[ ثقافة ومعلومات ] ما هي العلاقة بين الفلسفة والعلم؟ 9 جوانب علمية وتاريخية عن أهمية الفلسفة للبشرية # أخر تحديث اليوم 2024/05/22

تم النشر اليوم 2024/05/22 | ما هي العلاقة بين الفلسفة والعلم؟ 9 جوانب علمية وتاريخية عن أهمية الفلسفة للبشرية

الفلسفة بمثابة الوقود للعلوم الطبيعية الأخرى

الفلسفة تساعد على تفسير العلوم الأخرى، فإن الفلسفة مثلاً تتداخل مع النظريات الرياضية والهندسية، ومثال على ذلك نظرية فيثاغورس الهامة في الهندسة، وقد كان فيثاغورس من الفلاسفة الذين استفادوا من الفلسفة والمنطق في تفسير الهندسة.

وهناك العديد من العلوم التي ارتبطت بالفلسفة بشكل كبير، ومن هذه العلوم مثلاً فلسفة المعرفة والجمال والفلسفة السياسية التي تنّظر للعلوم السياسية والنظريات الحاكمة، هذا إلى جانب الأخلاق والميتافيزيقا، وجميعها جوانب منطقية استفادت من الفلسفة بشكل كبير للغاية.

هل الفلسفة تحتاج للعلم

الفلسفة ونظرياتها تحتاج للعلم بشكل مباشر، فإن القوة والإرادة والوعي وهذه النظريات الفلسفية يمكن أن تأخذ نتائج علمية، من أجل فهم كينونة هذه الصفات، وبالتالي دراسة المشكلات التي تتعلق بهذه النظريات العلمية ومنهجيتها، فهناك العديد من المعلومات والحقائق المستمدة من العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء وعلوم أخرى غيرها.
والنظريات الأساسية في منهجية هذه العلوم تحتاج إلى تفسير عميق وهي الدراسة الفلسفية بما يعرف ما وراء العلوم أو فلسفة العلوم، ومن ناحية أخرى فإن الفلسفة تحتاج للعلم من أجل تجددها وتطوّرها وتغير المناظير للفلسفة ونظرياتها تجاه الحياة.

ما هي الفلسفة؟

هناك العديد من التعريفات عن الفلسفة، فهي كلمة يونانية الأصل، والتي تعني حب الحكمة، ولعل اليونان هي منبع هذا العلم، فقد ظهر العديد من الفلاسفة اليونان مثل أرسطو وأفلاطون وسقراط وغيرهم الكثير.

هذا عن المعنى اللغوي الدقيق، فماذا عن الاصطلاح، فإن الفلسفة تعني العلم الذي يبين فهم الحقائق الأساسية التي تتعلق بالعلم، وبالناس والمجتمعات، والعلاقة بيننا وبين الآخرين، والإجابة على جميع الأسئلة التي تتعلق بالحياة وتبرير هذه الإجابات بالنسبة للمنطق الإنساني.

العلاقة بين الفلسفة والعلم

الفلسفة من العلوم الإنسانية التي لها تاريخ قديم مع الإنسانية، فهذا العلم كان خاص بتفكير الإنسان وعلاقته بالعلوم الأخرى، بل علاقته بالطبيعة نفسها، فمن المؤكد عزيزي القاريء قد سمعت عن الفلاسفة القدام والمعارك الفكرية التي خاضوها في تفسير الأشياء، وتفسير الطبيعة من حولهم، والإجابة على أصعب الأسئلة المنطقية وغير المنطقية في الحياة، وما يتعلق بحياة الإنسان الظاهرة وغير الظاهرة، وغيرها من الجوانب، ومع هذا فإن العلاقة بين الفلسفة والعلم لها العديد من الجوانب التي تخفى على معظمنا، فما هي هذه العلاقة؟ في هذا المقال نحاول أن ننهل من الفلسفة وأهميتها بالنسبة للبشر، وما هي علاقتها بالعلوم الأخرى، فهيا بنا سريعاً لهذه الجولة الممتعة.

تعزيز الترابط بين كل من الفلسفة والعلوم المختلفة

يوجد ترابط بين الفلسفة والعلوم المختلفة، وهذا الترابط نجده، في العديد من الجوانب إلا أن أهم شيء يمكن مساعدة الطرفين وتعزيز الترابط بين كل من النظريات الفلسفية والعلمية، وذلك بشكل متوازن، هو تصميم مناهج مترابطة متوازنة بين هذه النظريات وبعضها البعض، وذلك من خلال إدراج المناهج الفلسفية وتاريخ العلوم ضمن مناهج العلوم في المدارس والجامعات، والعكس هو الصحيح يعني إدراج مناهج العلوم والتفكير العلمي في مناهج الفلسفة والمنطق المدرسية والجامعية.
كما يجب على المؤسسات التعليمية المساعدة في تعزيز القراءة في العلم والفلسفة والترابط بين المناهج والنظريات، ومناقشة هذه النظريات مما يزيد من الفهم، ومناقشة الباحثين وتعزيز الدمج بين الفلسفة والعلم.
ومن الأمور الهامة التي تساعد في العلاقة بينهما تضمين المجلات العلمية القضايا الفلسفية ومناقشتها من خلال المناهج العلمية والنظريات العلمية المختلفة، مما يعمل على إثراء الفلسفة بشكل كبير، وعلى العكس مناقشة النظريات العلمية بشيء من النظريات الفلسفية المختلفة وذلك لتفسير هذه العلوم وما وراءها
هذه الاقتراحات التي تحدثنا عنها هي اقتراحات العلماء والفلاسفة اليوم، حيث أن العلم يحتاج للفلسفة من أجل التفسير، وكذلك حاجة الفلسفة لأكثر المناهج العلمية منطقية والتي تساعد على تجدد هذه النظريات الفلسفية، وقد تحدثنا على هذه الجوانب في السطور السابقة، فهل ترى أن هناك مستقبل باهر بين الفلسفة والعلوم؟

أهمية الفلسفة في تفسير العلوم

على الرغم من انفصال الطرفين في القرون السابقة، فلا يمكن أن نجعل الفلسفة في علاقة متناقضة تماماً مع العلوم، فما زالت العلوم دائماً ما تحتاج للنظريات الفلسفية والمنطقية القائمة على الشك وعلى أدبيات الفلسفة والمدارس القديمة لها.
فعلى سبيل المثال؛ فإن إتاحة الفرصة للاندماج في العلوم وجعلها أساساً في البناء والتفسير في العديد من قضايا العلوم، هذا إلى جانب البحث في المصطلحات والافتراضات العلمية المختلفة، والتي تجعلنا مرتبطة مع التفكير الفلسفي.
كما تقوم الفلسفة بتحديد معايير ومواصفات علمية تساعد على تمييز النظريات الجيدة من النظريات المختلفة، وبالتالي فإن إيجاد النقاط المشتركة بين العلوم الطبيعية والتفكير الفلسفي وتوضيح العلاقة المتبادلة بين تلك الفروع من أهم الأمور التي يجب أن تكون بين الطرفين في هذه العلاقة.
ومن جهة أخرى، فإن الفلسفة تقدم للعلم خدمة جليلة أخرى، وهي تقديم أسلوب يجمع بين كل من التجربة الإنسانية والحقائق العلمية التي تكمل إحداهما الآخر، فهي علاقة متكاملة في حدود.

إسحاق نيوتن بين الفلسفة والعلم

هل سمعت من قبل عزيزي القاريء عن إسحاق نيوتن، إنه من أبرز العلماء الذين آثروا العلم بنظرياته في الجاذبية الأرضية، والتي تعتبر أبرز إنجازاته الفيزيائية على الإطلاق، ولكن التفسير الفلسفي غاب تماماً عن الجاذبية وذلك لأول مرة في تاريخ العلم، وهنا نجد أن إسحاق نيوتن كان من العلماء الأوائل الذين كان لهم دور كبير لتراجع الفلسفة.
وبالتالي فإننا نجد أن المعادلات والقوانين الرياضية التي أُشتقت من عالم الجاذبية ونظرياتها التي أسسها إسحاق نيوتن، جعلت من الفلسفة في مرحلة متأخرة عن العلوم والمعادلات الرياضية التي أصبحت الأساس في التفكير والمنهجية في تفسير العلوم المختلفة، وعلى الرغم من أهمية الفلسفة والتفكير الذي دفع إلى ظهور العلوم القديمة، إلا أنها كانت محاولة لعدم إنكار الفلسفة، ولكن تراجع دورها فقط لتكون ليست الأساس في التفكير وفي التفسير العلمي.

علاقة الفلسفة والعلم .. علاقة متشابكة باتت خطراً

قد يكون هناك تناقضاً كبيراً بين الطرفين وهو التفكير المنطقي الفلسفي وما بين العلم، ففي نظر العديد من العلماء فإن الفلسفة نقيض التجربة والمشاهدة وهي من أساسيات العلم، وبالتالي فإن تطوّر العلوم المختلفة لا سيما الطبيعية مرتبطاً بانفصال الفلسفة في تفسيرها، وذلك خلال القرنين 16 – 17 الميلاديين وذلك بسبب ظهور العديد من العلماء الذين فكروا بالتفكير العلمي إلى جانب الفلسفي ومن هؤلاء فرانسيس بيكون وغاليليو غاليلي ونيوتن، وقد فكروا كفلاسفة وعلماء بنفس المنطق العلمي.
وعلى الرغم من هذا الترابط، فقد ظهرت في القرون التالية محاولة لانفصال الفلسفة عن التجربة والمشاهدة والعلم، ومحاولة تفسير العلم بمنطق علمي لا فلسفي، وبالتالي ظهرت المحاولات المختلفة التي أدت لتراجع الفلسفة وإبراز قيمة العلوم والتجربة والاعتماد على المنهجية العلمية التي تنفصل بشكل كلي عن الفلسفة والمنطق الفلسفي المفسّر للعلوم الطبيعية المختلفة.

اليونان والفلسفة

لعلّ الحضارة اليونانية هي من أهم الحضارات القديمة التي ظهرت فيها الفلسفة ونمت وترعرعت، حتى أصبحت من العلوم التي تفسر العلوم الأخرى، وقد ظهرت الفلسفة منذ القدم على يد الفلاسفة اليونان القدامى، فقد ظهرت في مستعمرة ميليتوس أول الأمر على يد طاليس، وهو أو فيلسوف بحث في العناصر الأولية التي الكون الواسع، والذي يعد مصدراً للعناصر الأخرى في الطبيعة.
وبدأت الفلسفة وعلم المنطق ينتشر ويتطوّر شيئاً فشيئاً على يد أفلاطون ثم تلميذه النجيب أرسطو، وقد تطورت الفلاسفة على يدهما كثيراً، وظهرت العديد من الأسئلة والمحاولة على إجابتها، بل وعلاقة الفلسفة بعلم الرياضيات، كجزء من حل المعادلات وتفسيرها، وظهرت العديد من المدارس الفلسفية التي ظهرت معها أهمية الفلسفة وعلاقتها بالعديد من العلوم الأخرى.

العلم وتفسيره .. ما هي العلوم وتعريفها

العلوم هي مجموعة من المعارف والمعلومات في جميع المجالات والجوانب الحياتية، وهناك العديد من النظريات التي تستند عليها هذه المعلومات والمعارف، ومن هذه النظريات التجارب والملاحظة والمشاهدة، والاكتشاف لكل الجوانب الكونية.
ومن النظريات الهامة التي تفسر العلم، النظرية الفلسفية والمنطقية، وهنا نصل للعلاقة بين الفلسفة والمنطق من جهة والمعارف والمعلومات المختلفة في الحياة، وهي تفسير تلك المعارف والمعلومات بطبيعة أخرى غير الطبيعة المادية الجافة، وبالتالي فإن العلم في كينونته هو فلسفة الأشياء الكونية ومدى طبيعتها وعلاقتها بالإنسان.
وهناك العديد من العلماء سواء في العصور القديمة والوسيطة والحديثة وضعوا نظريات للعلاقة بين الفلسفة والعلوم المختلفة، ومن أمثال هؤلاء العلماء غاليلو وديكارت ونيوتن، وهم من هم في عالم العلوم الطبيعية، وقد ربطوا الجوانب الكونية العلمية الطبيعية التي نشاهدها وكينونتها الفلسفية الخاصة والمنطقية التي ترتبط بالعقل الإنساني المحدود.