شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم الإثنين 13 مايو 2024 - 1:23 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة

فــــــرصة

[ فــــــرصة ] هل لوقوف الحاج بعرفة داعيًا من دليل؟ الذين يقفون في عرفة ويَدْعون؛ يعني لفترة طويلة، هل لهذا من دليل؟الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فإجابة على هذا السؤال: النبي – عليه الصلاة والسلام – جَمَعَ بين صلاتي الظهر والعصر جمْعَ تقديم في يوم عرفة؛ ليتوفر الوقت للذِّكر، والدعاء، والإلحاح على الله – جل وعلا – ووقف – عليه الصلاة والسلام – راكبًا؛ ولذا يرى جمع من أهل العلم أن الركوب أفضل، وأن يستقبل القبلة راكبًا، ويدعو الله – جل وعلا – ويخلص في دعائه، ويستحضر ما يدعو به، ويصدق اللجأ إلى الله – جل وعلا – فإن هذا الموقف عظيم، ينبغي أن يستشعر، تستشعر عظمة هذا الموقف وقرب الرب – جل وعلا.ومن المؤسف أن نجد كثيرًا من طلاب العلم يقضونه، إما بالنوم، أو بالأحاديث المباحة، وقد يتجاوز بعض الناس في ذلك، فيقع في شيء من المحرم، من الكلام وغيره، وقد يوجد من الحجاج في هذا الموقف العظيم مَن يرتكب بعض المحظورات؛ كإرسال النظر إلى النساء، إضافة إلى القيل والقال الذي لا ينفع؛ بل يضر، وبعضهم يسترسل فيأتي بما حرم الله عليه من غيبة ونميمة، ووقوع في أعراض الناس، ولا سيما أهل العلم، هذا موقف عظيم ينبغي أن يستشعره كلُّ حاج، فضلاً عن طالب علم.وبعض الناس يتشاغل بما لا ينفعه، همُّه أن ينتهي هذا اليوم ثم الذي يليه، ثم الذي يليه؛ ليعود إلى أهله ويزاول أعماله، كأن هذا النسك العظيم صار عبئًا على الناس، والمسألة مسألة أربعة أيام، كيف تستثقل هذه الأيام الأربعة، وقد كان المسلمون على مر العصور يقضون الأشهر، شهورًا متتابعة، شهرًا أو شهرين في الطريق قادمًا على الحج، ثم يجلس في مكة والمشاعر مدة طويلة، ليست بيوم أو يومين أو ثلاثة، يأتون قبل الحج بمدة طويلة؛ ليحتاطوا لحجهم، ثم بعد ذلك إذا قفلوا، أمضوا الوقت الطويل في الرجوع، والله – جل وعلا – يقول: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7]، والآن قد يصوم الشخص في بلده يوم عرفة، وبين أهله، ويفطر معهم، ثم يحج ويرجع بعد ثلاثة أيام، هذا مِن تيسير الله – جل وعلا – وهذه نعمة يجب شكرها، فعلى الحاج أن يستحضر، وعلى أصحاب الحملات – وهذا شيء مشاهد بالنسبة للحملات – من بعد صلاة العصر مباشرة الذي هو وقت اللزوم، وقت تأكُّد واستحباب الدعاء، ووقت نهاية الوقت الذي ينبغي أن يحرص عليه أشد الحرص قبل فواته، أصحاب الحملات كثير منهم بعد صلاة العصر يتأهبون للانصراف، نعم لا ينصرفون إلا بعد الغروب، لكنهم يتأهبون للانصراف، وبعد الفتاوى التي سُمعت في الأعوام المتأخرة أنه يجوز الانصراف قبل غروب الشمس، انظر ماذا سيحدث، يمكن يمرون مرورًا بعد صلاة الظهر يجمعون ويصلون الظهر، ويمرون مرورًا، ووقوفهم مجزئ عند عامة أهل العلم، وإن أوجب عليهم جمعٌ من أهل العلم الدمَ إذا انصرفوا قبل الغروب، فإذا انتشرت هذه الفتاوى وشاعت، لن يكون للوقوف أيُّ أثر في نفس الحاج، فعلى أهل الحملات أن يرفقوا بمن معهم، وهم مؤتمنون على هذا، إنما دفعت لهم الأموال؛ ليتفرغ الحاج لحجه، ويؤدي حجه على الوجه المشروع، فعلى الحاج إذا جمع بين الصلاتين جمعَ تقديمٍ، وتوفر له من الوقت ما يكفي للذِّكر والدعاء، والتلاوة والتضرع، والانطراح والانكسار بين يدي الله – عز وجل – فهذا أمر لا بد منه، وهذا وقته، لكن مع الأسف أن الأعمال قيدتْ أربابَها وأصحابها، تجده طول العام في القيل والقال، فمثل هذا لا يوفَّق لاغتنام مثل هذه الأوقات.فعلينا أن نحرص على حفظ النفس، واللسان، وجميع الجوارح، نحرص أن نحفظها عما يغضب الله – جل وعلا – وأن تضيع علينا سدى؛ لنوفق لحفظها في مثل هذه الأوقات الفاضلة، ((تعرَّفْ إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة)). # أخر تحديث اليوم 2024/05/13

تم النشر اليوم 2024/05/13 |
هل لوقوف الحاج بعرفة داعيًا من دليل؟ الذين يقفون في عرفة ويَدْعون؛ يعني لفترة طويلة، هل لهذا من دليل؟الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فإجابة على هذا السؤال: النبي – عليه الصلاة والسلام – جَمَعَ بين صلاتي الظهر والعصر جمْعَ تقديم في يوم عرفة؛ ليتوفر الوقت للذِّكر، والدعاء، والإلحاح على الله – جل وعلا – ووقف – عليه الصلاة والسلام – راكبًا؛ ولذا يرى جمع من أهل العلم أن الركوب أفضل، وأن يستقبل القبلة راكبًا، ويدعو الله – جل وعلا – ويخلص في دعائه، ويستحضر ما يدعو به، ويصدق اللجأ إلى الله – جل وعلا – فإن هذا الموقف عظيم، ينبغي أن يستشعر، تستشعر عظمة هذا الموقف وقرب الرب – جل وعلا.ومن المؤسف أن نجد كثيرًا من طلاب العلم يقضونه، إما بالنوم، أو بالأحاديث المباحة، وقد يتجاوز بعض الناس في ذلك، فيقع في شيء من المحرم، من الكلام وغيره، وقد يوجد من الحجاج في هذا الموقف العظيم مَن يرتكب بعض المحظورات؛ كإرسال النظر إلى النساء، إضافة إلى القيل والقال الذي لا ينفع؛ بل يضر، وبعضهم يسترسل فيأتي بما حرم الله عليه من غيبة ونميمة، ووقوع في أعراض الناس، ولا سيما أهل العلم، هذا موقف عظيم ينبغي أن يستشعره كلُّ حاج، فضلاً عن طالب علم.وبعض الناس يتشاغل بما لا ينفعه، همُّه أن ينتهي هذا اليوم ثم الذي يليه، ثم الذي يليه؛ ليعود إلى أهله ويزاول أعماله، كأن هذا النسك العظيم صار عبئًا على الناس، والمسألة مسألة أربعة أيام، كيف تستثقل هذه الأيام الأربعة، وقد كان المسلمون على مر العصور يقضون الأشهر، شهورًا متتابعة، شهرًا أو شهرين في الطريق قادمًا على الحج، ثم يجلس في مكة والمشاعر مدة طويلة، ليست بيوم أو يومين أو ثلاثة، يأتون قبل الحج بمدة طويلة؛ ليحتاطوا لحجهم، ثم بعد ذلك إذا قفلوا، أمضوا الوقت الطويل في الرجوع، والله – جل وعلا – يقول: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7]، والآن قد يصوم الشخص في بلده يوم عرفة، وبين أهله، ويفطر معهم، ثم يحج ويرجع بعد ثلاثة أيام، هذا مِن تيسير الله – جل وعلا – وهذه نعمة يجب شكرها، فعلى الحاج أن يستحضر، وعلى أصحاب الحملات – وهذا شيء مشاهد بالنسبة للحملات – من بعد صلاة العصر مباشرة الذي هو وقت اللزوم، وقت تأكُّد واستحباب الدعاء، ووقت نهاية الوقت الذي ينبغي أن يحرص عليه أشد الحرص قبل فواته، أصحاب الحملات كثير منهم بعد صلاة العصر يتأهبون للانصراف، نعم لا ينصرفون إلا بعد الغروب، لكنهم يتأهبون للانصراف، وبعد الفتاوى التي سُمعت في الأعوام المتأخرة أنه يجوز الانصراف قبل غروب الشمس، انظر ماذا سيحدث، يمكن يمرون مرورًا بعد صلاة الظهر يجمعون ويصلون الظهر، ويمرون مرورًا، ووقوفهم مجزئ عند عامة أهل العلم، وإن أوجب عليهم جمعٌ من أهل العلم الدمَ إذا انصرفوا قبل الغروب، فإذا انتشرت هذه الفتاوى وشاعت، لن يكون للوقوف أيُّ أثر في نفس الحاج، فعلى أهل الحملات أن يرفقوا بمن معهم، وهم مؤتمنون على هذا، إنما دفعت لهم الأموال؛ ليتفرغ الحاج لحجه، ويؤدي حجه على الوجه المشروع، فعلى الحاج إذا جمع بين الصلاتين جمعَ تقديمٍ، وتوفر له من الوقت ما يكفي للذِّكر والدعاء، والتلاوة والتضرع، والانطراح والانكسار بين يدي الله – عز وجل – فهذا أمر لا بد منه، وهذا وقته، لكن مع الأسف أن الأعمال قيدتْ أربابَها وأصحابها، تجده طول العام في القيل والقال، فمثل هذا لا يوفَّق لاغتنام مثل هذه الأوقات.فعلينا أن نحرص على حفظ النفس، واللسان، وجميع الجوارح، نحرص أن نحفظها عما يغضب الله – جل وعلا – وأن تضيع علينا سدى؛ لنوفق لحفظها في مثل هذه الأوقات الفاضلة، ((تعرَّفْ إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة)).

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ فــــــرصة ] هل لوقوف الحاج بعرفة داعيًا من دليل؟ الذين يقفون في عرفة ويَدْعون؛ يعني لفترة طويلة، هل لهذا من دليل؟الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:فإجابة على هذا السؤال: النبي – عليه الصلاة والسلام – جَمَعَ بين صلاتي الظهر والعصر جمْعَ تقديم في يوم عرفة؛ ليتوفر الوقت للذِّكر، والدعاء، والإلحاح على الله – جل وعلا – ووقف – عليه الصلاة والسلام – راكبًا؛ ولذا يرى جمع من أهل العلم أن الركوب أفضل، وأن يستقبل القبلة راكبًا، ويدعو الله – جل وعلا – ويخلص في دعائه، ويستحضر ما يدعو به، ويصدق اللجأ إلى الله – جل وعلا – فإن هذا الموقف عظيم، ينبغي أن يستشعر، تستشعر عظمة هذا الموقف وقرب الرب – جل وعلا.ومن المؤسف أن نجد كثيرًا من طلاب العلم يقضونه، إما بالنوم، أو بالأحاديث المباحة، وقد يتجاوز بعض الناس في ذلك، فيقع في شيء من المحرم، من الكلام وغيره، وقد يوجد من الحجاج في هذا الموقف العظيم مَن يرتكب بعض المحظورات؛ كإرسال النظر إلى النساء، إضافة إلى القيل والقال الذي لا ينفع؛ بل يضر، وبعضهم يسترسل فيأتي بما حرم الله عليه من غيبة ونميمة، ووقوع في أعراض الناس، ولا سيما أهل العلم، هذا موقف عظيم ينبغي أن يستشعره كلُّ حاج، فضلاً عن طالب علم.وبعض الناس يتشاغل بما لا ينفعه، همُّه أن ينتهي هذا اليوم ثم الذي يليه، ثم الذي يليه؛ ليعود إلى أهله ويزاول أعماله، كأن هذا النسك العظيم صار عبئًا على الناس، والمسألة مسألة أربعة أيام، كيف تستثقل هذه الأيام الأربعة، وقد كان المسلمون على مر العصور يقضون الأشهر، شهورًا متتابعة، شهرًا أو شهرين في الطريق قادمًا على الحج، ثم يجلس في مكة والمشاعر مدة طويلة، ليست بيوم أو يومين أو ثلاثة، يأتون قبل الحج بمدة طويلة؛ ليحتاطوا لحجهم، ثم بعد ذلك إذا قفلوا، أمضوا الوقت الطويل في الرجوع، والله – جل وعلا – يقول: {لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ} [النحل: 7]، والآن قد يصوم الشخص في بلده يوم عرفة، وبين أهله، ويفطر معهم، ثم يحج ويرجع بعد ثلاثة أيام، هذا مِن تيسير الله – جل وعلا – وهذه نعمة يجب شكرها، فعلى الحاج أن يستحضر، وعلى أصحاب الحملات – وهذا شيء مشاهد بالنسبة للحملات – من بعد صلاة العصر مباشرة الذي هو وقت اللزوم، وقت تأكُّد واستحباب الدعاء، ووقت نهاية الوقت الذي ينبغي أن يحرص عليه أشد الحرص قبل فواته، أصحاب الحملات كثير منهم بعد صلاة العصر يتأهبون للانصراف، نعم لا ينصرفون إلا بعد الغروب، لكنهم يتأهبون للانصراف، وبعد الفتاوى التي سُمعت في الأعوام المتأخرة أنه يجوز الانصراف قبل غروب الشمس، انظر ماذا سيحدث، يمكن يمرون مرورًا بعد صلاة الظهر يجمعون ويصلون الظهر، ويمرون مرورًا، ووقوفهم مجزئ عند عامة أهل العلم، وإن أوجب عليهم جمعٌ من أهل العلم الدمَ إذا انصرفوا قبل الغروب، فإذا انتشرت هذه الفتاوى وشاعت، لن يكون للوقوف أيُّ أثر في نفس الحاج، فعلى أهل الحملات أن يرفقوا بمن معهم، وهم مؤتمنون على هذا، إنما دفعت لهم الأموال؛ ليتفرغ الحاج لحجه، ويؤدي حجه على الوجه المشروع، فعلى الحاج إذا جمع بين الصلاتين جمعَ تقديمٍ، وتوفر له من الوقت ما يكفي للذِّكر والدعاء، والتلاوة والتضرع، والانطراح والانكسار بين يدي الله – عز وجل – فهذا أمر لا بد منه، وهذا وقته، لكن مع الأسف أن الأعمال قيدتْ أربابَها وأصحابها، تجده طول العام في القيل والقال، فمثل هذا لا يوفَّق لاغتنام مثل هذه الأوقات.فعلينا أن نحرص على حفظ النفس، واللسان، وجميع الجوارح، نحرص أن نحفظها عما يغضب الله – جل وعلا – وأن تضيع علينا سدى؛ لنوفق لحفظها في مثل هذه الأوقات الفاضلة، ((تعرَّفْ إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة)). ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن