تم النشر اليوم 2024/05/20 | ما هو مقدار كفارة الصيام؟ 6 جوانب فقهية حول كفارة الصائمين

كفارة إطعام ستين مسكيناً

وهي المقصود بها كفارة أن يخرج المسلم طعاماً، والمراد به ما يأكله الإنسان من أنواع الطعام اليومي ويوزعه على ستين مسكيناً، وهذا في حالات محددة مثل الطاعن في السن الذي لا يقدر على مشقة الصيام ويكون خطراً صحياً عليه، وكذلك المريض الذي يعيقه المرض من إتمام الصيام وغيرها من الحالات الفقهية المعتبرة في كتب الفقه.
أما عن الكيفية، وهي أن يقوم المسلم بإخراج صدقة تكفي ستين مسكيناً من الطعام، سواء كان هذا الطعام قمح أو شعير أو تمر أو زبيب وغيرها من القوت اليومي الذي يحصل عليه، وهذا استناداً لقول الله سبحانه وتعالى: مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ
وكذلك فإن الطعام قد يكون غير محدد، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحدد هذا الطعام المخرج بنية الكفارة للستين مسكيناً أما عن العدد وهم الستين مسكيناً، فهو على كل يوم فيه أداء كفارة الصيام شهرين متتابعين والتي قلناها بالتفصيل في النقطة السابقة، وكأن الغرض أن الكفارة هي الصيام، ولكن بسبب استحالة الصيام في حالات المرض وغيرها كما هو مقدم، فإن الكفارة بإطعام ستين مسكيناً هي التي تحدث في هذا الحين.
أما عن الصاع فهو وحدة من وحدات الكيل التي يتم التعامل بها قديماً، والتي تساوي شرعاً الآن أكثر من 2 كيلو غرام، وهو ما يسمى بالصاع الشرعي أو الصاع النبوي، ويكون في حالة وحدة كتلة الأرز أو الشعير أو غيرهما من الحبوب الغذائية والمواد الغذائية الأخرى.

مقدار كفارة الصيام

كفارة الصيام من الأمور الضرورية في حياة المسلم، فهي كفارة تغني عن الصيام او تكون بديلاً عنه في بعض الاحيان وفي بعض الحالات، فما هي كفارة الصيام؟ وما هو مقدار كفارة الصيام؟ هذا ما نتعرف عليه بالتفصيل من خلال سطور هذا المقال، والذي يلقي الضوء على العديد من الجوانب الفقهية التي تتحدث عن وجوب كفارة الصيام وما هو المقدار الذي يمكن أن يدفعه الصائم كفارة وما هي الحالات الفقهية المعتبرة لدفع كفارة الصيام وغيرها من المعلومات الفقهية الهامة.

أنواع الكفارة التي تجب على المفطر عمداً في نهار رمضان

المفطر عمداً في نهار رمضان كمن قلنا في الحالات السابقة، يجب عليه الكفارة عند أغلب العلماء والأقوال في المذاهب الفقهية، ولكن قبل أن نتعرف على تفاصيل الكفارة، فهناك ثلاثة أنواع هامة للكفارة وهي العتق وإطعام المساكين والصيام يوماً عن اليوم العمد، ويمكن أن يكون بديلاً عن العتق خاصة في حالة الجماع عمداً، الصيام شهرين متتابعين توبة من الله على ما فعل وهذا حكم فيه قسوة وغلظة حتى لا يكرر هذا الفعل مرة أخرى.

وسنتعرف بالتفصيل على هذه الأنواع من خلال النقاط التالية من هذا المقال.

عتق الرقبة كفارة للصائم

هذه أولى الأنواع وذلك باتفاق العلماء والجمهور من المذاهب الأربعة، حيث أكدوا أن عتق الرقبة له شروط للعتق- ولكن قبل أن نفصل هذه النقطة يجب أن نعرف أنه في الزمن الحالي لا يوجد ما يسمى عتق الرقبة ولكننا سنورد أقوال العلماء لنتعلم منها- وهذه الشروط تمكن أن لا يكون في الرقبة او العبد أي عيوب ظاهرة أو باطنة.
كما يجب أن تكون شروط المنفعة من العبد متوافرة، وهي أن يكون على سبيل المثال قوي قادر على العمل، وقديراً على المشي، ولا يوجد به اي عيوب من هذه الناحية – ناحية الحواس- وهذه العيوب فصّلها العلماء والفقهاء، حيث تحدثوا عن الخلل الواضح الذي يمنع العبد من العمل، وما هي الأمور التي تمنع الصائم من أن يعتق الرقبة جزاء على ما فعل، أو دفع كفارته.
ومن هذه الشروط مثلاً:
الأعمى: لا يجوز عتق العبد الكفيف الذي ليس له قدرة على الإبصار، وذلك لأن منفعته لا رجاء فيها.المجنون ذاهب العقل: العبد الذاهب لعقله، والذي لا يرجى شفائه، والغائب عن الوعي بسبب حالة عقلية جعلته لا يعمل.طاعن السن: وذلك لأنه عبد غير قادر على العمل أو على الكسب وبالتالي قد يكون عالة على سيده، لذلك أفتى العلماء بعدم عتقه من مال الكفارة.الأصم الأبكم: وذلك لأن الحواس قد تسبب له عدم كسبه للعمل، وبالتالي لا يرجى عمله لسيده، وهو ما يجعل مال الكفارة في الدفع به إلى العتق غير جائز شرعاً.المريض مرضاً لا يرجى الشفاء منه: لا يمكن دفع مال الكفارة في المريض الذي لا يرجى الشفاء من مرضه، وبالتالي يكون هذا العبد غير قادر على العمل، وبالتالي لا يمكن دفع مال الكفارة فيه.الجنين في بطن أمه: كذلك لا يمكن دفع مال الكفارة في العبد الذي يولد من أمة، فأحكام الدنيا لا تسير عليه حتى يولد.مقطوع اليدين والرجلين: هناك عيباً ظاهراً في الحواس التي يعمل بها في العمل، لذلك لا يجوز دفع مال الكفارة فيه.الغائب الذي لا يعلم عنه شيء: كذلك لا يجوز دفع مال الكفارة في العبد الذي طالت غيبته لأننا لا نعرف إن كان حياً أم ميتاً.
خلاصة القول؛ وأقوال العلماء والفقهاء تتجه نحو شيء واحد فقط، وهو دفع مال كفارة الصائم في الأحوال الصحيحة للعبد من أجل عتقه، وبالتالي تكون الكفارة صحيحة في غير الحالات التي تحدثنا عنها سابقاً.
مقالات مشابهة
4 من المعلومات حول احتلام المرأة4 من المعلومات حول احتلام المرأة
خطوات الإحرام للعمرة للنساء وشروطهاخطوات الإحرام للعمرة للنساء وشروطها
أهم 3 معلومات لمعرفة لماذا حرم الله لحم الخنزيرأهم 3 معلومات لمعرفة لماذا حرم الله لحم الخنزير
5 نقاط في أهمية الحجاب للمرأة المسلمة5 نقاط في أهمية الحجاب للمرأة المسلمة

كفارة صيام شهرين متتابعين

لعلّ هذه الكفارة فيها قسوة، ولكنها مهمة لعدم ارتكاب ذنب الإفطار عمداً مرة أخرى، وهذه الكفارة يلجأ لها المسلم لصيام شهرين متتابعين في حالة إن لم يجد رقبة يعتقها مثل ما فصلناه في النقطة السابقة، وعليه أن يكمل ستين يوماً أو شهرين متتابعين حتى لو أفطر يوماً بغير عذر شرعي، فإن صامه يعد تطوّعاً ويبدأ الصيام مرة أخرى من جديد.

ولكن الحنابلة كان لهم رأياً آخر في ذلك، وهو اعتبار أن الصيام بعذر شرعي لا يقطع تتابع الشهرين وإنما يكمل الصيام.

أسباب دفع كفارة الصيام

قضاء أو دفع كفارة الصيام يتم من خلال العديد من الأسباب المعتبرة فقهياً، وهذه الأسباب نتعرف عليها من خلال النقاط التالية:
الجماع بالعمد في نهار رمضان: حيث تجب الكفارة في حالة تحقق الجماع بالصورة والمعنى، أي أن الرجل جامع زوجته عمداً وهو صائم في رمضان وأثناء ساعات الصيام، وهو أن يتحقق الجماع بالإدخال في القبل لأن الشهوة لا تنقضي إلا بذلك.الأكل والشرب عمداً: وصول الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان، يوجب الكفارة حتماً، فإن في هذه الحالات فإن الصائم لا يكون صائماً بل منقضي لشهوته التي ينتفي فيها حالة الصيام، وبالتالي فإنه تعدي على حرمة الصيام، وبالتالي يجب عليه الكفارة.الكفارة عن الشافعية والحنابلة: هناك العديد من الحالات الخاصة التي قال بها الشافعية والحنابلة في موضوع كفارة الصيام، مثل إجبار الرجل لزوجته على الإفطار والجماع عمداً، وحالات أخرى اختلفوا مع الحنفية والمالكية فيها مثل جماع البهيمة أو الميتة أو الإنزال بشهوة وغيرها من الحالات الغريبة وربما الشاذة ولكن لم يترك العلماء والفقهاء مسألة حتى ولو كانت شاذة إلا قالوا فيها أقوال كثيرة.

كفارة صيام رمضان يجب أن تخرج على الفور

من ضمن الأحكام الشرعية الفقهية التي شدد العلماء فيها، هي وجود أداء الكفارة التي تخص الصيام بشكل فوري، ويشبهها البعض بكفارة القتل ودفع الدية إلى أهل القتيل، أما الدليل الشرعي على وجود الدفع الفوري نجده في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين حيث قالت: أَتَى رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في المَسْجِدِ في رَمَضَانَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، احْتَرَقْتُ، احْتَرَقْتُ، فَسَأَلَهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ما شَأْنُهُ؟ فَقالَ: أَصَبْتُ أَهْلِي، قالَ: تَصَدَّقْ. والمقصود بالتصدق أي دفع الكفارة الخاصة بالميزان أو بالصاع النبوي كما تبين سابقاً.
والكفارة لا تسقط عن ما عجز عنها، ولكن تبقى في رقبته مشغولاً بها، سواء كانت هذه الكفارة عتقاً أو صياماً أو إطعام ستين مسكيناً، وهناك العديد من الجوانب الفقهية الاخرى التي توجد في كتب الفقه الإسلامية حول الحالات التي ينبغي لها أن تدفع الكفارة دون غيرها، وقد فصلتها كتب الفقه ومقدار ما يدفع من الكفارة وغيرها من جوانب هذه الجزيئات الفقهية الخاصة والتي عرضناها في السطور القليلة السابقة.
في هذا المقال؛ تعرفنا على العديد من المعلومات والنقاط حول العديد من جوانب الفقه الخاصة بالكفارة الخاصة بصيام شهر رمضان، كما قمنا بسرد بعض الجوانب الخاصة بالكفارة مثل الأحكام والشروط الفقهية التي وضعها الفقهاء والعلماء والذين استمدوها من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فهل تعرضت من قبل لدفع كفارة الصيام؟ شاركنا الرأي.

مقالات مشابهة

4 من المعلومات حول احتلام المرأة4 من المعلومات حول احتلام المرأة
خطوات الإحرام للعمرة للنساء وشروطهاخطوات الإحرام للعمرة للنساء وشروطها
أهم 3 معلومات لمعرفة لماذا حرم الله لحم الخنزيرأهم 3 معلومات لمعرفة لماذا حرم الله لحم الخنزير
5 نقاط في أهمية الحجاب للمرأة المسلمة5 نقاط في أهمية الحجاب للمرأة المسلمة