شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم السبت 18 مايو 2024 - 4:32 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




غير مصنف

[ تفسير حديث جبريل في الايمانتعظيم قدر الصلاة – محمد بن نصر المروزى ] قال أبو عبد الله : اختلف الناس في تفسير حديث جبريل عليه السلام هذا، فقال طائفة من أصحابنا: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن تؤمن بالله» وما ذكر معه كلام جامع مختصر له غور، وقد أوهمت المرجئة في تفسيره فتأولوه على غير تأويله، قلة معرفة منهم بلسان العرب، وغور كلام النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قد أعطي جوامع الكلم وفواتحه، واختصر له الحديث اختصارا صلى الله عليه وسلم. أما قوله: «الإيمان أن تؤمن بالله» أن توحده وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمر، مجانبا للاستنكاب والاستكبار والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت مساخطه، وأما قوله: «وملائكته» فأن تؤمن بمن سمى الله لك منهم في كتابه، وتؤمن بأن لله ملائكة سواهم لا يعرف أساميهم وعددهم إلا الذي خلقهم. وأما قوله : «وكتبه» فأن تؤمن بما سمى الله من كتبه في كتابه، من التوراة، والإنجيل، والزبور خاصة، وتؤمن بأن لله سوى ذلك كتبا أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الذي أنزلها، وتؤمن بالفرقان، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الكتب، إيمانك بغيره من الكتب إقرارك به بالقلب واللسان، وإيمانك بالفرقان إقرارك به، واتباعك بما فيه. وأما قوله: «ورسله» فأن تؤمن بمن سمى الله في كتابه من رسله، وتؤمن بأن لله سواهم رسلا وأنبياء، لا يعلم أسماءهم إلا الذي أرسلهم، وتؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الرسل، إيمانك بسائر الرسل إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم إقرارك به وتصديقك إياه، واتباعك ما جاء به، فإذا اتبعت ما جاء به أديت الفرائض، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ووقفت عند الشبهات، وسارعت في الخيرات. وأما قوله: «واليوم الآخر» فأن تؤمن بالبعث بعد الموت ، والحساب والميزان، والثواب والعقاب، والجنة والنار، وبكل ما وصف الله به يوم القيامة. وأما قوله: «وتؤمن بالقدر كله خيره وشره» فأن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تقل: لولا كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولو كان كذا وكذا لم يكن كذا وكذا، قال: فهذا هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، واستدلوا على أن الإيمان هو ما ذكروه بالآيات التي تلوناها عند ذكر تسمية الله الصلاة وسائر الطاعات إيمانا وإسلاما ودينا، واستدلوا أيضا بما قص الله جل وعز من نبأ إبليس حين عصى ربه في سجدة أمر أن يسجدها لآدم فأباها، ثم قال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [الأعراف: 12]، قال الله تبارك وتعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [البقرة: 34] فهل جحد إبليس ربه وهو يقول: {رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} [الحجر: 39]، ويقول: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} [الحجر: 36] إيمانا منه بالبعث، وإيمانا بنفاذ قدرته في إنظاره إياه إلى يوم البعث . # أخر تحديث اليوم 2024/05/18

تم النشر اليوم 2024/05/18 |
قال أبو عبد الله : اختلف الناس في تفسير حديث جبريل عليه السلام هذا، فقال طائفة من أصحابنا: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن تؤمن بالله» وما ذكر معه كلام جامع مختصر له غور، وقد أوهمت المرجئة في تفسيره فتأولوه على غير تأويله، قلة معرفة منهم بلسان العرب، وغور كلام النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قد أعطي جوامع الكلم وفواتحه، واختصر له الحديث اختصارا صلى الله عليه وسلم. أما قوله: «الإيمان أن تؤمن بالله» أن توحده وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمر، مجانبا للاستنكاب والاستكبار والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت مساخطه، وأما قوله: «وملائكته» فأن تؤمن بمن سمى الله لك منهم في كتابه، وتؤمن بأن لله ملائكة سواهم لا يعرف أساميهم وعددهم إلا الذي خلقهم. وأما قوله : «وكتبه» فأن تؤمن بما سمى الله من كتبه في كتابه، من التوراة، والإنجيل، والزبور خاصة، وتؤمن بأن لله سوى ذلك كتبا أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الذي أنزلها، وتؤمن بالفرقان، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الكتب، إيمانك بغيره من الكتب إقرارك به بالقلب واللسان، وإيمانك بالفرقان إقرارك به، واتباعك بما فيه. وأما قوله: «ورسله» فأن تؤمن بمن سمى الله في كتابه من رسله، وتؤمن بأن لله سواهم رسلا وأنبياء، لا يعلم أسماءهم إلا الذي أرسلهم، وتؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الرسل، إيمانك بسائر الرسل إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم إقرارك به وتصديقك إياه، واتباعك ما جاء به، فإذا اتبعت ما جاء به أديت الفرائض، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ووقفت عند الشبهات، وسارعت في الخيرات. وأما قوله: «واليوم الآخر» فأن تؤمن بالبعث بعد الموت ، والحساب والميزان، والثواب والعقاب، والجنة والنار، وبكل ما وصف الله به يوم القيامة. وأما قوله: «وتؤمن بالقدر كله خيره وشره» فأن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تقل: لولا كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولو كان كذا وكذا لم يكن كذا وكذا، قال: فهذا هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، واستدلوا على أن الإيمان هو ما ذكروه بالآيات التي تلوناها عند ذكر تسمية الله الصلاة وسائر الطاعات إيمانا وإسلاما ودينا، واستدلوا أيضا بما قص الله جل وعز من نبأ إبليس حين عصى ربه في سجدة أمر أن يسجدها لآدم فأباها، ثم قال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [الأعراف: 12]، قال الله تبارك وتعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [البقرة: 34] فهل جحد إبليس ربه وهو يقول: {رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} [الحجر: 39]، ويقول: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} [الحجر: 36] إيمانا منه بالبعث، وإيمانا بنفاذ قدرته في إنظاره إياه إلى يوم البعث .

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تفسير حديث جبريل في الايمانتعظيم قدر الصلاة – محمد بن نصر المروزى ] قال أبو عبد الله : اختلف الناس في تفسير حديث جبريل عليه السلام هذا، فقال طائفة من أصحابنا: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «الإيمان أن تؤمن بالله» وما ذكر معه كلام جامع مختصر له غور، وقد أوهمت المرجئة في تفسيره فتأولوه على غير تأويله، قلة معرفة منهم بلسان العرب، وغور كلام النبي صلى الله عليه وسلم، الذي قد أعطي جوامع الكلم وفواتحه، واختصر له الحديث اختصارا صلى الله عليه وسلم. أما قوله: «الإيمان أن تؤمن بالله» أن توحده وتصدق به بالقلب واللسان، وتخضع له ولأمره، بإعطاء العزم للأداء لما أمر، مجانبا للاستنكاب والاستكبار والمعاندة، فإذا فعلت ذلك لزمت محابه، واجتنبت مساخطه، وأما قوله: «وملائكته» فأن تؤمن بمن سمى الله لك منهم في كتابه، وتؤمن بأن لله ملائكة سواهم لا يعرف أساميهم وعددهم إلا الذي خلقهم. وأما قوله : «وكتبه» فأن تؤمن بما سمى الله من كتبه في كتابه، من التوراة، والإنجيل، والزبور خاصة، وتؤمن بأن لله سوى ذلك كتبا أنزلها على أنبيائه، لا يعرف أسماءها وعددها إلا الذي أنزلها، وتؤمن بالفرقان، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الكتب، إيمانك بغيره من الكتب إقرارك به بالقلب واللسان، وإيمانك بالفرقان إقرارك به، واتباعك بما فيه. وأما قوله: «ورسله» فأن تؤمن بمن سمى الله في كتابه من رسله، وتؤمن بأن لله سواهم رسلا وأنبياء، لا يعلم أسماءهم إلا الذي أرسلهم، وتؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، وإيمانك به غير إيمانك بسائر الرسل، إيمانك بسائر الرسل إقرارك بهم، وإيمانك بمحمد صلى الله عليه وسلم إقرارك به وتصديقك إياه، واتباعك ما جاء به، فإذا اتبعت ما جاء به أديت الفرائض، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ووقفت عند الشبهات، وسارعت في الخيرات. وأما قوله: «واليوم الآخر» فأن تؤمن بالبعث بعد الموت ، والحساب والميزان، والثواب والعقاب، والجنة والنار، وبكل ما وصف الله به يوم القيامة. وأما قوله: «وتؤمن بالقدر كله خيره وشره» فأن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولا تقل: لولا كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولو كان كذا وكذا لم يكن كذا وكذا، قال: فهذا هو الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، واستدلوا على أن الإيمان هو ما ذكروه بالآيات التي تلوناها عند ذكر تسمية الله الصلاة وسائر الطاعات إيمانا وإسلاما ودينا، واستدلوا أيضا بما قص الله جل وعز من نبأ إبليس حين عصى ربه في سجدة أمر أن يسجدها لآدم فأباها، ثم قال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين} [الأعراف: 12]، قال الله تبارك وتعالى: {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} [البقرة: 34] فهل جحد إبليس ربه وهو يقول: {رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين} [الحجر: 39]، ويقول: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون} [الحجر: 36] إيمانا منه بالبعث، وإيمانا بنفاذ قدرته في إنظاره إياه إلى يوم البعث . ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن