة هي قلاية مقار الكبير نفسه، والتي كانت عبارة عن مغارة مسقوفة بالجريد والبردي، وتقع غرب الدير الحالي مكان دير البراموس. ثم تجمع التلاميذ والمريدون حوله، واستقروا بعد بنائهم قلالي أخرى لأنفسهم على مسافات متباعدة من قلاية مقار. ومع كثرة مريدي الرهبنة بالقرب منه؛ هجرهم وذهب إلى مكان الدير الحالي، وبذلك تأسس أيضاً دير البراموس. ومع مرور الوقت وتجمع تلاميذ جدد حوله؛ تم بناء كنيسة لإقامة الصلوات التي يتجمع فيها الرهبان، وكان بجوارها بئر ماء ومخبز وطبخ لإعداد الطعام، ثم تطوّر الأمر وتم بناء مخازن وبيت للضيافة والمائدة التي يتناول فيها الرهبان «وجبة المحبة».[معلومة 6] مغارة الأنبا مقار الكبير التي يُعتقد أنه كان يتعبد فيها.
وفي القرن الخامس الميلادي، بدأت غارات البربر على الاسقيط، وكان أولها عام 407 (منذ 1616 سنة)، ثم جاءت الغارة الثانية عام 434 (منذ 1589 سنة). وكان من نتائج السلب والنهب والقتل في هاتين الغارتين أن فكرت الجماعات الرهبانية في إقامة أبراج دفاعية يتحصنون بها وقت الغارة، وتكون مزودة بمخازن تحوي القوت الضروري لفترة طويلة، كذلك بئر ماء وكنيسة يصلون فيها. ومن هنا تم بناء أول حصن دفاعي لدير الأنبا مقار بهدف الاحتماء من الأعداء، وكذلك حفظ المقتنيات الهامة كالمخطوطات. وهذا الحصن هو «حصن بيامون» الذي كان قائماً على مسافة قريبة من الدير، والذي بني قبيل حدوث الغارة الثالثة عام 444. ولقد احتمى في هذا الحصن 49 شيخاً قتلوا على يد البربر بجوار الحصن، ودفنوا في مغارة بجوار الحصن، وتم نقل رفاتهم بعد ذلك في القرن السابع إلى الكنيسة التي تحمل اسمهم بالدير. وفي نهاية القرن الخامس الميلادي، أغدق الإمبراطور الروماني «زينون» بالمال على الأديرة في إطار تصليحات وتوسعات وإنشاءات جديدة بالأديرة، وذلك إكراماً لابنته «إيلارية» التي هربت من قصره واكتشف بعد ذلك إنها ترهبت بوادي النطرون. فظهرت أبراج الحصون والكنائس والمنشوبيات [معلومة 7] والمباني ذات الأعمدة الرخامية، وقد أمر الإمبراطور بإعادة بناء كنيسة الأنبا مقار. وفي النصف الأول من القرن السادس الميلادي، ظهرت كنيسة كرسها البابا ثيؤدوسيوس الأول الذي عادى الحركة الجيانية، وكانت بذلك أولى كنائس وادي النطرون المكرسة باسم العذراء والدة الإله (ثيؤطوكوس) من وجهة نظر المسيحية القبطية الأرثوذكسية. وقد عرفت هذه الكنيسة بالكنيسة الجنوبية، واستخدمت لاحقاً لدفن رفات التسعة وأربعون قتيلاً من شيوخ شيهيت. وفي نهاية القرن السادس، تخرّب دير الأنبا مقار ضمن التجمعات الرهبانية التي تخربت على يد البربر الذين قاموا بغارتهم الرابعة عام 570 (منذ 1453 سنة) تقريباً، فتضاءل عدد الرهبان، وتُركت هذه التجمعات فارغة ومُهدَّمة، ولم يتم ترميمها إلا بعد الفتح الإسلامي لمصر عام 641 (منذ 1382 سنة). كما تهدمت أجزاء كبيرة من كنيسة العذراء بفعل تلك الغارة. وفي عام 631 (منذ 1392 سنة)، عندما زار الدير البابا بنيامين الأول، أمر ببناء كنيسة في وسط الدير على اسم التسعة وأربعين شيخاً من شيوخ شيهيت. وأيضاً أثناء بطريركية الأنبا بنيامين الأول، تم تكريس كنيسة الأنبا مقار [معلومة 8] الذي عُرف باسم هيكل بنيامين عام 655 (منذ 1368 سنة) تقريباً. وقد شهد تكريسها تلميذه الأنبا أغاثون [معلومة 9] الذي أصبح خليفته. وكانت الكنيسة مُكوَّنة من الهيكل، ثم الخورس المقبب والصحن والجناحين. وفي القرن الثامن الميلادي، تمّ نقل جسد الأنبا مقار الكبير إلى الدير في تابوت عام 793 (منذ 1230 سنة) في عهد البابا يوحنا الرابع. وكان بالدير حينذاك أيضاً جسد الأنبا مقار السكندري، وانضم إليهم لاحقاً جسد الأنبا مقار أسقف إدقاو في عصر البابا خائيل الثالث. وفي مستهل القرن التاسع، بدأت كل منشوبية تُحاط بسور متوسط الارتفاع يحميها من اللصوص الصغار عابري السبيل، فلم تكن حصوناً لإنها لم تحم هجمات البربر عام 817 (منذ 1206 سنوات)، وكانت غارتهم الخامسة. وفي عهد البابا يعقوب الأول، تم البدء في إنشاء كنيسة باسم القديس شنودة جنوب هيكل الأنبا مقار. كما أُعيد بناء كنيسة الأنبا مقار بعد عام 825 (منذ 1198 سنة) لأنها قد تخربت. وفي عهد البابا يوساب الأول عام 847 (منذ 1176 سنة)، بُنيت كنيسة باسم الآباء التلاميذ شمال كنيسة الأنبا مقار. أي أنه قبل منتصف القرن التاسع كان هناك ثلاث كنائس في الدير، هي الكنيسة الكبرى وهي كنيسة الأنبا مقار المعروفة باسم هيكل بنيامين، وكنيسة الأنبا شنودة إلى الجنوب منها، أما كنيسة الآباء التلاميذ فتقع شمال الكنيسة الكبرى، وذُكِر أنه كان هناك كنيسة رابعة عام 853 (منذ 1170 سنة) باسم كنيسة القديس سفيروس، ولا توجد معلومات عنها إلا أنها كانت بعيدة ومعزولة عن الكنائس السابقة. وفي العام 866 (منذ 1157 سنة) في عهد البابا شنودة الأول، أغار البدو على الأديرة ونهبوا الحجاج الذين كانوا مجتمعين في دير الأنبا مقار. ونتج عن هذا الدمار أن بنى البابا سوراً حصيناً من الحجر حول الكنيسة الرئيسية والكنائس الأخرى ومساكن الرهبان والحصن والبئر والمخازن، كما رمَّم الحصن وبنى قلالي جديدة للرهبان داخل السور، وذلك عام 870 (منذ 1153 سنة). ولقد سقط السور الأمامي بعد منتصف القرن الثامن عشر، وأعيد بناؤه على رقعة تقل قليلاً عن نصف مساحته الأولى، أما المنشوبيات العامرة بالرهبان في المنطقة الواسعة المحيطة بكنيسة الأنبا مقار، فكانت توجد خارج الأسوار، ولقد ظلت مزدهرة وقوية حتى القرن الرابع عشر. صورة قديمة للدير من الخارج تعود للعام 1935.
وفي عام 884، زار خمارويه بن أحمد بن طولون الدير أثناء بطريركية البابا خائيل الثالث، ودخل كنيسة أبو مقار. وكانت تعتبر أول زيارة لحاكم مسلم لأديرة وادي النطرون منذ الفتح الإسلامي لمصر. وفي عام 1005 (منذ 1018 سنة)، تم بناء كنيسة جديدة جنوب كنيسة الأنبا بنيامين، وسُميت باسم كنيسة الأنبا مقار الجنوبية، وكان من الضروري وقتها بناء هيكل أو كنيسة جديدة باسم الأنبا مقار، لأن الكنيسة السابقة سمُيت باسم الأنبا بنيامين. وفي عام 1069 (منذ 954 سنة)، أغار البربر اللواتيون على الدير والأديرة الأخرى بوادي النطرون بالرغم من وجود الأسوار والتحصينات، ولكنهم لم يلحقوا الضرر بالمنشآت مثلما فعلوا سابقاً. وبعد ذلك عام 1172 (منذ 851 سنة)، جدد البابا مرقس الثالث عمارة سور الدير. وقد زار الدير الملك الظاهر بيبرس البندقداري سنة 1264 (منذ 759 سنة). كذلك زار الدير البابا بنيامين الثاني عام 1330 (منذ 693 سنة) وهو في طريقه إلى دير الأنبا بيشوي، وذلك لإصلاحه بسبب سقوط أخشابه بسبب النمل الأبيض. وفي حوالي عام 1413 (منذ 610 سنوات)، تم نقل جسد الأنبا يوحنا القصير من ديره إلى دير الأنبا مقار، وذلك إثر تداعي سقفه وسقوطه بسبب النمل الأبيض. وبعد ذلك بدأت الحياة الرهبانية في صحراء وادي النطرون بالانهيار تدريجياً، حتى بدأت حركة ترميم دير الأنبا مقار عام 1929 (منذ 94 سنة).

كشف رفات النبيين يوحنا المعمدان وإليشع

طالع أيضًا: يوحنا المعمدان ويحيى بن زكريا واليسع
المقصورة الخشبية التي أُودع فيها رفات يوحنا المعمدان وإليشع.
القبو الذي عُثر عليه تحت أرضية كنيسة الأنبا مقار أمام هيكل يوحنا المعمدان، وكان يحتوي على رفات النبيين إليشع ويوحنا المعمدان.
كان هناك تقليد شفاهي متواتر بين شيوخ الدير أن هناك بجوار الحائط البحري لكنيسة الأنبا مقار إلى جانب عمود صغير بارز، توجد مقبرة للنبيين يوحنا المعمدان وإليشع مع قديسين آخرين. وبسبب ذلك كان شيوخ الدير يرفعون البخور أمام هذا العمود تكريماً لهم، وذلك بالرغم من اختفاء معالم المقبرة. وحدث أنه في العام 1976 (منذ 47 سنة) أثناء الصوم الكبير، بدأت عمليات ترميم وتوسيع لكنيسة الأنبا مقار، وذلك برفع كميات ردم كبيرة للوصول إلى أرضية الكنيسة الأصلية. ومع تواصل الحفر؛ ظهر بروز في جانب الحائط الشمالي على شكل قبو مُغطى ببياض أزرق، وظهر تحته صندوقاً يزيد طوله عن مترين، اتضح فيما بعد أنه تابوت للقمص «يوسف» رئيس الدير في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو شقيق البابا ديمتريوس الثاني. وبعدما تم رفعه؛ وُجد أسفله على مسافة أكثر من متر ونصف عظاماً، البعض منها هياكل عظمية مرتبة حسب الطقس القبطي،[معلومة 12] وكان هناك بعضها مرصوصاً بطريقة منظمة. وبعد رفع العظام، ظهر تحتها تراب أحمر اللون، ويُرجَّح أنه خشب متحلل مما يُفيد أن هذه الرفات نُقلت في صناديق خشبية، ولكنها ذابت من قِدَم العهد. وتم وضع هذه العظام في صندوق بشكل مؤقت على أن يتم إنشاء مقصورة لائقة لها.[115] منظر قديم لعمود السواري الذي يُرجّح أنه مكان الكنيسة التي بنيت لحفظ جسدي النبيين يوحنا المعمدان وإليشع.
أيقونة معمودية المسيح على يد يوحنا المعمدان، وهي موجودة أعلى حجاب هيكل يوحنا المعمدان بكنيسة الأنبا مقار.
أيقونة التوسل (الشفاعة)، والتي يُرى فيها المسيح في الوسط، ويوحنا المعمدان أعلى اليمين والعذراء مريم أعلى اليسار، وهي موجودة بهيكل يوحنا المعمدان بكنيسة الأنبا مقار. وقد قام البابا شنودة الثالث بزيارة للدير يوم ثلاثاء البصخة في أبريل 1976، وأبلغه القمص متى المسكين بنبأ العثور على هذه المقبرة التي يشير إليها التقليد بأنها للنبيين يوحنا المعمدان وإليشع، وطلب من البابا المكوث في الدير لمدة يوم آخر حتى يرفع بيديه العظام إلى المقصورة، ولكن البابا أعتذر. وطلب من متى المسكين أن يُعلن هذا النبأ متسائلاً: «لماذا لم يُعلن الاكتشاف بعد؟» فأجابه الأب بأن الأدلة غير كافية على انتساب هذه العظام للنبيين، فرد عليه بـ«أنه لا يوجد أيضاً ما ينفي ذلك!». وانتهى الحديث أن البابا سيكلف الشماس المؤرخ «نبيه كامل داود» بدراسة الموضوع من خلال المخطوطات الموجودة في البطريركية، وذلك رغم تجهل المخطوطات الموجودة بالدير.[116] وقد تأخر الإعلان عن هذا الاكتشاف في الصحف إلى 13 نوفمبر 1978، وذلك دون أن يطلب الدير نشر الخبر.[117] حسب المصادر المسيحية القبطية الأرثوذكسية، تم نقل جسدي يوحنا المعمدان وإليشع في أول الأمر من فلسطين إلى الإسكندرية، واعتنى بهما البابا أثناسيوس الرسولي وحفظهما في بستان إلى حين بناء كنيسة لائقة لهما ولكنه تُوفي.[118] لذلك بنى لهما هذه الكنيسة البابا ثاوفيلس الأول مكان معبد السرابيوم الوثني،[معلومة 13] وبذلك حددت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يوم 2 بؤونة من كل عام حسب التقويم المصري تذكاراً سنوياً لظهور جسديهما.[119][120] وفي عام 451 (منذ 1572 سنة)، توفي الأنبا مقار الأسقف، ووضع جسده مع جسدي يوحنا المعمدان وإليشع النبيين،[121] وذلك حسب رؤيا لإنسان أخرس تكلم ووصف أراوح النبيين وهما يحتضنان روح الأنبا مقار الأسقف، ولذلك تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى استشهاده يوم 27 بابة من كل عام حسب التقويم المصري.[122] وقد تم نقل جسد الأنبا مقار الأسقف في عصر البابا ميخائيل الأول إلى دير الأنبا مقار عام 907، وبذلك يُفهم أن رفات النبيين قد نقلا معه من الإسكندرية إلى وادي النطرون، حيث توقفت الصلاة في كنيسة يوحنا المعمدان لظروف غير معروفة.[123] وقد تَسمَّى الهيكل الشمالي في كنيسة الأنبا مقار بهيكل يوحنا المعمدان، وذلك في الفترة التي عاد فيها رأس مرقس الرسول إلى الإسكندرية.[124][125] مع العلم أن وجود هيكل باسم يوحنا المعمدان شمال الهيكل الرئيسي -وهي هيكل الأنبا بنيامين- وليس جنوبه يدل على أن هناك سبباً أهم من الطقس القبطي المعتاد طغى عليه وألغاه، لأن المعتاد إذا يوضع أي هيكل للمعمودية أو أيقونة ليوحنا المعمدان في جنوب الهيكل الرئيسي وليس شماله، الأمر الذي يعني أن وجود جسده شمال الهيكل الرئيسي قد أحدث هذا التعديل الجوهري في الطقس.[126] اكتشافات بأماكن أخرى
ضريح النبي يحيى (يوحنا المعمدان) بالجامع الأموي الكبير بدمشق.
في 28 يوليو 2010، أعُلِن عن كشف لرفات منسوبة إلى يوحنّا المعمدان في جزيرة سانت إيفان [معلومة 14] في البحر الأسود التّابعة لمدينة سوزوبول البلغاريّة.[127] وقد وجدها تحت مذبح كنيسة مهدومة من القرن الخامس في الجزيرة،[128] وذلك بعد أعمال تنقيب دامت ثلاث سنوات.[129] النبي يوحنا المعمدان في المسيحية هو نفسه النبي يحيى في الإسلام،[130] ففي الجامع الأموي الكبير بدمشق، يوجد ضريح يُعتقد أنه بُني لتمييز مكان دفن رأس النبي يحيى بن زكريا،[131][132] إلاّ أنه لا توجد أية وثيقة تاريخية تثبت ذلك.[معلومة 15][133] وأثناء بناء المسجد عثروا على مغارة، فنزل إليها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، فوجدوا صندوقاً فيه قفة داخلها رأس سليم الجلد والشعر مكتوب عليه أنه رأس يحيى بن زكريا، فأمر بتركه على حاله، وجعل عموداً قائماً على المغارة كعلامة مميزة ثم وضع فوقه تابوت عليه اسم يحيى.[134] هناك بعض المصادر التي تذكر أن مقام النبي يحيى الحقيقي في مدينة صيدا بلبنان،[135] كذلك هناك احتمال آخر أنه دُفِن في الأردن في منطقة وادي الخرار. أيضاً يُحتمل أن ضريحه موجود في مغارة [136] في ضيعة سبسطية بفلسطين،[137] وهناك مقام آخر في الجامع الأموي بحلب؛ حيث يٌعتقد أن بها رأس النبي يحيى أيضاً،[138] وقيل إن بها عضواً من أعضاء والده النبي زكريا في صندوق مرمر.[139] أما النبي إليشع فهو نفسه النبي اليسع في الإسلام،[140][141] وهناك ضريح منسوب إليه بمحافظة القطيف السعودية في الأوجام.[142][143]

أعلام الدير


فيما يلي قائمة بأهم أعلام الدير من البابوات البطاركة والرهبان:[144] البابا كيرلس الأول رقم 24.[145]
البابا يوحنا الأول رقم 29.[146]
البابا يوحنا الثالث رقم 40.[147]
البابا إسحاق الأول رقم 41.[148]
البابا قزمان الأول رقم 44.[149]
البابا خائيل الأول رقم 46.[150]
البابا مينا الأول رقم 47.[151]
البابا يوحنا الرابع رقم 48.[152]
البابا مرقس الثاني رقم 49.[153]
البابا يعقوب الأول رقم 50.[154]
البابا سيمون الثاني رقم 51.[155]
البابا يوساب الأول رقم 52.[156]
البابا قزمان الثاني رقم 54.[157]
البابا شنودة الأول رقم 55.[158]
البابا ميخائيل الأول رقم 56.[159]
البابا غبريال الأول رقم 57.[160]
البابا مقار الأول رقم 59.[161]
البابا ثاؤفانيوس الأول رقم 60.[162]
البابا مينا الثاني رقم 61.[163] كيرلس الأول.
البابا فيلوثاؤس الأول رقم 63.[164]
البابا شنودة الثاني رقم 65.[165]
البابا ميخائيل الثاني رقم 68.[166]
البابا مقار الثاني رقم 69.[167]
البابا غبريال الثاني رقم 70، كان من العلمانيون الذين جلسوا على الكرسي المرقسي، ودفن بالدير.[168]
البابا ميخائيل الثالث رقم 71.[169]
البابا يوحنا الخامس رقم 72.[170]
البابا مرقس الثالث رقم 73، كان من العلمانيون الذين جلسوا على الكرسي المرقسي، ودفن بالدير.[171]
البابا بطرس الخامس رقم 83.[172]
البابا مرقس الخامس رقم 98.[173]
البابا متاؤس الثالث رقم 100.[174]
البابا ديمتريوس الثاني رقم 111.[175]
الأب متى المسكين، كان أحد المرشحين للبابوية مرتين.[176][177]
الأنبا ميخائيل، رئيس الدير وأسقف أسيوط.

شرح مبسط


دير القديس أنبا مقار الكبير ويُعرف مُختصراً باسم دير الأنبا مقار ودير أبو مقار، هو دير قبطي أرثوذكسي،[2] وأحد الأديرة العامرة الأربعة بصحراء وادي النطرون غرب دلتا النيل شمال مصر،[3] فالدير يقع في مواجهة المدخل الجنوبي الغربي لمدينة السادات [4] وعلى حافة منخفض وادي النطرون.[5]
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] دير الأنبا مقار # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 28/03/2024


اعلانات العرب الآن