تم النشر اليوم 2024/05/15 | 3 نقاط ستجعلك تسارع من أجل حفظ القرآن

خطوات وطرق متنوعة تساعد على حفظ القرآن الكريم

في الفقرات السابقة تم توضيح أهمية القرآن الكريم ومكانته وجميع الفضائل التي تنال حافظ القرآن وذويه، في الفقرات التالية سنعرض خطوات تساعدك على حفظ كتاب الله بسهولة ويسر.
الإخلاص
من أولى الخطوات وأهمها هي الإخلاص فيجب أن تكون النية خالصة لوجه الله تعالى لا رياء فيها ولا نية غير ابتغاء وجه الله تعالى، ويجب على حافظ كتاب الله أن يكون على علم بأنه حافظ أمين على رسالة الوحي الباقية إلى يوم الدين.
اختيار مصحف خاص بك لحفظ القرآن ولا تغيره
القرآن الكريم له أكثر من رسم، وكما يحفظ عقلك القرآن تحفظ العينان شكل الآيات ومواضعها، فيُنصح باختيار مصحف واحد لمن يريد حفظ القرآن والاستمرار على القراءة منه هو دون غيره حتى إتمام الحفظ.
الفهم هو أسرع طريقة للحفظ
القرآن لا يُحفظ بل يٌدرك بالعقل فيجب فهم آياته الكريمة وفهم مغزاها أولاً وبهذه الطريقة يسهل على من يريد الحفظ الربط بين آيات القرآن وحفظها بسهولة.
قراءة التفسير تساعد على الحفظ
على من يريد حفظ آيات القرآن أن يقرأ تفسير القرآن لكي يستطيع تدبر الآيات وأسباب نزولها فكل آية لها سبب نزول.

العناية بالمتشابهات
هناك متشابهات في الآيات فربما يكون المتكرر هو آية بأكملها أو جزء من آية سواء في أولها أو أخرها، إن العناية بالمتشابهات تساعد على ربط الآيات ببعضها البعض وحفظ الآيات بسهولة ويسر.
الحفاظ على ترابط الآيات والسور
هناك سور طويلة بالقرآن الكريم، فمن الطرق التي تساعد على حفظ القرآن هو الربط بين الآيات والقصص التي تكون فيها عبرة للمؤمنين، ولكي نحافظ على الترابط بين الآيات لا يمكن الانتقال إلى آيات سابقة دون التأكد من حفظ الآيات التي بين يدينا الآن.
تحديد كمية الحفظ
يجب على الفرد تحديد عدد معين من الآيات ليحفظه سواء في اليوم أو الأسبوع، ولكن مع ملاحظة أن قدرات كل فرد تختلف عن الآخر ومن الممكن أن يزيد عدد الآيات ولكن بعد الوصول إلى درجة حفظ معينة.
تصحيح النطق
يجب أن يستمع الفرد إلى القرآن من المشايخ فهناك كلمات تكون صعبة التشكيل والنطق، كما الممكن الحفظ بمفردك ولكن يجب الاستماع إلى شرائط القرآن الكريم أو تحميل المصحف من على شبكة الإنترنت.
اختيار المكان والزمان المناسبين للحفظ
من يريد حفظ القرآن يجب عليه تحديد زمان ومكان معين للحفظ ولا يوجد أفضل من وقت بعد الفجر فهذا الوقت يمتاز بالهدوء والسكينة وافضل الأماكن هي المسجد حيث تستطيع هناك تدبر آيات القرآن الكريم بتروي وتبحث عن تفسيره بسهولة.
التأكد من حفظ الآيات قبل الإنتقال إلى آيات أو سور جديدة
يجب التأكد من حفظ الآيات التي بين يديك ولا يأخذك الحماس إلى الانتقال إلى مواضع وآيات جديدة دون التأكد من حفظ الآيات التي بين يديك الآن.
التسابق والتسميع مع أهل القرآن
إختيار الصحبة الصالحة من أهم الخطوات التي تعينك على حفظ القرآن فيكون هناك التسابق والتنافس لحفظ كتاب الله وبذلك تعلو الهمم في حفظ كتاب الله.
معاهدة القرآن الكريم
القرآن الكريم شديد التَّفلت “يسهُل نسيانه” فيجب أن يتعاهده الفرد بالحفظ والمذاكرة والمراجعة.

الصلاة خلف إمام حافظٍ مُتقن للقرآن
الصلاة خلف الإمام تُساعد الفرد على الاستماع أكثر إلى القرآن بل وتُزيد من روح المنافسة لديه ليكون أكثر حفظاً ليصل لمرتبة الإمام في حفظ كتاب الله.
المحافظة على وردً يومي
يجب على من يحفظ كتاب الله أن يجعل له ورداً “عدد من الآيات أو الصفحات” يُذاكره يومياً حتى يحفظه.
اغتنام سنوات الحفظ الذهبية
كلما صغُر عمر الإنسان كلما كان الحفظ أيسر للفرد، هذه نصيحة للآباء بأن يساعدوا أبنائهم على حفظ القرآن من الصغر.

القرآن الكريم

القرآن الكريم هو أخر الكتب السماوية التي أُنزلت، والقرآن هو دستور المسلمين ويستطيع العبد التقرب من الله بالعديد من الطرق منها حفظ القرآن الكريم، وعن طريق حفظ كتاب الله نتعرف على دستوره وشريعته دون المغالاة التي نراها حالياً، كما أن اقتدائنا بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم يقربنا من الله أكثر ويثري معلوماتنا عن الشريعة الإسلامية، إلى جانب ذلك فإن حافظ القرآن الكريم يكون له منزلة رفيعة عند الله تعالى.

فضائل حفظ القرآن الكريم بالأدلة من السنة النبوية الشريفة

يكرم الله والدي حافظ القرآن
عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا). كثيراً ما نُلاحظ سعي الأهل إلى تحفيظ أولادهم كتاب الله فجعل الله لهم مكانة خاصة وتكريم لا يناله سواهم فيُلبسهم الله تاج كل من يراه يعرف أن هؤلاء الناس أولادهم من حفظة القرآن الكريم، ويدل هذا على مكانة حافظ القرآن وأهله يوم القيامة وإن كان لكل منهم تكريم مختلف ولكن لا يناله غيرهم.
يشفع القرآن لحافظه يوم القيامة
يُروى عن أبو أمامة رضي الله عنه أنه قال “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ…). هنا نجد أن الرسول أوضح مكانة حافظ القرآن إذ يأتي القرآن يوم القيامة – وما أصعبه من يوم – فيكون شفيعاً لصاحبه فإن كان في النار يخرج من النار وإن كان في الجنة تعلو مكانته أكثر وأكثر.
حافظ القرآن من أهل الله وخاصَّته
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ قالوا من هم يا رسولَ اللهِ قال أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه). من فضائل حفظ كتاب الله هو أن حافظ القرآن يكون من أهل الله وخاصته في الدنيا والأخرة وهي منزلة لن يصل إليها سوى من يحفظ كتاب الله.

القرآن يرفع قدر من يحفظه في الدنيا
رُوي عن عمر رضي الله عنه قوله “أما إنَّ نبيَّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد قال: إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ”. ليس هذا الحديث فقط فهناك حديث آخر من رواية أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ مِنْ إِجْلَالِ اللَّهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ الْمُسْلِمِ وَحَامِلِ الْقُرْآنِ غَيْرِ الْغَالِي فِيهِ وَالْجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامَ ذِي السُّلْطَانِ الْمُقْسِطِ). فحافظ القرآن يكون له شأن في الدنيا ويُرفع قدرُه ويكون من الأشخاص الذين يُجلهم الآخرين ويحترمونهم وتكون كلمتهم مسموعة فهو يحمل القرآن بداخل قلبه.
القرآن يرفع من مكانة حافظه
صحَّ من حديث السيدة عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – أنها ذكرت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ”. حافظ القرآن دوماً ما يكون ذو منزلة عالية لا يشبهه فيها أحد ولا يصل إليها سواه.
حافظ القرآن يرتقي في منازل الجنة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يُقالُ لصاحبِ القُرآنِ يومَ القيامةِ اقرَأْ وارْقََ ورتِّلْ كما كُنْتَ تُرتِّلُ في دارِ الدُّنيا فإنَّ منزلتَك عندَ آخِرِ آيةٍ كُنْتَ تقرَؤُها”، وهذه منزلة أعلى لحافظ كتاب الله فلا يقتصر الأمر على حافظ القرآن بدرجة عادية، بل كلما ازداد قدر حفظك للقرآن تعلو مكانتك درجة، وحافظ القرآن الكريم كاملاً يصل إلى أعلى تلك المراتب.
من يحفظ القرآن تكون له الأولوية في إمامة الناس في الصلاة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ). وضّح الرسول صلى الله عليه وسلم أن حافظ القرآن يكون له الأولوية في إمامة الناس وكلما كثُر حفظ الفرد كان أولى بإمامة الناس في الصلاة وهذا يدل على علو مكانة حافظ القرآن وأهمية أن يكون الإمام على قدر عالي من التدين وحفظ القرآن.

من يحفظ القرآن يكون مغبوط من الناس في الدنيا والآخرة
جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه قال: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ…)، ومن المعروف أن الحسد من الأشياء المكروهة في الإسلام، وإن دلّ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء فإنما يدل على رفعة مكانة الشخص الذي يحفظ آيات الله وكتابه، ومكانته التي تعلو في الدنيا والآخرة، ليس هو فقط بل ذويه أيضاً ينالهم من فضل حفظ أبنائهم للقرآن.