شبكة بحوث وتقارير ومعلومات
تجربة هيدر2
اليوم: الجمعة 29 مارس 2024 , الساعة: 12:33 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة
اعلانات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات


عزيزي زائر شبكة بحوث وتقارير ومعلومات.. تم إعداد وإختيار هذا الموضوع عين الحوت الموقع والتسمية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29 فإن كان لديك ملاحظة او توجيه يمكنك مراسلتنا من خلال الخيارات الموجودة بالموضوع.. وكذلك يمكنك زيارة القسم , وهنا نبذه عنها وتصفح المواضيع المتنوعه... آخر تحديث للمعلومات بتاريخ اليوم 19/11/2023

اعلانات

عين الحوت الموقع والتسمية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29

آخر تحديث منذ 4 شهر و 10 يوم
1 مشاهدة

الموقع والتسمية


هي قرية صغيرة شمالي تلمسان تبعد عن وسط المدينة ستة (6) كلومترات (8 كلم عبر طريق شتوان) . تقع في سفح هضبة عين الحوت أسفل حي أوجليدة مقابلة لمرتفع شتوان و تعد مبتدأ سهول تلمسان الشمالية الواسعة لها طريق رئيسي واحد تتركز فيه كل مصالح القرية بدءا من العين و المسجد و الحمامات و الأفران و المساكن قديما إلى مختلف الدكاكين و المقاهي حديثا و لا يتعدى سكانها عشرة آلاف ساكنRecens ent de la population d'Algérie RGPH . Commune de Chetouane . ارتبط اسمها بتاريخ تلمسان فلا يكاد يخلو كتاب تاريخ من ذكرها. كانت تسمى قديما بقرية الأشراف العلويينباقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 426 هامش (1) و تختصر بالعلويين و عرفت أيضا بمدينة الزهور لكثرة الرياض و البساتين بها أما تسمية عين الحوت فهي متأخرة ظهرت بداية القرن التاسع الهجري (الخامس عشر ميلادي) نسبة إلى عين غزيرة في مدخل القرية محاطة بصهريج صغير فيه بعض الأسماك الحمراء و البنفسجية التي مازالت موجودة إلى الآن .




ال


الإمارة السليمانية


كان الأمازيغ الأصليون من بني يفرن و المغراويين أول من استوطن تلمسان و انتشر بنواحيها و كانوا منتشرين بسهولها و لم تعرف لهم تجمعات سكنية بمحيط عين الحوت و كانت نقطة التحول في تاريخها قدوم المولى محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما إلى تلمسان فارا من موقعة فخ قرب مكة المكرمة سنة 169 هـ و قيل والده سليمان بن عبد اللهتاريخ ابن خلدون المسمى ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر الجزء الرابع عبد الرحمن بن خلدون دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع 2000 م ص23 و الأصح أنه محمد بن سليمان و هو الذي عليه الجمهور و الأغلب أن محمد بن سليمان و لد لأبيه بالحجاز و أمه لبانة بنت لشاشة الفزازيسر السلسلة العلوية أبو نصر البخاري منشورات المكتبة الحيدرية و مطبعتها في النجف 1963 م ص12 و قد قتل بفخ كثير من العلويين على يد العباسيين منهم أبو محمد سليمان بن عبد الله الكامل و استقر به المقام بعين الحوت فكان أول من أسسها نظرا لموقعها كملتقى لطرق تلمسان و من ذلك الحين دعيت قرية العلويين أيضا إلا أنه غلب عليها اسم عين الحوت فيما بعد باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 57 هامش (1) و بايعته قبائل تلمسان كلها على السمع و الطاعة و الإمارة بعد أن عرفوا نسبه و علمه و صلاحه فكانت الإمارة السليمانية بتلمسان سنة 173 هـ (790 م) و التي انضوت فيما بعد تحت لواء الدولة الإدريسية بعد أن بايع المولى محمد بن سليمان بن عبد الله لابن عمه إدريس الثاني بن إدريس بن عبد الله إدريس سنة 199 هـ (815 م) فجعل له إمارة تلمسان و ما بعدها من المغرب الأوسط سنة 202 هـ (818 م) و رجع إلى فاس باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 57 . فأقام محمد بن سليمان بعين الحوت أميرا و عالما و فقيها ناشرا للدين و العلم و تزوج بها من امرأة من حلفاءه البربر الأمازيغ و أعقب عشرة ذكور و في رواية اثنا عشر ذكرا أعقب منهم أربعة فكانوا أصل الذرية السليمانية الشريفة في بلاد المغرب و المشرق وتوفي رحمه الله بوهران و دفن بجبل وهران قرب منطقة قديل بعد أن قسم الإمارة السليمانية على أولاده و كان خليفته من بعده ابنه أحمد بن محمد بن سليمان و بقيت عين الحوت من بعده مستقرا لأبنائه فكانت دار الإمارة السليمانية و مهد نشر و تعليم الدين الحنيف و تعتبر مرحلة الإمارة السليمانية أولى مراحل تاريخ عين الحوت و أهمها و قد عمرت و ازدهرت في هذه المرحلة و لقبت بقرية الأشراف العلويين و من آخر أمراءها محمد بن أحمد بن القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل و ابنه القاسم بن محمد بن أحمد بن القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكاملالمنتقى في أعقاب الحسن المجتبى إيهاب بن يعقوب الكتبي الحسني منشورات الخزانة الكتبية الحسنية الخاصة ص 361 362 و قد ترك بنو سليمان تلمسان و لم يبق منهم بها أحد أوائل القرن الرابع الهجري (التاسع الميلادي) و انتشروا في ربوع البلاد و تملكها بعدهم رجل من أبناء ملوك زناتةكتاب البلدان لليعقوبي مطبعة بريل ليدن هولندا 1860 م ص 147 و لم يبق من آثارهم إلا مكان المسجد العتيق الذي جدد من بعد و قبر محاط بأسوار صغيرة كانت أمامه نخلة طويلة قيل هو قبر المولى سليمان بن عبد الله الكامل رحمه الله حسب الروايات التي تثبت أنه هو من دخل تلمسان و قد ذكر بعض النسابين حفيدا لمحمد بن سليمان اسمه سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد اللهتحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب أبو القاسم الزيّاني ص54 و لعله هو دفين عين الحوت فاختلط خبره على المؤرخين. و من آثارهم أيضا المقبرة القديمة التي اكتشفها أهل عين الحوت حين توسيع البناء و هي بمساحة كبيرة من فوق الطريق الرئيسي إلى المصلى القديم للقرية و حجم المقبرة يدل على أنها كانت عامرة في زمن مضى.









الأشراف الحموديون


و بعد أن هجر بنو سليمان تلمسان انقطع ذكر أخبار عين الحوت و تركها كثير من أهلها لكنها ظلت معروفة بقرية العلويين و بقيت قبلة للعديد من أهل المغرب و الأشراف خاصة و يعلم من هذه المرحلة نزول بعض الأشراف الأدارسة من الحموديين أصحاب جزيرة صقلية من بني عمر بن إدريس الثاني بن إدريس الأكبر بعين الحوت و كانوا فيها أواسط القرن السابع الهجري أي حوالي سنة 650 هـ (1250 م) و ربما وفدوا إليها قبل ذلك بزمن و كان منهم الإمام أبو عبد الله الشريف التلمساني أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي الشريف التلمساني العالم الأصولي الشهير و علامة تلمسان بزمنه بلا منازع صاحب كتاب مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول ولد بعين الحوت سنة 710 هـ (1310 م) باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 426 و توفي بتلمسان سنة 771 هـ (1370م)البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ابن مريم الشّريف التّلمساني تحقيق محمد بن أبي شنب المطبعة الثّعالبية ص 166 بنا له أبو حمو موسى الزياني أبو حمو موسى الثاني الزياني المدرسة اليعقوبية و جعله قائما عليها و زوجه ابنته و دفنه بالمدرسة جنب أبيه أبي يعقوب و عمه السلطان و منهم أيضا ابناءه أبو محمد عبد الله الغريق بن الشريف التلمساني و أبو يحي عبد الرحمن بن الشريف التلمساني و مازالت ذريته معروفة بتلمسان من عائلة بو عبد الله و تعتبر هذه المرحلة الثانية من تاريخ عين الحوت إلى أواخر القرن الثامن الهجري (الرابع عشر ميلادي) و بعين الحوت قبر أحد أحفاد الشريف التلمساني و هو أبو عبد الله الشريف الحوتي و عائلته .

آل بن منصور


و ظهر بعين الحوت في بدايات القرن التاسع الهجري (الخامس عشر ميلادي) رجل من الأدارسة هو عبد الله بن منصور الحوتي بن يحي بن عثمان و قد اختلف في نسبه أهل علم النسب و انتقلت مرتبة نسبه إلى المشهور لكثرة المصادر التي تذكره. و قد ثبت أنه من الأدارسة و قد ترجم له ابن مريم رحمه الله في البستان فقال عبد الله بن منصور الحوتي بن يحي بن عثمان المغراوي البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ابن مريم الشّريف التّلمساني تحقيق محمد بن أبي شنب المطبعة الثّعالبية ص 136 و قد ذكر محمد بن سليمان تلميذ ابن مريم شيخه في كتابه كعبة الطائفين و بهجة العاكفين و قال أنه توفي سنة 1020 هـ (1610 م)كعبة الطائفين و بهجة العاكفين محمد بن سليمان لذلك فهو رحمه الله أقرب من ترجم لعبد الله بن منصور زمنا و قد رأى من عرفوه و عاصروه و أقاموا بجواره و تعد ترجمته أوثق الروايات. و المغراوي نسبة لأرض مغراوة بين منطقة حوض الشلف و الونشريس من بلاد المغرب الأوسط (الجزائر) و الأدارسة من المشيشيين و غيرهم معروفون أعلام بتلك المنطقة. و قد ذكره النسابة القاضي حشلاف في كتابه الشهير سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول في جملة ذرية عبد السلام بن مشيش في مغراوة فقال ومنهم الشيخ عبد الله بن منصور الحوتي سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول عبد الله بن محمد حشلاف المطبعة التونسية 1929 م ص 39 و يحي بن عثمان المغراوي هو [يحي بن عثمان بن عيسى بن أحمد فكرون بن محمود القاسم بن عبد الكريم بن محمد بن عبد الله بن أحمد] من ذرية محمد بن عبد السلام بن سليمان مشيش الإدريسي العلمي المشهور. و قد ذكر النسابة الشباني في كتابه مصابيح البشرية في أبناء خير البرية أن عبد الله بن منصور ينتسب إلى سيدي الشرقي من العمرانيين و هو سيدي الشرقي بن أحمد بن عمران بن محمد بن داوود بن موسى بن عمران الأكبر بن يزيد بن صفوان بن خالد بن زيد بن عبد الله بن إدريس الثاني بن إدريس الأكبر مصابيح البشرية في أبناء خير البرية أحمد الشبّاني الإدريسي ص 235 و لم يزد على ذلك .









و قد عرف سيدي عبد الله بن منصور بصلاحه و شجاعته في الحق . و كان رجلا بسيطا محبا للخير متفرغا للفقراء من الناس ملتزما بمبادئه زاهدا في أخلاقه Revue Africaine Volume 6 année 1862 (BOSSELARD Les inscriptions arabes de Tl cen). P11. و قد سطر اسمه من ذهب بتاريخ تلمسان و قد كانت له وقائع مع سلطان تونس أبو عمرو عثمان بن محمد المنصور أبو عمرو عثمان الحفصي الذي غزا تلمسان سنة 870 هـ (1465م) فجاءه الشيخ عبد الله بن منصور ناهيا و ناصحا و كانت له وقائع كثيرة مع سلطان تلمسان أبو عبد الله الثابت الزياني و غيره مما ذكره ابن مريم التلمساني في ترجتمه لسيدي عبد الله بن منصور الحوتي في كتابه البستان في ذكر العلماء و الأولياء بتلمسان و قد كان ذا منزلة عظيمة في تلمسان و كان له دار بدرب الأندلسيينالبستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ابن مريم الشّريف التّلمساني تحقيق محمد بن أبي شنب المطبعة الثّعالبية ص135 لكنه كان أغلب أيامه بعين الحوت و كان يستغيث به أهل المدينة ليشفع لهم عند السلطان و غيره فيما أصابهم من أهوال خاصة أنه عاصر أواخر زمن دولة بني زيان الذي كثرت فيه الفتن و كان إذا جاء حصن المشور فتح له الحراس أبوابه و أدخلوه إلى السلطان وروي أنه كان مستجاب الدعاء و الله أعلم فكان السلطان يخاف أن يدعو عليه و في البستان أنه ذات يوم دخل المدينة فوجد الناس في الجامع الأكبر في هرج و مرج عظيم و قد طالبهم السلطان بسلف كبير من الأموال فلما رأوه طلبوا شفاعته عند السلطان فذهب إلى المشور يطلب العفو عن الناس بعدما رأى أمرهم وهاله حالهم فامتنع السلطان فقال له الشيخ أفسدت بيت مال المسلمين و تطلبهم السلف و الله لا يعطونك إلا الوجع و خرج من عنده فما لبث أن أصابه وجع ببطنه فانطلق وزراء السلطان في إثره و أعادوه من باب زاوية مسجد سيدي الحلوي سيدي الحلوي ليرقي للسلطان و يدعو له بالشفاءالبستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ابن مريم الشّريف التّلمساني تحقيق محمد بن أبي شنب المطبعة الثّعالبية ص 137 و في البستان أيضا أنه ذهب يوم الجمعة يصلي بجامع الحناية الحنايا و كان السلطان يصطاد برياضها فلما أدركته الصلاة جاء يصلي بالجامع و الخدم يبسطون له الزرابي و الفرش فقام إليه الشيخ ينهاه عن ذلك و يزجره قائلا تكبرت تمشي على الفرش فاستمع السلطان لكلامه و قبل نصحهالبستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ابن مريم الشّريف التّلمساني تحقيق محمد بن أبي شنب المطبعة الثّعالبية ص 139 . و كان الشيخ عبد الله بن منصور كثير العبادة و التبتل و كانت له خلوة بمغارة تدعى غار بنت عامر قرب عين الحوت يعتزل فيها الناس و يتفرغ للعبادة و التضرعالبستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ابن مريم الشّريف التّلمساني تحقيق محمد بن أبي شنب المطبعة الثّعالبية ص 138 . و قد تزوج من امرأة اسمها السيدة مريم بنت محمد أبي عبد الله الشريف الحوتي صاحب عين الحوت و سيدها و قيل أنه سليماني و لكنه قول ضعيف لأن بني سليمان تركوا تلمسان في القرن الثالث الهجري كما قال ذكرنا من قبل و تحقيق زمن حياة أبي عبد الله الشريف الحوتي و ذريته يبين لنا أنه حفيد الإمام الشريف التلمساني من ابنه الذي يكنى به عبد الله الغريق و كان عبد الله يكنى بأبي محمد لأن بني الإمام الشريف التلمساني كانوا أشراف عين الحوت و سادتها حينئذ و بهذا تكون زوجة الشيخ عبد الله بن منصور هي السيدة مريم بنت محمد بن عبد الله بن محمد أبي عبد الله الشريف التلمساني الإدريسي و كانت تدعى ب لالة مريم كما قال ابن مريم في البستان أن السلطان أبو عبد الله الثابت الزياني لما ذهب لعين الحوت نادى عند باب بيت الشيخ عبد الله يا لالة مريم ... و قد ورث الشيخ السيادة عن أصهاره و أصبح صاحب عين الحوت و سيدها و أنجبت له السيدة مريم بضعة أبناء منهم محمد الأكبر المدعو حمو و العربي و محمد الأصغر المدعو الإمام و جابر و العباس و قد أنجب بعضهم و كانوا أصل ذريته الكريمة و من ذريته الشيخ سيدي محمد بن علي الذي عاش في القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر ميلادي ) و كان شيخ زاوية عين الحوت و كان أبوه علي بن محمد قاضيا بتلمسان و كان كثير الخلوة و التعبد و له مؤلف في هذا و قيل كان صوفيا عابدا و الله أعلم و قد أرسى ركائز مدرسة عين الحوت و زاويتها فاشتهرت خاصة بتعليم القرآن الكريم بالمسجد العتيق و كان لها أتباع كثيرون من مدينة تلمسان و من مناطق أخرى إذ كان الولاء لإحدى الزوايا شائعا و كان أكابر أهل المدينة يزورون عين الحوت و يعلنون ولاءهم لزاويتها توقيرا لأهلها و ممن نذكر منهم شاعر تلمسان الشهير ابن مسايب الذي فر إلى عين الحوت مستجيرا بشرفائها من الحاكم التركي الذي أمر بسجنهباقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 554 و أعلن توبته بها و قال فيها قصيدته الشهيرةباقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 556













قصيدة يا أهل الله غيثوا الملهوف من قبل لا يتمرمد فكوه


قصيدة كيف يهنا من سكنه الخوف و انزحم طلابه عليه


قصيدة وين أهل الله كلتهم و عسى تحضر بركتهم


قصيدة تحضر لنا غاياتهم ندرك الشي اللي دركوه


قصيدة وين أهل الله بالجملة شرق و غرب جوف و قبلة


قصيدة منهم سيدي عبد الله التهامي الحسني سبطه











و هي قصيدة طويلة أعلن بها ابن مسايب توبته من الغزل و التشبيب و مدح فيها مشايخ المغرب و المشرق و بدأ بذكر عبد الله بن منصور الحوتي الذي أجاره أحفاده و آووه لمكانتهم المحترمة عند حكام الأتراك و انطلق بعدها إلى فاس.











المرحلة العثمانية


و خلال فترة الحكم العثماني للجزائر كانت لأهل عين الحوت مكانة مميزة عند الدايات و البايات و الأغوات و قد أصدر الداي الحاج أحمد المدعو بوصبع سنة 1695 م أمرا لصالح أولاد عبد الله بن منصور بعين الحوت ينص على شرفهم و إعفاءهم من الرسوم ووجوب احترامهم وحسن معاملتهم تجديدا لأوامر سابقة لمن كان قبله من الحكامالمساجد العتيقة بالغرب الجزائري يحي بوعزيز منشورات ANEP ص 175.
و قد أمر الداي الدولاتي علي باشا سنة 1761 م ببناء ضريحي الشيخين سيدي عبد الله بن منصور و حفيده سيدي محمد بن عليالمساجد العتيقة بالغرب الجزائري يحي بوعزيز منشورات ANEP ص 171 و هي المعالم الوحيدة التي بناها الأتراك بتلمسان إلى جانب جامع سيدي اليدون و دار الحكم التي عرفت بدار البايلك.باقة السوسان في التعريف بحاضرة تلمسان عاصمة دولة بني زيان الحاج محمد بن رمضان شاوش ديوان المطبوعات الجامعية 1995 م ص 119 و قام بإصدار مرسوم إعفاء آل عبد الله بن منصور من الضرائبالمساجد العتيقة بالغرب الجزائري يحي بوعزيز منشورات ANEP ص 173. و قد كان كراغلة تلمسان يحرصون على مصاهرة أهل عين الحوت و إقامة الروابط العائلية معهم .









الاحتلال الفرنسي


وعند الاحتلال الفرنسي للجزائر احتلال تلمسان من طرف الفرنسيين سنة 1842 صارت عين الحوت تحت وصاية السلطات الاستعمارية مثل باقي مناطق الجزائر لكن قوات الاحتلال لم تتمركز بالقرية إلى اندلاع الثورة التحريرية سنة 1954 حيث قامت السلطات الفرنسية ببناء برج مراقبة عسكري على هضبة عين الحوت يحيط بضريح سيدي عبد الله بن منصور من كل الجهات و كان مجهزا بأقبية و سجون و أبراج مراقبة و أماكن للتعذيب كما لم يستوطنها أي من المعمرين الأوربيين إلى أن قام الاحتلال ببناء المدرسة الابتدائية سنة 1935 و عين بها مدير و معلم أوربيانBulletin de la Société Les Amis du Vieux Tl cen (N° 4 1956) و كانت عين الحوت منطقة معروفة خلال ثورة التحرير الجزائرية الثورة التحريرية فقد كانت سهولها المنبسطة مركز إمداد و عبور للكثير من كتائب جيش التحرير الوطني و قد سقط الكثير من أبناءها شهداء فوق أرض الوطن في سبيل الله من أجل تحرير الأرض. نذكر منهم اليبدري منصور و بن عدو الحوتي و غيرهم كثير رحمهم الله.













ما بعد الاستقلال


و بعد الاستقلال صارت عين الحوت تابعة لبلدية شتوان حسب التقسيم الإداري الجديد بعد أن كانت تابعة لبلدية تلمسان و مضى عليها نصف القرن كأن لم يتغير بها شيء و مازالت بطريقها الرئيسي الوحيد و تنقصها بعض المرافق الأساسية لكن رغم كل مشاكلها فإنها مازالت تفخر بتاريخها المجيد و مازال أهلها يعتزون بأصلهم و نسبهم و تاريخهم و ما زالوا كذلك يحضون بمكانتهم بين سكان تلمسان.



العادات و التقاليد و المواسم


ككل المسلمين في الأرض يمثل عيدا الفطر و الأضحى أهم الأعياد و عادات الأعياد تكاد تكون نفسها عند جميع المسلمين.


معظم هذه العادات كانت في الماضي و قد تركها معظم الناس خاصة بعد انتشار الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي و نذكرها في هذا السياق كمادة تاريخية لأحداث و وقائع كانت جزءا من تاريخ المجتمع.











و كان أهل مدينة تلمسان يزورون الأولياء ابتداء من ثالث أيام العيدين لما كانوا يعتقدون من التبرك بالأولياء و كانوا يبدؤون زيارتهم في اليوم الثالث بعين الحوت فيأتونها سيرا على الأقدام من المدينة رجالا و نساء و أطفالا يمضون يومهم بها و كانوا إذا وصلوا إلى القرية وضعوا متاعهم و دوابهم بجوار أشجار الزيتون عند مشارفهاBulletin des Amis du Vieux Tl cen, 1955 و كان أتباع عيساوة يأتون في هذا اليوم لعين الحوت يقيمون بها مهرجانهم و ألعابهم و يغنون قصائدهم و أغانيهم




و في المساء كانت النساء تقمن السهرات و الحفلات و تغنين أشهر قصائد الحوفي التلمساني و الكثير من هذه القصائد تتغنى بعين الحوت و أوليائها و أهلها الشرفة (الشرفاء) المعروفين و المحترمين بمدينة تلمسان و من هذه القصائد


قصيدة سلامي على الشــــــرفا موالين عين الحوت


قصيدة سلامي على المرابطين سلامي قنوت قنوت


قصيدة وعلى سيدي عبــد الله والثريا من الياقوت


قصيدة وعلى محمــد بن علي وخضــــرة التابوت


قصيدة وعلى بن عبــــــد الله اميــــر عين الحوت


و يقصد بالبيت الأخير المولى سليمان بن عبد الله الكامل.











أما المولد النبوي فقد كان يحتفل به بعين الحوت كأهل المدينة إذ يجتمع الرجال بعد صلاة العشاء بالمسجد العتيق ينشدون قصائد المديح المختلفة و يتلون القرآن إلى الفجر.











و كانت النساء تمضين اليوم منهمكات في تحضير المأكولات والحلويات مثل المشهد و التريد و السفة ليأخذها الرجال معهم إلى المسجد ليأكلوا منها و يوزعوها على الفقراء أما حلوى المولد النبوي الرئيسية فهي التأنتة و التي تعرف بالطمينة في بعض المناطق و التي تحضر بالسميد و المكسرات و العسل فإذا جاء المساء تجتمع النسوة في مجموعات في بيت من البيوت يكون في العادة بيت كبير العائلة و يلبسن و يتزينن و يحضرن معهن الدرابك و الدفوف و الشموع و ينشدن مختلف القصائد و المدائح و قد كانت الحوتيات تحرصن على تمضية حفلة المولد في عين الحوت فكن يتركن بيوت أزواجهن في المدينة و يهبطن للقرية لتمضية الحفلة و كن ينشدن و يتغنين إلى وقت متأخر و من ذلك قصيدة











قصيدة آ مولود آ مولود هذا مولود النبي


قصيدة و الملايكة في السما يفرحوا بزيادة النبي











و يختمن السهرة بتزين الأطفال الصغار أولادا و بناتا و العواتق بالحناء في أيديهن و أرجلهن فإذا جاء وقت الفجر و استيقظت النساء للصلاة و هو الوقت الذي ولد فيه النبي صلى الله عليه و سلم بدأن بإطلاق الزغاريد أو الولاول كما تعرف باللهجة المحلية فتنتشر في القرية بسرعة البرق كل بيت يرد على الآخر و كانت النساء يجتمعن بضريح سيدي محمد بن علي لتحضير الطعام خاصة الكسكس و البركوكس و التسامر و إنشاد القصائد و كن يسهرن إلى المساء تحت ضوء الشموع يغنّين قصائد الحوفي و يتناولن الحلويات و الشاي و كان اليوم السابع بعد المولد يسمى بيوم التشويشة تلبس فيه البنات أحلى حللهن من الألبسة التقليدية مثل القرفطان و غيره لتمضين به اليوم.











أما عاشوراء فكان يحتفل بها بالصيام و تحضير أنواع معينة من الطعام و كان أرباب العائلات يخرجون زكاة أموالهم يوم عاشوراء و كانت الكثير من العائلات تنحر كبشا أو جديا في هذا اليوم لإطعام العائلة و الفقراء من الناس


أما الأعراس فكان يحتفل بها مثل أهل مدينة تلمسان إذ كانت عين الحوت من أقرب ضواحي المدينة و كانت الأعراس تقام سبعة أيام و ليالي و يمكن أن تصل إلى الأربعة عشر يوما تقام فيها مختلف الإحتفالات و العادات و كانت للجنائز أيضا عادات معينة مثل عادات المدينة


و من المواسم عيد أو الناير و هو رأس السنة الأمازيغية و هو عيد فلاحي قديم تقوم ربات البيوت فيه بتحضير الأطعمة و الحلويات الخاصة بالمناسبة كما تمضي العائلات السهرة بالتسامر و تناول المكسرات و الفواكه











و من أبرز الإحتفالات الدينية ليلة السابع و العشرين من رمضان و التي يختم فيها القيام و صلاة التراويح عادة حيث تحضر النساء صحون الكسكسي و أواني اللبن و مختلف الحلويات ليأخذها أزواجهن إلى المسجد و كان الرجال قديما يمكثون في المسجد إلى طلوع الفجر ليتذاكروا و يقرؤوا القرآن و كانت آخر ليلة قيام في المسجد من شهر رمضان.


التركيبة السكانية


كما ذكرنا كان الأمازيغ الأولون أول من استوطن سهل عين الحوت مثل معظم بلاد المغرب لكنهم لم يقيموا بها تجمعا سكنيا معروفا إذ مكان القرية اليوم كان خاليا أيامهم.











و كان أول من أنشأ القرية و استقر بها المولى محمد بن سليمان بن إمام المدينة النبوية عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما و تزوج بها و أنجب بها أولاده و منهم إدريس و عيسى و أحمد و الحسن و إبراهيم و حمزة و علي وعبد الله المعروف بالفقيه المحدث و الذي ورد الكوفة و روى الحديث و كان ذا قدر جليل المنتقى في أعقاب الحسن المجتبى إيهاب بن يعقوب الكتبي الحسني منشورات الخزانة الكتبية الحسنية الخاصة ص 361 و استقروا بها بعده إلا بنو ولد واحد هو إدريس بن محمد بن سليمان ارتحلوا إلى مناطق جراوة و التي عرفت ببلاد حمزة و هي ما يعرف اليوم ب البويرة تحفة الحادي المطرب في رفع نسب شرفاء المغرب أبو القاسم الزيّاني ص 87. و استقر بنو سليمان بعين الحوت و كانت تسمى قرية العلويين كما ذكرنا و كثروا بها ثم بدأوا بالتفرق في البلدان و الأقاليم إلى أن تركوها قاطبة كما ذكرنا من قبل و لم يبق منهم بتلمسان بيت معروف إلا بعض الأسر المتفرقة بنواحي تلمسان منهم بنو حمزة بيبدر شرق تلمسان العائدون من جراوة الذين ينتسبون إلى الدوحة السليمانية الذين منهم عائلة بن حمزة الشريف و فروعها المعروفة بمدينة تلمسان.









ثم استقر بها من بعدهم كما ذكرنا من قبل فرع من الأدارسة الحموديين و لم يكونوا كثرة فربما لم يكونوا إلا أسرة واحدة هم آباء عالم تلمسان وإمامها أبو عبد الله الشريف التلمساني و قد كان له ذرية بتلمسان و يعرف من أولاده اثنان أبو محمد عبد الله الغريق و أبو يحي عبد الرحمن و ذريته انتشرت و ملأت الآفاق فهم في تلمسان معروفون أعلام منهم عائلة معروفة لقبها بو عبد الله و يكنون بعائلة الشريف منهم فرع بعين الحوت كما يوجدون بعدة مناطق من الجزائر و المغرب و منهم آل العلويني بتونس و آل مولاي الزين بموريتانيا و قد زوج حفيد الإمام الشريف التلمساني ابنته للشيخ عبد الله بن منصور.











ووفد من بعدهم كما ذكرنا من قبل الشريف الإدريسي منصور بن يحي و تزوج ابنه الشيخ عبد الله بن منصور امرأة من عين الحوت هي السيدة مريم بنت أبي عبد الله محمد بن أبي محمد عبد الله الغريق بن أبي عبد الله الشريف التلمساني و أنجبت له عدة ذكور منهم محمد الأكبر المدعو حمّو و العربي و محمد الأصغر المدعو الإمام و جابر و العباس و معظم ذرية الشيخ عبد الله بن منصور معروفون بعين الحوت لكن ذلك لا يمنع وجود ذريته في مناطق أخرى خاصة مما عرف من هجرة الكثير من العائلات من تلمسان و الجزائر عامة من مناطقها الأصلية أيام بعض الفتن خلال العهد العثماني و خاصة عند دخول الاحتلال الفرنسي للجزائر و يوجد بعض من آل بن منصور ببجاية و سطيف يقولون أنهم من عين الحوت كما يوجد فرع منهم بأكادير بالمغرب يعرفون ببني أبي زيد عبد الرحمن بن عبد العالي بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن منصور بقبيلة آيت آمر يقولون أنهم أحفاد الشيخ محمد بن علي و هاجر جدهم من عين الحوت إلى المغرب سنة 1079 هـ (1668م) .











أما الباقون بعين الحوت فهم عشيرة كبيرة تضم عدة أسر و ألقاب من أبناء عبد الله بن منصور الذين أعقبوا ذرية و رغم وجود الكثير من الألقاب المشابهة في عدة مناطق بنواحي تلمسان من سبدو إلى ندرومة إلا أن أهل عين الحوت منهم معروفون و معظمهم مسجلون بسجلات الحالة المدنية لبلدية تلمسان بأسماءهم ومشجراتهم العائليةأرشيف الحالة المدنبة لبلدبة تلمسان (يضم أرشيف الفترة الاستعمارية).
و تعتبر عائلة بن منصور أكبر هذه الأسر و أكثرها عددا وهم أشهر ذرية الشيخ عبد الله بن منصور و هم ذرية محمد الأصغر بن عبد الله بن منصور و قد ورث محمد الإمام الصلاح و الوجاهة عن أبيه و معظمهم من ذرية الشيخ محمد بن علي بن محمد الإمام بن عبد الله بن منصور المذكور من قبل و هم كثرة و معروفون بتلمسان و بلاد المغرب عامة و هاجر بعضهم إلى فاس بالمغرب الأقصى و منهم أعلام كثيرون في مدينة تلمسان شاركوا في مختلف الميادين الدينية و العلمية و الثقافية و الاقتصادية فمنهم الفقهاء و القضاة فقد كان علي بن محمد بن عبد الله بن منصور حفيد الشيخ عبد الله بن منصور قاضيا بتلمسان و كان ابنه الشيخ محمد بن علي شيخ وفقيه زاوية عين الحوت و كان سي عبد القادر بن منصور رحمه الله إماما بجامع عين الحوت ثم جامع الشرفاء ثم بالجامع الأعظم بتلمسان و سي نور الدين بن منصور رحمه الله إمام جامع عين الحوت و مدرس القرآن به و منهم المؤرخ الشهير الدكتور عبد الوهاب بنمنصور عبد الوهاب بن منصور رحمه الله مؤرخ المملكة المغربية السابق و المؤرخ و الباحث و المؤلف عبد الرحيم بن منصور و الكاتبة المعروفة لطيفة بن منصور و عضوا جوق العربي بن صاري الشيخ العربي بن صاري وابنا أخته الأخوان عبد الله و زين العابدين بن منصور و من المعاصرين مطربة الحوزي و الأندلسي ليلى بن منصور البرصالي و كان بعض آل بن منصور يملكون محلا معروفا قديما كمخزن للسلع و مربط الحيوانات بوسط المدينة يعرف بفندق بن منصور











قائمة للعائلات المعروفة بعين الحوت


نذكر منهم عائلات بوعبد اللّه الشريف و بن منصور و بن حمّو و بلعربي و بن عودة و بوعلي و العبّاس و الشارف و اليبدري و برزوق و الحاج حمادي(حوتي) و بن عدو و رحال و النجار و بلفاطمي و بريك و بوغرارة و خوان و بن فريحة و بن قديح و بوقادة و شرقي و بن خنافو و بن قانة و مهيدي و حسناوي و هدراش و بوشيخي و بركات و زروقي و صفراوي وبن سهلة اول و



غيرهم.بالإضافة لعائلتي منصوري و مرابط بن سليمان بمدينة تلمسان.











و بعض هذه العائلات المذكورة تنتسب إلى عبد الله بن منصور و بعضها وفد إلى عين الحوت منذ قرابة المئتي سنة من بعض نواحي مدينة تلمسان أو ما يعرف بالحوز التلمساني (و هو ما يمثل اليوم ولاية تلمسان) و بعضهم من المغرب أو من أماكن أخرى.



الطبيعة الجغرافية و الإقتصادية


تقع عين الحوت في سفح مرتفع أوجليدة في منحدر تبتدأ به سهول واسعة تمتد إلى وادي الفحول و جبال السبعة شيوخ سبع شيوخ و هو ما يعرف بسهل سكاك و يقطعها وادي المفروش الذي يمر بشلالات الوريط و يعرف أيضا بوادي الصفصيف عند مروره بمنطقة الصفصيف و يقطع سهول القرية شمالا ليصب في سد سكاك . و يحيط بالوادي حزام من البساتين و الرياض الخضراء تعتبر من أجمل المناظر في تلمسان و يعد الوادي مصدر ري للأراضي الزراعية و مناخ القرية أقل برودة قليلا من المدينة شتاء و مثل مناخها صيفا. و تعتبر سهول القرية و بساتينها و رياضها من أجمل المناطق الطبيعية خاصة الحزام الأخضر المجاور للوادي و تكثر بها المنابع و العيون العذبة مثل العين الرئيسية بمدخل القرية و عيون حقول الحرة و عين العنصر بمنطقة تغاليمت و العيون المجاورة للوادي مثل عين بنت السلطان و أشهرها عين تحاماميت المشهورة و هي عبارة عن عين معدنية غزيرة معتدلة الحرارة محاطة بصهريج معد للسباحة و تقع في سفح جبل بجانب الوادي وسط طبيعة خلابة و في أعلى الهضبة توجد عين السخون و هي عين معدنية ساخنة تنبع من كهف صغير و تتجمع في بركة صغيرة للاستحمام و تتميز بخصائص معدنية شفائية.











تعتبر عين الحوت قرية فلاحية بالدرجة الأولى فقديما لم يعرف بها نشاط غير الفلاحة إلا بعض النشاطات الضرورية للحياة اليومية و كان أهلها يمكلون معظم الأراضي و السهول المحيطة بها وصولا إلى شتوان و أوزيدان و سكاك و الحنايا و كانت كل هذه الأراضي ملكا لأهل عين الحوت و كانت كل عائلة تملك أراضي معينة أغلبها متجاورة و مع نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين قامت الكثير من العائلات ببيع بعض أملاكها خاصة من انتقلوا إلى المدينة أو إلى وهران أو إلى مناطق أخرى مثل المغرب فاشترت الكثير من هذه الأراضي الأسر الوافدة إلى عين الحوت و بعض من أهل تلمسان و أوزيدان و الحنايا و قد لعبت الموارد المائية دورا جوهريا في هذه الأنشطة الزراعية إذ كانت لكل منطقة زراعية عين قريبة منها يتم الري بها بالتناوب فكانت بساتين منطقة الحرة في مدخل القرية تسقى من عين الحرة أما الحقول و البساتين القريبة من القرية فتسقى من العين الرئيسية و منطقة تغاليمت و ما جاورها تسقى من عين العنصر و كانت المناطق الشمالية تسقى من الوادي الذي يعتبر عصب الري لما حوله أما تربية الأنعام فكانت تنحصر قديما في تربية بعض الرؤوس للاستهلاك العائلي أما الأبقار فكانت تربى للاستهلاك الشخصي للحليب و مشتقاته إذ لا تجد قديما إلا بقرة لكل عائلة من أجل المنفعة الشخصية و قد كانت بعض العائلات الميسورة تربي حيوانات الزينة خاصة الخيول.











كان أهل عين الحوت دائمي الاتصال بالمدينة و التردد عليها يقتنون معظم ما يحتاجون إليه منها مباشرة رغم ذلك وجدت في القرية بعض الأنشطة التجارية و الحرفية المحدودة مثل دكاكين الأغذية و الأعشاب و التوابل و اللحوم و الحلاقين الذين كانوا أحيانا يمتهنون الحجامة و الحمامات مثل حمام بن منصور القديم و التي كانت تستعمل الحطب لتسخين المياه وبعض الخبازين أو من كانوا يعرفون بلقب الطراح و هو صاحب الفرن الذي يقوم بإنضاج خبز العائلات ومختلف الحلويات كالكعك و الغريبية أما الحرف فكانت نادرة الوجود لا تتعدى بعض البنائين و بعض الحلفاويين المختصين بالحصير و منتجات الحلفاء.


أما الحرف النسائية فكان معظمها غزل الصوف إذ اشتهرت نساء عين الحوت بغزل الأصواف التي كانت تمون بها مختلف دكاكين الدرازين بالمدينة و كانت منهن بعض الخياطات التي يحترفن كثيرا من أنواع الخياطة إذ كانت الكثير من أندلسيات المدينة ربات بيوت في عين الحوت منذ القدم و كن غالبا يعلمن هذه الحرف لبناتهن و نساء العائلة مثل الفتلة و الكنتير و المجبود و مختلف أنواع الخياطة.











و تبعا لتغير طبيعة المجتمع حاليا اتجه الكثير من السكان إلى قطاع الخدمات و الوظائف العمومية و الإدارية و مختلف الأنشطة التجارية و النفعية إلا أن الكثير من العائلات لازالت تمتهن أنشطة الفلاحة و لازالت بعض النساء محافظات على الحرف التقليدية خاصة المجبود.


بساتين و حقول عين الحوت


كانت عين الحوت تسمى قديما بمدينة الزهور لكثرة و جمال بساتينها و حقولها و رياضها منها




  • رياض شعبة الحرة في مدخل القرية

  • بساتين الوادي في الشمال الشرقي

  • بساتين تغاليمت في الشمال الغربي

  • حقول و سهول الشمال قرب سهل السكّاك



Hor ainelhout


Oued


Sek


Ouest ainelhout



معالم عين الحوت


العين الرئيسية


Source ainelhout ainelhout la source تصغير يسار عين الحوت في بداية القرن العشرين


و هي العين التي سميت القرية بها تقع عند مدخلها و هي محاطة بصهريج و تتواجد بها بعض الأسماك منذ قرون مما جعلها مصدرا للكثير من الأساطير و القصص تمنع صيدها أو إيذائها.منها قصة أخت الأميرة شميشة بنت السلطان التي كانت تتجول بضواحي تلمسان لتقطف الأزهار ففاجأها شاب غريب يريد أن يقترب منها فهربت منه إلى أن وصلت إلى العين فتمنت أن تتخلص من الشاب و قفزت في الماء فحولها الله إلى سمكة Bulletin des Amis du Vieux Tl cen, 1955, p. 86 et 87 و كثير من الأساطير الأخرى. و قد تم مد قنوات من العين الرئيسية إلى بعض النافورات الموجودة بالقرية مثل نافورة الجامع و نافورة سيدي منصور و نافورة دار الشيخ.




الجامع العتيق


يعد جامع عين الحوت أهم معالمها و يعد من المساجد القليلة التي بنيت قديما بضواحي المدينة بعيدا عن أسوارها و لا تتوفر معلومات كثيرة عن تأسيسه حيث يذكر البعض أنه تأسس في القرن التاسع الهجري (الخامس عشر ميلادي) على يد الشيخ عبد الله بن منصور الحوتي المساجد العتيقة بالغرب الجزائري يحي بوعزيز منشورات ANEP ص 169 و لعله تأسس زمن الإمارة السليمانية بتلمسان لأن محمد بن سليمان و أولاده كانوا مستقرين بعين الحوت خارج المدينة كما ذكرنا من قبل.و يتكون المسجد من
Mosque ainelhout ainelhout mosque تصغير يسار جامع عين الحوت العتيق




  • قاعة الصلاة و هي عبارة عن قاعة مستطيلة الشكل بها صفان من السواري يتكون الصف الأول من أربع سواري في الوسط و ساريتان في طرفي الجدارين الشمالي و الجنوبي تكون ستة أقواس و الثاني من أربع سواري تكون خمسة أقواس و سقفها محدث بدل السقف الأصلي الخشبي وهو حجري أقيم على سبائك من حديد تمت إقامته في القرن التاسع عشر ميلادي على الأرجح.

  • المحراب و هو تجويف نصف دائري بسيط يمتد تجويفه إلى خارج جدار المسجد و لا توجد به أي نوع من النقوش.

  • المئذنة و هي متوسطة الارتفاع يبلغ علوها عشرة أمتار تقريبا تشبه مآذن بعض مساجد تلمسان الصغيرة و هي مبنية من القرميد الصغير و أصلها في أقصى الركن الغربي لقاعة الصلاة و بها أربعة أشكال مستطيلة بسيطة في أسفلها و ثمانية أشكال أقواس في الجزء العلوي و تنتهي بثمانية أشكال مثلثة في أعلاها.

  • الصحن و هو ساحة الجامع الأمامية تقع أمام المسجد من جهة القبلة على ارتفاع ثلاثة أمتار من الطريق الرئيسية للقرية و بركن الصحن في أقصى اليسار توجد شجرة بطم تعرف ببطمة الجامع. و قد حول جزء كبير من الصحن إلى مدرسة للقرآن ذات سقف مائل من القرميد و هذا في إطار ترميم الجامع بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية


Abdallah ainelhout sidi abdallah تصغير يسار ضريح سيدي عبد الله بن منصور


مدرسة المكان


وهي بناية صغيرة تقع قرب الجامع العتيق تتكون من قاعتين كانت و لا تزال مدرسة القرآن الكريم لأطفال القرية و قد مر بهذا الكتاب عدة مشايخ و تخرج منه الكثير من الحفظة و كانت تلقى به قديما بعض الدروس و المواعظ.


زاوية بطيوة


و هي زاوية صغيرة كانت مخصصة أيضا لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال.


الأضرحة




  • ضريح سيدي منصور وهو عبارة عن أربعة جدران بدون سقف و له باب من حديد و بداخله قبر سيدي منصور بن يحي بن عثمان المغراوي والد سيدي عبد الله بن منصور و قبر آخر و بجواره بعض القبور القديمة و بعض أشجار التوت و قد قامت السلطات الفرنسية ببناء قاعة الفحص و مكتب الحالة المدنية أسفل الضريح.

  • ضريح سيدي عبد الله بن منصور يقع في أعلى الهضبة المطلة على القرية و هو عبارة عن قاعة مربعة بطول 10 أمتار لكل جانب و بها أربعة أقواس متقابلة و بداخلها قبر سيدي عبد الله بن منصور و قد بني عليه ضريح يقارب علوه المتر و للضريح محراب في جداره الجنوبي و قبة رباعية السطوح مغطاة بالقرميد الأخضر.


Benali ainelhout sidi benali تصغير يسار ضريح سيدي محمد بن علي




  • ضريح سيدي محمد بن علي يقع في حي دار العرسة في أقصى القرية و هو عبارة عن قاعة مربعة سقفها قبة رباعية السطوح مغطاة بالقرميد الأخضر و في وسطها قبر سيدي محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن منصور و قد بني عليه ضريح و له صحن وسطه مكشوف و به محراب بجداره الجنوبي و بعض السواري. و بجانبه مقبرة القرية القديمة.

  • ضريح سيدي سليمان هو عبارة عن أربعة جدران بدون سقف بداخله قبر المولى سليمان بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب حسب ابن خلدون و بعض المؤرخين الذين قالوا بأنه دخل تلمسان و توفي بها و كانت بداخله نخلة طويلة و لعله قبر سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل كما ذكرنا من قبل.و به بعض اللوحات الرخامية تحمل بعض النصوص التعريفية مع قائمة لبعض الشخصيات السليمانية الشهيرة.


Sliman ainelhout sidi sliman تصغير يسار ضريح سيدي سليمان


  • ضريح سيدي بو عبد الله يقع في سفح الجبل المطل على ضريح سيدي محمد بن علي وهو عبارة عن أربعة جدران بدون سقف بداخله قبر أبي عبد الله الحوتي صهر سيدي عبد الله بن منصور و والد زوجته لالة مريم و هو على الأرجح كما ذكرنا أبو عبد الله الحوتي بن أبي محمد عبد الله الغريق بن أبي عبد الله الشريف التلمساني.

  • أشجار البطم


    و هي ما تعرف محليا ب بطم البطمة و هي أشجار كبيرة عمرها مئات السنين تزين الطريق الرئيسية للقرية ابتداء من الجامع و حتى ضريح سيدي محمد بن علي و هي من معالم عين الحوت المعروفة.


    Betma ainelhout betma تصغير يسار شجرة البطمة القديمة


    منبع تاحماميت


    تعتبر تاحماميت أيقونة عين الحوت فلا تذكر القرية إلا و يذكر معها المسبح الطبيعي الشهير. هي عبارة عن منبع مائي معدني يقع إلى الشمال الشرقي من عين الحوت بجانب الوادي عند سفح هضبة مرتفعة و يبعد عن القرية بحوالي 3 كيلومترات عبر طريق ضيق لا تمر معه السيارات. و قد أحيط المنبع المائي بصهريج من الحجارة معدّ للسباحة. و لهذه المياه المعدنية خصائص استشفائية لبعض الأمراض الجلدية و درجة حرارتها 32 درجة مئوية و هي ثابتة في الفصول الأربعة. و تسمية تاحماميت خليط من العربية و الأمازيغية مكونة من السابقة الأمازيغية تا و الكلمة العربية حمّام و اللاحقة الأمازيغية يت و يسميها أهل عين الحوت تاحمّامين بحرف النون في آخر الكلمة. كانت عين الحوت عامة و تاحماميت خاصة قبلة سكان تلمسان بالأخص في ستينيات و سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي خاصة أيام الأعياد و المواسم.


    عين السّخون


    Taham ainelhout tahamamit تصغير يسار تاحماميت المسبح الطبيعي


    و هي عين معدنية ساخنة تبعد عن تاحماميت بحوالي 700 متر في أعلى الهضبة المطلة على الوادي . تقع وسط كهف ترابي صغير يسع شخصين أو ثلاثة معدّ للاستحمام. و تعتبر ذات خصائص استشفائية لأمراض جلدية كثيرة مثل الحصبة (بوحمرون) و الحُماق (بوشوكة) و غيرها.



    عين العنصر


    و هي عين طبيعية تقع في الشمال الغربي للقرية في منطقة تغاليمت في طريق الحناية و تبعد عنها بحوالي كيلومتر واحد و هي باردة صيفا و معتدلة شتاء.


    Ounsor ainelhout ounsour تصغير يسار عين العنصر










    قرية جزائرية


    اسم عين الحوت


    صورة Ain_el_houtz


    تعليق عين الحوت بداية القرن العشرين (حوالي 1908)


    ولاية ولاية تلمسان


    دائرة دائرة شتوان


    بلدية شتوان


    الرمز البريدي 13052





    عين الحوت قرية صغيرة في ضاحية تلمسان تبعد عن وسط المدينة ببضع كلمترات و تقع ضمن نطاق تلمسان الكبرى، تعد تابعة إداريا لبلدية شتوان، و هي قرية عتيقة ذات تاريخ عريق آوت و أنجبت شخصيات عديدة كان لها أثر كبير في تاريخ تلمسان و بلاد المغرب عامة مثل المولي محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل و الإمام أبي عبد الله الشريف التلمساني و سيدي عبد الله بن منصور الحوتي.














    شاركنا رأيك

     
    التعليقات

    لم يعلق احد حتى الآن .. كن اول من يعلق بالضغط هنا

    أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع عين الحوت الموقع والتسمية # اخر تحديث اليوم 2024-03-29 ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 19/11/2023


    اعلاناتتجربة فوتر 1