عاجل
شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اخر المشاهدات
الأكثر مشاهدة
اهم الروابط

شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

موقع يحتوى الكثير من ملخصات وبحوث وتقارير بجميع المجالات وكلها جاهزة للطباعة والنسخ … كما يحتوي محرك بحث يسهل عليك عملية إستخراج المعلومة بسهولة ويسر .




[ رسل وأنبياء ] كم عاش الأنبياء

اقرأ ايضا

-
[ جماع تفسير النصيحة تعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزى ] عن قتادة، عن أبي مجلز، قال: قال أبو موسى: «إني لأغتسل في البيت المظلم فما أقل صلبي حياء من ربي حتى آخذ ثوبي» .
- [ مقاهي السعودية ] جافا كب خميس مشيط- المعارض
- [ خدمات السعودية ] التسجيل في مدرسة تعليم القيادة للنساء بجدة 1444
- [ تعرٌف على ] تصوير مجسم
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] دعاء عبدالله محمد الاحمري ... محائل ... منطقة عسير
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] عادل عبدالله محمد الفارسي ... جدة ... منطقة مكة المكرمة
- [ فــــــرصةصحيح الترغيب للالبانى ] عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صام يوم عرفة غفر له ذنب سنتين متتابعتين
- [ صيدليات السعودية ] صيدلية فهد احمد البلوى
- [ تعرٌف على ] كاتدرائية نوتردام دو باري
- [ قطع غيار السيارات والزيوت و تجارة قطر ] المركز الافضل للآطارات
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] مكتب سعد محمد بن حسين الهزاني للعقارات ... صامطه ... منطقة جازان
- [ آية ] ﴿ وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا۟ كَآفَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا۟ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُوا۟ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓا۟ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [ سورة التوبة آية:﴿١٢٢﴾ ]من تعلم علماً فعليه نشره، وبثه في العباد، ونصيحتهم فيه؛ فإن انتشار العلم عن العالم من بركته وأجره الذي يُنَمَّى له، وأما اقتصار العالم على نفسه، وعدم دعوته إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وترك تعليم الجهال ما لا يعلمون، فأي منفعة حصلت للمسلمين منه؟! وأي نتيجة نتجت من علمه؟! وغايته أن يموت فيموت علمه وثمرته، وهذا غاية الحرمان لمن آتاه الله علماً، ومنحه فهماً. السعدي:355.
- [ عقود البناء و المقاولات قطر ] مصنع محمد بن مسند لصناعه الادويه
- [ محامين السعودية ] فوزيه اسعد عبدالرحيم الانصاري ... جدة
- [ دليل أبوظبي الامارات ] مدينة السكينة الاسكان الجماعى ... أبوظبي
آخر تحديث منذ 3 يوم
3 مشاهدة

عناصر الموضوع

تم النشر اليوم 2024/06/06 | كم عاش الأنبياء

كم عاش الأنبياء

يجدر بالذّكر أنّه لا يُمكن معرفة عمر جميع الأنبياء، وذلك لأن الله -تبارك وتعالى- أرسل الكثير من الأنبياء ولم يقصّ علينا أخبارهم، قال -تعالى-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ)، أمّا الأنبياء والرّسل الذين ذُكروا في القرآن الكريم فعددهم خمسة وعشرون، ويجدر بالذكر كذلك أنّ الكثير من أخبارهم وأزمانهم ومن ذلك أعمارهم كثُر الأخذ فيه عن أهل الكتاب -إسرائيليات-، ولم يرد تحديد أعمارهم في النصوص الشرعية من القرآن الكريم والسنّة النبويّة -إلا ما ورد عن عمر النبيّ محمّد في صحيح البخاري، وما دلّ عليه القرآن من أنّ عيسى -عليه السلام- لم يمُت وسيأتي ذلك لاحقاً بالمقال-، لِذا فلا يُمكن الجزم في معرفة أعمارهم، ولكنّ العديد من العلماء والمؤرّخين ذكروا ذلك في كتبهم، وبيان ما ذكروه من أعمار الأنبياء فيما يأتي:

اسم النبيّ
العمر الذي عاشه
آدم عليه السلام
1000 سنة، وقيل 930، وقيل 960 إدريس عليه السلام
82 سنة نوح عليه السلام
950 سنة، وقيل 2500 هود عليه السلام
440 سنة صالح عليه السلام
321 سنة إبراهيم عليه السلام
120 سنة لوط عليه السلام
130 سنة إسماعيل عليه السلام
137 سنة إسحاق عليه السلام
180 سنة يعقوب عليه السلام
147 سنة، وقيل 150 يوسف عليه السلام
120 سنة، وقيل 110 شعيب عليه السلام
خَلَت كتب المؤرّخين من تحديد المدّة التي عاشها، وقيل عاش 400 سنة أيوب عليه السلام
93 سنة موسى عليه السلام
120 سنة هارون عليه السلام
122 سنة داود عليه السلام
70 سنة سليمان عليه السلام
52 سنة إلياس واليسع عليهما السلام
خَلَت كتب المؤرّخين من تحديد المدّة التي عاشها كلّ منهما
يونس عليه السلام
خَلَت كتب المؤرّخين من تحديد المدّة التي عاشها
زكريا عليه السلام
خَلَت كتب المؤرّخين من تحديد المدّة التي عاشها
يحيى عليه السلام
30 سنة عيسى عليه السلام
لم يمُت، فقد رفعه الله إليه، وسينزل في آخر الزمان محمد صلى الله عليه وسلم
63 سنة، وهو خاتم الأنبياء

آدم عليه السلام

تعدّدت الأقوال في المدّة التي عاشها سيدنا آدم -عليه السّلام-، فقال وهب بن منبّه: إنَّ المدّة التي عاشها سيدنا آدم -عليه السّلام- هيَ ألف سنة (1000)، وقيل: إنَّ المدّة التي عاشها آدم -عليه السّلام- هي تسعمئة وثلاثين سنة (930)، وقد وُجد ذلك مكتوباً في التّوراة، وكذلك قال ابن قتيبة، وفي روايةٍ أنَّه عاش ألف سنة إلا أربعين عاماً (960).

وأمَّا بالنّسبة لاسمه فقيل إنَّه مشتق من الأدَمة؛ وهي السُمرة في اللّون، وقيل إنَّه خُلق من أديم الأرض؛ أي وجهها، والأديم هو التراب، وآدم هو اسمٌ عربيٌّ وليس أعجمي، وهو اسمٌ ممنوع من الصّرف، وقد ذكر الله -تعالى- آدم في القرآن الكريم سبعاً وعشرين (27) مرّة، وسُمّي آدم -عليه السّلام- في الدّنيا بأبي البشر، وقد خلقه الله -تعالى- بيديه ونفخ فيه من روحه في يوم الجمعة، وأُخرِج من الجنّة في نفس اليوم، لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها).

إدريس عليه السلام

ذكر المؤرخون أنَّ إدريس -عليه السّلام- عاش اثنين وثمانين عاماً (82 عام)، وقالوا إنَّه أُرسل في الفترة بين آدم ونوح -عليهما السّلام- والتي تبلغ عشرة قرون؛ أي ألف عام، وكان النّاس فيها على الإسلام ولم يعبدوا الأوثان والأصنام إلا بعد ذلك، لذلك الذي يَظهر أنَّ إدريس -عليه السّلام- عندما بُعث في هذه الفترة لم يأتِ بشريعةٍ جديدة، وإنَّما جاء ليُذَكِّر النّاس بشريعة آدم -عليه السلام-.ii٣٠ii

وقال ابن اسحاق إنّ اسمه أخنوخ بن يرذ، وقال الجواهري إنَّه سُمّيَ بإدريس لكثرة دراسته لكتاب الله، كما ذُكر في القرآن الكريم والذي يُؤكّد أنَّه نبيّ في قوله -تعالى-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِدريسَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا)،ii٣١ii ونُقل عن ابن عباس أنَّ ادريس هو أوّل من أُعطيَ النُّبوة بعد آدم -عليه السّلام-، وقيل إنَّه أوّل من خطَّ بالقلم، وأوّل من لبس الثِّياب المَخِيطة في الوقت الذي كان النّاس يَلبسون به الجلود.ii٣٢ii

نوح عليه السلام

عاش نوح -عليه السلام- تسعمئة وخمسين سنة كما جاء في سِفر التَّكوين، وقيل إنَّه عاش ألفي وخمسمئة سنة (2500)، قضى منها تسعمئة وخمسين سنة في الدَّعوة إلى الله -تعالى- (950)، فقضى ثمانمئة وخمسين سنة (850) قبل أن يُبعث، وقضى مئتي سنة (200 عام) وهو يصنع السّفينة، وقضى خمسمئة سنة (500) بعدما نزل من السّفينة.

وعُرِفَ نوح -عليه السلام- بأنَّه أبو البشريّة الثّاني، ويُعدّ أوّل الرّسل من أولي العزم، وأوّل رسولٍ بعد آدم -عليه السّلام-، وقد سُمّيَ بهذا الاسم لكثرة بُكائه، وقد فصَّل الله -تعالى- رسالته في أكثر من موضع من القرآن الكريم، وسُمِّيت سورةٌ كاملةٌ باسمه، وذلك لأنَّ دعوته كانت تحتوي على الكثير من الدّروس التي أصبحت مرجعاً للدُّعاة ولكافة المسلمين، فكانت دعوته دعوة عامّة شملت جميع من كان في الأرض في زمنه بعد إغراق الله -تعالى- لكلّ من خالفه بالطّوفان.ii٣٣ii

هود عليه السلام

عاش هود -عليه السلام- أربعمئة وأربعين سنة (440) كما جاء في كتاب أبي حذيفة، وقد أرسل الله نبيّه هود بعد نوح -عليهما السّلام- وقبل إبراهيم -عليه السّلام-، وقد أرسله الله -تعالى- إلى قوم عاد وهم يعبدون الأصنام، وكانوا يتميَّزون بطول القامة، وقد دعاهم هود -عليه السّلام- إلى عبادة الله -تعالى- ولكنّهم رفضوا دعوته ولم يؤمن معه إلّا قليل، فأهلك الله -تعالى- المُكذِّبين منهم بأن سَخَّر عليهم الرّيح لمدة سبع ليال، ولم تترك غير هود -عليه السّلام- ومن آمن معه.ii٣٤ii

وقد اختلف العلماء في تحديد مكان مساكن عاد التي اشتُهرت بمبانيها الضخمة، وهي عبارة عن جبال في الرّمل تُسمّى الأحقاف، وقد ورد ذكر هود -عليه السّلام- في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ)،ii٣٥ii وكان قومه أوّل من عبد الأصنام بعد الطّوفان.ii٣٦ii وذكر ابن جرير أنَّ اسم هود -عليه السّلام- هو: هود بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح -عليه السّلام-، وقيل: هو هود بن عابر، وقيل: هو هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح -عليه السّلام-.ii٣٧ii

صالح عليه السلام

عاش صالح -عليه السّلام- ثلاثمئة وواحد وعشرين عاماً (321)، وهو صالح بن عبد بن ماسح بن عبيد بن حاجر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح -عليه السّلام-، وقد أرسله الله -تعالى- إلى قوم ثمود؛ وهي قبيلةٌ كانت تسكن في منطقة الحِجر التي تقع بين الحجاز وتبوك، وكانوا يعبدون الأصنام، فبعث الله لهم صالح -عليه السّلام- لكي يدعوهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده، لكنَّ معظمهم رفضوا أن يؤمنوا به، وقَتَلوا النّاقة التي كانت معجزة صالح -عليه السّلام-.ii٣٨ii

فأهلكهم الله -تعالى- القائل في كتابه الكريم: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ)،ii٣٩ii وقد ذكر الله قصتهم إلى قوله -تعالى-: (فَأَخَذَتهُمُ الرَّجفَةُ فَأَصبَحوا في دارِهِم جاثِمينَ* فَتَوَلّى عَنهُم وَقالَ يا قَومِ لَقَد أَبلَغتُكُم رِسالَةَ رَبّي وَنَصَحتُ لَكُم وَلـكِن لا تُحِبّونَ النّاصِحينَ).ii٤٠iiii٣٨ii

إبراهيم عليه السلام

عاش إبراهيم -عليه السّلام- مئة وعشرين عاماً (120)، وقيل: إنَّ المدّة بين هبوط آدم -عليه السّلام- ومولد إبراهيم -عليه السّلام- هي ثلاثة آلاف وثلاثمئة وسبع وثلاثين سنة (3337)، وقال علماء السِّيَر إنَّ ذلك كان في زمن النَّمرود الجبار الذي كان يقتل كلّ من يولد من الغلمان في زمنه، وقد رأى رؤيةً فسّرها المُنجِّمون والكُهّان له بأنَّه سيُولد مولودٌ يفارق دينهم ويكسر أوثانهم مواصفاته كذا وكذا، وهي مواصفات إبراهيم -عليه السّلام-.ii٤١ii

لوط عليه السلام

عاش لوط -عليه السّلام- مئة وثلاثين عاماً (130)، وهاجر لوط -عليه السّلام- مع عمِّه إبراهيم -عليه السّلام- إلى مصر، وعاد معه إلى الشام، وأقام في منطقة سَدوم، وهي قريةٌ تقع شرق النّهر في غور الأردن على البحر الميّت، وكان أهلها كافرين ويرتكبون الفاحشة، كما ذُكر في قوله -تعالى-: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ* أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ).ii٤٢iiii٤٣ii

فكان لوط -عليه السّلام- يدعوهم إلى ترك فعل الفاحشة، ولكنَّهم أصرّوا على فعلهم، فتوعدَّهم لوط -عليه السّلام- بالعذاب الأليم من الله -تعالى-، فلم يزدهم ذلك إلا عناداً واستكباراً، كما قال الله -تعالى- على لسانهم: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّـهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)،ii٤٤ii ممّا دفع لوط -عليه السّلام- إلى طلب النّصرة من الله -تعالى- بسبب تماديهم بالطغيان.ii٤٣ii

وكان قوم لوط يعبدون عدداً من الأصنام، وقد اخترعوا أسلوباً في الإشباع الجنسي لا يعرفه أحداً غيرهم، فكان الرّجل يأتي الرّجل سعيداً بفعلته، وهذا من الشذوذ المُعارض للفطرة الإنسانيّة، كما وصفهم الله -تعالى- في قوله: (وَلوطًا آتَيناهُ حُكمًا وَعِلمًا وَنَجَّيناهُ مِنَ القَريَةِ الَّتي كانَت تَعمَلُ الخَبائِثَ إِنَّهُم كانوا قَومَ سَوءٍ فاسِقينَ).ii٤٥iiii٤٦ii

إسماعيل عليه السلام

عاش إسماعيل -عليه السّلام- مئة وسبعة وثلاثين عاماً (137)، وهو النبيّ الذَّبيح كما ثبت على الصّحيح، وأمُّه هي هاجر، وقد تركه والده إبراهيم -عليه السلام- بأمرٍ من الله -تعالى- هو وأمّه هاجر في الجبال دون زاد واثقاً بأمر الله -تعالى-،ii٤٧ii ونقل ابن أثير أنّه سكن إسماعيل -عليه السّلام- هو وزوجته في الحرم، وهي امرأة من جرهم تركها بأمرٍ من أبيه إبراهيم -عليه السّلام-، ثم تزوّج من امرأة أخرى رضيها له والده، فولدت لإسماعيل -عليه السّلام- اثني عشر رجلاً، ودُفن عند قبر أمّه هاجر بالحِجر.ii٤٨ii

إسحاق عليه السلام

عاش إسحاق -عليه السّلام- مئة وثمانين عاماً (180)، واسمه إسحاق بن إبراهيم -عليه السّلام-، أي أخو إسماعيل -عليه السّلام- الأصغر، وأمَّه سارة التي بُشّرت به وعمرها تسعين سنة، ووالده عمره مئة سنة، قال -تعالى-: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ* وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ)،ii٤٩ii وقد ذكره الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله عن يوسف -عليه السّلام- بأنَّه: (الكريمَ ابنَ الكريمِ ابنِ الكريمِ ابنِ الكريمِ يوسفُ بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ)،ii٥٠ii وقد تزوّج إسحاق بعمر أربعين سنة، وكان ذلك في حياة والده، وزوجته هي رفقا بنت بتواييل التي أنجبت له ولدان هما: العيص وهو والد الروم، ويعقوب الذي ينتسب له بني إسرائيل.ii٥١ii

وقد انحصرت النبوّة بعد إبراهيم -عليه السّلام- في ذرّيّته، قال -تعالى-: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ)،ii٥٢iiii٥٣ii وقد قُسِّمت النبوّة بين ولدي إبراهيم -عليه السّلام- إسماعيل وإسحاق -عليهما السّلام-، فجاء النِّصف الأوّل من الأنبياء من ولد إسماعيل -عليه السّلام- حيث نشأ في العرب، والذي كان من ذرِّيّته محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، والشطر الثّاني من الأنبياء كان من إسحاق -عليه السّلام- الذي وُلد له يعقوب المعروف بإسرائيل، والذي جاء من ذرّيّته أنبياء بني إسرائيل، فكان كلّ نبيّ منهم يُتمِّم ما جاء به مَن قبله من الأنبياء ولا ينسخه.ii٥٣ii

يعقوب عليه السلام

عاش يعقوب -عليه السّلام- مئة وسبع وأربعين عاماً (147)، وقيل إنَّه عاش مئة وخمسين عاماً (150)، واسمه يعقوب بن اسحاق، اشتُهر باسم إسرائيل، ويعني بالعربيّة عبد الله، وقيل إنَّ كلّ الأنبياء كانوا من صلبه إلّا عشرة منهم، وأنجب اثنا عشر ولداً عُرفوا بالأسباط، ومنهم يوسف -عليه السّلام-، وقد كلَّف الله -تعالى- يعقوب بالرّسالة وبعثه إلى قومه، وكان يوصي أبناءه بدين الله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).ii٥٤iiii٥٥iiii٥٦ii

يوسف عليه السلام

عاش يوسف -عليه السّلام- مئة وعشرين عاماً (120)، وجاء في التّوراة أنَّه عاش مئة وعشرة سنوات (110)، واسمه يوسف بن يعقوب من رُسل الله إلى بني إسرائيل، وقد عُرفَ بكرم خُلُقه وسلوكه، وقد روى البخاري عن رسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: مَن أَكْرَمُ النَّاسِ؟ قالَ: أَتْقَاهُمْ لِلَّهِ قالوا: ليسَ عن هذا نَسْأَلُكَ، قالَ: فأكْرَمُ النَّاسِ يُوسُفُ نَبِيُّ اللَّهِ، ابنُ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ)،ii٥٧ii ويوسف هي كلمة عربيّة تَرجع إلى الحزن والأَسف، وهذا يتناسب مع حياة يوسف -عليه السّلام- المليئة بالمِحن والمشاق، وقد خُصِّصت سورة كاملة باسمه في القرآن الكريم، وكان -عليه السلام- يتميّز بحُسن الخِلقة.ii٥٨ii وقيل إنَّه عاش مئة وخمسة وعشرين عام (125 عام)، وقد فارق والده وعمره اثنين وعشرين سنة، وأقام معه سبع عشرة سنة.ii٥٥ii

شعيب عليه السلام

خلت كتب المؤرّخين من تحديد الفترة الزّمنيّة التي عاش فيها شعيب -عليه السلام- بشكل دقيق، لكنَّهم ذكروا أنَّه عاش في الفترة بعد لوط -عليه السّلام-، لقوله -تعالى- بعد ذكر قصّته في القرآن الكريم: (وَما قَومُ لوطٍ مِنكُم بِبَعيدٍ)،ii٥٩ii وكان قبل موسى -عليه السّلام- لقوله -تعالى- بعد ذكر عددٍ من الرّسل ومنهم شعيب -عليه السلام-: (ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم موسى بِآياتِنا إِلى فِرعَونَ وَمَلَئِهِ).ii٦٠ii

وقيل إنَّه عاش أربعمئة عاماً (400)، وقد عاصر إسماعيل وإسحاق -عليهما السّلام-، ويرى بعض المؤرخين أنَّ نسب شعيب -عليه السّلام- ينتهي إلى الكلدانيين، وذكر ابن عساكر أنَّ أمّ شُعيب هي بنت لوط -عليه السّلام-، وكانت ممَّن آمن بسيّدنا ابراهيم -عليه السّلام-، وأُرسِل إلى أصحاب الأيكة، لكنَّهم كذّبوه، فأهلكهم الله -تعالى-، ونجّى شعيب -عليه السّلام- ومن آمن معه، وقد وصَفه الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- فقال إنَّه خطيب الأنبياء، وذلك لشدّة حِلمه على قومه بالرغم من تكذيبهم له.ii٦١ii

أيوب عليه السلام

عاش أيوب -عليه السّلام- ثلاثاً وتسعين عاماً (93)، هو رجلٌ من الروم، ونسبه أيوب بن موص بن زراح بن العيص بن إسحق ابن إبراهيم، وهذا ما ذكره ابن اسحاق، وذكر غيره أنَّه أيوب بن موص بن رعويل بن العيص بن إسحق بن يعقوب، والصحيح أنَّه من سلالة العيص، وكان يسكن في منطقة الثنية بحوران، وابتلاه الله بالمرض سنواتٍ طويلة، وذُكرت قصّته في سورة ص، وقد بعث الله -تعالى- بعده ابنه البشر بن أيوب وسمّاه ذا الكفل، وكان يُقيم في الشّام على ما ذكره الطبري.ii٦٢iiii٦٣ii

موسى وهارون عليهما السلام

عاش موسى -عليه السّلام- مئة وعشرون عاماً (120)، وقد وُلد بعد وفاة يوسف -عليه السّلام- بثلاثة وستين سنة، وهارون أكبر ميلاداً من موسى بثلاث سنين، وكان عمره حين تُوفي مئة واثنين وعشرين عاماً (122)، وقد جعل الله -تعالى- موسى -عليه السّلام- من أُولي العزم من الرّسل، وقد وُلِد في وقت اضطهاد فرعون وقتل المواليد الذكور في تلك الفترة، وأيَّده الله -تعالى- بأخيه هارون نبيّاً ومُعيناً له في دعوته، قال الله -تعالى-: (ثُمَّ بَعَثنا مِن بَعدِهِم موسى وَهارونَ إِلى فِرعَونَ وَمَلَئِهِ بِآياتِنا فَاستَكبَروا وَكانوا قَومًا مُجرِمينَ* فَلَمّا جاءَهُمُ الحَقُّ مِن عِندِنا قالوا إِنَّ هـذا لَسِحرٌ مُبينٌ)،ii٦٤ii أمّا نَسَبهما فهما موسى وهارون ابنا عمران بن قاهات بن لاوي بن يعقوب بن اسحاق بن إبراهيم، وأمُّهم هي: يوكابد بنت لاوي عمة عمران، ولم يكن زواج العمة محرماً وقتها.

وقد ذُكرت قصّة موسى -عليه السّلام- في العديد من المواضع في القرآن الكريم بشكلٍ مطوَّلٍ وأحياناً مختصر، ويَرجع السّبب في قتل فرعون للأبناء الذكور في تلك الفترة هو أنَّ بني إسرائيل كانوا يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم -عليه السّلام-، وهو أنّه سيخرج من ذرّيّته غلاماً يكون هلاك ملك مصر على يَديه، وقد كان فرعون في ذلك ّالزمان متجبّراً، وطاغياً، ويتمرّد على طاعة ربّ العالمين، وقد فرّق قومه، وذبّح أبناءهم، قال -تعالى-: (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).ii٦٥iiii٦٦ii

داود عليه السلام

عاش داود -عليه السّلام- سبعين عاماً (70)، وقد دام مُلكه أربعين سنة، وأوصى بالُملك لابنه سُليمان بعد وفاته، ورُوُيَ أنَّ داود -عليه السّلام- عاش مئة عام (100)،ii٦٧ii واسمه داود بن ميشا بن عويل من ولد يهودا، أطاعه بني إسرائيل لأنَّ الله -تعالى- أعطاه مُلك طالوت، وعلّمه صنعة الحديد، وأعطاه حُسْن الصوت، وأنزل عليه كتاب الزّبور، وأَمَر الجبال والطّير أن تُسبِّح معه، ولمَّا بلغ ستّين سنةً تزوّج بِأُوريا التي ولدت له سليمان -عليه السّلام-، وقد حصلت على يده العديد من الفتوحات،ii٦٨ii مثل فتح فلسطين، وبلد عمان، ومؤاب، وحلب، وبلاد الأرمن.ii٦٩ii

سليمان عليه السلام

عاش سليمان -عليه السلام- اثنين وخمسين عاماً (52)، وقد دام ملكه أربعين سنة، وانفرد سُليمان هو ووالده داود -عليهما السّلام- بأن آتاهم الله المُلك والنبوّة، وقد ذكر الله -تعالى- نبوّته في القرآن الكريم بقوله: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)،ii٧٠ii وكان عمره اثنتا عشرة سنة عندما استلم الملك، وقد آتاه الله من المُلك والحكمة ما لم يؤتِ أحداً من العالمين، وكان سليمان -عليه السّلام- هو من ابتدأ بعمارة بيت المقدس في السنة الرابعة من مُلكه.ii٧١ii

وكان قد تدرّب على المشاركة في أمور القضاء والحكم من خلال مساعدته لوالده في تدبير أمور الدولة، ورجوع والده لرأيه، وذلك لصوابه ودقّته،ii٧٢ii وقد أوصى سُليمان -عليه السّلام- مَلك الموت أن يُخبِره بموعد وفاته، فعندما أُمر بقبض روحه أخبره قبل ساعة من الوقت المحدّد، فأمر الشياطين فبنوا عليه صرحاً من قوارير ليس له باب، فاتّكأ على عصاه وهو يُصلّي، فقَبَض ملك الموت روحه وبقي متّكئاً على عصاه، فعمل الجن بين يديه وهم يحسبون أنَّه حي، فبعث الله -تعالى- دابّة الأرض تأكل عصاه، فعرفت الجنّ وقتها أنَّه مات، وهذا ما وصفه الله -تعالى- في قوله: (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ).ii٧٣iiii٧٤ii

إلياس واليسع عليهما السلام

اليسع وإلياس هما نبيان من أنبياء بني إسرائيل، وقد خلت كتب المؤرّخين من تحديد المدّة التي عاشها كلّ منهما،ii٧٥iiii٧٦ii ومن ذرّيّة ابراهيم -عليه السّلام-، وقيل إنَّ اليسع هو ابن عم إلياس،ii٧٦ii وإلياس هو ابن العيزار بن هارون بن عمران، واليسع بن أخطوب، وقد أُرسل إلياس إلى أهل بعلبك، وكانوا يعبدون الأصنام فدعا عليهم، فأرسل الله عليهم مطر استمرّ ثلاث سنوات حتى طلبوا من إلياس أن يدعوا لهم أن يرفعه الله عنهم ويؤمنوا، لكن عندما دعا الله لهم وفرَّج الله عنهم لم يتوبوا، فسأل إلياس الله -تعالى- أن يقبض روحه، وقد كان اليسع تلميذ إلياس.ii٧٧ii

يونس عليه السلام

كان مبعث يونس بن متّى -عليه السّلام- بعد سُليمان بستمئة سنة، وقصتة المشهورة هي التقام الحوت له في اللّيل وتسبيحه داخل بطن الحوت، واستمراره فيه لمدة أربعين يوماً، ودعائه المشهور الذي ذُكر في القرآن الكريم: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).ii٧٨iiii٧٩ii

ومتَّى هي والدة يونس -عليه السّلام-، فكان هو وعيسى بن مريم -عليهما السّلام- مَن عُرِفا بأمّهاتهم، وقيل إنَّه كان من أحفاد بنيامين، وقد بُعِثَ لبني إسرائيل، وكان قومه يعبدون الأصنام، ولمّا نهاهم عن ذلك ودعاهم إلى عبادة الله -تعالى- وحده رفضوا ذلك، وحذّرهم بالعذاب بيومٍ محدّدٍ، وذهب غاضباً وركب في سفينة، فلم تتحرّك، وتساهم أهل السّفينة على إلقاء أحدهم بالبحر حتى تسير السّفينة، فوقعت المساهمة على يونس -عليه السّلام-، فألقوه في البحر والتقمه الحوت.ii٨٠iiii٨١ii

زكريا وابنه يحيى عليهما السلام

كان عمر يَحيى -عليه السّلام- عند وفاته ثلاثين عاماً، وقد نشأ على الصّلاح والعلم، وذكره الله -تعالى- في قوله: (يا يَحيى خُذِ الكِتابَ بِقُوَّةٍ)،ii٨٢ii وقد مات مقتولاً، وقُتِلَ معه عددٌ من العلماء وقيل منهم زكريا، وقيل إنَّه مات قبل ذلك، وزكريا -عليه السّلام- هو من كفل مريم بعد وفاة والدها؛ وولدت مريمُ عيسى -عليه السّلام- بعد ولادة يحيى بثلاث سنين،ii٨٣ii وقيل إنَّه وُلد قبله بستّة أشهر،ii٨٤ii وقد سمّاه الله بهذا الاسم للدّلالة على أنَّ قلبه حيٌّ بالمحبة، وجسمه حيٌّ بالطّاعة، ولسانه حيٌّ بالذّكر، وباطنه حيٌّ بالعلم، وقيل إنَّه أوّل من آمن بعيسى -عليه السّلام-.ii٨٥ii

عيسى عليه السلام

لم يمُت عيسى -عليه السلام-، بل رفعه الله -تعالى- إليه، وسينزل في آخر الزمان، وكان عيسى -عليه السّلام- آخر الرّسل التي أُرسلت إلى بني إسرائيل، وكان لقبه المسيح، وكنيته ابن مريم، وكان يُسمّيه النّصارى يَسوع؛ أيّ المُخلِّص، كناية على أنَّه خلَّص الكثيرين من ضلالاتهم، وقد حملت به أمه دون زواج، وهذا ما وصفه الله -تعالى- في قوله: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ).ii٨٦iiii٨٧ii

وقيل إنَّ مولد عيسى -عليه السّلام- كان في الرابع والعشرين من شهر كانون الأوّل، وعند ولادته تساقط على أمِّه رُطباً جنيّاً من شجرةٍ غير مثمرة، وجرت الماء عندها من مكان ليس فيه نهر كنوع من المعجزات التي رافقت ولادته -عليه السّلام-، وقد تكلَّم في المهد مثبتاً براءة أمّه، وعندما أراد قومه أن يقتلوه شبَّه الله -تعالى- لهم من يدلّهم على مكانه، وجعلهم يصلبونه، فظنّوا أنَّهم قد صلبوا عيسى -عليه السّلام-، ولكن رفعه الله إليه وكان يبلغ من العمر ثلاثاً وثلاثين سنة، وكانت مدة دعوته ثلاث سنين، وقد حمل دعوته من بعده أنصاره.ii٨٧ii

وقال الحسن البصريّ إنَّ عمر عيسى -عليه السّلام- عندما رُفع كان أربعاً وثلاثين سنة، وقد ورد في الحديث أنَّ أهل الجنّة يدخلون على عمر عيسى -عليه السّلام-، حيث ورد في قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يدخلُ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ على طولِ آدمَ ستينَ ذراعًا بذراعِ الملَكِ، على حُسنِ يوسفَ، وعلى ميلادِ عيسى، ثلاثٍ وثلاثينَ سنةً، وعلى لسانِ محمدٍ، جُرْدٌ مُرْدٌ مُكحلُونَ).ii٨٨iiii٨٩ii وليس بين عيسى -عليه السلام- والنبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- نبيّاً آخر، وقد بشَّر به وبرسالته للعالمين، وهو أحد أولي العزم من الرّسل، وقد اضَّهده اليهود وآذوه وحاولوا قتله،ii٩٠ii وقيل إنَّ الله -تعالى- رفعه في ليلة القدر من جبل بيت المقدس، ثمَّ ظهر لأمّه وطمأنها وقابل الحواريّين وثبّتهم في الأرض.ii٩١ii

محمد صلى الله عليه وسلم

جاء في صحيح البخاري أنَّ النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- تُوفّي وعمره ثلاثة وستين عاماً، ووُلد سيّدنا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في الثاّني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، في سنة خمسمئة وسبعين (570)، وأُوحيَ إليه في سنِّ الأربعين، وأمره الله -تعالى- بتبليغ دعوته بعد ثلاث سنوات من نبوّته، وبقيَ بعدها عشر سنوات في مكّة المكرّمة، ثمَّ أذِن الله -تعالى- له بالهجرة إلى المدينة المنوّرة، واستمرَّ فيها عشر سنوات، وبعد أن أكمل تبليغ الدّين قبضه الله -تعالى- في الثّاني عشر من ربيع الأول في السنة الحادية عشرة من الهجرة.ii٩٢ii

وأمَّا نسبه فهو أبو القاسم مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف، وقد تُوفيَّ والده وهو جنين في بطن أمّه على الأصح،ii٩٣ii وكانت مرضعته -عليه الصّلاة والسّلام- حليمة السّعدية التي أقام معها خمس سنوات، ثمَّ ردّته إلى أمّه التي تُوفّيت في منطقة الأبواء وكان عمره -عليه السّلام- عندها ست سنوات.ii٩٤ii

ترتيب الأنبياء والمدة بينهم

بعث الله -تعالى- الأنبياء لدعوة النّاس إلى عبادة الله -تعالى- وحده، وكان أول نبيٍّ هو آدم -عليه السّلام-، وبقيَ النّاس على الإسلام حتى زمن إدريس -عليه السّلام-، ثمَّ بُعث نوح -عليه السّلام-، ثمَّ بُعث هود -عليه السّلام-، ثمَّ أُرسل صالح -عليه السّلام-، ثُمّ إبراهيم -عليه السّلام-،ii٩٥ii وقد جاء بعد إبراهيم -عليه السّلام- إسماعيل وإسحاق -عليهما السلام-، ثمَّ يعقوب -عليه السلام-، ثمَّ يوسف -عليه السلام-، ثمَّ بعث الله -تعالى- نبيّه أيوب -عليه السّلام-، ثمَّ ذي الكفل -عليه السّلام-، ولم يُفصّل الله -تعالى- نبوّته ولكَّنها ذُكرت، ثمَّ بُعث يونس -عليه السّلام-، وقد ذكره ابن كثير بعد موسى -عليه السّلام-، وجاء مع موسى أخاه هارون -عليهما السّلام-.ii٩٦ii

واختلف العلماء في نُبوَّة الخضر الذي عاصر موسى وهارون -عليهما السّلام-، ثمَّ بعث الله -تعالى- يوشع بن نون، وقد وردت نبوّته في السنّة النبويّة، ثمَّ إلياس وبعده اليسع -عليهما السلام-، ثمَّ جاء بعدهم نبيٌّ لم يُصرِّح القرآن الكريم باسمه، قال -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين)،ii٩٧ii وقد عاصر داود -عليه السّلام- الذي جاء بعده ابنه سليمان -عليه السّلام-، ثمَّ جاء زكريا وابنه يحيى ثم عيسى -عليهم السّلام-، وبعد عيسى -عليه السّلام- بُعث الرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وكان خاتم الأنبياء والمرسلين -صلوات الله عليه-، قال الله -تعالى-: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا).ii٩٨iiii٩٦ii



شاركنا تقييمك




اقرأ ايضا

- [ وسطاء عقاريين السعودية ] رشا علي سليمان المنصوري ... تبوك ... منطقة تبوك
- [ مؤسسات البحرين ] المسرحي للقومسيون ذ.م.م ... المحرق
- [ مؤسسات البحرين ] صالون 999 شركة تضامن بحرينية لاصحابها عبدالعزيز سعود الشهراني وشركائة ... المنطقة الجنوبية
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] منيرة سليمان عبدالرحمن السعيد ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ تعرٌف على ] طولكرم
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] عبدالله غبيشان سرحان السبيعي ... الدمام ... المنطقة الشرقية
- [ دليل أبوظبي الامارات ] نور البدر لخدمات الافراح ... أبوظبي
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] عبيدان جفال بن مدغم السبيعي ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] خالد ابن علي ابن سعيد ابن ناله ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] جميله عبدالله جبر المطيري ... الرياض ... منطقة الرياض
- [ اثاث منزلى السعودية ] معرض رؤية المنزل
- [ تعرٌف على ] العلاقات البلجيكية السلوفينية
- [ الشاي والقهوة ] أهم 9 معلومات عن فوائد و أضرار الشاي
- [ وسطاء عقاريين السعودية ] سعيد بن احمد بن عطيه الزهراني ... مكه المكرمه ... منطقة مكة المكرمة
- [ متاجر السعودية ] إم دبليو العناية بالجمال ... الرياض ... منطقة الرياض
 
شاركنا رأيك بالموضوع
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات دليل خدمات السعودية و عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ متاجر السعودية ] إم دبليو العناية بالجمال … الرياض … منطقة الرياض ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 2024/06/06




تواصل معنا