ما هي مراتب الغنة في التجويد؟

المشدد كامل التشديد
وهو مجيء النّون أو الميم مشدّدتين سواء أكان هذا التّشديد أصيل أم ناتج عن حكمٍ من أحكام التّلاوة، وله خمس صور:
مجيء الميم أو النّون مشدّدتين، مثل: {الذين يظنّون أنَّهم ملاقو ربّهم}.
الإدغام الكامل بغنّة، مثل: {فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ}.
إدغام المثلين الصّغير في الميم، مثل: {لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ}.
إدغام الباء في الميم، مثل: {يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ}.
إدغام اللام الشّمسيّة في النّون، مثل: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}.

المدغم ناقص التشديد
وهو الإدغام النّاقص بغنّة، ومن الأمثلة عليه:
{وَمَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ}.
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
{وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ}.
{وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ}.
{إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبً}

المخفي
وهي الغنّة المصاحبةللإخفاء، ولمرتبة الغنّة هذه صورٌ ثلاث:
الإخفاء الحقيقي: وهو إخفاء النّون السّاكنة أو التّنوين عند أحرف الإخفاء الخمسة عشر، مثل:
{ماءً ثجّاجا}.
{كأسًا دهاقا}.
{يعتصمْ بالله}.
{ترمي همْ بحجارة}.
القلب: ويجب على القارئ في هذه الحالة أن يُظهِر الغنّة بمقدار حركتين، مثل:
{أنْبِئهُم}.
{سميعٌ بصير}.

المُظهر
وهو مجيء حرف ميم أو النّون ساكنًا مُظهرًا، وله ثلاث صُوَر:
النّون السّاكنة المظهرة، مثل:
{إن هو}.
{إن هي}.
{لكم فيها}.
{ويلكم لا}.
التّنوين المُظهَر، مثل:
{من أحدٍ حتّى}.
{سلامٌ هي}.

المتحرك
وهو مجيء النّون أو الميم متحرّكتين، مثل:
{اعلموا}.
{نحن}.
{مثل}.
{أعلم}.
{ماء}.

كم عدد مراتب الغنة في التجويد؟

اختلف أهل العلم في عدد مراتب الغنّة وماهيّتها على ثلاثة أقوال، وهي:

ثلاث مراتب
رأى بعض أهل التّجويد من المتقدّمين أنّ للغنّة ثلاث مراتب، وأنّ ترتيبها من حيث القوّة يكون بجعل المشدد أوّلًا ثمّ يليه المدغم، ثمّ يليه المُُخفى، ولم يعتمدوا المُظهَر أو المُتحرّك، لأنّهم حَسِبوا الغنّة صفةً دخيلةً على حرفي النّون والتّنوين، وليست صفةً أصيلةً لازمةً فيهما، أي إنّ الغنّة لا تَظهر على الميم والنّون إلّا في تلكم الحالات الثّلاث، وقد تبنّى الإمام الشّاطبيّ هذا القول.ii٣٠ii

خمس مراتب
ذهب جمهور أهل العلم بأحكام التّلاوة إلى أن مراتب الغنّة خمس، حيث جعلوا أقواها المشدد، ثم المدغم، ثم المخفى، ثم المُظهر، ثم المتحرك، وكان السّبب في اعتمادهم هذا الرّأي هو أنّهم عدّوا أحرف الغنّة تحوي صفة الغنّة حتّى وإن كانت متحرّكةً أو مُظهَرة خلاف القوم الأوّلين، وقد استدلّوا على ذلك بأنّ النّاطق للنون أو الميم المتحرّكتين أو المُظهرتين، لن يستطيع نطقهما وأنفه مسدود، وإذا عُلِمَ أنّ مخرج النّون والميم ليس هو الأنف فإنّ عدم خروج الحرف حال انسداد الأنف يعني أنّ الغنّة صفة لازمة لذاك الحرف لا تنفكّ عنه بحال.ii٣٠ii

ستّ مراتب
ويرى صاحب كتاب العماد في علم التّجويد وشطرٌ من علماء التّجويد المتأخّرين أنّ مراتب الغنّة ستّ، حيث جعلوا أقواها المشدّد، ثمّ المتّصل، ثم المشدد المنفصل، ثم المدغم النّاقص، ثم المخفى، ثم المظهر، ثم المتحرّك، ويَجمع أهل هذا المذهب من أهل العلم بين رأي جمهور العلماء المتقدّمين، ويراعون الفارق بين المتصل والمنفصل من الحرف المشدّد، حيث إنّ تشديد المتّصل ثابت، أمّا تشديد المنفصل فهو لا يكون إلّا باجتماع كلمتين وهذا يجعله عارضًا.ii٣٠ii

أمّا المذهب الأكثر شهرة في القديم والحديث فهو المذهب الذي يقول بأنّها خمس والله تعالى أعلم.ii٣١ii

ما هو مفهوم الغنّة؟

يعرّف أهل اللغة الغنّة على أنّها صوت أرنّ يخرج من الخيشوم، أمّا عند أهل التّلاوة والتّجويد فهي صوتٌ لذيذ مركّب في حرف النون، وفي التّنوين وفي حرف الميم، وأمّا المكان الذي تخرج منه فهو الخيشوم وهو التّجويف من أعلى الأنف إلى أقصى المجاري الهوائيّة المتّصلة بالحلق، وأما مقدارها فهو حركتان.