شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الاربعاء 1 مايو 2024 , الساعة: 9:45 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع أسلوب أسخيلوس (أبو المسرح اليوناني) # اخر تحديث اليوم 2024-05-01 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 04/10/2023

اعلانات

أسلوب أسخيلوس (أبو المسرح اليوناني) # اخر تحديث اليوم 2024-05-01


(أبو المسرح اليوناني)


لأنه بطريقة أو بأخرى ساهم إسهامات جليلة في تغيير



مسار التراجيديا اليونانية.خلع



و لد أسخيلوس ابن إيوفوريون في إليوسيس(*) سنة 525 قبل الميلاد من أسرة قديمة تسمى



إيوباتريد وهم سلالة قبائل أيولية (1).



ألف أسخيلوس أول مسرحياته وهو في الخامسة والعشرين عام 500 – 499 قبل الميلاد ولكنه لم يفز بالجائزة



الأولى إلا عام 484 قبل الميلاد وفاز بها ثلاثة عشرة مرة كان أخرها عن ثلاثية الأوريست (أجامنون –



حاملات القرابين – الصافحات)، ومن المؤكد أنه فاز بالجائزة عن مسرحية الفرس عام (472 ق.م) و



ثلاثية طيبة (467 ق.م) (2).



يروي باوسانياس أن إسخيلوس بدأ كتابة التراجديات بناءً على أمر من الإله ديونيسوس،



الذي ظهر له في رؤيا أثناء نومه في الحقول في مرحلة طفولته وربما يكون هذا ما دفعه إلى الكتابة في سن



مبكرة (3)



و قد كتب أسخيلوس حوالي تسعين مسرحية(**), لم يصلنا منها إلا سبعة وهم (المستجيرات – الفرس –



السبعة ضد طيبة – برميثيوس مقيداً – ثلاثية الأوريست).



و يقال أن سفوكليس تفوق عليه في إحدى مسرحياته وربما تكون هذه الهزيمة سبباً في رحيل أسخيلوس إلى



صقلية(1).



و كانت أبرز أعمال أسخيلوس والتي كان لها انعكاسات واضحة في مسرحياته هي مشاركته في الحروب



الميدية، بين عامي 480 – 479 قبل الميلاد والتي أظهر فيها شجاعة وإقدام، حتى أنه عندما توفي في جيلا



نقش على قبره هذا القبر يغطي رفات أسخيلوس ابن يورفيون الذي ولد بأثينا ومات في سهول جيلا



الخصبة وإنه لفي استطاعة غابات الماراثون الشهيرة المقدسة وفي مقدور المديين ذوي الشعور المرسلة أن



يتحدثا عن علم مكين بجرائته وشجاعته وإقدامه في ساحة الوغى ، وكان أريستوفانيس يلقبه بالأمير



الباكخي (2) أو محارب الماراثون(3)، ويلاحظ انه لم يذكر اي شيء عن مقدرته الفنية ولا عن كونه أحد



عظماء التراجيديا.



و قد توفي هذا الشاعر العظيم في رحلته الثانية إلى صقلية ومكث بها عامين (أي حتى حوالي عام 456



ق.م)، وبينما كان يجلس أسخيلوس ذات يوم على سفح جبل بالقرب من مدينة جيلا وكان هناك نسر يحمل



سلحفاة وكان يبحث عن صخرة ليحطم عليها فريسته، فظن أن رأس اسخيلوس صخرة، فألقى السلحفاة



عليه فحطمت رأسه، وهكذا مات اسخيلوس الشاعر التراجيدي العظيم ودفن في أرض مدينة جيلا (4).



تجديدات أسخيلوس





ليس معنى أن أسخيلوس يعتبر أباً للتراجيديا اليونانية أنه مبتدع فن التراجيديا، لكن المقصود أنه



أعطاها شكلها الحقيقي وصورتها الحقيقية وصورتها الأخيرة فكان جديراً بأن يأخذ ذلك اللقب كما كان



هيرودوت أبا للتاريخ. وأهم ما أدخله إسخيلوس من تعديلات على التراجيديا(1)



1. لم تكن التراجيديا قبله إلا نوعاً من الغناء القصصي تقوم به الجوقة أو الممثل الذي أضافه



ثيسبس، لكن اسخيلوس لم يكتف بهذا الغناء بل أضاف إليه شيئاً من الحركة وشيئاً من الحوار.



2. أدخل الممثل الثاني في معظم مسرحياته بعد أن كان واحداً أيام ثيسبس.



3. راعى تدبير المسرح وتنظيمه من الناحية المادية حتى يتمكن الممثلون من محاكاة الحقيقة



4. اعتنى بملابس الممثلين وأحذيتهم مما ساعد في إعطاء التراجيديا ذلك المظهر الوقور.



5. و يرجع إلى أسخيلوس أنه حدد الأوضاع الفنية للمسرحية وقوانينها وشروطها التي أصبحت



كالدستور لمن جاء من بعده.



ثلاثية الأوريستيا





تتكون من ثلاث مسرحيات (أجاممنون – حاملات القرابين - الصافحات), وتتناول الأوريستيا موضوع اللعنة



المتوارثة في بيت أتريوس وأحداثها الرئيسية كالأتي(1)



أنجب بلوبس ولدين هما أتريوس وثيستس، ولقد حاول ثيستس غواية زوجة أتريوس، قام أتريوس



بالتظاهر بأنه قد غفر خطأ أخيه، لكنه انتقاماً من أخيه قام بدعوته إلى مأدبة، كان أتريوس قد



ذبح فيها أبناء أخيه إلا واحداً وقدمهم أتريوس لأخيه في المأدبة، وأكل الأب لحم أبناءه دون أن يعرف



الحقيقة ولكنه سرعان ما علمها فلعن أتريوس وذريته وفر بإبنه الباقي هارباً.



ثم تزوج إبنا أتريوس أجاممنون ومينيلاوس من كليتمنسترا وهيلين التي قامت من أجلها الحرب الطروادية



الشهيرة وأثناء غياب أجاممنون في الحرب يعود إيجستوس ابن ثيستس، ويتخذ كليتمنسترا عشيقة له، و



عندما يعود أجاممنون إلى وطنه منتصراً، فتتأمر كليتمنسترا وعشيقها لقتل أجاممنون، وبالفعل ينجحا



في ذلك (و هذا ما تناولته مسرحية أجاممنون).



و عندما يكبر أوريستس ابن أجاممنون، يعود إلى وطنه وبالاتفاق مع شقيقته إلكترا لقتل كليتمنسترا



وعشيقها انتقاماً لأبيه (و هذا ما تناولته مسرحية حاملات القرابين)، فتطارده الأيرينيات عقاباً له



على جريمته إلى أن تتم محاكمته وتعلن براءته فترفع اللعنة من على منزل أتريوس.



مسرحية حاملات القرابين





تبدأ المسرحية بمشهد لمقبرة أجاممنون في وطنه أرجوس وأوريستس وصديقه بيلاديس ابن ملك فوكيس و



أوريستس يضع خصلة شعر على قبر أبيه ويبدي حزنه وأسفه



يا أبتاه ! إصغ كن سميعي !



يا منبت الأحزان في ضلوعي



هاتان خصلتان في يدي



ابتلتا بدمع مقلتي(1)



ثم يقسم على الانتقام ويتوجه إلى زيوس قائلاً



فيا زيوس ! يا حمى الأنام



أشدد على قلبي للانتقام



لوالدي الطريح في التراب



و كن حليف ضربتي وثأري(2)



ثم ينسحب هو وصديقه بيلاد عندما يلحظون مجيء موكب من النسوة قادم عليهم، ثم تدخل الجوقة حاملة



للقرابين هذه القرابين ما هي إلا قرابين أرسلتها كليتمنسترا ربما لأنها أحست بالندم على فعلتها ثم تدخل



الكترا لتناجي روح أبيها.



و تقوم الجوقة بإلقاء عدد من الأبيات يرون فيه عن خيانة كليتمنسترا ومليكهم أجاممنون ونجدهم



يصفونها كدليل على كذب قربانها



هذه الكافرة عنوان الجناة



أرسلتني بالقرابين ومسفوح الصلاة



و شفعاعات الزواني تتقي بطش الإله(3)



ثم نرى قائدة الكوراس تحرضها على أن تدعو في صلاتها بالقصاص من القتلة



قائدة الكوراس



فلتكن الصلاة باختصار



سيان بالقصاص أو بالثأر



مطارد لاحق كالضواري



يطارد القاتل في إصرار فينتهي القاتل للدمار(1)



فتتساءل إلكترا



و هل ترى إراقة الدماء



تحل في شريعة السماء(2)



فتجيبها قائدة الكوراس



و كيف لا ؟ أقول لا مناص



أن يقتل القاتل بالقصاص(3)



فتصلي الكترا لأبيها وتكلمه مستعطفة إياه



انظر ! كلانا (أي هي وأوريستس) بائس طريد



منذ استبدت زوجك الغويه



باعت بنيها بيعة العبيد(4)



ثم تلاحظ وجود خصلات شعر وتتعرف عليها وتعلم أنها لأوريستس



و هذه عجيبة العجائب



إنظرن يا إماء للذوائب



قد شابهت في لونها الغديرة(1)



قائدة الكوراس



أي غديرة جرت نضيرة ؟



تكلمي فإني في حيرة(2)



الكترا



غديرتي المرسلة الغزيرة(3)



قائدة الكوراس



إذن لعلها من عطاء



قدمه أوريست في الخفاء



قربانه للوالد الفقيد



لعله أقبل من بعيد(4)



ثم يظهر أوريست ليخبر الكترا بشخصيته الحقيقية



إني أوريست جئت من بعيد(5)



لكنها تنكره



رحماك لا تمشي على الفؤاد



يا أيها الغريب في البلاد(6)



فيتعجب أوريست قائلاً



يا عجباً حين رأيت خصلتي



قصصتها أمارة الحداد



عرفتها لأنها قد شابهت غدائر المواج فوق رأسك(1)



ثم يقول



و الآن إذ ترينني أمامك



ها أنت تنكرينني انكاراً(2)



فتتيقن إلكترا أنه أخاها



ها أنت قد عدت يا مخلصي



تلبس تاج القوة



بها تسترد قصر والدك(3)



ثم يتجه أوريست إلى زيوس قائلاً



أيا زيوس ! يا زيوس ! شاهد



و اشهد على مآلنا الحزين



انظر إلينا وارث اليتامى(4)



ثم يدور حوار بينه وبين الجوقة عن نبؤة لوكسياس، ثم يدور حوار أخر بين أوريستس وإلكترا والجوقة



كأنه مرثية لأجاممنون (يلا حظ أنه أثناء كل هذه الحوارات كان بيلاد واقفاً صامتاً وربما كان هذا يدل



على أن أسخيلوس لم يدخل الممثل الثالث ولكن سوفوكليس هو من ابتكر هذا)



ثم في جزئين متتاليين لإلكترا وأوريست نجد الأولى تحكي ما فعلته كليتمنسترا مع أجاممنون بعد موته وفي



الثانية نجد توعد من أوريستس بالأنتقام



إلكترا



آه يا ويلاه من أم الشنار !



ملأ الحقد حشاها والسعار



مللك اليونان، مولى الانتصار



سيد الأمجاد والذكر استطار



كعدو مددته في احتقار



طي لحد ونهت عنه المزار



ورعاياه كبار وصغار



حرمتهم من جانزة أو مزار



أو بكاء أو طقوس أي عار



جلل اليونان والديار(1)



أوريستس



آه ! واه لي من شين المشين



كل ما قلت عذاب لا يهون



غير أني جئت أجتاز الحزون



و الفيافي أغسل العار المهين



بانتقامي وبإيماني المكين(2)



ثم يعيد الكوراس على أوريستس بعض مما فعلته تلك الخائنة كليتمنسترا، وتتابع الأبيات كأنها أكوام من



الحطب تلقى في النار ليكون القارئ في حالة تحفز دائم للمصير المشئوم لكليتمنسترا، ثم يأتي بعد ذلك ذكر



الرؤيا التي رأتها كليتمنسترا بأنها أنجبت ثعبان حسبته ولداً فأخذته لترضعه لكنه يجرحها بأنيابه ويمص



دمائها، لذلك أرسلت كليتمنسترا مع الجوقة هذه القرابين، لكن أوريست يفسر الرؤيا بأنه هو الثعبان



و أنه جاء للانتقام، وأنها مهما فعلت فأن إرادة الألهة قد نفذت.



ثم يتلو أوريستس على أسماع إلكترا والجوقة خطته من أجل الانتقام



آمر أختي، زهرة الشباب



أن تلج القصر على استحياء



وتكتم الأسرار في الخفاء



بالمكر يوردان شط الموت



من قتلا عاهلنا في مقت



و مثلما إغتالاه شر غيلة



بالختل يقتلان أو بالحيلة



وهكذا أنفذ في الفجار



قضاء لوكسياس ذي الأسرار



و هو أبولو قارئ الغيوب



...



انا وصاحبي بيلاد



سندخل المنزل ذي العماد



...



وسوف نحكي لهجة البرانس



كأننا الأغراب بين الناس



و بالفعل يدق أوريستس وبيلاديس أبواب القصر يطلب من أصحابه وتستقبلهم كليتمنسترا ويخبرها



اوريستس المتنكر في شخصية رجل أجنبي أنه قادم من ديلوس وأنه قابل رجل يدعى ستروفيوس عرف أنه ذاهب



إلى أرجوس فطلب منه أن يحمل رسالة لأهل القصر وهي أن أوريستس ابن أجاممنون مات فهل يدفن هناك أم



يعود به إلى أرجوس.



ثم تصعد كليتمنسترا إلى جناحها الملكي وهم يذهبون إلى غرف الضيافة ثم تذهب كيليسا مربية أوريستس إلى



إيجستوس تطلب منه ان يأتي ليتحقق من أمر الغرباء بنفسه، وبعد أن تؤكد له الجوقة ذلك يدخل إلى



القصر وبينما الجوقة تتوسل لزيوس، إذا بصرخات استغاثة من أيجستوس، فتأتي كليتمنسترا وتطلب أن



يؤتى لها بالبلطة التي قتلت بها أجاممنون، ولكن في هذه الأثناء يخرج أوريستس وسيفه مقطر بدماء



أيجستوس، ويهم بقتل كليتمنسترا، لكنها تخبره بأنها أمه وتتوسل إليه



فيتردد ويستشير صديقه بيلاديس الذي يذكره بأبيه وبثأر فيجهز عليها ويعلن فخوراً أنه قتلها بيد



العدالة لأنها تستحق هذه الميتة.



كليتمنسترا



أنت وليدي رضيع صدري



سوف أقيم معك طول عمري



أوريست



عجباً أتفتكين بأبي الكريم



و تأملين الأم أن تقيمي معي



لكي أقيم في الجحيم ؟



كليتمنسترا



يا ولدي، كفى هي الأقدار



ساقت مصيره إلى الدمار



...



كليتمنسترا



أراك عازماً على اغتيالي



يا ولدي ولاح لي مآلي



أوريست



بل أنت سوف تقتلين



نفسك بالخزي... أتفهمين ؟



ثم تحذره من إلاهات العقاب



حذار من مخالب الزبانية



حمراء تحسو دمائك القانية



تطلقها أمك بعد الموت



لكن أوريست لا يعبأ بهذا ويسوقها إلى داخل القصر ثم تفتح الأبواب الوسطى للقصر ليظهر أوريست واقفاً



عند جثتي كليتمنسترا وأيجستوس



انتهى عرض المسرحية ولكن إجابة السؤال هل بالفعل استحقت كليتمنسترا لقب المرأة الخائنة ؟؟...



ربما يكون غياب زوجها عنها لمدة طويلة حوالي العشرة أعوام مبرراً وجيهاً لهذه الخيانة لكن يُرد على ذلك



بأن أجاممنون لم يذهب إلى طروادة ليتنزه أو ما شابه لكنه ذهب لحرب من أجل شرف اليونان كلها لذلك



عندما نجدها تقول لأوريستس مبرره قتلها لأجاممنون...



كلتمنسترا



يا ولدي، ما أبأس النساء



ذقن بلاء الوحدة الصماء



يعشن والأزواج في القتال



مثل أرامل بلا رجال



فيرد أوريستس قائلاً



الزوج غائب على اضطرار



جاهد كي يسعد من في الدار



هناك أيضاً سبب ربما يبرر خيانتها أن أجاممنون إتخذ عدداً من المحظيات له أمام ناظري زوجته لكن مثل هذا



التصرف المشين لا يرخص لها قتله...



كلتمنسترا



بل قل ،, تكلم ،, لا تكل كيلين



أذكر أباك فارغ العينين



عدد مخازيه وعد ديني



فيرد أوريستس قائلاً



اياك أن تحاسبي الأبطال



قد حملوا الأعباء والأثقال



و أنت تقعدين رهن الدار



لا فرق بين الليل والنهار



والحقيقة أنه ليس من واجب المرأة أن تخرج للحروب وأن خروج أجاممنون للحرب وعدم خروجها لا يبرر له



إتخاذ عشيقات له ولكن هذا لا يبرر لكليتمنسترا قتل زوجها.



هناك سبب أخير قد يشفع لها قتلها لزوجها ألا وهو ذبحه لإبنتهما إيفيجنيا كقربان للإلاهة ديميتر وذلك



عندما غضبت على اليونانين قبل أن تتحرك الحملة إلى طروادة، ولكن الأسطورة كما يرويها الأستاذ



الدكتور عبد المعطي شعراوي عندما حشدت جموع الإغريق للذهاب لحصار طروادة هبت رياح عاصفة وهاج



البحر وارتفعت الأمواج هادرة واشتدت حركات المد والجزر وعصفت الرياح بالسفن الإغريقية وحطمت



عدداً كبيراً منها وأغرقت عدداً أخر، وأصبح الأسطول الإغريقي في خطر عظيم استولى الزعر على قادة



الحملة تأجل الرحيل وطالت فترة الانتظار في الميناء، إزدادت الخشائر يوماً بعد يوم، لجأ القادة إلى



العراف (كالخاس) الذي كان يرافق الحملة، راقب كالخاس حركات الطيور في السماء، لاحظ مواكب النجوم



في الفضاء واستخار الألهة، ثم حمل النبؤة إلى القادة إن الربة الغاضبة هي أرتميس العذراء ولن تهدأ إلا



بعد أن يقوم القائد الإغريقي أجاممنون إبنته العذراء إيفيجينيا ضحية على مذبح الربة (1).



تعددت الأسباب التي ذكرتها الأسطورة لكن المهم ما حدث من ردة فعل لأجاممنون، فتقول الأسطورة



استنكر أجاممنون ماقاله العراف كالخاس ورفض الاستجابة لمطلب الربة اشتدت قوة الرياح وإزدادت



خسائر الإغريق وأصبحت الحملة مهدة بالفشل قبل أن يبدأ القتال،


توسل القادة الإغريق إلى أجاممنون، لكن أجاممنون لم يستع إلى توسلاتهم حاولوا أن يثنوه عن عزمه، لم



تنجح محاولاتهم، هددوه بالانضمام إلى حلفاء أخرين وإبعاده عن الحملة فلم يخضع لتهديداتهم، تدخل



شقيقه منيلاوس، توسل إليه أن ينقذ شرف أخيه وأ، يعيد للأسرة كرامتها، إستحلفه برأس والدهما



أتريوس، إنضم إليه الماكر أوديسيوس ذكره بما سيلاقيه من المجد إذا نجحت الحملة، فبدأ أجاممنون يشعر



بالحيرة هل يضحي بإبنته إرضاءً لأرتميس أم يضحي بالحملة التي ستقاتل من أجل اليونان وبالمجد الذي



ينتظره إذا حقق فيها الانتصار، في النهاية وافق أجاممنون مضطراً غير مقتنع (1) .



إذن فقد وافق أجاممنون على مضض وجاءت إيفيجنيا كليتمنسترا ظناً منهم أن أخيليوس القائد الإغريقي



العظيم يردي الزواج من إيفيجنيا لكن هذا كان محض خدعة حاكها القادة الإغريق ليحضروها، فتنخرط هي



في البكاء وتثور أمها كليتمنسترا وأيضاً أخيليوس الذي لم يكن يعلم بالأمر ورفض هذه الطريقة



الرخيصة لإحضار إيفيجنيا، المهم مرة أخرى هنا هو رد فعل إيفيجنيا فتستكمل الأسطورة فكانت



إيفيجنيا تنظر فيمن حولها فترى أخليوس ثائر وأمها كليتمنسترا أيضاً ثائرة وترى القادة وحملتهم



المهددة بالفشل في البدء أعلنت رفضها، فوقع الجميع في حيرة ماذا يفعلون فقد إزدادت سرعة الرياح و



بات أمر الحملة على المحك (2) .



لكن ما حدث كانت إيفيجنيا في خضم هذه الأحداث صامتة تراقب كل شيء حولها في صمت كانت هي الأخرى



تفكر، إنها تحب والدها حباً يفوق الحدود وتحب والدتها حباً جماً وتخلص لوطنها أشد الإخلاص وتشفق على



قادة الإغريق الذين باتت حملتهم مهددة بالفشل ولا يجدون طريقاً للخلاص، وظلت تفكر عليها الآن أن



تختار بين الحياة والموت، حياتها في كفة ونجاح الحملة في كفة أخرى، ماذا يحدث لو أنها قدمت نفسها فداء



للوطن، بدأت تروقها الفكرة شيئاً فشيئاً، ثم هبت قائمة بين الجموع المتراصة وصاحت بنبرات متقطعة أنها



سوف تقدم حياتها راضية فداء لوطنها الكبير سوف تصعد مذبح الربة طائعة مختارة حتى ينجح الإغريق في



الدفاع عن شرفهم وكرامتهم (1) .



إذن فإيفيجنيا اختارت الموت راضية كما تقول الأسطورة لم تقتل مثلاً عنوة ولم تطلب من أمها الثأر من



أبيها الذي دفعها إلى الموت لا لم تطلب ذلك إذن فليس لكلتمنسترا الحق مطلقاً في خيانة زوجها وقتله ولا



مبرر لها على الإطلاق لذلك ظلت مثلاً للمرأة الخائنة.



1- أسخيلوس، ثلاثية الأوريست، ترجمة د. لويس عوض



2- د.فريد حسن، التراجيديا اليونانية بين الدين والدنيا



3- د.منيرة كروان، تأملات في الأدب الإغريقي



4- د.علي عبد الواحد وافي، الأدب اليوناني القديم



5- د. سيد مصطفى عجاج، محاضرات في التراجيديا اليونانية



6- د.محمد صقر، د.عبد المعطي شعراوي، المأساة اليونانية



7- ول ديورانت، قصة حضارة، مجلد حياة اليونان



8- د.عبد المعطي شعراوي، أساطير إغريقية، الجزء الأول (أساطير البشر)، الطبعة الثالثة



9- د.شكري عبد الوهاب، شعراء المأساة العظام (أسخيلوس)



تصنيف مسرح














إسخيلوس


يعتبر أسخيلوس


شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع أسلوب أسخيلوس (أبو المسرح اليوناني) # اخر تحديث اليوم 2024-05-01 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 04/10/2023


اعلانات العرب الآن