شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم السبت 18 مايو 2024 - 6:44 م


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




حكمــــــة

[ حكمــــــة ] دخل محمد بن زيدان الكاتب يوما على يحيى بن خالد بن برمك فرآه مهموما مفكرا ينكت في الأرض فقلت أصلحك الله قد طال فكرك ففيم ذاك هذا ابنك الفضل على خراسان وجعفر على العراق ومحمد على اليمن وموسى على الجبال وأنت فيما أنت فيه فقال : ويحك ففي هذا كان فكري ولما نحن فيه كثر همي أنا علمت أن جدي برمك كان ينزل النوبهار وكان يقدم في كل سنة على هشام بن عبد الملك فكان يألف دهقانا بالجبل ينزل عليه ذاهبا وينزل عليه راجعا وكان في دنيا عريضة وأمر واسع جدا فقال له جدي مرة في بعض نزوله عليه إنك من الدنيا لفي أمر واسع وخير كثير هؤلاء ولدك قد ساووك وأموالك منتشرة وجاهك عريض قال وما ينفعني من ذلك وقد تكدر كل ما أنا فيه بصاحبتي أم أولادي هي الدهر باكية ليلها ونهارها فما أتهنى بشيء مما أنا فيه ولا أعلم ما سبب بكائها ولا تخبرني به قلت أفتأذن لي في كلامها قال نعم شأنك وذاك فقلت يا هذه إنكم من الدنيا في سعد ومن العيش فيما أنتم فيه وقد أفسدت ذاك على صاحبك بطول بكائك ودوام حزنك فمم ذاك قالت أما إنه يسائلني عن ذاك منذ مدة فما أخبره نحن أهل بيت لم نصب بمصيبة ولم تنزل بنا جائحة ولم نثكل ولدا فقد علمت أن هذا لا يتم على ما أرى ونفسي متوقعة أمرا ينزل بنا فطول بكائي ودوام حزني لذلك فقلت لها فلم تعجلين البكاء دعي الأمر حتى يقع قالت إن نفسي تأبى أن تسكن مع تغير ما تعلم قال فارتحلت من عندهم إلى هشام ثم رجعت فمررت بهم فإذا الأعراب والأكراد قد أغاروا عليهم فقتلوا الدهقان وولده وأخذوا أموالهم وأخربوا ضياعهم فأتيت المرأة فتوجعت لهما مما نزل بهم فقالت أبا فلان قد حل بنا ما كنا نتوقع فهل عندك من شيء فقال يحيى بن خالد ويحك فإنما طال فكري للأمر الذي نحن فيه قال فما لبثوا أن حل بهم ما حل . # أخر تحديث اليوم 2024/05/18

تم النشر اليوم 2024/05/18 |
دخل محمد بن زيدان الكاتب يوما على يحيى بن خالد بن برمك فرآه مهموما مفكرا ينكت في الأرض فقلت أصلحك الله قد طال فكرك ففيم ذاك هذا ابنك الفضل على خراسان وجعفر على العراق ومحمد على اليمن وموسى على الجبال وأنت فيما أنت فيه فقال : ويحك ففي هذا كان فكري ولما نحن فيه كثر همي أنا علمت أن جدي برمك كان ينزل النوبهار وكان يقدم في كل سنة على هشام بن عبد الملك فكان يألف دهقانا بالجبل ينزل عليه ذاهبا وينزل عليه راجعا وكان في دنيا عريضة وأمر واسع جدا فقال له جدي مرة في بعض نزوله عليه إنك من الدنيا لفي أمر واسع وخير كثير هؤلاء ولدك قد ساووك وأموالك منتشرة وجاهك عريض قال وما ينفعني من ذلك وقد تكدر كل ما أنا فيه بصاحبتي أم أولادي هي الدهر باكية ليلها ونهارها فما أتهنى بشيء مما أنا فيه ولا أعلم ما سبب بكائها ولا تخبرني به قلت أفتأذن لي في كلامها قال نعم شأنك وذاك فقلت يا هذه إنكم من الدنيا في سعد ومن العيش فيما أنتم فيه وقد أفسدت ذاك على صاحبك بطول بكائك ودوام حزنك فمم ذاك قالت أما إنه يسائلني عن ذاك منذ مدة فما أخبره نحن أهل بيت لم نصب بمصيبة ولم تنزل بنا جائحة ولم نثكل ولدا فقد علمت أن هذا لا يتم على ما أرى ونفسي متوقعة أمرا ينزل بنا فطول بكائي ودوام حزني لذلك فقلت لها فلم تعجلين البكاء دعي الأمر حتى يقع قالت إن نفسي تأبى أن تسكن مع تغير ما تعلم قال فارتحلت من عندهم إلى هشام ثم رجعت فمررت بهم فإذا الأعراب والأكراد قد أغاروا عليهم فقتلوا الدهقان وولده وأخذوا أموالهم وأخربوا ضياعهم فأتيت المرأة فتوجعت لهما مما نزل بهم فقالت أبا فلان قد حل بنا ما كنا نتوقع فهل عندك من شيء فقال يحيى بن خالد ويحك فإنما طال فكري للأمر الذي نحن فيه قال فما لبثوا أن حل بهم ما حل .

 
التعليقات

شاركنا رأيك



أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع [ حكمــــــة ] دخل محمد بن زيدان الكاتب يوما على يحيى بن خالد بن برمك فرآه مهموما مفكرا ينكت في الأرض فقلت أصلحك الله قد طال فكرك ففيم ذاك هذا ابنك الفضل على خراسان وجعفر على العراق ومحمد على اليمن وموسى على الجبال وأنت فيما أنت فيه فقال : ويحك ففي هذا كان فكري ولما نحن فيه كثر همي أنا علمت أن جدي برمك كان ينزل النوبهار وكان يقدم في كل سنة على هشام بن عبد الملك فكان يألف دهقانا بالجبل ينزل عليه ذاهبا وينزل عليه راجعا وكان في دنيا عريضة وأمر واسع جدا فقال له جدي مرة في بعض نزوله عليه إنك من الدنيا لفي أمر واسع وخير كثير هؤلاء ولدك قد ساووك وأموالك منتشرة وجاهك عريض قال وما ينفعني من ذلك وقد تكدر كل ما أنا فيه بصاحبتي أم أولادي هي الدهر باكية ليلها ونهارها فما أتهنى بشيء مما أنا فيه ولا أعلم ما سبب بكائها ولا تخبرني به قلت أفتأذن لي في كلامها قال نعم شأنك وذاك فقلت يا هذه إنكم من الدنيا في سعد ومن العيش فيما أنتم فيه وقد أفسدت ذاك على صاحبك بطول بكائك ودوام حزنك فمم ذاك قالت أما إنه يسائلني عن ذاك منذ مدة فما أخبره نحن أهل بيت لم نصب بمصيبة ولم تنزل بنا جائحة ولم نثكل ولدا فقد علمت أن هذا لا يتم على ما أرى ونفسي متوقعة أمرا ينزل بنا فطول بكائي ودوام حزني لذلك فقلت لها فلم تعجلين البكاء دعي الأمر حتى يقع قالت إن نفسي تأبى أن تسكن مع تغير ما تعلم قال فارتحلت من عندهم إلى هشام ثم رجعت فمررت بهم فإذا الأعراب والأكراد قد أغاروا عليهم فقتلوا الدهقان وولده وأخذوا أموالهم وأخربوا ضياعهم فأتيت المرأة فتوجعت لهما مما نزل بهم فقالت أبا فلان قد حل بنا ما كنا نتوقع فهل عندك من شيء فقال يحيى بن خالد ويحك فإنما طال فكري للأمر الذي نحن فيه قال فما لبثوا أن حل بهم ما حل . ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


اعلانات العرب الآن