- [ تعرٌف على ] سفر إلى آخر الليل
- [ تعرٌف على ] فؤاد الشوملي
- [ تعرٌف على ] نايلز (إلينوي)
- [ تعرٌف على ] الانتخابات العامة في مالاوي 2019
- [ تعرٌف على ] تنمية مفرطة
- [ تعرٌف على ] فرانك أولسن
- [ خذها قاعدة ] الكَلمة الطيبة قد تفْعل في الإنْسان ما لا تفعَله الأدْوية القويَّة، فهِي حياةٌ خَالدة لا تفْنى بِمَوت قائلِها. - يوسف زيدان
- [ تعرٌف على ] كريكت
- [ مواضيع دينية متفرقة ] لماذا خلق الله البشر
- [ تعرٌف على ] أتسينا
- [ خذها قاعدة ] لم أكن أعلم انك تحتلني بكل هذه القوة. - واسيني الأعرج
- [ تعرٌف على ] تنبيب أنفي معدي
- [ كلى ومسالك بولية ] 8 اثار جانبية لعملية البواسير
- [ تعرٌف على ] الخيثر
- [ تعرٌف على ] الحياة (جريدة)
- [ وصفة الإحرام ] 30- ويحرم الاكتحال بما فيه الطيب، ولا يحرم ما لا فيه طيب.
- [ تعرٌف على ] مجمر
- [ تعرٌف على ] هانغل
- [ تعرٌف على ] علامة بلومبيرغ
- [ تعرٌف على ] مبارزة الوحوش
- [ تعرٌف على ] قناز
- [ خذها قاعدة ] صلاة الفجر بالنسبة لي هي إحدى أجمل الشعائر الإسلامية و أكثرها إثارة. هناك شيء خفي في النهوض ليلاً - بينما الجميع نائم - لتسمع موسيقى القرآن تملأ سكون الليل. تشعر و كأنك تغادر هذا العالم وتسافر مع الملائكة لتمجد الله بالمديح عند الفجر. - جيفري لانج (بروفيسور امريكي في الرياضيات)
- [ حلو عالمي ] طريقة ميلك شيك اوريو
- [ تعرٌف على ] قاسم بن محمد البكرجي
- [ تعرٌف على ] توماس جيفرسون وإعلان استقلال أمريكا
- [ تعرٌف على ] محمد زهير البابا
- [ تعرٌف على ] سميثتون (بنسيلفانيا)
- [ تعرٌف على ] باكيي
- [ تعرٌف على ] أقلية وسيطة
- [ تعرٌف على ] برايان إيدو
- [ تعرٌف على ] جهد كهربائي
- [ منوعات في الجمال والأناقة ] عدم ظهور اللحية
- [ تعرٌف على ] الدوري اليوغوسلافي الأول 1969–70
- [ تعرٌف على ] قائمة أعلام النهضة
- [ تعرٌف على ] الأحباش (جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية)
- [ تعرٌف على ] عبد الكريم الغرايبة
- [ تعرٌف على ] بينسفيل (ماريلند)
- [ تعرٌف على ] هيليون للطاقة
- [ خذها قاعدة ] لكي تنجح يجب أن تؤمن بأنك قادر على النجاح. - نيكوس كازانتزاكيس
- [ تعرٌف على ] ضوء متباطيء
- [ تعرٌف على ] سيتروين
- [ تعرٌف على ] جيرماين جاكسون
- [ تعرٌف على ] باريت
- [ تعرٌف على ] زكريا عبد الله
- [ تعرٌف على ] لغويات عصبية
- [ تعرٌف على ] جزيرة جارفيس
- [ تعرٌف على ] قرية نيو هارتفورد (نيويورك)
- [ تعرٌف على ] محمد فال بن متالي
- [ تعرٌف على ] العلاقات الصينية الفرنسية
- [ تعرٌف على ] مساجد وجوامع البحرين قديما
- [ تعرٌف على ] عاليا في الدخان (فيلم)
- [ تعرٌف على ] لهجة أردنية
- [ تعرٌف على ] لغة جيجو
- [ تعرٌف على ] إدوارد بوند
- [ تعرٌف على ] بكر سعيد بلال
- [ تعرٌف على ] إنسانية (نظرية أخلاقية)
- [ تعرٌف على ] كأس العالم تحت 17 سنة
- [ تعرٌف على ] مقبرة الشهداء (نقطة الصفر)
- [ تعرٌف على ] في آي
- [ تعرٌف على ] الأهمية الدينية لمدينة القدس
- [ تعرٌف على ] بليموث (كارولاينا الشمالية)
- [ تعرٌف على ] محو الأمية
- [ تعرٌف على ] عالم الحياة
- [ تعرٌف على ] ماركيز فيلا فيسوزا
- [ تعرٌف على ] جيمس لاوسون
- [ تعرٌف على ] لا موت
- [ تعرٌف على ] العلاقات الأمريكية الغانية
- [ تعرٌف على ] جاكسبورو
- [ منوعات إسلامية ] فوائد التسبيح والاستغفار
- [ باطني وقناة هضمية ] كم حجم معدة الإنسان
- [ خذها قاعدة ] الكون يرينا الطريق ويسخّر الأمور عندما نكون جاهزين. - إبراهيم الفقي
- [ تعرٌف على ] وفيات 2015
- [ تعرٌف على ] يهود حبان
- [ تعرٌف على ] بريست (فرنسا)
- [ تعرٌف على ] لين (مؤدية أصوات)
- [ تعرٌف على ] تاريخ علم التغير المناخي
- [ تعرٌف على ] فلاديمير كراسنوف
- [ أدعية - الجزء الثالث ] دعاء للميت في المطر
- [ خذها قاعدة ] يجب أن تصبح العلاقات الإنسانية أكثر صدقًا، أكثر بساطة وهدوء، كن فظًا عندما تغضب! اضحك عندما تقابل شيئًا مرحًا، جاوب حين تًسأل. - أنطون تشيخوف
- [ تعرٌف على ] مدونة مجهولة
- [ تعرٌف على ] المساعدات الوهمية في أفغانستان
- [ خذها قاعدة ] الابتسامة دائما هي ما يقودنا لقلب كل شيء غامض وبعيد. - هرمان ملفيل
- [ تعرٌف على ] صباح عبيد
- [ تعرٌف على ] الطي (رياضيات)
- [ تعرٌف على ] هربرت فيفيان
- [ تعرٌف على ] شفشاون
- [ خذها قاعدة ] لقد اعتقدت دائما أنني قوية منذ كنت طفلة. - زها حديد
- [ تعرٌف على ] أوثو
- [ تعرٌف على ] مها عبود باعشن
- [ تعرٌف على ] أرض النفاق (فيلم)
- [ تعرٌف على ] شبيب بن غرقدة البارقي
- [ تعرٌف على ] نذير توريكولوف
- [ تعرٌف على ] ماري تيريز (دوقة أنغوليم)
- [ تعرٌف على ] محمد خبزي
- [ تعريفات إسلامية ] تعريف الدين الإسلامي
- [ تعرٌف على ] كاسل
- [ تعرٌف على ] عبد الجبار محمد جرجيس
- [ تعرٌف على ] الطيب عبد الرحيم
- [ تعرٌف على ] كلمات عربية من أصل سنسكريتي
- [ تعرٌف على ] فلاكبانزر 1
- شركة نقل اثاث بالرياض|ظواهر الخليج
- تفسير حلم رؤية القضيب أو العضو الذكري في المنام لابن سيرين
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- سؤال وجواب | هل يجوز للرجل حلق شعر المؤخرة؟ وهل هناك طريقة محددة لذلك ؟
- تفسير حلم رؤية الميت يشكو من ضرسه في المنام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- رؤية طفل بعيون خضراء في المنام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
- الفضاء اللوني (ص ش ض) و (ص ش ق) الاستخدام
[ تعرٌف على ] سفر إلى آخر الليل # أخر تحديث اليوم 2024/05/20
تم النشر اليوم 2024/05/20 | سفر إلى آخر الليل
المؤلف
حين كتب لويي – فردنياند سيلين هذه الرواية كان في الثامنة والثلاثين من عمره وكان جزء كبير من حياته أضحى وراءه. فهو ولد العام 1894 في ضاحية كوربفوا، وكان اسمه الاصلي ديتوش، لكنه حين صار كاتبا استعار اسم سيلين من إحدى قريباته ليجعله اسمه الأدبي. وهو درس الطب، من دون أن يكون في البداية كبير اهتمام بالأدب، ومارس الطب، حتى وجد يوما ان لديه من التجارب ما يحسن به ان يرويه. وهو عبّر في كتاباته دائما عن موقف فاشي، انما بؤسوي النزعة… وهو زاد من تعبيره عن هذا الموقف حين احتل الالمان فرنسا أوائل الحرب العالمية الثانية، فوقف بقوة إلى جانب الالمـان، وضدّ ما كان يرى انه «خطر يهودي على فرنسا». وهكذا إذ انقضت الحرب، وسـم بالجنون ورذل، وعاش وحيدا في ضاحية باريسية حتى مات في العام 1961… ولكن من دون أن يقلل هذا كله من قيمته الأدبية الكبيرة.
القصة
ورواية «سفر إلى آخر الليل»، كانت أول رواية طويلة نشرها سيلين خلال مساره المهني، وكان ذلك في العام 1932 حيث نالت على الفور جائزة «رينودو». وهو استوحاها، على رغم طابعها الروائي الخالص، من ذكريات حياته وبعض مغامراته، خلال الحرب العالمية الأولى مضيفا إليها معرفته بالقارة الأفريقية حيث كان اكتشف مبكرا «مساوئ الكولونيالية»، إضافة إلى نظرته المبكرة إلى الولايات المتحدة التي رأى في مسيرتها انتصارا كبيرا لقيمة العمل وللرأسمالية. ناهيك، أخيرا، بتجربته الخاصة كطبيب في الضواحي. ولم تكن «سفر إلى آخر الليل» الرواية الوحيدة التي استعان سيلين، على كتابتها، بتجاربه أو ذكرياته الشخصية، إذ تجمع الدراسات التي تتناول سيلين، كذلك، ان الأوساط التي امضى فيها طفولته ومراهقته (اوساط البورجوازية الصغيرة من تجّار وموظفين) شكلت خلفية روايته التالية “موت بالتقسيط”، كما ان «الأغطيـة الجميلة» تعالج هزيمة فرنسا في العام 1939 كما عاشها هو شخصيا، فيما نجد ان تجربته في العيش في لندن، حيث انتدب لفترة عاش خلالها بعض أكثر سنوات حياته مرحا خلال الأعوام الأولى للحرب العالمية الأولى، شكلت خلفية روايتيه «عصابة المهرج» و«جسر لندن». إن هذا كله يؤكد – بالطبع – ذاتية سيلين في كتابته الروائية. غير ان هذا الجانب الذاتي يظل الأكثر طغيانا في «سفر إلى آخر الليل»، إذ ان الرواية مبنية اصلا، وفي الجزء الأساس منها على تجربته حين عمل في القسم الطبي في مندوبية عصبة الأمم في ألمانيا فترة، هي التي قادته لاحقا بالتأكيد إلى ذلك الموقف المهادن للنازيين، أو حتى، المناصر لهم، والذي ظل لعنة احاطت به في وطنه فرنسا، حتى رحيله. وهو إذ عاد من ألمانيا – في حياته الخاصة كما في الرواية – عمل طبيبا في ضاحية كليشي، شمال غربي باريس، والتي كانت تعد في ذلك الحين، خلال الربع الأول من القرن العشرين، ضاحية البائسين. فهو هناك اكتشف البؤس والظلم الاجتماعيين ليجعل منهما موضوع روايته الأولى ليعير بطلها باردامو، تجاربه الشخصية، ما مكنه من أن يرسم «صورة لا رحمة فيها لمشهد عبثية الحياة»… تلك الحياة المكونة من «الاكاذيب الصغيرة وضروب قسوة الإنسان على اخيه الإنسان». ان العالم الذي صوره سيلين في هذا العمل، يبدو على الدوام لا مهرب منه ولا يحمل بارقة امل… ومع هذا ها هو سيلين نفسه يقول لنا: «ما هي خلفية هذه الحكاية كلها؟ لست ادري… إذ ما من أحد فهم حقا هذه الخلفية… ومع هذا اقول لكم ببساطة انها الحب… الحب الذي لا نزال نجرؤ على التحدث عنه وسط هذا الجحيم». قسم سيلين روايته هذه – وكان هذا التقسيم جديدا إلى حد ما على الأدب الفرنسي في ذلك الحين – إلى مشاهد وفصول تتفاوت طولا وكثافة، من دون أن يعطيها ارقاما… وكأنه شاء للزمن العابر، لا للرقم، ان يحدد مسار احداث هذه الرواية. والفصل الأول منها يبدأ عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى، لينتهي الفصل الأخير في العام 1928، أي بعد عشر سنوات من توقيع الهدنة التي انهت تلك الحرب. وكما يحدث في الروايات «البيكارية»، حيث لا وجود لحبكة واحدة، يدفع سيلين بطله (أي اناه – الآخر، بمعنى من المعاني) إلى التجول في زوايا الأرض الأربع، تقوده الصدف التي لا تخطيط مسبقا لها. وهكذا، في الفصل الأول نرانا نلاحق باردامو، في جبهة القتال، ثم نتبعه إلى الجهات الخلفية في المستعمرات الفرنسية الأفريقية (الكونغو خاصة) قبل أن ننتقل معه إلى الولايات المتحدة الاميركية. ثم في قسم ثان من الرواية نعيش معه وقد انصرف إلى ممارسة الطب في الضاحية الباريسية. لكن في الوقت نفسه نراه يقوم بأداء ادوار تافهة في صالة أحد الملاهي في «الجادّات الكبرى» حيث كانت المسارح وأماكن اللهو تصخب في ذلك الحين، ثم نراه بعد ذلك ينضم إلى عيادة للطب العقلي يديرها طبيب مخضرم هو الدكتور باريتون. وفي خضم ذلك كله، ابتكر سيلين لبطله، شخصية أخرى غارقة في بؤسها: روبنسون الذي لا يكف عن الالتقاء به في لحظات انعطافية من الرواية، ليتحول بين الحين والآخر إلى شبيه أو قرين له، يرعبه مصيره ويبدو غير تواق إلى عيشه بنفسه. وروبنسون هذا سيموت عند نهاية الرواية، ما يوفر على باردامو، الذي تتكوّن مسيرته كلها من هروب إلى الامام، ان يموت، هو، ذلك الموت المأسوي الذي لولا وجود روبنسون لكان من نصيبه. ولا بد من أن نذكر هنا ان باردامو هو الذي يروي لنا احداث الرواية بنفسه، ما يعطينا الانطباع بأننا لن نعرف أكثر مما يعرف هو، ولن نعيش سوى أسلوبه في عيش حياته.
المقدمة
ربما لم يهاجم أحد فكر لويس – فرديناند سيلين، بقدر ما هاجمه ثلاثي دي بوفوار – سارتر – ألبير كامو. فهو، المفكر والكاتب الفوضوي اليميني- الذي لم يتورع عن مناصرة النازيين خلال الثلاثينات والأربعينات، في شكل أو في آخر- كان يمثل بالنسبة إلى الثلاثي التقدمي، اليساري إلى حد ما، قمة التخلف الفكري في المواقف السياسية. ومع هذا كان سارتر يحب أن يقول أنه كثيرا ما فكر بشخصية سيلينية، هي شخصية باردامو فيما كان منكبا على كتابة «الغثيان»، كما أن كامو لم يخف أبدا تأثره بالشخصية نفسها حين كتب «الغريب». أما سيمون دي بوفوار فحسبنا لتبين موقفها الحقيقي، الأدبي بخاصة، من سيلين أن ننقل ما كتبته في مذكراتها عنه: «… لقد كنا في ذلك الحين نقرأ كل ما يصدر من كتب: أما الكتاب الفرنسي الذي كان ذا القيمة الأكبر بالنسبة الينا فكان، خلال ذلك العام «سفر إلى آخر الليل» لسيلين… حيث كنا نحفظ بعض مقاطع الكتاب غيبا. ذلك أن فوضى سيلين كانت تبدو بالنسبة الينا، شديدة القرب من نزعتنا الفوضوية… وهو أيضا كان يهاجم الحرب والكولونيالية والتفاهة والأفكار السائدة… كان يهاجم المجتمع بأسلوب وبنغمة يفتناننا. في ذلك الحين كان سيلين صاغ أداة جديدة: كتابة لها حيوية الكلام العادي (…). وهذه الكتابة هي التي جعلت سارتر يتخلى نهائيا عن اللغة المفخمة التي كان يستخدمها من قبل». إذا، لئن كان كتّاب فرنسا التقدميون في ذلك الحين اوسعوا سيلين شتما ونقدا بسبب مواقفه السياسية، فإن هذا لم يمنعهم ابدا من أن يضعوا روايته «سفر إلى آخر الليل»، وهي الرواية نفسها التي يشكل باردامو شخصيتها الرئيسة، في مكانها الصحيح، كرواية رائدة ينظر إليها الجميع على انها واحدة من اروع الروايات الفرنسية التي كتبت خلال النصف الأول من القرن العشرين، بل واحدة من أكبر الروايات الأوروبية، إلى جانب «يوليس» جويس، و«الرجل البلا مزايا» لروبرت موتسيل، وحتى «البحث عن الزمن الضائع» لبروست.
شرح مبسط
سفر إلى آخر الليل هي الرواية الأولى للويس فرديناند سيلين.[1][2][3] هذا العمل شبه سيرة ذاتية يصف الشخصية الرئيسية فرديناند باردامو، حياة سيلين الحقيقية.