شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الاحد 28 ابريل 2024 , الساعة: 2:50 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع [ فــــــرصة ] عن جابر - رضي الله عنه - قال: إنا كنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال: «أنا نازل» ثم قام، وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: «كم هو» ؟ فذكرت له، فقال: «كثير طيب قل لها لا تنزع البرمة، ... ولا الخبز من التنور حتى آتي» فقال: «قوموا» ، فقام المهاجرون والأنصار، فدخلت عليها فقلت: ويحك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار ومن معهم! قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، قال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا، وبقي منه، فقال: «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة»( متفق عليه) وفي رواية قال جابر: لما حفر الخندق رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر معك، فصاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا أهل الخندق: إن جابرا قد صنع سؤرا فحيهلا بكم» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» فجئت، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك! فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت عجينا، فبسق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم، ولا تنزلوها» وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. قوله: «عرضت كدية» بضم الكاف وإسكان الدال وبالياء المثناة تحت، وهي قطعة غليظة صلبة من الأرض لا يعمل فيها الفأس، ... و «الكثيب» أصله تل الرمل، والمراد هنا: صارت ترابا ناعما، وهو معنى «أهيل» . و «الأثافي» : الأحجار التي يكون عليها القدر، و «تضاغطوا» : تزاحموا. و «المجاعة» : الجوع، وهو بفتح الميم. و «الخمص» : بفتح الخاء المعجمة والميم: الجوع، و «انكفأت» : انقلبت ورجعت. و «البهيمة» بضم الباء، تصغير بهمة وهي، العناق، بفتح العين. و «الداجن» : هي التي ألفت البيت: و «السؤر» الطعام الذي يدعى الناس إليه؛ وهو بالفارسية. و «حيهلا» أي تعالوا. وقولها «بك وبك» أي خاصمته وسبته، لأنها اعتقدت أن الذي عندها لا يكفيهم، فاستحيت وخفي عليها ما أكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه - صلى الله عليه وسلم - من هذه المعجزة الظاهرة والآية الباهرة. «بسق» أي: بصق؛ ويقال أيضا: بزق، ثلاث لغات. و «عمد» بفتح الميم، أي: قصد. و «اقدحي» أي: اغرفي؛ والمقدحة: المغرفة. و «تغط» أي: لغليانها صوت، والله أعلم. في هذا الحديث: معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفضيلة لأصحابه رضي الله عنهم، حيث صبروا معه على الجوع والحرب، فأثابهم الله على ذلك بأن استخلفهم في الأرض، ومكن لهم دينهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، مع ما أعد لهم من الثواب في الجنة. # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 15/11/2023

اعلانات

[ فــــــرصة ] عن جابر - رضي الله عنه - قال: إنا كنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال: «أنا نازل» ثم قام، وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: «كم هو» ؟ فذكرت له، فقال: «كثير طيب قل لها لا تنزع البرمة، ... ولا الخبز من التنور حتى آتي» فقال: «قوموا» ، فقام المهاجرون والأنصار، فدخلت عليها فقلت: ويحك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار ومن معهم! قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، قال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا، وبقي منه، فقال: «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة»( متفق عليه) وفي رواية قال جابر: لما حفر الخندق رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر معك، فصاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا أهل الخندق: إن جابرا قد صنع سؤرا فحيهلا بكم» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» فجئت، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك! فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت عجينا، فبسق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم، ولا تنزلوها» وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. قوله: «عرضت كدية» بضم الكاف وإسكان الدال وبالياء المثناة تحت، وهي قطعة غليظة صلبة من الأرض لا يعمل فيها الفأس، ... و «الكثيب» أصله تل الرمل، والمراد هنا: صارت ترابا ناعما، وهو معنى «أهيل» . و «الأثافي» : الأحجار التي يكون عليها القدر، و «تضاغطوا» : تزاحموا. و «المجاعة» : الجوع، وهو بفتح الميم. و «الخمص» : بفتح الخاء المعجمة والميم: الجوع، و «انكفأت» : انقلبت ورجعت. و «البهيمة» بضم الباء، تصغير بهمة وهي، العناق، بفتح العين. و «الداجن» : هي التي ألفت البيت: و «السؤر» الطعام الذي يدعى الناس إليه؛ وهو بالفارسية. و «حيهلا» أي تعالوا. وقولها «بك وبك» أي خاصمته وسبته، لأنها اعتقدت أن الذي عندها لا يكفيهم، فاستحيت وخفي عليها ما أكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه - صلى الله عليه وسلم - من هذه المعجزة الظاهرة والآية الباهرة. «بسق» أي: بصق؛ ويقال أيضا: بزق، ثلاث لغات. و «عمد» بفتح الميم، أي: قصد. و «اقدحي» أي: اغرفي؛ والمقدحة: المغرفة. و «تغط» أي: لغليانها صوت، والله أعلم. في هذا الحديث: معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفضيلة لأصحابه رضي الله عنهم، حيث صبروا معه على الجوع والحرب، فأثابهم الله على ذلك بأن استخلفهم في الأرض، ومكن لهم دينهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، مع ما أعد لهم من الثواب في الجنة. # اخر تحديث اليوم 2024-04-28

آخر تحديث منذ 5 شهر و 14 يوم
1 مشاهدة

تم النشر اليوم 2024-04-28 |
عن جابر - رضي الله عنه - قال: إنا كنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال: «أنا نازل» ثم قام، وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: «كم هو» ؟ فذكرت له، فقال: «كثير طيب قل لها لا تنزع البرمة، ... ولا الخبز من التنور حتى آتي» فقال: «قوموا» ، فقام المهاجرون والأنصار، فدخلت عليها فقلت: ويحك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار ومن معهم! قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، قال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا، وبقي منه، فقال: «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة»( متفق عليه) وفي رواية قال جابر: لما حفر الخندق رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر معك، فصاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا أهل الخندق: إن جابرا قد صنع سؤرا فحيهلا بكم» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» فجئت، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك! فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت عجينا، فبسق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم، ولا تنزلوها» وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. قوله: «عرضت كدية» بضم الكاف وإسكان الدال وبالياء المثناة تحت، وهي قطعة غليظة صلبة من الأرض لا يعمل فيها الفأس، ... و «الكثيب» أصله تل الرمل، والمراد هنا: صارت ترابا ناعما، وهو معنى «أهيل» . و «الأثافي» : الأحجار التي يكون عليها القدر، و «تضاغطوا» : تزاحموا. و «المجاعة» : الجوع، وهو بفتح الميم. و «الخمص» : بفتح الخاء المعجمة والميم: الجوع، و «انكفأت» : انقلبت ورجعت. و «البهيمة» بضم الباء، تصغير بهمة وهي، العناق، بفتح العين. و «الداجن» : هي التي ألفت البيت: و «السؤر» الطعام الذي يدعى الناس إليه؛ وهو بالفارسية. و «حيهلا» أي تعالوا. وقولها «بك وبك» أي خاصمته وسبته، لأنها اعتقدت أن الذي عندها لا يكفيهم، فاستحيت وخفي عليها ما أكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه - صلى الله عليه وسلم - من هذه المعجزة الظاهرة والآية الباهرة. «بسق» أي: بصق؛ ويقال أيضا: بزق، ثلاث لغات. و «عمد» بفتح الميم، أي: قصد. و «اقدحي» أي: اغرفي؛ والمقدحة: المغرفة. و «تغط» أي: لغليانها صوت، والله أعلم. في هذا الحديث: معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفضيلة لأصحابه رضي الله عنهم، حيث صبروا معه على الجوع والحرب، فأثابهم الله على ذلك بأن استخلفهم في الأرض، ومكن لهم دينهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، مع ما أعد لهم من الثواب في الجنة.
شاركنا رأيك

 
التعليقات

لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ فــــــرصة ] عن جابر - رضي الله عنه - قال: إنا كنا يوم الخندق نحفر، فعرضت كدية شديدة، فجاؤوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال: «أنا نازل» ثم قام، وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - المعول، فضرب فعاد كثيبا أهيل أو أهيم، فقلت: يا رسول الله، ائذن لي إلى البيت، فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا ما في ذلك صبر فعندك شيء؟ فقالت: عندي شعير وعناق، فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة، ثم جئت النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعجين قد انكسر، والبرمة بين الأثافي قد كادت تنضج، فقلت: طعيم لي، فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان، قال: «كم هو» ؟ فذكرت له، فقال: «كثير طيب قل لها لا تنزع البرمة، ... ولا الخبز من التنور حتى آتي» فقال: «قوموا» ، فقام المهاجرون والأنصار، فدخلت عليها فقلت: ويحك جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار ومن معهم! قالت: هل سألك؟ قلت: نعم، قال: «ادخلوا ولا تضاغطوا» فجعل يكسر الخبز، ويجعل عليه اللحم، ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه، ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر ويغرف حتى شبعوا، وبقي منه، فقال: «كلي هذا وأهدي، فإن الناس أصابتهم مجاعة»( متفق عليه) وفي رواية قال جابر: لما حفر الخندق رأيت بالنبي - صلى الله عليه وسلم - خمصا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمصا شديدا، فأخرجت إلي جرابا فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن فذبحتها، وطحنت الشعير، ففرغت إلى فراغي، وقطعتها في برمتها، ثم وليت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: لا تفضحني برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن معه، فجئته فساررته، فقلت: يا رسول الله، ذبحنا بهيمة لنا، وطحنت صاعا من شعير، فتعال أنت ونفر معك، فصاح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: «يا أهل الخندق: إن جابرا قد صنع سؤرا فحيهلا بكم» فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينكم حتى أجيء» فجئت، وجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - يقدم الناس، حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك! فقلت: قد فعلت الذي قلت لي. فأخرجت عجينا، فبسق فيه وبارك، ثم عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثم قال: «ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم، ولا تنزلوها» وهم ألف، فأقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هي، وإن عجيننا ليخبز كما هو. قوله: «عرضت كدية» بضم الكاف وإسكان الدال وبالياء المثناة تحت، وهي قطعة غليظة صلبة من الأرض لا يعمل فيها الفأس، ... و «الكثيب» أصله تل الرمل، والمراد هنا: صارت ترابا ناعما، وهو معنى «أهيل» . و «الأثافي» : الأحجار التي يكون عليها القدر، و «تضاغطوا» : تزاحموا. و «المجاعة» : الجوع، وهو بفتح الميم. و «الخمص» : بفتح الخاء المعجمة والميم: الجوع، و «انكفأت» : انقلبت ورجعت. و «البهيمة» بضم الباء، تصغير بهمة وهي، العناق، بفتح العين. و «الداجن» : هي التي ألفت البيت: و «السؤر» الطعام الذي يدعى الناس إليه؛ وهو بالفارسية. و «حيهلا» أي تعالوا. وقولها «بك وبك» أي خاصمته وسبته، لأنها اعتقدت أن الذي عندها لا يكفيهم، فاستحيت وخفي عليها ما أكرم الله سبحانه وتعالى به نبيه - صلى الله عليه وسلم - من هذه المعجزة الظاهرة والآية الباهرة. «بسق» أي: بصق؛ ويقال أيضا: بزق، ثلاث لغات. و «عمد» بفتح الميم، أي: قصد. و «اقدحي» أي: اغرفي؛ والمقدحة: المغرفة. و «تغط» أي: لغليانها صوت، والله أعلم. في هذا الحديث: معجزة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفضيلة لأصحابه رضي الله عنهم، حيث صبروا معه على الجوع والحرب، فأثابهم الله على ذلك بأن استخلفهم في الأرض، ومكن لهم دينهم، وبدلهم من بعد خوفهم أمنا، مع ما أعد لهم من الثواب في الجنة. # اخر تحديث اليوم 2024-04-28 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 15/11/2023


اعلانات العرب الآن