تم النشر اليوم 2024/05/13 | 4 دلائل على أهمية إتقان العمل في الإسلام .. هل تعرفها؟

ما هو إتقان العمل

قبل أن نتحدث عن الدلائل الخاصة لإتقان العمل في الإسلام، لابد أن تعرف عزيزي القارىء أن الإتقان في اللغة هو العمل بالجد والاجتهاد المطلوبين من أجل خروج هذا العمل بشكل مشرف وقوي ومستمر بكافة الوسائل والأدوات والأسباب البشرية والطبيعية.
كما هناك معنى قريب من السابق هو إنجاز العمل والانتهاء منه في وقت سريع وجيد كما هو مطلوب أو على الصورة التي يحبها صاحب العمل أو المستهلك دون الضرر به والعمل على فائدته من خلال هذا العمل والجودة والسرعة فيه.
تحدثنا عن اللغة والاصطلاحات التي تحدثت عن العمل وعلى إتقان العمل فماذا عن الدلائل التي تدل على إتقان العمل وقيمته في الإسلام؟ هذا ما نتعرف عليه خلال السطور القليلة القادمة.

إتقان العمل في الإسلام

العمل له أهمية عظيمة في الدين الإسلامي، إنه أحد الأعمدة الرئيسية في الحضارة الإنسانية حتى في نظر الإسلام، بما يعرف بعمران الأرض، فمن الشروط الرئيسية لتميّز الإنسان على المخلوقات الأخرى هي توظيف العقل في العمل والبدء في بناء الحضارة الإنسانية والتقدم والعلم من أجل راحة البشرية والوصول لحكمة الله العظيم في خلق الإنسان وتسخير الأرض له وخدمته، في هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن الدلائل التي تجعلنا أن نتأكد من أهمية إتقان العمل في الإسلام، حيث لابد للإنسان المسلم كي يتحقق إيمانه أن يتقن عمله وألا يتهاون قيد أنملة في الخروج به للمنظر المشرف الذي يحقق قيمة عمارة الأرض، فهيا بنا نتعرف على المزيد.

4 دلائل من القرآن والسنة مع التفسير على إتقان العمل

إتقان العمل في الإسلام من القيم والصفات التي لابد أن يحملها جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فقد كنا خير أمة أخرجت للناس، وهذه الخيرية والأفضلية لها العديد من المزايا منها أن يعمل المسلم ويأكل من عمل يده، وأن يتقن في عمله ويكون مميزاً وناجحاً فيه، وما تخلفت أمة الإسلام إلا بتركها العمل والاجتهاد والاتقان فيه، وما نحن فيه من مشكلات الحل الوحيد فيه هو العمل والاجتهاد والجد في جميع المجالات.

ولقد حث الإسلام من خلال كتاب الله العظيم، وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، على إتقان العمل، وهو ما ندلل عليه من خلال عرض بعض الآيات والأحاديث الشريفة التي تبنت إتقان العمل والحث عليه، فهيا بنا نتعرف عليها:
روي عن رسول الله هذا الحديث: عَنْ أَنَسٍ بن مالك قَالَ: قَالَ الرَسُولُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إِنْسَانٌ، أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ.
أما عن تفسيره: هنا وضوح الفكرة أن النية هي البداية الحقيقية من أجل إتقان العمل، ففي الإسلام فلا عمل جاد وحقيقي بدون نية صالحة لله، فأنت تذهب يومياً إلى العمل من أجل كسب قوت يومك الذي يغنيك عن السؤال، وتريد أن تفيد مجتمعك ويكون لك قيمة بين الناس بهذا العمل المفيد، لذلك فتجدد نيك على الدوام من الأمور التي تساعدك على إتقان العمل وكسب الثواب العظيم.
ليس هذا فقط، بل إن الحسنات قد لا يمكن تخيلها مثل الزارع الذي يزرع، زرعه هذا لا يأكل منه إنسان أو حيوان أو طير إلا كان به له صدقة إذا صحت نيته وكانت خالصة لوجه الله، وهذا ما يؤكد عليه هذا الحديث الشريف.
مقالات مشابهة
أهم 7 شروط للبيع والشراء في الإسلامأهم 7 شروط للبيع والشراء في الإسلام
موضوع تعبير عن الامانة في 5 نقاطموضوع تعبير عن الامانة في 5 نقاط
ما هي أهمية الأمانة في حياتنا؟ 8 أشياء تتغير في ح…ما هي أهمية الأمانة في حياتنا؟ 8 أشياء تتغير في ح…
7 من أهم حقوق الجار على الجار وفضلها7 من أهم حقوق الجار على الجار وفضلها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
التفسير: إن صفة من الصفات التي جعلها الله تقترن بصفاته العظيمة هي الإحسان، ومعنى الإحسان في اللغة هو الإتقان في العمل، والتميّز فيه، وأن تعمل الشيء كأنك ترى الله فإن لم تكن تراه فهو يراك ويعلم نيتك من خلال هذا العمل، وهذا أجدر وأحرى أن يزيدنا حماساً في عملنا ونتقنه أشد الإتقان وهذا المعنى الخفي من هذا الحديث الشريف، لذلك علينا الإحسان في العمل لأن الله كتبه على كل شىء ناجح ومميز في الدنيا.

قال الله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ.
التفسير: المعنى واضح في الآية الكريمة، وهو أن الله يرى جميع أعمالنا في الدنيا، ثم يقوم سبحانه وتعالى في يوم القيامة بحسابنا سواء كان هذا العمل طيب أم خبيث، فكل وعمله فمن يعمل شراً يجد ذلك ومن يجد خيراً ينال الثواب الجزيل في الجنة.
وهذه المراقبة الذاتية النابعة من المراقبة الإلهية في الآية الكريمة تحثنا بلا شك على إتقان العمل وإنجازه بالشيء الذي يحبه الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم الذي دائماً ما يحث صحابته الكرام على هذا المعنى ووجدناه في سيرتهم العطرة حتى فتحوا الدنيا بإتقانهم وأخلاقهم الحسنة النابعة من سيرة رسول الله وقبل ذلك نابعة من الأخلاق القرآنية الرفيعة.
قال رسول -عليه الصّلاة والسّلام-: كُلُّكُم راعٍ وكُلُّكُم مسؤولٌ عن رعيتهِ
التفسير: المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا جميعاً، حيث إننا مسؤولون أمام الله أولاً وأمام أنفسنا وذواتنا ثانياً وأمام المجتمع ثالثاً، وهذه المسؤولية بسبب ما نراه واجباً نحو رعيتنا وهذه الرعية قد يكون المجتمع في رقبة ومسؤولية وحكامه، او الابناء في رقبة آبائهم وأمهاتهم، او الموظفين في المؤسسة أمام مديرهم أو مسؤولية الموظف والعامل أمام المواطنين الذين يتلقون الرعاية والخدمة والمنتج منهم.
وهذا المعنى السابق هو الجوهر العميق لفكرة إتقان العمل في الإسلام، وهو القيام بعمل شيء مميز من خلال المسؤولية والمراقبة الذاتية النابعة منها وهي مراقبة وضعها الله ووحيه العظيم لرسوله بهذا المعنى السابق في هذا الحديث الشريف.
في نهاية هذا العرض الشامل عن إتقان العمل في الإسلام فلا يسعنا إلا أن نقدم هذه السطور السابقة لكل من يبحث عن المعنى الحقيقي للإتقان في الإسلام.

مقالات مشابهة

أهم 7 شروط للبيع والشراء في الإسلامأهم 7 شروط للبيع والشراء في الإسلام
موضوع تعبير عن الامانة في 5 نقاطموضوع تعبير عن الامانة في 5 نقاط
ما هي أهمية الأمانة في حياتنا؟ 8 أشياء تتغير في ح…ما هي أهمية الأمانة في حياتنا؟ 8 أشياء تتغير في ح…
7 من أهم حقوق الجار على الجار وفضلها7 من أهم حقوق الجار على الجار وفضلها