[ ثقافة إسلامية ] ما هو مفهوم صلة الرحم في الإسلام .. 7 فضائل لهذا الأمر الإلهي # اخر تحديث اليوم 2024-04-28

تم النشر اليوم 2024-04-28 | ما هو مفهوم صلة الرحم في الإسلام .. 7 فضائل لهذا الأمر الإلهي

ما هي صلة الرحم؟

صلة الرحم هو أفضل ما يتقرب العبد به إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك بسبب الأحاديث والآيات القرآنية التي تحدثت عن صلة الرحم تلك الفضيلة الإسلامية الرائعة والتي لها ثواب عظيم للغاية، وقبل أن نتحدث عن الثواب، وعن جميع ما يتعلق بصلة الرحم، فهناك مفهوم لصلة الرحم، وسوف نتعرف عليه في السطور القليلة القادمة.
صلة الرحم في اللغة آتية من الجذر اللغوي في المعاجم العربية وصل، ومنها الصلة بين الشيئين، ولها العديد من المعاني الأخرة مثل الجائزة والإحسان والبر والعلاقة بين تربط بين الاثنين أو اكثر وتجمع بينهم، أما الرحم فهو يعني مكان استقرار الجنين في بطن الأم، أو رحم الأم، والذي يعتبر بيت الجنين حتى يأتي إلى الحياة الدنيا.
والرحم تعني القرابة أيضاً، مثل أن نقول ذي رحم، أي ذي قرابة. أما من الناحية الاصطلاحية، فإن صلة الرحم يعني القرابة مما يحرم عليهم النكاح من الشخص، مثل الأعمام والعمّات والخالات والأخوال، أو الاقارب من الدرجة الأولى الذين يدخلون في الميراث، أي أن أحدهما يرث الآخر.
كما تشمل صلة الرحم معنى أوسع وهو العطف على جميع الأقارب من العائلة، خاصة الفقراء منها، والتودد إليهم وتفقد أحوالهم بالسؤال.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يصل أقاربه وأرحامه حتى قبل أن ينزل عليه الوحي عليه الصلاة والسلام، فعندما نزل الوحي عليه، قالت له زوجه خديجة رضي الله عنها: كَلّا واللَّهِ ما يُخْزِيكَ اللَّهُ أبَدًا، إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، كناية على أن الله تعالى لن يخزيه، ولن يتركه وينصره دائماً بسبب صلته لرحمه.


وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم، وذلك لأنها أحب الأعمال إلى الله تعالى، وذلك لقوله عليه الصلاة والسلام: مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .
وهذا مصداقاً للعديد من الآيات القرآنية الكريمة، حيث قال الله سبحانه وتعالى: وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ.

حكم صلة الرحم في الفقه

حكم صلة الرحم واجب على كل مسلم ومسلمة، ولا يوجد خلاف بين الفقهاء في هذا الأمر، وذلك مصداقاً للعديد من الآيات القرآنية، فقد قال الله سبحانه وتعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ*أُولَـئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ.
كما قال الله تعالى في موضع آخر من كتابه العزيز: وَالَّذينَ يَنقُضونَ عَهدَ اللَّـهِ مِن بَعدِ ميثاقِهِ وَيَقطَعونَ ما أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يوصَلَ وَيُفسِدونَ فِي الأَرضِ أُولـئِكَ لَهُمُ اللَّعنَةُ وَلَهُم سوءُ الدّارِ.
وقد ربط رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوب صلة الرحم على كل مسلم بالإيمان بالله تعالى، حيث قال عليه الصلاة والسلام في ذلك: مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.. كما قال في حديث آخر روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: الرَّحِمُ شِجْنَةٌ، فمَن وصَلَها وصَلْتُهُ، ومَن قَطَعَها قَطَعْتُهُ.
وفي ذلك فهناك حكم آخر لقاطع الرحم، فإنها من الخطايا والذنوب الكبيرة في الإسلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ.
كما قال عليه الصلاة والسلام عن قاطعي الرحم يوم القيامة وحالهم: فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَقُومُ فيُؤْذَنُ له، وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا، فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كالْبَرْقِ.


وقطع الرحم في اللغة آتية من القطيعة أي الهجران والمنع وعدم الاتصال والارتباط أما قطيعة الرحم في الاصطلاح الشرعي يقصد بها ترك الوصال بين الشخص وأقاربه، وهجرهم تماماً وعدم الإحسان إليهم ولا القيام ببرهم.

كيف نقوم بصلة أرحامنا؟

إذا كنا تعرفنا على فضائل صلة الرحم، فإن صلة الرحم يمكن القيام بها دائماً في أي وقت وأي حين، ويمكن بوسائل متعددة، فالتكنولوجيا الحديثة أتاحت لنا سهولة الاتصال بالعائلة، حتى لو كنا بعيداً عنهم من خلال الاتصال عبر الإنترنت، أو عبر الاتصال الهاتفي في وقت مناسب والتهنئة من خلال الرسائل إن أمكن.
أما زيارتهم فهو أمر ضروري في حال القدرة، وهي أن تذهب إليهم وتودهم كل فترة بالسؤال والزيارة، وعيادة المريض منهم، ومساندة ودعم الفقير منهم، ومن مظاهر الرحم ايضاً وصلته هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعني في حالة وجود شيئاً خاطئاً منهم يجب دائماً أن يكون الأمر بالمعروف لهم والنهي عن ما يقومون به.
كما يجب التصدق على الفقير منهم، وذلك لأن الصدقة على الرحم لها العديد من المزايا فهي خير الصدقة، وكذلك صلة للرحم، فقد قال صلى الله عليه وسلم في شأن ذلك: إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ.
ويستوي الثواب هذا مع فعل آخر يعتبر جزء من صلة الأرحام، وهو الإصلاح ما بينهم في حال وجود شجار وخصام، مع الحرص دائماً على أداء الحقوق لهم، وذلك مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا.
وهنا يجب التأكيد أن فعل العكس من هذه الأفعال يعتبر قطع للأرحام، فالقطيعة من أشد الأخطاء والذنوب التي تحدث للشخص وللعائلة، فالقطع يعني الهجران، والمنع وعدم الاتصال وهذا لغوياً.
أما قطيعة الرحم في المصطلح الفقهي هو عدم وترك وصل الأقارب وهجرهم وعدم الإحسان إليهم وعدم برهم تماماً، لذلك يعتبر من أشد الذنوب، وهو من الأخطاء التي يجب تركها، لأنه لا يدخل الجنة قاطع لرحمه كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
صلة الرحم من الأمانة التي فرضها الله على المسلم المؤمن الموحد، لذلك يجب علينا السؤال على الأقارب ورؤيتهم والتصدق على فقيرهم والعطف على المساكين والمحتاجين منهم والإحسان عليهم بالقول والفعل، وهذا ما حاولنا عرضه من خلال هذا العرض الشامل عن صلة الرحم، ويبقى في النهاية نصيحة أنفسنا وإياكم بهذه الفضيلة الرائعة التي تساعدنا على نيل رضا الله سبحانه وتعالى.

مفهوم صلة الرحم في الإسلام

صلة الرحم أمر من الأمور الإلهية التي فرضها الله على المؤمنين، فهي فضيلة يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، وهي أن يصل رحمه ويبرهم، فهي فضيلة عظيمة من الفضائل الإسلامية ولها العديد من الجوانب العظيمة مثل البركة في الرزق والوقت والحياة والمال، في هذا المقال نتحدث بالتفصيل عن مفهوم صلة الرحم في الإسلام وفضائله، وما هي الآيات والأحاديث التي تحدثت عن فضل صلة الرحم، فهيا بنا.

7 فضائل لصلة الرحم

صلة الرحم مأمورون بها كمسلمين، ولا يدخل المسلم الجنة إلا لو كان مراعياً لرحمه كما قال الله وبيّن رسوله الكريم في الأحاديث التي ذكرناها، لكن هل هذه الأحاديث هي فقط من تتحدث عن فضائل صلة الرحم، أم أن هناك فضائل أخرى لصلة الرحم؟ بالطبع هناك العديد من الفضائل التي نتحدث عنها خلال النقاط التالية:
صلة الرحم سبب من ضمن أسباب رضا الله تعالى ودخول الجنة
كثيرة هي الأسباب التي يمكنها أن تساعد في نيل رحمة الله ورضاه عنا وبالتالي دخول جنات الله الواسعة، والفردوس الأعلى من الجنة، ومنها صلة الرحم، فصلة الرحم سبباً من أسباب دخول الجنة، وذلك مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث رواه الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري، حيث قال: أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، فَقالَ القَوْمُ: ما له ما له؟ فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أرَبٌ ما له فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا قالَ: كَأنَّهُ كانَ علَى رَاحِلَتِهِ.
علامة من علامات الإيمان
العلامات التي تدل على إيماننا بالله تعالى كثيرة أيضاً منها أن نقوم بعبادة الله تعالى مثل الصيام والقيام والصلاة والحج وباقي أركان الإسلام، ولكن هناك بعض الأمور التي لا غنى عنها في المعاملات بيننا والتي تعتبر علامة من علامات الإيمان، ومنها صلة الرحم بيننا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أن صلة الرحم علامة من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر، حيث قال رسول الله عليه الصلاة والسلام في حق ذلك: مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.
الزيادة في العمر والبركة في الرزق
هذا حقيقي تماماً، فعندما تقوم عزيزي القاريء بالصلة لأرحامك وأقاربك فعليك أن تنتظر خيراً كبيراً من الله تعالى، وهذا الثواب تلتمس أثره في حياتك الدنيا حتى قبل الآخرة، فإن الله تعالى يزيد في عمرك ويحسن عملك ويزيد من بركة رزقك، وهناك بعض الأقوال حول زيادة العمر فمنهم من فسرها على أنها زيادة مجازية، أي أن الله تعالى يزيد من أعماله الحسنة طوال العمر، وان يبارك في عمله ويكون عمره كله خير.


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقاً على الزيادة في العمر والرزق: مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ.
من وصل رحمه وصله الله تعالى
الجزاء من جنس العمل، فمن وصل رحمه سينال رحمة الله تعالى وصلته، وذلك مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتَّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَذاكِ لَكِ. وصلة الله تعالى للعبد تأتي من خلال حياته السعيدة المليئة بالخير.
صلة الرحم طاعة لله تعالى
صلة الرحم طاعة من الطاعات التي يمكن نيل رضا الله من خلالها، فهي خير وثواب وحسنات كثيرة وأجر في الدنيا والآخرة، لذلك علينا أن نضع نصب أعيننا صلة الرحم ونقوم بها لكي ننال هذا الثواب العظيم.
سبب لانتشار الرحمة والألفة في المجتمع
من ضمن فضائلها العظيمة الرحمة والألفة تنتشر في المجتمع، ولعل هذه هي الحكمة الجامعة لها، حيث يؤدي الالتزام بصلة الرحم إلى المودة بين جميع المجتمع، وترسيخ مبادىء الألفة والمحبة، ولعل هذه من حكمة الإتيان بهذه الفضيلة في الشريعة الإسلامية.
علو مكانة الواصل بين العائلة
إن صلة الرحم لها فائدة اجتماعية من حيث المكانة العظيمة التي يجدها الفرد الواصل للرحم، حيث يجد نفسه في مكانة عالية دائماً بين العائلة، وقد يكون سبباً في تجميع العائلة في يوم من الأيام، أي أنه دعامة كبيرة لما يحدث داخل العائلة.
النقطة الأخيرة هذه تجرنا لسؤال يجب أن نسأله، ما هي الأعمال التي تساعد على القيام بصلة الرحم؟