اكتشف شغفك .. بقلم أزهر اللويزي

إن لم تفعل ما تحب ، فلن تحقق ما تحب ، والمجرّب لا يحتاج إلى تأكيدات كثيرة .

نعمة عظيمة وتحفة رائعة أن تجد العمل الذي يلامس شغاف قلبك ، فتتمسّك به وتعضُّ عليه بالنواجذ ، فقد أرتني الحياة كثيرآ من الناس أفنوا أعمارهم في أعمال لا يحبونها بتاتآ .

أخي الكريم عشقك لما تعمل يجعل لحياتك معنى وقيمة ، وفقدك لذلك يعني أنك تعيش في كابوس مرهق ومزعج .

أُجريت مقابلة تلفزيونية مع أحد نجوم الموسيقى ، فسئل كيف يقضي الويك إند (عطلة الإسبوع) ؟

فأجاب بإستغراب شديد : ماذا تقصدين بذلك !

فقالت له : هل تذهب للتسوق ، تسترخي ، تمارس هواية ما ؟

رد عليها قائلآ : أنا عملي هو إجازتي وعطلتي وشغفي !

عندما يكون عملك هو شغفك وهوايتك ، فأعلم أنك سعيد في الحياة التي أُرهق فيها الكثير من الكادحين .

ما شغفك ؟ أين تجده ؟ هل إكتشفته ؟

أسئلة مهمة ووجيهة ، لا تتطلب فيلسوفآ ولا حكيمآ للإجابة عليها ، إنما الحكيم والفيلسوف من عرفها وأجاب عليها بإستكشافها وتمسّك بها ، وكما يقال ابسط الأجوبة هي الإجابات الصحيحة .

إذا لم تكتشف شغفك في الحياة ، ستستنزف المزيد من طاقتك وإبداعك في أشياء تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع .

وها هو المحدّث محمد بن يزيد بن ماجه القزويني رحمه الله صاحب كتاب السنن (سنن إبن ماجه) بحث من صغره عن شغفه ، فوجده في طلب العلم ونشره ، فقدّمه على ما سواه .

وقد جاب البلاد لمدة 15 عامآ في طلبه ، ودرس على يد أفضل شيوخ العالم الإسلامي في مكة والمدينة ومصر والعراق وغيرها ، وألفَّ كتابه السنن (سنن إبن ماجه) الذي عُدَّ أحد كتب الصّحاح الستة .

إنه من الرائع جدآ أن توظّف ما حباك الله به من علم أو مهارة ، في خدمة الناس وتنفعهم بمختلف أصنافهم .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجد راحة نفسه الشريفة ، وطمأنينة قلبه العظيم ، وقرّة عينه في الصلاة ، فقد كان يرشدنا للإقتداء به ويقول :

أقم الصلاة يا بلال أرحنا بها . رواه أبو داود

لذا يتوجب على الإنسان معرفة الأشياء التي فيها شغفه ، والتي تمهّد له تحقيق أهدافه وتمنحه الرضا والمتعة وتضعه على الطريق الصحيح .

ولا تخشَ الأحلام الكبيرة يا صديقي ، فشغفك كامن في تحقيقها ، وذلك من خلال سعيك الدؤوب المتواصل بكل ما أُتيت من قوة .

اشحن نفسك بتحويل هوايتك إلى طموح ، وطموحك إلى هدف ، وهدفك إلى حقيقة ملموسة على ارض الواقع .