شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم الإثنين 20 مايو 2024 - 8:12 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




القسم العام

[ تعرٌف على ] الدولة العيونية # أخر تحديث اليوم 2024/05/20

تم النشر اليوم 2024/05/20 | الدولة العيونية

وصلاتٌ خارجيّة

الدولة العيونية في المشاريع الشقيقة: صور وملفات صوتية من كومنز. محمد، حسين (12 مايو 2017). “أسباب تفكُّك الدولة العيونية”. صحيفة الوسط. مؤرشف من الأصل في 2020-02-03.
المعاضيد، خالد. “الدولة العيونية”. مؤرشف من الأصل في 2023-06-28.
الدولة العيونية
سبقهالدَّولَةُ القُرمُطيّة تاريخُ الأحساء
1076 – 1238
تبعهالدَّولَةُ العُصفُوريّة
عنتالدول التاريخية الإسلاميةدول الخلافة
الخلفاء الراشدون
الخلفاء الأمويون
الخلفاء العباسيون
الخلفاء الفاطميون
الخلفاء العثمانيون
الأندلس
الأمويون في الأندلس
ملوك الطوائف
بنو عباد
بنو عامر
بنو نصر
بنو هود
بنو زيري
بنو الأفطس
بنو تجيب
بنو صمادح
بنو ذي النون
الدولة المرابطية
الموحدون
إمارة غرناطة
بلاد المغرب
الأدارسة
الأغالبة
الرستميون
بنو عصام
إمارة نكور
الزيريون
الحماديون
بنو غانية
الدولة المرابطية
الموحدون
الحفصيون
الزيانيون
المرينيون
الوطاسيون
باشوات الجزائر
أغوات الجزائر
دايات الجزائر
السعديون
الفيلاليون العلويون
الحسينيون
مصر
الطولونيون
الإخشيديون
الفاطميون
الأيوبيون
المماليك
العباسيون (في القاهرة)
المماليك الأتراك
الجراكسة (المماليك البرجيون)
المماليك البايات
الباشوات
الخديويات
سلاطين مصر
ملوك مصر
بلاد الشام
الطولونيون
الإخشيديون
الحمدانيون
الفاطميون
المرداسيون
العقيليون
المروانيون
البوريون
الزنكيون
الأيوبيون
المماليك
المماليك الأتراك
الجراكسة (المماليك البرجيون)
المعنيون
الشهابيون
الهاشميون
العراق وفارس
آل زيار
بنو إلياس
البويهيون
بنو كاكوية
السلاجقة
بنو أبي الجبر
بنو مزيد
الأرتقيون
الزنكيون
الأيوبيون
الإلخانات
الجلائريون
التيموريون
الآق قويونلو (الخرفان البيض)
المشعشعيون
القراقويونلو (الخرفان السود)
الصفويون
الهاشميون
الخفاجيون
الجزيرة العربية
البويهيون
الفاطميون
القرامطة
السلاجقة
العيونيون
العصفوريون
الجروانيون
الجبريون
سلطنة حلي بن يعقوب
الأيوبيون
الأشراف
بني مكرم
بنو وجيه
أسرة بني نبهان
اليعاربة
البوسعيد
الهاشميون
آل رشيد
بنو خالد
بنو زياد
بنو يعفر
بنو الرسي
آل راشد
بنو نجاح
بنو صليح
بنو زريع
بنو حاتم
اليمن في العصر الأيوبي
بنو رسول
الدولة الطاهرية
بنو القاسم
المتوكلية
اليمن الشمالي
سلطنة لحج (العبدلية)
سلطنة المهرة (بنو عفرار) – سلطنة الحواشب
السلطنة الكثيرية
السلطنة الفضلية
سلطنة الواحدي في بالحاف
سلطنة الواحدي في حبان
سلطنة الواحدي
السلطنة القعيطية
سلطنة سيؤون (حضر موت)
سلطنة تريم (آل يماني)
سلطنة الواحدي في عزان
سلطنة العوذلي
سلطنة يافع العليا
سلطنة يافع السفلى
سلطنة الصبيحي
سلطنة العوالق السفلى
سلطنة العوالق العليا
مشيخة العلوي
مشيخة الشعيب
مشيخة العقربي
عدن (محمية بريطانية)
إمارة الضالع
إمارة بيحان
دولة الموسطة
دولة الدثينة
مملكة الحجاز
الدولة السعودية الأولى
الدولة السعودية الثانية
المملكة العربية السعودية
بلاد فارس وأفغانستان
الديلميون
الطاهريون
بنو دلف
الصفاريون
السامانيون
العلويون
الزياريون
القراخانات
الغزنويون
الغوريون
السلاجقة الكبار
الإسماعيليون (الحشاشون)
شاهات خوارزم
السلغوريون
الإلخانات
المظفريون
السربداريون
الجلائريون
آل كرت
المرعشيون
القراقويونلو (الخرفان السود)
التيموريون (سمرقند)
الآق قويونلو (الخرفان البيض)
المشعشعيون
الصفويون
الغلزويون
البركزاي
الأفشريون
الدرانيون
الزنديون
القاجاريون
البهلويون
جمهورية إيران الإسلامية
الهند والبنغال
سلطنة دلهي
مماليك الهند
الخلجيون
بنو تغلق
بنو سيد
اللودهيون
سلطنة الكجرات
سلطنة البنغال
البهمنيون
سلطنات الدكن
مغول الهند
سلطنة جونبور
الصوريون
دولة حيدر آباد
آسيا الوسطى، القفقاس والقرم
الشركس
شاهات خوارزم
الجاغاطاي
القبيلة الذهبية
التيموريون
الشيبانيون (خانات بخارى)
العربشاهات (خانات خيوة)
الخانات الكازاخ
الأستراخانات (خانات بخارى)
الأوزبك (خانات خوقند)
خانية أستراخان
الأفشريون
آل غائب (خانات خيوة)
خانية سيبير
خانية قازان
خانية القرم
المنكيون (خانات بخارى)
جنوب شرق آسيا
بيوريولاك
قدح
آرو
جايلولو
تيرنات
كلنتن
ساموديرا باساي
لوو
باكان
باجارويونغ
سينتنغ
بروناي القديمة
آل بلقيه
تالو
ملقا
سولك
تشيربون
تيدور
فهغ
ديماك
تشامبا
آتشيه
مانيلا
باشن
فطاني
ماغويندناو
بنتن
بنجر
كلينيامت
فيرق
جوهر
جمبي
لانغكات
باجانغ
ماتارام
جوا
سراوق
فاتاجار
كوتاى
سنجورا
سمباس
بيما
أساهان
دلي
فلمبان
مونغوندوو
سيردنغ
سومباوا
سياك
ترغكانو
بولونغان
سلاغور
سوراكارتا
يوجياكرتا
بونتياناك
سمبيلن
سيتول
ريمان
رياو
برليس
آل جمل الليل
بروناي
أفريقيا
صكتو
دولة الدراويش
وداي
واسولو
ورسنجلي
سونغاي
عدل
عفر
إمارة كوكو
سنار
برنو
السودان
دولة الكنوز
مملكة الجعليين
الدولة المهدية
مملكة الشايقية
سلطنة دارفور عنتالدول المبكرة في شبه الجزيرة العربية قبل قيام المملكة العربية السعوديةآل سعود
الدولة السعودية الثالثة (1902–1921)
سلطنة نجد (1921–1926)
مملكة الحجاز وسلطنة نجد (1926–1927)
مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها (1927–1932)
حائل
إمارة آل علي
إمارة آل رشيد
عسير
إمارة آل يزيد
إمارة آل المتحمي
إمارة آل عائض
المخلاف السليماني
سلطنة حلي بن يعقوب
دولة بني الحكم
الأشراف السليمانيون
إمارة الغوانم
إمارة الذرويين
إمارة آل قطب
إمارة آل الخواجي
إمارة أحمد بن غالب
إمارة آل خيرات
الإمارة الإدريسية
المنطقة الشرقية
القرامطة
الدولة العيونية
الدولة العصفورية
الإمارة الجروانية
الإمارة الجبرية
إمارة آل شبيب
إمارة آل حميد الخوالد الأولى
إمارة آل حميد الخوالد الثانية
الحجاز وتهامة
شرافة مكة
الأشراف الموسويون
الأشراف السليمانيون
الأشراف الهواشم
الأشراف القتاديون
إمارة آل مهنا
إمارة بني فليتة
إمارة آل جماز
مملكة الحجاز
القصيم
إمارة آل أبو عليان
إمارة آل مهنا
أخرى
إمارة الشعلان
بوابة البحرين
بوابة السعودية
بوابة التاريخ
بوابة التاريخ الإسلامي
بوابة الدولة السلجوقية
بوابة الدولة العباسية
بوابة الشيعة
بوابة دول
بوابة شبه الجزيرة العربية

الحضارة

الدِّين طالع أيضًا: الشيعة في البحرين
كان مذهب العيونيون محلَّ خلافٍ بين الباحثين على مر العصور ووَرَدَ في بعض الباحثين القدماء أنَّ مذهب العيونيين هو المذهب السُّنّي نظرًا لعلاقتهم مع بالخلافة العبّاسيّة والسَّلاجقة الذين كانوا متعصبون لمذهبهم السُّني، وكان هذا المتعارف عليه بين الباحثين حتى ظهرت النقود العيونية تحت دراسة نايف الشرعان سنة 1423 هـ والذي استطاع الكشف عن مذهب العيونيين الذين كانوا يعتنقون المذهب الشيعي على عكس ما كان وارد في السابق وذلك لوجود شعارات التّشيع في النقود، كذلك أظهرت المراجع الحديثة تشيع العيونيين منذ بداية تأسيسهم وذلك يتضح من علاقة عبد الله بن علي العيوني مع الخلافة الفاطميّة الشّيعية التي زدادت مع الوقت على عكس علاقته مع الخلافة العبّاسيّة السّنّيّة التي ساءت الأمور بينهم حتى وصل الأمر لمحاولة الخليفة بالإطاحة للحكم العيوني مستعينًا بالسّلاجقة. العُمران
الاقتصاد طالع أيضًا: النشاط الاقتصادي في القطيف
رسم توضيحي لدرهم من الدولة العيونية ضرب سنة 544 هـ، يحمل اسم الحسن بن عبد الله العيوني ولقبه «جمال الدنيا والدين»، ويحمل الشَّهادتان والشهادة الثّالثة الشِّيعيّة.
اعتمد الاقتصاد العيوني بشكلٍ كبير على التجارة والزراعة لطبيعة المنطقة المحيطة التي كانت مركزًا تجاريًا للقوافلِ التجارية البرية الآتية من جنوب الجزيرة العربية إلى الشّام والعِراق كذلك مركزًا للقوافل البحرية الآتية من الهند وإفريقيا، حظيت المنطقة بعلاقاتٍ تجارية واسعة مع الهند وسواحل إفريقيا في الصّومال فكانت الصادرات العيونية تنتج اللُّؤلؤ والتّمور والأثاث والتوابل والعطور وبعض المعادن كالزُّمرد والحديد والأواني النُّحاسية وتُباع هذه المنتجات لهم وفي المناطق المجاورة في العراق والشام وأحيانًا تُباع في مِصر، ثُمَّ يأتي النشاط الزراعي الذي أشتهر بزراعة النخيل وكثرة أنواع التمور حتى قيل أن أنواعها تصل لثمانمائة نوع وإلى جانبها تُزرع العديد من الفواكه المختلفة والقطن والحنطة والشّعير، لم يقتصر الاقتصاد العيوني على التجارة والزراعة فقط فقد كان للصناعة العيونية دورٌ بارزٌ في الحياة الحضارية للمنطقة وخاصتًا في الأمور الحياتيّة والتجارة، من ضمن هذه الصناعات كانت صناعة السفن والتي كانت تُستخدم في التجارة وتُبنى في جزيرتي أوال ودارين وأيضًا لم تخلوا هذه الصناعات من لوازم الحياة والمعدات اللازمة للزراعة والصيد، واشتهرت مدينة الخط في العهد العيوني بانتاجها للمعدات الحربية والتي كانت تُنتج فيها السيوف والرماح والدروع.

التَّأريخ

ديوان ابن المقرّب طالع أيضًا: علي بن المقرب العيوني
صورة من جريدة الجزيرة السعودية حول تحقيق الطبعة الأولى من شرح ديوان ابن المقرب.
تُعَدُّ فترة حُكم العيونيون في منطقةِ الأحساء من الفترات الغامضة لكونها من الفترات المجهولة تاريخيًا، ولعلى هذا الإهمال من المؤرخين في تدوين أحداث المنطقة ترك أثرًا سلبيًا في تاريخ المسلمين وبيان إهمال أمراء المنطقة في تدوين تاريخهم، ومعظم المؤرخين في ذاك الزّمان يبدون اهتمامهم في تدوين تاريخ الخِلافة العباسية لارتباطهم مع ديوان الخلافة، وكانت بلاد الأحساء بعيدة عن التأثيرات السِّياسيّة الواقعة في منطقة المشرق الإسلامي، لذلك اعتمدت مُعظم المراجع الحديثة على ديوان ابن المُقَرَّب الذي أهتم في تدوين تلك الفترة الزمنية بعد أن طرده أبناء عمومته من بلاد الأحساء وأرتحل إلى العِراق ويُعتبرُ المصدر الوحيد لتلك الفترة، إلى جانب ديوان ابن مقرب كذلك أعتمدت المراجع على المسكوكات والنقود العيونية التي ساهمت في إيضاح الحالة الدِّينية والسِّياسية والاقتصادية لتلك الفترة ومعظمها تواجدت في شرق شبه الجزيرة العربية من الكويت شمالًا حتى عُمان جنوبًا. على مر العصور ظهرت عدَّةُ طبعات ومخطوطات لديوان ابن المقرّب واهتم الكثير من الباحثين في شرحه لما كان يحمله من تداخلاتٍ في الأحداث التّاريخيّة وفترة حُكم الأمراء العيونيون، لعلى هذا الاهتمام الكبير بين المؤرخين في ديوان ابن مقرب هو كونه المصدر الوحيد الذي أهتم في تدوين أحداث هذه الدولة بشكلٍ خاص وما نصَّه محمود محمد خليل في كتابه يدل على اعتماد المراجع الحديثة على الديوان بشكلٍ كبير: «لولا الديوان لضاع تاريخ تلك الدولة».

هوامش

أ:
ب: يعود تأسيس وتسمية العصفوريين نسبةً إلى هذا الأمير.

قائمة الأُمراء العيونيين

القائمة
الأمير فترة الحكم
عبد الله بن علي 469 – 520 هـ1076 – 1126 م
محمد بن الفضل 520 – 538 هـ1126 – 1143 م
بعد مقتل محمد بن الفضل تمزقت الدولة إلى جزئين، جزءٌ تحت حُكم عمه علي بن عبد الله العيوني في الأحساء وجزءًا تحت حُكم أخيه غرير بن الفضل العيوني في القطيف، ونتيجةً لهذا التّمزق ضلَّت الدولة في صراعٍ داخلِيّ لفترةٍ طويلة حتى اتحدت من جديد في سنة 580 هـ.
الأحساء القطيف
علي بن عبد الله538 هـ – 1143 م غرير بن الفضل538 – 539 هـ1143 – 1144 م
شكر بن عليغير معروف – 556 هـغير معروف – 1160 م الحسن بن عبد الله539 – 549 هـ1143 – 1154 م
محمد بن منصور556 – 580 هـ1160 – 1184 م غرير بن منصور549 – 556 هـ1154 – 1160 م
هجرس بن محمد556 – 557 هـ1160 – 1161 م
شكر بن الحسن557 – 575 هـ1161 – 1179 م
علي بن الحسن 575 هـ – 1179 م
الزير بن الحسن575 – 577 هـ1179 – 1181 م
محمد بن أحمد 577 هـ – 1181 م
الحسن بن شكر577 – 580 هـ1181 – 1184 م
بعد وفاة محمد بن منصور تولى حُكم الأحساء من بعده أخوه شكر بن منصور وكان شكر يطمح إلى استعادة قوة بلاده، فأرسل أخوه عبد الله بن منصور للاستيلاء على القطيف وأوال من أبناء عمه وفعلًا قتل عبد الله ابن عمه الحسن بن شكر واستولى على القطيف وأوال، وتم توحيد بلاد الأحساء على يد شكر حتى 605 هـ مُتخذًا الأحساء عاصمةً للبلاد.
الأمير فترة الحكم
شكر بن منصور 580 – 599 هـ1184 – 1202 م
محمد بن أحمد 599 – 605 هـ1202 – 1208 م
بعد اغتيال محمد بن أحمد انقسمت الدولة إلى سلطتين، سُلطة في الأحساء تحت حُكم محمد بن ماجد العيوني، وسُلطة تحت حُكم غرير بن الحسن العيوني في القطيف وأوال، ونتيجةً لهذا الانقسام ضعُفت الدولة حتى سقطت سُلطة العيونيون في الأحساء على يد بنو عامر ليتم نشوءُ الدَّولة العُصفورية في الأحساء، ثمَّ سقوط سُلطة العيونيون في أوال على يد الأتابك السلغري، ثمَّ سُقوط أخر سُلطة للعيونيون وهي القطيف والتي سقطت على يد العصفوريين سنة 636 هـ.
الأحساء القطيف وأوال
محمد بن ماجد605 – 615 هـ1208 – 1218 م غرير بن الحسن605 – 606 هـ1208 – 1209 م
مسعود بن محمد615 هـ – غير معروف1218م – غير معروف الفضل بن محمد606 – 616 هـ1209 – 1219 م
علي بن ماجدغير معروف – غير معروف مقدم بن ماجد616 – 623 هـ1219 – 1226 م
محمد بن مسعود623 – 626 هـ1226 – 1229 م
القطيف أوال
منصور بن علي626 – 627 هـ1229 – 1230 م منصور بن علي626 – 635 هـ1229 – 1233 م
محمد بن محمد626 – 630 هـ1230 – 1233 م محمد بن محمد630 – 636 هـ1233 – 1239 م
سقوطُ الدَّولة العُيونية سنة 636 هـ.

التّاريخ

خلفيّةٌ تاريخيّة والتَّأسيس (465 – 469 هـ) المقالات الرئيسة: قرامطة والعهد العباسي الثاني
خريطة تُظهِرُ أقصى اتساعٍ جغرافيّ لِلقرامِطة في عهدِ أبو طاهر الجنابي.
بدأ الضَّعفُ يجوب في القرامِطة بعد وفاة القائد العسكري الحسن الأعصم في سنة 367 هـ وتدخلَ العباسيون والفاطميون في شؤون الدَّاخلية مما أدى إلى تفكك وحدة الدَّولة القرمطية، هذا الضعف حفز الكثير من القبائل العربية في الانقلاب ضد نفوذ القرامطة في عُمان وجنوب العِراق والبحرَين وتلك التمردات من القبائل المحلية شجعت بعض أمراء القبائل في إقامة دولهم على أرض الأحساء وعلى رأسهم عبد الله بن علي العيوني، في الجانب الأخر من منطقة الأحساء كانت منطقة المشرق الإسلامي تملؤها الفوضى السِّياسيَّة لا سيما استيلاء البويهيين على السُّلطة في بغداد من أيدي العباسيين، ولكن سرعان ما تغيرت تلك الأوضاع بعد ظهور السَّلاجقة في مسرح الأحداث الشرقية وكان نفوذهم ممتد إلى بلاد ما وراء النهر وخراسان وطبرستان وجرجان، أدت سيطرة البويهيين لبغداد إلى استدعاء السُّلطان السَلْجوقي طغرل بك إلى دخول بغداد سنة 447 هـ واستطاع إسقاط البويهيين من السُّلطة. قبل ظهور قوة عبد الله بن علي العيوني كان للقبائل المحلية محاولاتٍ لاسقاط حُكم القرامطة وتلقت تلك القبائل المساعدات العسكرية من السلاجقة في بغداد، من هذه القبائل هي قبيلة بنو الزجّاج الذين استطاعوا تأسيس إمارةٍ تابعةٍ للخلافة العباسية بقيادة أبو البهلول العوام في جزيرة أوال وذلك عندما طلب العوام من القرامطة بناء جامع في أوال بمبلغٍ قدره ثلاثة آلاف دينار فوافق القرامطة وفي أول جمعة للجامع أعلن العوام وأخيه مسلم العصيان وخروجهم من طاعة القرامطة، ليس بعيدًا عن أوال كذلك ظهروا آل عياش في القطيف بقيادة يحيى بن عياش وكان يحيى يطمح للاستيلاء على جميع بلاد الأحساء فبدأ يخطط في ضم أوال إلى نفوذه ولكنه مات قبل تنفيذها فأوصى ابنه زكريّا لتلك المهمة وبالفعل أستطاع زكريا قتل العوام وإلحاق الهزيمة لجيشه وضم أوال إلى إمارته، وبعد سقوط نفوذ القرامطة في أوال والقطيف لم يبقى لهم سواء مدينة الأحساء وتحصنوا بها لغاية سقوطهم. ظهر عبد الله بن علي العيوني في بلاد الأحساء بعد تدهور أوضاع البلاد وأراد التَّخلص من القرامطة بعد ما رأى حالتهم الضعيفة، اعتمد عبد الله بشكلٍ كامل على أسرته وأبناء عمومته من قبيلة عبد القيس الذي يُقدَّر عددهم أربع مئة رجل وبدأ بمحاربة القرامطة بهذا العدد وحصلَ على تأييدٍ من السُّكان الكارهين لنفوذ القرامطة وبدأ عبد الله في حصار مدينة الأحساء واستمر حصاره قُرابة سبع سنوات، على الرُّغم من مساعدة الأُسرة العيونية وإمدادها بالمال لعبدالله العيوني إلا أنه واجه صعوبةً في إزالة نفوذ القرامطة وخاصتًا أنَّ القبائل المُعارضة لم تساهم معه في حملاته العسكرية، فلم يكن هُناك خيارٌ لعبد الله سوى الاستعانة بقوةٍ خارجية لذلك استعان عبد الله بالخلافة العباسية في بغداد سنة 465 هـ بعتبارها من البلدان التي تضررت من هجمات القرامطة وكان العباسيين والحُكام الفعليين الأتراك السلاجقة يكرهون القرامطة؛ وخاصتًا سُلطان السلاجقة ملك شاه الَّذي عُرف بكراهيته للشيعة الإسماعيلية، فوجدت الخلافة العباسية من عرض عبد الله العيوني فرصة كبيرة أن تعود بلاد الأحساء إلى الحُكم العباسيّ مرة أخرى. استجابةً لطلب عبد الله العيوني أرسل له السُّلطان السلجوقي قوةً قوامها سبعة آلاف رجل بقيادة أكسك سلار سنة 469 هـ، أتجه جيش أكسك سلار من بلادِ العراق إلى بلاد الأحساء وأثناء طريقه لعبد الله العيوني أحتلَ القطيف وطرد حاكمها ابن عياش إلى جزيرة أوال وأتجه إلى مدينة الأحساء واشترك مع جيش عبد الله العيوني في محاصرة القرامطة، أثناء حصار الأحساء قام أكسك سلار وجنوده بنهب المزارع المُحيطة بالأحساء وهاجم قبائلها وأخذ أموالهم وكان هدفه من ذلك هو إضعاف القرامطة اقتصاديًا، طلب القرامطة الصُّلح من القائد أكسك سلار مُقابل المال لمدةِ شهر وأعطوه ثلاثة عشر رجل كرهائن، قَبِلَ أكسك سلار بهذا العرض فخرجوا القرامطة إلى أماكن كان يخبئون فيها الأطعمة واحتياجاتهم، بعد جمعهم ما يكفيهم دخلوا مدينة الأحساء وأعلنوا نقض الصُّلح بينهم وبين القائد السلجوقي وشريكه عبد الله العيوني فبدأ عبد الله والسلاجقة حصارًا طويلًا على القرامطة وقتلوا الرهائن وحلَّ موسم الصَّيف الَّذي لم يستطع السلاجقة تحمل حرارة هذا الموسم فانسحب أكسك سلار وجيشه من الأحساء وأبقى أخاه البقوش وعلى رأسه قوةٌ صغيرة في الأحساء لمساعدة عبد الله العيوني. خربطةٌ تُظهرُ سير جيش عبد الله العيوني وابنه الفضل على إمارة بني العياش، ابتداءً من سير جيش عبد الله إلى القطيف ثُمَّ ارسال ابنه الفضل إلى جزيرة أوال ثُمَّ سير الجيشان إلى ميناء العقير.
بعد رؤية القرامطة أوضاعهم السيئة قرروا الاستعانة بقبيلة بنو عامر من ربيعة لمواجهة عبد الله العيوني وشريكه البقوش السَّلجوقي، ظهر بنو عامر بعددٍ كبير جدًا بالمقارنة مع أعداد جنود العيوني والسَّلجوقي حيث يتراوح عدد جنود بنو عامر ثلاثين ألف جُندي وعدد جنود العيوني والسَّلجوقي ستمائة جُندي، ومع هذا استطاع عبد الله العيوني وبمساعدة من السلاجقة أن يهزمَ القرامطة وبنو عامر في موقعة الرحلين سنة 469 هـ ودخلَ قصر القرامطة في الأحساء ليعلن سُقوط دولة القرامطة ونُشوءَ دولته في منطقة الأحساء، منعَ عبد الله العيوني دخولَ السّلاجقة إلى قصر القرامطة خشيةً من تدخلهم في أنظمة الحُكم وأخذ أموال القصر لنفسه الذي يُفتَرض أن تكون للدولة العباسيّة، وأراد تثبيت أركان دولته ولكي يفعلها أحتاجَ للتَّخلص من السّلاجقة وأنصار القرامطة الذين كانوا يشكلون خطرًا على حُكمه. حاربَ بنو عامر حُكم عبد الله العيوني عندما رفضَ طلبهم للعوائد التي كانوا يتلقونها من القرامطة لقاء تأييدهم من جهة وكف أذاهم من جهة أخرى، استطاع العيوني هزيمتهم في موقعٍ بين نهري محلم وسليسل، ثُمَّ توجهَ نحو الشمال إلى موقعٍ ما بين قصر الخندق وباب الأسفار لمواجهة القرامطة الَّذين أظهروا العصيان لحُكمهِ وتعاركَ الطّرفان سنة 470 هـ وانتصر العيوني في المعركة وأسرَ عددًا كبيرًا منهم ورحَّلَ من بقي منهم إلى عُمان لكثرةِ الغدر ونقض العهود، بدأت العلاقة بين عبد الله العيوني وقائد السلاجقة في الأحساء البقوش تزداد سوءًا نظرًا لطمع البقوش في زيادة نفوذ حُكم السلاجقة في الأحساء واتخاذ عبد الله العيوني لمذهب الفاطميون لنشر دعوته العلوية أدت إلى خلق مشاكل بين القائدان حتى دفعَ عبد الله العيوني إلى قتلِ البقوش، سارعت الخلافة العباسية والدولة السلجوقية بتجهيز جيشٍ بقيادةِ ركن الدين بعد وصول أخبار مقتل البقوش ووصلَ جيش ركن الدين إلى الأحساء وحاصرها قُرابة سنة حتى ملَّ الجنود السلاجقة فخرج لهم عبد الله العيوني وهزمهم فتراجعوا من الأحساء. لم تكن الأوضاع الدَّاخليّة مُستقرة عند آل عياش في القطيف وأوال نظرًا لعداوة الحسن بن يحيى آل عياش حاكم أوال مع أخيه زكريا بن يحيى آل عياش حاكم القطيف، كان زكريا يطمح في إزالة حُكم أخيه في أوال ثم التوجه إلى الأحساء لضمها إلى نفوذه وكان كارهًا لسياسة أخيه الحسن الذي كان يحاول تعزيز العلاقات مع العيونيين فخطط لقتل أخيه بُناءً على نصيحة وزيره العكروت، وبالفعل قتلَ زكريا أخاه ومنها اتسع نفوذه في أوال وجهز جيشًا للزحف على الأحساء فوصل إلى قريةٍ تُسمى ناظرة وبدأ في نهب مزارعها والقرى حولها ووصلت أخبار النهب إلى عبد الله العيوني فجهز جيشًا من أسرته وأبناء عمومته من عبد القيس متوجهًا إلى ناظرة ودارت معركة بين الطرفين أدت إلى هزيمة زكريا وانسحابه إلى القطيف، تبعَ عبد الله جنود زكريا حتى القطيف واستطاع السيطرة عليها ثم هرب زكريا إلى أوال فأرسل عبد الله جيشًا وسفنًا بقيادة ابنه الفضل إلى جزيرة أوال وألتقى جيشه بجيش زكريا وانتصر الفضل فهرب زكريا إلى العقير وألتقى بجيش عبد الله بن علي فتمكن عبد الله من قتلِ زكريا سنة 470 هـ وبذلك وحدَ عبد الله العيوني مُعظم بلاد الأحساء تحت حُكمه، وعيَّنَ ابنه الفضل أميرًا على القطيف وابنه عليًا على جزيرة أوال وجعل الأحساء عاصمةً للبلاد. على الرُّغم من توحيد عبد الله العيوني لبلاد الأحساء تحت رايته إلا أنَّهُ كانت تواجهه تدخلاتٍ خارجية من السلاجقة وذلك أنَّ السُّلطان السَّلجوقي ملك شاه لم ينسى مقتل البقوش من عبد الله العيوني فأرادَ الانتقام منه والإطاحة بحكمه، فأمر كرمان بن قارود بك حاكم كرمان بتجهيز حملة عسكرية على الأحساء وبالفعل نفذ كرمان الأمر وتوجهَ إلى الأحساء لإخضاعها للنفوذ السلجوقي سنة 474 هـ، بعد وصول الجيش السلجوقي إلى الأحساء رأى عبد الله العيوني أنه لا يقدِرُ على مواجهة هذا الجيش لكثرة عدده وقِلة عدد جيشه لذلك أظهر ولائه وخضوعه للسلطنة السَّلجوقية والخلافة العبّاسيّة حتى لا تتعرض أملاكه وأملاك العيونيون للخطر، أراد عبد الله التَّخلص من نفوذ السلاجقة حول الأحساء لذلك حثَّ عبد الله العيوني على أمراء السلاجقة على غزو عُمان واقتنع الأمراء السلاجقة بالفكرة خصوصًا بعد إظهار العيوني الولاء لهم وبذلك استطاع العيوني تأمينَ مُلكه من السلاجقة. الاستقرار (469 – 538 هـ) طالع أيضًا: بنو عامر
خريطةٌ جُغرافيّةٌ لمنطقةِ القَطِيف، اتَّخذها العيونيون عاصمةً للبلاد في عهد مُحمَّد بن الفضل.
بعد استقرار الأوضاع لعبد الله العيوني بدأ في ضبط الأمور الإدارية وولى أبناءه على القطيف وأوال وولى سلطان بن داود على المناطق الشمالية ما بين البصرة والأحساء وكانوا أمراء المناطق لا يحضونَ بسلطةٍ مُطلَقة وكانوا يرجِعونَ إلى عبد الله العيوني، كذلك ضبطَ الأوضاع الاقتصادية للبلاد وبالتالي تنعمت طرق قوافل التجار والحُجَّاج بالأمان والاستقرار من هجمات البدو وضبطَ الأوضاع الدينية بإزالة مُعتقدات القرامطة وبناء المساجد والمدارس الدينية ذات الصبغة الشيعية بعمارةٍ سلجوقية، استطاع عبد الله تحسين علاقته مع الخلافة العباسية حيث كان يدين الولاء لهم وكانت الخُطَب في المساجد تُقام باسم الخليفة العبّاسِيّ وبذلك اعترفت الخلافة العبّاسيّة والسّلطنة السَّلجوقيّة بالأمير عبد الله العيوني حاكمًا على بلاد الأحساء. حكمَ الفضل بلاد الأحساء بعد والده وكَثُرت عليه الرِّوايات حول حُكمه، ذهبَ البعض أنه كان حاكمًا للقطيف وأوال في عهد والده فقط ولم يحكم البِلاد كاملًا؛ وهذا ما يتضح من رأي الباحث عبد الرَّحمٰن المديرس في مسألة تولي حُكم محمد بن الفضل، وذهب البعض أنه حكمَ البلاد كاملًا بعد وفاة والده، وهذا الرأي الذي وافقه الباحث عبد الرَّحمٰن الملا؛ والرأي الأخير حكمَ البلاد من قِبلِ والده بعد ما أحس بعدم مقدرتهِ لإدارة الحُكم؛ وهذا الرأي الذي وافقه الباحث محمد محمود خليل، اتصف حُكم الفضل بالحماية للبلاد والمستضعفين وأدارَ البلاد بالحزم والقوة وأنعش الحياة الاقتصادية في البلاد عن طريق حماية بضائع التُّجار من قُطاع الطُّرق ما جعلَ النّاس يقبلونَ على الانشغال في الزِّراعة والتّجارة، أيضًا يُشار للأمير الفضل أنه كان كثير التّنقل في بلاده ولا يستقر في مكانٍ واحد وعادةً ما يُقيم في الصَّحراء المتواجدة شمال البلاد، وجاء يوم أستقر الفضل في جزيرة تاروت وأُغتيلَ فيها على يد أحد خدمه سنة 520 هـ. تولى محمّد بن الفضل حُكم البلاد بعد وفاة والده ونقلَ عاصمة البلاد من الأحساء إلى القطيف وعزلَ عميه الحسن وعلي من حُكم أوال والأحساء وعَيَّنَ خلفهما شكر بن علي على الأحساء وغرير بن الفضل على أوال ما أدى إلى غضب الأعمام وكانا ينتظران الفرصة المناسبة للتخلص من محمد، ولفعل ذلك حرَّضوا بنو عامر وزعيمهم غفيلة بن شبانة على محاربة محمد بن الفضل في القطيف، وبالفعل أتجه غفيلة ومن معه إلى القطيف وتحرك الجيش العيوني بقيادة محمد بن الفضل إلى معسكر غفيلة وأدى ذلك إلى هزيمة الجيش العيوني وانسحاب محمد إلى القطيف، أحسَّ محمد بن الفضل أن عميه الحسن وعلي لهما دورٌ في هذا الصراع خصوصًا وأن غفيلة وجيشه اتجهوا نحو الأحساء بعد القتال؛ ولقوا ترحيبًا من الأمير شكر ومن الحسن وعلي، وبذلك أتهم محمد بن الفضل أعمامه بالتّآمر مع غفيلة ضده وجهز جيشًا لمواجهتهم في الأحساء سنة 538 هـ فخرج له عماه ودارت المعركة بين الطرفين وانتهت بمقتل الأمير محمد بن الفضل وأخوه جعفر، وعلى الرُّغم من هذه الخلافات في عهد محمد بن الفضل إلا أن عهده أمتاز بمجالس الأدب والشِّعر وكان الأمير مُحبًا للشعر والشُّعراء ومبالغًا في إكرام من يفد إليه من أهل الأدب. الانحدار (538 – 580 هـ) طالع أيضًا: العيونيون في القطيف
صورةٌ لمسجدِ الشّيخ سبسب، المسجد الذي أُغتيل فيه علي بن الحسن العيوني لينتج منها سلسلةً من الاغتيالات لأفراد الأسرة العيونية والتي استمرت حتى عهد شكر بن منصور العيوني.
شَكَّلَ مقتَلُ الأمير محمد بن الفضل منعطفًا خطيرًا في تاريخ الدولة العيونية حيث تقسَّمت الدولة إلى ثلاثِ دُوَلات، ففي الأحساء كانت السُّلطة في يد الأمير علي بن عبد الله العيوني، وأمّا القطيف فكانت في يد أخ محمّد وهو غرير بن الفضل العيوني، وأمّا جزيرة أوال فكانت في يد الحسن بن عبد الله العيوني، حاول غرير بن الفضل إصلاح شؤون القطيف بعد ما أصابها من أضرارٍ أثناء قتال محمد مع أعمامه بالإضافة إلى أنه كان يُعِدُّ العُدّة للانتقام من أعمامه الَّذين قتلوا أخاه محمّد، اتجه غرير بجيشه إلى الأحساء والتقى بجيش علي في موقعٍ قُرب الأحساء يُدعى السليمات واستطاع غرير إلحاق الهزيمة على جيش علي فتراجع جيش علي إلى الأحساء وتحصنوا بها، وأمّا غرير وجيشه فنهبوا مزارع الأحساء ثمَّ تراجعوا إلى القطيف بعد القِتال ويبدو أن غرير رضيَ بهذا الانتصار وحقق ما رغِبَ به وهو الانتقام لمقتل أخيه، لم يستمر حُكم غرير طويلًا فقد توفي سنة 539 هـ وقيل أُغتيل على يد أحد أبناء أخيه محمد وتولى الحُكم من بعده ولا تذكر المصادر اسم هذا الأمير إلا أنه لم يستمر في الحُكم طويلًا هو الأخر نتيجة صُغر سنه وسوء إدارته، واستغل حاكم أوال الحسن بن علي العيوني ضعف هذا الأمير واضطراب أحوال القطيف ما جعله يستولي على القطيف، وبذلك تنتهي سلسلة حُكم آل الفضل بن عبد الله العيوني في بلاد الأحساء وخلَّفهم في ذلك أبناء علي بن عبد الله العيوني في الأحساء وأبناء الحسن بن عبد الله العيوني في القطيف وأوال. القطيف
بعد استيلاء الحسن على القطيف تعرضت أوال لهجومٍ من قبل حاكم جزيرة قيس باكرزاز بن سعد وعلى رأسه جيشًا كبيرًا سنة 539 هـ، كان لهذا الهجوم مطامع اقتصادية وكذلك استغلال الأحوال السّياسية بين أفراد الأسرة العيونية، أرسلَ الحسن جيشًا من القطيف بقيادة ابن أخيه شكر بن علي العيوني إلى أوال لمواجهة باكرزاز والتقى الجيشان في جزيرة سترة وبالتالي انتصر شكر وانسحبَ باكرزاز ومن معه إلى جزيرة قيس، اتَّخذَ الحسن القطيف عاصمةً لحُكمه وعلى الرُّغم من أنّ مدينة الأحساء كانت تحت حُكم أخيه علي إلا أنَّ المصادر تُشير أن علي وأبناءه كانوا يدينون بالولاء للحسن أسميًّا وبذلك تكون مُعظم بلاد منطقة الأحساء تحت سيطرة الحسن، وأزدهرت القطيف في عهده من ناحية المعيشة والسياسة والتجارة وكانت مصدر تجاذبٍ لسكان منطقة الأحساء بل إن مُعظم رجال الدولة العيونية وأهل بيت الحسن تركوا مدينة الأحساء ورحلوا إلى القطيف، توفي الحسن سنة 549 هـ تاركًا خلفه فراغًا سياسيًا وكان أبناءه صغارًا لم يستطع أحد منهم تولي حُكم البلاد ما ساعد الطّمّاعين على الحُكم في الوصول إليها. من هؤلاء الطامعين غرير بن منصور العيوني الذي أنتهز الفرصة واستولى على الحُكم وفي عهده تعرضت أوال لهجومٍ من قبل حاكم قيس سنة 549 هـ واستولى عليها لفترة قصيرة ثم نهبها وخرج منها، استمر حكم غرير لسبعِ سنوات حتى أُغتيل على يد ابن عمه هجرس بن محمد العيوني سنة 556 هـ واستولى على الحُكم لكنه لم يستمر طويلًا إذ توفي سنة 557 هـ وتذكر المصادر أنه كان ضعيفًا في الحُكم وكانت البلاد مضطربة في عهده، وبعد وفاته تولى حُكم البلاد شكر بن الحسن العيوني، حاولَ شكر تثبيت أركان دولته وساعده في ذلك أخوته وفي عهده حاول حاكم قيس الهجوم على أوال ولكنه فشل، توفي شكر سنة 575 هـ ليتولى الحُكم من بعده أخوه علي بن الحسن العيوني، ولم يحكم علي وقتًا طويلًا إذ أنه أُغتيل على يد أخيه الزير بن الحسن العيوني في مسجد سبسب سنة 575 هـ، بعد وفاة علي كَثُرَ القتل والصراع بين أفراد الأسرة العيونية في القطيف وأوال من أجل السُّلطة ونتُجَ من هذه الاغتيالات عدم رضا أهل القطيف بالأسرة العيونية وقد سئموا من صراعتهم لذلك عيَّنوا أميرًا عليهم من خارج الأسرة العيونية غير أنه لم يستمر في الحُكم طويلًا إذ أنه استقالَ منها وتركها لأحد أفراد الأسرة العيونية. الأحساء
لم تؤثر هذه الفترة المرتزقة لتاريخ الدولة العيونية في الأحساء على عكس القطيف حيثُ كان الأُمراء العيونيين في الأحساء أكثر استقرارًا من الأمراء في القطيف وأوال، عانت الأحساء في عهد شكر بن علي العيوني لأزمةٍ اقتصادية نتيجة نهب جنود غرير بن الفضل لمزارع ومحاصيل الأحساء، لحل هذه الأزمة سارعَ شكر لفتح خزائن الدولة وتوزيع الحبوب والبذور للرَّعية وتذكر المصادر أنه بالغَ في كرمه ما جعله يخرج الحبوب للطُّيور حتى لا تهلك جوعًا لندرة الحبوب، وكان الأمير شكر يخضع لأمر عمه الحسن بن عبد الله في القطيف ويتبين ذلك هو مشاركة شكر في أحدى معارك حاكم قيس في أوال إلى جانب عمه الحسن وتحت أمرته، توفي شكر في سنة 556 هـ وتولى الحُكم من بعده ابن أخيه محمد بن منصور العيوني ووصِفَ بالشِّدّة والقوة والحزم واُشتَهر عهده بالأمان والاستقرار في مدينة الأحساء حيث أوقفَ تعديات البدو على أهل المدينة، ويذكرُ ديوان ابن المقرّب شيئًا عن قوته وهو أنّ أعداء الأسرة العيونية في الأحساء اجتمعوا عند شيخهم شبانة بن غفيلة يحرضوه على قتال محمد بن منصور ولكنه رفض لقوة العيوني وحثهم على الصبر حتى وفاته، ومن هذه الحادثة لم تتمكن القبائل من مهاجمة الأحساء في عهد محمد بن منصور العيوني وتوفي في سنة 580 هـ. الانتعاش (580 – 605 هـ) طالع أيضًا: شكر بن منصور العيوني
خريطةٌ جُغرافيّةٌ توضحُ نفوذ العيونيين في عهد محمد بن أحمد العيوني.
بعد وفاة محمد بن منصور في الأحساء تولى الحُكم من بعده أخوه شكر بن منصور العيوني الذي كان له عزمٌ على توحيد بلاده المتفرقة فأعدَّ جيشًا بقيادة أخيه عبد الله ليسير إلى القطيف وأوال واستطاعَ قتل أمير القطيف الحسن بن شكر العيوني وضم القطيف إلى حُكم شكر، تذكر بعض المصادر أن عبد الله استعانَ بقوة عسكرية من حاكم قيس شاه بن باكرزاز أثناء غزوه لجزيرة أوال، حيثُ استطاع عبد الله إلى جانبه قوّةٌ من قيس الاستيلاء على أوال سنة 580 هـ وبذلك زادَ نفوذ حاكم قيس في أوال وكان عبد الله يدفع عوائد مالية مُقابل تلك المساعدة، بعد تلك الحملات العسكريّة لتوحيد بلاد الأحساء اتَّخذَ شكر مدينة الأحساء عاصمةً للبلاد ووُصِفَ الأمير شكر بالكرم والعدل حيثُ قام بإسقاط جميع الضرائب على الرَّعية وكذلك حاول إصلاح شؤون البلاد ونهوضها بالتِّجارة، كان هُناك بعض من الأُمراء العيونيين غير راضين عن الأمير شكر وذلك بأنه استعان بقواتٍ خارجية لتوحيد بلاده ما أضعفَ الدّولة سياسيًّا ليؤدِّي بذلك إلى اعتراض بعض أفراد الأسرة العيونية تأييد ومناصرة الأمير شكر. إحدى هؤلاء المعارضين كان محمد بن أحمد العيوني الذي حكمَ الدولة سابقًا وعندما رأى أوضاع البلاد تزداد سوءًا سارعَ في انتزاع السُّلطة من عبد الله وشكر وابتدأَ مع عبد الله فهاجم القطيف سنة 587 هـ واستولى عليها ثُمَّ استولى على جزيرة أوال وهرب عبد الله إلى أخيه شكر في الأحساء، جهزَ الأميران عبد الله وشكر جيشًا للدِّفاع عن الأحساء ولكن الأمير محمد لم يكن متسرعًا في أخذ الأحساء وأراد في البداية تثبيت حُكمه في القطيف وأوال وبادية منطقة الأحساء واستطاع محمد قتلَ الأميران في إحدى المعارك والاستيلاء على مدينة الأحساء سنة 599 هـ وبذلك أصبحت بلاد الأحساء خاضعتًا لمحمد بن أحمد العيوني، شهدت الدولة العيونية في فترة حُكم محمد بن أحمد ازدهرًا كبيرًا اقتصاديًّا واعتبره المديرس المؤسس الثاني للدولة العيونية بعد عبد الله بن علي، كذلك شهدت الدولة في فترة محمد نفوذًا واسعًا واستطاعَ إخضاع إقليم نجد وجنوب العِراق وأطراف الشّام وعُمان إلى نفوذ دولته، كذلك أقام علاقاتٍ ودِّيّة مع الخليفة العبّاسيّ الناصر لدين الله وكان الخليفة يتولى الأمير محمد على الأمن في جنوب العراق. ما يشير إلى هذه العلاقة الطيبة بين الطرفين هو بعثة رسول الخليفة العبّاسيّ إلى الأمير محمّد يطلب منه تأديب دهمش بن سند والقبائل العربية المناصرة له لنهبهم أموال الحُجّاج سنة 598 هـ، جهزَ محمد جيشًا كبيرًا من قبائل الأحساء والعِراق تحت قيادته وانضمت له قبائل خفاجة والمنتفق وعبادة لتأديب دهمش وأنصاره والتقى الطرفان في موقعٍ قُرب الكوفة وانتهى القتال بانتصار محمّد، وبذلك استطاع محمد بسطَ نفوذه في هذه المناطق فأمنَ الحُجّاج وازدهرت التجارة فيها وبالتالي عظُمَ شأنه عند الخليفة الناصر ففرض له رسمًا معلومًا يصرف له تقديرًا لما يفعله تجاه الخلافة، امتدَ حُكم الأمير محمّد قُرابة ثمانية عشر سنة خلالها نعمت البلاد بالاستقرار والازدهار الاقتصادي، ولكن الخلافات بين الأمراء العيونيين بدأت تظهر في أواخرِ حُكم محمّد وكان لشيوخ بنو عامر تدخلٌ واضح في نزاعات العيونيين، ومن أبرزهم شيخ بني عقيل راشد بن عميرة الذي كان يطمح للحصول على مميزاتٍ اقتصادية وسياسية لم يتلقاها من الأمير محمّد فأرادَ التَّخلُّص منه، اتفق الشيخ راشد مع الأمير غرير بن الحسن العيوني الذي كان يطمح للوصول إلى السُّلطة على اغتيال محمّد مُقابل حصوله على المميزات التي رغِبَ بها وبالتالي تولية غرير على القطيف وأوال، نُفِّذت هذه المؤامرة وأُغتيلَ محمد سنة 605 هـ وتولى غرير بن الحسن حُكم القطيف وأوال من بعده. سقوطُ الدَّولة (605 – 636 هـ) طالع أيضًا: الدولة العصفورية
خريطةٌ جُغرافيّةٌ توضحُ نفوذ العصفوريين في شبهِ الجزيرةِ العربيّة.
أثار مقتلُ محمد صدمةً كبيرةً للخليفة الناصر وكان يسارع إلى إمداد أبناء الأمير محمد بالمساعدات اللازمة لاستعادة سُلطتهم، ويتَّضح من ذلك دعم الخليفة العبّاسي للفضل بن محمد العيوني الذي أراد الانتقام لوالده فأعدَّ جيشًا من أنصاره وأمدَّهُ الخليفة بالمال والأسلحة والجنود وبعد الامدادات سار الفضل من بغداد إلى القطيف واستطاع السيطرة عليها واغتيال غرير سنة 606 هـ، وكان لحاكم قيس غياث شاه بن جمشيد دورٌ في هذه الصراعات إلى جانبِ الفضل حيث وقَّع اتفاقية معه ليمدّه بالجنود ومساعدته في تثبيت أركان حُكمه في القطيف وأوال مما زاد نفوذ حاكم قيس في الخليج وأضعفَ العيونيّون سياسيًّا، زاد نفوذ قبيلة بني عامر بشكلٍ واضح نتيجة الصراع بين الأمراء العيونيين وخضوعهم لمتطالبتهم وهذا ما يتضح نفوذهم القوي في أنظمة حُكم العيونيين، بعد اغتيال محمد بن أحمد تولى حُكم الأحساء من بعده محمد بن ماجد العيوني ولم يستطع الفضل الاستيلاء على الأحساء منه نظرًا لتأييد بنو عامر والقبائل المحيطة بالمنطقة له، لذلك تواصل مع الأمير مسعود بن محمد العيوني لتدبير انقلابٍ عسكري ونُفِّذَت سنة 615 هـ واستطاع فيها مسعود قتل محمد وتولى حُكم الأحساء. لم تكن الأوضاع جيدة عند الأسرة العيونية في الأحساء على الرُّغم من ظهور بعض الأُمراء حُسن السيرة والّذين ذُكر حُكمهم الجيد للبلاد، ولكن الضَّعف السّياسيّ للبلاد واعتمادهم الكامل على بنو عامر أدى ذلك إلى إنهاء حُكمهم من قِبل بنو عامر، حيث عيَّنُ أميرًا منهم يُدعى عصفور بن راشد(ب) الذي أنهى حُكم العيونيين في الأحساء واستولى على ممتلكات الأسرة وأخر أميرها سنة 630 هـ، تلتها سقوط مدينة القطيف على يد أحد شيوخ بني عامر سنة 630 هـ، وبذلك لم يتبقى لدى العيونيين غير جزيرة أوال واستطاعوا حماية نفسهم فيها من الأعداء الخارجيين وبدأت الدولة العيونية تسقط تدريجيًّا بعد سقوط مدينة القطيف خاصتًا وأنها كانت مركزهم في دعم العسكري، وكان للتنافس التِّجاري بين حاكم قيس وأمير هرمز أثرٌ واضح على سقوط الدولة، حيث قبل سقوط القطيف كان أمير هُرمُز يتلقى العوائد التي كانت تدفع لحاكم قيس من قبل الأمير العيوني آنذاك منصور بن علي، تدخل أتابكة فارس في هذا الصراع نتيجة استغاثة أهل قيس للأتابك فارس أبو بكر السلغري الذي استجابَ لاستغاثتهم لتوسعة نفوذه واستطاع الاستيلاء على الجزيرة سنة 628 هـ وكان الأمير منصور يدفع له العوائد هو الأخر. بعد سقوط مدينة القطيف اتجهَ الأمير محمد بن محمد العيوني إلى جزيرة أوال وطرد ابن عمه منصور واستولى على الحُكم فيها مُستَعينّا بالخلافة العبّاسيّة في عهد المستنصر بالله، خلال عهد محمد نتجَ بينه وبين أتابكة فارس صراعٌ أستمر حتى سقوط الدولة وتعرض لحملتين بحريتين من أبو بكر السلغري ولكن استطاع الأمير العيوني صدَّ الحملتين، استطاع محمد هزيمة قوات أبو بكر سنة 631 هـ أثناء حملته الأولى ويرجع ذلك إلى قوة تحصينات جزيرة أوال، وذلك لم يوقف عزم أبو بكر السلغري على سيطرتهم فإنه سارعَ في تجهيز حملته الثانية على الجزيرة والتي نُفِّذَت سنة 633 هـ وشارك معه عدد كبيرٌ من العرب ولكنه هُزم مجددًا أمام القوات العيونية والتي أظهرت الدفاع القوي عن جزيرة أوال تحت قيادة الأمير محمد بن محمد العيوني، إلا أنّ هذا الدفاع القوي لم يستمر طويلًا نظرًا لقلَّةِ الموارد وضعف الإمكانيات العسكريّة لذلك استطاع أبو بكر السلغري السيطرة على جزيرة أوال سنة 636 هـ وقتل الأمير العيوني ومصادرة أملاكه وبذلك أنهى الحُكم العيوني في بلاد الأحساء كاملًا.

شرح مبسط

العيونيّون (469 – 636 هـ / 1076 – 1238 م) أسرة عربية مسلمة، حكمت منطقة الأحساء والقطيف والبحرين في شرق الجزيرة العربية ما بين القرنين الخامس والسابع الهجريين (الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين). تنتسب إلى قبيلة عبد القيس الربعية، واستولوا على البلاد من القرامطة بمساعدة من السلاجقة سنة 467 هـ (1076 م)، وسقطت دولتهم على يد العصفوريين العقيليين من قبيلة هوازن المضرية سنة 651 هـ (1253 م). وأشهر شعرائهم هو علي بن المقرب العيوني.

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] الدولة العيونية ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن