شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم الخميس 16 مايو 2024 - 1:22 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




القسم العام

[ تعرٌف على ] سهر (تصوف) # أخر تحديث اليوم 2024/05/15

تم النشر اليوم 2024/05/15 | سهر (تصوف)

فوائد السهر

أورد الإمام أبو حامد الغزالي في كتاب إحياء علوم الدين فوائد السهر على المريد والسالك، وذلك في قوله: وَأَمَّا السَّهَرُ؛ فَإِنَّهُ يَجْلُو الْقَلْبَ وَيُصَفِّيهِ وَيُنَوِّرُهُ، فَيُضَافُ ذَلِكَ إِلَى الصَّفَاءِ الَّذِي حَصَلَ مِنَ الْجُوعِ، فَيَصِيرُ الْقَلْبُ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ وَالْمِرْآةِ الْمَجْلُوَّةِ، فَيَلُوحُ فِيهِ جَمَالُ الْحَقِّ ، وَيُشَاهِدُ فِيهِ رَفِيعَ الدَّرَجَاتِ فِي الْآخِرَةِ وَحَقَارَةَ الدُّنْيَا وَآفَاتِهَا، فَتَتِمُّ بِذَلِكَ رَغْبَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَإِقْبَالُهُ عَلَى الْآخِرَةِ. وَالسَّهَرُ أَيْضًا نَتِيجَةُ الْجُوعِ، فَإِنَّ السَّهَرَ مَعَ الشَّبَعِ غَيْرُ مُمْكِنٍ، وَالنَّوْمُ يُقْسِي الْقَلْبَ وَيُمِيتُهُ إِلَّا إِذَا كَانَ بِقَدْرِ الضَّرُورَةِ، فَيَكُونُ سَبَبَ الْمُكَاشَفَةِ لِأَسْرَارِ الْغَيْبِ. فَقَدْ قِيلَ فِي صِفَةِ الْأَبْدَالِ: ﴿إِنَّ أَكْلَهُمْ فَاقَةٌ، وَنَوْمَهُمْ غَلَبَةٌ، وَكَلَامَهُمْ ضَرُورَةٌ﴾. وَقَالَ إبراهيم الخواص : ﴿أَجْمَعَ رَأْيُ سَبْعِينَ صِدِّيقًا عَلَى أَنَّ كَثْرَةَ النَّوْمِ مِنْ كَثْرَةِ شُرْبِ الْمَاءِ﴾.
—أبو حامد الغزالي ، إحياء علوم الدين

السهر في القرآن

ذكر القرآن كلمة السهر مرة واحدة بصيغة اسم الفاعل في قول الله : سورة النازعات: فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ.(1)
وقد فسر الإمام محمد بن جرير الطبري في تفسير الطبري كلمة ﴿السَّاهِرَةِ﴾ بأنها تعني ظهر الأرض، والعرب تسمي الفلاة ووجه الأرض ﴿ساهرة﴾، ورأى بأنهم سموا ظاهر الأرض بها، لأن فيه نوم الحيوانات وسهرها، فوصف بصفة ما فيه. وذكر الإمام شمس الدين القرطبي في تفسير القرطبي كلمة ﴿السَّاهِرَةِ﴾ بقول الإمام أبي زكريا الفراء فيها ضمن كتابه معاني القرآن للفراء، فيما نصه: سُمِّيَتِ السَّاهِرَةُ بِهَذَا الْاِسْمِ؛ لِأَنَّ فِيهَا نَوْمُ الْحَيَوَانِ وَسَهَرُهُمْ. وَالْعَرَبُ تُسَمِّي الْفَلَاةَ وَوَجْهَ الْأَرْضِ سَاهِرَةً، بِمَعْنَى ذَاتِ سَهَرٍ؛ لِأَنَّهُ يُسْهَرُ فِيهَا خَوْفًا مِنْهَا، فَوَصَفَهَا بِصِفَةِ مَا فِيهَا.
—أبو زكريا الفراء ، معاني القرآن للفراء وورد معنى السَّهَرِ، أي قلة الْمَنَامِ والْهُجُوعِ والضُّجُوعِ، في العديد من الآيات في قول الله : سورة السجدة: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.(2)
سورة الذاريات: كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ.(3)
فوصف الله عباده المحسنين بأنهم يتقللون من النوم، الذي من مرادفاته الْهُجُوعُ والضُّجُوعُ.

تعريف السهر

يُعَدُّ السهر عند الصوفية خطوة عملية في تطبيق الطريقة الصوفية، وقد اهتم به شيوخ الصوفية عامة والأوائل منهم خاصة اهتماما كبيرا، لأنه نتيجة طبيعية لموقفهم الزاهد من الحياة الدنيا، ودعوتهم إلى الخلوة الصوفية. ويأتي السهر بعد العزلة والجوع والصمت في خطوات عبادات وممارسات الطريق الصوفي والعبادة الصوفية الموصلين إلى غاية التصوف. والسهر ضروري في الطريق الصوفي قصد ترويض نفس المريد والسالك لبلوغ غاية العبادة الصوفية التي يتحدث عنها معظم الصوفية بالإشارة لا بالعبارة.

هوامش

1 سورة النازعات، الآية: 14.
2 سورة السجدة، الآية: 16.
3 سورة الذاريات، الآية: 17.

شرح مبسط

السَّهَرُ أو قِلَّةُ الْمَنَامِ عند الصوفية هو أحد أركان التصوف لدى المريد والسالك في وسطية تقيه من التفريط في الأرق واضطراب النوم ومن الإفراط في النوم.

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ تعرٌف على ] سهر (تصوف) ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن