شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الاربعاء 1 مايو 2024 , الساعة: 9:45 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع نبذة عن الحطيئة # اخر تحديث اليوم 2024-05-01 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 10/08/2023

اعلانات

نبذة عن الحطيئة # اخر تحديث اليوم 2024-05-01

آخر تحديث منذ 8 شهر و 25 يوم
1 مشاهدة

الحطيئة


هل كان الحطيئة شاعرًا مخضرمًا؟

هو جرول بن أوس بن مالك العبسي، أبو ملكية، شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وعصر الإسلام، نظم في أغراض الشعر المختلفة، إلا أنه برع في فن الهجاء الشعري أيما براعة، فقد كان هجاءًا عنيفًا، لم يكد يسلم من لسانه أحد، حتى روى المؤرخون أن الأمر قد بلغ به حدًا حتى هجا أمه وأباه ونفسه، وهذه الرواية وحدها تلخص عدد الأشخاص الذين قام بهجائهم وتبين سببه في ذلك، و من بين هؤلاء الأشخاص كان الزبرقان بن بدر صاحب النصيب الأوفى من هجاء الحطيئة، فقد أكثر من هجاء الزبرقان، حتى ضاق به الأمر فلجأ إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه قلة حيلته مع هجاء الحطيئة له، فقام عمر بسجنه في المدينة المنورة، إلا أن قريحته الشعرية كانت قد أبت إلا الانطلاق والحرية فانبجست منه عن أبيات شعر يستعطفه بها فما كان من عمر إلا أن أخرجه ونهاه عن هجاء الناس. توفّي الحطيئة في 45هـ - 665م

الهجاء عند الحطيئة


لم تنقل مصادر الأدب العربي عن الحطيئة سوى الشعر من فنون الأدب، إلا أن اقتصاره على لون أدبي واحد لا يعني أن موروثه الأدبي قد كان قليلًا، فقد جمعت أشعاره في ديوان واحد ضم قصائد منظومة في مختلف الأغراض الشعرية التي كان أبرزها وأشهرها شعر الهجاء الذي فرغ من خلاله مكبوتاته النفسية وأعلن به عن ثوراته الاجتماعية من أجل تحقيق الذات وتلبية احتياجاتها الأساسية التي كانت قد سلبت بفعل قواعد المجتمع وتقاليده المتعلقة بأبناء الإماء، بالإضافة إلى ضياع نسبه وضياع ماله بين قبيلتين كانتا تتقاذفانه يمنة ويسرة في محاولة لإزاحة حمله والإلقاء به على الأخرى، ولعل من أغرب هجائه وأقذعه ما قاله في والدته:
جَزاكِ اللَهُ شَرّاً مِن عَجوزٍ

وَلَقّاكِ العُقوقَ مِنَ البَنينا
تَنَحَّي فَاجلِسي مِنّا بَعيدًا

أَراحَ اللَهُ مِنكِ العالَمينا
أَغِربالًا إِذا اِستودِعتِ سِرًّا

وَكانونًا عَلى المُتَحَدِّثينا
أَلَم أوضِح لَكِ البَغضاءَ مِنّي

وَلَكِن لا إِخالُكِ تَعقِلينا
حَياتُكِ ما عَلِمتُ حَياةُ سوءٍ

وَمَوتُكِ قَد يَسُرُّ الصالِحينا
ولم يكن هجاء الأقربين له مقتصرًا على والدته التي كان يرى أنها تستحقه؛ إذ كانت السبب الأساسي في تشكيل حياته الاجتماعية على ذلك النحو المخزي، لاسيما أنها تلاعبت في نسبه لأبيه بين إنكار واعتراف وجعلته يتخبط بين قبيلتين دون أن يغنم من أي منهما شيئًا، فقد أصاب والده الميت نصيبًا من هذا الهجاء فقال فيه:
فَنِعمَ الشَيخُ أَنتَ عَلى المَخازِي

وَبِئسَ الشَيخُ أَنتَ لَدى المَعالي
جَمَعتَ اللُؤمَ لا حَيّاكَ رَبّي

وَأَبوابَ السَفاهَةِ وَالضَلالِ
ولم تنجُ نفسه من سلاطة لسانه وهجائه، فكأنه قد تشرب رفض أبيه وتنكره له، حتى نزعت نفسه من نفسه فانهال عليها يجلدها بسياط شعره بقوله:
أرى اليوم لي وجهًا فلله خلقه

فقبح من وجه وقبح حامله
ثم إن براعة الحطيئة في الهجاء الشعري لم تحل بينه وبين براعته في النظم في الفنون الشعرية الأخرى، إلا أن هجاءه هو ما كان سبب شهرته وذياع صيته الشعري.

حبس الحطيئة


هل لِشعر الحطيئة علاقة بحَبسه؟

عاش الحطيئة حياة اجتماعية مريرة قضت بضياع نسبه بين قبيلتين، ولعل هذا قد أحدث في نفسه نزعة عدائية هجومية عززت عنده شعرية الهجاء، فقد عرف الحطيئة بهجائه وإقذاعه في شعره، حتى بلغ به الأمر أن عوقب بالسجن مرارًا في محاولة لكفه عن الهجاء وإيذاء الناس بالقول، ومن ذلك إنّ الزبرقان كان قد اشتكاه لعمر بن الخطاب لهجائه له ،بقوله:
دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها

وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي
وَاِبعَث يَسارًا إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ

وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ
لكن عمر بن الخطاب كان قد استنكر على الزبرقان شكواه في بادئ الأمر، حيث قال له عمر: ما أراه هجاك، أما ترضى أن تكون طاعمًا كاسيًا؟، إلا أن الزبرقان كان مستاء من هذا الشعر، فقال: يا أمير المؤمنين إنّه لا يكون هجاء أشد من هذا، فبعث عمر إلى شاعر الرسول حسان بن ثابت فسأله عن ذلك، فقال: يا أمير المؤمنين ما هجاه ولكن سلح عليه، فعند ذلك حبسه عمر وقال: يا خبيث لأشغلنّك عن أعراض المسلمين، ولبث في السجن وقيل أنه أراد أن يقطع لسانه حتى شفع فيه عمرو بن العاص، فأخرجه وأخذ عليه العهد ألّا يهجو الناس واستتابه ، وعندما أخرج من سجنه أخذ ينشد مستعطفًا عمر بن الخطاب:
ماذا تَقولُ لِأَفراخٍ بِذي مَرَخٍ

حُمرِ الحَواصِلِ لا ماءٌ وَلا شَجَرُ
أَلقَيتَ كاسِبَهُم في قَعرِ مُظلِمَةٍ

فَاِغفِر عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ يا عُمَرُ
أَنتَ الأَمينُ الَّذي مِن بَعدِ صاحِبِهِ

أَلقَت إِلَيكَ مَقاليدَ النُهى البَشَرُ
لَم يوثِروكَ بِها إِذ قَدَّموكَ لَها

لَكِن لِأَنفُسِهِم كانَت بِكَ الخِيَرُ

مولد الحطيئة ونشأته


ما هي الظّنون التي لاحقت الحطيئة حول نَسَبه؟

وُلد الحطيئة لأَمة يقال لها الضرّاء، بينما ظلّ الشك يساير نسب الحطيئة لأبيه، ولعلّ الحطيئة نفسه لم يكن متأكدًا من نسبه، فقد كشف عن ذلك في شعره الذي كان ينتسب فيه مرة لبني ذهل، ومرة لبني عبس، فقد بلغنا من مصادر الأدب العربي ممّا نقله الرواة والمؤرخون من أخبار العرب وشعرهم، أن أوس بن مالك العبسي كان قد تزوج ابنة رياح بن عمرو من بني ذهل، وأن أوس كان قد أعلق أمته بالحطيئة ورحل عنها، فلما وضعت الضراء مولودها الحطيئة سألتها مولاتها عنه، فأجابتها أنه من أخيك وهابت أن تقول لها إنه من زوجها، وقد صدقت مولاتها الأمر؛ لأن الحطيئة كان مشوّه الخلق دميم مثل أخيها، ثم تزوجت الضراء برجل آخر من بني عبس، بينما تكفلت ابنة رياح بتربية الحطيئة مع ولديها بعد أن أعتقته و جعلته حرًا، وبعد وفاة أوس بن مالك تجاسرت الضراء على الاعتراف بنسب ابنها، فأخذ الحطيئة بعدئذ يطالب بميراثه من أخويه، إلا أنهما عارضا ذلك وأنكرا عليه حقه، ورفض أن يقيم معهما وفضل الالتحاق بإخوته من بني الأفقم الذين لم يدفعوه ولم يقبلوه، ولكنهم أقطعوا له نخلات من نخل أبيهم، إلا أنه لم يكتف بهنّ، وأخذ يطالبهم بميراثه كاملًا فرفضوا أن يعطوه سؤله، وقاموا بضربه فغضب عليهم وتنكّر لهم ، وهجاهم بقوله:

تمنيت بكرًا أن تكون عمارتي

وقومي وبكر شر تلك القبائل
إذا قلت بكري نبوت بحاجتي

فيا ليتني من غير بكر بن وائل
والتحق بعد ذلك ببني عبس وانتسب إلى أوس بن مالك، ولمّا يكن قد سلم إليهم في قرارة نفسه بعد، فقد ظل يلح في طلب الحقيقة ويتحرى عن أصل نسبه في الوقت الذي كانت أمه تسعى لتضليله في معرفة الحقيقة و تبيان نسبه، كما أنها لفتته ليفيد من شراكة النسب بين القبيلتين: ذهيل وعبس، وكان قد استثمر هذه الشراكة خير استثمار من خلال الشعر، الذي به ارتقى وذاع صيته، وإليه انتسب وأمن مضجعه، فقد وجد من خلاله ذاته وعمر كيانه الاجتماعي، ولذلك فإنه قد التحق بمدرسة زهير ابن أبي سلمى التي كانت تعنى بالنظم وانتقاء الكلمات والسمو بمعانيها ومضامينها، وقد أصببح الحطيئة راوية لزهير ابن أبي سلمى كما أنه تتلمذ عليه وتدرب على نظم الشعر والتصرف في فنونه المختلفة من مدح وغزل وفخر وغير ذلك.

الهجاء عند الحطيئة


عرف الحطيئة في عصره شاعرًا مبدعًا عاصر زهير ابن أبي سلمى وأخذ عنه رواية الشعر وتخرّج عليه، فكان شعره يتمتع بحلة من الفصاحة والجودة في المدح وضده من الهجاء وأغراض الشعر الأخرى، وقد بدا شعره قويًا جزلًا لا تجد فيه مظنة ضعف أو مغمزًا لغامز من ركاكة قول أو غضاضة معنى أو اضطراب قافية على الرغم مما وصم به من خسة النفس ودناءة الخلق وجهالة النسب، وعلى الرغم من براعته في نظم الشر وقدرته على تسخير اللفظ في خدمة المعنى المقصود إلا أنّه لم يكن ليستثمر ملكته الشعرية فيما يخدم المروءة والخلق ولم يقف موقفًا لله والشرف بل مال إلى الإقذاع في الهجو طبعًا تمكن فيه منذ افترار ثغره وانفتاح عينيه لنور الحياة.

الشعر القصصي


يعدّ الشعر القصصيّ من البوادر الأولى لظهور فنالقصة القصيرة في الأدب العربي، وقد تجلى الشعر القصصي لدى الكثير من الشعراء الجاهليين من أمثال النابغة الذبياني وزهير ابن أبي سلمى الذي تأثر به الحطيئة وتتلمذ على شعره، وامرئ القيس وغيرهم كثير ممن كانت الصحراء مسكنهم والوحوش الضارية مؤنسهم كالشعراء الصعاليك الذين يتقدمهم في فنّ الشعر القصصي الشاعر تأبط شرًا ، وكثيرًا ما كانت القصة الشعرية مزيجًا بين الخيال والواقع، ينسجهما الشاعر معًا ليحقق مقصوده مع ما يرافقها من لذة للمستمع، وقد برز أثر هذا الفن في شعر الحطيئة الذي بدا متأثرًا بشعر من سبقه وعاصره من شعراء الجاهلية، ولعلّ قصيدته التي مطلعها "وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ"، تعد من أبرز قصائد الحطيئة التي تمثل فن الشعر القصصي ويقول فيها:
وَطاوي ثَلاثٍ عاصِبِ البَطنِ مُرمِلٍ

بِتيهاءَ لَم يَعرِف بِها ساكِنٌ رَسما
وَأَفرَدَ في شِعبٍ عَجُوزًا إِزائَها

ثَلاثَةُ أَشباحٍ تَخالُهُمُ بَهما
يهيّئ الحطيئة لقصته المبتدعة في مطلعها فيرسم صورة لرجل فقير يعيش وزوجته العجوز وأولاده الجياع منعزلين في الصحراء، مهيّئًا بذلك عنصرين من عناصر قصته، ألا وهما المكان والشخوص، ومن خلال الوصف التفصيلي يعزز صورة شخوص قصته ويبني ملامحها، ويقول:
رَأى شَبَحًا وَسطَ الظَلامِ فَراعَهُ

فَلَمّا بَدا ضَيفًا تَسَوَّرَ وَاِهتَمّا
وَقالَ ابنُهُ لَمّا رَآهُ بِحَيرَةٍ

أَيا أَبَتِ اِذبَحني وَيَسِّر لَهُ طُعما
وَلا تَعتَذِر بِالعُدمِ عَلَّ الَّذي طَرا

يَظُنُّ لَنا مالاً فَيوسِعُنا ذَمّا
ويسارع الحطيئة للدخول في حبكة قصته فيجمل على المتلقي ويبلغ بالمقصود، حيث إنّ بطل قصته الشعرية قد طرأ عليه ضيف وقد جعله هذا يغتم ويهتم إذ لا طعام ولا مال عنده، ممّا جعل ابنه يتقدم ليضحي بنفسه فيطعم الضيف من لحمه تحاشيًا للذم و السمعة ، وتراه يختلق الحل لحبكته في أبياته التالية فيقول:
فَبَينا هُما عَنَّت عَلى البُعدِ عانَةٌ

قَدِ اِنتَظَمَت مِن خَلفِ مِسحَلِها نَظما
فَأَمهَلَها حَتّى تَرَوَّت عِطاشُها

فَأَرسَلَ فيها مِن كِنانَتِهِ سَهما
رَّت نَحوصٌ ذاتُ جَحشٍ سَمينَةٌ

قَدِ اِكتَنَزَت لَحماً وَقَد طُبِّقَت شَحما
فَباتَوا كِرامًا قَد قَضوا حَقَّ ضَيفِهِم

فَلَم يَغرِموا غُرمًا وَقَد غَنِموا غُنما
بالإيجاز
القبائل العربية

سبب تسمية الحطيئة بهذا الاسم


هل اختلفت الرّوايات حول تسمية الحطيئة؟

الحطيئة لقب أطلق على جرول بن أوس بن مالك واشتهر به، وقد اختلف في سبب إطلاق هذا اللقب عليه، فقيل إنه لقب به لقصره وقربه من الأرض، فالحطيئة كما ورد في لسان العرب اسم مصغر من حطأة وتعني الضرب بالأرض أو الرجل القصير، وقيل إنه سمي بالحطيئة لدمامة خلقه إذ ولد أفقمًا أي لديه تشوه في وجهه حيث أن فكه السفلي يبدو أكثر بروزًا من العلوي، وتبدو الروايتان متقاربتين في بيان سبب التسمية، وهذا ما يرجح صحتها، في حين يروي ابن الأعرابي سببًا آخر لتسميته بالحطيئة، وهو أنه قد ضرط ضرطة بين قوم فقيل له ما هذا، فأجاب إنما هي حطيئة فسمي بالحطيئة لذلك ، ولكن هذه الرواية تبدو ضعيفة من حيث علاقتها بمعنى الحطأة، وإن كانت قد وردت عن ابن الأعرابي في مصادر الأدب المعروفة ككتاب الأغاني وكتاب خزانة الأدب.
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع نبذة عن الحطيئة # اخر تحديث اليوم 2024-05-01 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 10/08/2023


اعلانات العرب الآن