أصابتني انتكاسة بعد رفع جرعة البروزاك # اخر تحديث اليوم 2023-06-08

السؤال :







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله ألف خير على ما تقدمونه للناس، في البداية أنا شاب عمري 24 سنة، مصاب بالاكتئاب منذ 8 سنوات تقريبا، وبدأت في العلاج منذ 3 سنوات فقط، جربت أدوية عديدة، ولم أتحسن إلا بعد أن جربت البروزاك قبل 3 أشهر تقريبا، في البداية كانت الجرعة حبة واحدة، ولم يحدث تحسن، واستمريت حتى أكملت شهرين، ثم رفعت الجرعة لحبتين في اليوم، بعدها تحسنت، وخفت الأعراض بنسبة 60%، استمريت شهرا على نفس الجرعة، ونفس التحسن، بعدها بدأ عندي الطمع -كعادة ابن آدم- فرفعت الجرعة لثلاث، بعدما رفعت الجرعة بأيام حصلت لي انتكاسة خفيفة، وتراجعت الأعراض إلى نسبة 40% تقريبا، ولي الآن أسبوع منذ أن رفعت الجرعة لثلاث, ولا أعلم ما علي أن أفعله، هل أرفع الجرعة لـ4؟ أم أرجع لجرعتي السابقة حبتين؟

اشيروا علي جزاكم الله خيرا, مع العلم أني أستخدم مع البروزاك دوجماتيل 50، أربع حبات باليوم، بالإضافة إلى الميرزاجين، حبة قبل النوم.















الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع .

أريدك أولاً أن تلفت انتباهك إلى أن الاكتئاب يجب أن يحارب نفسياً وسلوكياً، وهذا مهم أيها الفاضل الكريم، وأهم شيء لمقاومة الاكتئاب هو من خلال التفكير الإيجابي، أنت -الحمد لله تعالى- شاب في مقتبل الشباب، ولديك طاقات نفسية، وجسدية، وفكرية، لتقدم الكثير لنفسك ومن حولك، وهذا يتم من خلال الإصرار والفاعلية، وأن تكون دائماً عالي الهمة، وهذا أيضا بشيء من الدفع، وأنا أقدر المشاعر السلبية المحبطة التي تسيطر عليك في بعض الأحيان، لكن هذه المشاعر لا يمكن كسرها والتغلب عليها واختراقها إلا من خلال فكر مخالف تماماً.

نصيحتي الأخرى هي أن تكون فعالاً، وأن تدير وقتك بصورة ممتازة، وألا تنقاد أبداً لمشاعرك؛ لأن المشاعر سوف تدعوك إلى الإحباط، والتكاسل، وعدم الفعالية، ضع برامج يومية عملية، ويجب أن تكون متنوعة، أنشطة مختلفة، وهذه الأنشطة ليس من الضروري أن تكون أنشطة جادة أو صارمة دائماً، لا.. هنالك أنشطة متعلقة بالرياضة، وهنالك أنشطة للجلوس مع الإخوان والأصحاب، وهنالك أنشط للترفيه عن النفس فيما هو جميل، فمن خلال هذه البرامج الفاعلة سوف تجد أن مزاجك بدأ في التغير والتحسن الإيجابي، هذه نصيحة مهمة جداً أود أن أقولها لك.

ولدي نصيحة خاصة أيضاً حول الرياضة، الرياضة وجد الآن أنها تقوي النفوس بنفس المستوى التي تقوي به الأجسام، وربما أفضل، فاجعل لنفسك حظاً فيها، وركز على الدعاء، فالدعاء سلاح عظيم من أسلحة المؤمن التي يجب أن يتزود بها دائماً.

بالنسبة للعلاج الدوائي، الأدوية المضادة للاكتئاب كثيرة، وكلها متشابهة الفعالية، يمكن أن نقول أن الدواء الوحيد الذي ربما يكون متفوقا قليلاً على غيره، هو عقار (فنلافاكسين Venlafaxine) واسمه التجاري هو إفكسر، أنت الآن تتناول البروزاك، وأنا أرى أن البروزاك بجرعة (40) مليجرام هو دواء ممتازة، وفعال، وأنا أريدك أن تكون في الطيف العلاجي، أي الحيز العلاجي الدوائي، لأن كثيرا من الناس يخرج من هذا الحيز، إما من خلال الجرعة الصغيرة أو من خلال الجرعة الكبيرة، ولا أعتقد أنك تحتاجه بجرعات (4) كبسولات في اليوم، ولن تستفيد منه كثيراً بجرعة كبسولة، إذن كبسولتين في اليوم أعتقد أنها جرعة جيدة كافية، لكن أريدك أن تدعمه ليس بالدوقماتيل، إنما تتناول عقار بصبار، والذي يعرف ببصبارون، وجرعته هي (50) مليجرام صباحا ومساء، لمدة شهرين، بعد ذلك اجعلها عشرة مليجرام لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى (5) مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله.

إذن أخي الكريم: هذا هو الوضع بالنسبة للعلاج الدوائي، وأنا ذكرت لك الإفكسر لا أريدك أن تنتقل إليه أبداً، لكني اخترته لك لأثبت لك أن الخيارات والبدائل موجودة، وفي حالتك لا أعتبر أن البروزاك قد فشل، بل هو دواء ممتاز، وأعتقد من الجيد إذا أعطيت البروزاك الفرصة مع البوصبار، أضف إلى ذلك الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك، والتوجه السلوكي الإيجابي لا يقل أهمية عن الأدوية، بل التطبيقات السلوكية الصحيحة تمنع الانتكاسات بصورة أفضل كثير جداً من الأدوية.

أخي الكريم: عش الحياة بقوة، والمستقبل بأمل ورجاء، ومن جانبي أسأل الله لك العافية، والشفاء، والسداد، والتوفيق.