شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الثلاثاء 16 ابريل 2024 , الساعة: 4:47 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ وأحسن ما يُعزَّى به‏:‏ ] ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال‏:‏ أرسلتْ إحدى بنات النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أنّ صبياً لها أو ابناً في الموت، فقال للرسول‏:‏ ‏"‏ارْجعْ إلَيْها فأخْبرْها أنَّ لِلَّهِ تَعالى ما أخَذَ وَلَهُ ما أعْطَى، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسَمَّى، فمُرْها فَلْتَصْبرْ وَلْتَحْتَسبْ‏"‏ وذكر تمام الحديث‏.‏ ‏قلت‏:‏ فهذا الحديث من أعظم قواعد الإِسلام، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه، والآداب، والصبر على النوازل كلِّها، والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض‏.‏ ومعنى ‏"‏أن للّه تعالى ما أخذ‏"‏ أن العالم كله ملك للّه تعالى، فلم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية؛ ومعنى ‏"‏وله ما أعطى‏"‏ أن ما وهبه لكم ليس خارجاً عن ملكه، بل هو له سبحانه يفعل فيه مايشاء، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمّى فلا تجزعوا، فإن من قبضه قد انقضى أجَله المسمى، فمُحال تأخره أو تقدّمخ عنه، فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم، واللّه أعلم‏.‏وروينا في كتاب النسائي بإسناد حسن، عن معاوية بن قرّة بن إياس، عن أبيه رضي اللّه عنه؛أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقدَ بعضَ أصحابه فسأل عنه، فقالوا‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك، فلقيه النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فسأله عن بنيّه فأخبره بأنه هلك، فعزّاه عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏يا فُلانُ‏!‏ أيُّمَا كانَ أحَبَّ إلَيْكَ‏:‏ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أوْ لا تَأتِي غَداً باباً مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ، قال‏:‏ يا نبيّ اللّه‏!‏ بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي لهو أحبّ إليّ، قال‏:‏ فَذَلِكَ لَكَ‏"‏‏.‏‏وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي اللّه؛ أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه اللّه مات له ابن فجَزعَ عليه عبد الرحمن جزعاً شديداً، فبعثَ إليه الشافعي رحمه اللّه‏:‏ يا أخي عزِّ نفسك بما تَعَزَّى به غيرُك، واستقبحْ من فعلك ما تستقبحُه من فعل غيرك‏.‏ واعلم أن أمضَّ المصائب فقدُ سرورٍ وحرمانُ أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتِساب وزر‏؟‏ فتناول حظَّكَ يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبَه وقد نأى عنك، ألهمك اللَّهُ عند المصائب صبراً، وأحرزَ لنا ولك بالصبر أجراً، وكتب إليه‏:‏إنّي مُعَزِّيكَ لا أني على ثِقَةٍ * مِنَ الخُلُودِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدّينِفَمَا المُعَزَّى بِباقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ * وَلا المُعَزِّي وَلَوْ عاشا إلى حِينِوكتبَ رجلٌ إلى بعض إخوانه يعزُّيه بابنه‏:‏ أما بعد، فإنَّ الولدَ على والده ما عاش حُزْنٌ وفتنة، فإذا قدّمه فصلاة ورحمة، فلا تجزعْ على ما فاتك من حزنه وفتنته، ولا تضيّع ما عوّضك اللّه عزّوجلّ من صلاته ورحمته‏.‏وقال موسى بن المهدي لإِبراهيم بن سالم وعزَّاه بابنه‏:‏ أسَرَّك وهو بليّة وفتنة، وأحزنَك وهو صلوات ورحمة‏؟‏‏!‏وعزَّى رجلٌ فقال‏:‏ عليك بتقوى اللّه والصبر، فبه يأخذ المحتسب، وإليهوعن ابن جُرَيْجٍ رحمه اللّه قال‏:‏ من لم يتعزّ عند مصيبته بالأجر والاحتساب، سَلاَ كما تَسْلُو البهائم‏.‏وعن حُميد الأعرج قال‏:‏ رأيت سعيدَ بن جُبير رحمه اللّه يقول في ابنه ونظر إليه‏:‏ إني لأعلم خير خلّة فيه، قيل‏:‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ يموت فأحتسبه‏.‏وعن الحسن البصري رحمه اللّه أن رجلاً جَزِع على ولده وشكا ذلك إليه، فقال الحسن‏:‏ كان ابنك يغيب عنك‏؟‏ قال‏:‏ نعم كانت غيبته أكثر من حضوره، قال‏:‏ فاتركه غائباً فإنه لم يغبْ عنك غيبة الأجْرُ لك فيها أعظم من هذه، فقال‏:‏ يا أبا سعيد‏!‏ هوَّنت عنّي وجْدي على ابني‏.‏وعن ميمون بن مهران قال‏:‏ عزَّى رجل عمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه على ابنه عبد الملك رضي اللّه عنه، فقال عمر‏:‏ الأمر الذي نزل بعبد الملك أمرٌ كنّا نعرفه، فلما وقع لم ننكره‏.‏ وعن بشر بن عبد اللّه قال‏:‏ قام عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه عبد الملك فقال‏:‏ رحمك اللّه يا بنيّ‏!‏ فقد كنت سارّاً مولوداً، وبارّاً اشئاً، وما أحبّ أني دعوتك فأجبتني‏.‏ وعن مسلمة قال‏:‏ لما ماتَ عبدُ الملك بن عمر كشفَ أبوه عن وجهه وقال‏:‏ رحمك اللّه يا بني‏!‏ فقد سررت بك يوم بُشِّرْتُ بك، ولقد عمرتَ مسروراً بك، وما أنت عليّ ساعة أنا فيها أسرّ من ساعتي هذه، أما واللّه إن كنتَ لتدعو أباك إلى الجنة‏.‏ قال أبو الحسن المدائني‏:‏ دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال‏:‏ يا بني‏!‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني في الحقّ، قال‏:‏ يا بنيّ‏!‏ لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك، فقال‏:‏ يا أبتِ‏!‏ لأن يكون ما تُحبُّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحب‏.‏وعن جُويرية بن أسماء، عن عمّه، أن إخوة ثلاثة شهدوا يوم تُسْتَرَ فاسْتشهدوا، فخرجتْ أُمُّهم إلى السوق لبعض شأنها، فتلقاها رجلٌ حضرَ تُسْتَرَ، فعرفتْه، فسألته عن أمور بَنِيها، فقال‏:‏ اسْتُشهدوا، فقالت‏:‏ مُقبلين أو مُدبرين‏؟‏ قال‏:‏ مُقبلين، قالت‏:‏ الحمد للّه، نالوا الفوزَ وحاطوا الذِّمار، بنفسي هم وأبي وأمي‏.‏ قلت‏:‏ الذِّمار بكسر الذال المعجمة، وهم أهل الرجل وغيرهم مما يحقّ عليه أن يحميه، وقولها حاطوا‏:‏ أي حفِظوا ورعوا‏.‏ومات ابن الإِمام الشافعي رضي اللّه عنه فأنشدَ‏:‏وما الدّهرُ إِلاّ هكذا فاصْطبرْ لهُ * رزِيَّةُ مالٍ أو فِراقُ حَبِيبقال أبو الحسن المدائني‏:‏ مات الحسنُ والدُ عبيد اللّه بن الحسن، وعبيدُ اللّه يومئذ قاضي البصرة وأميرُها، فكثر من يعزّيه، فذكروا ما يتبيّنُ به جزعُ الرجل من صبره، فأجمعوا على أنه إذا ترك شيئاً كان يصنعه فقد جزع‏.‏قلت‏:‏ والآثار في هذا الباب كثيرة، وإنما ذكرت هذه الأحرف لئلا يخلو هذا الكتاب من الإِشارة إلى طرف من ذلك واللّه أعلم‏.‏ # اخر تحديث اليوم 2024-04-16 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 13/11/2023

اعلانات

[ وأحسن ما يُعزَّى به‏:‏ ] ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال‏:‏ أرسلتْ إحدى بنات النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أنّ صبياً لها أو ابناً في الموت، فقال للرسول‏:‏ ‏"‏ارْجعْ إلَيْها فأخْبرْها أنَّ لِلَّهِ تَعالى ما أخَذَ وَلَهُ ما أعْطَى، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسَمَّى، فمُرْها فَلْتَصْبرْ وَلْتَحْتَسبْ‏"‏ وذكر تمام الحديث‏.‏ ‏قلت‏:‏ فهذا الحديث من أعظم قواعد الإِسلام، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه، والآداب، والصبر على النوازل كلِّها، والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض‏.‏ ومعنى ‏"‏أن للّه تعالى ما أخذ‏"‏ أن العالم كله ملك للّه تعالى، فلم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية؛ ومعنى ‏"‏وله ما أعطى‏"‏ أن ما وهبه لكم ليس خارجاً عن ملكه، بل هو له سبحانه يفعل فيه مايشاء، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمّى فلا تجزعوا، فإن من قبضه قد انقضى أجَله المسمى، فمُحال تأخره أو تقدّمخ عنه، فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم، واللّه أعلم‏.‏وروينا في كتاب النسائي بإسناد حسن، عن معاوية بن قرّة بن إياس، عن أبيه رضي اللّه عنه؛أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقدَ بعضَ أصحابه فسأل عنه، فقالوا‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك، فلقيه النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فسأله عن بنيّه فأخبره بأنه هلك، فعزّاه عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏يا فُلانُ‏!‏ أيُّمَا كانَ أحَبَّ إلَيْكَ‏:‏ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أوْ لا تَأتِي غَداً باباً مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ، قال‏:‏ يا نبيّ اللّه‏!‏ بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي لهو أحبّ إليّ، قال‏:‏ فَذَلِكَ لَكَ‏"‏‏.‏‏وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي اللّه؛ أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه اللّه مات له ابن فجَزعَ عليه عبد الرحمن جزعاً شديداً، فبعثَ إليه الشافعي رحمه اللّه‏:‏ يا أخي عزِّ نفسك بما تَعَزَّى به غيرُك، واستقبحْ من فعلك ما تستقبحُه من فعل غيرك‏.‏ واعلم أن أمضَّ المصائب فقدُ سرورٍ وحرمانُ أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتِساب وزر‏؟‏ فتناول حظَّكَ يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبَه وقد نأى عنك، ألهمك اللَّهُ عند المصائب صبراً، وأحرزَ لنا ولك بالصبر أجراً، وكتب إليه‏:‏إنّي مُعَزِّيكَ لا أني على ثِقَةٍ * مِنَ الخُلُودِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدّينِفَمَا المُعَزَّى بِباقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ * وَلا المُعَزِّي وَلَوْ عاشا إلى حِينِوكتبَ رجلٌ إلى بعض إخوانه يعزُّيه بابنه‏:‏ أما بعد، فإنَّ الولدَ على والده ما عاش حُزْنٌ وفتنة، فإذا قدّمه فصلاة ورحمة، فلا تجزعْ على ما فاتك من حزنه وفتنته، ولا تضيّع ما عوّضك اللّه عزّوجلّ من صلاته ورحمته‏.‏وقال موسى بن المهدي لإِبراهيم بن سالم وعزَّاه بابنه‏:‏ أسَرَّك وهو بليّة وفتنة، وأحزنَك وهو صلوات ورحمة‏؟‏‏!‏وعزَّى رجلٌ فقال‏:‏ عليك بتقوى اللّه والصبر، فبه يأخذ المحتسب، وإليهوعن ابن جُرَيْجٍ رحمه اللّه قال‏:‏ من لم يتعزّ عند مصيبته بالأجر والاحتساب، سَلاَ كما تَسْلُو البهائم‏.‏وعن حُميد الأعرج قال‏:‏ رأيت سعيدَ بن جُبير رحمه اللّه يقول في ابنه ونظر إليه‏:‏ إني لأعلم خير خلّة فيه، قيل‏:‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ يموت فأحتسبه‏.‏وعن الحسن البصري رحمه اللّه أن رجلاً جَزِع على ولده وشكا ذلك إليه، فقال الحسن‏:‏ كان ابنك يغيب عنك‏؟‏ قال‏:‏ نعم كانت غيبته أكثر من حضوره، قال‏:‏ فاتركه غائباً فإنه لم يغبْ عنك غيبة الأجْرُ لك فيها أعظم من هذه، فقال‏:‏ يا أبا سعيد‏!‏ هوَّنت عنّي وجْدي على ابني‏.‏وعن ميمون بن مهران قال‏:‏ عزَّى رجل عمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه على ابنه عبد الملك رضي اللّه عنه، فقال عمر‏:‏ الأمر الذي نزل بعبد الملك أمرٌ كنّا نعرفه، فلما وقع لم ننكره‏.‏ وعن بشر بن عبد اللّه قال‏:‏ قام عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه عبد الملك فقال‏:‏ رحمك اللّه يا بنيّ‏!‏ فقد كنت سارّاً مولوداً، وبارّاً اشئاً، وما أحبّ أني دعوتك فأجبتني‏.‏ وعن مسلمة قال‏:‏ لما ماتَ عبدُ الملك بن عمر كشفَ أبوه عن وجهه وقال‏:‏ رحمك اللّه يا بني‏!‏ فقد سررت بك يوم بُشِّرْتُ بك، ولقد عمرتَ مسروراً بك، وما أنت عليّ ساعة أنا فيها أسرّ من ساعتي هذه، أما واللّه إن كنتَ لتدعو أباك إلى الجنة‏.‏ قال أبو الحسن المدائني‏:‏ دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال‏:‏ يا بني‏!‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني في الحقّ، قال‏:‏ يا بنيّ‏!‏ لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك، فقال‏:‏ يا أبتِ‏!‏ لأن يكون ما تُحبُّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحب‏.‏وعن جُويرية بن أسماء، عن عمّه، أن إخوة ثلاثة شهدوا يوم تُسْتَرَ فاسْتشهدوا، فخرجتْ أُمُّهم إلى السوق لبعض شأنها، فتلقاها رجلٌ حضرَ تُسْتَرَ، فعرفتْه، فسألته عن أمور بَنِيها، فقال‏:‏ اسْتُشهدوا، فقالت‏:‏ مُقبلين أو مُدبرين‏؟‏ قال‏:‏ مُقبلين، قالت‏:‏ الحمد للّه، نالوا الفوزَ وحاطوا الذِّمار، بنفسي هم وأبي وأمي‏.‏ قلت‏:‏ الذِّمار بكسر الذال المعجمة، وهم أهل الرجل وغيرهم مما يحقّ عليه أن يحميه، وقولها حاطوا‏:‏ أي حفِظوا ورعوا‏.‏ومات ابن الإِمام الشافعي رضي اللّه عنه فأنشدَ‏:‏وما الدّهرُ إِلاّ هكذا فاصْطبرْ لهُ * رزِيَّةُ مالٍ أو فِراقُ حَبِيبقال أبو الحسن المدائني‏:‏ مات الحسنُ والدُ عبيد اللّه بن الحسن، وعبيدُ اللّه يومئذ قاضي البصرة وأميرُها، فكثر من يعزّيه، فذكروا ما يتبيّنُ به جزعُ الرجل من صبره، فأجمعوا على أنه إذا ترك شيئاً كان يصنعه فقد جزع‏.‏قلت‏:‏ والآثار في هذا الباب كثيرة، وإنما ذكرت هذه الأحرف لئلا يخلو هذا الكتاب من الإِشارة إلى طرف من ذلك واللّه أعلم‏.‏ # اخر تحديث اليوم 2024-04-16

آخر تحديث منذ 5 شهر و 4 يوم
1 مشاهدة

تم النشر اليوم 2024-04-16 |
ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال‏:‏ أرسلتْ إحدى بنات النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أنّ صبياً لها أو ابناً في الموت، فقال للرسول‏:‏ ‏"‏ارْجعْ إلَيْها فأخْبرْها أنَّ لِلَّهِ تَعالى ما أخَذَ وَلَهُ ما أعْطَى، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسَمَّى، فمُرْها فَلْتَصْبرْ وَلْتَحْتَسبْ‏"‏ وذكر تمام الحديث‏.‏ ‏قلت‏:‏ فهذا الحديث من أعظم قواعد الإِسلام، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه، والآداب، والصبر على النوازل كلِّها، والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض‏.‏ ومعنى ‏"‏أن للّه تعالى ما أخذ‏"‏ أن العالم كله ملك للّه تعالى، فلم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية؛ ومعنى ‏"‏وله ما أعطى‏"‏ أن ما وهبه لكم ليس خارجاً عن ملكه، بل هو له سبحانه يفعل فيه مايشاء، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمّى فلا تجزعوا، فإن من قبضه قد انقضى أجَله المسمى، فمُحال تأخره أو تقدّمخ عنه، فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم، واللّه أعلم‏.‏وروينا في كتاب النسائي بإسناد حسن، عن معاوية بن قرّة بن إياس، عن أبيه رضي اللّه عنه؛أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقدَ بعضَ أصحابه فسأل عنه، فقالوا‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك، فلقيه النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فسأله عن بنيّه فأخبره بأنه هلك، فعزّاه عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏يا فُلانُ‏!‏ أيُّمَا كانَ أحَبَّ إلَيْكَ‏:‏ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أوْ لا تَأتِي غَداً باباً مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ، قال‏:‏ يا نبيّ اللّه‏!‏ بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي لهو أحبّ إليّ، قال‏:‏ فَذَلِكَ لَكَ‏"‏‏.‏‏وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي اللّه؛ أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه اللّه مات له ابن فجَزعَ عليه عبد الرحمن جزعاً شديداً، فبعثَ إليه الشافعي رحمه اللّه‏:‏ يا أخي عزِّ نفسك بما تَعَزَّى به غيرُك، واستقبحْ من فعلك ما تستقبحُه من فعل غيرك‏.‏ واعلم أن أمضَّ المصائب فقدُ سرورٍ وحرمانُ أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتِساب وزر‏؟‏ فتناول حظَّكَ يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبَه وقد نأى عنك، ألهمك اللَّهُ عند المصائب صبراً، وأحرزَ لنا ولك بالصبر أجراً، وكتب إليه‏:‏إنّي مُعَزِّيكَ لا أني على ثِقَةٍ * مِنَ الخُلُودِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدّينِفَمَا المُعَزَّى بِباقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ * وَلا المُعَزِّي وَلَوْ عاشا إلى حِينِوكتبَ رجلٌ إلى بعض إخوانه يعزُّيه بابنه‏:‏ أما بعد، فإنَّ الولدَ على والده ما عاش حُزْنٌ وفتنة، فإذا قدّمه فصلاة ورحمة، فلا تجزعْ على ما فاتك من حزنه وفتنته، ولا تضيّع ما عوّضك اللّه عزّوجلّ من صلاته ورحمته‏.‏وقال موسى بن المهدي لإِبراهيم بن سالم وعزَّاه بابنه‏:‏ أسَرَّك وهو بليّة وفتنة، وأحزنَك وهو صلوات ورحمة‏؟‏‏!‏وعزَّى رجلٌ فقال‏:‏ عليك بتقوى اللّه والصبر، فبه يأخذ المحتسب، وإليهوعن ابن جُرَيْجٍ رحمه اللّه قال‏:‏ من لم يتعزّ عند مصيبته بالأجر والاحتساب، سَلاَ كما تَسْلُو البهائم‏.‏وعن حُميد الأعرج قال‏:‏ رأيت سعيدَ بن جُبير رحمه اللّه يقول في ابنه ونظر إليه‏:‏ إني لأعلم خير خلّة فيه، قيل‏:‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ يموت فأحتسبه‏.‏وعن الحسن البصري رحمه اللّه أن رجلاً جَزِع على ولده وشكا ذلك إليه، فقال الحسن‏:‏ كان ابنك يغيب عنك‏؟‏ قال‏:‏ نعم كانت غيبته أكثر من حضوره، قال‏:‏ فاتركه غائباً فإنه لم يغبْ عنك غيبة الأجْرُ لك فيها أعظم من هذه، فقال‏:‏ يا أبا سعيد‏!‏ هوَّنت عنّي وجْدي على ابني‏.‏وعن ميمون بن مهران قال‏:‏ عزَّى رجل عمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه على ابنه عبد الملك رضي اللّه عنه، فقال عمر‏:‏ الأمر الذي نزل بعبد الملك أمرٌ كنّا نعرفه، فلما وقع لم ننكره‏.‏ وعن بشر بن عبد اللّه قال‏:‏ قام عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه عبد الملك فقال‏:‏ رحمك اللّه يا بنيّ‏!‏ فقد كنت سارّاً مولوداً، وبارّاً اشئاً، وما أحبّ أني دعوتك فأجبتني‏.‏ وعن مسلمة قال‏:‏ لما ماتَ عبدُ الملك بن عمر كشفَ أبوه عن وجهه وقال‏:‏ رحمك اللّه يا بني‏!‏ فقد سررت بك يوم بُشِّرْتُ بك، ولقد عمرتَ مسروراً بك، وما أنت عليّ ساعة أنا فيها أسرّ من ساعتي هذه، أما واللّه إن كنتَ لتدعو أباك إلى الجنة‏.‏ قال أبو الحسن المدائني‏:‏ دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال‏:‏ يا بني‏!‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني في الحقّ، قال‏:‏ يا بنيّ‏!‏ لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك، فقال‏:‏ يا أبتِ‏!‏ لأن يكون ما تُحبُّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحب‏.‏وعن جُويرية بن أسماء، عن عمّه، أن إخوة ثلاثة شهدوا يوم تُسْتَرَ فاسْتشهدوا، فخرجتْ أُمُّهم إلى السوق لبعض شأنها، فتلقاها رجلٌ حضرَ تُسْتَرَ، فعرفتْه، فسألته عن أمور بَنِيها، فقال‏:‏ اسْتُشهدوا، فقالت‏:‏ مُقبلين أو مُدبرين‏؟‏ قال‏:‏ مُقبلين، قالت‏:‏ الحمد للّه، نالوا الفوزَ وحاطوا الذِّمار، بنفسي هم وأبي وأمي‏.‏ قلت‏:‏ الذِّمار بكسر الذال المعجمة، وهم أهل الرجل وغيرهم مما يحقّ عليه أن يحميه، وقولها حاطوا‏:‏ أي حفِظوا ورعوا‏.‏ومات ابن الإِمام الشافعي رضي اللّه عنه فأنشدَ‏:‏وما الدّهرُ إِلاّ هكذا فاصْطبرْ لهُ * رزِيَّةُ مالٍ أو فِراقُ حَبِيبقال أبو الحسن المدائني‏:‏ مات الحسنُ والدُ عبيد اللّه بن الحسن، وعبيدُ اللّه يومئذ قاضي البصرة وأميرُها، فكثر من يعزّيه، فذكروا ما يتبيّنُ به جزعُ الرجل من صبره، فأجمعوا على أنه إذا ترك شيئاً كان يصنعه فقد جزع‏.‏قلت‏:‏ والآثار في هذا الباب كثيرة، وإنما ذكرت هذه الأحرف لئلا يخلو هذا الكتاب من الإِشارة إلى طرف من ذلك واللّه أعلم‏.‏
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ وأحسن ما يُعزَّى به‏:‏ ] ما روينا في صحيحي البخاري ومسلم، عن أُسامة بن زيد رضي اللّه عنهما قال‏:‏ أرسلتْ إحدى بنات النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم إليه تدعوه وتخبره أنّ صبياً لها أو ابناً في الموت، فقال للرسول‏:‏ ‏"‏ارْجعْ إلَيْها فأخْبرْها أنَّ لِلَّهِ تَعالى ما أخَذَ وَلَهُ ما أعْطَى، وكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بأجَلٍ مُسَمَّى، فمُرْها فَلْتَصْبرْ وَلْتَحْتَسبْ‏"‏ وذكر تمام الحديث‏.‏ ‏قلت‏:‏ فهذا الحديث من أعظم قواعد الإِسلام، المشتملة على مهمات كثيرة من أصول الدين وفروعه، والآداب، والصبر على النوازل كلِّها، والهموم والأسقام وغير ذلك من الأعراض‏.‏ ومعنى ‏"‏أن للّه تعالى ما أخذ‏"‏ أن العالم كله ملك للّه تعالى، فلم يأخذ ما هو لكم، بل أخذ ما هو له عندكم في معنى العارية؛ ومعنى ‏"‏وله ما أعطى‏"‏ أن ما وهبه لكم ليس خارجاً عن ملكه، بل هو له سبحانه يفعل فيه مايشاء، وكل شيء عنده بأجلٍ مسمّى فلا تجزعوا، فإن من قبضه قد انقضى أجَله المسمى، فمُحال تأخره أو تقدّمخ عنه، فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم، واللّه أعلم‏.‏وروينا في كتاب النسائي بإسناد حسن، عن معاوية بن قرّة بن إياس، عن أبيه رضي اللّه عنه؛أن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقدَ بعضَ أصحابه فسأل عنه، فقالوا‏:‏ يا رسول اللّه‏!‏ بُنَيُّهُ الذي رأيته هلك، فلقيه النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، فسأله عن بنيّه فأخبره بأنه هلك، فعزّاه عليه ثم قال‏:‏ ‏"‏يا فُلانُ‏!‏ أيُّمَا كانَ أحَبَّ إلَيْكَ‏:‏ أَنْ تَمَتَّعَ بِهِ عُمُرَكَ، أوْ لا تَأتِي غَداً باباً مِنْ أبْوَابِ الجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ قَدْ سَبَقَكَ إِلَيْهِ يَفْتَحُهُ لَكَ، قال‏:‏ يا نبيّ اللّه‏!‏ بل يسبقني إلى الجنة فيفتحها لي لهو أحبّ إليّ، قال‏:‏ فَذَلِكَ لَكَ‏"‏‏.‏‏وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي اللّه؛ أن الشافعي بلغه أن عبد الرحمن بن مهدي رحمه اللّه مات له ابن فجَزعَ عليه عبد الرحمن جزعاً شديداً، فبعثَ إليه الشافعي رحمه اللّه‏:‏ يا أخي عزِّ نفسك بما تَعَزَّى به غيرُك، واستقبحْ من فعلك ما تستقبحُه من فعل غيرك‏.‏ واعلم أن أمضَّ المصائب فقدُ سرورٍ وحرمانُ أجر، فكيف إذا اجتمعا مع اكتِساب وزر‏؟‏ فتناول حظَّكَ يا أخي إذا قرب منك قبل أن تطلبَه وقد نأى عنك، ألهمك اللَّهُ عند المصائب صبراً، وأحرزَ لنا ولك بالصبر أجراً، وكتب إليه‏:‏إنّي مُعَزِّيكَ لا أني على ثِقَةٍ * مِنَ الخُلُودِ وَلَكِنْ سُنَّةُ الدّينِفَمَا المُعَزَّى بِباقٍ بَعْدَ مَيِّتِهِ * وَلا المُعَزِّي وَلَوْ عاشا إلى حِينِوكتبَ رجلٌ إلى بعض إخوانه يعزُّيه بابنه‏:‏ أما بعد، فإنَّ الولدَ على والده ما عاش حُزْنٌ وفتنة، فإذا قدّمه فصلاة ورحمة، فلا تجزعْ على ما فاتك من حزنه وفتنته، ولا تضيّع ما عوّضك اللّه عزّوجلّ من صلاته ورحمته‏.‏وقال موسى بن المهدي لإِبراهيم بن سالم وعزَّاه بابنه‏:‏ أسَرَّك وهو بليّة وفتنة، وأحزنَك وهو صلوات ورحمة‏؟‏‏!‏وعزَّى رجلٌ فقال‏:‏ عليك بتقوى اللّه والصبر، فبه يأخذ المحتسب، وإليهوعن ابن جُرَيْجٍ رحمه اللّه قال‏:‏ من لم يتعزّ عند مصيبته بالأجر والاحتساب، سَلاَ كما تَسْلُو البهائم‏.‏وعن حُميد الأعرج قال‏:‏ رأيت سعيدَ بن جُبير رحمه اللّه يقول في ابنه ونظر إليه‏:‏ إني لأعلم خير خلّة فيه، قيل‏:‏ ما هي‏؟‏ قال‏:‏ يموت فأحتسبه‏.‏وعن الحسن البصري رحمه اللّه أن رجلاً جَزِع على ولده وشكا ذلك إليه، فقال الحسن‏:‏ كان ابنك يغيب عنك‏؟‏ قال‏:‏ نعم كانت غيبته أكثر من حضوره، قال‏:‏ فاتركه غائباً فإنه لم يغبْ عنك غيبة الأجْرُ لك فيها أعظم من هذه، فقال‏:‏ يا أبا سعيد‏!‏ هوَّنت عنّي وجْدي على ابني‏.‏وعن ميمون بن مهران قال‏:‏ عزَّى رجل عمرَ بن عبد العزيز رضي اللّه عنه على ابنه عبد الملك رضي اللّه عنه، فقال عمر‏:‏ الأمر الذي نزل بعبد الملك أمرٌ كنّا نعرفه، فلما وقع لم ننكره‏.‏ وعن بشر بن عبد اللّه قال‏:‏ قام عمر بن عبد العزيز على قبر ابنه عبد الملك فقال‏:‏ رحمك اللّه يا بنيّ‏!‏ فقد كنت سارّاً مولوداً، وبارّاً اشئاً، وما أحبّ أني دعوتك فأجبتني‏.‏ وعن مسلمة قال‏:‏ لما ماتَ عبدُ الملك بن عمر كشفَ أبوه عن وجهه وقال‏:‏ رحمك اللّه يا بني‏!‏ فقد سررت بك يوم بُشِّرْتُ بك، ولقد عمرتَ مسروراً بك، وما أنت عليّ ساعة أنا فيها أسرّ من ساعتي هذه، أما واللّه إن كنتَ لتدعو أباك إلى الجنة‏.‏ قال أبو الحسن المدائني‏:‏ دخل عمر بن عبد العزيز على ابنه في وجعه فقال‏:‏ يا بني‏!‏ كيف تجدك‏؟‏ قال‏:‏ أجدني في الحقّ، قال‏:‏ يا بنيّ‏!‏ لأن تكون في ميزاني أحبّ إليّ من أن أكون في ميزانك، فقال‏:‏ يا أبتِ‏!‏ لأن يكون ما تُحبُّ أحبّ إليّ من أن يكون ما أحب‏.‏وعن جُويرية بن أسماء، عن عمّه، أن إخوة ثلاثة شهدوا يوم تُسْتَرَ فاسْتشهدوا، فخرجتْ أُمُّهم إلى السوق لبعض شأنها، فتلقاها رجلٌ حضرَ تُسْتَرَ، فعرفتْه، فسألته عن أمور بَنِيها، فقال‏:‏ اسْتُشهدوا، فقالت‏:‏ مُقبلين أو مُدبرين‏؟‏ قال‏:‏ مُقبلين، قالت‏:‏ الحمد للّه، نالوا الفوزَ وحاطوا الذِّمار، بنفسي هم وأبي وأمي‏.‏ قلت‏:‏ الذِّمار بكسر الذال المعجمة، وهم أهل الرجل وغيرهم مما يحقّ عليه أن يحميه، وقولها حاطوا‏:‏ أي حفِظوا ورعوا‏.‏ومات ابن الإِمام الشافعي رضي اللّه عنه فأنشدَ‏:‏وما الدّهرُ إِلاّ هكذا فاصْطبرْ لهُ * رزِيَّةُ مالٍ أو فِراقُ حَبِيبقال أبو الحسن المدائني‏:‏ مات الحسنُ والدُ عبيد اللّه بن الحسن، وعبيدُ اللّه يومئذ قاضي البصرة وأميرُها، فكثر من يعزّيه، فذكروا ما يتبيّنُ به جزعُ الرجل من صبره، فأجمعوا على أنه إذا ترك شيئاً كان يصنعه فقد جزع‏.‏قلت‏:‏ والآثار في هذا الباب كثيرة، وإنما ذكرت هذه الأحرف لئلا يخلو هذا الكتاب من الإِشارة إلى طرف من ذلك واللّه أعلم‏.‏ # اخر تحديث اليوم 2024-04-16 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 13/11/2023


اعلانات العرب الآن