تاريخ التراتبية الصوفية

أول من فصل التراتبية الصوفية كان أبو بكر الكتاني في القرن الرابع الهجري (العاشر ميلادي) وحدد التراتبية بالألقاب والدرجات وهي النقباء والنجياء والبدلاء والأخيار والعمد والغوث والسياحون.رواه الخطيب في كتاب تاريخ بغداد . وابن عساكر في تاريخ دمشق . ثم فصلها أبو طالب المكي في أواخر القرن الرابع الهجري إلى القطب، الأوتاد والأابدال. وربط الأسماء بمعانيها إذا قال القطب اليوم الذي هو إمام الأثافي الثلاثة والأوتاد السبعة والأبدال الأربعين والسبعين إلى ثلاث مائة كلهم في ميزانه وإيمان جميعهم كإيمانه، إنما هو بدلٌ من أبي بكر رضي الله تعالى عنه، والأثافي الثلاثة بعده إنما هم أبدال الثلاثة الخلفاء بعده، والسبعة هم أبدال السبعة إلى العشرة، ثم الأبدال الثلاث مائة وثلاثة عشر إنما هم أبدال البدريين من الأنصار والمهاجرين قوت القلوب. ج2/78 ووضع الجويري تفصيلات جديدة هي الأخيار وهم أهل العقد والحل، الأبدال زالأابرار والأوتاد ثم النقباء والقطب والغوث .كتاب كشف المحجوب. صص 447-448. وفي القرن السابع الهجري، قام ابن عربي محي الدين بن عربي ، الذي يعتبر فيلسوف وشيخ الصوفية، وضع الأسس الثابتة والتفصيل الوافي الذي أسس لمرجعية هيكيلة المجتمع التصوفي. فوضع نظاما للأولياء ورجال الغيب، ورتبهم في مراتب ودرجات موصوفة ووضع لكل لكل مرتبة نظامها وعلومها وصفاتها ووظائفها وعدد شاغليها. وبعد ابن عربي، طور الصوفيين التراتبية لتتماشى مع مباديء طريقتهم وبيئتهم.الفتوحات المكية.40/2

تراتبية ابن عربي

قسم ابن عربي طبقات المتصوفون إلى ستة طبقاتكتاب روضة التعريف بالحب الشريف. ص 432.

• القطب أو الغوث هو أعلى مرتبة يصل إليها الصوفي وهو من ملك الطلسم الذي يشرح الكون.الشريف الجرجاني. كتاب التعريفات صص 185-186. طبعة فلوجل. وهناك قطبا في كل زمان وعد ابن عربي خمسة وعشرون قطبا من أدم وحتى النبي الإسلام.الفتوحات المكية. 362/2 ومن خصائص القطب أنه اكتشف الذات الإلاهية وله علم بصفات الله ولا حدود لعلمه وهو أكمل المسلمين ولا حدود لمرتبته ويمكنه الانتقال حيث شاء. ومن وظائفه التصرف والتأثير في الكون ووقاية المريد.


• أئمة فيكون هناك صوفيين في مرتبة الإمامة. وهما يدي القطب ويكونا إلى جانبه. يكون الذي على يمينه نظره إلى عالم الملكوت والذي على يساره نظره على عالم الملك وخليفة القطب عند مماته.الفتوحات المكية 400/2، ص401 والتعريفات ص 41 وكشف اصطلاحات الفنون، ص 1453-1454.


• أوتاد وعددهم أربعة مهمتهم حفظ الأرض من كل سؤ أو شر ولكل واحد مقام جهة من جهات الأرض. لهم روحانية إلهية ويملكون علوا كثيرة. أحدهم يكون على قلب أدم والثاني على قلب إبراهيم والثالث على قلب عيسى والرابع على قلب محمد.


• أبدال وعددهمسبعة مهمتهم حفظ الأقاليم السبعة ولكل منهم اقليم واحدالفتوحات المكية (376/2) وحلية الأبدال، ص 11.. وسميو الأبدال لأن لهم قدرة تبديل نفسهم بشبيه بينما يتنقلون في أماكن أخرى كالأشباحمشتهى الخارف الجاني، ص510. والتوقيف، ص36. والفتوحات المكية (400/2).


• نجباء وعددهم أربعون وهم أقل درجة من الأبدال مهمتهم حمل أثقال البشرية ولا يتقدمون في المراتبكتاب اصطلاحات الشيخ محي الدين ابن عربي ، ص 286..


• نقباء وهم أول درجات الترقي الصوفية بعد اتمام الطريقة والشعائر الصوفية. ويكون عددهم ثلاثمئة وهم من استخرجوا خفايا الضمير وانكشف الستر لهم. يكونوا على ثلاث أقسام نفوس علوية (الحقائق الأمرية) ونفوس سفلية (الخلقية) ونفوس وسطية (الحقائق الإنسانية) ولكل منها أمانة إلهية تنطوي على أسرار الهية وكونية.التعريفات، ص 266، واصطلاحات الصوفية ص 96.

تراتبيات أخرى

وأتى صوفيون أخرون ورتبوا طبقات الصوفية إلى تراتيب أخرى إمابعدد الطبقات أو بتغيير أسماء الدرجات. فجعلهم لسان الدين ابن الخطيب سبع طبقات (الأبدال، والأقطاب، والأوتاد، والعرفاء، والنجباء، والنقباء، وسيدهم الغوث)كتاب اليهودية وتأثرها بالأديان القديمة, ص 413.. وجعلهم عمر الفوتي سبعاً أيضا مع مع اختلاف في الأسماءتفسير الطبري 14/28، وسيرة ابن هشام 3/110.، وأوصلهم داود القيصريالدر المنثور 1/89 وحسن العِدْوى الحمزاوي إلى عشر طبقاتتفسي الطبري 6/164..

نقد التراتبية

انتقد العديد من العلماء المسلمون مبداء وتسمية التراتبية على أنها ليست من القوانين الإسلامية. فاعتبر إبن تيمية وابن خلدون أن هذه الهيكيلية هي اقتباس من الشيعية.ابن خلدون. مقدمة ابن خلدون . الفصل الحادي عشر من فصل التصوف. ص. 473.ابن تيمية. جامع الرسائل. 1984. دار المدني. قسم فصل وأما الأسماء الدائرة على ألسنة كثير من النساك والعامة مثل الغوث .

كما ذكر ابن تيمسة أن الأسماء المستعملة مثل الغوث الذي يكون بمكة، والأوتاد الأربعة، والأقطاب السبعة، والأبدال الأربعين، والنجباء الثلاثمائة، فهذه الأسماء ليست موجودة في كتاب الله، ولا هي أيضا مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد صحيح ولا ضعيف محتمل، إلا لفظ الأبدال فقد روي فيهم حديث شامي منقطع الإسناد عن علي بن أبي طالب مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (إن فيهم – يعني أهل الشام – الأبدال أربعين رجلا، كلما مات رجل أبدله الله مكانه رجلا

تصوف


المراتب الصوفية هو تعبير  لبيان طبقات تصوف المتصوفة ومكانتهم، وقدرتهم واختيارهم على الخلق، وأعدادهم. وهؤلاء قائمون في العالم على سبيل البدل، في كل زمان، ولا يزيد عددهم ولا ينقص إلى يوم القيامة. ويزعم الصوفية أن العالم يدوم بقاؤه بفضل تدخل طبقة من الأولياء المستورين عددهم محدود، وكلما قبض منهم واحد خلفه غيره، ورجال الغيب هم ثلاثمائة من النقباء، وأربعون من الأبدال، وسبعة أمناء، وأربعة عمد، ثم القطب، وهو الغوثماسينيون. التصوف . ترجمة عربية. ص.45.





من أسس الصوفية هو تطور الوعي الذاتي التي يمكن الوصول إليها عن طريق م ة شعائر معينة لتقربهم من الذات الإهية. وبهذا، يترقى الصوفي عندما يبداء سالك (تصوف) سلك طريقة صوفية من مرتبة إلى أخرى حتى يصل إلى درجة الفناء بالله. واختلف كبراء الصوفية في تقسيم التابعين بهيكلية موحدة، لكن لها نفس البدايات والنهايات.