شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم الإثنين 20 مايو 2024 - 1:46 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




السيرة النبوية

[ السيرة النبوية ] ما هي بيعة الرضوان # أخر تحديث اليوم 2024/05/19

تم النشر اليوم 2024/05/19 | ما هي بيعة الرضوان

نتائج بيعة الرضوان

ممّا أظهرته بيعة الرضوان اتّحاد المسلمين يداً بيدٍ؛ نُصرةً للحقّ والإيمان، ورَفعاً لراية توحيد الله، ودَرءاً لأذى قريش ونواياها، فأبانت جميل إخلاص المسلمين فيما بينهم وقت الشّدة، فكانوا على قلب رجلٍ واحدٍ؛ لإنقاذ عثمان، وتقديم أرواحهم حبّاً لله -عزّ وجلّ-، وتأديةً لواجب محبّتهم لنبيّهم الكريم -صلّى الله عليه وسلّم-، فأينعت قلوبهم بالإخاء والمعاضدة والموت في سبيل الله، ومن المعلوم أنّ قريشاً كانت تهاب المسلمين، وتخشى من اتّحادهم على الحقّ والخير، فاهتمّت كلّ فئةٍ منهم بعملٍ مُعيَّن، وافترقوا إلى عدّة آراءٍ، وهي:

ذهب أهل الرأي فيهم إلى إبرام عقد الصلح مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ومع المسلمين.
رأت الفئة الثانية إشعال نار الفتنة والحرب بين الفريقَين، فهبطوا على المسلمين ليلًا على حين غِرّةٍ وغفلةٍ من المسلمين من فوق جبل التنعيم، وكانوا بحدود ثمانين رجلاً، إلّا أنّ قوّة المسلمين بقائد حرسهم الصحابي محمّد بن سلمة -رضي الله عنه- أوقعت بهم جميعاً، وأخلى الرسول سبيلهم، فنزل قول الله -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّةَ مِن بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا).

شروط بيعة الرضوان

بايع المسلمون رسولهم -صلّى الله عليه وسلّم- على عدم التولّي عند نداء الموت للجهاد في سبيل الله -تعالى-، مُهيّئين أنفسهم للنصر المبين، أو الشهادة لله ربّ العالمين، وبلغ عدد المُبايعين تحت الشجرة ما يقارب ألفاً وأربعمئةٍ، وقِيل ألفاً وخمسمئة مبايعٍ، وأما الشجرة التي تمّت تحتها بيعة الرّضوان فقد اندثرت وزال أثرها، وذكر ابن حجر أنّ الرّوايات بشأنها تشير إلى أحد أمرين: الأول: أنّ الله تعالى أنسى الصحابة مكانها وأخفاه عنهم، وقد عُمّيَ مكانها على من قصدها بعد البيعة، والثاني: أنّ عمر -رضي الله عنه- بلغه أنّ قوماً يأتون الشجرة فيُصلّون عندها؛ فأمر بقطعها؛ فقطعتْ حتى لا يُفتتن النّاس بها.

الصحابة في بيعة الرضوان

تجلّى دور الصحابة الكرام -رضي الله عنهم- في مُجريات بيعة الرضوان المباركة بصورةٍ جلّيةٍ، فبعدما أُشِيع مقتل عثمان -رضي الله عنه-، دعا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه الكرام، آخذاً منهم البيعة على قتال الشرك وأهله؛ ومن مواقف الصحابة التي تجلّت في البيعة ما يأتي:

الصحابيّ معقل بن يسار: يروي هذا الصحابيّ أنّه كان ممّن قام فيهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- داعياً إلى البيعة تحت ظِلّ الشجرة، في جمعٍ غفير من الناس بايعوا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على عدم الفرار، وموقفه المبارك يومئذٍ يتمثّل برفعه لغصنٍ من أغصان الشجرة عن رأس رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
الصحابيّ أبو سنان الأسدي: يُروى أنّه كان أوّل من بايع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، قائلاً: “ابسط يدك أبايعك”، فبايعه على نفسه في سبيل الله -تعالى-، وسار الناس بعده يُبايعون النبيّ على بيعة أبي سنان الأسديّ.
الصحابيّ سلمة بن الأكوع: يُروى عن هذا الصحابيّ أنّه كان واقفاً عند الشجرة حيث الناس يُبايعون النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واحداً واحداً، فبايع أوّل الناس، وأوسطهم، وآخرهم، وقال له النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الآخرة: “يا سلمة ألا تبايع”، فردّ قائلاً: “يا رسول الله لقد بايعت في أوّل الناس وأوسطهم”، حتى بايعه البيعة الثالثة.
بيعة النبيّ لنفسه عن عثمان: فقد بايع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- نفسه بيده اليمنى عن عثمان ضارباً بيده الأخرى، ذلك أنّ عثمان لو كان فيهم تحت الشجرة، لبايع النبيّ ولما تردّد في ذلك، فتغيّبه عن البيعة كان بسبب إشاعة مقتله، ولم يكن رجلٌ في بطن مكّة وشِعابها يستطيع القيام بتلك المهمّة إلا عثمان.
الصحابيّ عمر بن الخطاب: بايع عمر -رضي الله عنه- النبيّ بعدما علِم بأمر البيعة مباشرةً، فانطلق ذاهباً إلى البيعة على فرسٍ أعاده إليه ابنه عبدالله بعدما أخبره أنّ الناس يُبايعون النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عند الشجرة، فكان ممّن بايع -رضي الله عنه-.

سبب بيعة الرضوان

توضّح سيرة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- جمالياتٍ أثمرت زهوراً في تاريخ الدولة الإسلاميّة في المدنية المنوّرة؛ فبعدما استقرّ حال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وصحابته -رضي الله عنهم-، والمسلمين عامّةً، اشتاقت قلوبهم إلى ديارهم المكيّة، وتاقت نفوسهم إلى ذكريات مكّة الأمّ؛ فهذا النبيّ الكريم يُريه الله -عزّ وجلّ- رؤيا حقٍّ في منامِه ثمثّلت في أنّه كان يَشُدّ رِحاله معتمِراً مع أصحابه إلى مكّة المكرّمة، ويطوف بالكعبة المشرّفة، فأخبر أصحابه بذلك، وأمرهم أن يتأهّبوا لشَدّ ركاب السفر إلى مكّة المكرّمة، فتجهّزوا للرحلة، واستخلف على مدينة ابن أمّ مكتوم -رضي الله عنه-، آخذاً معه أمّ المؤمنين أمّ سلمة -رضي الله عنها-، وانطلقوا إلى العمرة في ما يفوق ألف رجلٍ دون سلاح الحرب، وبسلاح السفر فقط.

).
خير أهل الأرض، كما ثبت في صحيح الإمام البخاري عن الصحابي جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (قالَ لَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الحُدَيْبِيَةِ: أنتُمْ خَيْرُ أهْلِ الأرْضِ وكُنَّا ألْفًا وأَرْبَعَ مِئَةٍ، ولو كُنْتُ أُبْصِرُ اليومَ لَأَرَيْتُكُمْ مَكانَ الشَّجَرَةِ تَابَعَهُ الأعْمَشُ، سَمِعَ سَالِمًا، سَمِعَ جَابِرًا ألْفًا وأَرْبَعَ مِئَةٍ)؛ فقد بلغوا أعظم الرضا من ربّهم، واستحقّوا هذه المكانة العليّة التي خلّدها القرآن الكريم، بمن فيهم نبيّهم -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد نالوا هم وأصحاب غزوة بدر تلك السكينة والمغفرة من الله -سبحانه-.

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ السيرة النبوية ] ما هي بيعة الرضوان ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن