أنواع آليات المسايرة

يوجد العديد من آليات المسايرة التي قد تصل إلي المئات, إلا أن تقسيم هذه الآليات تحت بنود عريضة تجمعها لم يتم الإتفاق عليه بعد, وعلي الرغم من ذلك فإن هناك فروق واضحة بين الآليات المختلفة والتي تٌمَكن من التفريق بينها, علي سبيل المثال التدخل في مقابل عدم التدخل, التركيز علي الجرء العاطفي مقابل التركيز علي المشكلة ذاتها, الإدراك مقابل السلوك أو التصرف, إلا ان عدد من المراجع النفسية قسمت هذه الآليات إلي ثلاثة أنواع رئيسية





التركيز علي المشكلة وفيها يسعي الشخص وراء السبب الرئيسي للتوتر.





التركيز علي المشاعر وفيها يسعي الشخص إلي تغير مشاعره الذاتية تجاه الموقف المسبب للتوتر.





التركيز علي التقييم وفيها يحاول الشخص تحدي الإفتراض المتكون داخله.





يحدث النوع الأول - التركيز علي المشكلة - عندما يسعي الشخص لإيجاد السبب الأساسي وراء المشكلة, وذلك من خلال المعلومات, ومن خلال تعلم مهارات جديدة تمكنه من التغلب علي التوتر, وتتضمن هذه الآلية عدد من الأساليب مثل جمع المعلومات, وتقيم الإيجابيات والسلبيات, وأخذ ذمام الأمور (تحمل المسؤولية).



فيما يتضمن النوع الثاني - التركيز علي المشاعر - إطلاق المشاعر المكبوتة, تشتيت الذات, وترويض المشاعر السلبية, والـتأمل أو التفكر, وبالتالي فإن هذه الآلية تتعامل مع المشاعر المصاحبة للتوتر.





بيما يحدث النوع الثالث - التركيز علي التقييم - عندما يغير الشخص من طريقة تفكيره, علي سبيل المثال عندما يفكر بفصل نفسه عن الوسط المحيط أو إنكاره بالكلية, ويتمكن الشخص من تغيير طريقة تفكيره وذلك من خلال تغيير أهدافه وقيمه.



تساهم آلية التركيز علي المشاعر في تقليل التوتر وذلك من خلال تقليل حدة المشاعر المصاحبة لهذا التوتر من خلال عدة طرق أهمها إبعاد الشخص لنفسه عن الموقف, أو تقبل اللوم, أو الإنسحاب, وبالتالي فإن هذه الطريقة تعمل علي تشتيت الإنتباه بعيدا عن مشاعر التوتر ذاتها, ولهذا السبب فإن هذه الآلية تكون أكثر ملائمة للتوترات التي لا يمكن حل أسبابها, كفقد حبييب أو إصابة بمرض خطير, بلفت النظر هنا إلي أن بعض أساليب هذه الآلية, مثل الإنسحاب, قد يكون له فائدة علي المدي القريب إلا أنه يكون شديد الضرر علي المدي البعيد إذا ما استعمل بصورة أساسية, وذلك لأنه لا يُمَكن الإنسان من التعامل مع الواقع, وهذا بدوره يحافظ علي مصدر التوتر. وعلي العكس من أسلوب الإنسحاب, فإن أسلوب السعي لإيجاد دعم اجتماعي يكون ذات قيمة وفائدة علي المدي القريب والبعيد.



يستخدم الشخص عادة خليط من الأساليب المختلفة المنتمية لهذه الأنواع الثلاثة من الآليات, وأشار البعض إلي أن أفضل آلية هي آليةالتركيز علي المشكلة, حيث أنها تساعد الشخص علي أن يحي بصورة أفضل, كما أنها تمكنه من مواجهة الصعوبات وحلها.

الأساليب الإيجابية (التكيفية أو البَنّائَة )

يعد الحدس أو التوقع واحدا من أهم الأساليب الإيجابية, وذلك من خلال توقع المشكلة وبالتالي الإستعداد لها, وتهييئ الآلية المناسبة للتعامل معها.





وهناك أيضا أسلوب السعي لإيجاد دعم اجتماعي من الآخرين, وكذلك التركيز علي إيجاد معني أو قيمة جديدة يدركها الشخص من خلال مروره بهذه التجربة المسببة للتوتر. وأيضا فإن التغذية الجيدة, والتمارين الرياضية, والنوم الجيد, يساعد الشخص في التغلب علي التوتر, وكذلك تمارين اللياقة والاسترخاء الجسدي.





هناك أيضا واحدh من أشهر و أهم الأساليب المستخدمة في مسايرة التوتر هو فكاهة الحس الفكاهي , حيث يشعر الشخص بما به من ألم ثم يسيطر عليه ويضعه في قالب من خفة الظل, وروح الفكاهة.



عند التعامل مع التوتر يجب أن نأخذ في الحسبان الإهتمام بالصحة الجسدية والعقلية والإجتماعية, فعلي صعيد الصحة الجسدية يجب علي الشخص أن يتعلم كيف يهتم بصحته, وأن يحاول الاسترخاء في أثناء قبوعه تحت أي ضغط من أي نوع, وعلي صعيد الصحة العقلية يجب أن يتعلم الشخص كيف يفكر بصورة عقلانية, مليئة بالأفكار الإيجابية, وتقدير الذات, والتخطيط, والتعبير عن المشاعر المكبوته, وعلي صعيد الصحة الإجتماعية يجب عليه أن يهتم بالتواصل مع الآخرين, والقيام بأنشطة جديدة, ومن خلال كل هذا يمكن أن يواجه الشخص التوتر بصورة أسهل.

الأساليب السلبية (الغير تكيفية والغير بناءة)

علي العكس مما ذكرناه من الطرق الإيجابية والتي تفيد الشخص في التغلب علي التوتر, هناك أيضا آليات مسايرة تعرف بالطرق أو الأساليب السلبية, حيث أنها تقلل من حدة الأعراض بينما تزيد من قوة التوتر, وبالتالي فإن الفائدة فيها هي علي المدي القريب وليس علي المدي البعيد, ويعد التفارق والحساسية, والتصرفات الجالبة لإحساس الأمان, وتجنب التوتر, والهروب, أحد أشهر الآساليب السلبية, وتتداخل هذه الآساليب مع عملية فك الإرتباط الشرطي بين الموقف والشعور, حيث تحافظ هذه الأساليب علي بقاء الإرتباط بين الموقف والتوتر, وبالتالي فهي تعمل علي بقاء التوتر وتعزيزه.





تفارق (علم النفس) التفارق هي حالة يتمكن فيها العقل من الفصل أو التجزئة بين الأفكار والذكريات والمشاعر, وعادة ما تكون مرتبطة ب اضطراب ما بعد الصدمة .



الحساسية هي سعي الشخص بأن يعود نفسه علي توقع ما هو اسوأ, وذلك لمنع ذاته من الشعور بالموقف الحالي.



التصرفات الجالبة لإحساس الأمان وفيها يعتمد الشخص علي شخص آخر أو شيئ ليتمكن من خلاله من تجاوز التوتر دون المواجهة المباشرة.



تجنب التوتر وهو تجنب الموقف المسبب للتوتر بكل السبل والوسائل وهو أحد أشهر الأساليب.



الهروب وهو قريب الصلة بالتجنب, ويعبر عنه بصورة فوبيا الخوف المرضي أو الفوبيا (phobias) حيث يلوذ الشخص بالفرار من موقف ما عند ظهور أي بادر قد تتسبب في التوتر.

أمثلة أخري

هناك أمثلة أخري علي آليات المسايرة منها الدعم العاطفي أو الدعم المساند, تشتيت الذات, الإنكار, الإدمان, لوم النفس.



كما أن تأمل التأمل أيضا يعد واحدا من أساليب المسايرة, والتأمل ليس بمعني مجرد الهدوء والإسترخاء الجسدي والعاطفي, وإنما أيضا محاولة الحصول علي السلام الداخلي كما في الصلاة .


الإختلافات الجنسية


يقصد بالإختلافات الجنسية هنا أنها الإختلافات بين الذكر والأنثي في اتباع أنواع معينة من آليات المسايرة, وذلك لإختلاف طريقةالتعامل مع الضغط النفسي بين الذكر والانثي, ويدل علي ذلك أن الرجل قد يعاني من التوتر بسب مسيرته المهنية, فيما قد تنهي المرأة مسيرة مهنية بسبب مشكلة مع أحد الأشخاص في العمل, كما أن بعض الدراسات أوضحت أن هناك إختلافات بسيطة بين الجنسين في التعامل مع التوتر عندما يخضعون لنفس الموقف.



وعلي العموم فإن ثبوت هذه التغيرات ربما هو دليل علي اعتماد المرأه علي آلية التركيز علي المشاعر من خلال أسلوب كن صديقا واهتم أو محاولة أن تكون لطيفة tend-and-befriend , بينما يميل الرجل إلي استخدام آلية التركيز علي المشكلة أو اسلوب الكر والفر وربما يرجع ذلك إلي التركيب الإجتماعي الذي يدفع الرجل نحو الفردية والمرأة نحو التآلف, فيما عزي البعض الآخر هذه الإختلافات إلي العوامل الوراثية, وهذا الأمر لا يزال موضوع بحث.

الأساس النفسي

تلعب الهرمونات دورا في الإستجابة للتوتر, فهرمون ال كورتيزول المعروف أنه هرمون مضاد للتوتر, وجد أنه يكون مرتفع في الذكر أثناء التوتر أكثر من الأنثي, بينما يزيد في الأنثي أثناء التوتر معدل نشاط جهاز نطاقي الجهاز النطاقي وهذا ربما يشرح ما سبق بيانه من الإختلاف بين الرجل والمرأة في التعامل مع التوتر.



وبالتالي فإن وضع الكر والفر يثير الجهاز العصبي المركزي وما يصاحبه من زيادة هرموني الأدرينالين و نورإبينفرين النورادرينالين بينما زيادة نشاط جهاز نطاقي الجهاز النطاقي هو السبب وراء أسلوب كن لطيفا .





يجدر الإشارة هنا إلي أنه علي الرغم من الإختلافات النفسية والفسيولوجية -ومحتمل- الجينية, إلا أن هذا لا يعني أن الأنثي لا يمكنها أن تستجيب للتوتر بأسلوب الكر والفر, والأمر ذاته بالنسبة للرجل.









المسايرة أو المجاراة أو التأقلم [بالإنجليزية coping] في علم النفس هي بذل مجهود عقلي العقل بصورة واعية لحل مشكلة شخصية أو مشكلة تفاعلية إجتماعية, أو إحتواء موقف, تقليل أو تحمل التوتر والضغط المصاحب لهذا الموقف, وتتوقف فاعلية المسايرة علي نوع التوتر وشدته, كما تتوقف علي الإختلافات بين الأفراد والظروف المحيطة.





تسمي آليات المسايرة النفسية عادة بأسماء مختلفة مثل استراتيجيات المسايرة, أو مهارات المسايرة. (يرجي عدم الخلط بينها وبين الدفاعات النفسية المستخدمة بصورة العقل الباطن لاواعية لحماية الأنا ).



ويشر مصطلح المسايرة بصورة عامة إلي مجموعة من الإستراتجيات أو الآليات, تمكن الإنسان من التأقلم مع الضغط النفسي وذلك من خلال تقليلة, إلا أن بعض الإسترتجيات قد تؤدي الي صعوبة التأقلم بسبب تأثيرها علي المستوي البعيد.



تتحكم الشخصية في آليات المسايرة المختلفة, حيث أنها تمثل جزء من تكوينها, كما أن آليات المسايرة أيضا تخضع للبيئة الإجتماعية المحيطة,