التحاقه بالثورة المجيدة

كان أول حدث له عندما التقى بالمناضل / فكراش مختار المسؤول السياسي بمنطقة لفكالين بلدية ميلة رفقة السيد/ رمضان شكرود ,وذلك يوم الأحد 22 1955 بمنزل السيد/ شكرود المولد , وهنا وجد الشهيد البطل السبيل إلى ما كان يصبو إليه فتم الاتفاق على وضع برنامج مبدئي للانطلاقة في النشاط الثوري , فقاموا بتنصيب لجنة خماسية مهمتها تبليغ المعلومات ونشر البيانات والتعليمات التي تصدر عن الثورة والقيام بالتوعية والتجنيد والتعبئة في وسط المواطنين , تمهيدا لخوض الكفاح المسلح .



وقد تضمنت التشكيلة السادة المناضلين -


1- أحمد راشدي قائد


2- أحمد شكرود نائب


3- عبد الرحمان طويل عضو


4- علي قدوم عضو


5- محمد كرمي عضو


بدأ المناضلون نشاطهم في سرية وحيطة تامتين , فعملوا على نشر خلايا نضالية ثورية داخل مشاتي دوار غمريان , بعدها وضع الشهيد برنامجا عاما مكثفا يتضمن عمليات عسكرية وفدائية تستهدف الوجود الاستعماري الإقطاعي في المنطقة ويمكن حصرها في ما يلي -


1- قيام الشهيد بتوجيه دعوات رسمية إلى الجزائريين الذين يعملون ضمن الهيكل الإداري والسياسي الاستعماري بالمنطقة , فمنهم من استجاب ومنهم من أبى فحقت عليهم الكلمة .


2- أقام الشهيد نظاما لجمع الاشتراكات والإعانات والزكاة وضبط التموين والاتصالات وإقامة حراسة دائمة – العسة – في المنطقة .


3- دعوة المواطنين لمقاطعة محاكم الإستعمار,والتوجه بقضاياهم إلى محاكم الثورة باعتبارها هي المحاكم الشرعية والأصلية .


20 أوت 1956


وفي خضم هدا النشاط النضالي الواسع , يظهر الحدث العظيم في حياة الثورة والشعب الذي رسمت فيه القيادة السياسية للثورة والإستراتيجية الشاملة لمسار الثورة التحريرية المجيدة وآفاق مستقبلها أهمها -


-التقطيع الجغرافي والسياسي للبلاد والتنظيم الهيكلي والاجتماعي والمادي للثورة في هذه الفترة بزغ النجم الشهيد أحمد راشدي فتقلد مهمة مسؤول سياسي بالمنطقة الثالثة القسم الثاني الناحية الثانية الولاية الثانية .

نشاطه الثوري

في 30 من سنة 1956 عشية إحياء الذكرى الثانية لاندلاع الثورة المباركة –1954- حضر الشهيد اجتماع إطارات الثورة للولاية الثانية الذي انعقد بمشتة الجيزة بوادي زهور ولاية سكيكدة ,وعاد منه بأشياء كثيرة معنوية وسياسية وإعلامية وعسكرية , فأعاد النظر في تنظيم الجهاز الثوري بالمنطقة ليكون أكثر فعالية ونجاحا , إذ وضع تخطيطا عسكريا محكما يتمثل في هجوم واسع النطاق على معاقل الاستعمار وممتلكاته على مدى زمني قياسي يستهدف -


1- هدم الجسور وقطع أعمدة الهاتف والكهرباء وتخريب الطرقات وأنابيب المياه إلخ…, حيث كانت هذه الموارد ملكا لفائدة المعمرين ومحرمة على المواطنين والأهالي .


2- حرق وإتلاف المزارع الفلاحية الخاصة بالمستعمر وزرع المتفجرات ونصب الكمائن.

• المهمة الأولى استهدف مزرعة باكو بدوار المالحة حيث دمرت على آخرها في ليلة واحدة , وأتلفت محاصيلها وغنمت ممتلكاتها .


• المهمة الثانية وضع لغم أرضي بجسر أنزا يوم 14 جويلية 1956في كمين ضد المعمر بيغو لوشار لكنه نجا منه بأعجوبة .


• المهمة الثالثة شن الشهيد البطل هجوما على مزرعة طونان بقرية عين الطريق واستولى على كل الحيوانات الموجودة بها .


• المهمة الرابعة نصب الشهيد كمينا قرب مزرعة دار الشيخ ب تيبرقنت وأحرق حافلة كانت تقل حراس المعمرين ونسائهم وكلهم أوروبيون وقتل الكثير منهم كرد فعل على الجرائم البشعة التي قام بها الاستعمار الفرنسي ضد المواطنين العزل .

هذا بالإضافة إلى أعمال الشهيد اليومية التي لا تنقطع من اتصالات وتحركات واجتماعات بالمواطنين والاستماع إلى أحوالهم ومشاغلهم ومحنهم فكان لهم دوما المرشد والواعظ والمستأنس والجامع لشملهم والمتفهم لظروفهم ومآسيهم.

استشهاد البطل أحمد راشدي

في مساء يوم 11 1957 كان القائد الشهيد البطل متوجها من مشتة الرتبة دوار المالح قاصدا أهله بمشتة تاريدالت دوار غمريان على متن حصانه , وفي حدود الساعة ……..وهو بين أهله تنبعث إشارة ضوئية عن بعد ضعيف الهدف مجهول المصدر في اتجاه المركز العسكري ريشليو فاستجاب لها العدو بسرعة مما يفسر أن للعدو جهازا استخباراتيا سريا بالمنطقة وفي الحين بدأت قوات العدو في الزحف بشاحناتها ودباباتها لكن في اتجاه معاكس تماما إلى أولاد عامر وإذا بها تترك هناك آلياتها وتعود أدراجها في ظلام الليل نحو تاريدالت حيث منزل الشهيد أحمد راشدي وهناك انقسمت إلى مجموعتين، الأولى طوقت منزل المولد شكرود والثانية طوقت منزل الشهيد البطل أحمد راشدي فتفطن لها حارسه الشاب بوعزيز أحمد فحاول استدراجهم إلى وجهة أخرى فرموه بالرصاص ثم أسروه ,عندها أدرك الشهيد أحمد راشدي ومن معه أنهم محاصرون حصارا محكما , فبدأت المنازلة بين الشهيد البطل وقوات العدو وليس بيد الشهيد سوى مسدس وثلاث خزانات , وانظمت إلى المعركة المجموعة الأخرى.


اتخذ الشهيد البطل موقعه الدفاعي داخل إسطبل الحيوانات فكان قتاله ذا وجهين فانهال عليه العدو بالرصاص من كل العيارات وأحرقوا الإسطبل ومن فيه من الحيوانات.وحاولوا الاقتحام فاسقط رحمه الله ضابطين و أربعة جنود فلم يجرؤ على الدخول ثانية. ولما بزغ الفجر قرر أحمد المراط الخروج فاندفع نحوهم و هو يرميهم بالرصاص فأصابته آلياتهم فسقط رحمه الله شامخا وكان العدو قد قتل قبل ذلك اويزة محاط زوجة شقيقه موسى و الطاهر معمري صهر شقيقه نعمان ، راشدي الدراجي صبي ذو أربع سنوات قتل فوق ظهر أمه و كذا الحارس بوعزيز أحمد , وكانت هذه المعركة بقيادة المعمر السفاح بيغولوشار فتعرف على الشهيد وأقاربه وقيدوا الأحياء منهم , وحملوا جثة الشهيد الطاهرة على ظهر حصانه ليجولوا بها في شوارع وأزقة ريشليو بعدما جمعوا مواطني القرية في جو رهيب مريع ومرعب . فعلت أصوات المواطنين ترحما ودعاء وتهليلا وتكبيرا وتعظيما وإجلالا لروح الشهيد البطل أحمد راشدي شهيد الواجب المقدس , وتم دفنه في المقبرة العمومية . فتحية للشهيد أحمد راشدي وتحية لشهداء وشهيدات هذه المعركة والمجد والخلود لشهداء الثورة المجيدة .



شهداء هذه المعركة


1- الشهيد البطل أحمد راشدي طيب الله ثراه


2- الشهيدة محاط الويزة زوجة شقيقه موسى


3- الشهيد الطاهر معمري صهر شقيقه نعمان


4- الشهيد بو عزيز أحمد حارس الشهيد أحمد راشدي وقد عثر عليه جريحا ونقلوه إلى باب دار البطل وقتلوه أمام أعين أبيه .


5- الشهيد راشدي الدراجي صبي ذو أربع سنوات قتل فوق ظهر أمه


رحم الله الشهداء وتحيى الجزائر .


مقطع من قصيدة شعبية على الشهيد البطل أحمد راشدي رحمه الله .


1- أنا نصلي ونسلم على جميع المؤمنين


2-نشيدي على الشهداء والناس المنكوبين


3- قصتي راه مقضية على جميع المؤمنين


4-سي أحمد المراط شارك هو مسؤول قسمين


5-كي جا يفاقد في أولادو باعوه عديان الدين


6-أوصل خبره للقومية هو غافل مسكين


7-ناض اليوطنة يتحزم هز من الكرطوش ألفين


8-قالهم انجيبوا حتى قبالة يديه مكتفين


9-لتريستي والروضة والتيو منصوب فالعين


10-جيبلي اخبارهم باكماله على جميع المسؤولين


11-انسجلهم في الكاغط يبقاو عندي معدودين


12-فالحين اللي مشاو معاي ربع قروبات معدودين


13-أنا فالباب نرصد والعسة نحب إثنين


14- القوة فاباب تدقدق تكلم كلمتين


15- قلبه اعرفهم قومية ماهمش مجاهدين


16- لمجاهدين راهم عقالة يحتاطوا من البنين


17- سي أحمد يشرب فالقهوة ارجع لسلاحو فالحين


18- القوة فالباب تدقدق والقومية زادمين


19- زوجته شجيعة واحنينة سبقوها دموع العين


20- قالت يا رب واحمينا من هذا الكافرين


21- قالها أوصلي للباب بالعجلة وارجعي لي فالحين


22- المجاهدين راهم رجاله ماهمش فاشلين


23- أندير فيهم تاريخ قبالة ايروحومنا مهزومين


24- كي أخرج سي أحمد المراطي فارس كي الصيودة الهايجين


25- طيح ستة فالموضع والباقي ولاو هاربين


26- خانتوا لبياسة الغدارة تكروشات بالسنين


27- بقى زوجته بالسلامة قالها اتهلاي فالبنين


28- كبريهم يعودوا رجاله يخلفوا الثار فالكافرين


29- كي انزل سي أحمد المراط القنابل فاليدين


30- كي لقى السرك مدور صيدوه برماصة فالحين


31- الناس كلهم فالثورة ماهمش مخبيين


32- انموتوا على صف الشهادء والناس المنكوبين


33- سي أحمد اتواحش داروا جا يشوف اولادوا مسكين


34- جابوا خبروا القومية وجابوا خباروا فالحين


35- جابوا خبروا في الحين قالهم جيبوه حي مكتف


36- نعطيلكم تسعين يوم والحلوف من الكوزينة


والساردين كولوا ما تبغيو


37- اللوين زادمين ولخرين هايبين


38- قالها نوضي تشوفي رجعت بوجها شين


39- ودموعها عالخدين قالتلوا نوض تهرب لا يحكموك باليدين



شريط بوابات أعلام الجزائر



تصنيف بذرة أعلام الجزائر


تصنيف جزائريون


تصنيف جيش التحرير الوطني


تصنيف شهداء حرب التحرير الجزائرية


تصنيف ولاية ميلة


تصنيف مواليد 1930


تصنيف أشخاص من ولاية ميلة








مولده ونشأته


في سنة 1930 بعرش غمريان بلدية أحمد راشدي ولاية ميلة ولد الشهيد البطل – أحمد راشدي – المدعو المراط من أب اسمه عمار بن مسعود وأم اسمها ملاط نوارة توفيت والدته وعمره لا يتجاوز ست سنوات , فتزوج أبوه بعد وفاة أمه بالسيدة جرفي الطاوس فكفلته وعوضته حنان أمه في وسط عائلة كبيرة متوسطة المعيشة التي تعتمد في كسب رزقها على الفلاحة الحرة التقليدية. أدخله أبوه جامع القرآن بحي ملح الداب قرية أحمد راشدي , تلقى بداية تعلمه على يد الشيخ محمود موساوي , ثم نقله أبوه إلى مشتة العيفة بضواحي القرية لمواصلة تعلمه القرآن الكريم على يد الشيخ حملاوي طويل فحفظ ما تيسر من القرآن الكريم, وصار شابا متمكنا يافعا, ثم التحق بالزاوية الحملاوية ب واد سقان , أين درس بعض أصول الدين , وأتم حفظ القرآن الكريم.




في سنة 1948 انتقل إلى زاوية ابن الشيخ الحسين ب سيدي خليفة , وقضى فيها ثلاث سنوات , ثم رحل إلى مدينة قسنطينة سنة 1951, ودخل معهد ابن باديس -رحمه الله- حيث درس فيه علوم الدين والتاريخ لمدة ثلاث سنوات , وهناك أصيب بمرض أقعده عن مواصلة الدراسة , فاضطر للعودة إلى قريته , وفيها تزوج الشهيد البطل بالسيدة محاط فاطمة,فأنجبت له بنتين هما نزيهة وليلى. اشتغل الشهيد في وسط محيطه العائلي بالأعمال الفلاحية الحرة , وهو المصدر الوحيد لكسب قوته وقوت عائلته . وقد ظهرت على سلوك الشهيد خصوصيات عالية من فضائل الأخلاق, فعرف بسمات الكرم والبشاشة والصدق والأمانة وفصاحة اللسان وبُعد التفكير وقوة الإيمان و ورعه الاجتماعي, فأهلته هذه الصفات إلى أن يكون ثائرا على الظلم والطغيان.