هل البندول يسبب الإجهاض # اخر تحديث اليوم 2024-04-16

تجارب لنساء تناولن الباراسيتامول أثناء الحمل

ما مدى درجة آمان الباراسيتامول مقارنة بالأدوية الأخرى؟ يُعد الباراسيتامول إحدى الخيارات الأولى للنساء الحوامل كدواء مسكن للألم وخافض للحرارة مقارنة بالأدوية الأخرى، مع ضرورة الانتباه إلى استشارة الطبيب قبل استخدامه.

وقد تم إجراء العديد من التجارب والدراسات على النساء الحوامل دون أن يؤثر هذا العقار على صحة الجنين، بحيث بينت إحدى الإحصيات التي حدثت في عام 2012م والتي اشتملت على إجراء 11 تجربة لمجموعة من النساء الحوامل اللواتي وصل عددهنّ إلى 38000 امرأة إلى "أنَّ الباراسيتامول لم يرتبط بزيادة خطر التعرض للتشوهات الخلقية، ولم توجد أيّ علاقةٍ بين الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة وتعرض الجنين للباراسيتامول أثناء الحمل"، ومع ذلك من المهم جدًا استشارة الطبيب قبل استخدام أي عقار أو مسكن للأم للبقاء في الجانب الآمن.

الباراسيتامول إحدى الأدوية الشائعة الاستخدام لدى الحوامل، وقد لا ترتبط بحدوث أي مضاعفات، ولكنّ هذه المضاعفات تختلف من شخص لآخر، ولذلك يفضل الرجوع للطبيب قبل استخدام أي من الأدوية.

هل يسبب الباراسيتامول مشاكل أخرى أثناء الحمل؟

يجب أن يتم استخدام عقار الباراسيتامول عند الحاجةِ فقط، وبشرط ألا تتجاوز المرأة الحامل الجرعة المحددة من قبل الطبيب المختصّ، فهذا بوسعه أن يقلل من أي ضررٍ محتمل لاستخدام الباراسيتامول، بما في ذلك فرصه تسببه بالعيوب الخلقية عند الطفل، ومن المشاكل التي قد يسببها الباراسيتامول أثناء الحمل الآتي:




قد يزيد من المشاكل السلوكية عند الأطفال
هل من دراسات تدعم تسبب الباراسيتامول بمشاكل سلوكية؟ تشير بعض الدراسات والأبحاث إلى أنَّ استخدام الأسيتامينوفين أثناء الحمل قد يزيد من تعرض الأطفال لاحقًا لبعض المشاكل السلوكية، وإحدى الدراسات التي تدعم ذلك تم إجراؤها بين عامي 2015-2016 م في المملكة المتحدة، وقد نشرت الدراسة في مجلة JAMA Pediatrics الطبية، بحيث اشتملت على 7796 من الأمهات مع أطفالهن وشركائهن، وتضمنت المجريات والنتائج الآتي:

بنيت الدراسة على أساس تقييم المشاكل السلوكية عند تناول الأم للأسيتامينوفين قبل الولادة وبعدها، بالإضافة لاستخدام الشريك للأسيتامينوفين.
تم تقييم استخدام الأسيتامينوفين عن طريق استبيان عُبِّئ من قبل الأمهات، وذلك عندما تناولن الأسيتامينوفين:
في الفترة الممتدة بين الأسبوع 18-32 من الحمل.
وعندما كان عمر الطفل 61 شهرًا.
أدى استخدام الباراسيتامول إلى ارتفاع نسبة التعرض للمشاكل السلوكية وأعراض فرط النشاط في كلتا المجموعتين:
المجموعة الأولى التي استخدمت الأسيتامينوفين في الأسبوع 18 من الحمل، ضمن تعداد 4415 من النساء.
المجموعة الثانية التي استخدمت الأسيتامينوفين في الأسبوع 32 من الحمل، ضمن تعداد 3381 من النساء.
وبينت الدراسة "أنّ استخدام الأسيتامينوفين في الأسبوع 32 من الحمل أدى أيضًا إلى زيادة احتمالية ظهور بعض الأعراض العاطفية، ولم تظهر أيّ تغيراتٍ بعد الولادة لدى 6916 من النساء المشاركات، ولم تظهر كذلك أية مشكلات سلوكيّة لدى 3454 من الشركاء".



قد يسبب قصور الانتباه وفرط الحركة عند الأطفال
متى يمكن أن يسبب الباراسيتامول قصور الانتباه وفرط الحركة Attention deficit hyperactivity disorder؟ إنَّ الأبحاث والدراسات المتعلقة بتأثير الباراسيتامول على ذلك متفاوتة، وقد أشار المعهد النرويجي للصحة العامة داخل مدينة أوسلو في النرويج، ضمن دراسةٍ أجريت عام 2016 م، وقد بحثت ارتباط تناول الأم أثناء الحمل للباراسيتامول ومدى تعرّض الطفل لقصور الانتباه وفرط الحركة، وخلصت نتائجها إلى "أنَّ الباراسيتامول قد يزيد من خطر التعرض لقصور الانتباه وفرط الحركة بشكل ملحوظ عند تناول هذا العقار لمدَّة تزيد عن 7 أيام".

إحدى الدراسات المنشورة في موقع medicinesinpregnancy عام 2017 م، وقد كتبت من قِبل كادر معلومات علم التشوهات الخلقية في المملكة المتحدة UKTIS، وبهدف تقييم خطر التعرض لقصور الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال الذين يتعرضون للباراسيتامول أثناء الحمل مقارنةً بغيرهم من الأطفال، وذلك عن طريق اختبارين، وكانت المجريات والنتائج كالآتي:

في الاختبار الأول، تم إجراؤه على أطفال بلغوا 7 أعوام، ولكنّهم تعرضوا للباراسيتامول أثناء الحمل بهم، ووجدوا أنَّهم أكثر عرضة للإصابة بقصور الانتباه وفرط الحركة.
في الاختبار الثاني؛ والذي تم إجراؤه على ذات الأطفال، لكن عندما بلغوا 11 عامًا، حيث تبين عدم وجود زيادة في خطر التعرض لنقص الانتباه وفرط الحركة.
"أشارت نتائج الدراسة النهائية وفقًا للاختبارين أعلاه إلى "أنَّ الأطفال الذين تعرضوا للباراسيتامول أثناء الحمل قد يكونون أكثر عرضة بنسبة قليلة جدًا للإصابة بفرط الحركة وتشتت الانتباه مقارنة بالأطفال الذين لم يتعرضوا له"، ومع ذلك فلا بدَّ من الحاجة إلى المزيد من الدراسات لدعم هذه الأبحاث.



زيادة خطر الولادة المبكرة
متى يمكن أن يسبب الباراسيتامول الولادة المبكرة؟ إنَّ تناول الباراسيتامول من قبل الحامل قبل أن يصبح عمر الحمل 37 أسبوع غير مرتبط بزيادة خطر التعرض للولادة المبكرة، ولكن تجب استشارة الطبيب أولًا، وبالأخصّ لدى النساء اللواتي يتناولن الباراسيتامول في الثلث الأخير من الحمل.

أجريت إحدى الأبحاث التي تم نشرها عام 2010 م من قِبل مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة، وقد هدفت لتقييم مدى تأثير الأسيتامينوفين على الولادة المبكرة والإجهاض، وبحيث قام الباحثون بتقيم فعالية هذه الحالات وفقًا لقواعد البيانات التي تتضمن آلاف الحالات ومن ثمّ قاموا بدراستها، وخلصت النتائج إلى أنَّ "تناول الأسيتامينوفين يزيد من خطر التعرض للولادة المبكرة بنسبة تتراوح بين 1.16 إلى 2.07، وذلك فقط لدى النساء المصابات باضطراب مقدمات الإرجاع أو كما يُعرف بما قبل تسمم الحمل preeclampsia، وعدا عن ذلك فإنَّه لا يرتبط بزيادة خطر الولادة المبكرة".

الجرعة الآمنة من الباراسيتامول أثناء الحمل

هل يمكن أن تسبب الجرعة الزائدة آثار جانبية خطيرة على الأم والجنين؟ تٌقدر الجرعة الموصى بها من الباراسيتامول للحوامل 4000 ميليغرام في اليوم الواحد، ويٌفضل تجنب تناول أكثر من الجرعة المحددة؛ لأنَّ ذلك يزيد من خطر تعرض الأم والجنين لبعض المضاعفات والمخاطر، ومنها الآتي:
تلف الكلى.
تلف الكبد.
فقر الدم، تبعًا لانخفاض الحديد في الدم.

تٌقدر الجرعة الموصى بها أثناء الحمل 4000 مليغرام في اليوم الواحد على ألَّا يتم تجاوزها تجنبًا لمخاطر الجرعة الزائدة.

المسكنات الممنوعة خلال الحمل

لكن ما هي الأضرار التي يمكن أن تسببها بعض المسكنات على الحمل؟ يشير مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أنَّ تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية NSAIDs وأدوية الألم الأفيونية opioid pain يزيد من فرصة تعرض الجنين للتشوهات الخلقية، ومنها ما يزيد من خطر التعرض للإجهاض، وهنالك عدة مسكنات ممنوعة أثناء الحمل، وذلك لكونها تخفض السائل السلوي أو كما يٌعرف بالسائل الأمنيوتي أو الأمينوسي amniotic fluid، وهي ضمن التعداد الآتي:
النابروكسين.
الإيبوبروفين.
الديكلوفيناك.
السيليكوكسيب.
الأسبرين.

إحدى الدراسات التي قام بها مجموعة من الباحثين عام 2017 م ونُشرت من قِبل إدراة الدواء والغذاء لتقييم المخاطر الناتجة عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أثناء الحمل، وخاصة في أول عشرين أسبوع من الحمل، وقد قامت الدراسة على مراجعة الأبحاث والدراسات ذات الصلَّة وجمع البيانات وتحليلها، وحيث حدد البحث النتائج الآتية:
كان لدى 35 حالة قلَّة في السائل السلوي، خاصة في الأسبوع 20 من الحمل.
أصيب جميع الأطفال المولولدين بالفشل الكلوي.
وجدت 5 حالات وفاة لحديثي الولادة.

يمكن أن تزيد مضادات الالتهاب غير الستيرويدية والمسكنات الأفيونية من تعرض الجنين للتشوهات الخلقية، الإجهاض أو انخفاض نسبة السائل السلوي.

هل الباراسيتامول يسبب الإجهاض؟

لكن ما هي الأسماء العلمية للبنادول؟ الباراسيتامول paracetamol أو الأسيتامينوفين Acetaminophen، وهو إحدى المسكنات التي تصرف دون وصفة طبية، ولكنّ إدراة الدواء والغذاء تنصح دائمًا باستشارة الطبيب المختصّ قبل استخدام أي مسكن أثناء الحمل، وذلك للبقاء في الجانب الآمن، وبحيث لم يتوصل العلم بعد لآلية عمل الباراسيتامول بشكلٍ واضحٍ تمامًا، فليس بالإمكان توقّع التأثير الذي قد يحدثه على الجنين.


وقد أجريت إحدى الدراسات عام 2018 م في معهد أبحاث مؤسسة كايزر ضمن ولاية كاليفورنيا، وهدفت لتقييم خطر التعرض للإجهاض نتيجة تناول الأسيتامينوفين مقارنة بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية، حيث شاركت 63% من أصل 1097 امرأة حاملًا، وكان معدل عمر الحمل 39 يومًا، وتضمنت مجريات ونتائج الدراسة الآتي:

تم تقسيم النساء المشاركات إلى 3 مجموعات:
في المجموعة الأولى؛ تناول الحوامل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
في المجموع الثانية؛ تناول الحوامل الأسيتامينوفين.
في المجموعة الثالثة، لم تتناول الحوامل أية أدوية.
تم أخذ بعض العوامل بعين الاعتبار لتقييم النتائج، وهي:
عمر الأم.
حدوث الإجهاض سابقًا.
تناول الكافيين.
التدخين.
تناول الفيتامينات.
تمّ حساب نسبة الخطر؛ وهي نسبة توضح مدى حدوث الإجهاض ضمن وقت الدراسة ولكلّ مجموعةٍ على حدةٍ، وكانت نتائجها:
إن النساء اللواتي تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية معرضات لحدوث الإجهاض بنسبة 1.59 مقارنةً بالمجموعات الأخرى.
إن النساء اللواتي تناولن الباراسيتامول ارتفعت لديهنّ نسبة حدوث الإجهاض لتبلغ 1.45 مقارنةً بالمجموعات الأخرى.
أشارات نتائج الدراسة إلى "أنَّ استخدام كلٍّ من مضادات الالتهاب اللاستيرويدية والأسيتامينوفين قد يسبب الإجهاض، وقد بينت أن تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية يسبب الإجهاض بمعدلٍ أعلى من الأسيتامينوفين"

يمكن أن يزيد تناول الباراسيتامول من خطر الإجهاض لكن ذلك في حالات نادرة جدًا وقليلة، لذلك يٌفضل البقاء في الجانب الآمن واستشارة الطبيب قبل استخدامه.