حبسه في السجن

كان سبب حبسه أن الزبرقان بن بدر التميمي سيد قومه عَمِل للنَبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يجمع زكاة قومه ويؤديها لهم. وقد أشتكى لعمر لما هجاه الحطيئة. فقال له عمر وما قال لك ؟ قال قال لي



قصيدة دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبغيتها واقعـدْ فإنّك أنـت الطاعمُ الكاسي



فقال عمر ما أسمع هجاء ولكنها معاتبة. فقال الزبرقان أو لا تبلغ مروءتي إلا أن آكل وألبس! والله يا أمير المؤمنين ما هُجيت ببيت قط أشد عليَّ منه. فدعا عمر حسان بن ثابت وسأله أتراه هجاه؟ قال حسان نعم وسلح عليه! فحبس عمر الحطيئة، فجعل الحطيئة يستعطفه ويرسل إليه الأبيات، فمن ذلك قوله



قصيدة ماذا تقول لأفراخٍ بذي مرخٍ زغبُ الحواصلِ لا ماءٌ ولا شجرُ



فلم يلتفت إليه عمر، حتى أرسل إليه الحطيئة



قصيدة ألقيت كاسبَهم في قعر مُظلمة فاغفر، عليك سلام الله يا عمر



قصيدة أنت الإمامُ الذي من بعد صاحبه ألقى إليك مقاليدَ النُّهي البشرُ



قصيدة لم يؤثروك بها إذ قدّموك لها لكن لأنفسهم كانت بك الأثرُ



قصيدة فامنن على صبيةٍ بالرَّمْلِ مسكنُهم بين الأباطح يغشاهم بها القدرُ



قصيدة نفسي فداؤك كم بيني وبينَهُمُ من عَرْضِ واديةٍ يعمى بها الخبرُ



قال عمر فإياك والمقذع من القول فقال الحطيئة وما المقذع؟ قال عمر أن تخاير بين الناس فتقول فلان خير من فلان وآل فلان خير من آل فلان؛ قال الحطيئة فأنت والله أهجى مني. ثم قال له عمر والله لولا أن تكون سُنّة لقطعت لسانك . فاشترى عمر منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، وأخذ عليه عهداً ألا يهجو أحداً ولكن يقال أنه رجع للهجاء بعد استشهاد عمر بن الخطاب .



قال عن أمه



قصيدة تنحي فاقعدي مني بعيداً أراح الله منك العالمينا


قصيدة ألم أوضح لك البغضاءَ مني ولكن لاأخالُكِ تعقلينا


قصيدة أغربالاً إذا استودعت سراً وكانوناً على المتحدثينا


قصيدة جزاك الله شراً من عجوز ولقاك العقوق من البنينا


قصيدة حياتكِ ماعلمت حياةُ سوء وموتُكِ قد يـسرُّالصالحينا



وقال لأبيه


قصيدة فنعم الشيخ أنت لدى المخازي وبئس الشيخ أنت لدى المعالي


قصيدة جمعت اللؤم لا حياك ربي وأبواب السفاهة والضلال



وقال يهجوا نفسه


قصيدة أبت شفتاي اليوم إلا تلكماً بهجو فما أدري لمن أنا قائله



فرأى وجهه في الماء فقال


قصيدة أرى اليوم لي وجهاً فلله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله



وعندما مات أوصى أن يعلق هذا على كفنه


قصيدة لا أحدٌ ألأم من حطيئة هجا البنين وهجا المريئة


جميل الشعر

الشعر القصصي

الحطيئة رائد الشعر القصصي كما هو واضح في قصيدته قصة كرم


قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل بتيهاء لم يعرف بها ساكن رسما


قصيدة أخي جفوة فيه من الأنس وحشة يرى البؤس فيها من شراسته نعمى


قصيدة وأفرد في شعب عجوزاً إزاءها ثلاثة أشباح تخالهم بهما


قصيدة حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملّة ولا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما



وبعد هذه الإضاءة لبيئة القصة، وشخوصها تبدأ حبكة القصة وتأزم الحدث


قصيدة رأى شبحاً وسط الظلام فراعه فلما بدا ضيفاً تسوّر واهتمّا



ويأخذ التأزم في التطوروتشتد عقدة القصة حتى تصل منتهى الشد


قصيدة فقال ابنه لما رآه بحيرة أيا أبتي اذبحني ويسّر له طعما


قصيدة ولا تعتذر بالعدم عل الذي ترى يظن لنا مالاً فيوسعنا ذما


قصيدة فروّى قليلاً ثم أحجم برهة وإن هو لم يذبح فتاه فقد همّا


قصيدة وقال هيا ربّاه، ضيف ولا قرى؟ بحقك لا تحرمه تاالليلة اللحما



ثم تأخذ الأزمة في الانفراج، ويبدأ حل العقدة


قصيدة فبينا هما عنت على البعد عانة قد انتظمت من خلف مسحلها نظما


قصيدة عطاشاً تريد الماء فانساب نحوها على أنه منها إلى دمها أظما


قصيدة فأمهلها حتى تروت عطاشها فأرسل فيها من كنانته سهما


قصيدة فخرّت نحوص ذات جحش سمينة قد اكتنزت لحماً وقد طبقت شحما



وانحلت العقدة .. ثم تليها الإضاءة الأخيرة


قصيدة فيا بشره إذ جرّها نحو قومه ويا بشرهم لما رأوا كلمها يدمى


قصيدة فباتوا كراماً قد قضوا حق ضيفهم فلم يغرموا غرماً وقد غنموا غنما


قصيدة وبات أبوهم من بشاشته أباً لضيفهمُ والأم من بشرها أما

المدح والثناء

يعتبر نقاد الأدب العربي القدماء، أن أبياته التالية في المدح مما لا يلحق له غبار، أما النقاد المحدثون، فمنهم الدكتور محمد غنيمي هلال الذي أعتبرها من القصائد التي امتازت بالجزالة التي تتوافر للفظ إذا لم يكن غريباً ولا سوقياً.. وهي كما نرى تنبض بالحكمة من داخلها وإن كان ظاهرها الاستجداء والمدح



ق يسوسون أحلاماً بعيداً أناتها وإن غضبوا جاء الحفيظة والجدُّ


ق أقلوا عليهم لا أباً لأبيكم من اللوم أو سدّوا المكان الذي سدوا


ق أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنى وإن عاهدوا أوفوا ونىنى


إن عقدوا شدوا


ق وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدّروها ولا كدّوا



كما قال الحطيئة‏


قصيدة زوامل للأخبار لا علم عندها بمثقلها إلاّ كعلم الأباعر


قصيدة لعمرك ما يدري البعير إذا غدا بأوساقه أو راح ما في الغرائر

من أشعاره

قصيدة أرى ليَ وجهاً قبّح الله شكله فقبّح من وجـهٍ وقبّـح حاملـه


قصيدة الشعر صعب وطويل سلمّه إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه



قصيدة وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل ببيداء لم يعرف بها ساكن رسما



قصيدة رأى شبحا وسـط الظـلام فراعـه فلما بدا ضيفا تسور واهتمـا


قصيدة وقـال ابنه لـما رآه بحيـرة أيا أبت اذبحني ويسر له طعما



صندوق معلومات شخص


سابقة تشريفية


الاسم


لاحقة تشريفية


اسم أصلي


صورة


الاسم عند الولادة



تاريخ الولادة


مكان الولادة


تاريخ الوفاة


مكان الوفاة


سبب الوفاة


مكان الدفن


النصب التذكارية


عرقية


منشأ


الإقامة


الجنسية


المدرسة الأم


المهنة


سنوات نشاط


أعمال بارزة


تأثر


تأثير


تلفزيون


المنصب


مؤسسة منصب


بداية منصب


نهاية منصب


المدة


سبقه


خلفه


الحزب


الديانة


الزوج


الأولاد


الأب


الأم


الجوائز


توقيع


الموقع








أبو مُلَيْكة جرول بن أوس بن مالك العبسي المشهور بـ الحطيئة.




شاعر مخضرم أدرك جاهلية الجاهلية وأسلم في زمن أبو بكر أبي بكر . ولد في بني رشيد بني عبس من أَمةٍ اسمها (الضراء) دعِيًّا لا يُعرفُ له نسب فشبّ محروما مظلوما، لا يجد مددا من أهله ولا سندا من قومه فاضطر إلى قرض شعر (توضيح) الشعر يجلب به القوت، ويدفع به العدوان، وينقم به لنفسه من بيئةٍ ظلمته، ولعل هذا هو السبب في أنه اشتد في هجاء الناس، ولم يكن يسلم أحد من لسانه فقد هجا أمّه وأباه حتى إنّه هجا نفسه.