منصة عربي
سؤال وجواب | الحكمة من تغير حال الإنسان من غنى إلى فقر ومن صحة إلى مرض
اقرأ ايضا
- سؤال وجواب | تنميل في بطة الساقين يظهر عند الجلوس والاستلقاء، ما سببه وعلاجه؟- سؤال وجواب | هل دعاء الوتر واجب وماذا يقول إذا لم يحفظه
- سؤال وجواب | حكم تارك الصلاة وكيفية قضائه
- سؤال وجواب | أطمح لاختيار التخصص الدراسي، ما توجيهكم؟
- سؤال وجواب | أعاني من الوحدة والاكتئاب والشعور بالغربة وقلة الأصدقاء
- سؤال وجواب | هل تحصل الرجعة بالفعل
- سؤال وجواب | عزمت على ترك العادة السرية ولكني أخشى أن تستمر آثارها بعد الزواج، فما توجيهكم؟
- خدمات السعودية | مجمع العزيزية للحاسب الآلي
- هاتف و عنوان | مركز جدة الدولي للمعارض
- هاتف و عنوان | اتقان والتجهزات المعدنية
- سؤال وجواب | كيف أحافظ على عهدي مع الله بعدم سماع الأغاني؟
- هاتف و عنوان | اكنان للدعاية والاعلان
- سؤال وجواب | ما طريقة التعامل مع أختي المراهقة التي لها علاقة بشاب؟
- سؤال وجواب | كلما شفيت من الوسواس عاد مرة أخرى، فماذا أفعل؟
- خدمات السعودية | مفروشات الهزيم2
الله تعالى يعرف تغير الأنفس قبل أن تتغير فلماذا ونحن أجنة في بطون أمهاتنا ونولد ونحن فقراء ثم يغنينا الله ؟ لماذا هذا الانتظار من الله تعالى ؟ لماذا لا نولد ونحن أغنياء ؟ كذلك الغني يولد وهو غني ثم يتغير حاله ويصبح فقيرا ، لماذا لا يغير أنفسنا مباشرة منذ كنا أجنة ؟ أتمنى أن ألقى الإجابة الوافية التي تذهب هذا الإشكال عني ..
الحمد لله.
سؤالك عن الحكمة من تغيير حال الإنسان من غنى إلى فقر ، أو من فقر إلى غنى ، وقد كان الله قادرا على أن يجعله على صفة واحدة منذ كان جنينا ، جوابه من وجهين : الأول : أن الله سبحانه هو الخالق العليم الحكيم الخبير ، فلا يُسأل عما يفعل.
لا يقال : لماذا فعل الله كذا ، ولماذا لم يفعل كذا ؟ لأنه سؤال من عبد ضعيف قاصر عاجز ، لرب عظيم قادر حكيم فعال لما يريد ، ولهذا قال الله سبحانه : ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ) الأنبياء/23 ، وقال تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) القصص/68 ، وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ) الأحزاب/46 ، فهذا هو الأدب مع الله ، أن يؤمن العبد بحكمته ، وأن يسلّم لأمره ، وألا يعترض على خلقه واختياره وتدبيره.
الثاني : أننا مع قصور علمنا ، ندرك وجود حِكَمٍ عظيمةٍ بالغة من هذا التغير الذي يعتري الإنسان ، وينقله من حال إلى حال ، كحال الغنى إلى الفقر ، أو الصحة إلى المرض ، أو عكس ذلك ، ومن هذه الحِكم : 1- ابتلاء العبد واختباره حين يتغير حاله ، هل يصبر عند البأساء ، ويشكر عند السراء ، وهذا الامتحان لا ينجح فيه إلا أهل الإيمان ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999).
وأما ضعاف الإيمان فإنهم يطغون عند حصول النعمة ، فينسون الشكر ، ويجزعون عند النقمة ، فيفوتهم الصبر.
2- أن يظل العبد معلقا قلبه بالله تعالى ، مدركا أن ما هو فيه من النعمة والغنى إنما هو رزق من عند الله ، وأن الله قد يغير حاله ، ويبدل أمره ، فيظل مستمسكا بأمر الله ، حذِرا من الوقوع في معصية الله.
3- أن لا ييأس صاحب البلاء والفقر والمرض ، بل يعلم أن ربه عظيم قدير ، يغير الإنسان من حال إلى حال ، فكم من مريض أضحى صحيحاً ، وكم من فقير أمسى غنيا ، ولو كان الإنسان يثبت على حال واحد ، لما كان لهذا المبتلى من رجاء ولا رجاء.
4- أن هذا التغيير جزء من الابتلاء الذي أقيمت عليه الحياة الدنيا ، يُبتلى فيها الإنسان بالخير والشر ، والسراء والضراء ، والنعمة والبأساء ، حتى ينتقل إلى دار الجزاء ، فهناك سعادة أبدية ، أو شقاوة سرمدية ، كما قال سبحانه : (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء/35 ، وقال تعالى : (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) الإنسان/2 ، وقال تعالى : (يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) هود/105.
5- أن هذا التغيير فيه تذكير لأهل الغفلة ، وتنبيه لأهل المعصية ، حتى يرجعوا إلى ربهم ، ويتوبوا إلى بارئهم ، ويعلموا أن لهم ربا عظيما يأخذ بالذنب ويعاقب عليه ، كما قال الله سبحانه : ( وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) الأعراف/168 ، وقال تعالى : ( وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ) الأعراف/130 ، وقال تعالى : ( فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) الأنعام/43 ، وقال تعالى : ( أَوَلَا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمْ يَذَّكَّرُونَ ) التوبة/126 ، فبين أن هذه الفتنة إنما هي لدعوتهم للتوبة والذكرى.
إلى غير ذلك من الحكم التي يعلمها الخالق العليم الحكيم الخبير.
ومن كلام ابن القيم رحمه الله : " : أنه سبحان يجب أن يشكر ، ويحب أن يشكر ، عقلا وشرعا وفطرة.
فوجوب شكره أظهر من وجوب كل واجب.
وكيف لا يجب على العباد حمده وتوحيده ومحبته وذكر آلائه وإحسانه وتعظيمه وتكبيره والخضوع له والتحدث بنعمته والإقرار بها بجميع طرق الوجوب ؟ فالشكر أحب شيء إليه وأعظم ثوابا ، وإنه خلق الخلق وأنزل الكتب وشرع الشرائع وذلك يستلزم خلق الأسباب التي يكون الشكر بها أكمل.
ومن جملتها : أن فاوت بين عباده في صفاتهم الظاهرة والباطنة ، في خلقهم وأخلاقهم وأديانهم وأرزاقهم ومعايشهم وآجالهم فإذا رأى المعافى المبتلى ، والغنيُّ الفقيرَ ، والمؤمنُ الكافرَ ، عظم شكره لله ، وعرف قدر نعمته عليه ، وما خصه به وفضّله على غيره ، فازداد شكرا وخضوعا واعترافا بالنعمة.
ولولا خلق القبيح لما عرفت فضيلة الجمال والحسن ، ولولا خلق الظلام لما عرفت فضيلة النور ، ولولا خلق أنواع البلاء لما عرف قدر العافية ، ولولا الجحيم لما عرف قدر الجنة.
ولو جعل الله سبحانه النهار سرمدا لما عُرف قدره ، ولو جعل الليل سرمدا لما عرف قدره ، وأعرف الناس بقدر النعمة من ذاق البلاء ، وأعرفهم بقدر الغنى من قاسى مرائر الفقر والحاجة.
ولو كان الناس كلهم على صورة واحدة من الجمال لما عرف قدر الجمال.
وكذلك لو كانوا كلهم مؤمنين لما عرف قدر الإيمان والنعمة به ، فتبارك من له في خلقه وأمره الحكم البوالغ ، والنعم السوابغ " انتهى من "شفاء العليل" ص 443.
والله أعلم ..
اقرأ ايضا
- هاتف و عنوان | المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق- هاتف و عنوان | شعبة بريد جرير
- هاتف و عنوان | المركز العالمى للبولينج
- هاتف و عنوان | شركة اللحيدان للتقنية والكهرباء المحدودة
- سؤال وجواب | صلى بزوجته وأولاده قيام الليل في البيت سرّاً
- سؤال وجواب | الإجارة مدى الحياة والشركة على مبلغ معلوم من الربح
- سؤال وجواب | أشعر بألم في الكتفين والرقبة والصدر وعضلات الجسم
- هاتف و عنوان | شركة النايفات للتمويل
- سؤال وجواب | ابنتي تسرق معلمتها، فما العمل؟
- سؤال وجواب | أعاني من التعرق الدائم ووجود ترسبات في الجهاز البولي. فما العلاج؟
- سؤال وجواب | أعاني من ألم وتنميل في الرأس فما سببه؟
- خدمات السعودية | محل أنصار العيافي للملابس الجاهزة
- هاتف و عنوان | خطوط الإعلان
- هاتف و عنوان | مدارس المنارات الأهلية
- سؤال وجواب | حكم صلاة التراويح للنساء

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا