أصل التسمية

كان أوّل ظهور لِمُصطلح السادية في الفترة ما قبل وَبعد الثورة الفرنسية في عام 1789 ميلادي. والسادية مُصطلح مُشتق من اسم الروائي الفرنسي ماركيز دي ساد الماركيز دو ساد ، اسمهُ دوناتيه ألفونس فرانسو دو ساد، نشأ في طبقة أرستقراطية، أُشتهِرَ بِم اته العنيفة مع النساء ومجونه العظيم. سُجِنَ عدة مرات بِسبب ذلك، طفحَ الكيل بِزوجته من فضائحه المُتتالية فَأمرت أن يُتهم بِالجنون ويُقذف بهِ في مصحة عقلية، وَحدث لها ما شائت.



بينما المازوخية أُشتقت من الروائي النمساوي ليوبولد فون زاخر مازوخ ليوبولد مازوخ الذي كتب رواية (فينوس ذات الحلل الفروية)، كانت روايته تحتوي م ات مازوخية جسّدت بعضاً من حياته، حاول كثيراً قبل موته تغيير مُسمى هذه الحالة إلى آخر لا يُشتق من اسمه لكنهُ فشل وحاول من بعده إبنه لكنهُ أيضاً فشل، فالتصق مفهوم المازوخية والخضوعية بمازوخ وكان هذا بمثابة عاراً لرجل.

نطاق المُ ات السادية وَالمازوخية

السادية والمازوخية لا ترتبط بِ المُ ات الجنسية فقط كما أُشيعَ سابقاً، بل تمّتد لِتشمل نطاق المُ ات اليومية، وَقد تصل أن يُ ها الشخص دون وعي مِنه بِحقيقتها. مثلاً، مشاهدة أفلام الرُعب يُعد فِعل مازوخي حيثُ أنّ الشخص على الرُغم مِن علمه مُسبقاً بأنّ هذا الفيلم يُثير الخوف والرُعب إلّا أنهُ يُشاهده، هذا يدُلّ على استمتاعه بما يُثيره الخوف في داخله، أيّ يستمتع بِإيذاء نفسه، كذلك السادية.

مستويات السادية والمازوخية

الم ات السادية تكون بِمستويات فَمنها الخفيف والمتوسط والشديد. السادية الخفيفة يُ ها عامة الناس دون إدراك منهم، بينما المتوسطة يُ ها شخص مع إدراكه لها وغالباً لا ينتُج عنها أضرار، أو قد تنتج أضرار لكنها طفيفة مثل الكدمة أو جرح سطحي. أما السادية الشديدة فَيُ ها الشخص كَسلوك قهري -مثلما كان يحدث مع الماركيز دو ساد حيثُ كان يعاشر النساء ثُم يُكمم أفواههُن ويُقيدهن فتأخذه النشوة ويٌسبب لهُن عاهات وَ وصل الأمر أن تسبب بموت بعضهن بِطُرق بشعة- أيّ لا يستطيع منع نفسه عنها وتنتج عنها أضرار بالغة مثل العاهات أو الموت.



كذلك المازوخية لها مستويات منها الخفيفة والمتوسطة والشديدة. الخفيفة وهي ما يُ ها العامة دون إدراك كالأسماء المُستعارة ذات الدلالات الحزينة مثل (أسيرة الكتمان، ملك الأحزان، دمعة قهر،...)، أو أن يكون الشخص مُكتئب ويستمع إلى موسيقى حزينة تُضاعف ألمه النفسي. والمازوخية المتوسطة تُرتكب مع إدراك لها مثل المُ ات المُنتشرة بين الإيمو أشهرها جرح الرسغ وَ ترك الدم ينزف. المازوخية الشديدة هي ما تُرتكب كَسلوك قهري وأضرارها بالغة وأخطرها ما يُفضي للانتحار.



جميع المُ ات السادية والمازوخية أيّاً كانت مستوياتها تُفضي إلى التقدم أكثر فَأكثر في الحالة، أيّ الم ات المتوسطة بِتكرارها تُفضي إلى مُ ات شديدة تُفضي للموت، أو حدوث عاهة، أو صدمة نفسية شديدة. عادةً يُفضّل المازوخيين م ة المازوخية المعنوية لأسباب أوّلها أن الألم النفسي وقعه أشد من الألم الجسدي، بينما الألم الجسدي يُفضي للهلاك إن اشتد على عكس المعنوي، لذلك نجد انتشار المازوخية المعنوية على نطاق أوسع من المازوخية الجسدية.

أسباب السادية وَ المازوخية

هذه الاضطرابات تنشأ في مرحلة مُبكرة من حياة الفرد أيّ منذُ الطفولة، فَتكون في بادئ الأمر مجرد خيالات تتطوّر إلى مُ ات فعلية ثم الإدمان عليها.



بشكلٍ عام هذه الحالة هي نتاج السلوك الجنسي البدائي في فترة مبكرة من حياة الفرد أو المُحيطين من حوله، فَالاغتصاب أو التحرش أو الاختطاف أو مشاهدة مواقف يتجسّد بها العُنف، كُل هذا يؤثر في طبيعة الطفل الهشّة، وَيُفضي إلى تجسيده لإحدى الحالتين.

السادية وَ المازوخية في الأدب والسينما

تمّ إنتاج العديد من الروايات التي تُجسّد مثل هذه الم ات، من أهمها

• رواية جوستين للماركيز دو ساد، وجسدت فيلما.


• رواية 120 يوم في سدوم لل ماركيز دو ساد ، وجسدت فيلما.


• رواية فينوس ذات الحلل الفروية للروائي النمساوي ليوبولد مازوخ.


• رواية باولو كويلو احدى عشر دقيقة.


• رواية خمسون ظل من الرمادي، وجسدت فيلما.

_


_



السادية و المازوخية هما صورتان من صور الاضطراب النفسي. وتعرف السادية على أنها اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بِإيقاع الألم على الطرف الآخر. أيّ التلذّذ بالتعذيب عامةً، بينما الماسوشيه المازوخية فهي اضطراب نفسي يتجسّد في التلذّذ بِالألم الواقع على الشخص نفسه. أيّ التلذذ بالاضطهاد عامةً. وعموماً فإن السادية والمازوخية يعتبران من الإضطرابات النفسية التي تستوجب العلاج.