تم النشر اليوم 2024/06/07 | المحيط هو المؤثر بالسلوك الشخصي

الصديق السيء

ان ما ذكر سابقا عن المحيط هو المساعد الاول للانخراط في جو السوء او عدمه، هو بعينه المؤثر الأكبر الذي يتأثر به الطفل او الراشد مما ينعكس سلبا او ايجابا على شخصيته. فلو كان الرقيب المتمثل بالاهل حريصا على متابعة الجو الذي يعيش فيه فلذات اكبادهم لتجنبوا وقوعهم في فخ معاشرة اصدقاء السوء.ان الدور الذي يلعبه الاهل هو الدور البارز في المتابعة والملاحقة لهذا الموضوع وعند غياب ذلك فان الاولاد ينخرطون مع ذوي الاخلاق السيئة دون رقيب مما يؤثر عليهم حيث يصبحون هم القدوة لهم بدل اهلهم.قد تكون شخصية الام والاب في هذه المرحلة هي من الشخصيات الضعيفة التي لا تملك القدرة على القيادة والتوجيه مما يستصعب توجيه اولادهم الى الصواب ونهيهم عن سلوك طريق الخطأ، واهمالهم في هذه المرحلة يوقعهم في المصيبة الكبرى وهي عدم القدرة على السيطرة على ابنائهم وردعهم عن اصدقاء السوء، اذ ان اصدقائهم اصبحوا هم من يدير الدفة وهم من يملك السيطرة لتوجيه الابناء وجعلهم ينخرطون في اسوأ انواع اساليب الحياة التي قد تطال السرقة والمخدرات والادمان واحيانا ما هو اسوأ من ذلك.غالبا ما يتأثر الاصحاب بأصدقائهم في هذه المرحلة وفي كل المراحل، حيث ينعكس الجو الذي يعيشونه على الطريقة التي يعيشون بها.فاخطر الامور هو سعي الصديق الى تقليد اصدقائه في كل افعالهم وافوالهم، وايضا قضاء الوقت الكثير معهم، الامر الذي يكون له تاثير كبير على سلوك الشخص، فان كانوا سيئين فإنه سيبدأ شيئاً فشيئاً باقتراف ما يقترفونه من أعمال سيئة، تتنافى مع التعاليم الدينية، والتقاليد المجتمعية المختلفة، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على الأصدقاء الجيدين الذين قد يرفعون صديقهم إلى أعلى المراتب والمستويات، فليس هناك هدية أفضل من الأصدقاء أصحاب الأخلاق الرفيعة، وأصحاب طموحات عالية في الدنيا، والآخرة.غالبا ما نرى في محيطنا العديد من الشبان والشابات الجيدين والسيئين، ولكن الجيد في الموضوع ان ابنائنا يدركون من هو الشخص السيء ومن هو الجيد، حيث يتجنبون بذلك عشرة الاشخاص السيئين ويفضلون الابتعاد عن التعاطي معه.

الصديق

ليس الصديق هو صديق الكبر، انما معظم الأصدقاء هم أصدقاء الطفولة، الذين يتركون الأثر الكبير فينا والذين نحبهم ونعشقهم منذ صغرنا اكثر منه عندما نكبر.لذلك التحدث ان اصدقاء الطفولة هو من المواضيع الشيقة والعزيزة التي يتناولها معظم من لديهم أصدقاء الطفولة. فالكثير من الاطفال لا يملكون الاصدقاء الا عند ذهابهم الى المدرسة حيث يبدأون هناك بتكوين الصداقات المبتدئة، وان كانوا يملكون أصدقاء خارج المدرسة فهم اما اصدقاء العائلة او الجيران وقد تكون لقاءاتهم قليلة.صديق الطفولة هو الصديق المرافق لك، وأخص بالذكر هنا صديق الدراسة، فربما لا تكون الصداقة على مقاعد الدراسة في السنوات الاولى من الدراسة حيث ان صغر السن لا يحمل الكثير من الوعي لماهية الصداقة ولكنها حتما ستترك أثرا للسنوات الاحقة وهي التي تقرر استمرار هذه الصداقة أم لا، والتأثيرات التي يمكن ان يتفاعل بها كل من الصديقين.لا أقول بأن صديق مقاعد الدراسة هو دائما صديق جيد وذو تربية حسنة، انما يمكن القول بأن المحيط الطفل هو الذي يقرر أكثر سبب التأثيرات على شخصية الفرد، لذلك لا يمكن ان يقتصر الموضوع على الاصدقاء الذين يصادفونك في الحياة.

نسبة الادراك

ان نسبة الادراك مهمة لدى أبنائنا، فهم بثقافتهم التي يحصلون عليها من المدرسة والبيت ومن الانترنت أحيانا التي تساهم في نشر معلومات عديدة عن الطرق الغير سليمة في الحياة وان من يلجأ اليها مصيره يكون الهلاك، فهذا يشكل نوع من الثقافة التي يتزود بها الأبناء، انطلاقا من المنزل الذي يعيش فيه مع ذويه ومرورا بالمدرسة والكلية والجامعة التي يتلقى فيها الجزء الكبير من ثقافته وثم الشارع المحيط بمسكنه والاماكن التي يقصدها للترفيه.فكلما كان الاطلاع لدى الأبناء واسعا وكلما كانت التحذيرات محيطة به لتعلمه وتكسبه معرفة الصح من الخطأ كلما كان ذلك ينعكس على شخصيته وادراكه للأمور ومخاطرها.ان التنمية الثقافية ممكن ان تنطلق من الاكاديمية التي بدورها لا تتوانى عن بث الندوات والمحاضرات التي تتناول القضايا المجتمعية المؤثرة بالطالب، وبالاضافة الى نقطة اخرى ايجابية هي الصراحة المبنية بين الابناء واهاليهم، حيث ان الصدق في التعامل مع الاهل هي المعيار الاول لنجاح العلاقة بينهم.نشر الوعي الدائم المحيط بالابناء من ابرز الدوافع على تقوية شخصيتهم ورفع مستوى الردع عندهم من الانزلاق في الاعمال المنافية للاخلاق.

دور الاصحاب في السلوك الشخصي

يلعب الاصحاب والاصدقاء الدور الكبير في التنمية الشخصية لكل فرد في المجتمع، فغالبا ما يتأثر الكثيرون بأصدقائهم بدءا من مرحلة الطفولة وصولا الى الجامعة. فالصديق هو المرافق الذي يقضي اغلب الوقت مع زميله او صديقه. ولذلك فان التأُثر السلبي او الايجابي الحاصل لا بد منه نظرا للفترة الطويلة التي يقضيها كل من الاصدقاء سويا.

الصديق الجيد وتأثيره الايجابي

غالبا ما تشكل العائلة وبالأخص الأم الرقيب الأول لهذا الموضوع، فتحرص دوما على التعرف الى جميع أصدقاء اولادها وادخالهم الى منزلها للتعرف شخصيا عليهم والتأكد من أخلاقهم وتربيتهم الحسنة. ان هذه المراقبة تكون شديدة الحرص وهي بذلك تشكل نوعا من الضمانة بأن الطفل هنا ليس لوحده في عملية انتقاء أصدقائه فاشراف الأم وحتى الأب يساهم في التأثير على انتقاء الاصدقاء، وذلك يبقى الطفل محاطا بالعناية في هذا الموضوع والمساعدة الدائمة والدعم.هذه الحالة التي يكون فيها الطفل مدعوما من قبل والديه يمكن القول بأنها تمثل النجاح وبأن الطفل نجح بالفعل في اختيار أصدقائه ربما لطيلة العمر حيث انه انتقى اشخاصا يشبهونه بالاخلاق والتربية وحسن الخلق. فهو حتى ولو تأخر في السهر ليلا مع أصدقائه الذين كبر معهم، لا يشكل الموضوع قلقا كبيرا لدى الأم حيث تكون محاطة علما بذلك وتعلم مع من يسهر ليلا وتعلم أيضا أين هو ومع من، فأما يكون في سهرة حضور مباراة لكرة القدم في احدى المقاهي المعروفة او في منزل احد أصدقائه او حتى سهرة عشاء فالمهم ان المبدأ الذي تربى عليه ونشأ عليه والذي أتاح له التمييز بين صديق السوء والصديق الجيد هو الساري المفعول.فغالبا ما يكون المحيط هو الراعي الاول والاخير لعملية انتقاء الاصدقاء ان كان في المدرسة او حتى خارجها. ان عملية زرع قدرة التمييز بين صديق السوء وصديق الخير تعتمد على الاهل وأيضا على المدرسة. فطالما ان الشخص يمتلك هذه الصفة فهو بالفعل قادر على قيادة نفسه بنفسه.