شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم الإثنين 20 مايو 2024 - 2:15 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




القسم العام

[ تعرٌف على ] الثورة اليهودية الكبرى # أخر تحديث اليوم 2024/05/20

تم النشر اليوم 2024/05/20 | الثورة اليهودية الكبرى

سبب

حدث الصدام الكبير لأول مرة في عام 66 ميلادية فيما يعرف بالثورة اليهودية الكبرى أو الثورة اليهودية الأولى، وكان سبب اندلاع التمرد هو قيام بعض اليونانيين بتقديم أضاحي من الطيور أمام كنيس (معبد) يهودي ورفض الدورية الرومانية لأن تفعل شيئا، مما أدى إلى سلسلة من الأحداث وردود الفعل قادت في النهاية إلى أعمال عنف ضد المواطنين الرومان في القدس وممتلكاتهم وضد المتعاونين معهم من اليهود مما اضطر الملك اليهودي الموالي للرومان إلى الخروج من القدس إلى الجليل. قاد حاكم سورية كيستوس غالوس Cestius Gallus جيشا يضم الفيلق الثاني عشر الصاعقة Legio XII Fulminata لقمع التمرد، ولكن الجيش عجز عن اقتحام ما يسميه اليهود جبل الهيكل وأثناء انسحابه تعرض للهجمات واضطر لخوض معركة في بيت هورون انهزم فيها وفر على إثرها غالوس إلى أنطاكية. بعد هذه الهزيمة المفاجئة استبدل الإمبراطور نيرون حاكم سورية بحاكم جديد هو ليكينيوس موكيانوس Licinius Mucianus وأرسل إلى فلسطين الجنرال المحنك فلاويوس وسبسيانوس Flavius Vespasianus (فيسباسيان Vespasian) الذي رسا في عكا مصحوبا بفيليقين هما الفيلق الخامس المقدوني Legio V Macedonica والفيلق العاشر المضيقي Legio X Fretensis بالإضافة إلى فرقة من ألف مقاتل من الفيلق الثاني والعشرين الديوتاري Legio XXII Deiotariana، كما أن ابنه تيتوس Titus وصل أيضا من الإسكندرية مع الفيلق الخامس عشر الأبولي Legio XV Apollinaris. استطاعت هذه القوات أن تسيطر على الجليل وحاصرت بيت المقدس حيث تحصن الثوار اليهود.

حصار القدس

خلال حصار وسبيانوس لبيت المقدس حدثت تطورات مهمة في روما، حيث خلع مجلس الشيوخ الإمبراطور نيرون واندلعت بعد ذاك حرب أهلية تنازع فيها وسبيانوس وثلاثة أشخاص آخرون على الحكم في سنة 69 ميلادية المعروفة بسنة الأباطرة الأربعة. تحالف وسبيانوس مع حاكم سورية موكيانوس في الحرب الأهلية وترك إكمال حصار بيت المقدس لابنه تيتوس الذي اقتحمها سنة 70، ودمرت المدينة أثناء اقتحامها واضطر تيتوس إلى تدمير الهيكل اليهودي أيضا بسبب تحصن الثوار اليهود فيه، رغم عدم رغبته في ذلك. قال المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي عاش في تلك الفترة أن المدينة سويت بالأرض وأن الزائر لها لا يصدق أنها كانت مدينة مأهولة.

الخلفية التاريخية

كان المجتمع اليهودى في نهايه فترة الهيكل الثاني، يعد مجتمعا مليئا بالصراعات سواء على الصعيدين الداخلي أوالخارجي. مجتمع فقد استقلاليته وعانى من استقطاب اجتماعي واقتصادي شديدين.
وطبقا لما جاء في التلمود الأورشليمي فقد كان المجتمع اليهودى منقسما إلى 24 طائفة، كانت من بينهم ثلاث طوائف رئيسية:
1-الفريسيين: وهي الطائفة الأكثر شعبية والتي تقيم شعائرها طبقا لتفاسير التوراة الشفيهة التي تناقلت عبر الأجيال.
2-الصدوقيين: أبناء المراكز العليا وأصحاب السمو من رجال الدين والمال والتي تقيم شعائرها طبقا لما جاء في النصوص المقدسة المكتوبة حرفيا ودون اجتهاد تفسيري. الأسيين: وهي الطائفة التي آمنت بحياة التطهر والزهد.
هذا بالإضافة إلى طائفة (السيكريين المتطرفين) والذين آمنوا بإنه لا سلطان إلا سلطان الله ورفض الخضوع لسلطة الدولة. وكان نهجهم الديني مشابها لنهج الفريسيين، أضف إلى هذا تطلعهم الشديد ونشاطهم تجاه الحرية وعدم الانصياع للقيود. طائفة أخرى كانت تشبه الفريسيين بطريقة ما أو بأخرى وعلى مايبدو فقد نهجت أيضا الفكر الأساسى للسيكريين، وكانت تلقب بطائفة (الفلسفة الرابعة) وسميت بالرابعة لوجود ثلالث طوائف أخرى والذي تم ذكرهم سلفا (الفريسيين والصدوقيين والأسيين). في حين سميت ب (الفلسفة) بسبب طريقة تفكيرهم المتفردة عن الأخرين وذلك من خلال مواقفهم المتشددة لصالح تعزيز مفهوم سلطة الإله، واستعدادهم للتضحية بأنفسهم لاجل تحقيق أفكارهم. ولقد صاحب هذا التصدع الدينى، تصدعا عميقا في المراكز الاجتماعية. حيث بدأ أبناء الطبقات النبيلة والسمو الملكى – وذلك تأثرا بالرومان- في انتهاج حياة مليئة بالمفاسد واللهو، قد تصل في بعض الأحيان إلى العنف والقتل، وذلك على حساب البسطاء الذين استمروا في دفع النذور للمعابد الدينية. وبدأ الأغنياء في تكوين قوات عسكرية خاصة تعمل لحسابهم. في حين تحولت وظيفة الكاهن الأكبر إلى أداة تلاعب سياسى بين الأسر التي تناصب العداء بعضها بعضا، كما تحولت أيضا إلى وظيفة لا ينالها إلا كل من يستطيع ان يزيد في الثمن.

التبعات

نتيجة الثورة الكبرى
رغم الاضطرابات الناجمة عن الثورة وتدمير الهيكل، استمرت الحياة اليهودية في الازدهار في يهودا. بيد أن الاستياء من الحكم الروماني أدى في النهاية إلى ثورة بار كوخبا في العام 132-136 م. اتضح رد الفعل الديني على التدمير من خلال التغييرات في الهلاخاه (القانون اليهودي) والمدراش وسفر باروخ 2، وجميعها ذكرت محنة تدمير الهيكل. شُتت العديد من المتمردين اليهود أو بيعوا عبيدًا. زعم يوسيفوس أن 1,100,000 شخصًا قتلوا خلال الحصار، وقُبض على 97000 واستُعبدوا وفر الكثيرون إلى مناطق حول البحر الأبيض المتوسط. جزء كبير من الوفيات كان نتيجة الأمراض والمجاعة التي سببها الرومان. تنص مقالة الموسوعة اليهودية عن الأبجدية العبرية على ما يلي: «لم يُعِد اليهود استخدام الأبجدية العبرية القديمة على عملاتهم المعدنية حتى قيام الثورات ضد نيرون وهادريان، وكانت دوافعهم مماثلة لما كانت عليه قبل قرنين أو ثلاثة قرون». وفقًا لنص فيلوستراتوس حياة أبولينيوس، رفض تيتوس قبول إكليل النصر الذي قدمته المجموعات المجاورة ليهودا، استنادًا لأنه كان مجرد أداة للغضب الإلهي. قبل مغادرة فسبازيان، حصل الحكيم الفريسي والحاخام يوحنان بن زكاي على إذنه لتأسيس مدرسة يهودية في يفني. هُرب زكاي من القدس في نعش من قبل طلابه. في وقت لاحق، أصبحت هذه المدرسة مركزًا رئيسيًا للدراسة التلمودية (انظر مشناه). أصبحت هذه العلامة الحاسمة في تطور اليهودية الحاخامية، والتي من شأنها أن تسمح لليهود بمواصلة ثقافتهم ودينهم بدون الهيكل وحتى في الشتات بشكل أساسي. بروز الحاخامات
أُوجدت مهمة الحاخام من قِبل الفريسي الرابان جمالائيل، إنما علاقة الدعوة بالفريسيين كانت موضعًا للجدل. على أي حال، يتفق العلماء على أن الحاخامات حلوا محل الكاهن الأعظم في المجتمع اليهودي بعد العام 70 م. كان تدمير الهيكل الثاني عام 70 م بمثابة نقطة تحول في التاريخ اليهودي. بغياب الهيكل، أصبح الكنيس مركز الحياة اليهودية. عندما دُمر الهيكل، استجابت اليهودية من خلال التقيد الأكثر تكريسًا لوصايا التوراة. حلت الكُنس محل الهيكل كمكان اجتماع مركزي، وحل الحاخامات محل الكهنة الكبار كقادة للجالية اليهودية. بسبب هيمنة الحاخامات بعد العام 70 م، سمي العصر بالفترة الحاخامية. ملأ الحاخامات فراغ القيادة اليهودية في أعقاب الثورة الكبرى، وساعدوا اليهودية على التكيف مع غياب الهيكل من خلال أدبهم وتعاليمهم.

شرح مبسط

الثورة اليهودية الكبرى أو الثورة اليهودية الأولى (66 – 73 م) هي الثورة الأولى من بين الثورات اليهودية الثلاث في إقليم اليهودية الروماني. ونظرا للطبيعة الحساسة للديانة اليهودية فإن اليهود لطالما عانوا من المشاكل مع الحكام الأجانب الذين يحكمونهم بصورة مباشرة، وهكذا كان الحال مع الرومان الذين كانوا يديرون الإقليم اليهودي بشكل مباشر وبتدخل كبير في تعيينات الملوك والكهنة، وهذا ما أدى إلى تصاعد التوتر تدريجيا مع الرومان، بالإضافة إلى أن العقل الروماني كان يهتم بالسياسة فقط ولكنه لم يكن يهتم بالدين، وبذلك فإن الرومان كانوا بفطرتهم متسامحين دينيا ويقبلون جميع الأديان، وهذا ما لم يرق لليهود الذين كانوا يمتعضون من رؤية الأديان الوثنية تمارس في مناطقهم.

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] الثورة اليهودية الكبرى ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن