شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

مرحبا بكم في شبكة بحوث وتقارير ومعلومات

اليوم الجمعة 17 مايو 2024 - 5:36 ص


اخر المشاهدات
الأكثر قراءة


عناصر الموضوع




غير مصنف

غالي مختار فال البصادي اسمه ونسبه # أخر تحديث اليوم 2024/05/16

اسمه ونسبه

جميع المصادر التي ترجمت له متفقة على أن اسمه غالي إلا أنه توجد وثيقة بخطه سمى فيها نفسه المختار غال وما سوى هذا المكتوب من كتاباته التي عُثر عليها اقتصر فيها على الجزء الأخير من اسمه، ولعل ذلك هو السبب في اشتهاره بهذا اللقب حتى صار اسمه الكامل لا يعرفه إلا الخواص من أهله.

والحاصل أن اسمه مركب هكذا المختار غال بن المختار فال بن أحمد تلمود بن الحبيب بن أحمد بن أحمد آي بن الطالب أعل بن الطالب مالك بن أحمد بسات الجد الجامع لسائر بطون قبيلة البصاديين.(إيديبوسات).

تاريخ ولادته

لم يوقف على تحديد تاريخ ولادته فجميع المصادر المتاحة لم تحدد تاريخ ولادته شأنه في ذلك شأن الكثير من أقرانه، ويرجع ذلك إلى البيئة التي كانوا يعيشون فيها، فلم يكن تاريخ الولادة والوفاة محل اهتمام عند أهل البادية كما هو معروف، وأغلب الظن أنه ولد في النصف الأخير من القرن الثاني عشر الهجري في أرض القبلة أي ما يعرف الآن بولاية ترارزه في بيئة بدوية يغلب على أهلها عدم الاستقرار فهم دائما يتتبعون مواقع الماء والكلأ فلا جرم أن كانوا في رحلة مستمرة يؤمون كل حدب وصوب، فهم كما قال أحد تلامذة ابن بونا رحمهم الله

لك الله من شيخ إذا ما تبوأت تلامذه مأوى لنصب المدارس

ييمم ميمون الخصاصة فاترا على ظهر مفتول الذراعين عانس

يفزع نون البحر طورا وتارة يهدم حجر الضب في رأس مادس

هذا بالإضافة إلى الفوضى التي كانت هي سمة هذا القطر آنذاك لعدم وجود سلطة مركزية فكانت الفتن تعصف بالسكان طيلة قرون.

ورغم هذا وذاك فقد أنجب هذا القطر الشنقيطي عباقرة في تلك الحقب التي وصفت بأنها عصور الانحطاط والظلام وكان غال هذا أحد أولئك العباقرة الذين أضاءوا أرجاء هذا القطر في تلك العصور الحالكة.

نشأته

ولد غال في عصر أقل ما يوصف به أنه مضطرب وقاس، كما أسلفنا ورغم ذلك فقد نشأ وتربى في رفاهية وفي وسط يشع بالمعارف ويزخر بالمكارم والأخلاق العالية حيث إنه ولد في بيت علم فجده أحمد تلمود كان عينا من أعيان علماء شنقيط مع علو في الهمة وحب للخير وكانت محضرته محط رحال طلاب العلم آنذاك على اختلاف مقاصدهم، ومن أبرز رواد هذه المحضرة العارف بالله الطالب مختار بن أحمد أجويده البصادي والعالم الفذ محمذا اليدالي الديماني، فشب غال وترعرع في هذا الجو الزاخر بالمعارف المختلفة.

وكانت والدته قد ربته تربية حسنة حيث إنها لم ترض له من المراضع إلا من كانت ذات دين ونسب ولم توقظه من نوم حتى يستيقظ هو بنفسه حتى أنها خرجت به يوما لتسقيه من لبن الإبل لدى الرعاة فنام ورغب الرعاة في الرحيل فدفعت لهم قلادتها الذهبية ليؤخروا الرحيل حتى يستيقظ ولدها المترجم له ويشرب اللبن.

وما استيقظ من نوم ولا حضر من الكتاب إلا وأطعمته حلوا فنشأ رقيق الطبع دقيق الشعور حتى إنه كان إذا رأى شخصا ثقيل الطبع والروح أخذته الحمى، حتى صار مضرب مثل في الظرافة إلى الآن فيقال عند رؤية الثقيل في تلك البلاد يرحم غالي ملبقُ أي رحم الله غال أي ما ألبقه من اللباقة وهي الظرافة..

طلبه للعلم وشيوخه.

ورغم هذا العطف والحنان الذي كان يحاط به غال تعالى فقد جد واجتهد في تحصيل العلوم العقلية والنقلية فأخذها عن أفاضل علماء عصره في قطره حتى برع فيها واشتهر وبرز وأصبح مرجعا جامعا لأنواع العلوم من عقائد وفقه وأصول وتفسير وقراءة ونحو وصرف وبلاغة وتاريخ وسيرة وقد ذكر محمد عبد الله بن المختار فال بن داود حفيده في ترجمته التي صدر بها كتاب البعوث أنه أخذ عن كل من

المختار بن بونه

الشيخ القاضي حبيب الله

سيد عبد الله بن الحاج إبراهيم

مولود بن أحمد الجواد

امحمد بن الطلبة

هكذا قال محمد عبد الله بن المختار فال وفي النفس شيء من أخذ غال عن سيد عبد الله ومن ذكر بعده وذلك أني وقفت على تأليف لمحمد محمود بن سيد عبد الله في مناقب والده ذكر فيه من أخذ عنه ولم يذكر غال فلو كان ممن أخذ عن والده لذكره لأنه ذكر في عداد من أخذ عن والده من ليس له خطر بل ولا ذكر في هذا القطر فلا يعقل بعد هذا أن يكون غال من تلامذة والده ويغفل عن ذكره وغال هو من هو منزلة وعلو قدر اللهم إلا أن يكون سقط اسمه سهوا على كاتب النسخة التي اطلعت أنا عليها.

أما مولود ومحمد بن الطلبة فقد وقفت على أشعار لهما بخط غال تعالى ويذكر اسم كل واحد منهما مجردا ولو كانا من مشايخه لذكر ذلك كما هي عادته كما فعل مع المختار بن بونه وكما فعل مع الشيخ سيد المختار الكنتي فقد وجدت بخطه قصيدة للمذكور صدرها بقوله ولشيخنا…

وأغلب ظني أن جل تحصيله تعالى كان في محضرة جده لمرابط أحمد تلمود وعلى المختار بن بونه والله أعلم.

مكانته عند أهل عصره وعلاقاته بهم

كان غال مهابا عند أهل عصره يجلونه ويوقرونه وخصوصا شيخه العلامة النحوي المختار بن بونه فقد كان يوليه عناية خاصة ويعتمد عليه كثيرا في الإجابة على ما يرد عليه من الأسئلة العلمية والمحاجات والمناقضات وكان المختار إذا رأى ما يجيب به غال يتمايل طربا ويقول لا يقصد إلا غال استحسانا منه لأجوبته, وقد كان غال تقيا ورعا نزيها لبيبا حافظا متقد الفهم حاضر الجواب صعب البديهة محررا ناقدا بصيرا عفيفا مترفعا لا يسف ولا يتحامل خبيرا بزمانه وأهله صالحا مجاب الدعوة محبا لرسول الله ولصحابته والسلف الصالح مواظبا على العبادة بجد واجتهاد وصولا لرحمه في الله وفي النسب مكبا على المطالعة والتعليم والتأليف ابتغاء وجه الله ومع ذلك كان صاحب الحل والعقد في قبيلته ساعيا لما فيه صلاحها في الدنيا والآخرة فكم قد رد من مظالم وسل ما بينها وغيرها من القبائل من سخائم وبالرغم من كثرة مرافعاته عن بعض الضعاف ودفاعه عنها، لم ينقض له حكم ولا حكم عليه بحكم لغير صالحه ومما يدل على علو شأنه ورسوخ قدمه وصحة فهمه ووفور عقله وحلمه أنه لم يؤخذ عليه شيء في شعره ولا في نثره فلا جرم أن عصمه الله مما وقع لأبناء عصره من الملاحات والمهاجات والمهاترات والتحامل إلى غير ذلك من الخلال التي سادت ذلك العصر والتي قل من سلم منها مهما كانت منزلته.

فعلى النقيض من أهل زمانه فقد كان تربطه بجميعهم علاقات ود وإجلال لم يشبها أي تغير ولا ملال وإلى ذلك أشار صالح بن عبد الوهاب في مرثيته له بقوله

ومدكر أيام غال وأنســــــــــــــه
وتعليمه ما عشت والموت واقع
ولم لا وقد حاز المفاخر والعــــــــلا
وأربى على أقرانه وهو يافـــــع
ولم لا وكان الصدر في كل مشهــــد
إذا اجتمعت يوما عليه المجامع
ولم لا وكان العين والأذن والحجـا
وكان لسانا قوله لا يراجـــــــــع
فمن مثله إن أعضل الخطب والتوى
ومن مثله إن ضاق بالناس واسع.

إلى أن يقول

فإن كانت الارزاء خصت بأهلهــــــــا
فذا الرزء رزء في البرية شائــــــع
مضت سنة الأكوان في العلم والتقوى
تقاصر عنها الباذخون الفــــــوارع
فإن يكن بدءا محضه المجد كلـــــــــه
لقد طاب منه الأصل والفرع بارع
  • وكتب غال لصالح يطلب منه أن يعيره نظمه نيل الأرب في أنساب العرب وكان وعده بذلك فقال
  • عليكم سلام الله ما استنجز الوعــــد
    وما حمد الوافون سعيهم بعد
    سلام كطعم الشهد في نشر روضة
    خزامية باتت يسح بها الرعــد.

    فأجابه صالح بقوله

    وأنتم سلام الله يا شيخنا يغــــــدو
    عليكم بطعم دونه يقصر الشهـــــد
    ونشر شذا روض البنفسج قاصر
    عن أيسره والمسك والند والرند
    وبعد فإني منجز الوعد عاجـــلا
    ويزدان بالتنجيز أن حصل الوعد
    فهذا كتاب النظم شأنكم بــــــــه
    فلم يحمه منكم توان ولا بعــــــــد
  • ورافع غال عن جماعة لدى القاضي صالح بن عبد الوهاب رحمهما الله وأراد أن ينبهه بالتورية على عدالة قومه وفسق خصومهم فقال له إني نظمت كلمات من القرءان يحسن الوقف عليها نحب أن تسمعها وهي
  • أن أنذر الذين يسمعـــــون
    وأولياء فاسقا لا يستــــــــون
    آثارهم مرقدنا على العباد
    أن اعبدوني مثلهم تم المراد

    فقال صالح صدقت لا يستوي الولي والفاسق وحكم له وتم المراد.

  • ورافع مرة أخرى عن جماعة من قومه أمام شيخه المختار بن بونه وكان خصم غال أحد رجال الإمارة في المنطقة مما جعل المختار يتريث في الفصل بينهما حتى يتمكن من حيلة يمكنه بها إلزام خصم غال الذي هو من رجال الإمارة بالحكم فطلب من المتحاكمين التأني مرارا حتى مل الطرفان وعزما على الذهاب لغيره من القضاة فشدا رحالهما بعد صلاة الفجر ومرا بالمختار في مصلاه ليودعاه ويخبراه برحيلهما وكان المختار يلزم مصلاه ولا يتكلم حتى تشرق الشمس فأشار إلى غال وخصمه بيده أن يحطا رحالهما فقال له غال ارتجالا
  • يا من إليه تساق المعضلات إذا
    ما اخلولج المنتدى حط الرحال لمه
    إن كان حطكها لجلب مصلحة
    فشر إلى أهلها أو لا تقل كلمـــــــه
    وإن يكن لهراء طالما تعبــــت
    به النفوس ولم يوجد جداه فمـــــــه

    فقال له المختار اتزجرني كزجر الكلب يا غويلي ثم ألتفت إلى خصوم غال وقال لهم إن هذا البصادي الذي أصبح يتنهت بالضمائر لا قبل لأحد به وحكم له.

  • وكتب غال بأبيات إلى حرمة بن عبد الجليل ليسعى لحاملها في قضاء حاجة له وكان غال جميل الخط وهذه هي الأبيات
  • من كاتب الخط منشيه وكاتبه
    لحائز المجد عن إرث وكاسبه
    محمد حرمة الله الذي محقت
    ذكاء حكمته ظلما غياهبـــــــــه
    أزكى سلام وأنماه وأطيبه
    ما يسرت عسرة جدوى مواهبه

    فلما قرأها حرمة قال لحاملها أما إني لبخيل إذا لم تحركني هذه الأبيات ونقوم في قضاء حاجتك حتى تقضى وقال

    رد السلام إذا أكدى محاولـــه
    فكيف يحسن إجلالا لجالبــــه
    سلام غالي غلى ما يستحق به
    غذاه من ربنا أسنى مواهبــــه
    لو كان كاتب لا شلت أنامله
    رهط ابن مقلة لم يفخر بكاتبــــه.
  • وكان غال وحرمة في مجلس ذات يوم فسمعا غناء مغنية تدعى منين فقال حرمة مخاطبا غال
  • مالي أراك على حال سوى حالي
    أما سمعت غنا منين يا غالي

    فرد غال عليه بقوله.

    ردت على سرابيل الصبا جـددا
    بعد ارتدائي لها بردا بأسبال.

    فقال حرمة.

    لله درك ما أغلاك من غال
    يا ذا البصادي وما أعلاك من عال
    لله درك في كتب وفي أدب
    لله درك في قول وأفعـــــــــــــــال

    وذكر صاحب الوسيط أنها أبيات ولم يذكر منها إلا البيت الأول

    ووجدت بدون نسبة بيتين على هذا الوزن والروي يخاطب صاحبهما غال وهما

    من السلام سلام أمنه عـــــال
    إلى الحبيب النجيب المرتضى غال
    كما يليق وما يولي المسرة من
    أخي وداد حفي بالرضى العــــــال.

    وقال حرمة

    توفني مسلما ثم اعف عن زللي
    مالي على رأب ما أثأيت من قبل
    لكن دعاؤك مفتاح النجاة فــــلا
    يضر داعيك ربي سيئ العمــــل
    أمرتنا بالدعا وبالإجابة قــــــــد
    واعدتنا فأنلنا يا غاية الأمــــــــل
    بحق اسمائك التي دعاك بهـــا
    أهل النجاح من الأبرار والرسل

    وطلب من غال أن يومن فقال

    أمين تأمين ذي ضراء محترما
    بجاه حرمتك الميمون في الأزل
    بجاهه رب فاقبل توبنا وقنـــــا
    ما نختشي ضره يا بار يا أزلــي.
    والله يبقيه ما نبغي ويكمل مــا
    لم يأته غيره من عالم وولــــــي

    ومن خط غال نقلت هاتين القطعتين

    ومن خلال هذه المحاورات يتضح ما كانت عليه علاقة غال من الصفاء والود مع أهل عصره رغم ما كان يسود من ملاحات ومهاجات بين أهل ذلك العصر فقد عصم غال من تلك الوصمات التي تركت بصماتها في صفحات التاريخ ولم يوجد لغال فيها بصمة تعاب وهذه منقبة جليلة من مناقب غال.

    وننبه هنا على أن علاقات غال بحرمة بن عبد الجليل كانت علاقة صديق حميم لصديقه ولم تكن علاقة تلميذ بشيخه كما ظن بل توهم محقق ديوان حرمة.

    فما جلبنا من محاورات بين الاثنين يكفي لرفع كل وهم أن غال كان من تلامذة حرمه والله أعلم.

  • ومما يستطرف أن أحد الأدباء عرض عليه شاعر قصيدة له وطلب منه التعليق عليها فلما سمعها أعرض ولم يجب بشيء فألح عليه الشاعر المذكور أن يعبر له عن انطباعه عن قصيدته فقال له أشعر منك غال حيث يقول
  • أبى الشعر إلا أن يكون ارتجالــــــــه
    عزيزا إذا لم ترتجله رجالــــه
    فكم جال في ميدانه متشاعــــــــــــــر
    يرى أنه سهل السبيل مجالـه
    فحادت به الألحان عن صوب قصده
    وألقته في الجفر المجوخ جاله
  • وقد كان غال ذا همة عالية ونجدة يؤمه أصحاب الحوائج المستعصية.
  • فقد قصدته امرأة غرر بها رجل بادعاء نسب وحسب وتزوج بها ثم تبين أنه غير صادق في كلامه فرفعت المرأة أمرها للقاضي فطلب منها القاضي أن تعيد إلى الرجل أموالا كثيرة كان دفعها لها ولم يعد بيدها منها شيء فلما جاءت إلى غال قال لها إن شئت كتبت لك كتابا لأبناء عمي يعطونك طلبك من المال وإن شئت قلت لك أبياتا ترفعينها للقاضي فاختارت الأبيات فكتب لها

    لئن جئتنا تخدي بك البيد نحون
    خفاف المطايا الواشجات الرواتــــــك
    فأهلا وسهلا والرحيم ومرحبا
    بك اليوم من حورا من الحور فـــارك
    عروب من اللا لا يروم وصاله
    سوى الماجد المسلاك صعب المسالك

    فعند ما قرأ القاضي الأبيات قال طلقك غال والله، وإن الرجل ليس بكفء لك وحكم بالطلاق.

  • وأعطى قميصه يوما لامرأة لتخيطه فلم تفعل (ولم تكن تعرفه) فقال
  • لئن أنفت أن تخيط قميصــــنا
    نواعم ما من دائهن طبــــيب
    تجيب جيوب الخاشعين وغادر
    جوانح يجري بينهن لهـــــيب
    لحق لنا إنشاد بيت أجاد فـــــي
    حكايته غضب اللسان ذريـب
    ألا رب يوم لو تشق لخاطهـــا
    غزال أحم المقلتين ربيــــــب اهـ

    ويحكى أنه قال لغزا في بيتين وجعل لمن يحله ذكور إبل البصاديين فلم يستطع أحد حله ويقال أن أحد المشايخ المعاصرين له قال لتلامذته إنه عرف اللغز وكان ذلك على وجه الفكاهة والظرافة ففرح تلامذة الشيخ بما قال لهم وألحوا عليه أن يعرب لهم عن حل اللغز ليستحقوا الجائزة فأجابهم الشيخ بأن غال غير مفرط في ذكور إبل قومه والبيتين هما

    أشكو إلى الله فتاة حمــت
    فاتحة الأعراف من ثغرهــــــــا
    وجرعت فاتحة الرعد من
    يعاف صافي الشهد من غيرهــا

    والمعنى أنه يشكوا إلى الله من فتاة منعت ثغرها من المص وسقت من يعاف العسل الصافي من ثغرها المر والكلام على وجه التورية فورى بفاتحة الأعراف والتي هي المــــــص عن المص لاتفاقها في الخط وورى بفاتحة الرعد التي هي المر عن المر لاتفاقهما أيضا في الخط والله أعلم.

    مؤلفاته

  • وسيلة الخليل إلى بعوث صاحب الإكليل.
  • ويسمى أيضا تبصرة المحتاج إلى بعوث صاحب المعراج وهو نظم جيد غاية في السلاسة في ذكر البعوث والسرايا التي بعثها رسول الله للدعوة أو القتال، ولم يخرج فيها بنفسه وهذا النظم ذيل به المغازي لأحمد البدوي رحمهما الله وهو ينيف على ثلاثمائة بيت يقول في أوله

    قال أسير التبعات الغالي
    فيما نهي عنه الإله غالي.
    من قاده داعي الهوى فانقادا
    المغربي الأشعري اعتقادا
    المالكي مذهبا المرتجي
    من الكريم فتح كل مرتج
    ونيل يوم السبع أقصى الأرب
    بنظم سيرة ا النبي العربي
    حمدا لمن نبيه قد بعثا
    فدوخت بعوثه من قد عثا
    ثم الصلاة والسلام ما حكت
    حمائم حمائما إذا بكت
    فهيجا صبابة لمن صبا
    وهزت الغصون أنفاس الصبا
    • وشرح نظمه المذكور في ابلبعوث بكتاب أسماه بشرح سماه تحفة الخليل على وسيلة الخليل أو وسماه جوهرة التاج على تبصرة المحتاج وهو مطبوع طبع ثلاث طبعات.وللشيخ محمد علوي المالكي عليه تعليقات تحت عنوان جوهرة التاج على تبصرة المحتاج إلى بعوث صاحب المعراج
    • العدة والذخر، في أسماء من له الفخر وهو نظم نظم به أسماء النبي الواردة في دلائل الخيرات ولنا عليه شرح لم ينشر بعد.
    • نظم أمهات المؤمنين ن أجمعين وذكر نسبهن والأب الذي تجتمع فيه كل واحدة منهن مع النبي وطبع مع شرح لمحمد المصطفى بن الإمام العلوي.
    • وله تأليف في الصرف لم أقف عليه وقد أخبرني بعضهم بأنه وقف عليه.
    • ديوان شعر ما زال في طور التجميع وقد نشر أحدهم قصائد منه بعنوان ديوان غال ولم يحققها بل إنها وقعت فيها أخطاء فادحة من الطباعة وأخرى راجعة لعدم دراية من قام بنشرها

    نماذج من شعره

    من القصائد المعروفة له قصيدته الغزلية أثارت

    أثارت محيلات الديار الدوارس
    بقلبي تليدات الهوى والهواجس
    لسلمى عفتها المزن حتى كأنها
    بقايا زبور في بطون القراطس
    وغير منها للحسان ملاعبا
    ملاعب صيفي الرياح الروامس
    سقتها السماء الغرتين وعلها
    من الدلو يعلول الغمام الرواجس
    ولا زال مربوع الأزاهر كاسيا
    رباها بنوعي حلية وملابس
    ملابس من حوك الولي كأنما
    عليهن منها عبقري الطنافس
    ديار قضينا للشبيبة حقها
    بهن بوصل المنعمات الأوانس
    أوانس بيض مفعمات حجولها
    قصائر عين كالظباء الكوانس
    عفائف لا تعطي القياد وشدما
    تملكن قياد الملوك الأشاوس

    وله تعالى في قضاة الجور في زمانه ويا ليت شعري ما ذا كان سيقول لو رأى قضاة زماننا.

    إلى رافع الشكوى رفعنا يد الشكوى
    من أقضية بالجور عمت بها البلــوى
    قضاء قضاة جامحات نفوسهــم
    عن الحق لا يقضون إلا بما تهـوى.
    تصدر للإفتاء والحكم منهم
    مجانبين لا يدرون ما الحكم والفتوى.
    إذالاح وجه الحكم بالحق أعرضوا
    جنوحا لراشيهم وإن ناقضت دعــوى.
    فعوذا بوجه الله مماأصابهم
    وويل لهم إن الجحيم هي المأوى
    ألا فارتشوا ما شئتم إن حسبكــم
    جهنم إذ تصلونها لكم مثوى
    ففيها رحى يوم القضاء معدة
    لتشديخ هام الحاكمين بلا تقــوى

    وله في طلب الكريم السقي ومن خطه كتبت.

    هو الكريم وخير القول ما صدقا
    ما خاب تأميل من بسيبه وثقـا
    والرب أكرم أن يرمي بمتلفة
    أخا رجاه وإن عصى وإن فسقــا
    سقيا لأرضك يا ذا المن عن عجل
    غيثا مغيثا هنيئا نافعا غدقـا
    مباركا ممرعا من صوب غاديـة
    يغدوا به إثر الضراء ممتحقـا
    كأن بارقه يأتال فارقـه
    وهنا رموح ترى في بطنه بلقا
    والرعد مرتجس والماء منبجس
    وكل واد بريق المزن قد شرقـا
    كأنما الصفصف الضاحي لسابعه
    من كل نابتة ليل إذا غسقــا
    بجاه ملجئنا غوث الخلائق مــن
    به إذا سئل السقي السلام سقــا
    وأهل هجرته وأهل نصرته
    وجاه عترته ومن به علقــا
    صلى عليه إله العرش ما كشفــت
    به كروب وما مزن به ودقا

    وله ملغزا بالقلم

    ألارب منطيق عيي لسانه
    أصم سميع أخرس متكلــم
    له مقول لم يحك قط قضية
    ينبئنا أنباء عاد وجرهم
    يدب وإن جاري على أم رأســه
    بمكة يسعى والعراق على الفــم
    يوشي إذا يمشي مواقع رأســه
    فيتركها مثل الرداء المنمنـم
    يمج لعابا في الدبيب لسانــه
    ويذري رعافا أنفه في التقدم
    ويقطع إن يسئم من المشي رأسه
    فيسرع باقي الجسم يجري على الدم.

    وله قصيدة في مدح رسول الله تزيد على ثمانين بيتا منها

    سقت شئابيب غيث رائح هطل
    ديار علوة لوهجن الهواجس لي
    وصانها من يمان الوشى ما نسجت
    صناع وسميها الدلوى والحمــل
    حتى ترى ورباها بعد ما عريــت
    تهتز في حلل من روضها الخضل
    مسرورة إن بكت عين السماء بهــا
    تفتر أزهارها عن ثغرها الرتل
    منازل سحبت هيف المصيف بها
    أذيالها بعد هيف الخرد الخدل

    إلى أن يقول

    غيد بهن دواعي الشوق قد ختمت
    ختم الرسالة عند خاتم الرسل
    محمد سيد الكونين سيد من
    يمشي على الأرض من حاف ومنتعل
    محمد سيد الأقطار سيد مــن
    حاز العلا من ذوى الأمصار والنقــل
    محمد سيد البادين سيد من
    جابت به البيد قود الاينق الذلــل
    محمد خير من حل الجميل بـه
    وخير منتجع في أزمة المحل
    من للعصاة شفيع للمضام حمـى
    للمسلمين ربيع كالحيا الهطل
    للمجرمين مجير من جرائمهـم
    إن مسهم جزع من سيء العمل
    شفيعهم إذ لواء الحمد في يده
    أما نهم غوتهم من ذلك الوجــل.

    وفاته

    اختلفت المصادر التي تعرضت لتحديد سنة وفاته

    فقد ذكر عمر رضا ك حالة في معجم المؤلفين أنه توفي سنة 1243هـ ناقلا عن الأعلام للزركلي.

    بينما ذكر المختار بن حامدن في موسوعته حياة موريتانيا بأن وفاته كانت سنة 1240 هـ ويبدو أن التاريخ الذي ذكره عمر رضا أقرب للصواب وإن كان القول الثاني غير ممتنع. فغالي رثي ابن عمه الطالب مختار بن أحمد أجويده وقد ذكر ابن طوير الجنة في وفياته أنه توفى 1240 هـ كما أنه رثي شيخه حبيب الله بن القاضي وقد وقفت على أن وفاته كانت في تلك السنة التي توفى فيها الطالب مختار، ولكنه من الممكن أن يكون رثاهما وتوفى في نفس السنة التي توفى فيها من رثاهما.

    وقد دفن غالي في مكان يدعى تنتمكش في آوكار ورثاه صالح بن عبد الوهاب”’ بمرثية تضاهي إن لم تكن تفوق مرثية بن دريد للإمام الشافعي رحم الله الجميع وقد تقدم بعض هذه القصيدة وهذه بقيتها.

    خليلي ما طول التأسف نافع وما للمنايا حين تنزل دافــع

    ولا ينس ذا عقل تأخر مصـرع فاللناس لو طال البقاء مصارع

    وبالموت باد الأولون وملكهـم بذا قد أتت للآخرين الشرائـع

    وما شاهدوا في دهرهم من تصرف يطقهم طورا وطورا يراجع

    نعم هذه دنيا تغير حالهـا وقد أشبه الماضي منها المضارع

    لقد مات من غسان أرباب جلـق وماتت بنوا ماء السما والأقــارع

    وماتت رءوس عبد شمس وهاشــم وماتت أعالي طيئ والربائــع

    ومات الإمام الشافعي ومالـك وأحمد والنعمان مات ونافــع

    وقد مات أتباع الصحابة كلهم فلم يبق صحبي ولم يبق تابـع

    وإن يك لم يجزع لفقدان هالـك فإني على فقدان غال لجــازع

    يرى ما به يأتي غد بفراســة ونور به نور الكواكب ساطـع

    وقد كان يبتاع الهداية بالهدى فقلبه مبتاع ولبه بائــع

    تنافس فيه الضرتان تنافسا وقد غبطت فيه القبور المصانــع

    فلله تنتامكش إذ حل أرضهــا لقد شرفت منها بقاع بلاقـع

    فلا غرو أن حاز به الفضل تربهــا فما شرفت إلا بذاك المواضــع

    فلله تنتامكش إذ حل حولهــا أخو ثقة حنت إليه المضاجع

    يحن له لبنان والطور والصفــا وحن له شعب الحجون وفـارع

    وخيف مني والحرتان وواقــم وواد القرى والمنتضى والتضارع

    فليت رجوع الهالكين مؤمـل لترجعه يوما إلينا الرواجـع

    وليت مراثيه استحالت مدائحا وليت التمني حين يعرض نافــع

    وليت زمانا زرته فيه عائـد وليت زمانا زارني فيه راجــع

    فأبصره في حاله واحتفاله وإلا فإن اليأس منه لفاجـع

    نعم فاجأتنا فرقة أبديـة ودهر لآمال المؤمل قاطع

    لئن كانت الأرزاء خصت بأهلهـا فذا الرزء رزء في البرية شائـع

    مضت سنة الأكوان في العلم التقوى تقاصر عنها الباذخات الفــوارع

    فإن يكن بدء محضه المجد كله لقد طاب منه البدء والفــرع بــارع…

    فإن يسق يوما قبر أروع ماجـد ألا فسقت قبـرا لغــالي هوامـع

    من السحب بالريحان والروح تنهمي وبالعفو والغـفـران والله واسـع

    غالي ولد مختار فال هو عالم وشاعر موريتاني ألف الكثير من الكتب في مختلف المجالات مثل السيرة والنبوية وغيرها.

     
    التعليقات

    شاركنا رأيك



    أقسام شبكة بحوث وتقارير ومعلومات عملت لخدمة الزائر ليسهل عليه تصفح الموقع بسلاسة وأخذ المعلومات تصفح هذا الموضوع غالي مختار فال البصادي اسمه ونسبه ويمكنك مراسلتنا في حال الملاحظات او التعديل او الإضافة او طلب حذف الموضوع ...آخر تعديل اليوم 05/05/2024


    اعلانات العرب الآن