شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الثلاثاء 16 ابريل 2024 , الساعة: 10:50 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع أجمل ما كتب تميم البرغوثي # اخر تحديث اليوم 2024-04-16 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 15/02/2024

اعلانات

أجمل ما كتب تميم البرغوثي # اخر تحديث اليوم 2024-04-16


قصائد تميم البرغوثي في الحب


هو شاعر فلسطينيّ، وُلد في القاهرة، من أصل عائلة لها مكانها في الأدب، فوالده هو الشاعر مريد البرغوثي، ووالدته هي الروائيّة المصريّة رضوى عاشور، كتب تميم البرغوثي العديد من القصائد التي لاقت انتشارًا واسعًا في العالم، كما أنّ قصائده توزّعت في مختلف الموضوعات، ومنها ما قيل في الحُب، وهي كالآتي.



ياسمينُ التي من حلب
أيا ياسمينُ التي من حَلبْ

أهلكُ تُركٌ وأهلي عربْ
لعينيك سامحتُ هذا الزمانَ

وكنتُ عليه طويلَ العتبْ
غريبٌ على الدهرِ حُسنكِ هذا

فُديتِ ولا حُسن إلا اغتربْ
وما عادةُ البخيلِ العطاءُ

وما عادةُ الكريم الطلبْ
ولا الحُّرُ عادته أن يَهابَ

ولا النذلُ عادَتهُ أن يَهَبْ
وقد يحدثُ الحبُ من غير قَصدٍ

كما اتَزنت للنبي الخُطَبْ
وخَيرُ الهوى ما يكونُ اتفاقًا

بِلا نيةٍ سَبقت أو سببْ
وشتان ماءُ الغيومِ الفِجاءُ

وماءٌ يُجاءُ فيه بالقِربْ
لعينيكِ في الخَلق ملكٌ اذا

ما رآه الرشيدُ اعتَرتهُ الريَّب
وشَعركِ ليلُ إمرءِ القيسِ لكن

بغير الهمومِ ارتخى وانسكب
ويا ياسمينُ خُلقتُ خجولا

سوى فِ فِتنتين، الهوى والغضب
ولم أكتب الشِعرَ فيكِ

ولكنْ أحَبكِ من نَفسِه فانكتبْ
عشقتُها
كيف عشقتُ امرأةً لم ألقها

عشقتها حتى خشيتُ عشقها
والعشق إن مسّ القلوبَ شقّها

وإن تكن حرائرَ استَرقّها
فما أجلّها وما أرقّها

إن عرفَتْ حقّي عرفتُ حقّها
كيف عشقتُ امرأةً لم أرَها

ولا عرفتُ خيرها وشرّها
بل لست مختارًا ولست مُكرها

والعشق إن سرّ القلوب ضرّها
وليس يستعبد إلا حرّها

إن عرفَت قدري عرفتُ قدرها
النفس كالطير تحب جنسها

قد عرفَت بالغيبِ نفسي نفسها
وأصبحتْ غربتها وأُنسها

فليس يسهُ القلب عنها إن سها
أعيا هواها إنسها وجنّها

حسناءُ إن لم تنسني .. لم أنسها
جارة
يا محنة الغيد بل يا حل محنتها

سهامكم صائبات في أكنتها
الظبي يأخذ عنها بعض سنتها

غيم على الشمس أو دمع بوجنتها
أحلى اجتماع لنيران وأمواه

كم أوقع العشق قلبًا في وقيعته
برخصة الخصر إن ماست رفيعته

مكشوفة المقتل البادي منيعته
الذنب ذنب الهوي لا ذنب شيعته

له الإمامة فهو الآمر الناهي
يضيع الصلوات الخمس أبركهم

ويلزم الركن والمحراب مشركهم
حتى إذا قيل قد فاتوه يدركهم

من فوق رقعة شطرنج يحركهم
في السود والبيض لاه ليس باللاهي

شيخ وما هو من جن ولا بشر
يلهو وعيناه بين النوم والسهر

يبدو كشخصين مهزوم ومنتصر
لكنه يتعامى وهو ذو بصر

فلا يفرق بين الرخ والشاه
حذار يا صاحبي إن الهوى شرك

لم ينج من يده عبد ولا ملكُ
أهل العراق شموس ما لهم فلك

هم غيروني تمامًا منذ أن تركوا
وأسكنوا في مرايا البيت أشباهي

وكل شيئ لنيران الهوى حطب
لم يغلب الحب لا روم ولا عرب

هم غلبوني تمامًا عندما انغلبوا وهم
سقوني من الهجران ما شربوا

والسم أول من يسقي به الطاهي
قل للأحبة في بغداد لا بعدوا

والدهر طاغية في رأيه فند
أما أنا فأنا باق كما عهدوا

والله لو فتشوا قلبي لما وجدوا
فيه سوى حبهم والله والله
من طالب الحب بعدل
من طالب الحب بعدل يظلمه

فالحب ظلم كله أو معظمه
يعلمه الفتى ولا يعلَّمه

حتى يُرى وصمته تَكَلُّمه
فالسر يبدو منه حين يكتمه

كما وشى بفارس تلثّمه
عيناه تبدي كل ما يخفي فمه

والعشق كالصيف استهلت دِيَمه
في غير وقته يحل موسمه

فهو بخيلٌ وعظيم كرمه
يفهمه ذاك الذي لا يفهمه

ويستلذ في الهوى ما يؤلمه
قل للفتى الطيب زلت قدمه

وزاد في عشق الصبايا سقمه
يهزمك الحبيب حين تهزمه

والنصر في الحب شديد ندمه
منتقم من نفسه منتقمه

فاصبر فمكسب المحب مغرمه
وكم قتيل سال بالعشق دمه

يغضب من قاتله لو يرحمه
قد استوى بريئه ومجرمه

من طالَب الحب بعدل يظلمه
دعي لي ذنوبي
دعي لي ذنوبي فالليالي شحائِحُ

متى نفعتني -ياهُدِيتِ- النصائحُ
بنفسي فتىً سَهلُ الخلائقِ طيبٌ

يُمازحُ دهرًا عابسًا لا يُمازِحُ
ويُكثرُ قولَ الشعرِ في الحربِ لا الهوى

لأنّ الهوى لو قِيس بالحربِ جارح
ففي كل حربٍ ثَمَّ حقٌّ وباطلٌ

وفي الحبِّ لا هذا ولا ذاك واضحُ
فإن قال: لا أهوى فليس بصادقٍ

وإن قال: أهوى أخجلته المذابحُ
وفي شعره معنىً فصيحٌ وغامضٌ

وفي صدرِهِ قلبٌ مقيمٌ ونازحُ
وشعبٌ مقيمٌ في خيامٍ كأنّها

خيالٌ من الشعرِ القديمِ يُرَاوحُ
فقِفْ عندَ رسمِ ما ترحَّلَ أهلُهُ

ولكنّهُ رسمٌ لحزنِكَ صالحُ
وما ضرّهُ هَجْرُ العشيرةِ إنّما

تقاعُسُها والموتُ غادٍ ورائحٌ
إذا صارَ خِذلانُ الأحِبّةِ دأبَنا

فمَن عاشَ خَسْرانٌ ومَن ماتَ رابحُ
وإنْ كان هذا صُلْحُنا وسلامُنا

فأخْزى إلهي بعدَها مَن يُصالِحُ

شعر تميم البرغوثي عن الحرب


يتّبع تميم البرغوثي في قصائده الكثير من الأغراض الشعريّة، والتي تظهر من خلالها الحنين إلى الوطن، إذ ثمّة بعض القصائد التي كتبها فكانت من الشعر الوطني الشجيّ، ومنها:


بيان عسكري
إذا ارتاح الطغاة إلى الهوانِ

فذكّرهم بأن الموتَ دانِ
ومن صُدَفٍ بقاءُ المرءِ حَيًَّا

على مرِّ الدَّقائقِ والثواني
وجثةِ طِفْلَةٍ بممرِّ مَشْفَىً

لها في العمر سبعٌ أو ثمانِ
أراها وهي في الأكفان تعلو

ملاكًا في السماء على حصان
على بَرْدِ البلاطِ بلا سريرٍ

وإلا تحتَ أنقاضِ المباني
كأنَّكِ قُلْتِ لي يا بنتُ شيئًا

عزيزًا لا يُفَسَّر باللسانِ
عن الدنيا وما فيها وعني

وعن معنى المخافةِ والأمانِ
فَدَيْتُكِ آيةً نَزَلَتْ حَدِيثًا

بخيطِ دَمٍ عَلَى حَدَقٍ حِسَانِ
فنادِ المانعينَ الخبزَ عنها

ومن سَمَحُوا بِهِ بَعْدَ الأوانِ
وَهَنِّئْهُم بِفِرْعَوْنٍ سَمِينٍ

كَثَيرِ الجيشِ مَعمورِ المغاني
له لا للبرايا النيلُ يجري

له البستانُ والثَمَرُ الدَّواني
وَقُل لمفرِّقِ البَحرَيْنِ مهما

حَجَرْتَ عليهما فَسَيَرْجِعَانِ
وإن راهنتَ أن الثَأر يُنسى

فإنَّكَ سوفَ تخسرُ في الرِّهانِ
نحاصَرُ من أخٍ أو من عدوٍّ

سَنَغْلِبُ، وحدَنا، وَسَيَنْدَمَانِ
سَنَغْلِبُ والذي جَعَلَ المنايا

بها أَنَفٌ مِنَ الرََّجُلِ الجبانِ
بَقِيَّةُ كُلِّ سَيْفٍ، كَثَّرَتْنا

مَنَايانا على مَرِّ الزَّمَانِ
كأن الموت قابلة عجوز

تزور القوم من آنٍ لآنِ
نموتُ فيكثرُ الأشرافُ فينا

وتختلطُ التعازي بالتهاني
كأنَّ الموتَ للأشرافِ أمٌّ

مُشَبَّهَةُ القَسَاوَةِ بالحنانِ
لذلك ليس يُذكَرُ في المراثي

كثيرًا وهو يُذكَرُ في الأغاني
سَنَغْلِبُ والذي رَفَعَ الضحايا

مِنَ الأنقاضِ رأسًا للجنانِ
رماديِّونَ كالأنقاضِ شُعْثٌ

تحدَّدُهم خُيوطٌ الأرْجُوَانِ
يَدٌ لِيَدٍ تُسَلِّمُهم فَتَبْدُو

سَماءُ اللهِ تَحمِلُها يدانِ
يدٌ لِيَدٍ كَمِعراجٍ طَوِيلٍ

إلى بابِ الكريمِ المستعانِ
يَدٌ لِيَدٍ، وَتَحتَ القَصْفِ، فَاْقْرَأْ

هنالكَ ما تشاءُ من المعاني
صلاةُ جَمَاعَةٍ في شِبْرِ أَرضٍٍ

وطائرةٍ تُحَوِّم في المكانِ
تنادي ذلك الجَمْعَ المصلِّي

لكَ الوَيْلاتُ ما لَكَ لا تراني
فَيُمْعِنُ في تَجَاهُلِها فَتَرمِي

قَنَابِلَها فَتَغْرَقُ في الدُّخانِ
وَتُقْلِعُ عَنْ تَشَهُّدِ مَنْ يُصَلِّي

وَعَنْ شَرَفٍ جَدِيدٍ في الأَذَانِ
نقاتلهم على عَطَشٍ وجُوعٍ

وخذلان الأقاصي والأداني
نقاتلهم وَظُلْمُ بني أبينا

نُعانِيه كَأَنَّا لا نُعاني
نُقَاتِلُهم كَأَنَّ اليَوْمَ يَوْمٌ

وَحِيدٌ ما لَهُ في الدهر ثَانِ
بِأَيْدِينا لهذا اللَّيْلِ صُبْحٌ

وشَمْسٌ لا تَفِرُّ مِنَ البَنَانِ
ستون عامًا ما بكم خجلُ
إن سار أهلي فالدهرُ يتّبع

يشهدُ أحوالهم ويستمعُ
يأخذ عنهم فن البقاء فقد

زادوا عليه الكثير وابتدعوا
وكلما همّ أن يقول لهم

بأنهم مهزومون ما اقتنعوا
يسيرُ إن ساروا في مظاهرةٍ

في الخلف فيه الفضول والجزعُ
يكتب في دفتر طريقتهم

لعله بالدروس ينتفعُ
لو صادف الجمعُ الجيشَ يقصده

فإنه نحو الجيش يندفعُ
فيرجع الجند خطوتين فقط

ولكن القصد أنهم رجعوا
أرضٌ أُعيدت ولو لثانيةٍ

والقوم عزلٌ والجيش مدّرع
ويصبح الغازُ فوقهم قطعاً

أو السما فوقه هي القطعُ
وتُطلب الريح وهي نادرةٌ

ليست بماءٍ لكنها جرعُ
ثم تراهم من تحتها انتشروا

كزئبقٍ في الدخان يلتمعُ
لكي يضلوا الرصاص بينهمو

تكاد منه السقوف تنخلعُ
حتى تجلّت عنهم وأوجههم

زهر ووجه الزمان منتقعُ
كأن شمسًا أعطت لهم عِدَةً

أن يطلع الصبح حيثما طلعوا
تعرف أسمائهم بأعينهم

تنكروا باللثام أو خلعوا
ودار مقلاع الطفل في يده

دورة صوفي مسّه ولعُ
يعلمُ الدهر أن يدور على

من ظن أن القوي يمتنعُ
وكل طفل في كفه حجرٌ

ملخّص فيه السهل واليفعُ
جبالهم في الأيدي مفرقةٌ

وأمرهم في الجبال مجتمعُ
يأتون من كل قريةٍ زُمرًا

إلى طريقٍ لله ترتفعُ
تضيق بالناس الطرق إن كثروا

وهذه بالزحام تتسعُ
إذا رأوها أمامهم فرحوا

ولم يبالوا بأنها وجعُ
يبدون للموت أنه عبثٌ

حتى لقد كاد الموت ينخدعُ
يقول للقوم وهو معتذرٌ

مابيدي ما آتي وماأدعُ
يضل مستغفرًا كذي ورعٍ

ولم يكن من صفاته الورعُ
لو كان للموت أمره لغدت

على سوانا طيوره تقعُ
أعداؤنا خوفهم لهم مددٌ

لو لم يخافوا الأقوام لانقطعوا
فخوفهم دينهم وديدنهم

عليه من قبل يولدوا طُبعوا
قُل للعدا بعد كل معركةٍ

جنودكم بالسلاح ما صنعوا
لقد عرفنا الغزاة قبلكُمُ

ونُشهد الله فيكم البدعُ
ستون عامًا وما بكم خجــلٌ

الموت فينا وفيكم الفزعُ
أخزاكم الله في الغزاة فما

رأى الورى مثلكم ولا سمعوا
حين الشعوب انتقت أعاديها

لم نشهد القرعة التي اقترعوا
لستم بأكفائنا لنكرهكم

وفي عَداء الوضيع ما يضعُ
لم نلقَ من قبلكم وإن كثروا

قومًا غزاةً إذا غزوا هلعوا
ونحن من هاهنا قد اختلفت

قِدْمًا علينا الأقوام والشيعُ
سيروا بها وانظروا مساجدها

أعمامها أو أخوالها البِيَعُ
قومي ترى الطير في منازلهم

تسير بالشرعة التي شرعوا
لم تُنبت الأرض القوم بل نبتت

منهم بما شيّدوا ومازرعوا
كأنهم من غيومها انهمروا

كأنهم من كهوفها نبعوا
والدهر لو سار القوم يتبع

يشهد أحوالهم ويستمعُ
يأخد عنهم فن البقاء فقد

زادوا عليه الكثير وابتدعوا
وكلما همّ أن يقول لهم

بأنهم مهزومون ما اقتنعوا
قصيدة أيها الناس أنتم الأمراء
أيها الناسُ أنتم الأمراءُ

بكمُ الأرض والسماءُ سواءُ
يا نجومًا تمشي على قدميها

كلَّما أظلم الزمان أضاؤوا
قد علا في شرقِ الجزيرة صوتِي

ما بي المالُ، لا ولا الأسماءُ
بغيتي أمركمُ يردُّ إليكم

فلكم فيه بيعةٌ وبراءُ
لا يحلْ بينكمُ وبين هواكم

عند إبرام أمركم وكلاءُ
ثم إني أحكي حكايةَ قومٍ

لغةُ الله خبزهمْ والماءُ
وخطاهم في الأرض ترسمُ شعرًا

هذَّبته السَّرَّاءُ والضَّرَّاءُ
فإذا ما قلْنا القصيد فإنّا

للذي يكتبونه قرّاءُ
وإذا ما سُئِلتُ من شاعر القـو

م غدًا قلتُ أنتم الشُّعراءُ
وأرى أبلغَ القصيد جميعًا

أنَّنا في زماننا أحياءُ

لقراءة المزيد عن الشّاعر، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: نبذة عن حياة تميم البرغوثي.

شعر تميم البرغوثي عن فلسطين


ركّز في شعره على الحديث عن الوطن، وخاصّة الوطن الذي ينتمي إليه؛ وهو فلسطين، ومن قصائده: قصيدة تميم البرغوثي في القدس التي لاقت استحسانَ الكثير.


في القدس
مرَرْنا عَلى دارِ الحبيب فرَدَّنا
عَنِ الدارِ قانونُ الأعادي وسورُها
فَقُلْتُ لنفسي: رُبما هِيَ نِعْمَةٌ
فماذا تَرَى في القدسِ حينَ تَزُورُها؟
تَرَى كُلَّ ما لا تستطيعُ احتِمالَهُ
إذا ما بَدَتْ من جَانِبِ الدَّرْبِ دورُها
وما كلُّ نفسٍ حينَ تَلْقَى حَبِيبَها
تُسَرُّ ولا كُلُّ الغِيابِ يُضِيرُها
فإن سرَّها قبلَ الفِراقِ لِقاؤُه
فليسَ بمأمونٍ عليها سرُورُها
متى تُبْصِرِ القدسَ العتيقةَ مَرَّةً
فسوفَ تراها العَيْنُ حَيْثُ تُدِيرُها
في القدسِ، بائعُ خضرةٍ من جورجيا برمٌ بزوجته
يفكرُ في قضاءِ إجازةٍ أو في طلاءِ البيتْ
في القدس، توراةٌ وكهلٌ جاءَ من مَنْهاتِنَ العُليا
يُفَقَّهُ فتيةَ البُولُونِ في أحكامها
في القدسِ شرطيٌ من الأحباشِ يُغْلِقُ شَارِعًا في السوقِ،
رشَّاشٌ على مستوطنٍ لم يبلغِ العشرينَ،
قُبَّعة تُحَيِّي حائطَ المبكَى
وسياحٌ من الإفرنجِ شُقْرٌ لا يَرَوْنَ القدسَ إطلاقًا
تَراهُم يأخذونَ لبعضهم صُوَرًا
مَعَ امْرَأَةٍ تبيعُ الفِجْلَ في الساحاتِ طُولَ اليَومْ
في القدسِ دَبَّ الجندُ مُنْتَعِلِينَ فوقَ الغَيمْ
في القدسِ صَلَّينا على الأَسْفَلْتْ
في القدسِ مَن في القدسِ إلا أنْتْ
وَتَلَفَّتَ التاريخُ لي مُتَبَسِّمًا
أَظَنَنْتَ حقًا أنَّ عينَك سوفَ تخطئهم، وتبصرُ غيرَهم
ها هُم أمامَكَ، مَتْنُ نصٍّ أنتَ حاشيةٌ عليهِ وَهَامشٌ
أَحَسبتَ أنَّ زيارةً سَتُزيحُ عن وجهِ المدينةِ يابُنَيَّ
حجابَ واقِعِها السميكَ لكي ترى فيها هَواكْ
في القدسِ كلًّ فتى سواكْ
وهي الغزالةُ في المدى، حَكَمَ الزمانُ بِبَيْنِها
ما زِلتَ تَرْكُضُ خلفها مُذْ وَدَّعَتْكَ بِعَيْنِها
فارفق بِنَفسكَ ساعةً إني أراكَ وَهَنْتْ
في القدسِ من في القدسِ إلا أَنْتْ
يا كاتبَ التاريخِ مَهْلًا،
فالمدينةُ دهرُها دهرانِ
دهر أجنبي مطمئنٌ لا يغيرُ خطوَه وكأنَّه يمشي خلالَ النومْ
وهناك دهرٌ، كامنٌ متلثمٌ يمشي بلا صوتٍ حِذار القومْ
والقدس تعرف نفسها،
اسأل هناك الخلق يدْلُلْكَ الجميعُ
فكلُّ شيءٍ في المدينةِ
ذو لسانٍ، حين تَسأَلُهُ، يُبينْ
في القدس يزدادُ الهلالُ تقوسًا مثلَ الجنينْ
حَدْبًا على أشباهه فوقَ القبابِ
تَطَوَّرَتْ ما بَيْنَهم عَبْرَ السنينَ عِلاقةُ الأَبِ بالبَنينْ
في القدس أبنيةٌ حجارتُها اقتباساتٌ من الإنجيلِ والقرآنْ
في القدس تعريفُ الجمالِ مُثَمَّنُ الأضلاعِ أزرقُ،
فَوْقَهُ، يا دامَ عِزُّكَ، قُبَّةٌ ذَهَبِيَّةٌ،
تبدو برأيي، مثل مرآة محدبة ترى وجه السماء مُلَخَّصًا فيها
تُدَلِّلُها وَتُدْنِيها
تُوَزِّعُها كَأَكْياسِ المعُونَةِ في الحِصَارِ لمستَحِقِّيها
إذا ما أُمَّةٌ من بعدِ خُطْبَةِ جُمْعَةٍ مَدَّتْ بِأَيْدِيها
وفي القدس السماءُ تَفَرَّقَتْ في الناسِ تحمينا ونحميها
ونحملُها على أكتافِنا حَمْلًا
إذا جَارَت على أقمارِها الأزمانْ
في القدس أعمدةُ الرُّخامِ الداكناتُ
كأنَّ تعريقَ الرُّخامِ دخانْ
ونوافذٌ تعلو المساجدَ والكنائس،
أَمْسَكَتْ بيدِ الصُّباحِ تُرِيهِ كيفَ النقشُ بالألوانِ،
وَهْوَ يقول: "لا بل هكذا"
فَتَقُولُ: "لا بل هكذا"
حتى إذا طال الخلافُ تقاسما
فالصبحُ حُرٌّ خارجَ العَتَبَاتِ لَكِنْ
إن أرادَ دخولَها
فَعَلَيهِ أن يَرْضَى بحُكْمِ نوافذِ الرَّحمنْ
في القدس مدرسةٌ لمملوكٍ أتى مما وراءَ النهرِ،
باعوهُ بسوقِ نِخَاسَةٍ في أصفهان لتاجرٍ من أهلِ بغدادٍ أتى حلبًا
فخافَ أميرُها من زُرْقَةٍ في عَيْنِهِ اليُسْرَى،
فأعطاهُ لقافلةٍ أتت مصرًا، فأصبحَ بعدَ بضعِ سنينَ غَلاَّبَ المغولِ وصاحبَ السلطانْ
في القدس رائحةٌ تُلَخِّصُ بابلًا والهندَ في دكانِ عطارٍ بخانِ الزيتْ
والله رائحةٌ لها لغةٌ سَتَفْهَمُها إذا أصْغَيتْ
وتقولُ لي إذ يطلقونَ قنابل الغاز المسيِّلِ للدموعِ عَلَيَّ: "لا تحفل بهم"
وتفوحُ من بعدِ انحسارِ الغازِ، وَهْيَ تقولُ لي: "أرأيتْ!"
في القدس يرتاحُ التناقضُ، والعجائبُ ليسَ ينكرُها العِبادُ
كأنها قِطَعُ القِمَاشِ يُقَلِّبُونَ قَدِيمها وَجَدِيدَها
والمعجزاتُ هناكَ تُلْمَسُ باليَدَيْنْ
في القدس لو صافحتَ شيخًا أو لمستَ بنايةً
لَوَجَدْتَ منقوشًا على كَفَّيكَ نَصَّ قصيدَةٍ
يا ابْنَ الكرامِ أو اثْنَتَيْنْ
في القدس، رغمَ تتابعِ النَّكَباتِ، ريحُ براءةٍ في الجوِّ، ريحُ طُفُولَةٍ،
فَتَرى الحمامَ يَطِيرُ يُعلِنُ دَوْلَةً في الريحِ بَيْنَ رَصَاصَتَيْنْ
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ ُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافرًا أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ:
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
أرأيتها ضاقت علينا وحدنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ
العين تُغْمِضُ، ثمَّ تنظُرُ، سائقُ السيارةِ الصفراءِ، مالَ بنا شَمالًا نائيًا عن بابها
والقدس صارت خلفنا
والعينُ تبصرُها بمرآةِ اليمينِ،
تَغَيَّرَتْ ألوانُها في الشمسِ، مِنْ قبلِ الغيابْ
إذ فاجَأَتْني بسمةٌ لم أدْرِ كيفَ تَسَلَّلَتْ للوَجْهِ
قالت لي وقد أَمْعَنْتُ ما أَمْعنْتْ
يا أيها الباكي وراءَ السورِ، أحمقُ أَنْتْ؟
أَجُنِنْتْ؟
لا تبكِ عينُكَ أيها المنسيُّ من متنِ الكتابْ
لا تبكِ عينُكَ أيها العَرَبِيُّ واعلمْ أنَّهُ
في القدسِ من في القدسِ لكنْ
لا أَرَى في القدسِ إلا أَنْتْ
معين الدمع لن يبقى معينا
معينُ الدمع لن يبقَى معينا

فمن أيِّ المصائب تدمعينا؟
زمانٌ هوَّنَ الأحرار منَّا

فديتِ، وحكَّم الأنذالَ فينا
ملأنا البرَّ من قتلًى كرامٍ

على غير الإهانةِ صابرينا
كأنَّهم أتوا سوقَ المنايا

فصاروا ينظرون وينتقونا
لو أنَّ الدَّهر يعرف حقَّ قومٍ

لقبَّل منهمُ اليدَ والجبينا
عرفنا الدهر في حاليهِ حتَّى

تعودناهما شدًّا ولينَا
فما ردّ الرِّثاءُ لنا قتيلًا

ولا فكَّ الرجاءُ لنا سجينا
سنبحث عن شهيد في قماطٍ

نبايعُهُ أميرَ المؤمنينا
ونحملُهُ على هامِ الرَّزايا

لدهرٍ نشتهيهِ ويشتهينا
فإنَّ الحقَّ مشتاقٌ إلى أنْ

يرى بعضَ الجبابرِ ساجدينا
قفي ساعة
قفي ساعةً يفديكِ قَوْلي وقائِلُهْ

ولا تَخْذِلي مَنْ باتَ والدهرُ خاذِلُهْ
ألا وانجديني إنَّني قلَّ منجدي

بدمعٍ كريمٍ ما يخيب زائلُهْ
إذا ما عصاني كلَّ شيءٍ أطاعني

ولم يجرِ في مجرى الزَّمان يباخلُه
بإحدى الرزايا أو الرَّزايا جميعها

كذلك يدعو غائب الحزن ماثلُه
إذا عجز الإنسان حتَّى عن البكى

فقد بات محسودًا على الموت نائلُهْ
وإنَّك بين اثنين فاخترْ ولا تكنْ

كمنْ أوقعتْهُ في الهلاكِ حبائلُهْ
فمن أملٍ يفنى ليسلمَ ربَّه

ومن أمل يبقى ليهلك آملُهْ
فكن قاتل الآمال أو كن قتيلَها

تسوِّى الردى يا صاحبي وبدائله
أَنَا عَالِمٌ بالحُزْنِ مُنْذُ طُفُولَتي

رفيقي فما أُخْطِيهِ حينَ أُقَابِلُهْ
وإنَّ لَهُ كَفَّا إذا ما أَرَاحَها

عَلَى جَبَلٍ ما قَامَ بالكَفِّ كَاهِلُهْ
يُقَلِّبُني رأسًا على عَقِبٍ بها

كما أَمْسَكَتْ سَاقَ الوَلِيدِ قَوَابِلُهْ
وَيَحْمِلُني كالصَّقْرِ يَحْمِلُ صَيْدَهُ

وَيَعْلُو به فَوْقَ السَّحابِ يُطَاوِلُهْ
فإنْ فَرَّ مِنْ مِخْلابِهِ طاحَ هَالِكًا

وإن ظَلَّ في مِخْلابِهِ فَهْوَ آكِلُهْ
عَزَائي مِنَ الظُّلَّامِ إنْ مِتُّ قَبْلَهُمْ

عُمُومُ المنايا مَا لها مَنْ تُجَامِلُهْ
إذا أَقْصَدَ الموتُ القَتِيلَ فإنَّهُ

كَذَلِكَ مَا يَنْجُو مِنَ الموْتِ قاتلُِهْ
فَنَحْنُ ذُنُوبُ الموتِ وَهْيَ كَثِيرَةٌ

وَهُمْ حَسَنَاتُ الموْتِ حِينَ تُسَائِلُهْ
يَقُومُ بها يَوْمَ الحِسابِ مُدَافِعًا

يَرُدُّ بها ذَمَّامَهُ وَيُجَادِلُهْ
وَلكنَّ قَتْلَىً في بلادي كريمةً

سَتُبْقِيهِ مَفْقُودَ الجَوابِ يحاوِلُهْ
ترى الطفلَ مِنْ تحت الجدارِ مناديًا

أبي لا تَخَفْ، والموتُ يَهْطُلُ وابِلُهْ
وَوَالِدُهُ رُعْبًا يُشِيرُ بَكَفِّهِ

وَتَعْجَزُ عَنْ رَدِّ الرَّصَاصِ أَنَامِلُهْ
أَرَى ابْنَ جَمَالٍ لم يُفِدْهُ جَمَالُهُ

وَمْنْذُ مَتَى تَحْمِي القَتِيلَ شَمَائِلُهْ؟
عَلَى نَشْرَةِ الأخْبارِ في كلِّ لَيْلَةٍ

نَرَى مَوْتَنَا تَعْلُو وَتَهْوِي مَعَاوِلُهْ
أَرَى الموْتَ لا يَرْضَى سِوانا فَرِيْسَةً

كَأَنَّا لَعَمْرِي أَهْلُهُ وَقَبَائِلُهْ
لَنَا يَنْسجُ الأَكْفَانَ في كُلِّ لَيْلَةٍ

لِخَمْسِينَ عَامًا مَا تَكِلُّ مَغَازِلُهْ
وَقَتْلَى عَلَى شَطِّ العِرَاقِ كَأَنَّهُمْ

نُقُوشُ بِسَاطٍِ دَقَّقَ الرَّسْمَ غَازِلُهْ
يُصَلَّى عَلَيْهِ ثُمَّ يُوطَأُ بَعْدَها

وَيَحْرِفُ عُنْهُ عَيْنَهُ مُتَنَاوِلُهْ
إِذَا ما أَضَعْنَا شَامَها وَعِراقَها

فَتِلْكَ مِنَ البَيْتِ الحَرَامِ مَدَاخِلُهْ
أَرَى الدَّهْرَ لا يَرْضَى بِنَا حُلَفَاءَه

وَلَسْنَا مُطِيقِيهِ عَدُوًّا نُصَاوِلُهْ
فَهَلْ ثَمَّ مِنْ جِيلٍ سَيُقْبِلُ أَوْ مَضَى

يُبَادِلُنَا أَعْمَارَنا وَنُبَادِلُهْ؟
لقراءة المزيد عن هذه القصيدة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شرح قصيدة تميم البرغوثي قفي ساعة.
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع أجمل ما كتب تميم البرغوثي # اخر تحديث اليوم 2024-04-16 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 15/02/2024


اعلانات العرب الآن