شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الجمعة 19 ابريل 2024 , الساعة: 7:44 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع موضوع إنشاء عن التواضع والتكبر # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 02/10/2023

اعلانات

موضوع إنشاء عن التواضع والتكبر # اخر تحديث اليوم 2024-04-19

آخر تحديث منذ 6 شهر و 20 يوم
1 مشاهدة

الفرق بين حياة المتواضع وحياة المتكبر


لا يعمى أي إنسان عن الأثر الذي يتركه كلٌّ من التواضع أو التكبر على حياة الإنسان، فحياة الإنسان المتواضع تكون بسيطة هنيئة يقنع من نعيم الحياة بشربة ماء هانئة لا يكون فيها لا ظالمًا ولا مظلومًا، ولا يُريد من جمال الصيف سوى بقعة من الأرض تظلها شجرة مثمرة فيكفي منها بالتّأمل في ملكوت الله ويُطلق عنان ناظريه لاستباحة الجمال في خلق ربه، وخير مثال على الحياة الهنيئة تواضع العلماء فها هو الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي لو شاء لامتلك القصور والضياع وأغرق نفسه بالماء الطّيب الهني يُخرج من ماله كل يوم درهمًا لإطعام المسكين ثم يجلس فيأكل معهم.


ليس ببعيد عن عن عمر ذلك العالم الرجل الصالح -ولا يُزكى على الله أحد- عطاء بن أبي رباح عندما يجلس مع النَّاس فيبدؤون بالحديث معه، فيُقول إنَّه كان يستمع للكلام الذي يذكره المتحدث كأنه يسمعه للمرة الأولى، ولكن والله هو يعرفه قبل أن يُولد ذلك المتحدث، وما ذاك كله إلا من أدب الحديث مع النَّاس وأدب الإنصات فلا يُسفه كلامه وبذلك يكسب قلوب النَّاس إذا أراد نصحهم وتوجيه النقد إليهم.


أمَّا المتكبر الذي اختار الخيلاء رداءً له فلا يفتأ يتحدث عن محاسنه وإذا أراد أي إنسان أن يتحدث أمامه قال له: أنا أعرف هذا الحديث فلا داعي لإعادته علي، ثم ينظر بنفسه نظرة الإعجاب والغرور، فالكبر لا يكون إلا حبلًا يشد على رقبة صاحبه حتى إذا تمكّن منه قتله فهو يشعر دائمًا بالحسد في داخله من الأشخاص النّاجحين، ويجمع في داخله كل صفة من العلياء على الآخرين، وهو يتخذ من الكبر ومن الغرور تاجًا له على تفريق أهل اللغة بينهما ولكنّه بنفسه الخبيثة قد استطاع الجمع بين ذلك وذاك.


الفرق بين الغرور والتكبر كالفرق بين الفاء والقاف لا يختلفان إلا يتشابها، وكأنّ العلاقة بينهما سببية فلا يكون الأول إلا سببًا لوجود الآخر، فالغرور هو الإعجاب بالنفس والصفات الداخلية والخارجية من الذكاء والفطنة والفهم والجمال، أمَّا الكبر فهو النظر إلى الآخرين بعين الازدراء لأنهم في رأيه لا يمتلكون تلك الصفات التي يحوزها، فلا ينعم المتكبر في حياته إلا كما ينعم الغريق العطشان من كثرة الماء حوله، فيكون سبب ريه وانطفاء عشه سبب موته وقتله.


إنَّ الفرق واضح بين التكبر والتواضع، ولو وضع الإنسان لنفسه تبريرات تعفيه من ضرائب التكبر الدنيوية والآخروية فإنه لن يُفلح، ولا بدَّ للإنسان الفطن أن يُعمل عقله حتى يتخلص من تلك الآفات النفسية التي لا تعدو كونها أمراضًا تحتاج إلى طبيب كما الأسقام الجسدية. 



لقراءة المزيد من الموضوعات، اخترنا لك هذا المقال: موضوع إنشاء عن التواضع.

ثمرات التواضع وعواقب التكبر


إنَّ لكلّ فعل يُقدم الإنسان عليه ثمرات تحيط به فتُؤثر على حياته وحياة الآخرين، ومن ثمرات التواضع التي تفوح عطرًا على حياة صاحبها والمجتمع بأكمله أنَّه يرفع من قيمة الإنسان في عين نفسه وفي عين الآخرين، فالشخص الذي يُؤثر التواضع في كل أموره وجميع مجالات حياته ليس كذلك المتكبر الذي يسقط من أعين الآخرين جراء ازدرائهم، وليس شيئًا مثل التواضع يُسهم في بناء مجتمع قوي متكافل يحرص أفراده على بعضهم فيكونون كالجسد الواحد الذي يتداعى العضو منه إذا شعر الآخر بالألم.


لا يجب أن ينسى المُتطلع أهمية خلق التواضع في اكتساب محبة الآخرين وكسب قلوبهم ونفوسهم وأرواحهم والانتماء إليهم وانتمائهم إليه، وخير مثال على ثمرات التواضع هو تواضع العلماء وقدرتهم على خلق جو الألفة مع طلابهم فيسمو بذلكالعلم ويعلو بين النّاس قدره، عدا أنَّ المتواضع تكون منزلته قريبة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة لأنه تمثل في أعلى صورة من صور حسن الخلق، ولمَّا يجول الإنسان بنظره في عصر الصحابة يجد من صور التواضع ما تشيب له الولدان، فها هو عمر بن الخطاب وهو أمير المؤمنين يحمل على ظهره أكياس المؤونة للفقراء في الليل الدَّامس، ولمَّا يطلب منه غلامه أن يحمل تلك الأكياس عنه يقول له عمر: وهل ستحمل الأوزار عني يوم القيامة؟


أمَّا عواقب التكبر فوخيمة تضر بالإنسان فردًا وبالمجتمع على جملته، ويوجب التكبر الحرمان من رحمة الله تعالى كما حصل مع إبليس عندما طرده الله لأنَّه تكبّر عن أمره، فالكبر هو مهلكة لصاحبه وتضييع له وهو سبب من أسباب الهلاك في الدنيا والآخرة، فأمّا في الدنيا فيتسبب الكبر بكره النّاس للمتكبر وعدم مخالطته حتى يكون منبوذًا وحيدًا كالشخص الذي أصابه الجُذام، فلا يُحب النّاس كلهم الجلوس مع المتكبر لكثرة نظرات الاعتلاء التي ينظر بها إلى من حوله، وهو إن أراد الكلام فإنَّه لا يتكلم إلا عن نفسه ولا يُحب أن يُمتدح غيره حتى يُصبح فظًّا يمقته النّاس ولا يتمنّون له الخبر من الأمور.


إنَّ التواضع مع النّاس مفتاح لقلوبهم، والتكبر عليهم مفتاح لكل للشرور والخطايا الأحقاد، ولو تفشى مرض التكبر في مجتمع لأسهم في هدمه، وخير مثالٍ على ذلك الشعوب التي يتكبر عنها أولياؤه فيكون ذلك سببًا في انهدام الأمة بأكملها وشياع الفساد بين النّاس، ولكن لمّا كان التواضع سمةً عامةً بين الحكّام والقضاة كان ذلك من أهم أسباب انتشار السّلام في الأرض، عدا عن ذلك فإنَّ التكبر يحجب عن صاحبه الكثير من الأمور النافعة، ومن ذلك التكبر في طلب العلم الذي يؤول بصاحبه إلى الجهل الذي يُطبق عليه فيكون فريسة ضعيفةً لجهله وأوهامه، ولكنّ التواضع في طلب العلم يكون مفتاحًا للخيرات التي يطلبها الإنسان سواء كانت الدنيويّة أم الآخروية.
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع موضوع إنشاء عن التواضع والتكبر # اخر تحديث اليوم 2024-04-19 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 02/10/2023


اعلانات العرب الآن