شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الاحد 28 ابريل 2024 , الساعة: 8:29 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ السيرة النبوية ] بحث عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام .. 9 ملامح حياتية من سيرة النبي المصطفى # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 10/11/2023

اعلانات

[ السيرة النبوية ] بحث عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام .. 9 ملامح حياتية من سيرة النبي المصطفى # اخر تحديث اليوم 2024-04-28

آخر تحديث منذ 5 شهر و 19 يوم
1 مشاهدة

تم النشر اليوم 2024-04-28 | بحث عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام .. 9 ملامح حياتية من سيرة النبي المصطفى

بداية الغزوات والسرايا لحماية الإسلام من أعدائه


كانت الغزوات والسرايا لها ضرورة كبيرة في تاريخ الإسلام، فقد شكلت خط الدفاع عن هذا الدين الذي تربص به المشركين من أول يوم، وكان من الطبيعي بعد أن باتت المدينة هي دولة الإسلام الأولى، أن يكون لها جيش يدافع عنها ويدافع عن دين الإسلام.


وقد فرض الله تعالى الجهاد على المسلمين من أجل الدفاع عن أنفسهم وديارهم وعقيدتهم، لذلك خاض المسلمون الغزوات من أجل الدفاع عن الدين، وذلك بشتى التعاليم الإنسانية التي فرضها الإسلام على المحاربين والمقاتلين من عدم قتل الأسرى أو الشيوخ والأطفال والنساء، وقتل المحاربين في المعارك فقط، والجنح للسلام إذا أرادوا ذلك وعقد المعاهدات إذا رغبوا في هذا الامر دون القتال وعدم قطع شجرة أو نخلة وحرقها وفداء الأسرى وغيرها من التعاليم الإنسانية في وقت الحرب، وسنتعرف بعد قليل عن بعض الغزوات التي خاضها المسلمون دفاعاً عن هذا الدين ودفاعاً عن المدينة المنوّرة فهيا بنا نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
غزوة بدر الكبرى أو غزوة الفرقان في السنة الثانية من الهجرة
في العام التالي للهجرة النبوية اندلعت معركة بدر الكبرى بين المسلمين وبين مشركي وكفار قريش، وقد كان غزوة بدر او غزوة الفرقان لها أهمية كبيرة لأنها كانت الغزوة الأولى في الإسلام هذا من ناحية، كما أنها كانت بسبب استيلاء الكفار على أموال المسلمين في مكة بعد هجرتهم إلى المدينة.
وقد بدأت الغزوة عندما اعترضت سرية من المسلمين قافلة أبي سفيان أثناء طريقها إلى مكة قافلة من الشام، وقد نجح أبي سفيان بالهرب، ولكن علم كفار قريش بالأمر فظنوا أن ابي سفيان والقافلة تعرضوا للخطر والأسر، فقاموا بتجهيز الجيش لمحاربة المسلمين، وبالرغم من أنهم عرفوا بالحقيقة وهي نجاة أبي سفيان وقافلته، إلا أنهم أصروا على الحرب، ودارت المعركة بالقرب من آبار بدر وقد نصر الله المسلمين نصراً مؤزراً وقتل أبي جهل أحد صناديد قريش وكذلك أمية بن خلف وغيرهم من الكفار الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة.
غزوة أحد .. هزيمة للمسلمين ولكنها كانت درس لن ينسى
أما عن غزوة أحد فقد كانت في السنة الثالثة من الهجرة النبوية، وقد كانت أسبابها واضحة وهي محاولة قريش الانتقام من المسلمين بسبب هزيمتهم في بدر، وقد التقى الجيشان على أطراف المدينة عند جبل أحد، وقد كان النصر في البداية للمسلمين، لولا خطأ حربي فادح قام به الرماة من المسلمين عندما تخلوا عن مواقعهم الهامة من الجبل ونزلوا لساحة المعركة من أجل الغنائم، وهذا ما استغله خالد بن الوليد وفرقته العسكرية التي قامت بالالتفاف حول جيش المسلمين وضربهم من الخلف مما أصاب صفوفهم واستشهد حمزة بن عبد المطلب وعدد من الصحابة الكرام وانتهت بهزيمة المسلمين، ولكن كان درساً تعلموه في الأيام القابلة أن يكونوا صفاً واحداً أمام قيادتهم، ويطيعوا رسول الله في كل أمر.
غزوة بني النضير .. ضد اليهود الذين خانوا عهد رسول الله
كانو بنو النضير من يهود المدينة الذين نقضوا العهد مع رسول الله أثناء معركة أحد، على خلاف عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصرة ضد كل من يعتدي على المدينة، وقد أمرهم النبي عليه الصلاة والسلام بالخروج من المدينة إلى الأبد.


غزوة الأحزاب .. عندما حفر المسلمين الخندق
غزوة الأحزاب أو غزوة الخندق، كانت في السنة الخامسة من الهجرة، وقد كانت قريش قد جمعت قبائل العرب لحصار المدينة ومحاربة المسلمين بالاتفاق على بني قريظة من يهود المدينة، وقد علم المسلمون بذلك، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر، حتى أشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بالمكوث في المدينة وعدم الخروج للحرب وحفر خندق حول المدينة لحمايتها، وأن هذه فكرة فارسية غير عربية ولن يستطيع جيش المشركين من دخول المدينة، وبالفعل حفر رسول الله وأصحابه الخندق في جهة من جهات المدينة، وقد حاصر جيش المشركين المدينة وفشلوا في النهاية بالرغم من محاولاتهم التحالف مع بني قريظة من اليهود.
وبعد انتهاء الحصار وغزوة الأحزاب، حاصر رسول الله بني قريظة في المدينة حتى خضعوا لرسول الله وتم إجلائهم من المدينة ليلحقوا ببني النضير وذلك بسبب خيانتهم لرسول الله أثناء معركة الأحزاب.
صلح الحديبية .. بداية نهاية زعامة قريش لمكة
صلح الحديبية عام 6 هـ، وقد كان بمثابة بداية النهاية لزعامة قريش وسيطرتها على مكة، فقد رأى رسول الله في منامه أنه يقوم بأداء العمرة مع المسلمين، ومن المعروف أن رؤية الأنبياء حق وأمر من الله تعالى فأمر رسول الله المسلمين بارتداء ملابس الإحرام ليقوموا بالذهاب إلى مكة ليقوموا بأداء العمرة، بالرغم من أن قريشا لن تترك المسلمين يقوموا بهذا الأمر، وبالفعل، قام رسول الله بهذا الأمر ومنعت قريش رسول الله والمسلمين معه من دخول المسجد الحرام، وهنا أرسل رسول الله إليهم الصحابي الجليل عثمان بن عفان، ليتفاوض معهم، وعندما تأخر عثمان وأشيع أنه قُتل، عاهد المسلمين رسولهم على النصرة والحماية والقتال بما يعرف ببيعة الرضوان، فآثرت قريش السلامة وبعثت بسهيل بن عمرو عنها ليتفاوض مع المسلمين، وقد نتج عن هذا التفاوض صلح الحديبية والتي كانت تنص على هدنة لمدة عشر سنوات.
وكانت هناك العديد من الغزوات الأخرى في السنوات التالية مثل:
غزوة خيبر: وكانت بين المسلمين واليهود الذين غادروا المدينة وعاشوا في خيبر، حيث شكلوا خطراً كبيراً على شمال المدينة وكان لابد من إيقاف هذا الخطر، وقد شكل الرسول جيشاً من أجل حصار خيبر وبالفعل انتهى بحصار خيبر ودخولها وانتهت الغزوة لصالح جيش المسلمين.غزوة مؤتة: وكانت في السنة الثامنة للهجرة وكانت بين المسلمين والروم على حدود الجزيرة العربية الشمالية، بسبب مقتل الحارث بن عمير الأزدي وكان حليفاً للمسلمين في الشمال، وقد أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً بقيادة زيد بن حارثة، وأوصى بالقيادة إذا استشهد إلى حمزة بن عبد المطلب، فإذا استشهد تكون القيادة عبد الله بن رواحة فإذا استشهد تكون القيادة لأي أحد في الجيش، وقد دارت معركة كبيرة بين المسلمين والروم وقد استشهد القادة الثلاثة وتولى القيادة خالد بن الوليد، وقد أبلى بلاءًا حسناً وقام بخداع الروم مما ساعد المسلمين على الانسحاب بأقل الخسائر، وأدت المعركة الغرض منها.


غزوة الفتح .. عندما فتح الله على المسلمين مكة
إنها غزوة فتح مكة في العام الثامن من الهجرة، وقد كانت أسبابها نقض مجموعة من قريش لصلح الحديبية وقيامهم بالاعتداء على خزاعة حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وعند استنجاد خزاعة بالمسلمين، قام النبي بتجهيز جيش من المسلمين من أجل رد الاعتداء وفتح مكة، وبالفعل فقد ذهب إلى مكة في 10 آلاف مقاتل من المسلمين، وعندما علم أبو سفيان بن حرب سيد قريش باقتراب الجيش من مكة ذهب إلى رسول الله وأعلن إسلامه قبل دخول الجيش إلى مكة، وقد عفا رسول الله عن جميع أهل مكة الذين دخلوا في الإسلام أفواجاً، بل وحطم الأصنام حول الكعبة وصلى ركعتين فيها.
وبعد غزوة الفتح، تأتي غزوة حنين بالقرب من الطائف ضد قبيلتي هوازن وثقيف وقد اندلعت المعركة بين المسلمين والمشركين من أهل الطائف، وقد انهزم المسلمين في البداية ثم سرعان ما قاوموا مرة أخرى وانتشروا في غزوة حنين ودخلت الطائف في طاعة المسلمين.
وبعدها رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يتجهز لغزوة أخرى وهي غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة، وقد كانت هذه الغزوة آخر غزوات النبي وكانت ضد الروم في مدينة تبوك، وعندما وصل رسول الله إلى مدينة تبوك الشمالية مكث فيها عشرين ليلة دون قتال ثم قفل راجعاً إلى المدينة المنوّرة.


من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم


رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام هو من أشرف الخلق نسباً، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وقد تزوج والد النبي عبد الله من آمنة بنت وهب من بني النجار، وقد ولد رسول الله في يوم الأثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل الموافق 570 م، وهو العام الذي شهد حادثة الفيل الشهيرة، حيث قام أبرهة الحبشي بغزو مكة في محاولة لهدم الكعبة المشرفة، ولكنه فشل بمعجزة إلهية، حيث أرسل الله تعالى طيراً أبابيل قامت برمي جيش أبرهة بحجارة من سجيل فجعلتهم كالعصف المأكول بصيغة القرآن الكريم في سورة الفيل، وقد ولد رسول الله في هذا العام فأشرق الدنيا بنوره.


حجة الوداع ووفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم


حج رسول الله إلى مكة في العام العاشر من الهجرة وهي الحجة الوحيدة في حياته، لذلك سميت بحجة الوداع، حيث حج معه آلاف من المسلمين في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة، وخطب فيهم خطبة الوداع الذي حثهم فيها على مكارم الأخلاق والحفاظ على تعاليم الإسلام، ونزلت في الخطبة آخر آيات القرآن الكريم، وقد حذر فيها المسلمين من الفرقة والربا والعديد من نواهي الله عز وجل.
وبعد رجوعه من الحج، مكث رسول الله شهرين قبل أن يصيبه مرض الوفاة، حيث مرض بالحمى عدة أيام قبل أن يتوفى، وقبل الوفاة أوصى أبي بكر بالصلاة والإمامة بالناس وأخذ ينظر للمسلمين في المسجد وهم يصلون.
كما أرسل إلى ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها وكانت آخر من تبقى له من الأولاد والبنات، وهمس لها مرتين، ففي الاولى بكت فاطمة وفي الثانية ضحكت وفرحت، وبعد ذلك سألها الصحابة الكرام عن ذلك فقالت لهم إنه في المرة الأولى قال لها إنه سيموت اليوم، اما الثانية بشرها بأنها ستكون أولى من يلحق به من أهل بيته، وبالفعل فقد توفيت فاطمة الزهراء رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله بشهور معدودة.


توفي الرسول صلى الله عليه وسلم في يوم الأثنين الموافق الثاني عشر من ربيع الأول من سنة 11 هـ، وقد دفن في المكان الذي توفي فيه في المسجد النبوي الشريف، وقد بكاه المسلمين ولم يصدقوا موته صلى الله عليه وسلم، لكنهم ثبتوا وقرروا مصير الدعوة من بعده عليه الصلاة والسلام وتولى أبي بكر أمر خلافة المسلمين.
بعد هذا العرض الشامل؛ فإن الغرض من عرض سيرة النبي صلى الله عليه وسلم هو عرض حياته على المسلمين والاستفادة منها، فقد كان نبينا عليه الصلاة والسلام نعم القدوة الحسنة، ونعم القائد المربي، وقد أدى الامانة على مدار حياته بعد البعثة النبوية، وعلمنا تعاليم الإسلام و أرسله الله رحمة مهداة لجميع البشرية فهو نبي آخر الزمان ومن لا نبي بعده، لذلك لابد من تكرار سيرته العطرة والاستفادة من جوانبها في حياتنا لعلها نكون نبراساً ومنارة وهادية للصراط المستقيم في حياتنا الدنيوية وفي حياتنا الأخروية. فصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

حياة النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة


بعد ولادته كان من عادة العرب حينها أن يذهب أطفال الشرفاء من أهل قريش إلى البادية حيث تقوم المرضعات برضاعته وتنشئته التنشئة القوية الحسنة في البادية والصحراء حتى يكون قوياص ويرجع إلى أهله مرة أخرى.
ويقول الرواة من أهل السيرة أن المراضع رفضوا إرضاع رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب موت والد عبد الله قبل أن يولد، لذلك خافت المرضعات أن يفقدن الخير والأجر، إلا أن حليمة السعدية رقت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذته إلى قبيلتها بني سعد في البادية وقامت برضاعته ونالت الخير والبركة في حياتها ورأت خيراً كثيرا أثناء تواجد رسول الله بينها هي وقبيلتها.
وعندما بلغ العامين قامت حليمة بإرجاع محمداً إلى أمه لكي تستأذن منها أن يبقى عندها حيناص من الوقت حتى تنتهي الأمراض والأوبئة في مكة التي كانت منتشرة في ذلك الحين، فرجعت به إلا أن حادثة شق الصدر جعلت حليمة تقرر أن يغادر محمدا صلى الله عليه وسلم القبيلة ليرجع إلى أمه.
وحادثة شق الصدر إحدى معجزات النبي صلى الله عليه وسلم حتى قبل أن يصير نبيا، فقد كان الله تعالى يمهد حياة النبي، فأرسل الله ملكين على هيئة رجلين يلبسان ثياباً بيضاء وقد قاموا بشق صدر الطفل محمداً عليه الصلاة والسلام، وقاما بنزع علقة سوداء في صدره وقد قال الرسول عن هذه الحادثة أنها نزع لحظ الشيطان من صدره عليه الصلاة والسلام.
وقد كانت هذه الحادثة إيذاناً بجعل حليمة السعدية تقرر برجوع رسول الله إلى مكة مرة أخرى، وقد توفيت والدة النبي آمنة بنت وهب وهو في سن السادسة، ثم أصبحت كفالته في كنف جده عبد المطلب الذي رباه حتى أصبح في سن الثامنة من العمر، ثم مات عبد المطلب، فأصبح محمداً الطفل في كفالة عمه أبو طالب الذي جعله من عياله وكان يعامله ويلاطفه ويربيه كأحد أولاده بل أكثر من ذلك.


وكان رسول الله يعمل في مكة بالرعي، حيث رأى في وقت مبكر أن أبي طالب كثير العيال، فعمل برعي الغنم في صحراء مكة، فقد كان رسول الله يصف هذه الفترة بقوله: ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ -جزء من الدينار والدرهم- لأهْلِ مَكَّةَ.
ولم يستمر الرسول عليه الصلاة والسلام في رعي الأغنام حيث عمل بالتجارة، في الوقت الذي كانت السيدة خديجة بنت خويلد وهي ذات الحسب والمال الكثير تبحث عن أحد التجار الأمناء ليقوم بتجارتها، وبالفعل عندما علمت بأمانة محمد وكرمه وأخلاقه جعلت تجارتها في يده وساعده في ذلك غلام عندها يدعى ميسرة.
ولقد كان رسول الله يتاجر في أموال خديجة، ويذهب للقوافل التجارية وفي ذات مرة ذهب الغلام ميسرة معه في تجارة ذاهبة إلى الشام، وفي الطريق رأى راهب يستظل في ظل شجرة وعندما رأى محمد عليه الصلاة والسلام، علم فيه ملامح النبوة وقال لميسرة أن هذا هو نبي آخر الزمان.
وعندما رجع الغلام ميسرة إلى خديجة رضي الله عنها أخبرها بذلك القول، فقررت أن يكون محمد زوجها، وقد أرسلت إليه إحدى النسوة لتخبره بأن يخطب خديجة، وبالفعل قام عمه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه بخطبة خديجة لمحمد وتزوجها وهو في سن الخامسة والعشرين من عمره وقد كانت في سن الأربعين، وقد أنجب منها أولاده جميعا عدا إبراهيم، فقد أنجب منها القاسم وعبد الله ومن البنات رقية وزينب وأم كلثوم وفاطمة رضي الله عنهم أجمعين.
أما عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل البعثة النبوية، فقد كان يلقب بالصادق الأمين، والعديد من المواقف تجعله من ضمن الشرفاء أصحاب المكانة في قريش وعند سادتها، ومن أهم هذه المواقف مثلاً مشاركته في بناء الكعبة، ووضع الحجر الأسود بعد البناء.


فقد كانت الكعبة بنائها متهالك، وقد خشى أشراف قريش عليها من الهدم في حالة وجود سيل، فأرادوا هدمها وبنائها بناءًا قوياً، وقد وضعوا لذلك الأموال الخالية من الربا او أموال التجارة الحلال لبناء الكعبة، وعندما أتم البناء قامت مشادة بين جميع أفراد القبائل التي تنتمي لقريش حول القبيلة التي يتشرف بوضع الحجر الأسود في ركن الكعبة، وكادت تحدث معركة لولا تدخل النبي صلى الله عليه وسلم الذي اقترح أن يكون الجميع مشارك في وضع الحجر الأسود، حيث قام بوضع رداء ووضع الحجر الاسود فيه وأن يأتي رجل من قبيلة ويمسك بطرف الرداء حتى يضعوا جميعاً الحجر الأسود في مكانه، فاستحسن الجميع هذا الرأي وفعلوه.
وقد زادت من مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام حتى قبل البعثة بسبب أخلاقه الرائعة ما بين الصدق والأمانة والبعد عن عبادة الأوثان ولعب الميسر وشرب الخمر وارتكاب الفواحش والموبقات، فقد كان بعيداً عن كل ذلك وكان عفّ اللسان، حسن المعشر، مضرب الأمثال في الأخلاق والحلم والصدق والأمانة.

الهجرة النبوية .. انتهاء مرحلة وبداية أخرى


كانت هذه المرحلة من الدعوة الإسلامية من أهم المراحل على الإطلاق، فقد كانت الهجرة حدثاً هاماً في التاريخ الإسلامي، ليس فقط لإنقاذ دعوة الإسلام من قريش، ولكن بداية بناء الدولة الإسلامية والمجتمع الإسلامي على نفس التعاليم التي أرشدها الإسلام للناس أجمعين.


وقد هاجر المسلمين تباعاً سراً وجهراً، فتركوا أموالهم ومتاعهم وبيوتهم لقريش التي استولت عليهم في مقابل خروجهم من مكة إلى المدينة، وهناك من المسلمين من هاجر جهراً مثل الفاروق عمر بن الخطاب الذي هاجر في ركابه العديد من الفقراء والضعفاء، وهناك من هاجر سراً، ولم يبق إلا القليل مع رسول الله الذي آثر الهجرة في نهاية الأمر مع صاحبه أبي بكر الصديق، وبالفعل اتفق رسول الله مع صاحبه رضي الله عنه بالهجرة، وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في فراشه، حيث بقى في مكة عدة أيام ليقوم برد الأمانات إلى أهلها.
وقد علم مشركي قريش بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد حاولوا منعه باجتماعهم واتفاقهم على قتله بضربة رجل واحد ليتفرق دمه بين القبائل، ولكن الله عصم نبيه الكريم، وقد خرج بين ظهرانيهم ومن امامهم وهو لا يبصرون في معجزة نبوية من الله تعالى، وقد هاجر رسول الله إلى المدينة المنورة بعدما حاولت قريش إتباع أثره وبالفعل حاول منهم اللحاق به دون جدوى.
وفي نهاية الأمر هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنوّرة ليبدأ عهد جديد حيث كانت هناك العديد من الخطوات التي قام بها ليبدأ دولة الإسلام.

الدعوة الإسلامية وموقف قريش منها


لقد انقسمت الدعوة للإسلام إلى فترتين، فقد كانت الأولى سرية وقد استمرت حوالي 3 سنوات، فقد كان رسول الله يدعو سراً لدعوة الله الواحد الأحد لا شريك له، وقد ىمن به أهل بيته الكرام السيدة خديجة بنت خويلد، ومولاه زيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب وقد كان صبياً صغيراً، ثم آمن أبو بكر الصديق وقد كان صاحبه وصديقه، ثم آمن العديد من الشخصيات مثل عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، ثم بدأ الانتشار شيئاً فشيئاً في ربوع مكة بين الضعفاء والفقراء والعبيد بل وبين بعض السادة سراً حتى بدأت أخبار الدعوة تنتقل لسادة قريش.
أما الدعوة الجهرية فقد أمر الله رسوله الكريم بالدعوة الجهرية بعد ثلاثة سنوات من بداية الوحي، وقد قام رسول الله بإعلان الدعوة ليجد معارضة قريش التي خافت على نفوذها التجاري والاقتصادي، وخشيت على نفسها من دعوة الإسلام فحاربوا الدعوة منذ اليوم الأول.
لقد رفضوا دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ في محاربة الدعوة بشتى الطرق مثل ضرب الفقراء والضعفاء وتعذيبهم في بطحاء مكة، وحبس الذين يؤمنون بالله وتشريدهم من بيوتهم والتضييق عليهم في أرزاقهم، بل محاولات للتضييق على النبي صلى الله عليه وسلم ونعته بالمجنون والساحر والشاعر وإبعاد القبائل الأخرى عنه، وإصدار الشائعات ضده وضد دعوته وضد من يؤمن به، بل ووصل الأمر لمحاولات الاعتداء عليه في صحن الكعبة، وكذلك ذلك الأمر على مدار سنوات رأى فيها المسلمين العذاب والتنكيل بسبب نشر دعوة الإسلام.
وقد وصل الأمر إلى مقاطعة بني هاشم وهم عشيرة النبي صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب الجبال، بحيث يقاطعونهم لا يشترون منهم ولا يبيعون لهم ولا يتزوجون وكتبوا صحيفة بهذه المعاهدة وعلقوها داخل الكعبة، ولكن انتهى الأمر بعد ثلاث سنوات من المقاطعة، بحيث أكلت الأرضة الصحيفة، وبعد أن عانى المسلمين وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً في هذه السنوات.


وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجموعة من المسلمين بأن يهاجروا إلى الحبشة خوفاً عليهم من الكفار والمشركين، ليذهبوا إلى ملك الحبشة النجاشي الذي لا يظلم عنده أحداً أبداً، وبالفعل فقد هاجر العديد من المسلمين للحبشة خوفاً من بطش كفار قريش.
وقد كان أبو طالب عم الرسول عليه الصلاة والسلام وزوجه خديجة بنت خويلد رضي الله عنه الداعم والسند الرئيسي لرسول الله، ولكن في السنة العاشرة من البعثة النبوية الشريفة توفي أبو طالب ثم خديجة رضي الله عنها في نفس العام، مما جعل هذا العام يسمى في السيرة النبوية الشريفة بعام الحزن.
وفي عام الحزن أيضاً، أسرى الله بعبده ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم من مكة غلى القدس الشريف، ليصلي بعباد الله الأنبياء أجمعين إماماً في معجزة نبوية خالصة، كما عرج به إلى السماء السابعة وقد التقى بالأنبياء في كل سماء على حدة مثل آدم ويوسف وإدريس وهارون وموسى بن عمران وإبراهيم عليهم الصلاة والسلام أجمعين، وقد فرض الله على رسوله وعلى المسلمين الصلاة في هذه الحادثة.
وقد كان من ضمن خطط الرسول صلى الله عليه وسلم ان ينتشر الإسلام خارج مكة المكرمة، حيث البقاع الأخرى، وقد كانت له محاولات في الطائف، ولكن أهل الطائف عاندوا واستكبروا عليه بإيعاز من قريش، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد الفرصة سانحة مع قبيلتي الأوس والخزرج من يثرب في موسم الحج، وقد عرض عليهم الإسلام فأسلم بعضهم وتعاهدوا على نشر الدعوة هناك في يثرب أو المدينة المنوّرة بعد ذلك، وقد أرسل معهم رسول الله مصعب بن عمير الذي قام بدوره في نشر تعاليم الإسلام وفي تعريف الناس في المدينة بالإسلام، حتى رجعوا في موسم الحج التالي وهو أكثر عدداً وقد عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم بالنصرة إذا أتى عليهم مهاجراً هو والمسلمين من معه، وبالفعل قد كان هذا الاتفاق والتعاهد بداية مرحلة جديدة وهي الهجرة إلى المدينة المنوّرة، ويعرف هذا التعاهد ببيعة العقبة الأولى وهي في بداية دخولهم الإسلام وبيعة العقبة الثانية وهو النصرة على الهجرة إلى المدينة المنورة وحماية الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة.

بحث عن حياة الرسول


إن الرسول عليه الصلاة والسلام هو القدوة الحسنة لجميع المسلمين، فهو أشرف الناس نسباً وأعظم الخلق مكانة عند الله تعالى، ولقد أمرنا الله تعالى أن يكون الرسول قدوتنا وأن نعرف سيرته العطرة ونتعلم منها دائماً، لذلك فإننا في هذا المقال نبحث في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث نعرض أجزاء كبيرة من سيرته العطرة، فيها بنا نتعرف في بحث عن الرسول من خلال العرض الشامل التالي.

انتشار الإسلام في الجزيرة العربية


لم تكن الغزوات إلا دفاعاً عن الإسلام والمسلمين في المدينة المنوّرة، لكن مع ذلك انتشر الإسلام في الجزيرة العربية وأتى الوفود من جميع أنحاء الجزيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل وفد دوس ووفد عذرة ووفد ثقيف ووفد صداء ووفد عبد القيس وغيرهم من القبائل العربية.
بل إن رسول الله كاتب الأمراء والملوك من خارج الجزيرة العربية ليدعوهم إلى الإسلام، فقد أرسل عمرو بن العاص إلى ملك عُمان، وأرسل شجاع بن وهب إلى صاحب دمشق، وسليط بن عمرو العامري إلى صاحب اليمامة، وعمرو بن أمية إلى النجاشي ملك الحبشة، حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر، وعبد الله بن حذافة غلى كسرى ملك فارس، ودحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم، والعلاء بن الحضرمي إلى ملك البحرين.
كما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى بني الحارث بن كعب في نجران يدعوهم إلى الإسلام، وأرسل معاذ بن جبل إلى اليمن.

نزول الوحي على رسول الله وبداية الدعوة الإسلامية


لقد اختار الله تعالى رسوله الكريم لحمل الامانة ونشر الإسلام، وقد قام رسول الله بأداء هذه الأمانة على مدار حوالي 23 سنة مقسمة في مكة والمدينة المنوّرة منذ بداية البعثة النبوية الشريفة، وحتى وفاة الرسول الكريم في المدينة المنورة.
أما عن بداية الوحي الكريم، فقد أنزل الله تعالى جبريل الأمين عليه السلام، وهو أمين الوحي وقد نزل على رسول الله في إحدى ليالي شهر رمضان المبارك في ليلة القدر وهي بداية نزول القرآن والوحي عليه وجعله نبياً مرسلاً، وقد كان رسول الله يتعبد في غار حراء، حيث كان يتأمل في خلق الله وقد كان حُبب إليه الخلاء فترة قبل نزول الوحي.
وقد نزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهيئته الملائكية التي سدت آفاق السماء، وقد هال رسول الله المنظر حتى قال له جبريل الأمين اقرأ فرد رسول الله وقال ما أنا بقارىء، فكرر على مسامعه هذا الأمر ثلاث مرات.


فتلا عليه قول الله تعالى اقرأ باسم ربك الذي خلق حتى نهاية الآيات الكريمة، وقد وصفت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا الموقف بقولها: أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} iiالعلق: 1ii- حتَّى بَلَغَ – {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}.
وعندما انتهى ذلك نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغار فزعاً وهو يرتعد وذهب غلى خديجة رضي الله عنها وهو يسأله أن تغطيه بالرداء ثم حكى عليها الموقف الرهيب الذي رأه فردت عليه وطمأنته واقترحت عليه أن تذهب به إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وقد كان ورقة عالماً بالإنجيل ويكتبه بالعربية، وقد أخبره رسول الله بما حدث فرد عليه ورقة وقال له: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.
وقد توفي ورقة بن نوفل بعدها بأيام، وقد انقطع الوحي عن رسول الله، بالرغم أنه لم ينقطع عن الخلوة في غار حراء لعله يرى الوحي مرة أخرى، وبالفعل بعد أيام سمع صوتاً من السماء، وقد كان ذلك جبريل عليه السلام يتلو عليه قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وكان ذلك أمراً من الله تعالى أن يقوم ببداية الدعوة الإسلامية.


خطوات بناء الدولة الإسلامية في المدينة


كان المجتمع المسلم في المدينة المنوّرة في حاجة إلى بناء أركان معينة لمجتمع سليم وفقاً لتعاليم الإسلام، وقد بدأ رسول الله ببناء هذه القواعد، وهذه القواعد هي:
بناء المسجد النبوي الشريف
كانت الخطوة الأولى هي بناء المسجد النبوي الشريف، والمسجد له أهمية كبيرة حيث كان مقراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ويجتمع بالصحابة الكرام ويستشيرهم في أمور الدنيا والدين، بل إن خطط الحرب كانت تعقد فيه.
أما عن قصة بناء المسجد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما هاجر إلى المدينة المنوّرة، أمر أصحابه أن يتركوا الناقة التي كان يركبها حتى وصلت الناقة إلى أرض ليتيمين وجلست فيها، وبذلك أمر الله تعالى الناقة أن تجلس في هذا المكان لأنها مأمورة من رب العالمين كما أشار النبي لأصحابه، وقد اشترى رسول الله هذه الأرض من الغلامين، وبدأ في بناء المسجد هو وأصحابه، وقد شاركوا جميعاً في البناء، وكان في البداية القبلة إلى بيت المقدس، حتى أمر الله رسوله بتغيير القبلة غلى المسجد الحرام في مكة المكرمة بعد ذلك.


وقد كان المسجد ملحق به بيت النبي صلى الله عليه وسلم وحجرات أزواجه أمهات المؤمنين رضي الله عنه، وقد أتم بناء المسجد ليكون مقراً لاجتماع المسلمين.
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
كانت بداية المجتمع المسلم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، فالمهاجرين هم أهل مكة من المسلمين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة المنوّرة، أما الأنصار هم أهم المدينة الذين عاهدوا رسول الله في بيعة العقبة الثانية على النصرة والحماية إذا هاجر إليهم، وقد آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار ليكونوا أمة واحدة متآخين متحابين في الإسلام، بعيداً عن العصبية القبلية التي كانت تربطهم قبل ذلك، وبذلك لا مكان للعصبية القبلية بينهم بل هم أخوة في الدين لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وقد كانت تلك الخطوة ضرورية لتماسك وبناء المجتمع المسلم على أساس قويم.
وثيقة المدينة والعهد مع اليهود
كانت المدينة المنوّرة بها طائفة من اليهود كبيرة، وقد أسلم بعضهم ولم يسلم البعض الآخر منهم، وقد عاهدهم النبي على أن يكون لهم حقوق وعليهم واجبات من العهد والحماية والنصرة إذا تعرضت المدينة لشىء، وقد كانت تلك الوثيقة بمثابة دستور جامع للمدينة المنوّرة، بحيث تجمع جميع أهل المدينة تحت راية واحدة وقيادة واحدة وهي قيادة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عاهد النبي اليهود في هذه الوثيقة على نبذ الخلاف والحماية.
وقد نفهم من هذه الوثيقة بعض الجوانب الهامة وهي أن دين الإسلام يعمل على وحدة الجميع، وأنم المجتمع الإسلامي لا يقوم إلا بالتعاون والتكافل بين جميع عناصر الأمة الواحدة، وأن كل فرد عليه مسؤولية ولديه حقوق في المجتمع، وأن مرد المسلمين والمجتمع إلى شريعة الله الذي أنزلها في القرآن الكريم وفي سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ السيرة النبوية ] بحث عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام .. 9 ملامح حياتية من سيرة النبي المصطفى # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 10/11/2023


اعلانات العرب الآن