الطريقة السليمة للتوقف عن دواء اللوسترال؟ # اخر تحديث اليوم 2024-04-25

السؤال :







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جزاكم الله خيرًا على جهودكم المبذولة لخدمة المسلمين كافة.

وللتذكير فأنا صاحب الاستشارة (^2116200^), والتي على إثرها بدأت برنامجًا علاجيًا يعتمد على اللوسترال, وبدأت بنصف حبة لمدة عشرة أيام، ثم رفعتها لحبة كل يوم لمدة تجاوزت الستة أشهر بكثير، وقد تغيرت تغيرًا جذريًا - ولله الحمد والمنة -, فلا وجود الآن للرهبة السابقة أثناء إمامة الصلاة, أو إلقاء محاضرات صفية, أو خلافه، وبدأت أستعيد ثقتي بنفسي, والتي سُلبت مني سابقًا بسبب الرهاب الظرفي.

والآن رغبةً مني في التأكد من أن كل شيءٍ يسير في الطريق الصحيح، أريد منكم - جزاكم الله خيرًا - أفضل طريقة للتوقف عن استخدام الدواء, علمًا أنني الآن صرت أستخدم الدواء حبة كل يومين منذ أسبوع تقريبًا، إلا أنني لاحظت أحيانًا أنني عندما أنسى الدواء يومين متتاليين تأتيني دوخة بسيطة، فهل لهذا دلالة على شيء؟ أم أنه وضع طبيعي؟

جزيتم خيرًا, وأرجو تلقي الرد في أقرب فرصة.














الجواب :







بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الهادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على تواصلك مع ، ونشكرك على الثقة في ، وأنا سعيد جدًّا أن أسمع أن حالتك قد تحسنت, فأسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا وعلى جميع المسلمين الصحة والعافية, ويجعلنا من الشاكرين عليها.

اللسترال دواء سليم وداء فعال جدًّا, وأنت بفضل من الله تعالى استجبت لجرعة صغيرة جدًّا, وهي حبة واحدة في اليوم، وكما تعرف أن هذا الدواء يمكن استعماله حتى أربع حبات في اليوم، وأنت بدأت بداية صحيحة فيما يخص الجرعة التمهيدية, ثم بعد ذلك تناولت الجرعة الدوائية أو العلاجية بصورة منضبطة جدًّا، وأنت الآن دخلت في مرحلة التوقف التدريجي، وهذه المرحلة بالفعل تتطلب بعض الحذر؛ لأن الإنسان قد يتأثر نفسيًا إذا تواؤم مع شيء ما ثم فقده, كثير من الإخوة يتأثرون حين يتوقفون عن هذه الأدوية, حتى وإن كان الشفاء قد تم لهم, وهذا التأثر من وجهة نظري فيه جزء نفسي كبير؛ لذا الفطام التدريجي دائمًا هو الأفضل, وأنا لست منزعجًا أبدًا في حالتك؛ لأن الجرعة في الأصل صغيرة, وأحس وأشعر أن آلاتك التحسنية, وإرادة التحسن لديك واضحة جدًّا, وهذا في حد ذاته يمثل دافعًا إيجابيًا جدًّا - أيها الفاضل الكريم - وطريقة تناول الدواء مرتين في الأسبوع مع احترامي الشديد قد لا تكون صحيحة مائة في المائة؛ لأن اللسترال ليس من الأدوية التي تبقى في الدم لفترة طويلة؛ لذا فأنت حين تتناول الحبة بعد ثلاث إلى أربع ساعات من تناولها تحدث قفزة أو طفرة واضحة جدًّا في مستوى الدواء في الدم, وبعد مضي ثلاثين ساعة مثلاً ينقطع الدواء تمامًا, وهذا الهبوط الشديد والمفاجئ لابد أن يؤدي إلى ارتدادات سلبية في المكونات الكيميائية, خاصة الموصلات العصبية, إذن فالطريقة الأفضل والأحسن – أخي - هي أن تنقص الجرعة مع تقارب المدة الزمنية, وأفضل طريقة هي أن تتناول الدواء بمعدل نصف حبة، والحبة يمكن أن تقسم إلى جزأين, تناول نصف حبة يوميًا, دعنا نقول مدة شهر، وبعد انقضاء الشهر اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرين يومًا, ثم اجعلها نصف حبة كل ثلاثة أيام لمدة ثلاثة أسابيع أخرى, ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

هنالك بعض الإخوة ننصحهم بطريقة مشابهة, لكنها أكثر حذرًا, وهي تناول حبة كاملة يومًا, وفي اليوم التالي يتناول نصف حبة, ويستمر على هذا النسق لمدة شهر, بعد ذلك يجعل الجرعة نصف حبة يومياً لمدة شهر, ثم حبة يومًا بعد يوم لمدة عشرين يومًا, ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة ثلاثة أسابيع مثلاً, ثم يتم التوقف عن تناول الدواء, كلتا الطريقتين صحيحة وكلتاهما جيد.

أخي الكريم: أنا متفائل جدًّا, وأرجو - يا أخي - أن لا تضع على نفسك همومًا, خاصة من خلال ما نسميه بالقلق التوقعي, فهنالك بعض الناس يتوقعون القلق لذا يأتيهم القلق، وأنت - الحمد لله - حالتك تقدمت جدًّا, وإيجابية جدًّا.

من جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.