تم النشر اليوم 2024/06/06 | ذو القرنين.. تعرف على قصته مع يأجوج ومأجوج والدروس المستفادة منها

المعاني والأحداث في قصة ذي القرنين

تمكين الله لذي القرنين
(إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85)) الكهف ٨٤ – ٨٥، كان ذو القرنين ممكنا بأن أتاه الله علم الوصول إلى كل شيء وأعطاه الله كل شيء يحتاج إليه، كما علمه علم اللغات.(حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)) الكهف، بلغ ذو القرنين عينا تصب في المحيط الذي يصب فيه البحر الأبيض المتوسط، وهو المحيط الأطلسي وكان يعرف قديما ببحر الظلمات، فكانت الشمس تبدو وكأنها تغرب هناك، وكان التخيير في أمر من يقاتلهم، إما أن يعذبهم بالقتل أو يتخذ فيهم حسنا بالأسر.(قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)) الكهف ٨٧-٨٨، التعذيب هنا بالحبس وإقامة الحدود والقصاص، وأما الجزاء الحسن فهو التيسير في الزكاة والخراج.

ذو القرنين ويأجوج ومأجوج.. والدروس المستفادة

(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90)) الكهف ٨٩ – ٩٠، واصل ذو القرنين مسيرته شرقا كما بدأها غربا، فبلغ مطلع الشمس جهة المشرق فوجد قوما ليس لهم لباس يتسترون به من حر الشمس ولا بناء يستظلون فيه.(ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)) الكهف ٨٩ – ٩٥، ثم سلك ذو القرنين طريقا بين المشرق والمغرب متوجها من مطلع الشمس إلى الشمال (بعكس الجنوب) فوجد جبلين متقابلين وبينهما ثغرة يخرج منها يأجوج ومأجوج على بلاد الترك فيعيثون فسادا ويهلكون الحرث والنسل، وكان المقيمون في هذه الأرض لا يكادون يفقهون قولا بسبب لغتهم التي علمها الله لذي القرنين ولمحدودية قدرتهم في الفهم، وعرضوا على ذي القرنين أن يدفعوا له خراجا حتى يبني لهم سدا ليحبس يأجوج ومأجوج عنهم، فكان رده كريما بقوله: “ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما “، وهكذا قال ذو القرنين: “الذي أنا فيه خير من الذي تبذلونه، فأعينوني بجهد أبدانكم وأنفسكم ودعوني من أموالكم لأجعل بينكم وبينهم ردما وهو حاجز منيع وحجاب متين أكبر من السد لأنه يرتفع إلى مستوى الصدفين وهما مرتفعي الجبلين إذا تحاذيا كأن كل جبل صدفة مكملة للجبل الآخر”، ليصير الردم يجعل ما بين الجبلين كالواقع داخل صدفة تطبق عليه وهو أعلى ارتفاعا من السد، فيكون ذو القرنين وعدهم بما يفوق ما طلبوه منه وذلك هو اللائق بشأن الملوك.
وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض
وهكذا انتفع كل الناس مؤمنهم وغير مؤمنهم بهذا الردم الذي بناه ذو القرنين ليحجز فيه يأجوج ومأجوج لا يخرجون منه حتى ميقات الله الذي ينهدم فيه، ليخرج يأجوج ومأجوج بعد انتهاء فتنة الدجال، وصدق الله ومن أصدق من الله قيلا “كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال ” سورة الرعد – الآية ١٧.

أسباب نزول آيات القرآن عن ذي القرنين

يقول الله في كتابه العزيز في سورة الكهف: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَٰلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91)).وكان النضر بن الحارث يؤذي الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا ذكر فيه الله وحدث قومه ما أصاب من كان قبلهم من الأمم، وكان النضر يخلفه في مجلسه إذا قام، فقال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه، فهلموا فأنا أحدثكم بأحسن من حديثه ثم يحدثهم عن ملوك فارس، ثم إن قريشا بعثوه وبعثوا معه عقبة ابن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة وقالوا لهما: سلوا عن محمد وصفته وأخبروهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم من العلم ما ليس عندنا من علم الأنبياء، فخرجا حتى قدما إلى المدينة، فاسألا أحبار اليهود عن أحوال محمد، فقال أحبار اليهود: سلوه عن ثلاث: عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان من أمرهم، فإن حديثهم عجيب – يقصدون بهم أصحاب الكهف، وعن رجل طواف قد بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه – يقصدون ذا القرنين، وسلوه عن الروح ما هو؟ فإن أخبركم فهو نبي، وإلا فهو متقول، فلما قدم النضر وصاحبه مكة: قالا: قد جئناكم بفصل ما بيننا وما بين محمد.

أسباب لقب ذي القرنين

بلوغه المشرق والمغرب مسيرة ومعرفة وملكاً، ومدة ملكه بلغت مدة قرنين من الزمان، وكان له تاج ذو قرنين، وجاء في الخبر أن راهباً دخل على هشام بن عبد الملك فقال هشام للراهب: أرأيت ذا القرنين كان نبيا؟ فقال: لا، ولكنه إنما أعطي بأربع خصال كن فيه: كان إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى، وإذا حدث صدق، ولا يجمع شغل اليوم لغد.أسلم ذو القرنين على يد إبراهيم الخليل عليه السلام وطاف معه بالكعبة هو وإسماعيل عليه السلام وكان الخضر عليه السلام وزيره وقيل ابن خالته، وكان إذا مر بمكان إبراهيم عليه السلام ينزل عن فرسه حتى يفوت ويركب احتراما وتوقيرا لإبراهيم عليه السلام.

ذو القرنين.. من هو وأين كان وكم بقي؟

يقول الله تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا *إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا).قال ابن هشام: هو الإسكندر الذي بنى الإسكندرية، وذكر ياقوت الحموي عن أهل السير أن الإسكندر (ذا القرنين) بنى ثلاث عشرة مدينة وسماها كلها باسمه، ثم تغيرت من بعده وصار لكل واحدة منها اسم جديد، فمنها الإسكندرية التي بناها بالهند، ومنها الإسكندرية التي بسمرقند، ومنها الإسكندرية العظمى بمصر، ومنها الإسكندرية التي بأرض بابل – والله أعلم.عن سفيان الثوري، قال: بلغني أنه ملك الأرض كلها أربعة: مؤمنان وكافران: سليمان النبي وذو القرنين، ونمرود وبخت نصر، وقال ابن سحاق: لم يملك تمام الأرض إن ثلاثة من الملوك: نمرود وذو القرنين وسليمان.