اليوم: الجمعة 29 مارس 2024 , الساعة: 12:40 م
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا
اخر المشاهدات
- بسكوتي # اخر تحديث اليوم 2024-03-02
- فندق سما الذهبي # اخر تحديث اليوم 2024-02-20
- عمرو بن جرموز اسمه ونسبه # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] توسيع الاتحاد الأوروبي في 2013 # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ مؤسسات البحرين ] بيت الوالي العربي للألمنيوم ذ.م.م ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-03-26
- حلويات أحمد عوني الحلاب وأولاده 1881 - الروشة، لبنان # اخر تحديث اليوم 2024-03-20
- [ تعرٌف على ] اتفاقية المرسى # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ رقم هاتف ] ميتلر توليدو للمعدات التجارية METTLER TOLEDO # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ فنون منوعة ] ألوان تليق مع اللون الأخضر الفاتح # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ تعرٌف على ] العهد الجديد ومعاداة السامية # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [رقم هاتف] مخبزة حلويات السراج .. المغرب # اخر تحديث اليوم 2024-02-27
- تفسير رؤية البنطلون الواسع في المنام لابن سرين # اخر تحديث اليوم 2024-03-18
- [ تعرٌف على ] العلاقات الصينية الروسية منذ عام 1991 # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [رقم هاتف] عيادة الطبيب خوري جوزيف وديع .. لبنان # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- [ تعرٌف على ] احتجاجات غزة الحدودية 2018–19 # اخر تحديث اليوم 2024-03-16
- الشبيهان (مسلسل) # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- [ تعرٌف على ] احتجاجات غزة الحدودية 2018–19 # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- ادوية حسب حرف C # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- تيار كناري # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- بوسبار (buspar) دواعي الاستعمال والاثار الجانبية # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] ثلاثيات منقرع # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] المجلس الأعلى للبترول (أبو ظبي) # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ شركات طبية السعودية ] مؤسسة متاجر تجميلي للتجارة ... الرياض # اخر تحديث اليوم 2024-03-26
- [رقم هاتف] مكتب زهراش عبد الفتاح للمحاماة .. المغرب # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- [رقم هاتف] عيادة الطبيب برجاوي كمال فيّاض .. لبنان # اخر تحديث اليوم 2024-03-01
- وظائف خالية لدى مستشفى الدمرداش عباسية,بالقاهرة ..وظائف مصر # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- [ رقم هاتف ] سفريات الحرم في البديع البحرين وعنوان شركة سياحة وسفر في البحرين # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- ريبيكا (ون بيس) مظهرها # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ مطاعم السعودية ] مطعم المزرعة # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- تفسير رؤية براز الكلاب في المنام لابن سيرين # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- وظائف خالية لدى السجل المدنى - ادفو ش المركز ادفو, اسوان ..وظائف مصر # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ طب بديل ] 5 نصائح حث عليها الرسول للوقاية والشفاء من الأمراض # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- [ حلويات القطر ] طريقة عمل الجبنية بالقشطة # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ عادات صحية ] التخلص من السموم في الجسم # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] احمد محمد ابراهيم الصالح ... حقل ... منطقة تبوك # اخر تحديث اليوم 2024-03-25
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] احمد يحي علي معافا ... ابها ... منطقة عسير # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- ارقام وهواتف سوبر ماركت مترو ماركت 25 عمارة احلام لوران - ش اسماعيل سرهنك لوران, بالاسكندرية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- طريقة تحضير المغش الجيزاني بالصور # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ رقم هاتف ] ملحمة توصيل ذبايح وخرفان الوشم - شقراء # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- ارقام و هواتف محل الرميزان للذهب وعنوانه فى الخرج محافظات الرياض, (sa) # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ البحث العلمي ] البحث العلمي وما يتضمنه من عناصر # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ دليل دبي الامارات ] إيتشيبان اليابانية ستيك هاوس ... دبي # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- تفسير حلم رؤية الميت يشكو من ضرسه في المنام # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- أدخلت إصبعي في المهبل وأخرجته وعليه دم، هل فقدت بكارتي؟ # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- [ مؤسسات البحرين ] يسرى يوسف حبيب محمد الحليبي وكالات تحصيل المدفوعات ومكاتب الائتمان ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- [ مؤسسات البحرين ] شركة الإبداع العقارية ذ.م.م. ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- المنيزلة (السعودية) سبب التسمية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- [رقم هاتف] مؤسسة قرض الحسن .. لبنان # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- [ خذها قاعدة ] كن سعيدًا بكونك ذا جنسية معينة، لكن لا تفتخر بذلك ، الفخر يكون لشيء انجزته بنفسك، وليس لمجرد صدفة جينية حصلت لوالديك. - جورج كارلين # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] العلاقات الإيرانية البوليفية # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ مؤسسات البحرين ] عالم المنامة وكالات تحصيل المدفوعات ومكاتب الائتمان ... المنطقة الشمالية # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [رقم هاتف] مؤسسة مركز اصلاح وتأهيل بيرين .. بالاردن الهاشمية # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- [ تعرٌف على ] نفايات مشعة منخفضة المستوى # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ بحار ومحيطات ] أين تقع شلالات أوزود # اخر تحديث اليوم 2024-02-15
- [ لغة ] أهمية علم الأصوات # اخر تحديث اليوم 2024-03-24
- [ تعرٌف على ] فيكتور (أيداهو) # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- مروان بصاص مسيرته مع الاتحاد # اخر تحديث اليوم 2024-03-04
- [ حكمــــــة ] قال رجل لعمرو بن عبيد:إنّي لأرحمك مما يقول النّاس فيك ؟ قال:فما تسمعني أقول فيهم?قال:ما سمعتك تقول إلاّ خيراً , قال:إيَّاهم فارحم. # اخر تحديث اليوم 2024-03-03
- [ تعرٌف على ] الأزمة الدستورية الباكستانية 2022 # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] السياسة المالية للولايات المتحدة # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] غزو الولايات المتحدة # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ مؤسسات البحرين ] ابراج معصومه للانشطة العقارية فى الممتلكات المملوكة أو المؤجرة ... منامة # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- مطعم أبو الجدايل - الصحيفه, جدة وه # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- هاتف وعنوان وتفاصيل عن مكتب نجمة الوسطى للاستقدام بالمملكة العربية السعودية # اخر تحديث اليوم 2024-03-06
- [رقم هاتف] نبيل الساعي محاسبون قانونيون بالبحرين # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ جنود الحق ] إن للحق جنوداً يخدمونه، منهم الباطل. # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ عبارات جميلة ] عبارات عن نقاء القلب # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ تعرٌف على ] أحمد الرباعي # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] جغرافيا الإمارات العربية المتحدة # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] الفتاة في نسيج العنكبوت (فيلم) # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- تفسير الحلم بالجماع للمتزوجه مع زوجها لابن سيرين والنابلسي وابن شاهين # اخر تحديث اليوم 2024-03-10
- [ رقم هاتف ] الكرك للصرافة .. الاردن # اخر تحديث اليوم 2024-03-14
- عرب الأطاولة (سوهاج) # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ تعرٌف على ] لغات سامية # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ الهالات والرؤوس السوداء ] وصفات لإزالة الرؤوس السوداء # اخر تحديث اليوم 2024-03-24
- [ خذها قاعدة ] القوة والفكر متناقضان، وتنتهي الأخلاق عندما تبدأ البندقية. - آين راند # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- أسعار الولادة في مستشفيات الإسكندرية # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- ما تفسير رؤية كلمة كهيعص في المنام # اخر تحديث اليوم 2024-02-11
- تفسير حلم الحبوب في اليدين بالمنام # اخر تحديث اليوم 2024-03-11
- تفسير حلم اصلاح الطريق في المنام # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- ادوية حسب حرف تاء # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- فضيلة سعدان ميلادها و طفولتها # اخر تحديث اليوم 2024-03-02
- [رقم هاتف]مؤسسة عبده حمد شيعاني للمواد الغذائية وعنوانها بحى ابو عريش, جازان, الجنوبية, sa..السعودية # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ قضايا مجتمعية ] كل ما تعرفه عن إجراءات الطلاق .. 6 أشياء هامة عن الأمور الشرعية والقانونية للطلاق # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ تعرٌف على ] ترينتون (تكساس) # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] الدوري الإسباني لكرة القدم للسيدات 2017–18 # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] عمر همييل ابن سالم الغامدي ... جدة ... منطقة مكة المكرمة # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
- طريقة عمل صب القفشة (لقيمات) من الشيف وفاء الكندري # اخر تحديث اليوم 2024-03-17
- تفسير حلم رؤية القضيب أو العضو الذكري في المنام لابن سيرين # اخر تحديث اليوم 2024-02-10
- [ رقم هاتف ] شركة عمار فون والعنوان بالكويت # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ تعرٌف على ] حكومة أحمد قريع الثالثة # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ خذها قاعدة ] الحرية الحقيقية للعقل تضع الإعتقاد بالحقيقة ذاته موضع تساؤل. - فريدريش نيتشه ( فيلسوف ألماني ) # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] بينيي (مغنية) # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] غياب الكلية الخلقي # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [رقم هاتف] الطبيب برادة عبد الإله .. المغرب # اخر تحديث اليوم 2024-03-06
- [ تعرٌف على ] جائزة ماريا غوبرت ماير # اخر تحديث اليوم 2024-03-28
- [ تعرٌف على ] منزينجر باشا # اخر تحديث اليوم 2024-03-26
- [ تعرٌف على ] قمعية # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ تعرٌف على ] قلبي سيستمر (أغنية) # اخر تحديث اليوم 2024-03-27
- [ فنادق السعودية ] فيفى للوحدات السكنية المفروشة # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
الأكثر قراءة
- مريم الصايغ في سطور
- سؤال و جواب | ما هى أسباب نزول الدم الاحمر بعد البراز؟ وهل هناك أسباب مرضية؟ وما الحل ؟
- سؤال وجواب | هل يجوز للرجل حلق شعر المؤخرة؟ وهل هناك طريقة محددة لذلك ؟
- سؤال و جواب | حلق شعر المؤخرة بالكامل و الأرداف ماحكمه شرعاً
- هل للحبة السوداء"حبة البركة "فوائد ؟
- كيف أتخلص من الغازات الكريهة التى تخرج مني باستمرار؟
- هناك ألم عندى فى الجانب الأيسر للظهر فهل من الممكن أن يكون بسبب الكلى ؟
- هل هناك علاج للصداع الئى أانيه فى الجانب الأيسر من الدماغ مع العين اليسرى ؟
- تعرٌف على ... مريم فايق الصايغ | مشاهير
- تفسير حلم رؤية القضيب أو العضو الذكري في المنام لابن سيرين
- مبادرة لدعم ترشيح رجل السلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد لجائزة «نوبل للسلام»
- [ رقم تلفون ] مستر مندوب ... مع اللوكيشن المملكه العربية السعودية
- أرقام طوارئ الكهرباء بالمملكة العربية السعودية
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- ارقام وهواتف مستشفى الدمرداش عباسية,بالقاهرة
- طرق الاجهاض المنزلية و ماهى افضل ادوية للاجهاض السريع واسقاط الجنين فى الشهر الاول
- تفسير رؤية لبس البدلة في المنام لابن سيرين
- تفسير حلم رؤية النكاح والجماع في المنام لابن سيرين
- [رقم هاتف] مؤسسة قرض الحسن .. لبنان
- نزع شوك السمك في المنام
- عبارات ترحيب قصيرة 40 من أجمل عبارات ترحيب للأحباب والأصدقاء 2021
- رؤية طفل بعيون خضراء في المنام
- ارقام وهواتف عيادة د. فاروق قورة - 3 أ ش يوسف الجندى باب اللوق بالقاهرة
- الحصول على رخصة بسطة في سوق الجمعة بدولة الكويت
- معلومات هامة عن سلالة دجاج الجميزة
- ارقام وهواتف مستشفى الهلال الاحمر 34 ش رمسيس وسط البلد بالقاهرة
- جريمة قتل آمنة الخالدي تفاصيل الجريمة
- رسائل حب ساخنة للمتزوجين +18
- خليفة بخيت الفلاسي حياته
- تعرٌف على ... عائشة العتيبي | مشاهير
- هل توجيه الشطاف للمنطقة الحساسة يعد عادة سرية؟ وهل يؤثر على البكارة؟
- رقم هاتف مكتب النائب العام وكيفية تقديم بلاغ للنائب العام
- [ رقم تلفون و لوكيشن ] شركة متجر كل شششي - المملكه العربية السعودية
- تفسير رؤية شخص اسمه محمد في المنام لابن سيرين
- ارقام وهواتف مطعم الشبراوى 33 ش احمد عرابى المهندسين, بالجيزة
- أسعار الولادة في مستشفيات الإسكندرية
- ارقام وهواتف عيادة د. هشام عبد الغنى - 10 ش مراد الجيزة بالجيزة
- ارقام وهواتف عيادة د. ياسر المليجى - 139 ش التحرير الدقى بالجيزة
- ارقام وهواتف مستشفى النور المحمدى الخيرى التخصصى المطرية, بالقاهرة
- تفسير رؤية الحشرات في المنام لابن سيرين
- [رقم هاتف] مؤسسة مركز اصلاح وتأهيل بيرين .. بالاردن الهاشمية
- قسم رقم 8 (فلم) قصة الفلم
- تفسير حلم رؤية الميت يشكو من ضرسه في المنام
- هل أستطيع الاستحمام بعد فض غشاء البكارة ليلة الدخلة مباشرة؟
- أعشاب تفتح الرحم للإجهاض
- يخرج المني بلون بني قريب من لون الدم، فما نصيحتكم؟!
- قناة تمازيغت برامج القناة
- ارقام وهواتف مكتب صحة - السادس من اكتوبر ميدان الحصرى السادس من اكتوبر, بالجيزة
- سور القران لكل شهر من شهور الحمل
- تفسير رؤية براز الكلاب في المنام لابن سيرين
- زخرفة اسماء تصلح للفيس بوك
- مدرسة ب/ 141 حكومي للبنات بجدة
- إلغ (برمجية) التاريخ
- [ رقم هاتف ] جمعية قرض الحسن، .... لبنان
- أشيقر سكان وقبائل بلدة أشيقر
- تفسير حلم رؤية قلب الخروف في المنام
- تفسير حلم الكلب لابن سيرين
- [ رقم هاتف ] عيادة د. حازم ابو النصر - 20 ش عبد العزيز جاويش عابدين بالقاهرة
- انا بنت عندي 13 سنة لسة مجتليش الدورة الشهرية ......كنت ببات عند خالتي وكل ما
- هل تمرير الإصبع بشكل أفقي على فتحة المهبل يؤدي إلى فض غشاء البكارة؟
- [رقم هاتف] شركة الحراسة و التوظيف و التنظيف.. المغرب
- قبيلة الهزازي أقسام قبيلة الهزازي
- ذا إكس فاكتور آرابيا فكرة البرنامج
- السلام عليكم ، أنا مشكلتي بصراحة الجنس من الخلف مع زوجي الأن صار ويحب حيل
- فتحة المهبل لدي واسعة وليست كما تبدو في الصور.. فهل هو أمر طبيعي؟
- لالة لعروسة (برنامج) الفائزون
- أنا حامل في الشهر الرابع وينزل مني دم .. هل هذا طبيعي؟
- [ رقم هاتف ] عيادة د. عادل الريس .. وعنوانها
- هل إدخال إصبع الزوج في مهبل الزوجة له أضرار؟
- تفسير حلم اصلاح الطريق في المنام
- هل الشهوة الجنسية الكثيرة تؤثر على غشاء البكارة؟ أفيدوني
- تفسير حلم تنظيف البيت في المنام للعزباء والمتزوجة والحامل والمطلقة
- إيمان ظاظا حياتها ومشوارها المهني
- أهمية وضرورة إزالة الخيط الأسود من ظهر الجمبري
- اسماء فيس بنات مزخرفة | القاب بنات مزخرفه
- لهجة شمالية (سعودية) بعض كلمات ومفردات اللهجة
- تفسير رؤية المشاهير في المنام لابن سيرين
- هل شد الشفرات والمباعدة الشديدة للساقين يمكن أن تفض غشاء البكارة؟
- [بحث جاهز للطباعة] بحث عن حرب 6 اكتوبر 1973 بالصور pdf doc -
- فوائد عشبة الفلية و الكمية المناسبة يوميا
- تفسير رؤية المخدة في المنام لابن سيرين
- [رقم هاتف] شركة الرفق بالحيوان و الطبيعة.. المغرب
- كلمات - انت روحي - حمود السمه
- أعاني من لحمة زائدة في الدبر ، فلدي قطعة لحمية صغيرة في فتحة الشرج من الخارج
- ما الفرق بين الغشاء السليم وغير السليم؟
- تفسير حلم رؤية الإصابة بالرصاص في الكتف بالمنام
- [ رقم هاتف ] مركز المصطفى للاشعة
- أدخلت إصبعي في المهبل وأخرجته وعليه دم، هل فقدت بكارتي؟
- عمر فروخ
- هل الضغط بالفخذين على الفرج يؤذي غشاء البكارة?
- إدمان الزوج للمواقع الإباحية: المشكلة والأسباب والعلاج
- بسبب حكة قويط للمنطقة الحساسة ونزول الدم، أعيش وسواس فض الغشاء.
- ما تفسير رؤية كلمة كهيعص في المنام
- تظهر عندي حبوب في البظر والشفرتين بين حين وآخر.. هل لها مضاعفات، وما علاجها؟
- طريقة إرجاع حساب الفيس بوك المعطل
- الكرة الحديدية قواعد اللعبة
- تفسير رؤية مدرس الرياضيات في المنام لابن سيرين
- [بحث جاهز للطباعة] بحث عن اللغة العربية والكفايات اللغويه -
- تفسير حلم رؤية الكنز فى المنام لابن سيرين
- كيف أصل إلى النشوة مع زوجي أثناء الإيلاج وليس بيده بعد الجماع؟
مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ تعرٌف على ] أوروبا قبل الحروب الصليبية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 17/11/2023
[ تعرٌف على ] أوروبا قبل الحروب الصليبية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29
آخر تحديث منذ 4 شهر و 13 يوم
1 مشاهدة
تم النشر اليوم 2024-03-29 | أوروبا قبل الحروب الصليبية
عاشت أوروبا عدة قرون تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، فمع خصوبة الأرض إلا أنها مليئة بالغابات ، واستصلاح الأراضي وزرعها يحتاج إلى فنٍّ وجهد وتقنية، ولم يكن هذا متوفرًا في هذه البيئات الجاهلة، وخاصةً في المناطق الشمالية ذات الصقيع القارس، هذا فوق ضعف المواصلات وانقطاع الطرق؛ مما كان يمنع وصول الغذاء من مكان إلى مكان ولو بغرض التجارة، ومن ثَمَّ فإن نقص الإنتاج المحلي من الغذاء كان يعني ببساطة المجاعة القاتلة! وكانت هذه المجاعات تستمر أحيانًا سنوات، مما يؤدِّي إلى فناء قرى ومدن، وكان انتشار الأمراض وانعدام العلاج يساهم في موت المزيد والمزيد، وكل هذه الأمور جعلت الفقراء والفلاحين يضيقون ذرعًا بحياتهم، ويشعرون بالإحباط الدائم واليأس المستمر، فإذا أضفت لكل ذلك الضرائب الباهظة التي كان يدفعها الفلاحون أدركت مدى المعاناة التي كانوا يعيشونها.
وفي أخريات القرن الحادي عشر، وخاصةً في السنوات العشر التي سبقت الحروب الصليبية حدثت مجاعات رهيبة قاتلة، خاصةً في شمال فرنسا وغرب ألمانيا، ولعل هذا يفسِّر خروج الكثير من الجيوش من هذه المناطق، التي كان لا بد لها من أن تهرب إلى أي مكان به طعام وشراب، ولو كان هذا المكان على بُعد مئات وآلاف الأميال، فلن يكون أسوأ من الموت جوعًا! التجارة البحرية
وعلى النقيض من هذه الصورة، كانت هناك صورة مغايرة تمامًا عند بعض الاقتصاديين في أوروبا، وخاصةً في الجنوب الأوربي وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، فقد ازدهرت التجارة البحرية في ذلك الوقت وأفاد تجَّار الجنوب الأوربي من وجودهم على السواحل في التجارة مع حوض البحر الأبيض المتوسط بكامله، بل تجاوزوه إلى داخل آسيا وإفريقيا. وكان من أبرز الموانئ التي ظهرت في الفترة التي سبقت الحروب الصليبية موانئ إيطاليا، وخاصةً جنوة وبيزا، فكانت هذه الموانئ تمثِّل قوة اقتصادية مؤثرة في هذا الوقت، وكانت القوة الاقتصادية المنافسة الوحيدة هي قوة الاقتصاد الإسلامي، وكانت لهذه القوة مراكزٌ مهمة في الشام ومصر والمغرب، وكذلك في الأندلس، وكان هذا التنافس دافعًا للموانئ الإيطالية أن تتربص بالمسلمين قدر استطاعتها، ودفعها ذلك إلى تجهيز الحملات العسكرية لإخراج المسلمين من صقلية، وتمَّ لهم ذلك كما مر بنا، وخرج المسلمون خروجًا نهائيًّا من صقلية سنة (484هـ) 1091م بعد حكم مائتين وسبعين سنة، وهذا يسبق الحروب الصليبية بسبع سنوات فقط، ولا شك أن هذا جعل الطريق البحري آمنًا إلى حد كبير.
ومن هنا حرص تجار إيطاليا على دعم الحملات الصليبية المتجهة للشرق، فهم بذلك سيقضون على منافسهم الوحيد، ومن ناحية أخرى سيفتحون سوقًا هائلاً لتجارتهم في هذه البقاع الإسلامية.
وهكذا كان هناك شبه اتفاق بين المطحونين الكادحين الجائعين، وبين الاقتصاديين والأثرياء المتخمين لغزو العالم الإسلامي والمشاركة في الحروب الصليبية!
في القرن الخامس الميلادي، وبالتحديد في سنة 476م، سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية العتيدة، وذلك تحت الضربات الموجعة للقبائل الجرمانية الشمالية، وهي قبائل همجية عنيفة لم تنظر بأي عين من الاعتبار للحضارة الرومانية المتميزة، بل سعت إلى التدمير والإبادة. وفي غضون قرنين من الزمان، كانت القبائل الجرمانية قد انتشرت في كل أوروبا، وكان هذا الانتشار مصحوبًا بنشر الأفكار الجرمانية العنيفة، والسلوك الإجرامي عند عامة الناس.
ثم شهد القرنان التاسع والعاشر الميلادي - قبل الحروب الصليبية بقرن من الزمان - عدَّة هجمات ضارية على أوروبا، سواء من الفايكنج القادمين من إسكندينافيا أو من المسلمين القادمين من الأندلس أو الشمال الإفريقي، وهذا ساعد في زيادة الروح القتالية عند عموم الناس، وتحول الأوربيون إلى الشكل العسكري، حتى صارت صورة الشخص النبيل العظيم هي صورة الفارس المقاتل. ونتيجة نمو هذا الفكر العسكري داخل أوروبا، كان لا بد للقوى المختلفة أن تصطدم معًا، فبدأ الصراع بين الدول الأوربية المختلفة بغية التوسع والسيطرة، ثم قُسِّمت الدول إلى إقطاعيات منفصلة متصارعة فيما بينها، وعلى كل إقطاعية أمير قد يدين بالولاء أو لا يدين للملك العام على الدولة، وكوَّن كل أمير ميليشيات عسكرية خاصة به، وعمَّت الفوضى كل أرجاء أوروبا؛ مما أدى إلى فَقْد الكنيسة السيطرة على هذه القوى الكثيرة والمتناحرة.
وكان الوضع أشد ما يكون ترديًا في فرنسا، حيث فقد ملك فرنسا السيطرة كُلِّيَّةً على البلاد، وصار الحكم فيها لأمراء الإقطاعيات، وتفتَّتت الدولة إلى إمارات متعددة، كلٌّ منها له جيشه الخاص. أما الوضع في ألمانيا فكان أفضل حالاً، حيث ظهر فيها ملك قويّ هو هنري الثالث، ثم ابنه هنري الرابع، وذلك في القرن الحادي عشر وقبيل الحروب الصليبية مباشرة؛ وهذا أدى إلى تماسك الوضع نسبيًّا في ألمانيا. وفي إنجلترا ظهر ملك قوي أيضًا هو وليم الفاتح، ولكن وضع إنجلترا الاقتصادي كان سيئًا جدًّا؛ مما جعلها مشغولة تمامًا بنفسها. أما الدويلات النصرانية في شمال الأندلس، فكانت تبذل كل طاقتها في حرب المسلمين هناك.
وتأتي القوة العسكرية الأخيرة في غرب أوروبا متمثلة في إيطاليا، وكانت في الواقع قوة كبيرة، خاصةً في المناطق التي يسيطر عليها النورمانديون في جنوب إيطاليا، وبالذات بعد ظهور زعيم قوي جدًّا هناك هو روبرت جويسكارد، الذي كانت له أحلام توسعية هائلة وصلت إلى حروب مباشرة مع الدولة البيزنطية العتيدة ، وقد استطاع هذا القائد أن يُسقِط البلقان البيزنطية تحت سيطرته، بل وبذل أولى المحاولات لاحتلال أنطاكية التي كانت في حوزة البيزنطيين ثم المسلمين، وكان الذي يبذل هذه المحاولات هو ابنه شخصيًّا، وهو الأمير بوهيموند، الذي سيكون بعد ذلك أحد أمراء الحملة الصليبية الأولى.
كما صاحب ظهور هذه القوة الإيطالية المتنامية نمو سريع لأسطول بحري عسكري لميناء البندقية الإيطالي، وصار له أثر مباشر في تغيير سير الأحداث في حوض البحر الأبيض المتوسط بكامله.
إذن فالوضع السياسي في أوروبا كان يضم عددًا كبيرًا من العسكريين المتصارعين، والمتنافسين على تقسيم البلاد عليهم، ولما كانت أوروبا ضيقة وطبيعتها الجبلية والثلجية معوِّقة، كان التفكير في التوسع خارج أوروبا، كما فكر في ذلك روبرت جويسكارد زعيم النورمانديين الإيطاليين، كما سيحدث بعد ذلك في الحروب الصليبية.
كانت العصور الوسطى العليا فترة توسع هائل في عدد السكان. نما عدد سكان أوروبا التقديري من 35 إلى 80 مليون بين 1000 و1347 ، على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير واضحة: تقنيات زراعية محسنة ، وتراجع حيازة العبيد ، ومناخ أكثر رقة ، ونقص الغزو. ما يصل إلى 90 في المائة من سكان أوروبا ظلوا فلاحين ريفيين. لم يعد الكثير منهم يقيمون في مزارع منعزلة ولكنهم تجمعوا في مجتمعات صغيرة ، تُعرف عادةً باسم عزبة أو قرى. كان هؤلاء الفلاحون يخضعون في كثير من الأحيان للأسياد النبلاء ويدينون لهم بالإيجارات والخدمات الأخرى ، في نظام يعرف باسم مانورالية. بقي عدد قليل من الفلاحين الأحرار طوال هذه الفترة وما بعدها ، مع وجود عدد أكبر منهم في مناطق جنوب أوروبا أكثر من الشمال. كما ساهمت ممارسة اقتحام الأراضي الجديدة أو إدخالها في الإنتاج من خلال تقديم الحوافز للفلاحين الذين استوطنوها ، في زيادة عدد السكان. كان نظام الحقول المفتوحة يمارس بشكل شائع في معظم أنحاء أوروبا ، وخاصة في «شمال غرب ووسط أوروبا». كانت لهذه المجتمعات الزراعية ثلاث خصائص أساسية: حيازات الفلاحين الفردية على شكل شرائط من الأرض كانت مبعثرة بين الحقول المختلفة التي تنتمي إلى القصر ؛ تم تناوب المحاصيل من سنة إلى أخرى للحفاظ على خصوبة التربة ؛ والأراضي المشتركة كانت تستخدم لرعي الماشية ولأغراض أخرى. استخدمت بعض المناطق نظامًا ثلاثي الحقول لتناوب المحاصيل ، بينما احتفظت مناطق أخرى بالنظام الأقدم ثنائي المجال. تضمنت قطاعات أخرى من المجتمع النبلاء ورجال الدين وسكان المدن. استغل النبلاء ، سواء كانوا من النبلاء أو الفرسان البسطاء ، القصور والفلاحين ، على الرغم من أنهم لم يمتلكوا الأراضي بشكل كامل ولكن تم منحهم حقوقًا في الدخل من قصر أو أراض أخرى من خلال نظام الإقطاع. خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر ، أصبحت هذه الأراضي ، أو الإقطاعيات ، تعتبر وراثية ، وفي معظم المناطق لم تعد قابلة للتقسيم بين جميع الورثة كما كان الحال في أوائل العصور الوسطى. بدلاً من ذلك ، ذهبت معظم الإقطاعيات والأراضي إلى الابن الأكبر. بنيت هيمنة النبلاء على سيطرتهم على الأرض ، وخدمتهم العسكرية كسلاح الفرسان الثقيل ، والسيطرة على القلاع ، والحصانات المختلفة من الضرائب أو غيرها. فرض القلاع ، في البداية من الخشب ولكن لاحقًا في الحجر ، بدأ تشييدها في القرنين التاسع والعاشر استجابةً لاضطراب ذلك الوقت ، ووفرت الحماية من الغزاة بالإضافة إلى السماح للدفاع عن المنافسين. سمحت السيطرة على القلاع للنبلاء بتحدي الملوك أو السادة الآخرين. تم تقسيم النبلاء إلى طبقات. كان الملوك والنبلاء الأعلى رتبة يسيطرون على أعداد كبيرة من عامة الناس ومساحات كبيرة من الأرض ، بالإضافة إلى النبلاء الآخرين. تحتها ، كان النبلاء الأقل سلطة على مناطق أصغر من الأرض وعدد أقل من الناس. كان الفرسان أدنى مستوى من النبلاء ؛ كانوا يسيطرون على الأرض لكن لم يمتلكوها ، وكان عليهم أن يخدموا النبلاء الآخرين. تم تقسيم رجال الدين إلى نوعين: رجال الدين العلمانيون الذين عاشوا في العالم ، ورجال الدين العاديين الذين عاشوا معزولين في ظل حكم ديني وكانوا يتألفون عادة من الرهبان. طوال هذه الفترة ، ظل الرهبان يشكلون نسبة صغيرة جدًا من السكان ، وعادة ما تكون أقل من واحد في المائة. كان معظم رجال الدين العاديين ينتمون إلى طبقة النبلاء ، وهي نفس الطبقة الاجتماعية التي كانت بمثابة الأرض لتجنيد المستويات العليا من رجال الدين العلمانيين. غالبًا ما كان كهنة الرعية المحليون ينتمون إلى طبقة الفلاحين. كان سكان المدن في وضع غير معتاد إلى حد ما ، حيث لم يتناسبوا مع التقسيم التقليدي ثلاثي الأبعاد للمجتمع إلى النبلاء ورجال الدين والفلاحين. خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، توسعت صفوف سكان المدن بشكل كبير مع نمو المدن القائمة وإنشاء مراكز سكانية جديدة. لكن خلال العصور الوسطى ، ربما لم يتجاوز عدد سكان المدن 10٪ من إجمالي السكان. صورة للصليبين أثناء الحملات الصليبىة
الحملات الصليبية
في القرن الحادي عشر ، استولى السلاجقة الأتراك على جزء كبير من الشرق الأوسط ، واحتلوا بلاد فارس خلال أربعينيات القرن العاشر ، وأرمينيا في ستينيات القرن العاشر ، والقدس في عام 1070. وفي عام 1071 ، هزم الجيش التركي الجيش البيزنطي في معركة ملاذكرد واستولى على الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع (حكم 1068-1071). كان الأتراك حينها أحرارًا في غزو آسيا الصغرى ، والتي وجهت ضربة خطيرة للإمبراطورية البيزنطية من خلال الاستيلاء على جزء كبير من سكانها ومعقلها الاقتصادي. على الرغم من أن البيزنطيين أعادوا تجميع صفوفهم وتعافوا إلى حد ما ، إلا أنهم لم يستردوا آسيا الصغرى بالكامل وكانوا في كثير من الأحيان في موقف دفاعي. كما واجه الأتراك صعوبات ، حيث فقدوا السيطرة على القدس لصالح الفاطميين في مصر وعانوا من سلسلة من الحروب الأهلية الداخلية. واجه البيزنطيون أيضًا إحياء بلغاريا ، والتي انتشرت في جميع أنحاء البلقان في أواخر القرنين الثاني عشر والثالث عشر. كانت الحروب الصليبية تهدف إلى انتزاع القدس من سيطرة المسلمين. أعلن البابا أوربان الثاني (البابا 1088-1099) الحملة الصليبية الأولى في مجلس كليرمون عام 1095 استجابةً لطلب من الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس (حكم 1081-1118) للمساعدة في مواجهة تقدم المسلمين. وعد Urban بالتساهل مع أي شخص شارك. حشد عشرات الآلاف من الناس من جميع مستويات المجتمع في جميع أنحاء أوروبا واستولوا على القدس عام 1099. كانت إحدى سمات الحروب الصليبية هي المذابح ضد اليهود المحليين والتي غالبًا ما كانت تحدث عندما غادر الصليبيون بلادهم إلى الشرق. كانت هذه وحشية بشكل خاص خلال الحملة الصليبية الأولى ، عندما تم تدمير الجاليات اليهودية في كولونيا وماينز وويرمز ، وكذلك المجتمعات الأخرى في المدن الواقعة بين نهري السين والراين. نتاج آخر للحروب الصليبية كان تأسيس نوع جديد من النظام الرهباني ، الأوامر العسكرية لفرسان الهيكل والفرسان ، والتي دمجت الحياة الرهبانية مع الخدمة العسكرية. عزز الصليبيون غزواتهم في دول صليبية. خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، كانت هناك سلسلة من النزاعات بينهم وبين الدول الإسلامية المحيطة. أدت المناشدات من الدول الصليبية إلى البابوية إلى مزيد من الحملات الصليبية ، [213] مثل الحملة الصليبية الثالثة ، التي دعت لمحاولة استعادة القدس ، التي استولى عليها صلاح الدين (المتوفي 1193) عام 1187. [216] [Y] في 1203 ، تم تحويل الحملة الصليبية الرابعة من الأرض المقدسة إلى القسطنطينية ، واستولت على المدينة في عام 1204 ، وإنشاء إمبراطورية لاتينية في القسطنطينية [218] وأضعفت الإمبراطورية البيزنطية بشكل كبير. استعاد البيزنطيون المدينة عام 1261 ، لكنهم لم يستعدوا قوتهم السابقة. بحلول عام 1291 ، تم الاستيلاء على جميع الدول الصليبية أو إجبارها على الخروج من البر الرئيسي ، على الرغم من بقاء مملكة القدس الفخرية في جزيرة قبرص لعدة سنوات بعد ذلك. دعا الباباوات إلى شن الحروب الصليبية في أماكن أخرى إلى جانب الأرض المقدسة: في إسبانيا وجنوب فرنسا وعلى طول بحر البلطيق. اندمجت الحروب الصليبية الأسبانية مع Reconquista of Spain من المسلمين. على الرغم من أن فرسان الهيكل وفرسان الفرسان شاركوا في الحروب الصليبية الإسبانية ، إلا أنه تم تأسيس رتب دينية عسكرية إسبانية مماثلة ، والتي أصبح معظمها جزءًا من النظامين الرئيسيين لكالاترافا وسانتياغو بحلول بداية القرن الثاني عشر. بقيت أوروبا الشمالية أيضًا خارج التأثير المسيحي حتى القرن الحادي عشر أو بعد ذلك ، وأصبحت مكانًا للحملات الصليبية كجزء من الحروب الصليبية الشمالية في القرنين الثاني عشر والرابع عشر. أنتجت هذه الحملات الصليبية أيضًا أمرًا عسكريًا ، وهو وسام الإخوة السيف. أمر آخر ، الفرسان التوتونيون ، على الرغم من تأسيسهم في الدول الصليبية ، ركز الكثير من نشاطه في بحر البلطيق بعد عام 1225 ، وفي عام 1309 نقل مقره الرئيسي إلى مارينبورغ في بروسيا.
لوحة للقديس جورج يذبح التنين توضح الفنون في العصور الوسطى
فترة التاريخ الأوروبي الممتدة من حوالي 500 إلى 1400 - 1500م تُعرف تقليديًا باسم العصور الوسطى. تم استخدام المصطلح لأول مرة من قبل علماء القرن الخامس عشر لتحديد الفترة بين وقتهم الخاص وسقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية. غالبًا ما يُنظر إلى الفترة على أنها تقسيمات داخلية خاصة بها: إما مبكرًا أو متأخرًا أو مركزيًا أو مرتفعًا، ومتأخرًا.
كانت المسيحية عاملاً موحِّدًا رئيسيًا بين أوروبا الشرقية والغربية قبل الفتوحات العربية، لكن غزو شمال إفريقيا قطع الروابط البحرية بين تلك المناطق. اختلفت الكنيسة البيزنطية بشكل متزايد في اللغة والممارسات والطقوس عن الكنيسة الغربية. استخدمت الكنيسة الشرقية اليونانية بدلًا من اللاتينية الغربية. ظهرت الاختلافات اللاهوتية والسياسية، وبحلول أوائل القرن الثامن والوسطى، اتسعت قضايا مثل تحطيم المعتقدات التقليدية والزواج الإكليريكي وسيطرة الدولة على الكنيسة إلى حد أن الاختلافات الثقافية والدينية كانت أكبر من أوجه التشابه. جاء الانقسام الرسمي، المعروف باسم الانقسام بين الشرق والغرب، في عام 1054 ، عندما اشتبكت البابوية وبطريركية القسطنطينية حول السيادة البابوية وحرمت بعضها البعض، مما أدى إلى تقسيم المسيحية إلى كنيستين - أصبح الفرع الغربي هو الروماني. الكنيسة الكاثوليكية والفرع الشرقي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. نجا الهيكل الكنسي للإمبراطورية الرومانية من الحركات والغزوات في الغرب على حاله في الغالب، لكن البابوية لم تكن موضع اهتمام كبير، وقليل من الأساقفة الغربيين نظروا إلى أسقف روما من أجل القيادة الدينية أو السياسية. كان العديد من الباباوات قبل 750 عامًا أكثر اهتمامًا بالشؤون البيزنطية والخلافات اللاهوتية الشرقية. نجا السجل، أو النسخ المؤرشفة من رسائل البابا غريغوريوس الكبير (البابا 590-604)، ومن بين تلك الرسائل التي يزيد عددها عن 850 حرفًا، كانت الغالبية العظمى معنية بالشؤون في إيطاليا أو القسطنطينية. كانت بريطانيا هي الجزء الوحيد من أوروبا الغربية حيث كان للبابوية تأثير، حيث أرسل غريغوري البعثة الغريغورية عام 597 لتحويل الأنجلو ساكسون إلى المسيحية. كان المبشرون الأيرلنديون أكثر نشاطًا في أوروبا الغربية بين القرنين الخامس والسابع، حيث ذهبوا أولاً إلى إنجلترا واسكتلندا ثم إلى القارة. تحت حكم رهبان مثل كولومبا (ت 597) وكولومبانوس (ت 615)، أسسوا أديرة، ودرّسوا باللغتين اللاتينية واليونانية، وألفوا أعمالًا علمانية ودينية. شهدت أوائل العصور الوسطى صعود الرهبنة في الغرب. تم تحديد شكل الرهبنة الأوروبية من خلال التقاليد والأفكار التي نشأت مع آباء الصحراء في مصر وسوريا. كانت معظم الأديرة الأوروبية من النوع الذي يركز على التجربة المجتمعية للحياة الروحية، والتي تسمى سينوبيتزم، والتي كان رائدها باخوميوس (المتوفي 348) في القرن الرابع. انتشرت المُثُل الرهبانية من مصر إلى أوروبا الغربية في القرنين الخامس والسادس من خلال أدب سير القديسين مثل حياة أنطونيوس. كتب بنديكت نورسيا (المتوفى 547) القاعدة البينديكتية للرهبنة الغربية خلال القرن السادس، حيث أوضح بالتفصيل المسؤوليات الإدارية والروحية لمجتمع من الرهبان بقيادة رئيس دير. كان للرهبان والأديرة تأثير عميق على الحياة الدينية والسياسية في أوائل العصور الوسطى، حيث عملوا في حالات مختلفة كأمانة ملكية للعائلات القوية، ومراكز للدعاية والدعم الملكي في المناطق التي تم فتحها حديثًا، وقواعد للبعثات والتبشير. كانت البؤر الاستيطانية الرئيسية، وأحيانًا الوحيدة، للتعليم ومحو الأمية في المنطقة. تم نسخ العديد من المخطوطات الباقية من الكلاسيكيات اللاتينية في الأديرة في أوائل العصور الوسطى. كان الرهبان أيضًا مؤلفي أعمال جديدة، بما في ذلك التاريخ واللاهوت وموضوعات أخرى، كتبها مؤلفون مثل بيدي (المتوفي 735)، وهو مواطن من شمال إنجلترا كتب في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن. فساد الكنيسة
ومع كون الكنيسة تحتل في هذا الوقت هذه المكانة الكبيرة إلا أن القساوسة كانوا على درجة كبيرة من الجهل والتخبط، ولم يكن لهم في الغالب أي كفاءة دينية أو إدارية أو قيادية ، ولم يكن هذا فقط، بل إن معظم البابوات في القرن التاسع والعاشر الميلادي كانوا على درجة كبيرة من الفساد الأخلاقي، سواء في قضايا المال أو في قضايا النساء ، وكثير منهم قُتل في حوادث أخلاقية مخلَّة ، مع أنهم جميعًا كانوا يدَّعون الرهبانية، ويعلنون اعتزالهم مُتَع الحياة، ويشيعون الزهد في الدنيا، ويمتنعون عن الزواج، ثم يرتكبون بعد ذلك أبشع جرائم السرقة، وكذلك الزنا.ومن الأفكار المهمة التي أشاعها البابوات والقساوسة في القرن الحادي عشر - أي قبيل الحروب الصليبية بقليل - أن الدنيا على وشك الانتهاء، وأن يوم القيامة قد اقترب جدًّا، وأن هذا مرتبط بمرور ألف سنة على نهاية عهد المسيح، أي أن هذه الإشاعة بدأت تنتشر في سنة (424هـ) 1033م تقريبًا وما بعدها، وكانوا يفسِّرون كل الظواهر الكونية والطبيعية في ذلك الوقت على أنها أدلة على صدق الإشاعة، ومن ذلك مثلاً ثورة بركان فيزوف في إيطاليا، أو حدوث بعض الصواعق أو الزلازل. وكان لانتشار مثل هذه الشائعات الأثر في إحداث حالة من الوجل والرعب والهلع عند عموم الناس، وخوفهم المفرط من ذنوبهم، وبروز دور البابوات والقساوسة والكنيسة بصفة عامة لإنقاذ الناس من هذه الضغوط، ومساعدتهم على التخلص من هذه الذنوب، وضرب رجال الدين على هذا الوتر بشدة، واستغلوه في توجيه الناس إلى ما يريدون، وقد كان من أهم الوسائل للتخلص من هذه الذنوب دفع الأموال للكنيسة، وهو الأمر الذي تطور بعد ذلك إلى صكوك الغفران، التي ثار عليها بعد ذلك بقرون مارتن لوثر مؤسِّس البروتستانتية. رحلات الحج إلى الأراضى المقدسة بفلسطين
رحلات الحج إلى فلسطين
غير أن هناك وسيلة أخرى أشاعها البابوات والقساوسة للتخلص من الذنوب لها علاقة كبيرة بموضوعنا، وهو التشجيع على رحلات الحج إلى أرض فلسطين مهد المسيح ، وذلك للتكفير عن الذنوب، وكانت رحلات الحج التكفيرية هذه تستغرق من الناس جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلاً، قد يصل إلى سبع سنوات، وكانت هذه الرحلات بديلاً عن دفع المال الكثير للكنيسة ، ومن ثَمَّ رغب فيها الفقراء الذين لا يستطيعون شراء رضاء الكنيسة، ومن هنا توالت رحلات الحج لفلسطين، والتبرك بالآثار هناك، وأصبحت هذه الرحلات ثقافة عامة عند الناس؛ ولذلك انتشر اسم فلسطين، وصار متداولاً بين عموم الناس. ولا شك أن هذا مهَّد نفسيًّا لقبول فكرة الحروب الصليبية بعد ذلك، فهي تذهب إلى مكان مألوف محبوب سمع الناس كثيرًا عنه، بل وشُجِّعوا على الذهاب إليه، بل إن فلسطين صارت حُلمًا لكثير ممن يريد الذهاب للتخلص من ذنوبه قبل انتهاء الدنيا، غير أنه يفتقد الطاقة البدنية أو المالية ليقوم بالرحلة، وكل هذا - لا شكَّ - أدى إلى تضخيم حجم فلسطين في عيون الغربيين.
وتشير الكثير من المصادر والوثائق أن استقبال المسلمين الذين يحكمون الشام وفلسطين لهؤلاء الحجاج كان استقبالاً طيبًا جدًّا، ولم يثبت أي محاولات تضييق عليهم كما يحاول البابوات أن يشيعوا؛ لكي يسوِّغوا فكرة الهجوم على فلسطين لتسهيل رحلات الحج لنصارى أوروبا. فهذه الخلفيات الدينية المعقدة من رغبة حثيثة للكنيسة للسيطرة على عقول الناس وأموالهم، ومن خوف مطَّرد عند الشعوب من فناء الدنيا وكثرة الذنوب، ومن حبٍّ جارف لهذه الأرض التي وُلد بها المسيح، والتي بسبب الرحلة إليها ستُغفر الذنوب. كل هذا وغيره مهَّد لفكرة الحروب الصليبية وغزو فلسطين. ولعل الخلفيات التي يجب أن تضاف إلى هذه الأمور السابقة، والتي تفسِّر ولع الغرب بقضية فلسطين خصوصًا والشرق عمومًا، هي ظهور رغبة عند بعض بابوات روما لضم الكنيستين الغربية الكاثوليكية والشرقية الأرثوذكسية تحت سقف واحد، يحكمه الكاثوليكيون بالطبع، وكان الذي تبنَّى هذا المشروع بقوة هو البابا جريجوري السابع، وهو البابا السابق مباشرة للبابا أوربان الثاني الذي وقعت في عهده الحروب الصليبية. وكان من ضمن الخطوات التي أخذها البابا جريجوري السابع لإتمام هذه الخطوة الفريدة أن بدأ يحسِّن من علاقاته مع الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين ، وهو الإمبراطور الذي سيعاصر الحروب الصليبية؛ مما جعل المراسلات بينهما مستمرة، ومما حدا - بعد ذلك - بالإمبراطور البيزنطي أن يستغيث بالغرب الكاثوليكي لنصرته ضد السلاجقة المسلمين، وذلك مع شدة كراهية هذا الإمبراطور الأرثوذكسي لكل بابوات وملوك وشعوب أوروبا الكاثوليكية.
دراسة أوضاع أوروبا قبل الحروب الصليبية تعطي صورة واضحة لأسباب تلك الحروب ودوافعها.
الخلفية الاقتصادية
عاشت أوروبا عدة قرون تعاني من أزمات اقتصادية طاحنة، فمع خصوبة الأرض إلا أنها مليئة بالغابات ، واستصلاح الأراضي وزرعها يحتاج إلى فنٍّ وجهد وتقنية، ولم يكن هذا متوفرًا في هذه البيئات الجاهلة، وخاصةً في المناطق الشمالية ذات الصقيع القارس، هذا فوق ضعف المواصلات وانقطاع الطرق؛ مما كان يمنع وصول الغذاء من مكان إلى مكان ولو بغرض التجارة، ومن ثَمَّ فإن نقص الإنتاج المحلي من الغذاء كان يعني ببساطة المجاعة القاتلة! وكانت هذه المجاعات تستمر أحيانًا سنوات، مما يؤدِّي إلى فناء قرى ومدن، وكان انتشار الأمراض وانعدام العلاج يساهم في موت المزيد والمزيد، وكل هذه الأمور جعلت الفقراء والفلاحين يضيقون ذرعًا بحياتهم، ويشعرون بالإحباط الدائم واليأس المستمر، فإذا أضفت لكل ذلك الضرائب الباهظة التي كان يدفعها الفلاحون أدركت مدى المعاناة التي كانوا يعيشونها.
وفي أخريات القرن الحادي عشر، وخاصةً في السنوات العشر التي سبقت الحروب الصليبية حدثت مجاعات رهيبة قاتلة، خاصةً في شمال فرنسا وغرب ألمانيا، ولعل هذا يفسِّر خروج الكثير من الجيوش من هذه المناطق، التي كان لا بد لها من أن تهرب إلى أي مكان به طعام وشراب، ولو كان هذا المكان على بُعد مئات وآلاف الأميال، فلن يكون أسوأ من الموت جوعًا! التجارة البحرية
وعلى النقيض من هذه الصورة، كانت هناك صورة مغايرة تمامًا عند بعض الاقتصاديين في أوروبا، وخاصةً في الجنوب الأوربي وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، فقد ازدهرت التجارة البحرية في ذلك الوقت وأفاد تجَّار الجنوب الأوربي من وجودهم على السواحل في التجارة مع حوض البحر الأبيض المتوسط بكامله، بل تجاوزوه إلى داخل آسيا وإفريقيا. وكان من أبرز الموانئ التي ظهرت في الفترة التي سبقت الحروب الصليبية موانئ إيطاليا، وخاصةً جنوة وبيزا، فكانت هذه الموانئ تمثِّل قوة اقتصادية مؤثرة في هذا الوقت، وكانت القوة الاقتصادية المنافسة الوحيدة هي قوة الاقتصاد الإسلامي، وكانت لهذه القوة مراكزٌ مهمة في الشام ومصر والمغرب، وكذلك في الأندلس، وكان هذا التنافس دافعًا للموانئ الإيطالية أن تتربص بالمسلمين قدر استطاعتها، ودفعها ذلك إلى تجهيز الحملات العسكرية لإخراج المسلمين من صقلية، وتمَّ لهم ذلك كما مر بنا، وخرج المسلمون خروجًا نهائيًّا من صقلية سنة (484هـ) 1091م بعد حكم مائتين وسبعين سنة، وهذا يسبق الحروب الصليبية بسبع سنوات فقط، ولا شك أن هذا جعل الطريق البحري آمنًا إلى حد كبير.
ومن هنا حرص تجار إيطاليا على دعم الحملات الصليبية المتجهة للشرق، فهم بذلك سيقضون على منافسهم الوحيد، ومن ناحية أخرى سيفتحون سوقًا هائلاً لتجارتهم في هذه البقاع الإسلامية.
وهكذا كان هناك شبه اتفاق بين المطحونين الكادحين الجائعين، وبين الاقتصاديين والأثرياء المتخمين لغزو العالم الإسلامي والمشاركة في الحروب الصليبية!
الخلفية السياسية
في القرن الخامس الميلادي، وبالتحديد في سنة 476م، سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية العتيدة، وذلك تحت الضربات الموجعة للقبائل الجرمانية الشمالية، وهي قبائل همجية عنيفة لم تنظر بأي عين من الاعتبار للحضارة الرومانية المتميزة، بل سعت إلى التدمير والإبادة. وفي غضون قرنين من الزمان، كانت القبائل الجرمانية قد انتشرت في كل أوروبا، وكان هذا الانتشار مصحوبًا بنشر الأفكار الجرمانية العنيفة، والسلوك الإجرامي عند عامة الناس.
ثم شهد القرنان التاسع والعاشر الميلادي - قبل الحروب الصليبية بقرن من الزمان - عدَّة هجمات ضارية على أوروبا، سواء من الفايكنج القادمين من إسكندينافيا أو من المسلمين القادمين من الأندلس أو الشمال الإفريقي، وهذا ساعد في زيادة الروح القتالية عند عموم الناس، وتحول الأوربيون إلى الشكل العسكري، حتى صارت صورة الشخص النبيل العظيم هي صورة الفارس المقاتل. ونتيجة نمو هذا الفكر العسكري داخل أوروبا، كان لا بد للقوى المختلفة أن تصطدم معًا، فبدأ الصراع بين الدول الأوربية المختلفة بغية التوسع والسيطرة، ثم قُسِّمت الدول إلى إقطاعيات منفصلة متصارعة فيما بينها، وعلى كل إقطاعية أمير قد يدين بالولاء أو لا يدين للملك العام على الدولة، وكوَّن كل أمير ميليشيات عسكرية خاصة به، وعمَّت الفوضى كل أرجاء أوروبا؛ مما أدى إلى فَقْد الكنيسة السيطرة على هذه القوى الكثيرة والمتناحرة.
وكان الوضع أشد ما يكون ترديًا في فرنسا، حيث فقد ملك فرنسا السيطرة كُلِّيَّةً على البلاد، وصار الحكم فيها لأمراء الإقطاعيات، وتفتَّتت الدولة إلى إمارات متعددة، كلٌّ منها له جيشه الخاص. أما الوضع في ألمانيا فكان أفضل حالاً، حيث ظهر فيها ملك قويّ هو هنري الثالث، ثم ابنه هنري الرابع، وذلك في القرن الحادي عشر وقبيل الحروب الصليبية مباشرة؛ وهذا أدى إلى تماسك الوضع نسبيًّا في ألمانيا. وفي إنجلترا ظهر ملك قوي أيضًا هو وليم الفاتح، ولكن وضع إنجلترا الاقتصادي كان سيئًا جدًّا؛ مما جعلها مشغولة تمامًا بنفسها. أما الدويلات النصرانية في شمال الأندلس، فكانت تبذل كل طاقتها في حرب المسلمين هناك.
وتأتي القوة العسكرية الأخيرة في غرب أوروبا متمثلة في إيطاليا، وكانت في الواقع قوة كبيرة، خاصةً في المناطق التي يسيطر عليها النورمانديون في جنوب إيطاليا، وبالذات بعد ظهور زعيم قوي جدًّا هناك هو روبرت جويسكارد، الذي كانت له أحلام توسعية هائلة وصلت إلى حروب مباشرة مع الدولة البيزنطية العتيدة ، وقد استطاع هذا القائد أن يُسقِط البلقان البيزنطية تحت سيطرته، بل وبذل أولى المحاولات لاحتلال أنطاكية التي كانت في حوزة البيزنطيين ثم المسلمين، وكان الذي يبذل هذه المحاولات هو ابنه شخصيًّا، وهو الأمير بوهيموند، الذي سيكون بعد ذلك أحد أمراء الحملة الصليبية الأولى.
كما صاحب ظهور هذه القوة الإيطالية المتنامية نمو سريع لأسطول بحري عسكري لميناء البندقية الإيطالي، وصار له أثر مباشر في تغيير سير الأحداث في حوض البحر الأبيض المتوسط بكامله.
إذن فالوضع السياسي في أوروبا كان يضم عددًا كبيرًا من العسكريين المتصارعين، والمتنافسين على تقسيم البلاد عليهم، ولما كانت أوروبا ضيقة وطبيعتها الجبلية والثلجية معوِّقة، كان التفكير في التوسع خارج أوروبا، كما فكر في ذلك روبرت جويسكارد زعيم النورمانديين الإيطاليين، كما سيحدث بعد ذلك في الحروب الصليبية.
الخلفية الاجتماعية
كانت العصور الوسطى العليا فترة توسع هائل في عدد السكان. نما عدد سكان أوروبا التقديري من 35 إلى 80 مليون بين 1000 و1347 ، على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير واضحة: تقنيات زراعية محسنة ، وتراجع حيازة العبيد ، ومناخ أكثر رقة ، ونقص الغزو. ما يصل إلى 90 في المائة من سكان أوروبا ظلوا فلاحين ريفيين. لم يعد الكثير منهم يقيمون في مزارع منعزلة ولكنهم تجمعوا في مجتمعات صغيرة ، تُعرف عادةً باسم عزبة أو قرى. كان هؤلاء الفلاحون يخضعون في كثير من الأحيان للأسياد النبلاء ويدينون لهم بالإيجارات والخدمات الأخرى ، في نظام يعرف باسم مانورالية. بقي عدد قليل من الفلاحين الأحرار طوال هذه الفترة وما بعدها ، مع وجود عدد أكبر منهم في مناطق جنوب أوروبا أكثر من الشمال. كما ساهمت ممارسة اقتحام الأراضي الجديدة أو إدخالها في الإنتاج من خلال تقديم الحوافز للفلاحين الذين استوطنوها ، في زيادة عدد السكان. كان نظام الحقول المفتوحة يمارس بشكل شائع في معظم أنحاء أوروبا ، وخاصة في «شمال غرب ووسط أوروبا». كانت لهذه المجتمعات الزراعية ثلاث خصائص أساسية: حيازات الفلاحين الفردية على شكل شرائط من الأرض كانت مبعثرة بين الحقول المختلفة التي تنتمي إلى القصر ؛ تم تناوب المحاصيل من سنة إلى أخرى للحفاظ على خصوبة التربة ؛ والأراضي المشتركة كانت تستخدم لرعي الماشية ولأغراض أخرى. استخدمت بعض المناطق نظامًا ثلاثي الحقول لتناوب المحاصيل ، بينما احتفظت مناطق أخرى بالنظام الأقدم ثنائي المجال. تضمنت قطاعات أخرى من المجتمع النبلاء ورجال الدين وسكان المدن. استغل النبلاء ، سواء كانوا من النبلاء أو الفرسان البسطاء ، القصور والفلاحين ، على الرغم من أنهم لم يمتلكوا الأراضي بشكل كامل ولكن تم منحهم حقوقًا في الدخل من قصر أو أراض أخرى من خلال نظام الإقطاع. خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر ، أصبحت هذه الأراضي ، أو الإقطاعيات ، تعتبر وراثية ، وفي معظم المناطق لم تعد قابلة للتقسيم بين جميع الورثة كما كان الحال في أوائل العصور الوسطى. بدلاً من ذلك ، ذهبت معظم الإقطاعيات والأراضي إلى الابن الأكبر. بنيت هيمنة النبلاء على سيطرتهم على الأرض ، وخدمتهم العسكرية كسلاح الفرسان الثقيل ، والسيطرة على القلاع ، والحصانات المختلفة من الضرائب أو غيرها. فرض القلاع ، في البداية من الخشب ولكن لاحقًا في الحجر ، بدأ تشييدها في القرنين التاسع والعاشر استجابةً لاضطراب ذلك الوقت ، ووفرت الحماية من الغزاة بالإضافة إلى السماح للدفاع عن المنافسين. سمحت السيطرة على القلاع للنبلاء بتحدي الملوك أو السادة الآخرين. تم تقسيم النبلاء إلى طبقات. كان الملوك والنبلاء الأعلى رتبة يسيطرون على أعداد كبيرة من عامة الناس ومساحات كبيرة من الأرض ، بالإضافة إلى النبلاء الآخرين. تحتها ، كان النبلاء الأقل سلطة على مناطق أصغر من الأرض وعدد أقل من الناس. كان الفرسان أدنى مستوى من النبلاء ؛ كانوا يسيطرون على الأرض لكن لم يمتلكوها ، وكان عليهم أن يخدموا النبلاء الآخرين. تم تقسيم رجال الدين إلى نوعين: رجال الدين العلمانيون الذين عاشوا في العالم ، ورجال الدين العاديين الذين عاشوا معزولين في ظل حكم ديني وكانوا يتألفون عادة من الرهبان. طوال هذه الفترة ، ظل الرهبان يشكلون نسبة صغيرة جدًا من السكان ، وعادة ما تكون أقل من واحد في المائة. كان معظم رجال الدين العاديين ينتمون إلى طبقة النبلاء ، وهي نفس الطبقة الاجتماعية التي كانت بمثابة الأرض لتجنيد المستويات العليا من رجال الدين العلمانيين. غالبًا ما كان كهنة الرعية المحليون ينتمون إلى طبقة الفلاحين. كان سكان المدن في وضع غير معتاد إلى حد ما ، حيث لم يتناسبوا مع التقسيم التقليدي ثلاثي الأبعاد للمجتمع إلى النبلاء ورجال الدين والفلاحين. خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، توسعت صفوف سكان المدن بشكل كبير مع نمو المدن القائمة وإنشاء مراكز سكانية جديدة. لكن خلال العصور الوسطى ، ربما لم يتجاوز عدد سكان المدن 10٪ من إجمالي السكان. صورة للصليبين أثناء الحملات الصليبىة
الحملات الصليبية
في القرن الحادي عشر ، استولى السلاجقة الأتراك على جزء كبير من الشرق الأوسط ، واحتلوا بلاد فارس خلال أربعينيات القرن العاشر ، وأرمينيا في ستينيات القرن العاشر ، والقدس في عام 1070. وفي عام 1071 ، هزم الجيش التركي الجيش البيزنطي في معركة ملاذكرد واستولى على الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع (حكم 1068-1071). كان الأتراك حينها أحرارًا في غزو آسيا الصغرى ، والتي وجهت ضربة خطيرة للإمبراطورية البيزنطية من خلال الاستيلاء على جزء كبير من سكانها ومعقلها الاقتصادي. على الرغم من أن البيزنطيين أعادوا تجميع صفوفهم وتعافوا إلى حد ما ، إلا أنهم لم يستردوا آسيا الصغرى بالكامل وكانوا في كثير من الأحيان في موقف دفاعي. كما واجه الأتراك صعوبات ، حيث فقدوا السيطرة على القدس لصالح الفاطميين في مصر وعانوا من سلسلة من الحروب الأهلية الداخلية. واجه البيزنطيون أيضًا إحياء بلغاريا ، والتي انتشرت في جميع أنحاء البلقان في أواخر القرنين الثاني عشر والثالث عشر. كانت الحروب الصليبية تهدف إلى انتزاع القدس من سيطرة المسلمين. أعلن البابا أوربان الثاني (البابا 1088-1099) الحملة الصليبية الأولى في مجلس كليرمون عام 1095 استجابةً لطلب من الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس (حكم 1081-1118) للمساعدة في مواجهة تقدم المسلمين. وعد Urban بالتساهل مع أي شخص شارك. حشد عشرات الآلاف من الناس من جميع مستويات المجتمع في جميع أنحاء أوروبا واستولوا على القدس عام 1099. كانت إحدى سمات الحروب الصليبية هي المذابح ضد اليهود المحليين والتي غالبًا ما كانت تحدث عندما غادر الصليبيون بلادهم إلى الشرق. كانت هذه وحشية بشكل خاص خلال الحملة الصليبية الأولى ، عندما تم تدمير الجاليات اليهودية في كولونيا وماينز وويرمز ، وكذلك المجتمعات الأخرى في المدن الواقعة بين نهري السين والراين. نتاج آخر للحروب الصليبية كان تأسيس نوع جديد من النظام الرهباني ، الأوامر العسكرية لفرسان الهيكل والفرسان ، والتي دمجت الحياة الرهبانية مع الخدمة العسكرية. عزز الصليبيون غزواتهم في دول صليبية. خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر ، كانت هناك سلسلة من النزاعات بينهم وبين الدول الإسلامية المحيطة. أدت المناشدات من الدول الصليبية إلى البابوية إلى مزيد من الحملات الصليبية ، [213] مثل الحملة الصليبية الثالثة ، التي دعت لمحاولة استعادة القدس ، التي استولى عليها صلاح الدين (المتوفي 1193) عام 1187. [216] [Y] في 1203 ، تم تحويل الحملة الصليبية الرابعة من الأرض المقدسة إلى القسطنطينية ، واستولت على المدينة في عام 1204 ، وإنشاء إمبراطورية لاتينية في القسطنطينية [218] وأضعفت الإمبراطورية البيزنطية بشكل كبير. استعاد البيزنطيون المدينة عام 1261 ، لكنهم لم يستعدوا قوتهم السابقة. بحلول عام 1291 ، تم الاستيلاء على جميع الدول الصليبية أو إجبارها على الخروج من البر الرئيسي ، على الرغم من بقاء مملكة القدس الفخرية في جزيرة قبرص لعدة سنوات بعد ذلك. دعا الباباوات إلى شن الحروب الصليبية في أماكن أخرى إلى جانب الأرض المقدسة: في إسبانيا وجنوب فرنسا وعلى طول بحر البلطيق. اندمجت الحروب الصليبية الأسبانية مع Reconquista of Spain من المسلمين. على الرغم من أن فرسان الهيكل وفرسان الفرسان شاركوا في الحروب الصليبية الإسبانية ، إلا أنه تم تأسيس رتب دينية عسكرية إسبانية مماثلة ، والتي أصبح معظمها جزءًا من النظامين الرئيسيين لكالاترافا وسانتياغو بحلول بداية القرن الثاني عشر. بقيت أوروبا الشمالية أيضًا خارج التأثير المسيحي حتى القرن الحادي عشر أو بعد ذلك ، وأصبحت مكانًا للحملات الصليبية كجزء من الحروب الصليبية الشمالية في القرنين الثاني عشر والرابع عشر. أنتجت هذه الحملات الصليبية أيضًا أمرًا عسكريًا ، وهو وسام الإخوة السيف. أمر آخر ، الفرسان التوتونيون ، على الرغم من تأسيسهم في الدول الصليبية ، ركز الكثير من نشاطه في بحر البلطيق بعد عام 1225 ، وفي عام 1309 نقل مقره الرئيسي إلى مارينبورغ في بروسيا.
العصور الوسطى
لوحة للقديس جورج يذبح التنين توضح الفنون في العصور الوسطى
فترة التاريخ الأوروبي الممتدة من حوالي 500 إلى 1400 - 1500م تُعرف تقليديًا باسم العصور الوسطى. تم استخدام المصطلح لأول مرة من قبل علماء القرن الخامس عشر لتحديد الفترة بين وقتهم الخاص وسقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية. غالبًا ما يُنظر إلى الفترة على أنها تقسيمات داخلية خاصة بها: إما مبكرًا أو متأخرًا أو مركزيًا أو مرتفعًا، ومتأخرًا.
لخلفية الدينية
كانت المسيحية عاملاً موحِّدًا رئيسيًا بين أوروبا الشرقية والغربية قبل الفتوحات العربية، لكن غزو شمال إفريقيا قطع الروابط البحرية بين تلك المناطق. اختلفت الكنيسة البيزنطية بشكل متزايد في اللغة والممارسات والطقوس عن الكنيسة الغربية. استخدمت الكنيسة الشرقية اليونانية بدلًا من اللاتينية الغربية. ظهرت الاختلافات اللاهوتية والسياسية، وبحلول أوائل القرن الثامن والوسطى، اتسعت قضايا مثل تحطيم المعتقدات التقليدية والزواج الإكليريكي وسيطرة الدولة على الكنيسة إلى حد أن الاختلافات الثقافية والدينية كانت أكبر من أوجه التشابه. جاء الانقسام الرسمي، المعروف باسم الانقسام بين الشرق والغرب، في عام 1054 ، عندما اشتبكت البابوية وبطريركية القسطنطينية حول السيادة البابوية وحرمت بعضها البعض، مما أدى إلى تقسيم المسيحية إلى كنيستين - أصبح الفرع الغربي هو الروماني. الكنيسة الكاثوليكية والفرع الشرقي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية. نجا الهيكل الكنسي للإمبراطورية الرومانية من الحركات والغزوات في الغرب على حاله في الغالب، لكن البابوية لم تكن موضع اهتمام كبير، وقليل من الأساقفة الغربيين نظروا إلى أسقف روما من أجل القيادة الدينية أو السياسية. كان العديد من الباباوات قبل 750 عامًا أكثر اهتمامًا بالشؤون البيزنطية والخلافات اللاهوتية الشرقية. نجا السجل، أو النسخ المؤرشفة من رسائل البابا غريغوريوس الكبير (البابا 590-604)، ومن بين تلك الرسائل التي يزيد عددها عن 850 حرفًا، كانت الغالبية العظمى معنية بالشؤون في إيطاليا أو القسطنطينية. كانت بريطانيا هي الجزء الوحيد من أوروبا الغربية حيث كان للبابوية تأثير، حيث أرسل غريغوري البعثة الغريغورية عام 597 لتحويل الأنجلو ساكسون إلى المسيحية. كان المبشرون الأيرلنديون أكثر نشاطًا في أوروبا الغربية بين القرنين الخامس والسابع، حيث ذهبوا أولاً إلى إنجلترا واسكتلندا ثم إلى القارة. تحت حكم رهبان مثل كولومبا (ت 597) وكولومبانوس (ت 615)، أسسوا أديرة، ودرّسوا باللغتين اللاتينية واليونانية، وألفوا أعمالًا علمانية ودينية. شهدت أوائل العصور الوسطى صعود الرهبنة في الغرب. تم تحديد شكل الرهبنة الأوروبية من خلال التقاليد والأفكار التي نشأت مع آباء الصحراء في مصر وسوريا. كانت معظم الأديرة الأوروبية من النوع الذي يركز على التجربة المجتمعية للحياة الروحية، والتي تسمى سينوبيتزم، والتي كان رائدها باخوميوس (المتوفي 348) في القرن الرابع. انتشرت المُثُل الرهبانية من مصر إلى أوروبا الغربية في القرنين الخامس والسادس من خلال أدب سير القديسين مثل حياة أنطونيوس. كتب بنديكت نورسيا (المتوفى 547) القاعدة البينديكتية للرهبنة الغربية خلال القرن السادس، حيث أوضح بالتفصيل المسؤوليات الإدارية والروحية لمجتمع من الرهبان بقيادة رئيس دير. كان للرهبان والأديرة تأثير عميق على الحياة الدينية والسياسية في أوائل العصور الوسطى، حيث عملوا في حالات مختلفة كأمانة ملكية للعائلات القوية، ومراكز للدعاية والدعم الملكي في المناطق التي تم فتحها حديثًا، وقواعد للبعثات والتبشير. كانت البؤر الاستيطانية الرئيسية، وأحيانًا الوحيدة، للتعليم ومحو الأمية في المنطقة. تم نسخ العديد من المخطوطات الباقية من الكلاسيكيات اللاتينية في الأديرة في أوائل العصور الوسطى. كان الرهبان أيضًا مؤلفي أعمال جديدة، بما في ذلك التاريخ واللاهوت وموضوعات أخرى، كتبها مؤلفون مثل بيدي (المتوفي 735)، وهو مواطن من شمال إنجلترا كتب في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن. فساد الكنيسة
ومع كون الكنيسة تحتل في هذا الوقت هذه المكانة الكبيرة إلا أن القساوسة كانوا على درجة كبيرة من الجهل والتخبط، ولم يكن لهم في الغالب أي كفاءة دينية أو إدارية أو قيادية ، ولم يكن هذا فقط، بل إن معظم البابوات في القرن التاسع والعاشر الميلادي كانوا على درجة كبيرة من الفساد الأخلاقي، سواء في قضايا المال أو في قضايا النساء ، وكثير منهم قُتل في حوادث أخلاقية مخلَّة ، مع أنهم جميعًا كانوا يدَّعون الرهبانية، ويعلنون اعتزالهم مُتَع الحياة، ويشيعون الزهد في الدنيا، ويمتنعون عن الزواج، ثم يرتكبون بعد ذلك أبشع جرائم السرقة، وكذلك الزنا.ومن الأفكار المهمة التي أشاعها البابوات والقساوسة في القرن الحادي عشر - أي قبيل الحروب الصليبية بقليل - أن الدنيا على وشك الانتهاء، وأن يوم القيامة قد اقترب جدًّا، وأن هذا مرتبط بمرور ألف سنة على نهاية عهد المسيح، أي أن هذه الإشاعة بدأت تنتشر في سنة (424هـ) 1033م تقريبًا وما بعدها، وكانوا يفسِّرون كل الظواهر الكونية والطبيعية في ذلك الوقت على أنها أدلة على صدق الإشاعة، ومن ذلك مثلاً ثورة بركان فيزوف في إيطاليا، أو حدوث بعض الصواعق أو الزلازل. وكان لانتشار مثل هذه الشائعات الأثر في إحداث حالة من الوجل والرعب والهلع عند عموم الناس، وخوفهم المفرط من ذنوبهم، وبروز دور البابوات والقساوسة والكنيسة بصفة عامة لإنقاذ الناس من هذه الضغوط، ومساعدتهم على التخلص من هذه الذنوب، وضرب رجال الدين على هذا الوتر بشدة، واستغلوه في توجيه الناس إلى ما يريدون، وقد كان من أهم الوسائل للتخلص من هذه الذنوب دفع الأموال للكنيسة، وهو الأمر الذي تطور بعد ذلك إلى صكوك الغفران، التي ثار عليها بعد ذلك بقرون مارتن لوثر مؤسِّس البروتستانتية. رحلات الحج إلى الأراضى المقدسة بفلسطين
رحلات الحج إلى فلسطين
غير أن هناك وسيلة أخرى أشاعها البابوات والقساوسة للتخلص من الذنوب لها علاقة كبيرة بموضوعنا، وهو التشجيع على رحلات الحج إلى أرض فلسطين مهد المسيح ، وذلك للتكفير عن الذنوب، وكانت رحلات الحج التكفيرية هذه تستغرق من الناس جهدًا كبيرًا ووقتًا طويلاً، قد يصل إلى سبع سنوات، وكانت هذه الرحلات بديلاً عن دفع المال الكثير للكنيسة ، ومن ثَمَّ رغب فيها الفقراء الذين لا يستطيعون شراء رضاء الكنيسة، ومن هنا توالت رحلات الحج لفلسطين، والتبرك بالآثار هناك، وأصبحت هذه الرحلات ثقافة عامة عند الناس؛ ولذلك انتشر اسم فلسطين، وصار متداولاً بين عموم الناس. ولا شك أن هذا مهَّد نفسيًّا لقبول فكرة الحروب الصليبية بعد ذلك، فهي تذهب إلى مكان مألوف محبوب سمع الناس كثيرًا عنه، بل وشُجِّعوا على الذهاب إليه، بل إن فلسطين صارت حُلمًا لكثير ممن يريد الذهاب للتخلص من ذنوبه قبل انتهاء الدنيا، غير أنه يفتقد الطاقة البدنية أو المالية ليقوم بالرحلة، وكل هذا - لا شكَّ - أدى إلى تضخيم حجم فلسطين في عيون الغربيين.
وتشير الكثير من المصادر والوثائق أن استقبال المسلمين الذين يحكمون الشام وفلسطين لهؤلاء الحجاج كان استقبالاً طيبًا جدًّا، ولم يثبت أي محاولات تضييق عليهم كما يحاول البابوات أن يشيعوا؛ لكي يسوِّغوا فكرة الهجوم على فلسطين لتسهيل رحلات الحج لنصارى أوروبا. فهذه الخلفيات الدينية المعقدة من رغبة حثيثة للكنيسة للسيطرة على عقول الناس وأموالهم، ومن خوف مطَّرد عند الشعوب من فناء الدنيا وكثرة الذنوب، ومن حبٍّ جارف لهذه الأرض التي وُلد بها المسيح، والتي بسبب الرحلة إليها ستُغفر الذنوب. كل هذا وغيره مهَّد لفكرة الحروب الصليبية وغزو فلسطين. ولعل الخلفيات التي يجب أن تضاف إلى هذه الأمور السابقة، والتي تفسِّر ولع الغرب بقضية فلسطين خصوصًا والشرق عمومًا، هي ظهور رغبة عند بعض بابوات روما لضم الكنيستين الغربية الكاثوليكية والشرقية الأرثوذكسية تحت سقف واحد، يحكمه الكاثوليكيون بالطبع، وكان الذي تبنَّى هذا المشروع بقوة هو البابا جريجوري السابع، وهو البابا السابق مباشرة للبابا أوربان الثاني الذي وقعت في عهده الحروب الصليبية. وكان من ضمن الخطوات التي أخذها البابا جريجوري السابع لإتمام هذه الخطوة الفريدة أن بدأ يحسِّن من علاقاته مع الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس كومنين ، وهو الإمبراطور الذي سيعاصر الحروب الصليبية؛ مما جعل المراسلات بينهما مستمرة، ومما حدا - بعد ذلك - بالإمبراطور البيزنطي أن يستغيث بالغرب الكاثوليكي لنصرته ضد السلاجقة المسلمين، وذلك مع شدة كراهية هذا الإمبراطور الأرثوذكسي لكل بابوات وملوك وشعوب أوروبا الكاثوليكية.
شرح مبسط
دراسة أوضاع أوروبا قبل الحروب الصليبية تعطي صورة واضحة لأسباب تلك الحروب ودوافعها.
شاركنا رأيك
التعليقات
لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا
أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] أوروبا قبل الحروب الصليبية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 17/11/2023