تم النشر اليوم 2024/06/07 | بحث عن طه حسين .. 8 من ملامح حياة عميد الأدب العربي

من هو طه حسين؟

طه حسين هو عميد الأدب العربي، ولد في قرية من قرى الصعيد في مصر في يوم الجمعة الخامس عشر من نوفمبر عام 1889م، وقد تعرض منذ صغره للإصابة بمرض الرمد في العين، وهو ما أفقده البصر وهو صغير، وهو ما أثر في حياته بعد ذلك.
كان طه حسين طفلاً ذكياً للغاية وقوق الذاكرة، بدأ تعلمه في الكتّاب حيث تعلم القرآن الكريم وحفظه كاملاً، ثم التحق بالأزهر الشريف في القاهرة ليتم تعليمه الديني، ثم التحق في العام 1908م في الجامعة المصرية، ووصل حتى شهادة الدكتوراه في الآداب عام 1914م، وكانت شهادة الدكتوراه عن أبي العلاء المعري.

بعثة طه حسين إلى فرنسا

تعتبر من أهم الأحداث في حياته، حيث بعثته الجامعة المصرية في بعثة إلى فرنسا، وذلك ليقوم بالحصول على شهادة الدكتوراه للمرة الثانية، والتي كتبها عن الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون، وقد حصل عليها، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني.
وفي أثناء تواجده في البعثة الفرنسية التقى بزوجته سوزان بريسو والتي كان لها أكبر الأثر في حياته بعد ذلك، وهي أم أولاده أمينة ومؤنس، وقد بقيت معه في فرنسا أولاً، ثم بعد تركه فرنسا ورجوعه إلى مصر، عاشت معه حتى لحظاته الأخيرة، وقد كانت نعم السند والعون له في مسيرته العملية والأدبية.

أفكار ونظريات أدبية وآراء تركها عميد الأدب العربي

تكمن أهمية طه حسين في الآراء والأفكار والنظريات الأدبية التي تركها لنا، فهو من ضمن الأدباء الكبار الذين غيّروا في تاريخ الأدب العربي وكان رجلاً من ضمن رجاله العظام، وقد تميزت أفكاره وآرائه بالعديد من المزايا، وهذا ما نعرفه من خلال النقاط التالية:
كانت طريقة طه حسين تعتمد في إتباع طريقة العلم الحديث، ومواكبة جميع العلوم الحديثة، وامتزاجها في الفكر والجوانب الحياتية المختلفة، وتلخيص الآداب الذي بات من الأمور البديهية في أسلوب وكتابات طه حسين.دعا طه حسين إلى المنهج الفلسفي الديكارتي ودعا إلى ما يعرف بمنهج الشك وهو المنهج القائم على رفض جميع المسلّمات السابقة في الفكر العربي، والقيام بالبحث من البداية بأسلوب ديكارت، وربما كان طه حسين متأثراً بالمدرسة الفرنسية التي كانت تتبنى هذا الأمر، وتلك الفلسفة الديكارتية.دعا طه حسين للبحث في الأصول، حيث تبنى رأى جديد يقوم على ما يعرف بمنهج الاستقراء والمنطق، وخلط الآراء الفلسفية المنطقية بالتراث العربي القديم، وهو ما أثر في التحليل والتفسير.كان طه حسين بالرغم من النقاط السابقة والتي تبيّن ” تحرره” أنه في الوقت ذاته يدعو إلى احترام العربية الفصحى ورفض جميع الدعاوى الجديدة آنذاك التي تستبدل الفصحى بالعامية، ورأى في الألفاظ العامية خطراً كبيراً على اللغة العربية، كما أيد الدعاوى التي تنادي بالحفاظ على علم النحو والإعراب وتسكين الكلمات وتشكيلها، ورفض بالتالي جميع المحاولات التي تريد إلغاء النحو أو القضاء على العربية، لدرجة أنه اقترح فكرة إحياء النحو على الكاتب إبراهيم مصطفى ليقوم على تبسيط العلماء للنحو وشرحه ليكون قريباً للناس، وكذلك ضرورة الترغيب في الدراسة والمناقشة حول قواعد النحو العربي.

أهم مؤلفات طه حسين الأدبية

طه حسين له العديد من المؤلفات الأدبية المؤثرة للغاية في تاريخ الأدب العربي، حتى تم تلقيبه بعميد الأدب العربي، وجميع مؤلفاته كانت لها هدف هام وهو الحفاظ على التراث الحضاري العربي وضرورة تقييمه والانفتاح الثقافي على الحضارات الأخرى، ومن هذه المؤلفات التي نتعرف عليها:
الأيام: وهي سيرة ذاتية عن حياته في القرية، ثم انتقاله إلى القاهرة حيث أروقة الأزهر الشريف ثم الجامعة المصرية ثم الحياة في فرنسا، ثم رجوعه إلى مصر، وكان طه متأثراً بفقدان البصر، وكانت الأيام مرآة عظيمة للغاية للمجتمع المصري والعربي بكل مثالبه ومزاياه أيضاً، ولكنها ركزت على حياة المجتمع المصري خلال القرن العشرين.في الشعر الجاهلي: وهو من أهم كتبه على الإطلاق، حيث يعد هذا الكتاب بصداه الواسع من أكثر الكتب التي بدأت في نقد الشعر الجاهلي واللغة العربية، وعبر طه حسين عن جميع آرائه في هذا الكتاب، وطرح العديد من القضايا منها أن الشعر الجاهلي لا ينتمي إلى عصره الذي قيل فيه، ولكن يرجع إلى عصر فجر الإسلام، وهو ما أثار ضجة كبيرة لا تزال إلى يومنا هذا في الأوساط الأدبية.حديث الأربعاء: وهو من الكتب التي جمعت العديد من المقالات الأدبية التي كتبها طه حسين في الجرائد المصرية خاصة صحف الجهاد والسياسة وكانت هذه المقالات يكتبها كل أربعاء من كل أسبوع، وقد جمعت هذه المقالات في ثلاثة أجزاء في سنوات 1925م – 1926م – 1945م، وهذه المقالات كانت عن تاريخ الأدب العربي من عصر الجاهلية حتى عصر طه حسين، وتناول الشعر في العصر الجاهلي والأموي والعباسي بالتفصيل، وتناول شرح قصائد أهم الشعراء بالتفصيل والبيان والنقد.كتاب على هامش السيرة: وهو من أهم كتبه، وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية عنه، وهو من الكتب التي تناولت السيرة النبوية المطهرة ولكن بأسلوب مختلف، فهي عبارة عن خواطر لطه حسين أثناء قراءته العميقة لسيرة رسول الله التي كتبها ابن هشام، وقد كتب طه حسين هذه الخواطر عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وكتبها في كتاب على هامش السيرة والذي يعد من الكتب الرائعة عن حياة الرسول.كتاب تجديد ذكرى أبو العلاء: يعتبر هذا الكتاب تكملة رسالته للدكتوراه في الجامعة المصرية والتي تناولت حياة وأدب وشعر أبي العلاء المعري، وهذا الكتاب كان دراسة شاملة وكاملة لحياة أبي العلاء، والعصر الذي عاش فيه تفاصيل كثيرة عن حياته وشعره وأثره الأدبي والموضوعية والمنهج العلمي الذي عمل به في حياته.كتاب قادة الفكر: وهو من الكتب الهامة التي كتبها طه حسين، حيث كتب عن تأثير الحضارة اليونانية القديمة وتأثيرها في الفكر الأوروبي، حيث اعتبر الحضارة اليونانية القديمة أساساً للحضارة الأوروبية، وقد تناول طه حسين الشعر اليوناني بالنقد وكيف أنه أثر في الحضارة اليونانية، كما عرض في هذا الكتاب مشاعر وأحاسيس الإنسان اليوناني القديم، أهمية الأدب في تكوين حياته وعقليته ونفسيته.رواية ما وراء النهر: غنها إحدى أعمال طه حسين الرائعة، وهي عبارة عن رواية سردية، قصّها طه حسين بأسلوبه العذب والقوي وشارك القاريء فيها، ليزيد تفاعله مع الرواية، بل ليختار إحدى النهايات التي توافق نفسه وهواه، وقد قصد طه حسين هذا الأمر، وكانت هذه الرواية تهدف إلى بث الأمل في نفوس كل من يقرأ كلمات هذه الرواية برغم الظلم الموجود في هذا العالم.

حياة طه حسين العملية

عاد طه حسين من فرنسا إلى مصر، حيث بدأ حياته العملية، فقد تم تعيينه في الجامعة المصرية أستاذاً للتاريخ الروماني واليوناني، ثم عين بعدها أستاذاً لتاريخ الأدب العربي في كلية الآداب.
وقد تدرج في المناصب، حتى أصبح عميداً لكلية الآداب في الجامعة المصرية، ثم في عام 1942م عين مستشار وزير المعارف، ثم مدير لجامعة الإسكندرية، وفي عام 1950م أصبح وزيراً للمعارف وقد كانت مرحلة هامة في حياته، حيث قام بالعديد من الإنجازات، حيث جعل التعليم إلزامياً على جميع الأطفال، وبنى مدارس كثيرة وكذلك اهتم بالتعليم العالي في الجامعات.
في عام 1959م عاد طه حسين إلى الجامعة، حيث تم تعيينه أستاذ غير متفرغ، وفي نفس الوقت كان رئيساً لتحرير جريدة الجمهورية، وقد استمر في هذه المناصب فترة من الوقت حتى توفي في يوم الأحد الموافق الثامن والعشرين من أكتوبر عام 1973م.

بحث عن طه حسين

طه حسين أديب مصري ومفكر كبير له عشرات المؤلفات، وقد اشتهر بلقب عميد الأدب العربي، ويعتبر من أوائل المصريين الحاصلين على شهادة الدكتوراه في الأدب العربي، وكان له العديد من الإسهامات الأدبية التي نتعرف عليها من خلال هذا المقال، حيث نتعرف على ملامح حياته من خلال بحث عن طه حسين نتعرف عليه من خلال السطور القليلة القادمة.

أساتذة طه حسين المؤثرين في حياته

طه حسين كان له العديد من أساتذه المؤثرين في حياته، وذلك عندما كان طفلاً وحتى ترقى المناصب العليا في الجامعة، حيث يعتبر محمد جاد الرب هو أول أستاذ تلقى طه حسين تعليمه الديني على يديه، ثم انتقل إلى الأزهر وتتلمذ على يد أشهر الشيوخ مثل مصطفى المراغي ومحمد بخيت ومحمد عبده وسيد المرصفي.
ثم انتقل إلى الجامعة المصرية، فتعلم على يد العديد مثل أحمد زكي والمستشرق جويدي وكرنك نليلو وأحمد كمال باشا وغيرهم الكثير.

ملامح من أسلوب طه حسين الأدبي

لقد كان طه حسين يمتلك العديد من الأساليب التي تعد ملامح عميقة من أسلوبه، فقد كان له طريقته الخاصة في التعبير والتركيب وإنشاء الجملة، وسوف نقوم في السطور التالية بمحاولة لعرض ملامح أسلوب طه حسين والأساليب الإنشائية والتراكيب اللغوية التي كان يقدمها للقاريء العربي.
تميز أسلوب طه حسين بالوقع الموسيقي في اللغة، حيث كان يكثر من المحسنات البديعية التي كان يقصد بها للدلالة على المعنى، كما استخدم أسلوب التتابع وترديد النغمة للابتعاد عن الرتابة والركاكة، فمن ضمن الجمل التي تدل على هذا الأمر والوقع الموسيقي قوله: (ينفق فيها الساعات حُلوة حُرّة، يقول فيها ما يشاء، ويسمع ما يشاء الشيخ أن يقول، وما أكثر ما كان الشيخ يقول)

ومثل قوله: ( كلّهم قد عرفه، وكلّهم قد آثره بالحب، والرفق، والعطف، وكلّهم قد أدناه من نفسه، ودعاه إلى أن يزوره في فندقه).
كذلك كان يستخدم أسلوب الترادف وهذا واضح من قوله: (استيقنوا أنّ الثراء، والسعة، وخفض العيش أشياء تعوق عن طلب العلم، وأنّ الفقر شرط للجدّ، والكد، والاجتهاد، والتحصيل، وأنّ غنى القلوب، والنفوس بالعلم خير وأجدى من امتلاء الجيوب والأيدي بالمال).
وقد استخدم أسلوب التضاد في الكلمات، والتقابل في الجمل التي كانت تدل على المعنى، مثل قوله: (فكان حاضراً كالغائب، ويقظاً كالنائم، ولم ينتظر أن تصلى العصر).
واستعان طه حسين الكلمات العامية والدخيلة على اللغة العربية أحياناً خاصة في سرده لمذكراته وسيرته في الأيام، فعلى الرغم من حبه للفصحى، لكنه كان في بعض الأحيان يلجأ لهذه الألفاظ في سياق الجمل للتعبير عن الحالة، مثل قوله: (ثمّ يبلغ الصبي بيته، فيدخل إلى غرفة هي أشبه بالدهليز، قد تجمّعت فيها المرافق المادّية للبيت)
وقوله: (فإذا أقبل المساء فقد كان الحاج فيروز يبيع لأهل الحي طعامهم من الجبن، والزيتون، والطحينة، والعسل، وربما باع للمترفين منهم علب التونة والسردين).
كما كان دائماً يلجأ إلى ضمير الغائب لا يحقق إلا الحضور الضمني للكاتب وهذا واضح من خلال قوله: (ولم ينسَ صاحبنا قطّ أنّه أُجلس في مكانه من القطار حين بلغ روما وقد انتصف الليل، فلم يَبرح مكانه ذاك إلى جانب النافذة إلّا حين بلغ القطار باريس بعد ثلاثين ساعة كاملة لم يتحرّك، وإنّما كان أشبه بمتاع قد أُلقيَ في ذلك الموضع، وانتظر حتى يبلغ القطار غايته ليُنقل إلى موضع آخر)
هذه كانت أهم ملامح أساليب وآراء طه حسين، وسيرته الذاتية، فكان عميد الأدب العربي فعلاً وقولاً، وأحد أهم الشخصيات الأدبية في تاريخ مصر والبلدان العربية خلال القرن العشرين.

طه حسين حاصد الجوائز

نظراً لإسهاماته الأدبية الهامة، كان طه حسين حاصداً لأهم الجوائز في حياته، حيث حصل على العديد من الجوائز، حيث حصل على جائزة الدولة المصرية في الآداب في عام 1946م ، وفي عام 1985م حصل على جائزة الدولة التقديرية عن كتابه على هامش السيرة، وحصل على ميدالية اليونيسيف العالمية في الآداب، وفي عام 1965م حصل على أعلى وسام في مصر وهي قلادة النيل.
كما تلقى جائزة حقوق الإنسان من منظمة الأمم المتحدة في عام 1973م، هذا غلى جانب حصوله على عدد من الأوسمة من النمسا وفرنسا والسنغال وتونس وسوريا وإيطاليا، كما حصل على عدد من شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعة ليون ومونبليه وباريس في فرنسا، ومن الجامعة الجزائرية، وجامعة أكسفورد البريطانية، وجامعة مدريد الإسبانية وجامعة روما الإيطالية، وجامعة أثينا في اليونان.