[ شخصيات تاريخية ] بطرس غالي .. تعرف على 8 معلومات عن أمين عام الأمم المتحدة المثير للجدل # اخر تحديث اليوم 2024-04-27

تم النشر اليوم 2024-04-27 | بطرس غالي .. تعرف على 8 معلومات عن أمين عام الأمم المتحدة المثير للجدل

بطرس غالي سليل أسرة عريقة في التاريخ المصري الحديث

ولد بطرس بطرس غالي في مدينة القاهرة في 14 نوفمبر عام 1922م لأسرة مسيحية قبطية عريقة في التاريخ المصري، حيث كان جده والذي يحمل نفس الاسم رئيساً للوزراء من عام 1908م حتى 1910م حيث أغتيل.


وكان جده لأمه ميخائيل شاروبيم وهو من المؤرخين المصريين في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.
وابن عمه المباشر هو يوسف بطرس غالي وزير المالية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، أي أن عائلته كانت لها العديد من الأدوار الهامة طوال القرن التاسع عشر والعشرين في مصر.
تخرج بطرس غالي من جامعة القاهرة في عام 1946م وحصل على الدكتوراه في القانون الدولي العام من جامعة باريس الفرنسية ثم درس دبلوم العلاقات الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس في عام 1949م ثم رجع إلى جامعة القاهرة مرة اخرى حيث أصبح أستاذاً للقانون الدولي والعلاقات السياسية والدولية في الفترة من عام 1949م حتى 1979م وأسس خلالها مجلة السياسة الدولية.
كما تولى مناصب عدة محلية مثل رئاسة مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية عام 1975م ورئيس الجمعية الإفريقية للدراسات في عام 1980م وأستاذ في جامعة باريس من عام 1967م حتى السنة التالية 1968م هذا إلى العديد من المناصب الشرفية الأخرى.

بطرس غالي .. عراب السياسة الخارجية طوال عقدي السبعينات والثمانينات

لقد بطرس غالي عراباً للسياسة الخارجية المصرية طوال عقدي السبعينات والثمانينات، ومن المعروف أن تلك الفترة شهدت العديد من الأحداث الخطيرة في التاريخ المصري والعربي، حيث شهدت تلك الفترة توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل وقد لعب غالي دوراً هاماً في المفاوضات التي أجريت بين الطرفين لإنهاء النزاع في سيناء إبان حرب أكتوبر 1973م حيث قاد مصر نحو عقد الاتفاقية وفق الشروط الموضوعة حينها والخروج بأفضل المكاسب.
وقد اعتمد عليه الرئيس الأسبق السادات ومن بعده حسني مبارك في وضع أسس للدبلوماسية المصرية خلال تلك الفترة وقد نجح إلى حد بعيد.
بعد ذلك رشحته مصر ليكون الأمين العام للأمم المتحدة في عام 1991م بعدما ظل وزيراً للخارجية مدة 14 عاماً كاملة.

له العديد من المؤلفات الهامة في المجال السياسي والدولي

استغل خبرته الواسعة في المجالات الدولية حيث قام الرجل بكتابة بعض الكتب الهامة حول العلاقات الدولية مثل كتاب “ستون عاماً من الصراع في الشرق الأوسط” وكتاب آخر بعنوان 5 سنوات في بيت من زجاج وكتاب طريق مصر إلى القدس وغيرها الكثير.
ولقد وضع بطرس غالي من خلال مذكراته مذكرات في غاية الأهمية في تاريخ مصر الحديث، خاصة بما يتعلق بسياستها الخارجية في فترة الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958م والذي كان أحد مهندسيها، وكذلك كتب فصولاً تفصيلية هامة في تاريخ اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979م حيث كان يشغل منصب وزير الخارجية المصري وأحد عرابي الاتفاق الهام.

هل أنتهت حياته السياسة عند إنهاء خدماته في الأمم المتحدة؟

لا لم تنته حياة بطرس غالي ولكن بدأت مسيرة جديدة من حياته مع المناصب الدولية حيث أصبح أميناً عاماً للمنظمة الفرانكوفونية وهي منظمة الدول الناطقة بالفرنسية، وذلك في عام 1997م حتى عام 2002م.
في تلك الفترة ايضاً أصبح عضواً في لجنة التحكيم لجائزة منع النزاعات التي تمنحها مؤسسة شيراك الفرنسية لأبطال السلام في العالم حتى العام 2015م.
وفي الشأن المحلي المصري فقد تولى رئاسة المجلس الأعلى لحقوق الإنسان حتى عام 2011م وهي السنة التي قامت فيها ثورة يناير وأطاحت بنظام مبارك.

اتهامات بالجملة وجهت إلى بطرس غالي

كانت شخصية بطرس غالي مثيرة للجدل في الأوساط الدولية، حيث تعرض لانتقادات حول التحقيقات التي أفادت تورطه في بيع أسلحة لنظام الهوتو في رواندا عندما كان وزيراً للخارجية المصرية، ولك لم تثبت إدانته لكن بقيت الانتقادات بالرغم من ذلك.
وقد تعدت الانتقادات الأوساط الدولية إلى الشأن المحلي المصري، خاصة بعد ثورة يناير 2011م في مصر والتي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث قال بطرس غالي في تصريحات منتقداً الثورة أن مصر لا يجدي معها الديموقراطية بل تحتاج إلى فرعون جديد في إشارة إلى احتمالية فشل الثورة في ترسيخ مبادئ الديمقراطية.
كما وجهت بعض الانتقادات له حول وضع حقوق الإنسان في عهد حسني مبارك حيث كان يشغل غالي منصب رئيس المجلس الأعلى لحقوق الإنسان خلال سنوات مبارك الأخيرة حتى قيام الثورة، حيث انتقدته الأوساط الثورية بأنه كان مشاركاً في الوضع السيء الذي وصلت إليه حقوق الإنسان قبيل الثورة.

بطرس غالي

ماذا تعرف عن بطرس غالي؟ إنه الذي قاد الأمم المتحدة في أصعب الظروف، حيث كانت المنظمة العالمية تواجه ظروفاً صعبة جعلت من بطرس غالي ينظر إليه أنه شخصية لابد من الاشفاق عليها بسبب ما تعرضت له المنظمة من ضغوط دولية لتمرير بعض الأمور التي تتعلق بالأحداث المضطربة حول العالم في عقد التسعينات.
لكن هل هذه المعلومات كافية كي نتعرف عن هذه الشخصية الثرية والهامة في التاريخ المصري والعربي والعالمي. بالطبع لا؛ نعيش في هذا المقال رحلة صعود بطرس غالي حتى أصبح أميناً عاماً للأمم المتحدة في عقد التسعينات، والمناصب الأخرى الهامة التي تقلدها وأهم المعلومات الأخرى التي قد لا تعرفها عن بطرس غالي.

قيادته للأمم المتحدة طالتها العديد من الانتقادات

ماذا تعرف عن الأمم المتحدة؟ إنها المنظمة الدولية التي أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية في عام 1945م وذلك من أجل منع الحروب والمنازعات، وبالرغم من أن المنظمة كانت في بعض الأحيان غير فعّالة إلا أنها طوال سنوات منعت نزاعات متفاقمة بين الدول وساعدت على العديد من إنهاء النزاعات والقيام بالمفاوضات التي تقود السلام.


وقد تولى بطرس غالي المهمة في أوائل التسعينات، وكان هذا العقد مليء بالنزاعات البينية بين الدول، إلا ان دوره كان سلبياً في كثير من الأحيان لإنهاء تلك النزاعات بل أتهم صراحة بالانحياز لطرف على حساب طرف آخر، وفيما يلي عرض سريع لأهم النزاعات التي فشلت فيها المنظمة:
الأزمة الصومالية .. اتهامات بالانحياز
لقد تصاعدت الحرب الأهلية في الصومال في التسعينات من القرن العشرين، مما كان من المنطقي أن تبدأ الأمم المتحدة في التدخل لإنهاء هذا الصراع الدائر، لكن ماذا حدث؟
لقد أتهم بطرس غالي نفسه بالانحياز الواضع ضد محمد فرج عيديد و عشيرته هبر جدير حيث كان عيديد أحد كبار المتنازعين في الصومال وقد انحاز غالي ضد وفقاً للإتهامات، حيث انحاز لمنافسه الدكتاتور محمد سياد بري وعشيرته قبيلة الدارود، بل وصلت الاتهامات ذروتها عندما أتهم أنه كان على علاقة بالهجوم الأمريكي على عشيرة عيديد قبل اتفاقية السلام لإنهاء الحرب في الصومال، مما أدى إلى عدم إنهاء النزاع ودخلت الحرب طوراً جديداً حيث اشتعلت معركة جديدة داخل العاصمة الصومالية مقديشو في أكتوبر 1993م.
أزمة الحرب الدائرة في البوسنة
كانت من أهم الأزمات على الإطلاق حيث فشل غالي في إنهاء الأزمة الدائرة في يوغسلافيا وإنهاء الحرب الدائرة في البوسنة والتي نتج عنها مقتل الآلاف من مسلمي البوسنة دون أن تتحرك الأمم المتحدة في أول الأمر.


وقد فشل غالي في الاتفاق على كلمة واحدة حتى تتدخل الأمم المتحدة لإنهاء الحرب مما جعلت سمعته في مهب الريح.
كما فشل في إنهاء الصراع الدائر في رواندا حيث كانت تعاني من حرب طائفية أدت إلى مقتل الآلاف.
وقد عزا غالي في مذكراته أنه فشل بسبب تعنت الولايات المتحدة ضد المنظمة خلال تلك الفترة واستخدامها حق الفيتو في القرارات الكثيرة التي اتخذتها المنظمة خاصة أثناء حرب البوسنة والأزمة الصومالية.
وقد كان هذا التعنت الذي يتحدث عنه غالي في المذكرات هو السبب في استخدامها حق الفيتو ضد ترشيحه لولاية ثانية لرئاسة المنظمة.

نال العديد من الجوائز الهامة

نال بطرس غالي خلال مسيرته الطويلة العديد من الجوائز مثل جائزة المجلس المسيحي الاعلى من جامعة بوسطن في عام 1993م وجائزة العضوية الأكاديمية الروسية للعلوم الطبيعية عام 1994م وزمالة جامعة ييل عام 1995م والعديد من الجوائز الأخرى مثل درجة الدكتوراه الفخرية من روسيا ومن الجامعة الكاثوليكية في لوفين.

تزوج من يهودية تحوّلت للمسيحية

تزوج بطرس غالي من السيدة ليا نادلر وهي من أسرة تنتمي ليهود الإسكندرية، لكن ليا تحوّلت للمسيحية على المذهب الكاثوليكي
توفي بطرس غالي في سن الثالثة والتسعين عاماً بعد حياة طويلة قضاها في مناصب عديدة مؤثرة حول العالم، وقد دفن في الكنيسة البطرسية في حي العباسية القاهري، بعدما أجريت له جنازة عسكرية ثم صلاة خاصة من بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني.
كانت هذه رحلة طويلة من حياة بطرس غالي أحد كبار الدبلوماسيين والقانونيين المصريين الذين لهم دوراً مؤثراً في مجال السياسة الدولية، وبالرغم من الانتقادات التي طالته إلا أن هذا لا يقلل من قيمته كأحد مؤسسي مجال الدبلوماسية العربية خلال عقود طويلة.
برأيك هل بطرس غالي أخطأ في تقديره للأمور خلال مسيرته في الأمم المتحدة أم أن الظروف الدولية جعلته محط انتقادات لا دخل له فيها؟