تم النشر اليوم 2024/05/18 | 4 معلومات أساسية عن عقد النكاح

النكاح وسيلة مشرّعة من الله عزّ وجل

عند بدء الخليقة خلق الله من كل زوجين اثنين وخلق البشر لإعمار الأرض وتربية نشأة صالحة مؤمنة بالله عزّ وجل، ولهذا شرّع الله الزواج وأقرّ به كوسيلة للتكاثر وللحفاظ على النسل البشري من الإنقراض، والزواج أو النكاح شيء مشرّع به من قديم الزمان أي منذ عصر سيدنا آدم عليه السلام، ولكن كانت تختلف تفاصيل الزواج من عهد إلى عهد تبعاً لظروف العصر والمجتمع.

كيفية إجراء عقد النكاح

حتى يتم إجراء عقد نكاح صحيح يجب أن يتوافر على بعض الشروط والأركان، والتي سنوضحها في الآتي:
أركان عقد النكاح
يشتمل أي عقد من العقود المالية أو عقود الزواج أو غيره من العقود على مجموعة من الشروط والأحكام التي بدونها يبطل العقد ويبطل أي أثر مترتب عليه من الأحكام الشرعية، ولإقرار العقد يجب أن يتم إصلاح ما فسد من العقد حتى يصبح صحيحاً، وحسب المذاهب الأربعة فإن كل عقد له مجموعة من الأركان، خمسة أركان عند المالكية والحنابلة والشافعية، وركن واحد فقط عند الحنفية، وسنوضح ذلك فيما يلي:
صيغة العقد: وهذا هو الركن الوحيد الذي اتفق عليه الأئمة الأربعة، وهو كذلك الركن الوحيد الموجود عند مذهب الحنفية، وعادة ما تتكون العقود بتوافر شرطين هما الإيجاب والقبول وفي عقد الزواج تكون الصيغة المكتوبة هي ذاتها الصيغة المنطوقة كلامياً أي الإيجاب والقبول في عقد النكاح يجب أن يكون بلفظٍ معين.ولكن نجد أن هناك إختلافاً بسيطاً ما بين الفقهاء في صيغة العقد ويرجع الاختلاف إلى أن هذا العقد من ضمن أهم العقود التي تختص بأمر هام جداً في الشريعة الإسلامية ألا وهو الفروج، فيجب أن تكون الصيغة مدروسة جيداً، ومفهوم معانيها حتى يكون العقد صحيحاً وحتى لا يحدث أي خلاف أو جدال بعد ذلك.ففي مذهب الحنفية والمالكية نجد أنه يصح العقد بأي لفظ يدل على تمليك العين في الحال كالتّمليك والنكاح والجعْل والصدقة والعطيّة والهبة، وهذا كله بشرط انعقاد نية الزواج أثناء نطق الصيغة حتى يحدث التراضي والوفاق بين المتعاقدين، بمعنى أن عقد الزواج يصح بنطق أيّ لفظ يدل على تراضي الطرفين على انعقاد عقد زواجهما.أما الشافعية والحنابلة فقط اشترطوا لصحة عقد الزواج أن يستعملوا ألفاظ معينة وهي زوج أو نكح أو أي كلمة أخرى تشتق منهما وذلك لمن يفهم ويجيد اللغة العربية، أما أولئك الذين لا يفقهون اللغة العربية فيصح زواجهم بتلفظ أي عبارة تؤدي معنى صيغة العقد بالعربية، ولأن عقد الزواج له خطورة وأهمية كبيرة فلم يذكر القرآن الكريم سوى هذين اللفظين وهما النكاح والتزويج.الصداق أو المهر: الصداق أحد أركان النكاح الواجبة عند الأئمة الأربعة فقد ورد ذكره في كتاب الله عزّ وجل حين قال “وءاتوا النساء صدقاتهن” وورد ذكره أيضاً في السنة حين قال “التمس ولو خاتماً من حديد” كما قال أيضاً “لا نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل” ومن ضمن الأدلة القوية على وجوب الصداق أنه لا يجوز تراضي الطرفين على إسقاطه.العاقدان: والمقصود هنا هما الزوج والزوجة بحيث لا يجوز إنعقاد العقد إذا غاب أحدهما، كما يشترط خلو المرأة وقت انعقاد العقد من موانع النكاح، وموانع النكاح كثيرة كأن تكون متزوجة بالفعل، أو طُلقت من الزوج ثلاث مرات ولم تحلّل أو أن تكون مرتدة أو وثنية أو مجوسية أو أمة، أو أن تكون أحد محارمه أو أن تكون الزوجة الخامسة له، أو أن تكون المرأة مُحْرِمَة بالحج أو بالعمرة.الشهود: يشترط لإنعقاد الزواج حضور رجلين مسلمين عاقلين بالغين حرّين سميعين بصيرين عدلين، يتحدثان نفس لغة المتعاقدين، وقد قيل أنه يصح أن يكون الشاهدين أعميين، وقد قيل أيضاً أنه يصح أن يكون الشاهدين على غير لغة المتعاقدين ماداما ينقلان قصدهما الصحيح إلى القاضي.الوَلِيّ: لا يصح النكاح إلا بوجود وليّ حيث قال الله تعالي في كتابه الكريم “فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن” ونزلت هذه الآية في حادثة بن يسار حين أقسم أنه لن يزوج أخته من مطلقها، كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “أيّما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل ثلاثاً” وبهذا نجد أن عبارة المرأة إيجاباً وقبولاً غير مقبولة، فلا يكون لها الحق في تزويج نفسها في كل الأحوال إلا عن طريق الوليّ.
شروط عقد الزواج
تنقسم الشروط الخاصة بعقد الزواج إلى ثلاثة شروط: شروط إنعقاد، شروط جواز، وشروط نفاذ، وقد إتفق الفقهاء الأربعة على تلك الشروط الثلاثة، حيث عدّ فقهاء الحنفية هذه الشروط من ضمن شروط الزواج الأصلية، أما جمهور الفقهاء إعتبروها كشروط مستقلة لعقد الزواج.
شروط الإنعقاد: وهذه الشروط لا ينعقد الزواج إلا بتوافرها وتنقسم إلى نوعين: النوع الأول يرجع إلى العاقد أي يجب أن يكون عاقلاً عالماً بشروط عقد الزواج وذلك لأن العقل من شروط الأهلية التي يجب توافرها عند العقد، أما النوع الثاني فيتعلق بمكان العقد حيث يجب أن يحدث الإيجاب والقبول في مكانٍ واحد فإذا اختلف المكان لا ينعقد العقد ويصبح باطلاً إذا انعقد، كذلك لا ينعقد العقد إذا انشغل أحد المتعاقدين بشيء ما أثناء التعاقد أو إذا قام أحد المتعاقدين من المجلس قبل قبول الطرف الآخر.شروط الجواز والنفاذ: وهنا يجب أن يكون المتعاقد بالغاً، فإن كان الصبيّ عاقلاً فلا ينفذ العقد إلا بإجازة وليه، كما أن العقد في هذه الحالة لا يتوقف على بلوغه فإن بلغ ولم يجزه وليّه فلا ينفذ بالبلوغ.
مقالات مشابهة
5 نقاط تعرفك شروط العقيقة وحكمها وكيفية توزيعها5 نقاط تعرفك شروط العقيقة وحكمها وكيفية توزيعها
2 من أهم المعلومات عن القرين2 من أهم المعلومات عن القرين
10 من أهم أخلاق الإسلام .. هيا بنا نقتدي بأخلاق ر…10 من أهم أخلاق الإسلام .. هيا بنا نقتدي بأخلاق ر…
9 معجزات لسيدنا موسى تم ذكرها فى القرآن9 معجزات لسيدنا موسى تم ذكرها فى القرآن

ما هو مفهوم النكاح؟

النكاح في اللغة يأتي نكاية عن الجماع، الماضي من الكلمة نكح والمضارع ينكح، وأن نقول نكح فلان فلانة يعني أنه تزوجها، ولا يجوز شرعاً أن يحدث النكاح بدون ارتباط شرعي بل يجب أن يعقد الزواج وفقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية.

النكاح عند الجاهلية

وإذا جئنا لنتحدث عن النكاح في الجاهلية فنجد أنه كان له تفاصيل وشروط خاصة فقد ورد عن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال بشأن النكاح “أن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو ابنته فيصدقها ثم ينكحها ونكاح آخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه ويعتزلها زوجها ولا يمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب وإنما يفعل ذلك رغبة في نجابة الولد فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة كلهم يصيبها فإذا حملت ووضعت ومر عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها تقول لهم قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها لا يستطيع أن يمتنع به الرجل ونكاح الرابع يجتمع الناس الكثير فيدخلون على المرأة لا تمتنع ممن جاءها وهن البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما فمن أرادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لهم القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاط به ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق هدم نكاح الجاهلية كله إلا نكاح الناس اليوم” رواه البخاري عن عائشة أم المؤمنين.

مقالات مشابهة

5 نقاط تعرفك شروط العقيقة وحكمها وكيفية توزيعها5 نقاط تعرفك شروط العقيقة وحكمها وكيفية توزيعها
2 من أهم المعلومات عن القرين2 من أهم المعلومات عن القرين
10 من أهم أخلاق الإسلام .. هيا بنا نقتدي بأخلاق ر…10 من أهم أخلاق الإسلام .. هيا بنا نقتدي بأخلاق ر…
9 معجزات لسيدنا موسى تم ذكرها فى القرآن9 معجزات لسيدنا موسى تم ذكرها فى القرآن