تم النشر اليوم 2024/05/19 | كل ما تريد معرفته عن حياة النبي محمد عليه الصلاة والسلام .. 10 من أهم ملامح حياته ونبوته

الملمح السابع .. الهجرة من مكة إلى المدينة

إن حدث الهجرة من مكة إلى المدينة من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام، بل قد يكون في تاريخ العالم كله لأنه أسس لمرحلة جديدة في تاريخ العالم، الذي كان قوامه انتشار الإسلام، فهو أحد الأحدث الكبرى في التاريخ، ولكن كان هذا الحدث له العديد من التمهيدات، منها التمهيد بيعتي العقبة الأولى والثانية وهي أن رسول الله كان يدعو للإسلام قبل الهجرة بين القبائل الآتية في أيام الحج، وبالفعل ىمن نفر من أهل يثرب ورجعوا في السنة التالية ليبايعوه على نصرته ونصرة الإسلام إذا هاجر إليهم، وبالفعل وجد رسول الله بذلك ملاذاً آمن له ودعوته للإسلام وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ المسلمين قوامها بناء مجتمع إسلامي وبوادر دولة.
أما عن أحداث الهجرة نفسها، فقد هاجر المسلمون في مكة سراً وجهراً، وقد كان بعض الصحابة يتنازلون عن كل ما يملكون من أموال ودور من أجل الهجرة مثل صهيب الرومي الذي حبسه المشركين عن الهجرة ولمّا تنازل عن كل ما يملك تركوه يهاجر، وكان هناك من يهاجر جهراً من عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي كان قوياً وشديد البأس، ومن أجل ذلك هاجر في ركبه كثير من المسلمين الضعفاء لأنهم ضمنوا حماية لهم من المشركين، بل هناك من الصحابة من تعرض للحبس والاعتقال في السجون ومنعهم من الهجرة.
أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد هاجر في نهاية الأمر بعد هجرة معظم المسلمين من مكة، حيث ترك علي بن أبي طالب ليرد الأمانات إلى أهلها، واصطحب رسول الله صاحبه أبي بكر الصديق وقد هاجروا سراً بعدما دبرت قريش اغتيال رسول الله.

حيث اجتمع سادة قريش لمنع رسول الله من الهجرة، وذلك من خلال اجتماعهم على خطة شيطانية لقتل الرسول عليه الصلاة والسلام على يد رجال من قبائل متفرقة وبذلك يضمنوا عدم الثأر له من بني هاشم.
ولكن الله أحبط كيدهم وتدبيرهم بمعجزة أخرى حيث خرج رسول الله بعدما استمروا على باب المنزل وأغشى الله أبصارهم كأنهم نيام وبعدها خرج رسول الله من مكة مع صاحبه أبو بكر الصديق حتى وصلوا إلى المدينة المنوّرة بعد أيام من هجرتهما إليها وقد أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مسجد بني في الإسلام على مشارف المدينة وهو مسجد قباء وبعدها دخل المدينة في استقبال المهاجرين من المسلمين والأنصار من أهل المدينة المنوّرة وهكذا ابتدأت دولة الإسلام في التكوين.

الملمح العاشر.. صفات الرسول عليه الصلاة والسلام الخلقية والخُلقية

كان الرسول عليه الصلاة والسلام له صفات خلقية رائعة ونقولها سحب أوصاف الصحابة الكرام رضوان الله عليهم له، فقد كان مربوعاً أي ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان صلى الله عليه وسلم صحل في الصوت أي به خشونة وأزهر اللون أي أبيض مشرب بحمرة وسيم قسيم أي حسن جميل المنظر والهيئة عليه الصلاة والسلام، كما كان أزج الحاجب أي رقيقاً في طوله و أكحل العينين، صلى الله عليه وسلم.
أما عن أخلاقه الكريمة فقد كان الصادق الأمين حتى قبل أن يكون نبياً وكان سمحاً يعفو عن الناس وهذا اتضح في العديد من المواقف، فها هو رجل يحاول قتل الرسول وهو نائم فقال عليه الصلاة والسلام: إنَّ هذا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي، وأَنَا نَائِمٌ، فَاسْتَيْقَظْتُ وهو في يَدِهِ صَلْتًا، فَقالَ: مَن يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ فَقُلتُ: اللَّهُ، -ثَلَاثًا- ولَمْ يُعَاقِبْهُ وجَلَسَ.
كما كان كريم وجوّاد ومعطاء للفقراء والمساكين فعن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ بالخَيْرِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ في رَمَضَانَ، حتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عليه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ، كانَ أجْوَدَ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ .

كما كان متواضعاً لا يتكبر على الناس أو ينتقص منهم وكان يجلس بين أصحابه الكرام لا يميز نفسه بشىء وكان يزور المريض ويجيب الدعوة ويخرج في الجنائز وكان عف اللسان عليه الصلاة والسلام لا ينطق إلا بالحسن وقد روي عن أنس بن مالك وقد كان خادماً رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا، ولَا لَعَّانًا، ولَا سَبَّابًا، كانَ يقولُ عِنْدَ المَعْتَبَةِ: ما له تَرِبَ جَبِينُهُ.
وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشر من الهجرة، وذلك بعد مرض استمر أياماً بعد رجوعه من الحج، وذلك بعدما أدى الأمانة وبلغ الرسالة وجعلنا على المحجة الواضحة لا لبس فيها.
كان ذلك العرض الشامل لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لكي يتعرف جميع المسلمين على السيرة العطرة، وقد حاولنا ان نكتب بالتفصيل بعض الأحداث الهامة في تاريخ وحياة النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام لتكون عبرة لنا في حياتنا.

الملمح الثالث.. مكانة رسول الله في مكة قبل النبوة

كانت مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة النبوية كبيرة للغاية، فقد أطلق عليه الصادق الأمين وذلك بسبب أمانته وأخلاقه الرفيعة في التجارة والتعامل مع الجميع في مكة وحفظه للأمانات، لذلك أصبح له مكانة كبيرة في مكة، وهذا كان واضحاً في العديد من المواقف التي تعرضت لها مكة خلال السنوات ما قبل بعثته صلى الله عليه وسلم مثل مشاركة الرسول الكريم في بناء الكعبة.
فقد قررت قريش هدم الكعبة وبنائها مرة أخرى لتقويتها من الهدم الذي قد يحدث بسبب السيول، وقد اتفقوا فيما بينهم أن تكون اموال البناء من الأموال الطيبة وليست من أموال الربا، وقد قام الوليد بن المغيرة وكان سيداً في مكة أن يشرع في الهدم واستمر البناء تدريجياً حتى وصلوا إلى مكان الحجر الأسود، وهنا وقع الخلاف بينهما أي من الرجال والقبائل هي من تحمل الحجر الأسود وتضعه في المكان المخصص له، وهو شرف عظيم لأي قبيلة تقوم بها، ومن أجل ذلك حدث الخلاف أيهم يحوز الشرف والمكانة، وقد كان الخلاف شديداً حتى تدخل رسول الله بحكمه عليهم الذي يدل على مكانة عظيمة في القوم، حيث نزلوا على حكمه وهو أن تقوم جميع القبائل في مكة بانتداب رجلاً منها ويقومون يحمل الحجر الأسود في ثوب ويتم حمل الثوب من كل رجل في كل قبيلة حتى يتم وضعه في مكانه وبذلك تحوز كل القبائل هذا الشرف جميعاً وليس لقبيلة شرف على الأخرى.

النبي محمد

من الضروري على كل مسلم أن يعرف نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن رسول الله هو قدوتنا في هذه الحياة، وهو نبينا الذي أرسله الله إلينا بل هو خاتم الأنبياء ولا نبي بعده، وأرسل إلى جميع البشر هادياً ونذيراً وداعياً إلى الله العظيم، وسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بها الكثير من التفاصيل التي تهم كل مسلم لمعرفة دينه بل قد تكون ملهمة لغير المسلمين أيضاً فهي سيرة رجل عظيم، هذا المقال سيكون مرجعاً لسيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، سترجع إليه لكي تتعرف على السيرة بالتفصيل، فهيا بنا نعيش مع النبي الكريم وسيرته العطرة.

الملمح الأول من حياته.. نسبه وميلاده وتربيته الأولى

لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو نسب شريف عظيم يرتفع إلى جده الأكبر أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام، أما عن اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتفصيل هو: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
وقد تزوج والد النبي الكريم عبد الله بن عبد المطلب من آمنة بنت وهب أم النبي، وولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الأثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل.

وعام الفيل هو العام الذي حاول فيه أبرهة الحبشي الذي كان يحكم اليمن وكان يريد هدم الكعبة من أجل بناء كهبة أو كنيسة كبيرة في اليمن يأتي إليها العرب ويتركوا مكة وكعبتها التي بناها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وذلك لأنه رأى أن هذه الكعبة مركز ديني هام استفادت منه قريش في التجارة.
ولقد حمى الله بيته العظيم بأن أرسل على جيش أبرهة طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، ودُمر الجيش تدميراً وانتهت الغزوة بالفشل، وقد ولد رسول الله في هذا العام بالتحديد، ولكنه ولد يتمياً بسبب موت أبيه عبد الله في أحد الرحلات التجارية التي كان يقوم بها، فولد صلى الله عليه وسلم يتيماً.
أما عن رضاعته وتربيته صلى الله عليه وسلم، فقد كانت من عادات العرب خاصة قبيلة قريش أن ترسل أولادها إلى البادية في الصحراء منذ أيامهم الأولى من أجل أن يعيشوا فيها حيث الرضاعة والتنشئة الأولى، وقد كان من هؤلاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي أرضعته حليمة السعدية بعدما رفضت بعض نساء بني سعد في البادية أن يرضعوه لأنه يتيماً ظاناً منهم أنهم لن يحصلوا على الأجر المناسب، لكن حليفة قامت برضاعته فقد كان فأل خير وبركة في حياتها وحياة قبيلتها.
بعد مرور عامين من الرضاعة رجعت حليمة السعدية إلى أمه وقد أستأذنت أمه آمنة أن تعود به إلى البادية من أجل حمايته من الأمراض التي انتشرت في مكة وقد وافقت فسعدت به حليمة السعدية مرة أخرى.
وفي هذه الفترة تعرض النبي صلى الله عليه وسلم معجزة شق الصدر وهي معجزة نبوية حيث أتاه رجلان ذوي ثياب بيضاء وهم من الملائكة على هيئة رجلين أرسلهما الله لشق صدر النبي وإخراج علقة سوداء حتى لا يكون للشيطان عليه سبيلاً، وبعدما حدثت هذه الحادثة خافت حليمة السعدية عليه صلى الله عليه وسلم وأرجعته إلى مكة مرة أخرى.
عندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم سن الست سنوات ماتت أمه آمنة بنت وهب في منطقة الأبواء وهي منطقة بين مكة والمدينة، حيث اصطحبته أمه إلى أخواله من بني عدي من بني النجار وقد مرضت وماتت ودفنت في الأبواء وأصبح النبي صلى الله عليه وسلم في كفالة جده عبد المطلب واعتنى به عناية شديدة ظاناً أنه سيكون في حياته البركة والشأن العظيم، وذلك بعدما أخبره أحد الرهبان في رحلته التجارية التي اصطحب فيها محمداً عليه الصلاة والسلام، وقد أكد الراهب أنه سيكون لهذا الطفل شأناً عظيم.
مات عبد المطلب وكان رسول الله ابن 8 سنوات لينتقل إلى كفالة عمه أبو طالب الذي جعله في عياله وكانوا كثر ولكنه خصه العناية والرعاية وكان يؤثره ويحبه، وقد شب رسول الله في مكة وعمل في رعي الأغنام كما يحكي هو عن نفسه فقد قال صلى الله عليه وسلم: ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ، فقالَ أصْحابُهُ: وأَنْتَ؟ فقالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أرْعاها علَى قَرارِيطَ -جزء من الدينار والدرهم- لأهْلِ مَكَّةَ.

الملمح التاسع .. ملامح من حياة الرسول

إن حياة الرسول في السيرة العطرة لها العديد من الملامح التي يجب على المسلمين معرفتها، وذلك لأن رسول الله هو القدوة لما ويجب أن نقتدي به، ومعرفة ما كان يخص تفاصيل حياته وأسماء زوجاته وأولاده وبناته صلى الله عليه وسلم وكيف كان يتعامل مع الزوجات وأهل بيته وأصحابه وخدمه والفقراء والضعفاء.

أما عن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم هن على الترتيب:
خديجة بنت خويلد رضي الله عنها: وهي أم أولاده القاسم وعبد الله الذين ماتا صغيرين، وبناته زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.سودة بنت زمعة رضي الله عنها: وهي ثاني زوجات رسول اللهعائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهماحفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.زينب بنت خزيمة رضي الله عنها.أم سلمة هند بنت أبي أمية رضي الله عنهازينب بنت جحش رضي الله عنها.جويرية بنت الحارث رضي الله عنها.صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها.أم حبيب رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما.ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها.

الملمح الثامن.. بناء دولة المدينة

بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام الأولى في المدينة المنوّرة بعد دخوله إليها، حيث قام في البداية ببناء المسجد ليكون اجتماع المسلمين فيه، والمسجد له درواً هاماً في حياة المسلمين، فقد كان المسجد النبوي هو مكان اجتماع المسلمين في الصلاة وغير الصلاة فقد كان أيضاً داراً للمشورة وتخرج منه الجيوش ويجتمع فيه الناس مع رسول الله لتعلم الدين والتفقه فيه.
وقصة بناء المسجد النبوي معروفة في السيرة النبوية، حيث عندما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك ناقته تسير في المدينة وقال للصحابة اتركوها فهي مأمورة، وعندما تركوها بركت في مكان وأرض مهجورة فاشتراها رسول الله من غلامين يتيمين كانت لهما هذه الأرض وبنوا المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبني معهم المسجد حتى انتهى البناء.
أما الأمر الثاني الذي فعله رسول الله بعد بناء المسجد هي المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، على أسس العدل والمساواة بينهم وأن يكونوا أخوة في دين الله لا عصبية ولا قبلية بينهم.
ثم جاء دور يهود المدينة الذين كانوا يعيشون فيها فشملهم رسول الله من ضمن أهل المدينة في وثيقة واحد ودستور واحد وهي وثيقة المدينة التي ساوت بين الجميع في الحقوق والواجبات وشملت كل سكان المدينة بعد الهجرة وهم المهاجرين وهم المسلمين من أهل مكة الذين هاجروا من مكة إلى المدينة، والأنصار وهم سكان المدينة في الأصل واليهود الذين كانوا يشكلون قطاعاً مهماً بين سكان المدينة وقد شملت الوثيقة أحكام الشريعة الإسلامية التي كانت على الجميع بقوانين الدولة التي يحتكم إليها جميع من في المدينة حيث نصت على بعض البنود أن الإسلام هو الذي يعمل على وحدة سكان المدينة، وأن يتم التضامن والتكافل بين الجميع وفقاً للمسؤوليات الخاصة والعامة، وأن يكون العدل على جميع الأفراد ويكون مرد المسلمين إلى حكم وشريعة الإسلام فقط.

وقد كانت الهجرة إلى المدينة دافعاً لقريش أن تكون مستمرة في العداء لرسول الله وصحبه في المدينة، لذلك كانت الغزوات التي شكلت أمراً مهماً في حياة المسلمين، حيث حافظت على المدينة وعلى الدين الإسلامي في هذه الفترة الصعبة من تاريخهم.
وهناك العديد من الغزوات التي حدثت بين المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة وبين قريش وحلفائها من العرب ونذكر من هذه المعارك والغزوات ما يلي:
غزوة بدر: وكانت في السنة الثانية من الهجرة النبوية وكانت سببها هي اعتراض المسلمين لقافلة أبي سفيان في الطريق التجاري المار بالقرب من المدينة، وكانت تلك القافلة التجارية من أموال المسلمين التي تركوها في مكة غصباً بسبب استيلاء قريش عليها، وبالتالي فقد رأى المسلمون أنها من أموالهم وحقوقهم المسلوبة. وقد ظنت قريش أن المسلمين استولوا على القافلة فجهزوا جيشاً كبيراً من ألف رجل ليبدأ في محاربة المسلمين، بينما نجا أبي سفيان بقافلته واختار طريقاً آخر لينجو بالقافلة، ولكن غرور قريش أبى عليهم إلا أن يحاربوا المسلمين وتقابل الجمعان في بدر وهي منطقة في منتصف الطريق بين مكة والمدينة وكان عدد المسلمين حوالي 314 رجل مقابل ألق من مشركي مكة وكان يقود جيش مكة جمهرة من صناديد قريش مثل أبو جهل وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيض وغيرهم وقد لقوا حتفهم في المعركة مع سبعين من المشركين، وقد انتهت الغزوة بانتصار عظيم للمسلمين.غزوة أحد: وقد وقعت في السنة الثالثة من الهجرة النبوية، حيث رغبت قريش في بالانتقام لقتلى بدر، وبالفعل حدثت المعركة بالقرب من جبل أحد من المدينة وقد انتصر المسلمون في البداية ولكن بسبب مخالفة الرماة أوامر رسول الله أثناء المعركة فقد وقع المسلمون في حصار وقد هزموا واستشهد عدد من صحابة رسول الله من بينهم عمه حمزة بن عبد المطلب.غزوة بني النضير: وكانت بين المسلمين وبني النضير من يهود المدينة، وقد أمر الرسول بابعادهم من المدينة لأنهم نقضوا العهد ولم يشاركوا أو يدعموا المقاتلين من المسلمين أثناء غزوة أحد وبقوا في حصونهم على غير العهد الذي أخذه رسول الله بموجب وثيقة المدينة.غزوة الأحزاب أو الخندق: وكانت في السنة الخامسة من الهجرة، حيث حاصرت قريش المدينة، ولكن رسول الله وأصحابه حفروا خندقاً حول المدينة ليمنع المشركين من دخولها، والذي أشار عليهم بهذه الفكرة التي لم تعهدها العرب من قبل الصحابي الجليل سلمان الفارسي الذي أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء المعركة وقال للجميع من المسلمين سلمان منا أهل البيت، وقد فشل المشركون من دخول المدينة بسبب هذا الخندق وإرسال الله ريح عاتية اقتلعت خيامهم وبهذا فشلت المعركة.غزوة بني قريظة: وكان بني قريظة من يهود المدينة وقد خانوا ميثاق وعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما توجه إليهم أحد رؤساء بني النضير وحثهم على خيانة العهد ومساعدة قريش في دخول المدينة من جهة حصونهم، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر وفشلت الخطة حيث حاصرهم المسلمين في حصونهم وخرجوا من المدينة صاغرين بعد خيانتهم للعهد.صلح الحديبية: هذا الصح كان في السنة السادسة بعد غزوة الأحزاب، حيث رأي رسول الله في المنام أن يذهب إلى مكة المكرمة معترماً في البيت الحرام، ومن المعروف أن رؤية الأنبياء حق ووحي، فجمع رسول الله المسلمين وارتدوا ملابس الإحرام وعزموا الذهاب غلى مكة المكرمة معتمرين، ولكن اعترضت قريش على هذا ومنعت المسلمين من دخول مكة معتمرين، برغم أنهم بغير سلاح، وقد أرسل الرسول عليه الصلاة والسلام عثمان بن عفان رضي الله عنه غلى داخل مكة من أجل أن يتفاوض مع المشركين على دخول مكة، وقد طالت المدة التي مكث فيها وأشيع أنه قتل، فوجدت قريش أنه لا مفر من التفاوض بسبب استعداد رسول الله للقتال بعدما خرجت هذه الإشاعة من مكة، فأرسلوا سهيل بن عمرو بن أجل التفاوض، وبالفعل انتهى التفاوض على هدنة وشروط بين المسلمين والمشركين وسميت بصلح الحديبية، على أن يتحلل المسلمين من إحرامهم ويرجعوا إلى المدينة مرة أخرى.غزوة خيبر: وكانت بين المسلمين ويهود خيبر وهم اليهود الذين خرجوا من المدينة وكانوا يشكلون خطراً على المسلمين فحاربهم رسول الله ثم صالحهم بمعاهدة لصالح المسلمين وذلك في السنة السابعة للهجرة.غزوة مؤتة: وقد وقعت بين المسلمين والروم بسبب مقتل الحارث بن عمير الأزدي في هذه المنطقة ولتأمين هذه الجبهة في شمال الجزيرة العربية وهذه الغزوة استشهد فيها زيد بن حارثة ثم جعفر بن أبي طالب ثم عبد الله بن رواحة رضي الله عنهم وبرزت فيها مواهب وقدرات خالد بن الوليد العسكرية الذي أنهى المعركة رغم قلة المسلمين بحيلة ذكية وأدت هذه المعركة الغرض منها كما خطط رسول الله صلى الله عليه وسلم.فتح مكة: وتسمى غزوة الفتح، وكانت في العام الثامن من الهجرة، حيث اعتدى بني بكر على خزاعة في مكة وكان بني خزاعة حلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا يعني أن صلح الحديبية انتهى بسبب مخالفة قريش لها حيث هي التي أعانت بني بكر على بني خزاعة، وقد تجهز رسول الله مع 10 آلاف من المسلمين لدخول مكة، وقد قابل أبو سفيان يد مكة رسول الله خارج مكة وقد أسلم حينها وبعدها أعطى الرسول الامان والعفو لأهل مكة حتى بعدما أهدر دم بعض المشركين منهم عكرمة بن أبي جهل الذي أسلم بعد الفتح وبعد عفو قريش عن المسلمين.غزوة حنين: وهي الغزوة التي وقعت في السنة الثامنة من الهجرة وكانت بين قبيلتي هوازن وثقيف في الطائف وبين رسول الله وأصحابه وقد انتصر المسلمين على القبيلتين وأسلمت الطائف بعدها.غزوة تبوك: وهي الغزوة الأخيرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج فيها الرسول لمحاربة الروم ولكن الله كفى المؤمنين القتال بعدما مكثوا في تبوك في شمال الجزيرة العربية حوالي عشرين ليلة، وبعدها رجع رسول الله وأصحابه غلى المدينة بعد الاطمئنان على عدم مهاجة الروم لهذه النواحي.

الملمح السادس.. الصعوبات تواجه دعوة الإسلام

بدأت قريش في اضطهاد المسلمين بالقول أولاً ثم بالفعل، حيث كانوا يضطهدون الضعفاء من أهل مكة ممن آمنوا بدعوة الإسلام، وقد اشتد الإيذاء شيئاً فشيئاً حيث جمع سادة قريش عبيدهم والضعفاء من أهل مكة الذين أسلموا وقاموا بتعذيبهم في بطحاء مكة شديدة الحرارة وقاموا بضربهم وإيذاء العبيد والضعفاء حتى مات منهم البعض ممن لم يقدروا على هذا العذاب.
ومن أكثر الأمثلة على ذلك في التعذيب الشديد بلال بن رباح الذي كان عبداً عند أمية بن خلف الذي كان يجىء به أمام القوم كل يوم ويربط على صدره حجراً لينطق كلمة الكفر ويكفر بعدوة الإسلام وكان يعذبه يومياً حتى اشتراه أبي بكر الصديق وأعتقه لوجه الله إنقاذاً له من العذاب.
والعديد من الأمثلة فهذه سمية أم عمار بن ياسر الذي قضت نحبة بحربة على يد أبي الحكم بن هشام ( أبو جهل ) وقتل زوجها ياسر أيضاً بسبب رفضه الكفر وتم تعذيب عمار بن ياسر ابنهما حيناً حتى أطلق سراحه.
وكان هناك من الصحابة تم سجنهم بسبب إسلامهم بسبب أنهم كان من ابناء سادة قريش ولبثوا في السجن حيناً رافضين الرجوع إلى دين الأصنام، وقد اشتد الإيذاء حتى امتد إلى رسول الله نفسه فقد كانوا يضعون الشوك وجذور الإبل أو أمعائها على باب بيته، كما حاول بعض الكفار من قريش أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في الكعبة حيث قام رجل منهم بخنق الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن الله أن يده، فإن الله حافظ نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام.
اشتد الإيذاء في مكة حتى أمر رسول الله بعض من أصحابه بأن يهاجروا إلى الحبشة عند ملكها النجاشي الذي لا يظلم عنده أحداً وذلك خوفاً عليهم من الإيذاء الشديد الذي زاد عليهم، ومن مظاهر الإيذاء المقاطعة التي قررتها قريش على بني هاشم وهم قوم رسول الله، حيث كتبوا معاهدة عدم البيع والشراء منهم ولهم، وعدم الزواج منهم ووضعهم في شعب من شعاب الجبال واستمر الحصار طويلاً لمدة ثلاث سنوات حتى تم القضاء عليه بسبب تشاور بعض الرجال من قريش حتى يتم إنهاء الحصار وتقطيع هذه المقاطعة وقد قرروا فتح باب الكعبة ورؤية المقاطعة وقد وجدوا أن القرضة أكلت هذه الصحيفة والمقاطعة تماماً عدا كلمة باسمك اللهم وهكذا تم إنهاء الحصار عن بني هاشم وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد الحزن بوفاة السيدة خديجة رضي الله عنها والتي كانت السند المعنوي لرسول الله وذلك في السنة العاشرة من البعثة، وبعد وفاة خديجة رضي الله عنها بقليل توفي أبي طالب عم الرسول والذي كان سنداً وقوة لرسول الله بالرغم أنه مات كافراً إلا أنه ظل السند والدعم حتى موته لذلك حزن عليه رسول الله كثيراً وسميت هذه السنة التي توفيت فيها خديجة رضي الله عنها وأبو طالب بعام الحزن.

وفي هذا العام حسب الروايات حدثت حادثة الإسراء والمعراج وهي أشهر معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، وهي الإسراء ليلاً من مكة إلى القدس الشريف على دابة البراق مع جبريل عليه السلام، حيث أسري برسول الله حتى وصل بيت المقدس وصلى بالأنبياء ثم عُرج به إلى السماء السابعة وكان يرى الأنبياء في كل سماء من السموات السبع، ومن الأنبياء التي رآهم في السماء الأولى حتى السابعة: آدم أبو البشر ثم يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ثم يوسف ثم إدريس ثم هارون بن عمران ثم موسى بن عمران ثم إبراهيم عليهم السلام أجمعين على الترتيب في كل سماء ثم رفع به إلى سدرة المنتهى، وقد فرض الله عليه خمسين صلاة ثم خففها إلى خمس صلوات في اليوم والليلة.

الملمح الخامس .. الدعوة بشقيها السري والجهري

لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر بدعوة الإسلام هكذا منذ البداية، فهذا يعرض الدعوة للخطر الشديد، وذلك بسبب ما سيلاقيه من معارضة كبيرة من قريش التي تستفيد من عبادة الأصنام في تجارتها، وترى أن هذه العبادة واستغلال الكعبة فيها من أهم مظاهر الحياة لديهم، وهكذا لم تكن دعوة الإسلام إلا خطراً شديداً على قريش نفسها.
لذلك كان رسول الله يدعو سراً في نطاق محيطه حيث دعا لعبادة الله وحده وآمنت به السيدة خديجة وأهل بيته ومولاه زيد بن حارثة ثم علي بين أبي طالب وكان صغير السن ويعتبر أول مسلم في الصبيان وأبي بكر الصديق الذي كان صديقاً لرسول الله وصاحبه ثم عثمان بن عفان وجمهرة من قريش خاصة الضعفاء وكذلك العديد من الصحابة الذين كان لهم مكانة في قريش مثل عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وغيرهم الكثير.
وقد استمرت الدعوة السرية لمدة ثلاث سنوات ثم آتي الأمر الإلهي بالدعوة الجهرية حيث أنزل الله عليه صلى الله عليه وسلم: وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. بعدها قام رسول الله بجمع قريش وقال لهم انه نذير من الله وانه نبي الله الذي يدعوهم لعبادة الله وحده لا شريك له ويتركوا عبادة الأوثان والأصنام، ولكن قريش بدأت في معارضته واجتمع قادة قريش وسادتها وقرروا معارضة محمد صلى الله عليه وسلم ودعوته.

الملمح الثاني.. شبابه وزواجه من خديجة بنت خويلد

لقد شبّ رسول الله في بين أبي طالب وكان يعمل في الرعي كما تقدم، ثم عمل بالتجارة عند السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أولى زوجاته، فقد رأت فيه الخير والأمانة بعدما أصبح مسؤولاً عن تجارتها.
وفي يوم من الأيام خرج رسول الله في رحلة تجارية إلى الشام، وكان معه غلام السيدة خديجة ميسرة الذي قابل راهباً يدعى بحيرة كان يعيش على طريق التجارة في الشام، وقد رأي الراهب بحيرة رسول الله وهو يجلس في ظل شجرة، فقال بحيرة لميسرة أن هذا نبي آخر الزمان، وبعد رجوع القافلة التجارية إلى مكة، أسرع ميسرة إلى سيدته خديجة بنت خويلد وحكى لها خبر الراهب بحيرة، فقررت خديجة أن تتزوج من محمد صلى الله عليه وسلم، وبالفعل بعثت إليه لكي يتقدم بالزواج بها، وبالفعل خطبه لها عمه حمزة بن عبد المطلب وأنجب منها النبي أولاده القاسم وعبد الله وبناته زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.

الملمح الرابع.. الوحي ينزل على محمد عليه الصلاة والسلام

في سن الأربعين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخلو بنفسه في غار حراء، في شهر رمضان، يترك كل من حوله ويبتعد عن مكة ويذهب إلى الجبال يتفكر في خلق الله، وقد بدأت ملامح النبوة تبدأ في حياة رسول الله حتى من قبل نزول الوحي، وهذا ما حكى عنه رسول الله في حديث طويل يدل على ملامح النبوة قبل أن يأتي أمين الوحي جبريل عليه السلام في ليلة القدر على رسول الله، حيث روت عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن رسول الله وهذا الخبر من ملامح النبوة قبل الوحي بقولها: أَوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ في النَّوْمِ، فَكانَ لا يَرَى رُؤْيَا إلَّا جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ، فَكانَ يَأْتي حِرَاءً فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ، وهو التَّعَبُّدُ، اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ العَدَدِ، ويَتَزَوَّدُ لذلكَ، ثُمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ فَتُزَوِّدُهُ لِمِثْلِهَا، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غَارِ حِرَاءٍ، فَجَاءَهُ المَلَكُ فِيهِ، فَقالَ: اقْرَأْ، فَقالَ له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانِيَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: اقْرَأْ، فَقُلتُ: ما أنَا بقَارِئٍ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّالِثَةَ حتَّى بَلَغَ مِنِّي الجَهْدُ، ثُمَّ أرْسَلَنِي فَقالَ: {اقْرَأْ باسْمِ رَبِّكَ الذي خَلَقَ} iiالعلق: 1ii- حتَّى بَلَغَ – {عَلَّمَ الإنْسَانَ ما لَمْ يَعْلَمْ}.

وهذا فإن رسول الله نزل عليه أمين الوحي جبريل في هيئته الملائكية وكان رسول الله في فزع شديد من رؤيته حتى اطمأن بقوله الوحي من سورة العلق عندما قال له اقرأ فرد رسول الله ما أنا بقارئ أي أنه لا يقرأ، واستمر على ذلك ثلاثاً حتى تلى عليه جبريل الأمين آيات من سورة العلق، كما في الحديث السابق.
رجع رسول الله من غار حراء التي نزل فيه الوحي وذهب إلى زوجه خديجة رضي الله عنها، وهو في حالة من الفزع الشديد بسبب ما رآه من هول الموقف والوحي، وطمأنته وأخذت به إلى ابن عمها ورقة ابن نوفل الذي كان شيخاً كبيراً عارفاً بالإنجيل ويكتبه بالعبرية وقد أخبره رسول الله بما حدث، فيرد ورقة بن نوفل بقوله: هذا النَّامُوسُ الذي أُنْزِلَ علَى مُوسَى، يا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، أكُونُ حَيًّا حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أوَمُخْرِجِيَّ هُمْ فَقالَ ورَقَةُ: نَعَمْ، لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بمِثْلِ ما جِئْتَ به إلَّا عُودِيَ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا.

بعدها ينقطع الوحي لمدة أيام، ويموت ورقة بن نوفل في هذه الفترة، ولكن رسول الله لم ينقطع عن الخلوة بنفسه في غار حراء بل استمر عليها حتى سمع صوتاً من السماء وكان جبريل عليه السلام وقد نزل بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ. وهذا أمر من الله تعالى بالتوحيد وعبادته وحده لا شريك له والبدء بالدعوة لذلك الأمر.